الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

خوادم الإنترنيت وأجهزة الإستخبارات:تحديات مازالت قائمة..بقلم شيماء عز العرب

خوادم الانترنت والاستخبارات
ديسمبر 26, 2019

شيماء عز العرب ، باحثه بالمركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات ـ المانيا و هولندا

التحوّل الكبير في التكنولوجيا الرقمية دفع أجهزة الاستخبارات في العالم إلى إستخدام تطبيقات إلكترونية حديثة، للتجسس على الهواتف والاتصالات المشفرة،واقتحام الحواسيب، التابعة لمسؤولين وشركات ودول.قال إدوارد لوكاس،الخبير الأمني،والباحث في مجلة فورين بوليسي،عن هذه التطورات فى 22 ديسمبر 2019 إن “الجاسوسية بشكلها التقليدي بدأت تلفظ أنفاسها،في ظل صعود أسهم التجسس الإلكتروني عن بعد،الذي يتميز بالسرعة”.تعد أمريكا صاحبة الريادة في مجال التجسس الإلكتروني،نتيجةامتلاكها أضخم شركات فى مجال الانترنت،والتعاون مع إسرائيل فى مشاريع مشتركة لتطويرأحدث تطبيقات التجسس الرقمي.

على المستوى الأوروبى أصبح المصدر الأكثر قلقا وانتشارًا للاضطرابات ينشأ من الثورات الحالية في تكنولوجيا المعلومات ووسائل التواصل الاجتماعي والذكاء الاصطناعي.كما حذر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون،فإن أوروبا تواجه هجمة مدمرة على عدة جبهات من ثلاث قوى خارجية كبيرة،لذا تتبع أوروبا الآن قواعد مبتكرة للعصر الرقمي التي تحظى بدعم من السياسيين والمديرين التنفيذيين في الولايات المتحدة،فقد أشادت شركة Cook بالاتحاد الأوروبي لإعلانه عن قانون خصوصية الإنترنت الأكثر طموحًا في العالم.واعترافًا منه بأن المخزونات المتنامية من البيانات الشخصية قد تشكل بالفعل تهديدًا للحريات المدنية.

هناك العديد من التحديات التى تواجهها الاستخبارات الاوروبية أمام الوصول إلى أهدافها فى ظل هذا التطور الرقمى والمنافسة فى الفضاء الالكترونى على صناعة التطبيقات المختصة فى التجسس بالإضافة إلى سعى الجماعات المتطرفة إلى إستخدام تطبيقات مشفرة فى انشاء خلاياها وترويج أفكارها الارهابية ومن أبرز هذه التحديات :

  • الإستعمار الأمريكى الرقمى

  • كانت كبريات شركات الإنترنت الأميركية-أمازون،جوجل،فيسبوك،نيتفليكس، وأخريات- قادرة على فرض سيطرتها على معظم العالم متحررة نسبياً من اللوائح المتباينة بحدة أو المنافسين المحليين المؤثرين.وعنت هيمنة الشركات الأميركية أن تسيطر الولايات المتحدة بشكل أساسي على البيانات، وتدويرهالصالحها.وقد أصبح وجودها في بعض البلدان شبيهاً بالاستعمار الرقمي،والذي تجسده سيطرة”فيسبوك”على تجارب الهواتف المحمولة في عشرات البلدان من خلال برنامجه Free Basics وسيطرة”جوجل”على الإعلان.

ترتب على ما سبق أن أجهزة الاستخبارات وفروع إنفاذ القانون الأميركية يتمتعوا بحرية أكثر من الدول الأخرى في الوصول إلى البيانات -بشكل قانون وغير قانوني على حد سواء- بما أن هذه البيانات في خوادم بالولايات المتحدة، فعلى سبيل المثال تستطيع أجهزة الاستخبارات الألمانية الاستمرار في التجسس على كبار مزودي خدمة الإنترنت، لدواعي حماية الأمن القومى،ولكن لا تستطيع أن تعترض إلا 20% من تدفق المعطيات عبر الإنترنت وفقا للقانون الألمانى.وهذا تسببت في ردة فعل عكسية ضد نموذج الإنترنت المفتوح ،فقامت الشركات والدول بتطويرأدوات جديدة مثل استخدام bots في وسائل التواصل الاجتماعي للخروج من هذه السيطرة.

  • كسر الشفرات وسرقة البيانات

  • نجحت بعض أجهزة الاستخبارات والشركات المنتجة لتقنيات التجسس كسر التطبيقات المشفرة مثلما حدث مع برنامج التجسس”بيغاسوس”أوحصان طروادة”الذى وصفته مجلة فوربس فى 26 مايو 2019بأنه”أشد برنامج للتجسس اختراقاً لأجهزة الموبايل في العالم”وهو نتاج لشركة اسرائيلية”إن إس أو”،وقد رفعت شركة واتس أب- التى تملكها شركة فيسبوك- قضية،هي الأولى من نوعها لدى محكمة في كاليفورنيا،ضد الشركة الإسرائيلية،بسبب شنها هجمات سيبرانية،وفقاً لما نشرته صحيفة هآرتس.تشير بعض الدراسات إلى انتشار برامج التجسس الإسرائيلية الآن في 130 دولة،كذلك استخدام التقنيات لاستهداف الفلسطينيين الكترونيا.

من جانبها حاولت الحكومة الفرنسية تطوير تطبيق تراسل فوري مشفرا خاصا بها Tchap،لاستخدامه من قبل الموظفين الحكوميين بدلًا من واتساب،وتليغرام،وتطبيقات التراسل الفورية الأخرى بهدف حماية المحادثات من المتسللين،والشركات الخاصة،والكيانات الأجنبية،وهو متاح في متاجر تطبيقات أندرويد،وآي أو إس الرسمية.لكن لم ينطلق التطبيق كما هو مخطط له،إذ وجد الباحث الأمني الفرنسي بابتيست روبرت،خللًا أمنيًا في Tchap في اليوم نفسه الذي صدر فيه.

من جانبه أعلن موقع فيسبوك فى 20 ديسمبر 2019 انه يحقق في تقرير حول نشر معلومات على شبكة الانترنت تتعلق بأسماء وأرقام هواتف أكثر من 267 مليون شخص من مستخدم على منتدى أحد القراصنة الالكترونيين،وفق مدونة على موقع كومباريتيك.وقال متحدث باسم فيسبوك”لفرانس برس”من المرجح أن هذه المعلومات تم الاستيلاء عليها قبل إحداث تغييرات على الموقع في السنوات القليلة الماضية لحماية بيانات الناس بشكل أفضل”،هذا وقامت شركة الاستشارات البريطانية كامبريدج انالتيكا،بخداع مستخدمي الفيسبوك لجمع معلوماتهم الشخصية والتصرف بها من خلال”اختبار الشخصية”،ودفعت شركة فيسبوك 5 مليارات دولار كغرامة بداية العام كتسوية مع المنظّمين لإساءة استخدام البيانات الخاصة بالمستخدمين.

  • الخوادم الافتراضية

يرى الخبير الألماني في تكنولوجيا المعلومات فابيان ماركوارت في حوار أجراه معه موقع”دويتشه فيله” فى 22 نوفمبر 2019 أن الحيلولة دون قطع الأنظمة السياسية للانترنت على المواطنين ممكن من الناحية النظرية.ويوضح أن إحدى هذه الطرق اللجوء إلى خدمات الشبكة الافتراضية الخاصة VPN وتمكن هذه التقنية من الوصول إلى خوادم الانترنت في بلدان أخرى بشكل مجاني إذا كان الوصول إليها محظورًا أو مقيدا في البلد الذي يقيم فيه الشخص.ولا تتيح هذه التقنية فقط إمكانية استخدام الإنترنت بدون رقابة بل يمكن للمستخدم إخفاء هويته ومكان تواجده حيث يصعب على السلطات تحديد موقع تواجده.

  • إختراق نظام أسماء النطاقات DNS

قالت مجلة لنوفيل أوبس الفرنسية نقلا عن موقع الجزيرة فى 26 فبراير 2019إن شبكة الإنترنت العالمية تتعرض لموجة من الهجمات الإلكترونية على نطاق واسع وبشكل غير مسبوق،وفقا لتحذير أصدرته الجمعة المنظمة الدولية المسؤولة عن تحديد عناوين الإنترنت (آيكان)،والتي قالت بأن هناك تهديد مستمر وكبير لأجزاء هامة من البنية التحتية للشبكة الدولية تمس عناوين النطاقات الخاصة بمواقع إلكترونية ، ويستهدف القراصنة “نظام أسماء النطاقات” DNS وهو النظام المسؤول عن نقل المعطيات إلى وجهتها على مواقعها الالكترونية، والمعروف لدى جمهور المستخدمين كـ .com أو .fr.

يقوم القراصنة بإجراء تعديلات على عناوين المواقع بحيث تعدلها من أسماء الخوادم الأصلية وتوجهها نحو خوادم يسيطر عليها القراصنة،وتعتبر الجهات المستهدفة هي الحكومات وأجهزة المخابرات والأمن وشركات الطيران وشركات صناعة النفط، سواء في الشرق الأوسط أو في أوروبا .وفقا لإذاعة ” مونت كارلو ” فى 25 فبراير 2019

  • اخفاء الاثر على الانترنت

عزز العالم الرقمى وأدواته المتطورة والامنة قدرة “داعش” على ترويج أفكاره المتطرفة و تجنيد الشباب ليكونوا جزء من مخطط “الذئاب المنفردة” بسهولة لتنفيذ العمليات الإرهابية من غرفهم ، وخاصة مع استخدام تطبيقات وشبكات غير مراقبة أمنيا “كالتلغرام “و”الديب ويب”. مع العلم أن هذه التنظيمات تمتلك عناصر متخصصة في مجال التكونولوجيا، فعلى سبيل المثال استطاعت المخابرات البريطانية القبض على ” سفاح داعش ” بعد ان واجهت صعوبات كثيرة فى تعقبه، لأنه كان يعرف جيداً كيف يتحصن ويحتمي من المراقبة على الإنترنت، وعبر تكنولوجيا الاتصال؛ فقد دأب على عدم استعمال الإنترنت إلا نادراً، وكان يتحقق من محو كل أثر له على الجهاز الذي يستعمله.

دفع ماسبق الاستخبارات الاوروبية الى التركيز على محاربة الحملات الترويجية الالكترونية لداعش لمنع بث موجة جديدة من التطرف فى اوروبا واعادة سيناريو”الذئاب المنفردة “حيث لدى داعش إمكانية استخدام ما بين) 50(مليون دولار و(300)مليون دولارالمتبقية من إيرادات دولتهم ، مع استغلال الدعاية للحفاظ على انتشارهم ، واطلقت حملتها الكبرى فى 21 نوفمبر 2019بناءً على طلب يورويول والدول الأوروبية بهدف إغلاق وتتبع كافة المنصات الإعلامية وحسابات مواقع التواصل الاجتماعي التي تروج للتنظيم،وكذلك التطبيقات المدعمة له (Tamtam & Rocket Chat & Riot)،وقد أدت لتمييز أكثر من 26000 عنصر،وتم إغلاق أكثر من 26 ألف منصة وحساب إلكتروني لداعش.

استطاعت شرطة الانترنت الفرنسية بعد حرب إلكترونية استمرت أربع سنوات التغلب على فيروس “ريتادوب” الذي اخترق أكثر من 850 ألف حاسوب في العالم أجمع ،خادم الإنترنت وبرج المراقبة التابعان للقراصنة مزروعان في مكان بالضاحية الباريسية وذلك وفقا لموقع فرانس 24 فى 28 اغسطس 2019

مساعى أمنية لحماية البيانات

  • وضع أنظمة خصوصية للبيانات الشخصية : ذكر تقرير ” بعنوان تحديات أوروبا في عصر وسائل التواصل الاجتماعي والتقنيات المتقدمة والذكاء الاصطناعي” فى 4 فبراير 2019 ،قدم الاتحاد الأوروبي في 25 مايو 2018 واحدة من أصعب أنظمة الخصوصية الشخصية في العالم. تسمى القواعد العامة لحماية البيانات،وقد أثرت القواعد بشكل عميق على الطرق التي تدير بها شركات التكنولوجيا الكبرى أعمالها في أوروبا.

يشمل أيضًا “الحق في النسيان” الذي يسمح للناس بمطالبة الشركات بحذف البيانات الشخصية عبر الإنترنت المتعلقة بهم. تم تقديم أكثر من 50000 شكوى ضد شركات لها هيئات حاكمة في الاتحاد الأوروبي. إذا وجدت في انتهاك ، تواجه الشركات غرامة قصوى قدرها 20 مليون يورو (23 مليون دولار) أو 4 في المائة من إيراداتها السنوية العالمية ، أيهما أكبر. لكن مسؤولي الاتحاد الأوروبي يقولون إن الغرامات القصوى سيتم تقييمها فقط ضد المنتهكين الخطرين أو المتكررين ، وليس في الحالات البسيطة.

  • فرض الضرائب على شركات الاعلام الاجتماعى : طالبت دول الاتحاد الأوروبي شركات الإنترنت بتحمل المسؤولية القانونية عن المحتوى الذي يتضمن خطاب الكراهية أو التحريض على الإرهاب ؛ أقرت ألمانيا قانونًا يلزم شركات الإعلام الاجتماعي بإزالة هذا المحتوى في غضون 24 ساعة أو فرض غرامات قدرها 50 مليون يورو يوميًا. بالإضافة إلى ذلك ، يسعى محققو مكافحة الاحتكار الأوروبيون إلى دفع غرامات بمليارات الدولارات ضد Google و Qualcomm و Facebook بسبب استغلالهم المراكز المهيمنة في السوق الأوروبية.

تدرس المفوضية الأوروبية أيضًا خططًا لفرض ضريبة على شركات التكنولوجيا الكبرى من خلال “ضريبة رقمية” جديدة ، تستند إلى الإيرادات بدلاً من الأرباح ، والتي يمكن أن تولد زيادة هائلة في الضرائب تبلغ أكثر من 5 مليارات دولار سنويًا. وقد أثارت هذه الإجراءات انتقادات من واشنطن التى ادعت أن سياسات الاتحاد الأوروبي المتعلقة بالضرائب ومكافحة الاحتكار والتي تستهدف عمالقة التكنولوجيا الأمريكيين هي بمثابة سياسة حمائية وليس لحماية الامن القومى.

الخلاصة

سعت الاستخبارات الاوروبية إلى تطوير قدراتها التجسوسية لتواجه تحديات العالم الرقمى وزيادة التنافسية فى كسر شفرات التطبيقات للحصول على البيانات ومراقبة المتطرفين عبر الانترنت بالاضافة إلى قلقها من هيمنة الشركات العالمية الامريكية على خوادم الانترنت لذا فرضت أوروبا الغرامات الرقمية على شركات التواصل الاجتماعى فى حالة خرقها للبيانات،واوجدت تطبيقات لكسر الشفرات، وأنشأت فريق خبراء رفيع المستوى(HLEG) يهتم برصد الاخبار المضللة على الانترنت،بخلاف اقتراح المفوضية الأوروبية لائحة لمنع نشر المحتوى الإرهابي على الإنترنت وغيرها من التدابير لحماية الامن القومى،وعلى الرغم أن أوروبا وضعت أكثر أنظمة الخصوصية للبيانات الشخصية صعوبة في العالم الإ ان الجهاز الاستخباراتى استطاع فى ظل التوسع فى صلاحياته لرصد العناصر الخطرة والارهابية فى الفضاء الإلكترونى ،لذا من الضرورى ان يتم سد الثغرات الامنية فى خوادم الانترنت لصد الهجمات الرقمية الخارجية من خلال عقد الاتفاقيات مع الاستخبارات الامريكية والشركات المعنية فى مجال الانترنت لضمان حماية خصوصية مواطنيها وفى الوقت ذاته تحقيق إمكانية الوصول الكامل الى بيانات العناصر الخطرة التى تجيد إخفاء اثرها على الشبكات الرقمية.

رابط مختصرhttps://www.europarabct.com/?p=56792

* حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات

 

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...