الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

الإخوان المسلمون في أوروبا: الهيكل التنظيمي والخلايا

الإخوان المسلمون في أوروبا
يوليو 25, 2023

المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات

بون. وحدة الدراسات والتقارير

الإخوان المسلمون في أوروبا: الهيكل التنظيمي والخلايا

ركزت استراتيجية الانتشار والتمكين لدى جماعة الإخوان المسلمين منذ نشأتها في مصر عام 1928، على دول الغرب باعتبارها نطاق جغرافي ضروري لحماية مصالح التنظيم وتوسيع أنشطته، وضمن خطة الانتشار التي وضعها مؤسس لتنظيم الأول آنذاك، حسن البنا، وعرفت باسم مخطط “أستاذية العالم”، كانت دول أوروبا وفي مقدمتها لندن حاضرة كواجهة رئيسية للتنظيم للانطلاق فيما بعد  إلى غالبية دول القارة العجوز، ويسجل التنظيم اليوم حضوراً بارزاً في ألمانيا وفرنسا وبلجيكا والنمسا وغيرهم، إلى جانب العاصمة البريطانية التي تعد واحدة من أهم معاقل الإخوان في العالم.

بالرغم من تشديد الإجراءات لمواجهة التنظيم داخل المجتمعات الأوروبية منذ عام 2021 في ضوء استراتيجية شاملة أقرها الاتحاد الأوروبي لمواجهة الإرهاب والتطرف، عقب هجمات دامية استهدف عدة عاصم أوروبية وثبت تورط عناصر منتمية لتنظيمات إسلامية بها، بالرغم من هذه الإجراءات الصارمة لمواجهة التوغل الإخواني، إلا ن الجماعة لاتزال تمثل خطر محدق على المجتمعات الأوروبية بوجه عام، فيما تتوالى التحذيرات الأمنية والاستخباراتية من  مغبة التواجد الإخواني داخل دول أوروبا.

ما هو شكل خلايا التنظيم في أوروبا؟

يتكون البناء التنظيمي داخل جماعة الإخوان من مجموعة من الخلايا تشكل الأسرة التنظيمية النواة الأولى، وتتكون الأسرة عادة من (4 ـ 7) أشخاص، ينتخب أحدهم نقيباً للأسرة ويمثلها أمام رئيس الشعبة الإخوانية، وهي رتبة تنظيمية أعلى، وتتلقى الأسرة برنامجاً تربوياً عبارة عن برنامج ثقافى وجزء اجتماعي يشمل التعارف التفاهم وتكافل والتكافل وبرنامج تربوى، والأهم برنامج رياضي أقرب إلى التدريبات العسكرية، يختص بالشباب والنشيء بحسب المراحل العمرية المشاركة فيه، وتعرف المجموعة المشاركة في هذا البرنامج الأخير باسم “الكتيبة”، نسبة للمجموعات العسكرية في الجيوش.

يشبه البناء التنظيمي لجماعة الإخوان الشكل الهرمي، يترأسه المرشد العام، يليه مكتب الإرشاد ثم مجلس الشورى العام، يليه القطاعات واللجان والمكاتب الإدارية، فيما يمثل التنظيم الدولي كيان بلائحة منفصلة ملحقة باللائحة المنظمة لعمل الجماعة المركزية في مصر، وبناء مستقل يترأسه مرشد الإخوان أيضاً لكن المشرف عليه هو أمين التنظيم الدولي وله مجلس شورى منفصل.ملف: الإخوان المسلمون في أوروبا الهيكل التنظيمي ومصادر التمويل

انهيار البناء التنظيمي

حالة الصراع الأخيرة داخل تنظيم الإخوان أثرت بشكل مباشر على الهرم التنظيمي في الداخل والخارج، فمع غياب المرشد العام، والصراع المحتدم بين إبراهيم منير(قبل وفاته) ومحمود حسين ثم بين حسين وصلاح عبد الحق على منصب القائم بالأعمال، وانقسام الجماعة فعلياً إلى جماعتين لكل منهما مرشد، الأولى جماعة لندن ويترأسها صلاح عبد الحق، والثانية جماعة إسطنبول ويترأسها محمود حسين، فضلاً عن غياب القطاعات واللجان المشكلة داخل مصر بسبب الملاحقات الأمنية لعناصر الجماعة المرصودة على قوائم الإرهاب، مع كل هذه المتغيرات سقطت لائحة العمل التنظيمي للإخوان وتلاشى البناء الهرمي المركزي، وأصبحت آلية عمل الخلايا الإخوانية أقرب إلى المسارات العنقودية تتسم بعشوائية شديدة وعدم قدرة على حسم القرار بشكل مركزي.

تأثرالتنظيم في أوروبا، وانعكس ذلك على ألية عمل التنظيم بسبب المواجهة الأمنية الشاملة التي تنفذها السلطات وفي مجموعة من الدول، وفي الوقت الراهن باتت جماعات الإسلام السياسي تعتمد استراتيجيات تركز على التضليل والسرية في ممارسة نشاطها، كما تخفي تماما أي صلة تنظيمية مباشرة مع جماعة الإخوان، المصنفة على قوائم الإرهاب في عدة دول عربية، ومتهمة بممارسة العديد من العمليات الإرهابية.

هل تتشابه ألية عمل خلايا الإخوان في أوروبا مع الشرق الأوسط؟

تعمل جماعة الإخوان داخل أوروبا تقريباً وفق نفس الألية التي تمارسها في دول الشرق الأوسط من حيث شكل البناء التنظيمي والهيكل الداخلي، وكشف تقرير تلفزيون ولاية بافاريا الألمانية  تفاصيل عن “الخلايا السرية” التي يشكلها تنظيم الإخوان، لتسهل عمل عناصره وتجذب مزيدا من التابعين، والتي تعرف بـ”الأسر”. وأكد “المكتب الاتحادي لحماية الدستور” في ولاية شمال الراين وستفاليا، وجود ما يعرف بـ “خلايا الأسرة” في أوروبا الغربية.الإخوان المسلمون فى أوروبا .. إستنساخ خلايا الأسرة في التنظيم. بقلم حازم سعيد

سعت الجماعة إلى استخدام المنظمات غير الحكومية في أوروبا وعلى سبيل المثال في فرنسا وهي جمعيات غيرربحية مثل الجمعيات الخيرية والمساجد وغيرها من المؤسسات بهدف الترويج إلى افكارها المتطرفة، والقيام بأعمال العنف والتطرف. أعلنت السلطات الألمانية حظر جماعة “أنصار الدولية” في 6 مايو 2021 بسبب تورطها في تمويل منظمات إرهابية كـ”هيئة تحرير الشام” في سوريا و”حركة الشباب الصومالية”. ويعتمد الاتحاد الأوروبي عدة معايير لتصنيف المنظمات كمنظمة إرهابية وتجميد الأصول المرتبطة بها حيث تقوم الجهات المعنية بالاتحاد، بإعداد سجل للأفراد والمنظمات المنخرطة في أعمال وأنشطة إرهابية وتجميد أرصدة وأصول الكيانات والأفراد المتورطة.

قيادات تدير خلايا تنظيم الإخوان في أوروبا:

ـ إبراهيم الزيات: يحمل الجنسية الألمانية وشغل عدة مناصب في العديد من المنظمات الإسلامية في ألمانيا وأوروبا ويحاضر بانتظام حول قضايا الاندماج والهوية الإسلامية في البلدان الأوروبية ، فضلاً عن التمويل والاقتصاد الإسلاميين.

– رشيدة النقزي: تعد أبرز القيادات النسائية لتنظيم الإخوان المسلمين في أوروبا. تونسية الأصل و تقيم  في مدينة ” Bonm” تترأس قسم المرأة باتحاد المنظمات الإسلامية واحد أهم القيادات النسائية قى جماعة الإخوان المسلمين.

سمير فلاح : يقود التنظيم الميداني للإخوان ويعد مراقب الجماعة في أوروبا، ويقيم في ألمانيا.

أحمد الراوي، وأنس التكريتي:  يديرا الشأن الديني والاجتماعي للجماعة في أوروبا من بريطانيا.

وأحمد جاب الله، وأبوبكر عمر، وعمر الأصفر، وفؤاد العلوي: يديرون تنظيم الإخوان المسلمين من فرنسا.

مصطفى الخراقي ومحمد الخلفي:  وشكيب بن مخلوف : من أهم قيادات الإخوان فى السويد.

عماد البراني، ومحمد كرموص : يقودا تنظيم الإخوان المسلمين فى سويسرا.

الهيكل التنظيمي للإخوان في أوروبا:

تعتمد استراتيجية جماعة الإخوان على الانتشار في أوروبا، على منحى عكسي، مقارنة بنشاطها في الدول العربية، بمعنى أن عملية التوغل في الدول الأوروبية تحدث من خلال مؤسسات خيرية ومنظمات اجتماعية ومدنية، وليست تحت هيكل تنظيمي موحد أو ثابت أو إطار سياسي وتنظيمي، كما هو الحال في مصر على سبيل المثال.  يجد الباحثين والسلطات التي تراقب نشاط الإخوان في تلك الدول، صعوبة في وضع حدود فاصلة لتلك المؤسسات والتأكد من انتماءها تنظيميا للإخوان. وبالتالي يختلف الهيكل التنظيمي للإخوان في أوروبا من دولة إلى آخري، ولكن الملامح المشتركك تتعلق بالأهداف التي تسعى كافة المنظمات والمؤسسات التابعة للتنظيم حول العالم إلى تحقيقها، والمواقف التي يتم تمريرها من خلال تلك المؤسسات، وكذلك علاقتها بنشاط الجماعة الأم في مصر أو بعض الدول العربية، فضلا عن المعلومات التي تتكشف من حين إلى آخر بخصوص، التعاون بينها وبين أذرع الإخوان في العالم.

تنقسم جماعة الإخوان إلى 67 فرعا حول العالم، يضعها التنظيم الدولي تحت تقسيم جغرافي إلى 7 مناطق، أهمها على الإطلاق في الوقت الراهن أوروبا باعتبارها الملاذ الآمن لنشاط التنظيم. وينقسم الهيكل التنظيمي للإخوان في أوروبا كالتالي:

التنظيم الدولي:  أسسه مصطفى مشهور المرشد الخامس للجماعة عام 1982 بعد هربه من مصر إلى ألمانيا، حيث دخلت تحت مظلته مجموعة من الجمعيات والمؤسسات الأهلية والاقتصادية حول العالم، بهدف تحقيق مخطط الجماعة لأستاذية العالم، الذي أقره حسن البنا، ويعني أن تصل الجماعة إلى الحكم في أكبر عدد من الدول العربية بالتزامن، وتتمكن من التسلل لمؤسسات العمل التنفيذي في الدول الغربية، ومقره الرئيسي في لندن.

 المنظمات والمؤسسات التابعة للإخوان: التي تم تأسيسها في الدول الأوروبية تحت غطاء القانون لكنها تعمل وفق أهداف التنظيم وعلى تحقيق أجندته الخاصة، وبحسب المعلومات المتاحة في هذا الصدد، تعد أبرز تلك المؤسسات؛ الرابطة الإسلامية في بريطانيا، المجلس الإسلامي البريطاني، الهيئة الدينية الإسلامية في النمسا، التجمع الإسلامي في ألمانيا، ومنظمة “رؤيا” الألمانية، نظمة المرأة المسلمة في ألمانيا، وتترأسها القيادية الإخوانية رشيدة النقزي، والمجلس الإسلامي فى برلين الذي يضم خضر عبد المعطى أهم قيادات تنظيم الإخوان المسلمون الدولي، والمركز الإسلامي في ميونيخ: وهو التنظيم المركزي لجماعة الإخوان في ألمانيا.

الشبكات المالية للإخوان: بالرغم من عدم توافر أرقام دقيقة ومحددة حول “الإمبراطورية المالية” لجماعة الإخوان في أوروبا، إلا أن التقديرات تؤكد أنها شبكة ضخمة متعددة الأوجه، تتنوع ما بين البنوك والاستثمارات المالية المصرفية والشركات في مختلف القطاعات، والتجارة الحلال، و “الأوف شور”، ويقصد بـ” الأوف شور”، أنها ” شركات يتم تأسيسها فى دولة أخرى غير الدولة التي تمارس فيها جماعة الإخوان نشاطها، وتتمتع هذه الشركات بغموض كبير، يجعلها بعيدة عن الرقابة، وهو ما جعلها تنجح حتى الآن فى لفت أنظار أجهزة المخابرات والمنظمات القانونية التي تطارد هياكل تمويل الإرهاب، في كل أنحاء العالم”، وتعد أحد أهم الروافد التمويلية لجماعة الإخوان.

الهيكل المالي: رصدت تقارير أوروبية مجموعة من الاستثمارات التابعة لجماعة الإخوان داخل أوروبا بالإضافة إلى تجارة “الحلال” و”الأوف شور”، منها على سبيل المثال:

بنك التقوي: أسسه القيادي الإخواني يوسف ندا والملقب بـ”البرنس” استناداً إلي علاقاته مع العديد من أجهزة المخابرات الأوروبية، بلغ رأس مال بنك التقوي ما يعادل (229 ) مليون دولار،قامت مجموعة التقوى بتأسيس العديد من الأفرع لها في ليختنشتاين وبريطانيا.

بنك أكيدا الدولي : تأسس فى “ناسو” ومتورط في تمويل عدد من الجماعات الأصولية، من بينها حركة حماس، وجبهة الخلاص الإسلامية، والجماعة الإسلامية المسلحة في الجزائر، وجماعة النهضة التونسية، بالإضافة إلي تنظيم القاعدة.

مؤسسة أوروبا : تأسست عام 1997 ويقع مقرها فى “ليستر شاير”، شغل منصب مديرها التنفيذى “أحمد الراوى”، هو عضو فى المكتب الدولى لجماعة الإخوان.

شركة “Stahel Hardmeyer AG in Nachlassliquidation“: و تأسست في مارس 1967، ويصل رأس مالها إلى (18.3) ملايين فرنك سويسري، وتعمل الشركة في مجال تجارة الجملة والمنسوجات القطنية، ولديها عدد من الشركات التابعة في عدد من الدول.

شركة “World Media Services Ltd” : تأُسست عام 1993 وهى شركة تعمل فى مجال خدمات وسائل الإعلام.

شركة ” Jordan Company Secretaries Limited “: وتأُسست فى 2007، وتعمل فى مجال توفير الخدمات للشركات البريطانية وخدمات المعلومات التجارية.

شركة “BS Altena AG” : تم تأسيسها في عام 2010 وتعمل في مجال العقارات طويلة الأجل.

تقييم وقراءة مستقبلية

تعمل خلايا الإخوان في أوروبا وفق أليات متقاربة مع أنشطة التنظيم داخل مصر وفي الشرق الأوسط بشكل عام، تعتمد على تكوين هيكل هرمي للتنظيم يبدأ بمجموعات صغيرة تمثل الأسر الإخوانية ويتشكل منها عدد من اللجان والمكاتب التي تتولى مهام الإشراف على التنظيم، تتسم أيضاً بالسرية التامة والعمل التنظيمي وفق لوائح محددة وضمن سياقات لا تخرج عن تنفيذ الأوامر والانصياع للقيادة التنظيمية.

بالرغم من نفيها المتكرر أي علاقات مع الجماعة الأم، إلا أن شبكات التنظيم داخل أوروبا تخضع في إداراتها بشكل كامل لمكتب الإرشاد، وتنفذ الأوامر والتعليمات الصادرة من قمة الهرم التنظيمي، ويعد منصب الأمين العام للتنظيم الدولي هو المشرف والمنسق لألية عمل الإخوان داخل الدول الغربية بشكل كامل.

أظهرت حالة الصراع الأخيرة داخل الإخوان حقيقة حاولت الجماعة إنكارها على مدى العقود الماضية، حول علاقة التنظيم الدولي بالجماعة، المُصنفة “إرهابية” في مصر وعدة دول عربية، منذ عام 2014، وأثبتت مدى ارتباط هؤلاء بتنظيم الإخوان في الداخل المصري وأنهم جميعاً يدورون في فلك التنظيم نفسه. لذلك يجب أن تراجع دول أوروبا، خاصة الدول الداعمة للتنظيم مواقفها بشأن الإخوان.

بات ضرورياص أن تتعامل الحكومات مع جماعة الإخوان باعتبارها كتلة واحدة، أو شبكة متعددة الأفرع، كذلك التعامل بجدية مع ملفات الإرهاب لدى جهات التحقيق في الشرق الأوسط، ودراسة الاتهامات الموجه للتنظيم للتوصل ألى النمط الصحيح للتعامل معه أمنياً وقانونياً.

رابط مختصر..https://www.europarabct.com/?p=89369

*حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الارهاب والاستخبارات

هوامش:

Aims and Methods of Europe’s Muslim Brotherhood

http://bitly.ws/LV7D

Islamism and the Muslim Brotherhood infiltrating the European Parliament

http://bitly.ws/LV87

The West Continues to Mishandle the Muslim Brotherhood

http://bitly.ws/LV8I

الإخوان المسلمون فى أوروبا .. استنساخ “خلايا الأسرة” في التنظيم

http://bitly.ws/LV9b

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...