الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

ملف التطرف في أوروبا ـ مخاطر الخطاب المتطرف

التطرف في أوروبا
يوليو 30, 2022

المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات ـ ألمانيا  وهولندا

 إعداد وحدة الدراسات والتقارير

يمكن الاطلاع على الملف بصيغة pdf ملف التطرف في أوروبا

ملف: التطرف في أوروبا ـ مخاطر الخطاب المتطرف

 

1- محاربة التطرف ـ الخطاب المتطرف في أوروبا، الأساليب والمعالجات

توفر منصات وسائل التواصل الاجتماعي أرضا خصبة لنشر الخطابات المتطرفة. حيث تصاعدت دعوات الجماعات المتطرفة في أوروبا على منصات التواصل الاجتماعي ودور العبادة إلى استقطاب وتجنيد أعضاء جدد. فضلاً عن بث المحتوى المتطرف الذي يدعو إلى الكراهية وتنفيذ هجمات إرهابية. وتسعى الحكومات الأوروبية إلى التعاون المشترك  لمواجهة انتشار المحتوى الإرهابي عبر الإنترنت المرتبط بالتطرف اليميني والإسلاموي وإزالة المواقع التي تحتوي على خطابات الكراهية.

 

 

الخطاب المتطرف للجماعات الإسلاموية

دعا تنظيم “داعش” ، مقاتليه، إلى الثأر لمقتل قادته والاستفادة من الحرب الروسية في أوكرانيا لشن هجمات في أوروبا.  ودعا المتحدث للتنظيم، أبو عمر المهاجر، في رسالة صوتية عبر تطبيق “تليغرام”، في 18 أبريل 2022 جميع المقاتلين، إلى استئناف الهجمات في أوروبا، واستغلال الغزو الروسي الراهن لأوكرانيا. وأكد  “إلى كل (أسود الخلافة) ومقاتلي (داعش) في كل مكان… إذا أصبت، اضرب بقوة لتبث الألم والرعب”. ويقول الباحث في مؤسسة “سنتشري”، آرون لوند، في 27 أبريل 2022 : “لا أعتقد أن الحرب الأوكرانية مهمة فيما يتعلق بمصير داعش”، مضيفا أن التنظيم يقوم بحملات دعائية “ليبدو وأنه متصل بما يحصل  ، ومتشبثا بالأحداث الجارية”.

يعد موقع “La Voie droite” شكل من أشكال دور النشر على الإنترنت وإحدى المواقع الفرنسية  الذي يبث  “محتوى متطرفاً يدعو إلى الكراهية والجهاد” وينشر الموقع مقاطع صوتية ومؤتمرات وخطباً ألقاها  على وجه الخصوص الإمام ” إبراهيم أبو طلحة “، الذي تم فصله بعد اغتيال أستاذ الجغرافيا والتاريخ صمويل باتي في أكتوبر 2020. وتم الإعلان عن إغلاق الموقع في 24 يناير 2022.

دعا أنجم شودري إلى إطلاق سراح عافية صديقي مرة أخرى في 21 يناير 2022 في مدونة على موقعه على الإنترنت. من خلال السماح للمتطرفين، مثل شوداري وأتباعهم بنشر خطابهم، توفر منصات وسائل التواصل الاجتماعي مساحة لتطرف  المتطرفين المحتملين انتشرت دعوة شودري لإطلاق حملة على تويتر لصديقي منذ ذلك الحين إلى YouTube والعديد من المواقع الإلكترونية الأخرى. و كان قد فتح شوداري بعد ذلك حسابات على العديد من منصات التواصل الاجتماعي وبدأ في نشر خطابات إسلاموية تدعو إلى إقامة خلافة إسلامية تحكمها الشريعة. يواصل لقاء زملائه السابقين للترويج لأجندة إسلاموية كانت قد أدت في السابق إلى تطرف أكثر من (100) فرد.

شكل “محمد توجاني” إمام مسجد الخليل في حي مولينبيك ، تهديداً خطيراً للأمن القومي في بلجيكا. وينظر إليه على أنه أحد أكثر الدعاة المسلمين نفوذا في بلجيكا. ففي عام 2019، ظهر في فيلم دعا فيه إلى حرق اليهود، ودافع “توجاني” عن أقواله بالقول إنها “رد فعل عاطفي على الأوضاع في قطاع غزة”. وفي 14 يناير 2022 سحب وزير اللجوء والهجرة البلجيكي سامي مهدي، حقوق الإقامة منه.

يوجد (70) من أصل أكثر من (2500) مسجد في فرنسا “يعتبر متطرفا”. كان هناك (5) من هذه المساجد “موضع تحقيق” بغية اغلاقها المحتمل منها مسجد مدينة كان. بعد التورط في  خُطب معادية للسامية ولدعمه لجماعة مناهضة الإسلاموفوبيا في فرنسا وجمعية بركة سيتي” الإسلامية. و في ديسمبر 2021 بدأت فرنسا في إجراءات الاغلاق الإداري للمسجد الكبير في مدينة بوفيه. كانت الخُطب في هذا المسجد “تمجّد الجهاد” وتدافع عن “ممارسة الأحكام المتشددة للإسلام”، وتنادي “بإعلائه فوق قوانين الجمهورية”.محاربة التطرف في ألمانيا ـ الإشراف على المساجد ورصد الخطاب المتطرف

الخطاب المتطرف للجماعات اليمينية المتطرفة

تزدحم شبكات التواصل الاجتماعي بحالات من التطرف والكراهية، فما زالت هناك تعليقات تدعو إلى التطرف. وتتأثر النساء على وجه الخصوص بهذا الأمر، لا سيما من يتصدرن المشهد الإعلامي. وهذا هو السبب في أن الشبكات الاجتماعية الرئيسية مثل فيسبوك أو يوتيوب في ألمانيا ستضطر إلى التعامل بحساسية أكبر مع هذا الموضوع وستكون ملزمة بحذف تعليقات الكراهية. فعلى سبيل المثال نشر متابع يميني باسمه الحقيقي منشور يعرب فيه عن  احتقاره للنساء العاملات في الخدمة الكنسية، ويحط من قدرهم. وحكم على المرشح من اليمين المتطرف لانتخابات الرئاسة الفرنسية “إيريك زمور” في 17 يناير 2022 بدفع غرامة قدرها (10) آلاف يورو بسبب تصريحاته المثيرة للجدل بتهمة الإهانة العرقية والتحريض على الكراهية.

كان المتطرفون قادرون على نشر الكلمات الرئيسية التي تحض على التطرف والعنف والتي تتعلق بالنازيين ، ولكن – في ممارسة تُعرف باسم shadowbanning – لم تكن المنشورات مرئية للآخرين على ” TikTok  “وتنامت كلمات تؤيد النازية مثل “أوشفيتز” و “الاشتراكية القومية” (النازية). تشغل “TikTok” نظامًا مشكوكًا فيه لتصفية الكلمات في ألمانيا في 23 مارس 2022.

انتشرت خطاب الكراهية والتطرف في أعقاب مقتل فردي شرطة في 31 يناير 2022 في منطقة كوزل الألمانية. حيث دعا أحد أعضاء حركة “مواطني الرايخ” وإيديولوجيات نظريات المؤامرة على الإنترنت إلى مزيد من عمليات القتل لعناصر الشرطة. ورصد فريق التحقيق بقيادة مكتب المدعي العام في كوبلنتس أكثر من (1600) مؤشر على الكراهية والتحريض متعلقة بجريمة مقتل الشرطيين على الإنترنت. ووفقا لمكتب الشرطة الجنائية بالولاية، كانت (509) من هذه الحالات ذات صلة جنائية.

يشيع استخدام تطبيق “تليغرام” في 12 يناير 2022 بين جماعات اليمين المتشدد والمعارضين للقيود المتعلقة بالجائحة، في انتهاك القانون الألماني. و أصبح “محفز حرائق” بالنسبة لمواطني الرايخ وأنصار نظرية المؤامرة والمتطرفين اليمينيين. وتم إغلاق ما مجموعه (64) حسابًا، وتعد هذه هي “المرة الأولى” التي تتخذ فيها “Telegram “إجراءات ضد انتشار “الكراهية والتحريض” على منصتها في ألمانيا. إحدى قنوات Telegram التي تم إغلاقها تنتمي إلى مناظّري المؤامرة  والتي تنشر رسائل معادية للسامية بالإضافة إلى معلومات مضللة حول جائحة فيروس كورونا لأتباعه. محاربة خطاب الكراهية على الأنترنيت .. المخاطر والمعالجات

تنامي الخطاب المتطرف في أووروبا

أكد مكتب الشرطة الجنائية الفيدرالية الألمانية في 22 مايو 2022 في بيان إن “جهود الجماعات الإسلاموية واليمينية المتطرفة لنشر أيديولوجياتها وتجنيد أعضاء جدد لا تزال عالية”. وأضافت أن “الموسيقى لا تزال وسيلة شعبية لنشر آراء متطرفة وإرهابية”. “يمكن في كثير من الأحيان الوصول بسهولة إلى أغاني فرق الروك اليمينية المعروفة أو الأغاني الإيقاعية الإسلاموية بسهولة ودون قيود كبيرة على منصات الموسيقى الرقمية.” “هذا الوصول الفوري إلى محتوى صوتي غير إنساني في بعض الأحيان يمكن أن يكون عاملاً مهمًا في التطرف الذاتي للأفراد.”

كشفت السلطات الإيطالية  في 4 يناير 2022 أن ميزانية نشاط مكافحة ظاهرة “الإرهاب السيبراني” وبشكل عام التطرف على الإنترنت عام 2021، تمخضت عن عمليات تحقق من (117) ألف موقع إلكتروني، من بينها (1095 ) تم تصنيفها بمحتوى غير قانوني، مما أدى إلى حجب (471) منها.  “فيما يتعلق بأنشطة التحقيق في هذا القطاع، تم الإبلاغ عن (39) شخصًا. على وجه الخصوص، تم تحميل (3) أشخاص مسؤولية أنشطة ترتبط بالدعاية الجهادية، (29) بالتطرف اليميني و(7) بالحركات الفوضوية”.

تم الإبلاغ نتيجة التعاون المشترك  من الدول الـ27 للاتحاد عن (1038 )عنوان URL لمقدمي الخدمات من أجل تعتيم مواقع، وعلى وجه الخصوص، أبلغت إيطاليا عن (77 )عنوان URL بما فيها ملفات شخصية اجتماعية على (فيسبوك)، (تويتر) و(فكونتاكتي)، بالإضافة إلى سلسلة من حسابات وقنوات  تيليغرام. تم الإشارة إلى أنه “كجزء من التعاون الدولي، على وجه التحديد لمواجهة انتشار المحتوى الإرهابي عبر الإنترنت المرتبط بالتطرف اليميني، روجت وحدة (Eu-Iru) في اليوروبول في 27 مايو 2021 لـ”إجراءات الإحالة’ بهدف إزالة المواقع، الشبكات الاجتماعية، المدونات، المنتديات أو المواد عبر الإنترنت التي تحمل شعارات، ملصقات، كتيبات، دروس تعليمية أو ملفات إعلامية تنتجها وتنشرها المنظمات اليمينية المتطرفة، أو التي تتعلق بهجمات إرهابية سابقة تميزت بالأيديولوجية نفسها”.   محاربة التطرف على الإنترنت ـ تشريعات أوروبية وبرامج وقائية

**

2- اليمين المتطرف ـ استغلال الهجرة غير الشرعية واللجوء في أوروبا ؟

بدأت القوى اليمينية المتطرفة اعتلاء المشهد السياسي في العديد من الدول الأوروبية. وبات يحظى بفرصة للمشاركة في الحكومات والحصول على مقاعد برلمانية تمكنها من تحقيق أجندتها السياسية. ولايزال الخطابات المعادية للهجرة واللاجئين دوراً بارزاً في نجاح  تلك الأحزاب . وتبنى اليمين المتطرف في أوروبا نظريات “واستراتيجيات لتغذية مشاعر الكراهية تجاه الأجانب بشكل عام.

معادة اللاجئين واليمين المتطرف

أثار خطاب “فيكتور أوربان” رئيس وزراء المجر اليميني غضب أحزاب المعارضة والسياسيين الأوروبيين. بعدما أشار في 25 يوليو 2022 إلى أن الدول الأوروبية التي تختلط فيها الإثنيات العرقية “لم تعد دولاً”. وأضاف أوربان: “نحن (المجريون)، لسنا مختلطين، ولا نريد أن نصبح عرقاً مختلطاً”. ويتهم أوربان الحركات اليسارية بالتآمر على الغرب، وعلى المجر، وهو يلجأ أحياناً إلى النظرية اليمينية الشهيرة التي تعرف باسم “الاستبدال العظيم” من أجل تقديم حججه، والتي تهدف، وفقاً لمؤيديها، إلى إضعاف “السكان البيض في الولايات المتحدة والدول الأوروبية عن طريق الهجرة”. وتوظف حكومة أوربان اليمينية الخطاب المناهض للهجرة كموضوع أساسي منذ بدء أزمة اللاجئين في عام 2015.

سلطت إحصائيات لحركة “مناهضة التعصب” في إسبانيا” في 22 أبريل 2022 (850) جريمة كراهية في خلال عام 2021، وسط تقديرات بأن يكون العدد الفعلي حوالي (6000) واقعة، مرجعين ذلك إلى عدم الإبلاغ إلا عن (25%) من إجمالي عدد الحالات. وفيما يخص خطاب الكراهية عبر الإنترنت، تم التأكيد على  تزايده بشكل ملحوظ، خاصة على شبكات التواصل الاجتماعي، مشيراً إلى وجود أكثر من (1000 ) موقع على الإنترنت معني بنشر كراهية الأجانب والتعصب، متمثلاً في مواقع ومدونات وقنوات ومنتديات.

أدين شخصا في 1 أبريل 2022 بالتحريض على الكراهية العنصرية لنشره رسائل على وسائل التواصل الاجتماعي تحتوي على تعليقات تستهدف مجموعات عرقية معينة تشجع على العنف في نيجيريا. وتم إنشاء المنشورات بواسطة حسابات تحت اسم “Adeyinka Grandson”

يرى اليمين المتطرف في 19 يناير 2022 في فرنسا أن البلاد “على شفا الموت”  بسبب عاملين مترابطين:

  • الأول: تراجع موقعها عبر العالم.
  • الثاني: بسبب استبدال الوافدين من الخارج بالفرنسيين.

ويرجع ذلك إلى تبني اليمين المتطرف في فرنسا ًنظرية “الاستبدال” حيث تقول النظرية إن الهجرات التي تتدفق على فرنسا بأشكال مختلفة ينتج عنها الاستبدال بالفرنسيين، شيئاً فشيئاً، جاليات مهاجرة مسلمة، مغاربية وعربية وأفريقية، تفرض عاداتها وقيمها التي لا تتوافق مع العادات وقيم الشعب الفرنسي ما يحمل الفرنسيين على “الهجرة” من أحيائهم، حيث يشعرون بأنهم “غرباء”. فعلى سبيل المثال يرى ” أريك زيمور” المرشح السابق لليمين المتطرف الشعبوي للانتخابات الرئاسية أن في المهاجرين سبب البلاء وأن القاصرين الذين يصلون إلى فرنسا من غير ذويهم ليسوا سوى “لصوص وقتلة ومغتصبين.” اليمين المتطرف في فرنسا ـ مخاطر تهدد المجتمع الفرنسي

أسباب المخاوف من اللاجئين

يمتد تباين المواقف الأوروبية تجاه اللاجئين والمهاجرين الأجانب من حسن الضيافة وحتى العداء للأجانب “زينوفوبيا”. ويؤكد ” أندرياس كلوث” الكاتب والمحلل السياسي الألماني أن “العداء للأجانب” يعكس في بعض الأحيان مواقف عنصرية وقسوة، لكنه في أغلب الأحيان يكون مجرد قلق. على سبيل المثال، في ألمانيا كانت المصادمات مع الأجانب في عام 2015 أسوأ في الشطر الشرقي من ألمانيا الذي كان خاضعاً للحكم الشيوعي قبل إعادة توحيد ألمانيا عام 1990، وأصبح الآن معقلاً لليمين الشعبوي, وكثيراً ما يقال في الشطر الشرقي من ألمانيا إن إعادة توحيد البلاد جعل منهم مواطنين من الدرجة الثانية، في بلدهم. والآن ومع وصول اللاجئين في الحافلات إلى ألمانيا، بدأ هؤلاء الألمان في شرق ألمانيا يشعرون بالخوف من أن يؤدي وصول هؤلاء الأجانب إلى جعلهم مواطنين من الدرجة الثالثة، ويفقدون ما يطمعون فيه من حقوق وربما الرفاهية والتعاطف والاهتمام الذي يجب أن يكون من حق أبناء البلاد فقط.

يمنع قانون العقوبات البولندي التحريض على الكراهية الدينية والعرقية والوطنية. إلا أن استطلاعات للرأي تشير إلى أن هناك “تزايدا في المشاعر المناهضة للأجانب بشكل عام” في أوساط البولنديين. وأرجع عدد، ممن عبروا عن تخوفهم من قدوم المهاجرين، السبب إلى أن “ثقافة المهاجرين تثمل خطرا على العادات والتقاليد البولندية”. وقد أُستغلت هذه المخاوف خلال أزمة اللاجئين السوريين عام 2015. ففي غمرة تدفق اللاجئين السوريين على أوروبا وقبول عدة دول أوربية بحصة من اللاجئين، رفض حزب “القانون والعدالة” البولندي، فكرة قبول بولندا لاجئين سوريين وحشد الأصوات في الشارع ضد المهاجرين العرب والمسلمين. وتبنى حزب “القانون والعدالة” الخطاب المعتاد لليمين الشعبوي، الذي يربط الأمن القومي بمشكلات الهجرة واللاجئين.وأظهرت دراسة أجريت بعد وصول الحزب للسلطة أن (60 %) ممن شملهم الاستطلاع اعتبروا أن اللاجئين من الشرق الأوسط يمثلون “خطرا كبيرا”. اليمين المتطرف في فرنسا، كيف يؤثرعلى مستقبل سياسة الهجرة واللجوء؟

معاداة المسلمين واليمين المتطرف

كشفت السلطات البريطانية في 23 يونيو 2022 عن اجتماعات لمجموعة يمنية متطرفة في مجموعة دردشة خاصة عبر الإنترنت لتبادل الآراء والدعاية اليمينية المتطرفة والتأثير على الآخرين وتلقينهم عقائدهم وتأييد استخدام العنف. كذلك العثور على سلاح ناري ثلاثي الأبعاد تم إنشاؤه جزئيًا  العثور على أسلحة أخرى ، بالإضافة إلى مواد كيماوية وأدلة عملية لصنع المتفجرات ونصوص وأشرطة فيديو يمينية متطرفة. أكدت شرطة مكافحة الإرهاب في بريطانيا في 6 يناير 2022  إنها كانت مضطرة للتعامل مع زيادة التهديدات الإرهابية لليمين المتطرف فمازالت التعليقات العنصرية منتشرة ” في المنتديات على الإنترنت والتى تتحدث عن قتل المسلمين وإطلاق النار على المساجد. وقد تمكنت الأجهزة الأمنية في بريطانيا من القبض على مراهق. وأثناء عملية بحث عن عقار كشف المحققون عن مذكرة مكتوبة بخط اليد تسمى “الخطة الكبيرة”، تتضمن تفاصيل كيفية صنع قنبلة وعدد من المواقع المحددة والأفراد الذين يعتقد أنهم أهداف طموحة ونية لقتل ما يزيد على (10000) شخص”.

وقعت صدامات في مدينة ” أوريبرو ” بوسط السويد في 15 أبريل 2022  بين الشرطة ومتظاهرين خرجوا للاحتجاج على خطة إحراق نسخة من القرآن، على خلفية تجمّع لحركة “سترام كورس” المناهضة للهجرة والإسلام التي يقودها الدنماركي السويدي “راسموس بالودان” زعيم حزب “هارد لاين” اليميني المتطرف.

استمدت جماعة يمينية متطرفة في بولندا خططها من الهجمات الإرهابية التي نفذها متطرفون يمينيون مثل ” أندرس بريفيك ” عام 2011 في النرويج ” وبرينتون تارانت ” عام 2019 في نيوزيلندا”. واستطاعت أفكارها المتطرفة التغلغل إلى أوساط المجتمع البولندي.  حيث ذكرت  الأجهزة الاستخبارية البولندية في 26 يناير 2022 أن هناك مواطن حكم عليه بولندي بالسجن خمس سنوات ونصف السنة بتهمة الإعداد لأعمال إرهابية ضد المسلمين ووتصنيع وحيازة الأسلحة النارية والذخيرة.

تأثير خطابات اليمين التطرف على الأحزاب المعتدلة في أوروبا

رصدت هيئة حماية الدستور الألمانية  في 8 يونيو 2022 تزايداً في عدد أصحاب التوجهات اليمينية المتطرفة بشكل طفيف في ألمانيا العام 2021. حيث ارتفع عدد الأشخاص المنتمين للطيف اليميني المتطرف بنسبة (8.‏1 % ) ووفقاً للبيانات المنشورة في تقرير سنوي صادر عن المكتب الفيدرالي لحماية الدستور، ووكالة الاستخبارات المحلية المعروفة باختصارها الألماني يعتقد أن حوالي (40 %) من المتطرفين اليمينيين في ألمانيا يدعمون استخدام العنف من أجل تحقيق أهداف سياسية.

شجعت ردة الفعل العنيفة ضد الهجرة صعود الشعبوية اليمينية، حتى أن الأحزاب الرئيسية أصبحت تلتقط نقاط اليمين المتطرف وتتخذ موقفاً أكثر صرامة تجاه المهاجرين. فقد أوضحت انتخابات الدنمارك لعام 2019 أن أجندة حزب الشعب الدنماركي اليميني المتطرف المناهضة للهجرة تم تبنيها من قبل العديد من الأحزاب الرئيسية في اليسار واليمين. وفي السويد، يسعى حزب “ديمقراطيو السويد” اليميني المتطرف، وهو حزب مناهض للهجرة يستمد بعض أفكاره من النازيين الجدد، لدخول الحكومة في انتخابات سبتمبر 2022 . ويريد الحزب أن يرحل كثير ممن حصلوا على حق اللجوء في السويد في السنوات الأخيرة. ويصف الحزب انتشار الإسلام بأنه “أكبر تهديد” للبلاد في 22 أبريل 2022. “النازيون الجدد” خريطة الإنتشار في ألمانيا 

**

3- اليمين المتطرف ـ الحكومات الأوروبية تتجه نحو اليمين، المؤشرات والأسباب

شهدت السنوات الأخيرة صعود قوى اليمين الراديكالي المتطرف في جميع أنحاء أوروبا، ليس على مستوى الخطاب والتوجه، بل بات من الطبيعي أن يكون لأحزاب اليمين المتطرف مقاعد في البرلمانات الوطنية أو أن تصل إلى السلطة في معظم الدول الأوروبية، حتى في داخل البرلمان الأوروبي الحالي، إذ يشكلون ما يقرب من ثلث أعضاء البرلمان الأوروبي، أي أكثر من ضعف نصيبهم من المقاعد في عقد من الزمان وتعكس هذه الزيادة في التمثيل الشكوك العامة المتزايدة تجاه التكامل الأوروبي.

ربما لا تترجم نتائج الانتخابات السيطرة الفعلية لليمين المتطرف؛ لكنها تمثل اتجاهاً واضحاً لتطبيع الظاهرة في القارة الأوروبية. محاربة التطرف في أوروبا ـ اليمين المتطرف

مؤشرات تصاعد أحزاب اليمين المتطرف في أوروبا

تتقدم الأحزاب اليمينية المتطرفة في السلم السياسي الأوروبي، وتزداد حدة منافستها تدريجيًا، محققة تَقدماً وإن كان بطيئاً على المدى القريب، لكنه مقلق على المدى البعيد، إذ يحصد اليمين الشعبوي اليوم مواقع متقدمة وقدم مرشحين في انتخابات الرئاسة جاؤوا في المركز الثاني في فرنسا والنمسا.

وقد مثلت الانتخابات التي جرت سنة 2017 مرحلة ذهبية في تاريخ الأحزاب الشعوبية واليمينية المتطرفة في كافة أوروبا، إذ حقق حزب “الحرية الهولندي” وهو من أقصى اليمين بزعامة خيرت فيلدرز المرتبة الثانية بعد “الحزب الشعبي الليبرالي الديمقراطي” الحاكم، وبات أكبر قوة في البرلمان. أما في فرنسا، تأهلت رئيسة “الجبهة الوطنية” مارين لوبان للجولة الرئاسية الثانية. أما في ألمانيا فقد حقق حزب “البديل لألمانيا” في الانتخابات التشريعية الألمانية اختراق غير مسبوق أستطاع من خلالهِ دخول البوندستاغ مع (12.6%)  من الأصوات، مقابل (4.7%) قبل أربع سنوات من تلك الانتخابات. أما في النمسا فقد نجح “حزب الحرية” النمساوي الذي يعتبر من أقدم الأحزاب التي تنتمي إلى أقصى اليمين، في الوصول للحكم ضمن ائتلاف مع حزب المحافظين النمساوي برئاسة سباستيان كورتس.

أما في انتخابات إيطاليا التي جرت في 2018 فقد أحرزت الأحزاب السياسية الشعبوية تقدماً كبيراً تصدّر فيها ائتلاف يمين الوسط (حزب “فورزا إيطاليا” برئاسة سيلفيو برلوسكوني وحزب “رابطة الشمال ” اليميني المتطرف بزعامة ماتيو سالفيني) بنسبة (37.30%)، بينما حصدت حركة 5 نجوم المناهضة للمؤسسات على (32.50%).

كما فاز فيكتور أوربان، الزعيم المجري لحزب فيدسز الشعبوي اليميني، بثالث فوز له لولاية متتالية في عام 2018. كما فازت حملة “سلوفينيا أولاً” في محاكاة ترامب “أمريكا أولاً”، بزعامة يانيز جانشا اليمينية بنسبة (25%) من الأصوات وشكلت الحكومة.  حتى في السويد، وهي واحدة من أكثر البلدان ليبرالية في أوروبا عزز الديمقراطيون السويديون اليمينيون المتطرفون الذين خرجوا من تفوق العرق الأبيض والنازيين الجدد حصتهم في التصويت بشكل كبير من خلال الحصول على (17.6%)  من الأصوات في عام 2018 وأصبحوا ثالث أكبر حزب في البرلمان السويدي.

وفي الانتخابات البرلمانية لألمانيا في سبتمبر 2021، احتل حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المركز الخامس بـ(10%) من الأصوات، ورغم خسارته (2%) من الأصوات مقارنة مع 2017. وفقدان شعبيته خاصة في الغرب. لكن هناك تيار شعبوي يميني في جنوب شرق ألمانيا، حيث يسيطر حزب البديل على جميع أنحاء ولاية ساكسونيا تقريباً، بالإضافة إلى الجزء الجنوبي من ولاية تورينغن وجنوبي ولاية ساكسونيا-أنهالت.

استمر تقدم الأحزاب اليمينية في انتخابات 2022 ،  تمكنت زعيمة حزب “التجمع الوطني” مارين لوبان من تجاوز الجولة الأولى للانتخابات الرئاسية الفرنسية 2022، وبالرغم من أنها فشلت للمرة الثانية على التوالي في الوصول إلى سدة الحكم بفرنسا، إلا أنها هذه المرة حققت نتائج كبيرة، فقد حصلت على (41.8%) من الأصوات أمام الفائز إيمانويل ماكرون.

هُزمت لوبان في الانتخابات الرئاسية الفرنسية، لكنها أوصلت اليمين المتطرف إلى أبواب السلطة، مع أعلى نسبة أصوات في انتخابات رئاسية منذ الحرب العالمية الثانية، إذ لم يسبق لأي حزب من أقصى اليمين في فرنسا أن حقق مثل هذه النتيجة في انتخابات وطنية. علاوة على ذلك ، أصبح اليمين المتطرف بذلك متفوقًا على اليسار بكل أطيافه، ما يعني تغيراً في الخريطة الانتخابية وأيضاً في المزاج العام للناخبين.

كما تضاعف عدد مقاعد حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف بزعامة مارين لوبان (15) مرة بعدما فاز في الانتخابات البرلمانية الفرنسية يونيو 2022 بـ (89) مقعد في الجمعية الوطنية الفرنسية ، ما يمثل اختراقا كبيرا، سيخوله تشكيل كتلة للمرة الأولى منذ أكثر من 35 عامًا.

وفي المجر،  حقق حزب “فيدس” اليميني بزعامة فيكتور أوربان بأغلبية الثلثين في الانتخابات البرلمانية التي أجريت في 3 أبريل 2022، والذي بدوره أعاد انتخاب أوربان رئيساً للمجر لولاية خامسة.

أما في إيطاليا، وبعد استقالة رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي  يوليو 2022، وحل البرلمان وتحديد موعد للانتخابات مبكرة في 25 سبتمبر القادم، بدأت الأحزاب السياسية وخاصة اليمينية منها حملاتها الانتخابية بما فيها حركة “إخوة إيطاليا الفاشية .

ووفقاً لاستطلاع أوروبي في 18 يوليو 2022  يتصدر حزب “إخوة إيطاليا” ) من الفاشيين الجدد برئاسة جورجيا ميلوني، بحصوله على ما يقارب 24% من نوايا الأصوات، متقدما على الحزب الديمقراطي (22%) والرابطة الشعبوي بزعامة ماتيو سالفيني (14%). أما فورتسا إيطاليا اليميني بزعامة سيلفيو برلوسكوني ، فجمع (7.4%) من نوايا الأصوات فيما تذهب (11.2%)  من الأصوات لـ”حركة خمس نجوم” الشعبوية والمعادية للهجرة. وبينت “الجارديان”، في 24 يوليو 2022، أن استطلاعات الرأي الحالية تشير إلى أن انتخابات الخريف في إيطاليا ستقدم الحكومة اليمينية الأكثر تطرفًا في أوروبا الغربية، وأن رحيل دراجي يهدد إيطاليا بإحياء أزمة الديون من جديد.

بينما دول شرق أوروبا معظمها تقريباً واقعة تحت حكم الأحزاب اليمينية المتشددة، حيث يسيطر حزب فيدس اليميني المتطرف، بزعامة رئيس الوزراء فيكتور أوربان، على الحكومة في المجر منذ الانتخابات البرلمانية لعام 2010،  كما يكمن خطر هذه الأحزاب المتشددة في اتخاذها سياسة العدائية والكره تجاه الاقليات نمطاً بارزاً في مساراتها السياسية الداخلية والخارجية، كما يحدث في المجر، وكرواتيا والتشيك وغيرها من البلدان.

ومن جهة أخرى، اعطت انتخابات البرلمان الاوروبي الاخيرة في مايو 2019 صورة واضحة عن استمرار تقدم الأحزاب اليمينية المتطرفة في بعض الدول مثل بريطانيا وفرنسا وألمانيا وبولندا، ما أثار الذعر في أوروبا خشية على الاتحاد والتكتل الاقتصادي العالمي. إذ ارتفع عدد نواب اليمين المتطرف في البرلمان الأوروبي من (151) نائباً إلى (171)  من أصل (751)  نائباً، ما أدرجه في المرتبة الخامسة ضمن المجموعات البرلمانيّة السّبع، قبل المحافظين السياديين واليسار الموحّد وبعد الخُضْر مباشرة. ملف : اليمين المتطرف في أوروبا، مدى تأثيره على سياسة اللجوء والهجرة؟

أسباب صعود اليمين المتطرف

ثمة مجموعة من العوامل أدت إلى رفع أسهم قوى اليمين المتطرف في أوروبا، أحد الأسباب الرئيسية وراء تنامي صعود وانتشار اليمين المتطرف نابع من عدم ثقة الشارع الأوروبي بشكل عام لما يسمى أحزاب يمين الوسط، ويسار الوسط، التي كانت تسيطر على المشهد السياسي على مدى العقود الماضية؛ نتيجة عدم قدرتها على حل المشكلات التي بدأت تأخذ وضعاً دراماتيكياً داخل أوروبا.  خاصة بعد الأزمة الاقتصادية التي اندلعت في عام 2008 وما تلاها من سعي الاتحاد الأوروبي والسلطات الوطنية الحازمة لإجراءات السيطرة على العجز النيوليبرالي والتقشف هي أحد العوامل الرئيسية لتصاعد اليمين الشعبوي والمتطرف.

ويمكن القول إن أحد أهم هذه الأسباب وأكثرها حضوراً هي قضية المهاجرين واللاجئين الشرعيين وغير الشرعيين، إذ  استفادت الأحزاب اليمينية المتطرفة في جميع أنحاء أوروبا بشكل كبير من المخاوف الأمنية والثقافية والاقتصادية بين الأوروبيين بسبب موجة الهجرة على نطاق واسع بعد العام 2015.

وتزداد فرص نجاح قوى اليمين المتطرف في ظل الصعوبات الاقتصادية التي تعانيها القارة الأوروبية والتي يتواجد بها رسمياً  (22) مليون عاطل عن العمل، ناهيك عن أن المهاجرين يزيدون من تكريس هذه المشكلة نظراً لتكاليفهم الأقل كعمال بدلاء عن العمال الأوروبيين. يُضاف إلى ذلك، تكلفة اللاجئ على الدولة المضيفة في مجالات المرافق والتعليم والصحة وغيره، في ظل موجة السياسات التقشفية التي تتبعها العديد من الدول الأوروبية.

ومؤخراً،الأحزاب اليمينية أزمة كورونا لتأجيج المشاعر غير المنطقية مثل مناهضة الفكر ونظريات المؤامرة بسبب عدم استجابة الحكومة لوباء كوفيد-19 والانتشار الواسع للمعلومات المضللة، باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، والتي وفرت مساحة أوسع للأفكار السياسية اليمينية المتطرفة والمحافظة التي تنم عن كره الأجانب .
كما تكمن القوة المتزايدة للأحزاب اليمينية المتطرفة في أوروبا في استراتيجيات التعبئة والانتخابات الأكثر تماسكاً، فضلاً عن التحالفات الأفقية الأوسع. هذه الأحزاب أكثر مرونة في التنظيم ونخبها أكثر حساسية للتغيرات الاجتماعية الحالية، وتضخم أخطاء السياسة للأحزاب الرئيسية وتزيد من حدة المواجهة بين المجتمع المحلي والعالم الخارجي، وبين عامة الناس والنخب.

وفي هذا السياق، يعتبر عنصر القوة الذي يساعد اليمين المتطرف هو قدرته على تبني خطاب يربط مُجمل تلك العوامل ببعضها البعض، بحيث يتم ربط المشكلات الاقتصادية والمالية وحتى الأخلاقية، التي ظهرت في أوروبا منذ عام 2008، بالنواحي الأمنية والهجرة وتدفق اللاجئين والتهديدات الإرهابية، مع ترويج هذا التيار إلى أنه لديه حلولاً لمعالجة هذه الأزمات المركبة. ملف: اليمين المتطرف في ألمانيا ـ تنامي حجم المخاطر

**

التقييم

تتزايد المخاوف الأوروبية من الخطاب المتطرف على منصات التواصل الاجتماعي وأن يصبح الفضاء الإلكتروني بؤرة للنشاط المتطرف. وبموجب القوانين الأوروبية ، يجب على شركات وسائل التواصل الاجتماعي إزالة المحتوى المتطرف مثل خطابات الكراهية والتهديدات أو مواجهة غرامات مالية كبيرة.

فقدت الجماعات المتطرفة في أوروبا نفوذها على  Facebook و Twitter وتحولت بشكل متزايد إلى منصات بديلة مثل Telegram وSoundcloud. تواصل الجماعات المتطرفة عبر هذه المنصات البديلة نشر الخطاب المتطرف على شبكات التواصل الاجتماعي، والعمل على تجنيد واستقطاب عناصر جديدة وللتحريض على تنفيذ هجمات إرهابية ضد الدول الأوروبية.

لا يقتصر تواجد المتطرفين على الإنترنت على منصة واحدة ، بل هو مزيج من مجموعة كبيرة ومتنوعة من المساحات والمنصات الرقمية التي تتراوح من وسائل التواصل الاجتماعي وغرف الدردشة والمواقع الإلكترونية. ترجع قدرة المتطرفين على التأثير في الخطاب العام وتجنيد أعضاء جدد إلى تبنيهم لاستراتيجيات متعلقة باستخدام مقاطع الفيديو والمقاطع الصوتية و القدرة على الوصول إلى جمهور محتمل واسع ، والتنظيم السريع للمعلومات داحل الخطابات الدعائية .

**

تبني اليمين المتطرف في أوروبا نظرية “الاستبدال” لتعزيز الكراهية ضد الجاليات المهاجرة المسلمة والأجانب بشكل عام. تتباين المواقف الأوروبية تجاه اللاجئين والمهاجرين الأجانب وتأثرت بعض سياسات الدول الأوروبية بسياسات اليمين المتطرف بالحد من استقبال المهاجرين وترحيل طالبي اللجوء وبإنشاء مراكز لاستقبال طلبات اللجوء في بلدان ثالثة.

تشير التقديرات إلى تنامي التهديدات الإرهابية لليمين المتطرف، ويساهم في ذلك التعليقات العنصرية المنتشرة على الفضاء الإلكتروني وتبادل الآراء والدعاية اليمينية المتطرفة لتأييد استخدام العنف.

تتعدد الدوافع اليمينية المتطرفة  للمواقف المعادية للمهاجرين واللاجئين والجاليات المسلمة في أوروبا منها زعم اليمين أن يكون للمهاجرين تأثير سلبي على تغيير نمط المجتمعات في أوروبا. كذلك التهديدات الاقتصادية والاجتماعية التي يشكلها اللاجئون وتغيير الهوية الأوروبية والقيم بجانب صراع الثقافات.

تمثل قضية الهجرة واللجوء في أوروبا ركيزة أساسية لليمين المتطرف يعتمد عليها كورقة ضغط لتحقيق مكاسب سياسية معينة ولحصد الأصوات الانتخابية. ويمكن أن يكون لوسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي دوراً كبيراً نسبيًا في تغذية أنصار اليمين المتطرف بالأفكار المتطرفة وتجنيد استقطاب أعضاء جدد.

**

السنوات الخمس الأخيرة شهدت بداية انتقال الأحزاب السياسية المتطرفة من انتخابات الدرجة الثانية إلى انتخابات الدرجة الأولى، ما يدل على وجود نوع من التطرف في المجتمعات الأوروبية.

ساهمت العديد من الأحداث الإقليمية والدولية في حجز اليمين المتطرف مكانًا بارزًا ضمن الخريطة السياسية الحزبية الأوروبية، وظهر ذلك من خلال النجاحات المتكررة التي حققتها في الانتخابات التشريعية والمحلية والأوروبية، لكن نتائج لوبان الأخيرة في انتخابات فرنسا سيكون لها الوقع الأكبر على هذه التنظيمات المتطرفة.

أثبتت الانتخابات الفرنسية الأخيرة أن قرابة نصف الناخبين الفرنسيين يحملون أفكارا يمينيةً متطرفةً، وأنهم يميلون إلى الخطاب الشعبوي الذي يضع على رأس هرم أيديولوجيته مناهضة المهاجرين والمسلمين والأقليات عموما، بجانب تعزيز القوميات والضرب بشعارات الحضارات وقبول الآخر عرض الحائط.

يترك صعود نجم قوى اليمين المتطرف في أوروبا بصمات عدة على المشهد السياسي والاجتماعي الأوروبي، حيث تتجلى الآثار المباشرة مع اتجاه القوى السياسية التقليدية في بعض الدول الأوروبية لتبني حلولاً وإجراءات متشددة ضد اللاجئين والمسلمين والعمل ستعمل على تفكيك أحزاب اليمين المتطرف من خلال تبني بعض شعاراتهم.

وعلى المدى الطويل، تظهر تحذيرات من التأثير السلبي لصعود اليمين على نموذج التسامح للدولة القومية الحديثة ذات الطابع الأوروبي، والذي أصبح هشاً جداً مع تصاعد خطاب الإقصاء والتوجه نحو ممارسة هذا الخطاب على أرض الواقع.

أزمة أوكرانيا يمكن أن تجلب للشعبويين دفعة كبيرة حيث بدأت تكلفة العقوبات ضد روسيا في التأثير مع ارتفاع أسعار الطاقة والغذاء. حيث تجاوز سعر البنزين بالفعل (2) يورو للتر، وهو أعلى بكثير من المستوى الذي أشعل فتيل تمرد السترات الصفراء في فرنسا ، كما ارتفعت أسعار الكهرباء والغاز والخبز.

يجب على الأحزاب الليبرالية والوسط مواجهة صعود أحزاب اليمين المتطرف البديلة في البرلمانات الأوروبي من خلال تبني مواقف واضحة بالمثل بشأن القضايا البارزة للغاية بالنسبة للرأي العام وتفصيل الحجج التي تدعم هذه المواقف للمواطنين الأوروبيين.

رابط مختصر.. https://www.europarabct.com/?p=83145

*جميع الحقوق محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب و الإستخبارات 

الهوامش

Terrorist and extremist chants used to woo recruits – focus of latest Europol Referral Action Day
https://bit.ly/3BuzWXp

‘Extremist’ audio clips removed from SoundCloud in Europe-wide operation
https://bit.ly/3vaOTts

ISIS Can’t Even Direct Lone-Wolf Attacks Anymore Isis urges jihadists to strike Europe and Israel while West is distracted by Ukraine
https://bit.ly/3PVuTmN

Telegram blocks over 60 channels in Germany — report
https://bit.ly/3v7rklp

TikTok censoring LGBTQ, Nazi terms in Germany: report
https://bit.ly/3PyiwNE

Tech & Terrorism: Choudary Uses Social Media To Call For Aafia Siddiqui’s Release
https://bit.ly/3BuzYyv

**

Terror threat teen wanted to attack mosque and kill 10,000
https://bbc.in/3aYIY45

MAN JAILED FOR INCITING RACIAL HATRED IN ONLINE POSTS
https://bit.ly/3J2WLCW

EXTREME RIGHT WING TERROR GROUP SENTENCED TO MORE THAN 30 YEARS IMPRISONMENT
https://bit.ly/3Bd1YGD

Why Europe’s Muslims are braced for France’s stint running the EU presidency
https://bit.ly/3Ou8xHH

أوربان يثير غضباً واسعاً بعد الهجوم على “دمج الأعراق” في أوروبا
https://bit.ly/3J7jwFV

السويد- هكذا يستغل متطرف معادٍ للمسلمين سياسة الهجرة المشددة
https://bit.ly/3oLIjGt

**

ماكرون يفقد غالبيته المطلقة واليمين المتطرف يتحدث عن “تسونامي”
https://bit.ly/3JbEeVl

هل تساهم استقالة رئيس الوزراء الإيطالي بصعود اليمين المتطرف؟
https://bit.ly/3vpIk6p

‘She’s very charismatic’: could Giorgia Meloni become Italy’s first far-right leader since Mussolini?
https://bit.ly/3JdJJTi

The populist radical right in the European Parliament: A new force?
https://bit.ly/3JbD781

حزب “البديل من أجل ألمانيا” – تراجع طفيف وحصون انتخابية ثابتة
https://bit.ly/3cRmRNu

Rising far-right, declining centre-left, and the future of refugees in Europe
https://bit.ly/3zEiVbB

 

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...