الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

“الجهاديون” في بلجيكا.. مخاطر تنامي السلفية “الجهادية”. بقلم بسمة فايد

الجهاديون
مارس 01, 2023
الباحثة بسمه فايد

الباحثة بسمه فايد

المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات ـ ألمانيا  وهولندا

إعداد بسمة فايد، باحثة بقضايا الإرهاب الدولي ـ المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات

“الجهاديون” في بلجيكا.. مخاطر تنامي السلفية “الجهادية”

استوحى العديد من المتطرفين ذوي الإيديولوجية “السلفية الجهادية ” في بلجيكا الإيديولوجية المتطرفة من جماعة “Sharia4Belgium” والتي استهدفت الشباب والجاليات المسلمة داخل المجتمع البلجيكي، والتي تعاني من التمييز والتهميش والعنصرية والفقر والبطالة. وكان قد عانى حي “مولينبيك” من ارتفاع حاد في معدل بطالة الشباب يقدر بأكثر من (40%)، كذلك قرب “بروكسل” من المدن الأوروبية الكبرى والافتقار إلى التماسك المجتمعي، ما جعلها أرضاً خصبة للإيديولوجية “السلفية الجهادية”، فضلاً عن عدم توافر البنية التحتية للتحقيق أو مراقبة الأفراد المنتسبين لتلك الأيديولوجية.

واقع السلفية “الجهادية” في بلجيكا

تلقت بلجيكا (218) تهديداً إرهابياً ومتطرفًا خلال العام 2021،  واستندت “ثلث” هذه التهديدات الإرهابية إلى أيديولوجية “السلفية الجهادية”، ولم يكن البعد الأيديولوجي للتهديد معروفاً أو كان موضع إستفسار، وكانت الأهداف الرئيسية للتهديدات مرتبة حسب الحجم: أشخاص محددون، الشرطة، والجيش، السلطات السياسية، المباني العامة، عامة الناس وبعض المجتمعات. وهناك زيادة كبيرة في عدد التهديدات ضد خدمات الشرطة خلال الربع الأخير من عام 2022

يسعى أعضاء الشبكات “الجهادية” في بلجيكا لتنفيذ عمليات تهدد البنى التحتية عبر استهدافها بأحزمة ناسفة قرب محطات القطارات المركزية في العاصمة البلجيكية بروكسل، كتعرض مترو “مالبيك” في بروكسل، ومطار “زافينتيم” للهجوم، كذلك الهجوم على دور العبادة كـتعرض المتحف اليهودي في بروكسل لهجوم إرهابي.

يعتبر جهاز أمن الدولة البلجيكي أن السجون داخل البلاد أصبحت مصدراً للتطرف “الجهادي”، فهناك ما يقرب من (5%) من جميع السجناء في بلجيكا شكلوا تهديدا جديا داخل المجتمع البلجيكي ويُعتقد أن “جهاديا” بلجيكيا واحدا على الأقل قد تطرف داخل سجن بلجيكي.

يوجد العديد من الأمثلة البارزة حول انتقال السجناء من الإجرام الجنائي البسيط إلى اعتناق “السلفية الجهادية” خلال فترات السجن، فعلى سبيل المثال خرج البلجيكي “بنجامين هيرمان” من سجن مدينة “لييج” البلجيكية بعد خداع السلطات الأمنية بالتخلي عن الإيديولوجية “السلفية الجهادية” وبعد خروجه استطاع تنفيذ عدة هجمات إرهابية.

السلفية “الجهادية” وتقديم التمويل والدعم

أكدت السلطات الأمنية البلجيكية في 5 ديسمبر 2022 أن (10) رجال ينتسبون لـ”السلفية الجهادية” متهمين بأنهم أعضاء في خلية لـ”داعش” التي نفذت تفجيرات بروكسل، وأن (8) من المتهمين تورطوا بدعم خلية “جهادية” و تزويد مهاجمي بروكسل بالأسلحة والمساعدة اللوجستية. وكشفت السلطات البلجيكية عن تحويلات مالية تشمل حوالات مالية ضمن عمليات التمويل التدريجي لاقتناء المستحضرات والمواد الكيميائية التي تدخل في صناعة وتحضير المتفجرات لتنفيذ عمليات إرهابية.

يرجع أهمية التمويل للجماعات “السلفية الجهادية” إلى توسيع النفوذ وممارسة أنشطة تكون خطيرة واتخاذ قواعد خلفية لمتطرفين دوليين في بروكسل حسب تقييم رسمي للسلطات البلجيكية في 8 فبراير 2022.

أعلنت وزارة الدولة البلجيكي لشؤون اللجوء والهجرة عدم تجديد إقامة أئمة لاعتبارهم شديدي الخطورة على الأمن القومي البلجيكي، وتندرج تلك القرارات ضمن سياسة “مكافحة السلفية الجهادية” التي تعد “أولوية للحكومة البلجيكية”.

خطابات السلفية “الجهادية” على الإنترنت

تنشر “السلفية الجهادية” في بلجيكا دعاية تحض على التطرف والإرهاب، وتبقى شبكات التواصل الاجتماعية وتطبيقات الرسائل النصية الوسيلة المفضلة لإصدار التهديدات الإرهابية. يذكر أن “فان أوستين” والذي كان ينتمي لـ”داعش” وهو محتجز في النرويج حتى وقت قريب كان قد نشر دعاية متطرفة وخطابات لاستقطاب وتجنيد أعضاء جدد. يتم عادة تجنيد السلفية” الجهادية” لعناصر جديدة في بلجيكا من خلال شبكات غير رسمية من الأصدقاء والعائلة وكذلك من خلال وسائل التواصل الاجتماعي عبر الإنترنت. وبث أشرطة الفيديو المؤيدة للأيديولوجية “السلفية الجهادية”. “الجهاديون” في ألمانيا ـ تنامي السلفية “الجهادية” ومخاطرها

يتواصل أنصار “السلفية الجهادية” عبر الإنترنت وينشئون مجموعات على وسائل التواصل الاجتماعي تربط المتطرفين في “مولينبيك” مع أخريين في مناطق الصراعات وفي دول أوروبية أخرى. وأكدت السلطات الأمنية البلجيكية أن لا تزال هناك صلات وثيقة بين خلايا سرية لـ”السلفية الجهادية في بلجيكا ومجموعات أخرى داخل أوروبا كفرنسا يمنحها قدرة فائقة على الحركة مما يسمح لها ممارسة أنشطتها عبر “خلايا سرية”.

السلفية “الجهادية” وعمليات التجنيد والاستقطاب

سلطت تفجيرات عام 2016 الضوء على بلجيكا كقاعدة لــ”السلفية الجهادية ” في أووربا.  وقد تحول العديد من الشباب إلى التطرف في بلجيكا قبل الانضمام إلى مناطق الصراعات، مما جعل بلجيكا الدولة التي تضم أكبر عدد من المقاتلين الأجانب. تسهل الجماعات “السلفية الجهادية ” في بلجيكا السفر لعدد من المقاتلين الأجانب، وكانت جماعة ” الشريعة من أجل بلجيكا”  متورطة بارسال عناصر جديدة إلى مناطق الصراعات يقدر عددهم بـ(70) شخصا كان جميعهم ينتمون إلى “السلفية الجهادية”.

تدابير أمنية للتصدي لـ”السلفية الجهادية”

أعلنت النيابة الفدرالية البلجيكية في مدينة “أنتويرب” في شمال البلاد في الثامن من فبراير 2022 في إطار تحقيقات لمكافحة الإرهاب اعتقال (13) شخصاً ينتمون لجماعة “تتوسّع ضمن الحركة السلفية الجهادية” وذلك لـ “التعرف بشكل أفضل على أنشطة” هذه الجماعة السلفية “الجهادية”.

عملت الحكومة على تدريب الأئمة الذين يعملون في السجون لتحديد علامات التطرف بين السجناء، وكذلك العناصر المحتمل أن يكون لها دور مؤثر في تطرف السجناء الآخرين واعتناق ” السلفية الجهادية”.

أعطت السلطات البلجيكية الأولوية لمراقبة (64) شخصاً يعتنقون “السلفية الجهادية” ومراقبة خطب الدعاة التي تضم خطابات متطرفة في المساجد، وساهم ذلك في إغلاق ما لا يقل عن (5) مساجد ومدارس منذ عام 2016، كما زادت السلطات من عدد أنظمة المراقبة وعدد المسؤولين الذين يراقبون المتطرفين المشتبه بهم.

بدأت السلطات البلجيكية عملية اختيار هيئة المحلفين في 30 نوفمبر 2022 قبل محاكمة (9) “جهاديين” مزعومين يُشتبه في تورطهم في الهجمات الإرهابية في بلجيكا عام 2016 . وواصلت بلجيكا عزل السجناء المتطرفين عن بقية نزلاء السجون وتضم المناطق المعزولة في سجن “هاسيلت وإيتر” حوالي (20) شخصاً. “الجهاديون” في فرنسا ـ تنامي السلفية “الجهادية” ومخاطرها

خلايا نسائية في بلجيكا

تم تجنيد العديد من البلجيكيات من قبل الخلايا ” نساء سلفيات” في بلجيكا وتسهيل سفرهن إلى مناطق الصراعات. و توسعت الخلايا المشتبه بها في جميع أنحاء البلاد ، بما في ذلك “مولينبيك وبروكسل وفورست وشاربيك وأندرلخت وبروج ولاكي” . ونجحت بلجيكا بتفكيك خلايا “نسائية جهادية” في “أنتويرب” كما تم سحب الجنسية البلجيكية من “مليكة العرود” التي حكم عليها بالسجن ثماني سنوات، لقيادتها مجموعة “إرهابية”. وتورطت بلجيكيات يعتنقن  “السلفية الجهادية” في ملف تمويل الإرهاب بعد بإجراء تحويلات مالية إلى في مناطق الصراعات عبر وسطاء وبلغ إجمالي ما تم تحويله (65) ألف يورو. “الجهاديون” في بريطانيا ـ تنامي السلفية “الجهادية” ومخاطرها

التقييم

– لاتزال الجماعات السلفية “الجهادية” تسعى إلى التوسع أكثر داخل المجتمع البلجيكي، وتستغل هذه الجماعات الشعور بالتهميش لدفع العديد من الشباب إلى  التطرف والتطرف العنيف.

– تمتلك السلطات البلجيكية قاعدة بيانات تتضمن آلاف من “الجهاديين” البلجيكيين لكن تتبع الأشخاص الموجودين في الملف مسألة معقدة، وما زال أعضاء من ” السلفية الجهادية” يمارسون أنشطتهم بطرق سرية في بلجيكا.

– تصاعدت الانتقادات داخل بلجيكا لدور العبادة والجمعيات والمنظمات التي تنشر أفكار “السلفية الجهادية” والتي تعتبر أحياناً “بؤرة “للجهاديين” البلجيكيين.

– يأتي عدد متزايد من الشباب الأوروبيين الذين ينضمون إلى الجماعات “الجهادية” من أحياء يغلب عليها البطالة والتهميش والفقر وعدم الاندماج المجتمعي كحي “مولينبيك” في بروكسل .

– تشكلت خلايا “جهادية” متخصصة في بلجيكا لتجنيد الأشخاص لصالح تنظيم “داعش” وتورطت في تقديم الدعم المادي لتركيز أنشطتها الإرهابية داخل أوروبا.

– تحذر الأجهزة الاستخباراتية البلجيكية من التهديدات المستمرة التي تواجهها البلاد بسبب الإيديولوجية “السلفية الجهادية” ومخاطر معاودة المدانين بالإرهاب لأنشطتهم.

– بات متوقعاً أن تمثل ” السلفية الجهادية” تحديات كبيرة لبلجيكا خلال العام 2023،  تتعلق تلك التحديات بكيفية تفكيك الخلايا “الجهادية النائمة”، وانتشار “السلفية الجهادية” تحديداً، كذلك تكثيف المعالجات الفكرية، والبرامج التي تتعلق بنزع الإيديولوجية ” السلفية الجهادية”.

– يمكن القول إن من المستبعد أن تشهد “السلفية الجهادية ” نمواً خلال العام 2023 في بلجيكا، لا سيما بين فئات الشباب كذلك من المتوقع أن يتم حظر العديد من المنظمات والجمعيات التي  تدعم “السلفية الجهادية” في بلجيكا.

رابط مختصر .. https://www.europarabct.com/?p=86807

*حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الارهاب والاستخبارات

الهوامش

بلجيكا توقف 13 شخصًا في عملية في إطار مكافحة الإرهاب
https://bit.ly/3SsncGX

Belgian jihadism: A thing of the past?
https://bit.ly/3kneCNb

‘I was a sexual object’: Belgian women who went to Syria to wage ‘sexual jihad’
https://bit.ly/3KyYp26

Belgium received over 200 terrorist and extremist threats last year
https://politi.co/3SvBTt2

Jury selected ahead of the Brussels 2016 terror attacks trial
https://bit.ly/3EyTN8l

The Belgian neighborhood indelibly linked to jihad
https://wapo.st/3ZpJpI9

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...