الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

أمن دولي ـ الأسلحة البيولوجية في الحروب، حرب أوكرانيا أنموذج

اسلحة بيولوجية
سبتمبر 08, 2023

بون ـ المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الارهاب والاستخبارات ECCI ـ “وحدة الدراسات 1”

يُعتبر السلاح البيولوجي أحد اشكال أسلحة الدمار الشامل غير التقليدية، وهو ما كان يطلق عليه سابقا سلاح “العقوبات الذكية”، التي تنشر الأوبئة والجراثيم للقضاء على أكبر قدر ممكن من السكان والبيئة. ويندرج تحت مسمى “سلاح بيولوجى” كل من البكتيريا، الفطريات، الفيروسات، بالإضافة إلى جميع السموم المُنتَجة بواسطة هذه الكائنات، أو المستخلصة من النباتات والحيوانات. وعلى الرغم من أن استخدام الاسلحة البيولوجية محرم دولياً، غير ان هناك خوفاً من استخدامها ما زال قائماً، ويتمثل في ما يعرف بـ“الارهاب البيولوجي”

أكد رئيس قوات الدفاع الإشعاعي والكيميائي والبيولوجي الروسية، إيغور كيريلوف، يوم السادس من سبتمبر 2023 ، أن واشنطن تسعى لتوسيع شبكة مختبراتها البيولوجية، والحد من التهديد المشترك لدول ما بعد الاتحاد السوفيتي. وأشار كيريلوف على وجه التحديد إلى أنه على الرغم من أن الهدف المعلن لتنفيذها هو “ردع استخدام الأسلحة البيولوجية والرد على تفشي الأمراض الطبيعية”، إلا أن الوثيقة تخلق أساسا قانونيا لمزيد من التوسع البيولوجي العسكري الأمريكي والأبحاث خارج الأراضي الأميركية.

وسبق ان اجتمع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في 11 مارس 2022 بناء على طلب روسيا لمناقشة مزاعم موسكو بأن الولايات المتحدة تمول “أنشطة بيولوجية عسكرية” في أوكرانيا وتطوير سراً أسلحة بيولوجية في المعامل الأوكرانية. ومضت موسكو في الادعاء بأنها عثرت على وثائق تتعلق بالعملية الأمريكية السرية في مختبرات في مدينتي “خاركيف وبولتافا” الأوكرانيين فيما نفت كل من الولايات المتحدة وأوكرانيا بشكل قاطع أنهما تطوران أي أسلحة بيولوجية داخل البلاد بينما أعلنت الأمم المتحدة عدم وجود دلائل على امتلاك كييف برنامج أسلحة بيولوجية. ملف: أزمة أوكرانيا، احتمالية استخدام الأسلحة البيولوجية والكيميائية

اتفاقية الأسلحة البيولوجية 

تم فتح باب التوقيع على اتفاقية الأسلحة البيولوجية في 10 أبريل 1972، وهي أول معاهدة متعددة الأطراف لنزع السلاح تحظر استحداث وإنتاج وتخزين طائفة بكاملها من أسلحة الدمار الشامل. ودخلت هذه الاتفاقية حيز النفاذ في 26 مارس 1975.

اتفق مؤتمر الاستعراض الثاني (1986) على وجوب أن تنفذ الدول الأطراف عددا من تدابير بناء الثقة لمنع أو تقليل حدوث أي لبس أو شك أو ارتياب، ولتحسين التعاون الدولي في ميدان الأنشطة البيولوجية السلمية. وتوسّع مؤتمر الاستعراض الثالث (1991) في تدابير بناء الثقة. وبموجب هذه الاتفاقات، تعهدت الدول الأطراف بتقديم تقارير سنوية عن أنشطة محددة تتعلق باتفاقية الأسلحة البيولوجية، ومنها:

  1. بيانات عن المراكز والمختبرات البحثية؛ ومعلومات عن مرافق إنتاج اللقاحات
  2. معلومات عن البرامج الوطنية لبحوث وتطوير الدفاع البيولوجي
  3. الإعلان عن الأنشطة السابقة في برامج البحث والتطوير البيولوجية الهجومية أو الدفاعية
  4. معلومات عن انتشار الأمراض المعدية والأحداث المماثلة الناجمة عن السموم
  5. نشر النتائج وتشجيع استخدام المعرفة والاتصالات؛ ومعلومات عن التشريعات والأنظمة وغير ذلك من التدابير. أهمية الوحدات البايلوجية و الكيميائية و النووية داخل أجهزة الاستخبارات

استراتيجية الولايات المتحدة ـ ادارة المخاطر البيولوجية

كشفت الولايات المتحدة خلال شهر أكتوبر 2022 عن استراتيجية وطنية لمواجهة التهديدات البيولوجية. وبمساعدة الاستراتيجية المعتمدة ، تخطط واشنطن لإنشاء بنية تسيطر عليها الولايات المتحدة لمنع التهديدات البيولوجية والاستجابة لها وتحييدها لمصالحها الوطنية.

أحد اتجاهات التطوير الاستراتيجي هو تحسين أساليب الأمن البيولوجي الفردي والجماعي لأفراد القوات المسلحة الأمريكية في مختلف مسارح العمليات العسكرية. في الوقت نفسه ، تتمثل المهمة في مواصلة دراسة مسببات الأمراض المعدية الخطيرة بشكل خاص المتوطنة في مناطق محددة.

وهذا ما تؤكده وثيقة تخطيط أخرى طويلة الأجل-الاستراتيجية الأمريكية الجديدة في مجال الإنتاج الحيوي، التي تمت الموافقة عليها في 23 مارس 2023.

ومن المتوقع ان يكون حجم تمويل الأنشطة بموجب الوثائق الاستراتيجية المعتمدة للسنوات الخمس المقبلة حوالي 90 مليار دولار. هناك 25 مختبرا قيد الإنشاء وثلاثة مختبرات قيد الإنشاء في الولايات المتحدة الأمريكية ، حيث يتم إجراء دراسات على الفيروسات والبكتيريا الخطيرة بشكل خاص.

يشمل نظام التحكم مختبرات الجيش والبحرية الأمريكية ، بالإضافة إلى نقاط مراقبة تقع على أراضي القواعد العسكرية الأمريكية في مناطق مختلفة من العالم.

المعامل البيولوجية في أوكرانيا

اتهمت وزارة الدفاع الروسية، الولايات المتحدة في 10 مارس 2022 بإقامة (30) مختبراً بيولوجيا في أوكرانيا، تنتج فيروسات تسبب أمراضاً خطيرة. وأنفقت واشنطن أكثر من (200) مليون دولار على أعمال المعامل البيولوجية في أوكرانيا، وشاركت مختبرات المديرية المركزية للصحة والأوبئة، التابعة لوزارة الدفاع الأوكرانية، في البرنامج البيولوجي العسكري الأميركي. لكن الولايات المتحدة نفت ذلك وأوضحت ان المختبرات في أوكرانيا ودول أخرى هي للأغراض العلمية والبحث.

وأكدت وزارة الدفاع الروسية القبض على طيور مرقمة تم إطلاقها من المختبرات البيولوجية في أوكرانيا. وأعلن “إيغور كوناشينكوف” المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، أن الهدف من الأبحاث البيولوجية التي كانت تمولها واشنطن في أوكرانيا إنشاء آلية سرية لنشر مسببات الأمراض الفتاكة.وباتت معروفة تفاصيل لدى موسكو مشروع ” P-4″، الذي تم تنفيذه بمشاركة مختبرات في “كييف وخاركوف وأوديسا” خلال فترة حتى عام 2020.

وكان هدف المشروع، دراسة إمكانية انتشار العدوى فائقة الخطورة من خلال الطيور المهاجرة، بما في ذلك إنفلونزا “H5N1” شديدة العدوى، والتي تصل نسبة فتكها إلى (50%) وكذلك مرض “نيوكاسل”. وهناك أيضاً تطوير لمشروع . (R-781) وأن مواد المشروع (UP-8) لدراسة فيروس “حمى القرم-الكونغو النزفية”، وفيروسات “هانتا” في أوكرانيا تدحض التأكيد العام الأمريكي بأن العلماء الأوكرانيين فقط هم من يعملون في مختبرات البنتاغون البيولوجية في أوكرانيا.

وتضمنت الوثائق، مقترحات لتوسيع البرنامج البيولوجي العسكري الأمريكي على الأراضي الأوكرانية. وتم العثور على أدلة على استمرار المشاريع البيولوجية “UP-2، UP-9،UP-10”  التي تهدف إلى دراسة مسببات الأمراض من الجمرة الخبيثة وحمى الخنازير الإفريقية. 

أبرز المخاطر البيولوجية

الجدري: لدى فيروس هذا المرض القدرة على العيش في أوساط مختلفة ويمكنه التنقل بالهواء لمسافات بعيدة لا يمنعه غبار ولا ضباب لا رياح. الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي أعلنتا احتفاظها بالفيروس في حاضنات لأسباب علمية. وهذا لا ينفي تكتم دول اخرى على احتفاظها ايضا به في حالة خاملة وقد ينشط في اي وقت لأسباب عديدة من بينها الارهاب..

الطاعون: تتطور بكتيريا الطاعون “يرسينيا بيستيس” بانتظام مثل أي كائن حي آخر. الباحثين وخبراء الأسلحة البيولوجية والحكومات ما زالوا قلقين من أن الطاعون يمكن أن يتحول إلى سلاح بيولوجي قاتل، خاصة إذا كان هناك شخص لديه نية إرهابية للعثور على سلالة لا يمكن معالجتها بالعقاقير الشائعة

طاعون الماشية: يعد مصدراً للقلق للأمن البيولوجي والإرهاب البيولوجي. يعتقد الباحثون أن انتشاره في إثيوبيا كان متعمداً، كشكل من أشكال الحرب البيولوجية تمت دراسته لاستخدامه المحتمل كسلاح بيولوجي من قبل دول بما في ذلك كندا وفرنسا والولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي قبل أن تتخلى كل دولة عن برامج أسلحتها البيولوجية.

الجمرة الخبيثة: تنقسم إلى ثلاث مجموعات أطلق عليها “أ”، و “ب” و”ج”. وتعد بكتيريا “Bacillus anthracis” التي تسبب الجمرة الخبيثة، واحدة من أكثر العوامل المميتة التي تستخدم كسلاح بيولوجي.

سم البوتولينوم: تتواجد البكتيريا المسببة لهذا السم في التربة لاسيما على أسطح الخضروات والفاكهة، الرواسب البحرية، وهو عديم اللون والرائحة من أهم برامج الأسلحة البيولوجية وأخطارها.

الكوليرا: تتميز “الكوليرا” بسرعة انتشارها بين الأشخاص خاصة في المناطق المزدحمة والتي تعاني من عدم توافر المصادر النقية لمياه الشرب.

أشارت تقديرات وإحصائيات رسمية في 21 أغسطس 2022، إلى بلوغ التكلفة إلى (2000) دولار لكل كيلومتر مربع مع الأسلحة التقليدية، و(800) دولار مع الأسلحة النووية، و(600) دولار من أسلحة الغازات العصبية، و(01) دولار من الأسلحة البيولوجية. ومع أن هذا السلاح قد أحرز تطوراً خطيراً مع التقدم في تقنيات الهندسة الوراثية خلال السنوات الأخيرة، فإنه لا يعد سلاحاً جديداً على الساحة الدولية، حيث تعود أصول استخدامه إلى بدايات الحرب العالمية الأولى. التهديدات الإرهابية الجديدة.. دور الانتربول في مكافحة الإرهاب البيولوجي.أهمية الوحدات البايلوجية و الكيميائية و النووية داخل أجهزة الإستخبارات

تقييم 

ـ لايزال السلاح البيولوجي يشكل خطراً كبيراً على المستوى الدولي كون أن التطورات السريعة في علم الهندسة الجينية وتكنولوجيا النانو تمهد الطريق لتصنيع أنوع عديدة كما أن الأسلحة البيولوجية رخيصة نسبيًا في تطويرها وإنتاجها مقارنة بغيرها من الأسلحة الكيميائية والنووية.

ـ يعد استخدام وتطوير السلاح البيولوجي في الجانب العسكري انتهاكا للمواثيق الدولية واتفاقية الأسلحة البيولوجية التي تحظر استخدامها، خاصة وأن هذا النوع من الأسلحة  له أثر اقتصادي وصحي أكبر وأخطر من الأسلحة التقليدية. وباتت التغيرات الأمنية على الساحة الدولية تثير المخاوف من احتمالية التحرر من القيود المفروضة على هذه الأنواع من الأسلحة، وردع الدول عن استخدام هذا السلاح.

ـ  ينبغي أن يكون هناك تنسيق وتعاون ما بين أطراف الأزمة الأوكرانية، وعندما نتحدث عن أوكرانيا يفضل ان يكون هناك تنسيق ما بينها وبين الاستخبارات الروسية والأمريكية ومجلس الأمن الدولي من أجل فتح خط ساخن بين هذه الاطراف يهدف الى وضع إجراءات تأمين لحماية المعامل البيولوجية والتعاون من قبل هذه الاطراف مع المنظمة الدولية المعنية من أجل تدمير هذه المعامل.

رابط مختصر …https://www.europarabct.com/?p=90502

*جميع الحقوق محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...