الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

محاربة التطرف ـ أهمية تخريج أئمة من الكلية الإسلامية في ألمانيا

تدريب الائمة
أكتوبر 16, 2023

بون ـ المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات ECCI ـ وحدة الدراسات  (2)

واجهت الحكومة الألمانية معضلة كبيرة بما يتعلق بملف الأئمة، حيث أن غالبية الأئمة في ألمانيا أتوا من دول خارجية لخدمة أجندات سياسية، كما أنهم افتقروا إلى معرفة اللغة الألمانية والبيئة الثقافية والاجتماعية المحلية في ألمانيا، ولم ينجحوا في الرد على القضايا الفقهية العامة للمسلمين في ألمانيا. لذلك تعتبر كلية الإسلام “إسلام كوليدج” في ألمانيا أول مؤسسة يتم إنشاؤها لتدريب الأئمة داخلياًً باللغة الألمانية

كلية الإسلام في ألمانيا “إسلام كوليدج” النشأة والتأسيس

تأسست كلية الإسلام “إسلام كوليدج” في نهاية العام 2019، حيث أنطلق مشروع تأهيل الأئمة في ألمانيا عبر كلية الإسلام “إسلام كوليدج” في “أوسنابروك” في 15 يونيو 2021، يستمر المشروع لمدة (5) سنوات. كان من المفترض أن تنطلق كلية الإسلام “إسلام كوليدج” في أبريل العام 2020، إلا أن جائحة “كورونا” عرقلت انطلاقة المشروع، وجرت أول الدروس في المكتبة الواسعة التي تضم (12) ألف مؤلف تم شراؤها من جمهورية مصر العربية.

تعد كلية الإسلام “إسلام كوليدج” أول مؤسسة يتم إنشاؤها على مستوى الجمعيات وبالتعاون مع علماء دين إسلاميين من ألمانيا، وذلك لتدريب رجال دين ومرشدين روحيين إسلاميين باللغة الألمانية، ويشارك في المشروع (5) مؤسسات ألمانية، وهي :

  • المجلس المركزي للمسلمين في ألمانيا
  • المجلس المركزي للمغاربة
  • اتحاد الجماعات المالكية
  • جماعة البوشناق الإسلامية
  • اتحاد المسلمين في ولاية “نيدرزاكسن”

يشارك في الكلية كل عام حوالي (35) شاباً وفتاة، يدرسون (7) اختصاصات مختلفة، حيث يتم تأهيلهم فيها نظرياً وعملياً. تتضمن المناهج الدراسية في الكلية تدريس وإعداد الخطبة، وتلاوة القرآن الكريم، والعناية الرعوية، والتثقيف السياسي، وممارسة العبادات، والتربية الرعوية، والعمل الاجتماعي بالإضافة إلى العمل في مجال الدعم، والرعاية النفسية في المشافي أو السجون الألمانية.

التمويل : يمول المشروع وزارة العلوم في ولاية “نيدرزاكسن”، وبشكل أساسي وزارة الداخلية الاتحادية بحوالي مليون يورو. تدعم السلطات الفدرالية ومقاطعة “ساكسونيا السفلى” التي يقع فيها معهد الدراسات الإسلامية، هذا البرنامج مالياً في بلد يقدر فيه عدد المسلمين بحوالي (6.7%) من عدد السكان الإجمالي. الإخوان المسلمون في ألمانيا ـ الواجهات ومصادر التمويل

شروط الالتحاق : من شروط الالتحاق بالكلية، يجب أن يكون المتقدم حاصل على شهادة جامعية في العلوم الإسلامية، ويفضل أن يكون ذلك من جامعة ألمانية، إضافة كل من يحمل شهادات من جامعات في الخارج، يمكن الاعتراف بها في ألمانيا. كما تسعى كلية الإسلام “إسلام كوليدج” أيضاً إلى قبول أشخاص لا يحملون شهادات في العلوم اللاهوتية، إلا أنهم ينشطون ويعملون فعلياً في مجتمعات ومؤسسات إسلامية ألمانية.

تخرجت الدفعة الأولى من كلية الإسلام “إسلام كوليدج” المكونة من (26) خريجا الذين أكملوا تدريبهم ضمن البرنامج الحكومي الألماني لتدريب الأئمة المسلمين الذي يوفره معهد الإسلام في السادس أكتوبر 2023. يقول “كريستيان فولف ” الرئيس الألماني السابق الذي يشغل منصب رئيس مجلس أمناء كلية الإسلام “إسلام كوليدج” “يتم تدريب أئمة في ألمانيا باللغة الألمانية، هذا أمر لم يحدث من قبل”. ويرى “فولف” أن هذا الأمر كان يجب أن يحدث منذ فترة طويلة وذلك نظراً لوجود ملايين المسلمين الذين يعيشون في ألمانيا، وأكد “فولف” أنه “إسهام كبير في الاندماج”.

غالبية الأئمة في ألمانيا من دول خارجية

واجهت ألمانيا معضلة كبيرة، حيث أن غالبية الأئمة في ألمانيا أتوا من دول خارجية، ويتلقون الإعداد في دولهم الأم التي تدفع رواتبهم. فهناك (50%) من رجال الدين في الولايات الألمانية الذين تتراوح أعدادهم بين (2000 و2500) ينتمون إلى منظمات تتبع دول خارجية وتدير مئات المساجد في ألمانيا، فحوالي (80 إلى 90 %) من الأئمة من دول شمال إفريقيا وألبانيا ويوغوسلافيا السابقة. وفي غالبية الأحيان يأتي هؤلاء إلى ألمانيا لفترة (4 إلى 5) سنوات بعضهم مع تأشيرة دخول سياحية من دون أن يعرفوا البيئة الثقافية والاجتماعية المحلية في ألمانيا.

أعلنت ” نانسي فيزر” وزيرة الداخلية الألمانية ، أنها تريد الحد بشكل كبير من تأثير الأئمة الأجانب على الجاليات الإسلامية في ألمانيا، بالإضافة إلى التركيز على تدريب الأئمة المحليين في 22 ديسمبر 2022. ذكرت ” فيزر” أريد أن أخفض تدريجياً إرسال الحكومة للأئمة من الخارج إلى ألمانيا بهدف إنهائها تماماً”. تعتبر “فيزر” أنه من المهم فيما يتعلق بسياسة الاندماج أن يخدم المزيد من الأئمة الذين نشأوا في ألمانيا وتدربوا على اللغة الألمانية المجتمع الإسلامي. محاربة التطرف ـ أهمية تجفيف مصادر التمويل

معرفة اللغة الألمانية إجبارية للأئمة

عانت ألمانيا من عدم وجود مخطط واضح لإتمام التأهيل المحلي للأئمة. كذلك شكلت اللغة حاجزاً كبيراً، وعلى هذه النقطة بالذات عملت الحكومة الألمانية. خططت وزارة الداخلية الألمانية لتعديل قانون الإقامة، وأكدت على أن معرفة اللغة الألمانية إجبارية للأئمة الذين يرغبون في القدوم إلى ألمانيا. وهذا الشرط  يظهر أيضا في قائمة لوزارة الدفاع الألمانية حيث عُلِمَ أن القائمين المسلمين على الرعاية الروحية الذين يرغبون بالعمل في الجيش الألماني يجب أن يتقنوا الألمانية، وأن يتوفروا على شهادة للدراسات الإسلامية من جامعة معترف بها رسمياً.

كانت قد خططت وزارة الدفاع الألمانية في العام 2019 عن ضرورة تعيين أئمة في الجيش للجنود المسلمين في صفوفها حين طالب المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا، السياسيين الألمان، وصناع القرار في الحكومة الألمانية بتأمين الرعاية الروحية الإسلامية للجنود المسلمين في الجيش الألماني، إذ يترواح عدد الجنود المسلمين في الجيش الألماني من ( 3 إلى 4) آلاف جندي.

شدد ” المجلس المركزي للمسلمين في ألمانيا” على أن هناك حاجة كبيرة إلى وجود أئمة مؤهلين في مجتمعات المساجد في ألمانيا، في 30 سبتمبر 2023. وأكد “أيمن مزيك” المجلس المركزي للمسلمين في ألمانيا على “إن الحاجة إلى رعاية روحية تتوافق مع العقيدة الإسلامية باتت مطلباً ملحاً لهؤلاء الجنود”، وأشار إلى استعداد المجلس الأعلى للمسلمين للتعاون مع الحكومة في هذا المجال. ووفقاً للقانون الألماني، لكل جندي الحق في الرعاية الروحية، وممارسة شعائره الدينية دون عائق. وتقدم الكنائس البروتستانتية، والكاثوليكية في الجيش الألماني الرعاية الروحية العسكرية للجنود، وأقاربهم.

توجيه الأئمة لخدمة الأجندات السياسية

أفادت تقارير استخباراتية أن بعض الأئمة تصرفوا بناء على أوامر من البعثات الدبلوماسية لدول للتجسس على المعارضين، وأن الكثير من الأئمة يوعظون في ألمانيا ضد اندماج المسلمين فيها. واجهت ألمانيا مشكلة كبيرة تتمثل في أنّ الخريجين من المؤسسات التعليمية لتعليم الدين الإسلامي في البلاد لم ينجحوا في الرد على القضايا الفقهية العامة، ومواجهة الصعوبات المؤسسية، كما أن المساجد ليست لديها قدرات مادية لدفع رواتب هؤلاء الخريجين بالشكل الذي يناسبهم، ما يتيح للجماعات المتطرفة فرصة السيطرة عليها وبالتالي توجيه الخطاب الديني لخدمة الأجندات السياسية. ملف: الإخوان المسلمين في ألمانيا ـ مساعي حكومية للحد من أنشطة الجماعة

تقييم وقراءة مستقبلية

– يوجد في ألمانيا أكثر من (2000) جمعية تابعة لمساجد، وأتى أغلبية الأئمة من الخارج ولم يتمموا تكوينهم في ألمانيا. لذلك سعت السلطات الألمانية لتقويض تأثير الأئمة الذين تدعهم دول خارجية على المساجد الألمانية، عبر إعداد أئمة يحملون شهادة تخرج ألمانية، إلى جانب تشديد إجراءات الإقامة في ألمانيا وتعزيز الاندماج المجتمعي لهم.

– شددت الحكومة الألأمانية على إلمام الأئمة باللغة الألمانية ومعرفة نظام التعليم الألماني، بالإضافة إلى المعرفة عن الثقافة والإلمام بالنظام الاجتماعي والسياسي في ألمانيا، وذلك شريطة الالتحاق بكلية الإسلام في ألمانيا “إسلام كوليدج”، وحتى يمكنهم من التجاوب مع حاجات المسلمين في ألمانيا.

– يمكن القول أن كلية الإسلام في ألمانيا “إسلام كوليدج”، ربما تكون خطوة في الاتجاه الصحيح لتأهيل الأئمة، ومحاربة التطرف، إلا أن جميع الخطوات التي يمكن أن تقود إلى تأهيل مستقل لأئمة المساجد في ألمانيا مازالت بعيدة المنال.

– بات متوقعاً يساهم إعداد الأئمة في ألمانيا على المدى البعيد على عدم تلقى التبرعات والمنح من منظمات خارجية وحكومات أجنبية، ما يقلل من احتمالية الترويج إلى أيديولوجيات متطرفة، وأجندات سياسية، وأن تكون أكثر فعالية على الرد على القضايا الفقهية العامة للمسلمين في ألمانيا.

– ليس من المستبعد أن يعاني الخريجون والخريجات من كلية الإسلام في ألمانيا “إسلام كوليدج” من عدة مشكلات، بسبب دعم الكلية من خمس هيئات إسلامية فقط. ومن غير المؤكد حصول الخريجين والخريجات من الكلية على فرصة عمل في المساجد الإسلامية.

رابط مختصر ..  https://www.europarabct.com/?p=91561

*حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الارهاب والاستخبارات

الهوامش

Germany plans to end practice of importing imams from Turkey, abroad
https://tinyurl.com/5cc82p8y

Imam werden in Deutschland
https://tinyurl.com/52ne73pb

تخريج أول دفعة أئمة من الكلية الإسلامية في ألمانيا
https://tinyurl.com/4w8xaz9s

تأهيل الأئمة لإسلام من أجل ألمانيا
https://tinyurl.com/26hfdtts

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...