الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

مكافحة الإرهاب ـ حرب غزة وانعكاساتها على أمن فرنسا؟

مكافحة الإرهاب
نوفمبر 22, 2023

بون ـ المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات ECCI ـ وحدة الدراسات  (3)

تصاعدت مخاوف السلطات الفرنسية من تداعيات الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ، حيث تعيش أكبر جاليتين إسلامية ويهودية في أوروبا. تكمن المخاوف الفرنسية في التداعيات الناتجة عن التصعيد المستمر وطول أمد الصراع، وكذلك تنامي القلق حول ردود الفعل في الضواحي والأحياء الفرنسية التي قد تتحول إلى أعمال عنف. تسعى الحكومة الفرنسية لاتخاذ تدابير وإجراءات أمنية لتعزيز التعايش السلمي والمجتمعي وعدم نقل تداعيات الصراع داخل فرنسا.

تهديدات إرهابية محتملة في فرنسا

صرح الرئيس الفرنسي “إيمانويل ماكرون” في 17 أكتوبر 2023 أن “أوروبا تشهد تصاعدا في “الإرهاب الإسلاموي” وأن جميع الدول مهددة”. وكان قد أكد وزير الداخلية الفرنسي “جيرالد دارمانان” إلى أن الهجوم في “أراس”، على صلة بأحداث الشرق الأوسط ، في إشارة إلى الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

تلقت المطارات الفرنسية منذ 18 أكتوبر 2023 ما مجموعه (100) إنذار بوجود قنبلة، تضاعفت تقريبا البلاغات المتعلقة بوجود حقائب مهجورة في المحطات والقطارات. وشهدت مدرسة في “أراس” شمال فرنسا عملية طعن بالسكين قتل خلالها أستاذ وأصيب شخصان بجروح بالغة، وهددت إمرأة ركاب قطار قرب محطة مكتبة “فرنسوا ميتران” بتفجير نفسها في 31 أكتوبر 2023

كشف استطلاع للرأي في 24 أكتوبر 2023 أن (90%) من الفرنسيين يعتبرون أن احتمالية حدوث “هجمات إرهابية” في بلادهم “مرتفعة جدا” بسبب تأثير تصعيد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بينما يعتقد (10%) أن هذه الاحتمالية “ضعيفة أو ضعيفة جدا”. مكافحة الإرهاب ـ ماعلاقة حرب غزة بزيادة التطرف والإرهاب في ألمانيا؟

الإسلاموفوبيا في فرنسا، وتهديدات داخل المؤسسات التعليمية

قدم أحد مساجد مدينة “ليون” الفرنسية شكوى بعد العثور على عبارات “معادية للإسلام” على جدار مدخل المسجد في 15 نوفمبر 2023. تعرضت متاجر فرنسية في مدينة “ليون الفرنسية” لوضع عبارات معادية للإسلام على المتاجر، كما حاول نشطاء يمينيون متطرفون اقتحام مؤتمر حول فلسطين في 11 نوفمبر 2023.

شددت فرنسا الإجراءات الأمنية في المدارس الفرنسية، بعد هجوم بسكين على معلم بإحدى مدارس مدينة “أراس” فهناك حوالي حوالي (1000) من أفراد الأمن، يتمركزون في المدارس الفرنسية بعد الهجوم، كما تسيير دوريات إضافية للشرطة عند مداخل المؤسسات التعليمية لضمان الأمن هناك بالتنسيق مع مدراء المدارس.

اليمين المتطرف واستغلال الصراع

يسعى اليمين المتطرف في فرنسا بتصوير نفسه وكأنه يدافع عن اليهود في فرنسا لكسب أصوات الناخبين في 17 نوفمبر 2023. كما أن الجماعات اليسارية المتطرفة تساعد الجماعات اليمينية المتطرفة على الظهور بمظهر أقل تطرفا. يشعر أنصار حزب “التجمع الوطني” اليميني المتطرف بالقلق تجاه التهديدات بنسبة (97%)، يليهم حزب”الجمهوريين”، بنسبة (93%) ثم أنصار حزب الرئيس ماكرون بـ (87%).

جرائم معاداة السامية مثيرة للقلق

شهدت فرنسا (1159) عملا معاديا للسامية منذ السابع من أكتوبر 2023، أي أكثر من (3) أمثال العدد المسجل في عام 2022. تشمل رسم الصليب المعقوف، أو نجمة داود على الجدران، واعتداءات، ففي منطقة باريس سجل (257) حادثا معاديا للسامية. يقول “ميشيل فيفيوركا”، الباحث بعلم الاجتماع في “مدرسة الدراسات العليا في العلوم الاجتماعية” في باريس “EHESS” إن هذا الرقم “مثير للقلق إذ يعد الأعلى منذ بدء التسجيل المنهجي (لحوادث معاداة السامية) عام 2000”. أضاف فيفيوركا “أن تصاعد مثل هذه الحوادث يعكس انتقال الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني إلى فرنسا التي تعد موطنا لأكبر عدد من السكان اليهود في أوروبا وتضم واحدة من أكبر الجاليات المسلمة في أوروبا”. أمن دولي ـ حرب غزة، تداعيات النزوح والهجرة إقليمياً ودولياً

حظر المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين

قررت وزارة الداخلية الفرنسية في 12 أكتوبر 2023 حظر المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين، لأنها من المحتمل أن تؤدي إلى اضطرابات في النظام العام. وفي حال خرق هذا الحظر يتم توقيف “منظمي المظاهرات”. أبطل مجلس الدولة الفرنسي، قرار الحكومة الفرنسية بحظر المظاهرات المؤيدة لفلسطين في باريس في 18 أكتوبر 2023، حيث يرى مجلس الدولة الفرنسي أن الأمر متروك لـ “المحافظين وحدهم لاتخاذ القرار على أساس كل حالة على حدة”، كما لم يوافق البرلمان الفرنسي على قرار الحكومة، بمنع المظاهرات الداعمة للفلسطينيين في المدن الفرنسية.

انقسام بين الأحزاب السياسية في فرنسا

تشهد أحزاب الحكومة واليمين واليسار سجالا وجدلا حول توصيف هجمات حركة حماس والدعم المطلق للحكومة الإسرائيلية. أثارت دعوة لتظاهرة ضد معاداة السامية في فرنسا باريس خلافات حادة بين الأحزاب السياسية، حيث أعلن حزب “فرنسا الأبيّة” اليساري أنه سيقاطع “المسيرة الكبرى”، وأكد الحزب الشيوعي إنه “لن يسير إلى جانب” حزب الجبهة الوطنية وخاصة “مارين لوبان” بينما أعلنت رئيسة البرلمان “يائيل براون بيفيه” ورئيس مجلس الشيوخ “جيرارد لارشر”، عن “تعبئة عامة”. كانت قد دعت “مارين لوبان” جميع ناخبي الحزب إلى الانضمام إلى هذه المسيرة. أعرب دبلوماسيون فرنسيون يعملون في الشرق الأوسط والمغرب العربي، عن انتقادهم لموقف باريس المؤيد لإسرائيل في حرب غزة.

تدابير وإجراءات أمنية

رفعت الحكومة الفرنسية خطة “فيجيبيرات” إلى مستوى “الهجوم الطارئ” على كامل مساحة البلاد. ويعني مستوى “الهجوم الطارئ” درجة التأهب القصوى في إطار خطة “فيجيبيرات”، التي تنص على فرض تدابير لمكافحة الإرهاب فور وقوع اعتداء، لفترة زمنية محددة إلى أن تتم معالجة الأزمة.

اعتقلت الأجهزة الأمنية الفرنسية (486) شخصا لارتكابهم جرائم معاداة السامية، بينهم (102) من الأجانب منذ تصعيد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وفي منطقة باريس اعتقل (90) شخصا. تلقى (1487) شخص غرامات بسبب المشاركة في مسيرة غير مصرح بها في 31 أكتوبر 2023.

نشرت فرنسا (7000) جندي من قوات “سانتينل”، و”حتى إشعار آخر” في 14 أكتوبر 2023، حيث يحمي (10) آلاف شرطي وجندي (900) معبد يهودي ومدرسة في جميع أنحاء البلاد. أكدت وزارة الداخلية الفرنسية على ضرورة “سحب تصاريح إقامة” الأجانب المدانين بارتكاب أي جريمة معادية للسامية، أو بالتحريض على الإرهاب، وطردهم “دون تأخير” من فرنسا. . أمن دولي ـ واقع علاقات وتعاون دول أوروبا مع فلسطين

تقييم وقراءة مستقبلية

– دفع التصعيد في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي الحكومة الفرنسية إلى رفع خطة “فيجيبيرات” إلى مستوى “الهجوم الطارئ” بالتزامن مع تنامي القلق حول احتمالية حدوث “هجمات إرهابية”

– شهدت فرنسا العديد من جرائم معادة السامية والإسلاموفوبيا، و يستغل اليمين المتطرف في فرنسا الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لكسب أصوات الناخبين.

– أبطل مجلس الدولة الفرنسي، قرار الحكومة الفرنسية بحظر المظاهرات المؤيدة لفلسطين وترك الأمر للمحافظين لاتخاذ القرار على أساس كل حالة على حدة.

– تشهد أحزاب الحكومة واليمين واليسار انقساما حول توصيف هجمات حركة حماس ودعم الحكومة الإسرائيلية، وتلقت الحكومة الفرنسية انتقادات للمواقف الرسمية الصادرة عن الحكومةـ كذلك المزاج الفرنسي العام الداعم لإسرائيل.

– اتخذت السلطات الفرنسية العديد من الإجراءات الأمنية عبر نشر الاف الجنود لحماية أماكن تجمعات اليهود في البلاد، وتشديد الإجراءات الأمنية في المدارس الفرنسية وسحب تصاريح إقامة الأجانب المدانين بارتكاب جرائم.

– يتضح من المقارنة بين عدد جرائم الكراهية ومعاداة السامية والإسلاموفوبيا في العام 2022، أن العوامل السياسية ومجرياتها في الشرق الأوسط تؤثر بشكل كبير في الأوضاع الأمنية في فرنسا.

– بات من المحتمل أن يزداد الاستقطاب حول تداعيات التصعيد في الصراع في فرنسا، واتساع الفجوة بين مطالب الفرنسيين وقرارات الحكومة السياسية، وإثارة التوترات داخل فرنسا ما يهدد التعايش السلمي.

– بات متوقعا أن تشهد فرنسا مسيرات متزايدة تطالب بوقف إطلاق النار، واستغلال اليمين المتطرف الصراع لحشد الرأي العام ضد سياسات الحكومة الفرنسية ليس فقط في الشرق الأوسط، بل حتى على مستوى السياسات داخل البلاد.

رابط مختصر ..  https://www.europarabct.com/?p=92104

*حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الارهاب والاستخبارات

الهوامش

فرنسا ترفع درجة التأهب الأمني.. ماذا يعني الانتقال إلى مستوى “الهجوم الطارئ”؟
https://tinyurl.com/ycx2tz96

فرنسا.. اعتقال أكثر من 400 شخص بتهمة “معاداة السامية”
https://tinyurl.com/ecn48s94

فرنسا: مسلمون ويهود ضد معاداة السامية والإسلاموفوبيا
https://tinyurl.com/4bv6emb4

فرنسا.. إجراءات أمنية مشددة في المدارس بعد مقتل معلم طعنا في مدينة أراس
https://tinyurl.com/yawmmcwf

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...