الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

اليمين المتطرف في ألمانيا ـ المخاطر والتحذيرات (ملف)

أكتوبر 17, 2023

بون ـ المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات ECCI ـ وحدة الدراسات

يمكن تصفح الملف pdf  ملف اليمين المتطرف في ألمانيا ـ المخاطر والتحذيرات

يتناول الملف بالعرض والتحليل تنامي شعبية اليمين المتطرف في ألمانيا، وأبرز الجماعات اليمينية النشطة، والتحذيرات الاستخبارية من تنامي أعداد عناصرها، كما يستعرض الملف أساليب وأدوات جماعات اليمين المتطرف لاختراق مؤسسات الدولة والمجتمع،  بالإضافة إلى تدابير الحكومة الألمانية لمواجهة تمدد اليمين المتطرف. ويركز الملف في تحليله على المحاور التالية:

  1. اليمين المتطرف في ألمانيا ـ أبرز الجماعات المتطرفة
  2. اليمين المتطرف في ألمانيا ـ أساليب التغلغل في المجتمع ومؤسسات الدولة
  3. اليمين المتطرف في ألمانيا ـ تدابير حكومية

1- اليمين المتطرف في ألمانيا ـ أبرز الجماعات المتطرفة

بدأت الحكومة الألمانية تكشف بشكل مستمر عن التنظيمات والمجموعات اليمينية المتطرفة أكثر من أى وقت مضى. هذا يعني أن السلطات الألمانية لم تعلن في السابق عن حجم وخطورة اليمين المتطرف لأسباب سياسية، أو لأسباب تخص الأمن المجتمعي. لا تزال جماعات اليمين المتطرف في ألمانيا تميل إلى العنف، وتشكل أكبر تهديد للديمقراطية والمجتمع الألماني، حيث تتبنى تنظيمات وجماعات اليمين المتطرف في ألمانيا استراتيجية “التدمير البناء”، وعدم الاعتراف بمؤسسات الدولة الألمانية.

أبرز جماعات اليمين المتطرف في ألمانيا

رابطة “هامرسكينز دويتشلاند  “Hammerskins Deutschland” : تعد الرابطة فرع من رابطة في الولايات المتحدة، وتتواجد في ألمانيا منذ أوائل تسعينيات القرن العشرين. تتبنى الرابطة اتجاهات مناهضة للدستور والديمقراطية الألمانية، وترفض فكرة التفاهم بين الشعوب، تتعارض أنشطة الرابطة مع القوانين الجنائية الألمانية، وتسعى من خلال حفلاتها الموسيقية إلى التأثير على غير الأعضاء بها بأفكار يمينية متطرفة.

حركة “فولكيش”: تعد حركة عرقية قومية ألمانية من أواخر القرن التاسع عشر، وظهرت جماعات موالية لها تعارض التغيرات الاجتماعية والثقافية الألمانية، وتتخد الحركة من الأرياف الألمانية مركزاً لهم، ولا يدخلها أحد إلا أتباعهم، وتسعى الحركة لبناء مجتمعهم الخاص الذي يؤمن بأفكار يمينية متطرفة، ويعيش وفق ضوابط وقيود أيديولوجية، ويستقرون في منطقة “لونبرغ” شمال ألمانيا.

حركة “مواطنو الرايخ”: تعتقد الحركة بأن “الرايخ” أو الامبراطورية الألمانية التي كانت قائمة بين 1917 وحتى نهاية الحرب العالمية الثانية لا تزال قائمة. يرفض “مواطنو الرايخ” الاعتراف بالدولة الألمانية بنظامها السياسي القائم. تضم الحركة متطرفين يمينيين ومؤمنين بنظرية المؤامرة ومتحمسين لاقتناء السلاح. يقدر عدد أعضاء الحركة بنحو (21) ألف عضو، من بينهم (5%) مصنفون بوصفهم يمينيين متطرفين، وغالبية أعضاء الحركة ذكور، وتتجاوز أعمارهم الـ (50) عاماً في المتوسط.

مجموعة “لواء العاصفة 44” أو “لواء الذئب”: تهدف المجموعة إلى “إعادة بناء الدولة النازية السابقة”، وهي على صلة وطيدة بالمتطرفين اليمينيين في ألمانيا. تورط أعضاء من المجموعة في العام 2019 بتشكيل جماعة إجرامية، وذلك بعد الاشتباه في مشاركتهم في التجمعات اليمينية المتطرفة الإقليمية ورسم “الصليب المعقوف” على الجدران.

منظمة الشباب التابعة لحزب “البديل من أجل ألمانيا”: تضم أفرادا ومنظمات لا تنفذ أعمالاً عنيفة ، لكنها تغذي “ثورة ثقافية يمينية متطرفة”، وتسلك مساعي مناهضة للدستور الألماني، كما تنشر مفهوماً عرقياً للمجتمع قائماً على افتراضات بيولوجية أساسية، تخضع المنظمة للمراقبة باعتبارها حالة مؤكدة من التطرف اليميني، بعد أن كانت حالة يمينية متطرفة مشتبه بها.

“معهد البحوث لسياسة الدولة” : يعتبر المعهد مركزاً بحثياً ينشر الأفكار اليمينية المتطرفة أسس عام 2000، يقع مقر “معهد البحوث لسياسة الدولة” في مدينة “شنيلرودا” شرق ألمانيا. يعقد المعهد مؤتمرات، وينشر دراسات وأوراق بحثية تدعم إيديولوجية اليمين المتطرف، ينتمي معظم المتحدثين في هذه المؤتمرات إلى “الجناح” المتطرف داخل حزب “البديل من أجل ألمانيا”.

منظمة “واحد في المئة” : تأسست منظمة “واحد في المائة” عام 2015، ولديها علاقة وثيقة بحركة “الهوية” الألمانية، يتجاوز عدد أنصارها (52) ألف شخص تقريباً، ترى المنظمة أن موجات الهجرة واللجوء تمثل التهديد الرئيسي للمجتمع الألماني، كما ترى نفسها “منصة مقاومة مهنية للدفاع عن المصالح الألمانية”.

“حركة الهوية” : يتراوح عدد أعضاء حركة “الهوية” في ألمانيا ما بين (200 – 600) ناشط تقريباً، و(1000) مؤيد. يوجد لحركة”الهوية” فروع في الولايات الألمانية الـ(16) بالإضافة إلى وكالة إعلامية وكيان استشاري مالي ومتجر إلكتروني، كما تتعارض أنشطة الحركة مع مباديء الديمقراطية .

حركة “بيغيدا”: تأسست حركة “بيغيدا” كحركة مناهضة للإسلام واللاجئين في ألمانيا، وتستغل الحركة الأزمات المرتبطة بالهجرة واللجوء لبث دعايتها اليمينية المتطرفة. تستقطب الحركة أفراد الطبقة الوسطى في ألمانيا، ويتبنى مؤيدوها فكرة أن المجتمع الألماني في حاجة إلى أن “يفيق” إلى تهديدات “الإسلامويين المتطرفين”، ويتهمون السلطات الألمانية بالفشل في تطبيق القوانين المتعلقة بمكافحة الإرهاب والهجرة.

أكدت وزارة الداخلية الألمانية في 19 سبتمبر 2023 إن حظر الجماعات اليمينية المتطرفة مثل رابطة “هامرسكينز دويتشلاند” يمثل “ضربة قوية ضد التطرف اليميني المنظم”، وهذا يرسل “إشارة واضحة ضد العنصرية”، كما أن التطرف اليميني لا يزال يمثل “أكبر تهديد متطرف للديمقراطية الألمانية ومؤسسات الدولة، لذلك تواصل السلطات الألمانية تفكيك الهياكل اليمينية المتطرفة. اليمين المتطرف في ألمانيا ـ كيف يستثمر حزب البديل AFD ملف الهجرة؟

تنامي نسبة اليمين المتطرف في ألمانيا

حذرت هيئة حماية الدستور الألمانية “الاستخبارات الداخلية” في 20 يونيو 2023 من الارتفاع “الحاد” في نسبة المتطرفين ذوي الميول العنيفة بالبلاد. حيث رصدت خلال العام 2022 مظاهر ارتفاع العنف بشكل خاص في أوساط الطيف اليميني المتطرف بنحو (14.5%)، وسجلت من أصل (40) ألف عنصر يميني متطرف، (14) ألفاً منهم لديهم استعداد لارتكاب هجمات إرهابية. وبشأن الزيادة الحادة في نسبة الميول العنيفة لدى عناصر اليمين المتطرف، يعزوها التقرير إلى ارتفاع عدد أنصار “حزب البديل من أجل ألمانيا – AFD” الذين تم وضعهم لأول مرة تحت المراقبة، وتقدر الهيئة عددهم بأكثر من (10) ألاف شخص.

أظهرت دراسة في 23 سبتمبر 2023 أن انتشار المواقف اليمينية المتطرفة بين السكان في ألمانيا زاد بشكل حاد منذ عام 2021. وأشارت إلى أن “واحدا من كل اثني عشر” شخصا بالغا بمعدل (8.3%) يتبنى حاليا وجهة نظر يمينية متطرفة، وكانت نسبة هؤلاء تتراوح بين (2 – 3%) في الأعوام الماضية. اليمين المتطرف داخل وكالات الأمن و الدفاع الألمانية، حجم المخاطر والمعالجات

تضاعف عدد مظاهرات اليمين المتطرف في ألمانيا

تضاعف عدد مظاهرات اليمين المتطرف في النصف الأول من العام 2023 بأكثر من (3) مرات مقارنة بعددها في نفس الفترة من العام 2022. ارتفع عدد المسيرات اليمينية المتطرفة في كل أنحاء ألمانيا من (35) مسيرة في النصف الأول من 2022 إلى (110) مسيرة في النصف الأول من العام 2023. في المقابل، انخفض عدد موسيقى حفلات الروك اليمينية المتطرفة في نفس الفترة من (89) إلى (71) حفلة. وافق حوالي (20%) من الألمان إلى حد ما أو كلية على عبارة: “بلادنا الآن أشبه بالديكتاتورية أكثر منها بالديمقراطية”، و تقول “ليزا باوز” وزيرة الأسرة الألمانية إنه “يجب إيقاف المتطرفين اليمينيين ومواجهتهم، معربة عن قلقها البالغ من نتائج الدراسة التي أظهرت أن خُمس الألمان يرون أن بلدهم أصبح الآن أقرب للدكتاتورية منها إلى الديمقراطية.”

اليمين المتطرف في طريقه للخروج عن السيطرة

أشار المكتب الاتحادي للشرطة الجنائية في ألمانيا، في العاشر من مايو 2022، إلى أن “عنف” اليمين المتطرف ربما يكون في طريقه لـ”الخروج عن السيطرة” بالفعل. أظهرت نتائج دراسة ألمانية في 29 أغسطس 2023 أن الشعبوية والإيمان بالمؤامرات منتشران على نطاق واسع في البلاد، وذهبت إلى أن “واحدا من كل أربعة” ألمان على قناعة بأن هناك “قوى سرية” توجّه السياسة. يقول “فرانك برتشنايدر” الخبير وعالم الاتصالات إنه “بوجه عام، أكثر من ثلث الألمان لديهم تصور يميني شعبوي بالمعنى الأوسع عن العالم”. ذكر “برتشنايدر” أن هذه النظرة للعالم لم تترسخ لدى مجموعة كبيرة ممن شاركوا في الاستطلاع وحسب؛ بل إنها تزداد شعبية، مؤكدا انخفاض الرضا عن أداء الديمقراطية بين عامي 2022 و2023″. ملف: اليمين المتطرف في ألمانيا ـ عوامل وتداعيات صعود حزب البديل من أجل ألمانيا

**

2- اليمين المتطرف في ألمانيا ـ أساليب التغلغل في المجتمع ومؤسسات الدولة

شهدت ألمانيا تزايد في عدد الجماعات اليمينية المتطرفة، والتيارات الشعبوية، مستغلة قضية اللجوء والهجرة كذلك استغلال الأزمات كأزمة الطاقة وحرب أوكرانيا و”كوفيد 19″ لبث دعايتها المتطرفة. ونجحت الجماعات اليمينية بتنظيم أنشطتها وتوزيع الأدوار، ما بين النشاط السياسي المنظم، وتنظيم التجمعات الشعبوية اليمينية وخلايا سرية جداً تنفذ عمليات إرهابية، معتمدة على أساليب ووسائل عمل استراتيجية وخفية لاختراق مفاصل الدولة من قضاء وأجهزة أمنية والجيش، وهو ما يشكل تهديداً مباشراً للنظام الديمقراطي والأقليات والأجانب.

تنامي خطر اليمين المتطرف في ألمانيا

كشف تقرير استخباراتي في 21 يونيو 2023 أن التطرف اليميني لا يزال يشكل “أكبر تهديد متطرف للنظام الديمقراطي الأساسي” في ألمانيا، ووجد التقرير أن عدد المتطرفين اليمينيين ارتفع من (33,900) في العام 2021 إلى (38,800) في عام 2022. . كما ارتفعت جرائم العنف التي ارتكبتها هذه المجموعة بنسبة (7.5%) وتشمل محاولتي قتل. وعلق توماس هالدنوانغ، رئيس المكتب الاتحادي لحماية الدستور: “يستخدم المتطرفون الأزمات للحصول على موطئ قدم في الطبقات الوسطى، ويتبادلون أساطير المؤامرة والمعلومات المضللة والدعاية” . اليمين المتطرف في ألمانيا ـ أبرز الجماعات المتطرفة

اليمين الجديد.. أسلوب خفي واستراتيجي

يتم تعريف “اليمين الجديد” وفقاً للاستخبارات الداخلية عن طريق أساليبه الخفية والماكرة. قال أكسل زالهيازر، مدير قسم البحث في التطرف اليميني بمعهد الديمقراطية والمجتمع المدني الذي يعرف اختصاراً (IDZ)، إن ما يميز “اليمين الجديد” هو استراتيجيته الواعية في طرح نفسه باعتباره حركة وطنية محافظة تنتمي إلى الطبقة الوسطى إذ تقوم في الوقت نفسه بالترويج بما يصفه “بمواقف متطرفة راديكالية عنصرية معادية للديمقراطية والليبرالية.”

ومن أبرز الأفكار التي يتم الترويج لها نظرية “الاستبدال العظيم” التآمرية التي تزعم أن هناك مؤامرة تحيكها نخبة غربية خفية ذات نفوذ كبير (غالباً ما تكون يهودية) لتهجير وإحلال العرق الأبيض بموجات هجرة جماعية من إفريقيا والشرق الأوسط.

اختراق الأجهزة الأمنية والجيش

يرى ئيس مكتب حماية الدستور في ألمانيا، أن عدد اليمينيّن المتطرفين المعادين للديمقراطية في أجهزة الأمن الألمانية “مرعب”.  وقد حددت الأجهزة الأمنية في مايو 2022 أن أكثر (327) حالة مشبوهة ومثبتة للتطرف  اليميني المتطرف بين الجنود وضباط الشرطة وضباط المخابرات في السنوات الثلاث السابقة (يوليو 2019  حتى  يونيو 2021) . تشير وزيرة الداخلية نانسي فيزر إلى أن ذلك له مخاطر كبيرة محتملة: “لديهم صلاحية الوصول إلى البيانات الحساسة، كما أن لديهم معرفة متخصصة وأحيانًا تخويل بالوصول إلى الأسلحة”. وكان قد سبق أن أبلغ الجيش الألماني في يوليو 2020 عن فقدان أكثر من (62) كيلوغراماً من المتفجرات و (60000) طلقة من الذخيرة: فيما اختفت (48000) طلقة أخرى من وحدات القوات الخاصة.

وفي واحدة من أبرز قضايا التسلل اليميني المتطرف، حُكم على ملازم سابق في الجيش الألماني يعرف باسم فرانكو أ. بالسجن لمدة خمس سنوات ونصف في يوليو 2022. كان جندياً نشطاً عندما اكتشف أنه يخزن الذخيرة ويخطط لإسقاط الدولة الألمانية. وكشفت قضيته عن شبكة من التهديدات اليمينية المتطرفة التي تغلغلت في وكالات الأمن الألمانية على جميع المستويات.

علاوة على ذلك، ترأس هانز جورج ماسن ، الذي قدم المشورة والحماية لـ”حزب البديل من أجل ألمانيا AFD ” وشاركه أيديولوجيته المعادية للأجانب ، جهاز المخابرات الألماني لمدة ست سنوات (2012-2018).

وقد أعادت عملية تفكيك الخلية الانقلابية اليمينية في ألمانيا، في 7 ديسمبر 2022، إلى الواجهة مسألة تغلغل أنصار اليمين المتطرف ودعاة النازية الجدد في صفوف المؤسسة العسكرية والأمنية في ألمانيا، لا سيما أن عدداً كبيراً من أعضاء المجموعة التي ألقي القبض عليها هم جنود في الجيش، أحدهم لا يزال في الخدمة داخل القوات الخاصة، بينما يخدم آخرون في قوات الاحتياط، وآخرون جنود وضباط متقاعدون. اليمين المتطرف في ألمانيا ـ فوبيا نظرية الاستبدال

تغلغل اليمين المتطرف في سلك القضاء

تزايدت المخاوف في ألمانيا من تغلغل عناصر يمينية متشددة في السلك القضائي، خاصة وأن مناصب القضاء المؤثرة باتت تستقطب شخصيات تعادي دستور البلاد، وبالذات من خلال استغلال سهولة شروط اختيار القضاة الفخريين للالتحاق بسلك القضاء. تورط في ذلك ينس ماير الذي كان عضواً البرلمان الألماني عن حزب “البديل من أجل ألمانيا” اليميني الشعبوي بين عامي 2017 و2021، لكنه كان يرغب بعد خروجه من البوندستاغ في العودة إلى منصبه السابق كقاض في ولاية ساكسونيا في شرق البلاد. بيد أن محاولة ماير للعودة إلى ساحة القضاء باءت بالفشل بسبب أن وزيرة العدل في ساكسونيا كاتيا مير، التي تنتمي إلى حزب الخضر، قامت برفع دعوى إلى المحكمة لتنجح في إفشال مساعي ماير في أبريل 2023. وقد جرى خروج ماير، الذي صنفه مكتب حماية الدستور الألماني باعتباره شخصية يمينية متطرفة، إلى التقاعد المبكر.

و تعتزم وزارة العدل الاتحادية، من أجل الحيلولة دون تسلل عناصر متطرفة متشددة في السلك القضائي، تعديل المادة رقم (44 أ) من قانون القضاء الألماني بما يمنع أي شخص من تولي منصب القاضي الفخري إذا “انتهك المبادئ الأساسية للإنسانية أو للدولة الدستوري” أو إذا كان قد عمل “في جهاز أمن الدولة في جمهورية ألمانيا الديمقراطية السابقة (ألمانيا الشرقية سابقاً)”. وينص مشروع التشريع الجديد على أنه يمكن عزل القضاة الفخريين الذين “لا يقدمون ضمانات بأنهم سيدافعون في كل الأوقات عن النظام الأساسي الديمقراطي الليبرالي كما ينص القانون الأساسي الألماني (الدستور الألماني)”.

استغلال وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام الإلكتروني في نشر الأيدولوجيات المتطرفة

تنشط شبكات اليمين المتطرف على مواقع التواصل الاجتماعي والعديد من المنصات ومجموعات الدردشة، لا سيما على تطبيق” تلغرام”.  واستغلت مجموعات الدردشة للتحريض على رفض سياسات الحكومة الألمانية المتبعة لمواجهة جائحة كورونا وأزمة أوكرانيا وسياسات تسليح أوكرانيا واستقبال اللاجئين الأوكرانيين. وأطلقت الجماعات اليمينية دعوات لتصنيع السموم، وتبادل النصائح حول الحصول على السلاح، فضلاً عن رصد الأجهزة الأمنية الألمانية مقابلات الأعضاء بعيداً عن المحادثات الالكترونية. وأسس اليمين المتطرف في ألمانيا شبكات من النازيين الجدد تروج لنفسها عبر حملات التجنيد للشباب في الجامعات الألمانية في الثاني من أغسطس 2022.

أضحت “كومباكت Compact” الوسيلة الإعلامية الأكثر انتشاراً في ألمانيا لليمين الجديد. وتم إنشاؤها في عام 2010 وتتضمن موقعاً إلكترونياً وقناة على اليوتيوب ومجلة شهرية تزعم أن توزيعها يتجاوز (40) ألفاً وأنها متاحة بالمجان في العديد من أماكن بيع الصحف والمجلات في شوارع ألمانيا الرئيسية. وتصنف “كومباكت” باعتبارها “مجلة من أجل السيادة”  بيد أن تحريض المجلة ضد الحكومة الألمانية والنظام السياسي في البلاد قد جذب انتباه الاستخبارات الألمانية خاصة استخدامها “لخطاب المقاومة والثورة”.

اتصالات مع حزب “البديل من أجل ألمانيا AFD”

ترتبط وتتشابك جماعات اليمين المتطرف الحديث مع أحزاب يمينية سياسية من أجل تحقيق أهدافها. حيث تم تأكيد وجود روابط وثيقة بين حزب “البديل من أجل ألمانيا” اليميني الشعبوي وكوبيتشيك وبيورن أحد أبرز رموز الجناح المتطرف ومؤسس ومدير “معهد البحوث لسياسة الدولة” وهو مركزاً بحثياً ينشر الأفكار اليمينية المتطرفة وساعد في تطوير الأفكار الإيدلوجية لمنظمتي “واحد في المائة” و “حركة الهوية الألمانية”. مع

يملك حزب “البديل من أجل ألمانيا” اليميني المتطرف (78)  مقعداً في البرلمان وهو ممثل في (15) برلماناً من برلمانات الولايات الـ (16). وقد أصبحت شعبية الحزب – الذي صنفت المخابرات الداخلية الألمانية أقساماً منه متطرفة، وسيحاكم أحد قادته بتهمة استخدام شعارات نازية محظورة – تنتشر إلى ما هو أبعد المعاقل الشرقية. وعلى الصعيد الوطني، تبلغ نسبة الاستطلاعات في 25 سبتمبر 2023 إلى حوالي (22%)  في المائة، متقدما على جميع الأحزاب الثلاثة في ائتلاف المستشار أولاف شولتس: الديمقراطيون الاجتماعيون الخضر والديمقراطيون الأحرار الليبراليون. ومن بين نوابه موظفون في الخدمة المدنية، سواء في الخدمة المدرسية أو في القضاء أو حتى في السلطات الأمنية.

وضع البروفيسور المحاضر في شؤون اليمين الشعبوي والمتطرف بجامعة برلين الحرة ثلاثة أسباب لهذه النتائج، “إحباط وخيبة أمل المواطنين من سياسة الائتلاف الحكومي المكون من الاشتراكين الديمقراطيين والخضر والليبراليين”. وأضاف أن الأزمات التي تتصدرها الحرب في أوكرانيا، وأيضاً الأزمة الاقتصادية الناجمة عن غلاء الأسعار وارتفاع نسبة التضخم تعد السبب الثاني لهذا التطور. وأكد أن عدم قدرة الأحزاب الديمقراطية على انتقاد التصعيد المستمر للحرب الأوكرانية، ووضع حلول سياسية لها، في وقت يجهر فيه حزب (البديل) بمعارضته لهذه الحرب وبضرورة التوصل لحل سياسي لها يعد السبب الثالث لارتفاع شعبية الحزب اليميني. اليمين المتطرف في ألمانيا ـ كيف يستثمر حزب البديل AFD ملف الهجرة؟

التجنيد عبر استضافة وتنظيم مهرجانات رياضة فنون القتال 

يقول الخبراء إن جماعات النازيين الجدد في ألمانيا وعبر أوروبا عملت على استمالة فنون الدفاع عن النفس كأداة للتدريب والتجنيد عبر استضافة مهرجانات الرياضات القتالية رفيعة المستوى في محاولة لتوسيع جاذبية الجماعات. مما يجعل من الصعب حظرها وضمان إعفاء أي ربح من الضرائب.

وكجزء من استراتيجية أكبر لجعل وجه التطرف أكثر انتشاراً. تقوم المهرجانات أو منظمو البطولات بتسويق أحداثهم بطريقة تجعل من الصعب تمييزها عن بطولات الرياضات القتالية العادية. ثم يستخدمون الأحداث كبوابة لتليين المجندين المحتملين لأيديولوجيتهم. وعادة تضم المهرجانات متحدثاً يمينياً متطرفاً أو ندوة ، وفقا ًلهانز جاكوب شندلر ، المدير البارز لمشروع مكافحة التطرف في برلين. وعلى الرغم من أن بطولات فنون القتال المختلطة في أوروبا عادة ما تضم مقاتلين من مجموعات عرقية مختلفة، فإن هذه الأحداث تسمح فقط للمقاتلين البيض بالمشاركة.

وقد وصف بعض المشاركين علناً جهودهم لتعلم فنون الدفاع عن النفس بأنها استعداد للرد على أولئك الذين يرون أنهم يهددون الهوية الأوروبية البيضاء، حسبما ذكرت تقارير إعلامية في 17 سبتمبر 2023 نقلاً عن مقاتل فنون الدفاع عن النفس الذي شارك في معركة نيبيلونغس، وهي بطولة الرياضات القتالية اليمينية المتطرفة الأكثر شهرة في ألمانيا.

**

3- اليمين المتطرف في ألمانيا ـ تدابير حكومية

تصاعد نفوذ جماعات اليمين المتطرف، خلال العامين الماضيين في العملية السياسية في ألمانيا، وتزايد حجم التهديدات الأمنية من نشاط هذه الجماعات، يعد ترجمة لتوغلها داخل المؤسسات العسكرية والأمنية والحكومية على مدار الأعوام الماضية، الأمر الذي دفع الحكومة الألمانية لتكثيف الجهود الاستخباراتية لقياس مؤشر الإرهاب الناتج عن اليمين المتطرف، ومن ثم اتخاذ إجراءات وقائية واستباقية لرصد وتتبع تحركات الجماعات اليمينية، والحد من تداعياته المباشرة على أمن المجتمع والنظام السياسي الديمقراطي في ألمانيا.

مداهمات أمنية

أجرت القوات الأمنية في 7 ديسمبر 2022 عملية مداهمة لخلية يمينية متطرفة، بمشاركة أكثر من (3) آلاف شخص من بينهم وحدات النخبة لمكافحة الإرهاب، وتعد هذه العملية من أكبر العمليات الأمنية التي شنتها ألمانيا مؤخراً، حيث أسفرت عن توقيف (25) شخصاً من أفراد مجموعة إرهابية من اليمين المتطرف، كانت تخطط للإطاحة بالقوة بالمؤسسات الدستورية الفيدرالية وفي مقدمتها البرلمان.

كشفت العملية عن تورط جنود نخبة سابقين ونائبة سابقة في هذه الخلية، ما يشير إلى تسلل العقيدة اليمينية المتطرفة إلى مختلف فئات المجتمع الألماني، خاصة وأن الأجهزة الأمنية كشفت عن وصول الخلية لمرحلة متقدمة من التنظيم، بتعيين مجلس يتولى بعض حقائب وزارية وتشكيل ذراع عسكرية وامتلاك أسلحة من بنادق وذخيرة في (50) مكاناً.

نفذت الشرطة الألمانية في 22 مارس 2023، مداهمات لاعتقال متطرفين من أنصار حركة “مواطني الرايخ” اليمينية المتطرفة، لتورطهم في مؤامرات للإطاحة بالنظام الديمقراطي، واستهدفت العملية (5) أعضاء من الحركة إضافة إلى أكثر من (10) متطرفين آخرين في (8) ولايات اتحادية.

ربطت التحقيقات بين هذه العملية والعملية السابقة التي شهدتها ألمانيا في ديسمبر 2022، لذا أكدت وزيرة الداخلية نانسي فيزر، أن تطورات المشهد بالنسبة لحركة “مواطني الرايخ” تنذر بتهديدات خطيرة للديمقراطية، لاسيما وأن الحركة تضم نحو (23) ألف شخص.

استكملت الشرطة حملتها ضد اليمين المتطرف، بمداهمة منازل (5) أشخاص في 22 يونيو 2023، للاشتباه في تورطهم في مخططات إطاحة بالحكومة الألمانية، والانتماء لمجموعات يمينية متطرفة.

استمراراً للإجراءات الصارمة ضد اليمين المتطرف، حظرت ألمانيا جماعة “هامرسكينز” في 19 سبتمبر 2023، وهي جماعة معروفة بتنظيم الحفلات الموسيقية اليمينية المتطرفة والترويج لأفكارها بالموسيقى العنصرية، وجاء القرار عقب مداهمة لمساكن (28) من القياديين في جماعة “هامرسكينز”، لتورطهم في إنشاء شركات موسيقى النازيين الجدد وبيع تسجيلات معادية للسامية، واستغلال هذه الحفلات الموسيقية لنشر أفكارهم المتطرفة.

استكمالاً لهذه الخطوات، أطلقت السلطات الألمانية مداهمة في 27 سبتمبر 2023، لعشرات المواقع تضم (26) منزلاً و(29) عضواً في (12) ولاية عقب حظر جماعات يمينية متطرفة، وتنتمي هذه المجموعات إلى منظمة تطلق على نفسها ” المجتمع الإيماني الجرماني” ويروج لما يسميه بـ “التفوق الأبيض” والعنصرية ومعاداة السامية. اليمين المتطرف في ألمانيا ـ كيف يستثمر حزب البديل AFD ملف الهجرة؟

تشريعات ومناقشات داخل البرلمان

تقدم عدد من أعضاء البرلمان الألماني (البوندستاغ) في 24 مارس 2022، بمقترح إجراء تعديل على قانون الانضباط الاتحادي، لاستبعاد عناصر يمينية متطرفة من الخدمة العامة. وأجرى البرلمان في الأول من ديسمبر 2022، استجواب للحكومة بشأن تصاعد جرائم الكراهية ضد المسلمين في الفترة من يناير 2022 وحتى أغسطس 2022 بنحو (272) جريمة، وأعلنت وزارة الداخلية الألمانية في ردها على الاستجواب، أن عدد اليمينين المتطرفين وصل إلى (34) ألف شخص، من بينهم (500) متطرف مطلوبين للعدالة.

كشف جهاز الاستخبارات العسكرية الألماني MAD” في 12 سبتمبر 2022، في إحاطة برلمانية حول مجموعة متطرفة تطلق على نفسها “نوردبوند الاتحاد الشمالي”، نتيجة التحقيق الذي أجراه في مارس 2022 عن انتماء جنود إلى اليمين المتطرف وتحديداً لمجموعة ” نوردبوند الاتحاد الشمالي”.

قالت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر في 2 يونيو 2023، إن “ذكرى اغتيال رئيس مقاطعة “كاسل” فالتر لوبكه من قبل اليمين المتطرف تعد جريمة لا تصدق حتى اليوم”، خاصة وأن رئيس المقاطعة كانت له مواقف إنسانية واضحة تجاه اللاجئين. ودفعت هذه الجرائم الإرهابية من قبل اليمين المتطرف طرح وزارة الداخلية خطة لمكافحة التطرف اليميني، بنزع السلاح من (1500) متطرف مشتبه به، ورصد الخطاب المتطرف عبر شبكة التواصل الاجتماعي، وتتبع الجماعات اليمينية المحرضة على العنف والكراهية. اليمين المتطرف ـ هل تتحول أوروبا إلى اليمين؟

تقارير استخباراتية عن اليمين المتطرف

حرصت الوكالات الأمنية والاستخباراتية في ألمانيا على كشف مخاطر اليمين المتطرف خلال الأشهر الأخيرة، وشددت وزارة الداخلية الألمانية على أهمية الوقاية من اختراق عناصر اليمين المتطرف لسلطات الأمن الفيدرالية قبل الملاحقات القضائية، حيث تم الكشف عن (189) حالة اختراق لشرطة البرلمان ودائرة المخابرات الفيدرالية والشرطة الجنائية والأمن الفيدرالي والقوات المسلحة الفيدرالية، ووجود (138) موظفا متطرفا داخل هذه المؤسسات الأمنية.

خلص تقرير صادر عن الداخلية وجهاز الاستخبارات الداخلية ” BfV” في 13 مايو 2022، بعد تقييم (176) حالة على المستوى الفيدرالي و (684) حالة على مستوى الولاية، في الفترة من يوليو 2018 وحتى يونيو 2021، عن وجود أكثر من (13) ألف متطرف يميني عنيف في البلاد.

ووصف جهاز الاستخبارات الداخلية في 27 مايو 2023، منظمة الشباب التابعة لحزب البديل من أجل ألمانيا (أكبر حزب يميني متطرف) بأنها جماعة متطرفة خطيرة، محذراً من التهديد الذي يشكله المتطرفون اليمينيون مع تزايد جرائم الكراهية ذات الدوافع السياسية، خاصة وأن الأحزاب اليمينية المتطرفة وتحديداً حزب البديل من أجل ألمانيا” أصبح جزءاً أساسياً من المشهد السياسي الآن بالتزامن مع صعود شعبيته بين الألمان.

كما ألقى التقرير السنوي للاستخبارات الداخلية الصادر في 20 يونيو 2023، الضوء على ارتفاع مظاهر العنف بين اليمينيين المتطرفين، حيث سجل عام 2022 نحو (14) ألفاً لديهم استعداد لممارسة العنف من أصل (40) ألف يميني متطرف، ما يعني زيادة نسبة اليمين المتطرف بنحو (14%) خلال سنة واحدة.

أرجع التقرير أسباب هذه الظاهرة إلى ارتفاع حالات التجسس جراء الحرب الأوكرانية، ووضع أكبر عدد من أنصار حزب البديل من أجل ألمانيا تحت الرقابة، حيث وصلت أعدادهم إلى أكثر من (10) آلاف شخص. ملف: اليمين المتطرف في أوروبا ـ تفكيك الخطاب المتطرف وسماته

**

تقييم وقراءة مستقبلية

– ارتفعت نسبة اليمينين المتطرفين ذوي الميول العنيفة في ألمانيا، وبات تزايد التطرف اليميني ملموس في مناطق مختلفة من ألمانيا وفي مجالات مختلفة، وساهم هذا الارتفاع في تضاعف عدد مظاهرات اليمين المتطرف خلال العام 2023، وذلك بعد أن نجحت جماعات وتنظيمات اليمين المتطرف في نشر نظريات المؤامرة حول القضايا والأزمات في ألمانيا.

– اتجهت الحكومة الألمانية مع قرب الانتخابات المقررة العام 2024، للكشف عن أنشطة جماعات اليمين المتطرف ومخاطرها، وذلك لأغراض سياسية مثل كسب أصوات انتخابية، وعدم خسارة أصوات مؤيديها لليمين المتطرف، لا سيما بعدما أشارت معظم استطلاعات الرأي إلى تزايد شعبية اليمين المتطرف في الولايات الألمانية.

– تزايد تغلغل جماعات وأعضاء اليمين المتطرف داخل مؤسسات الدولة الألمانية لا سيما المؤسسات العسكرية، وهذا يخدم الأحزاب اليمينية المتطرفة، ونهجها الانتخابي للوصول الى السلطة، وأصبحت تمثل تهديداً مباشراً للسياسيين والأجانب على حد سواء.

– بات متوقعاً أن تهدد التطلعات اليمينية المتطرفة مستقبل الديمقراطية في ألمانيا على نحو عام، والمؤسسات العسكرية على نحو خاص، لأن تنامي حالات المشتبه بهم داخل الجيش الألماني أصبح أمراً يؤرق الاستخبارات الألمانية.

– من المرجح أن يشكل تنامي جماعات اليمين المتطرف في ألمانيا أرضاً خصبة لظهور جماعات وتنظيمات متطرفة أخرى، ومن المحتمل أن يجذب اليمين المتطرف المزيد من الأصوات الانتخابية في الولايات الألمانية، كما أن هناك أيضاً انتخابات البرلمان الأوروبي خلال عام 2024، وغير مستبعد أن يصعد اليمين المتطرف ليحتل الأغلبية.

**

– يشهد اليمين المتطرف توسع في ألمانيا، فبعد أن كان يركز على الأزمة الاقتصادية والاكتفاء بانتقاد برامج الحكومة، اليوم يقدم وعود للمواطن الألماني منها الحد من الهجرة، وتقليص الدعم للاتحاد الأوروبي والخروج من الناتو.

– شهد عمل اليمين المتطرف نقلة نوعية في وسائل واساليب العمل وهذا كان وراء صعود شعبية “حزب البديل” ليصبح ثاني أكبر حزب في استطلاعات الرأي على المستوى الوطني.

– تشير التقارير الاستخبارية إلى تزايد مدى اختراق اليمين المتطرف وأيديولوجيته لأجهزة الدولة والمؤسسات الحكومية، مما أصبح يشكل تهديداً مباشراً للسياسيين والأجانب، ومن مصادر الخطورة أيضاً؛ احتمال اختراق هذه الجماعات لأجهزة الأمن للحصول على التدريبات والذخيرة، وتنفيذ عمليات “الذئاب المنفردة”.

– يعتمد اليمين المتطرف في ألمانيا استراتيجية “التدمير البناء” التي تهدف لترسيخ مفهوم عدم الاعتراف بالمؤسسات. ويطبق اليمين المتطرف تلك الاستراتيجية داخل الجيش الألماني عبر تكوين “جيش ظل”.

– تعد منصات التواصل الاجتماعي أداة مهمة لجماعات اليمين المتطرف لنشر أيديولوجيتهم واستقطاب أنصار ومتعاطفين جدد، مما قد يشكل تهديداُ بصفة عامة للاجئين والأجانب، وعلى المجتمع الألماني ككل.

– ينبغي وجود إستراتيجية واضحة من جانب الأحزاب المعتدلة وتقديم الحكومة الألمانية حلولاً مبتكرة تجاه الأزمات والقضايا على المستوى الوطني والإقليمي والدولي لا سيما أزمة الطاقة وغلاء الأسعار والتضخم، حتي لا تصبح مواد انتخابية تستطيع من خلالها الأحزاب اليمينية المتطرفة توسيع قاعدتها الانتخابية.

– من أبرز المعالجات المقترحة: إبعاد اليمينيين المتطرفين من الخدمة العامة عبر اتباع عمليات «فحص» إلى العناصر التي تتقدم بالعمل إلى مؤسسات الأمن والدفاع وربما المؤسسات الحكومية العامة. والتعاون الأمني بين وكالات الأمن في الولايات والمكتب الاتحادي،  كما ينبغي رفع المحتوى المتطرف بسرعة من الإنترنت. بالإضافة إلى تعزيز التربية السياسية والكفاءة الإعلامية. وإخضاع أفراد الشرطة وأجهزة الأمن تحديدا إلى دورات «تثقيفية» ضد العنصرية والتطرف.

**

– انتبهت السلطات الألمانية خلال الخمس السنوات الأخيرة، إلى مخاطر تمدد اليمين المتطرف، حيث تعتبر الاستخبارات الداخلية أن خطورته لا تقل عن خطورة التطرف الإسلاموي، كونه يشكل تهديداً مباشراً على تماسك المجتمع والأمن القومي للبلاد، ما دفع الأجهزة الأمنية والاستخباراتية والتنفيذية على وضع تدابير مختلفة، للحد من ارتفاع نسبة الكراهية وجرائم العنف من قبل جماعات اليمين المتطرف، والتصدي لأي مخططات إرهابية من شأنها تهدد النظام السياسي الديمقراطي والدستوري في ألمانيا.

– التعاون بين أجهزة الأمن والاستخبارات إضافة إلى البرلمان لمواجهة اليمين المتطرف، يمثل نقطة قوة لقياس حجم تمدد أفكاره داخل المجتمع عبر العمل الاستخباراتي، ما يسهل مهمة عمل الأجهزة الأمنية في تتبع ورصد العناصر اليمينية المتطرفة وأي هجمات إرهابية محتملة، الأمر الذي يتطلب حشد الأموال والموارد البشرية والأدوات التكنولوجية لوزارة الداخلية ووكالات الأمن والاستخبارات، لتعزيز جهودها في مواجهة هذه التهديدات الأمنية القادمة من اليمين المتطرف.

– رغم الجهود الأمنية المبذولة للتصدي لمخاطر اليمين المتطرف، إلا أنه يعد تهديداً قائماً وخطراً محدقاً بأمن ألمانيا في اللحظة الراهنة لعدة أسباب من بينها؛ صعوده في المشهد السياسي في ألمانيا ووصوله إلى السلطة في عدد من دول أوروبا، وتنامي شعبيته بين الألمان، مستغلاً الملفات الشائكة مثل الأزمات الاقتصادية والهجرة وتصاعد القلق داخل المجتمع من تداعيات هذه الملفات، إضافة إلى اختراقه للمؤسسات الأمنية والعسكرية وتمدد نشاطه عبر شبكة الإنترنت.

– إن المرحلة الراهنة تتطلب من السلطات الألمانية، تكثيف جهودها لمعالجة الأسباب الجذرية وراء تمدد اليمين المتطرف، وتتعلق بمواجهة تمدد التطرف الإسلاموي في المجتمع وبعض الأحزاب والأوساط السياسية، وأهمية حسم القضايا الشائكة مثل ملف الهجرة واللجوء، فهذه الأسباب سمحت للأحزاب اليمينية المتطرفة استغلال الأوضاع السياسية والضغط على الحكومة بانتقاد استراتيجيتها في التعامل مع هذه الملفات وتأجيج التظاهرات الرافضة لها.

– ينبغي على البرلمان الألماني مراجعة التشريعات والنصوص القانونية، المتعلقة بمواجهة الخطاب المتطرف وجرائم الكراهية وأعمال العنف في المجتمع، مع رصد تزايد حالات الكراهية والعنصرية ضد المهاجرين والمسلمين، الأمر الذي يمثل خطورة على الأمن المجتمعي.

– ينبغي على السلطات المنوطة مراجعة وهيكلة المؤسسات الحكومية والأجهزة الأمنية، بعد اختراق أعداد كبيرة من اليمين المتطرف لها على مدار السنوات الماضية، ما يحجم عملية انتشار التطرف داخل هذه المؤسسات، ويحافظ على أسس النظام السياسي الديمقراطي في ألمانيا.

– أصبح التعاون بين ألمانيا وباقي دول أوروبا ضرورة ملحة، من أجل تتبع خطوات شبكة اليمين المتطرف وحجم توسعها وأشكال التعاون بين الأحزاب اليمينية المتطرفة في القارة الأوروبية، بتشديد الرقابة على المنصات الإلكترونية التابعة لهم، وتتبع قنوات الاتصال بين هذه الأحزاب، للكشف المبكر عن أي مخططات محتملة، وتضييق الخناق على أنشطتها على الصعيدين السياسي والاجتماعي.

– كما يستغل اليمين المتطرف التطور التكنولوجي، في جذب مؤيدين له ورفع أسهمه بين الأوساط الشعبية في ألمانيا، يجب أن تستفيد السلطات الألمانية من التكنولوجيا في رصد أنشطته، وصقل مهارات الموظفين في الوكالات الأمنية والاستخباراتية في استخدام الأدوات التكنولوجية الحديثة، في خطة مواجهة خطر اليمين المتطرف.

رابط مختصر ..  https://www.europarabct.com/?p=91544

*حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الارهاب والاستخبارات

الهوامش

German far-right party surges on immigrant ‘dystopia’
https://tinyurl.com/mrxjve64

Germany bans US-linked Hammerskins neo-Nazi group – DW – 09_19_2023
https://tinyurl.com/msadsrvp

German far-right extremism on the rise as Holocaust memorial sites defaced _ Euronews
https://tinyurl.com/yc5fzype

وزيرة الداخلية الألمانية تحظر رابطة للنازيين الجدد
https://tinyurl.com/54ymw44s

**

How Germany’s Extreme Right Seized on the Martial Arts Scene
https://n9.cl/s0g1r

How the far-right has grown into the greatest extremist threat to Germany’s democracy
https://n9.cl/0l1n4 

ألمانيا ـ مخاوف من تغلغل عناصر يمينية متشددة في سلك القضاء
https://n9.cl/qjw6r

ألمانيا- تغلغل “مرعب” للمتطرفين المعادين للدولة في الأجهزة الأمنية
https://n9.cl/k8461w 

 ‘Protecting our democracy’: German police foil alleged coup plot
https://n9.cl/mxovw

**

Germany bans neo-Nazi group Hammerskins
https://bit.ly/48JZxK0

Germany cracks down on far right with raids as hate crimes rise
https://nbcnews.to/48HFOKQ

المخابرات الألمانية تحذر من ازدياد أعداد عناصر اليمين المتطرف بصورة كبيرة
https://bit.ly/3ZHkTUd

Germany Cracks Down on Another Far-Right Group
https://bit.ly/3F5mb1F

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...