الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

أمن دولي ـ محور استراتيجية ألمانيا الجديدة للأمن القومي

أمن دولي
سبتمبر 11, 2023

بون ـ المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات ECCI ـ وحدة الدراسات  (2)

قدمت الحكومة الألمانية، أول استراتيجية للأمن القومي بعد الحرب العالمية الثانية، وتعطي الاستراتيجية الأولوية للأمن أكثر من المصالح الاقتصادية. تتضمن الاستراتيجية مبادئ توجيهية تهدف إلى تعزيز أمن ألمانيا ضد التهديدات الداخلية والخارجية، كما تستند الاستراتيجية إلى ثلاثة أبعاد “الدفاع، والصمود، والاستدامة”، وذلك عقب التحولات الجيوسياسية الواسعة التي أحدثتها حرب أوكرانيا، وبالتزامن مع تنامي النفوذ الصيني سياسياً، واقتصادياً.

التكامل جوهر استراتيجية الأمن القومي الألمانية

يعدّ التكامل جوهر استراتيجية الأمن القومي الألمانية، وتهدف إلى حزم جميع الملفات والموارد المهمة من الناحية الأمنية في سلة واحدة، وذلك يعني توديع ألمانيا واحدة من أهم آليات اتخاذ القرارات التي تستند إلى تقاسم المهام والصلاحيات بين الوزارات المعنية بالشؤون الأمنية، وتتعرض لانتقادات دائمة لأنها تؤخر اتخاذ القرارات. تستهدف الحكومة الألمانية من خلال استخدام مصطلح “المرونة” قدرة جميع المؤسسات الألمانية المتكاملة على حماية “النظام الديمقراطي من التأثيرات الخارجية”، بينما تؤكد من خلال استخدام مصطلح “الاستدامة” ضرورة محاربة التغيرات المناخية، وتحييد جميع المخاطر الأمنية التي تشكلها هذه التغيرات على أمن المواطنين في ألمانيا.

يرجع الدافع الرئيسى وراء تحرك ألمانيا لوضع جذور استراتيجية الأمن القومي هو الحفاظ على أمن وحرية البلاد، وذلك من خلال “تفهم كامل وشامل لمسألة الأمن”، وتبدو هذه الإستراتيجية مراعية لجميع التهديدات الداخلية والخارجية التي تهدد أمن ألمانيا، وتشمل الرؤية الواسعة لها التهديدات العسكرية مروراً بالهجمات السيبرانية ووصولاً إلى آثار التحول المناخي. أمن قومي، ألمانيا ـ الشرطة الجنائية تعاني من نقص الميزانية، والسبب حرب أوكرانيا

ألمانيا تجنب المواجهة مع روسيا

حذّر جهاز مكافحة التجسس العسكري الألماني من زيادة عمليات التجسس على القوات المسلحة الألمانية من جانب روسيا والصين. جرى تحديد أجهزة المخابرات في كلتا الدولتين على أنهما “أكثر اللاعبين نشاطاً في مجال التجسس”، ومنذ بداية حرب أوكرانيا، وقيام برلين لاحقا ًبإرسال أسلحة، وذخيرة، ومعدات، وتدريب الجنود الأوكرانيين، فإن ألمانيا أصبحت “تتعرض للاستطلاع بشكل مكثف من قبل الأجهزة الروسية”. ذكر جهاز مكافحة التجسس، أن حرب روسيا على أوكرانيا تعني أن “تعزيز الاستخبارات المضادة، ومكافحة التجسس، والتخريب المحتمل أصبح أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى”.

ترى استراتيجية الأمن القومي الألمانية أن روسيا تشكل “تهديداً خطيراً” للنظام العالمي، حيث تطلق عليها الاستراتيجية “أخطر تهديد” للنظام العالمي في أوروبا. تنص الاستراتيجية على أن “روسيا، وفي المستقبل المنظور، ستكون أخطر تهديد للسلام، والأمن في الفضاء الأوروبي الأطلسي”. تعد ألمانيا حرب أوكرانيا “انتهاكاً صارخاً لميثاق الأمم المتحدة، ونظام الأمن الأوروبي المشترك”. جاء في نص الاستراتيجية “نظل منفتحين على الإجراءات المتبادلة للحفاظ على الشفافية، بمجرد توفر الظروف لذلك، ونحن نعتمد على الأدوات العملية للحد من التسلح، وبناء الثقة في المجالات العسكرية تحت رعاية منظمة الأمن والتعاون في أوروبا”، كذلك تنص الوثيقة على أنه “لا ألمانيا ولا (الناتو) يبحثان عن مواجهة مع روسيا” في 16 يونيو 2023.

استراتيجية ألمانيا بالتعامل مع الصين

أكد “توماس هالدنفانغ” رئيس جهاز الاستخبارات الداخلية الألماني “إنه يخشى أن توسع الصين أنشطة التجسس ضد برلين، وأن بكين تركز بشكل متزايد على التجسس السياسي” ـ وكذلك التجسس التقني، التكنلوجي، وأضاف “الصين تطور أنشطة تجسس ونفوذ واسعة النطاق، يجب أن نكون مستعدين لزيادة هذه الأنشطة في السنوات المقبلة”، حذر “هالدنفانغ” من أن “الاعتماد الاقتصادي على الصين يمكن استغلاله في النفوذ السياسي، وأشار إلى “انتهاج الصين استراتيجية طويلة الأمد لتحقيق أهدافها… القيادة السياسية تستغل بالفعل قوتها الاقتصادية، الناتجة أيضاً من العلاقات المكثفة مع الاقتصادات الألمانية والأوروبية، لتحقيق أهداف سياسية”.

أعلنت الحكومة الألمانية في 13 يوليو 2023، عن استراتيجيتها الخاصة بالتعامل مع الصين، عبر إتباع نهج صارم في مواجهة أية أنشطة تجسس تقوم بها. تمثل السياسة تجاه الصين توازناً دقيقاً داخل الحكومة الائتلافية، وتعد بكين بأنها “شريك ومنافس نُظمي”. تنص السياسة الجديدة على أن الصين هي أكبر شريك تجاري منفرد لألمانيا، لكن في حين يتراجع اعتماد الصين على أوروبا باستمرار ازداد اعتماد ألمانيا على الصين في السنوات الأخيرة”. .مكافحة الإرهاب ـ لماذا ألمانيا مقصدا للجريمة المنظمة في أوروبا ؟

لا تعتزم ألمانيا “عرقلة التقدم الاقتصادي والتنموي في الصين” لكن “في الوقت نفسه، هناك حاجة ماسة لخفض المخاطر”. تراقب ألمانيا بقلق كيف تسعى الصين للتأثير على النظام الدولي بما يتماشى مع مصالح نظام الحزب الواحد، وبالتالي التقليل من شأن أسس النظام الدولي القائم على القوانين، مثل وضع حقوق الإنسان”. تدعو برلين الشركات الألمانية في ظل الاستراتيجية الألمانية تجاه الصين، إلى تضمين المخاطر الجيوسياسية في عملية صنع القرار الخاصة بهم، وتحذر من أن الشركات التي تعتمد بشكل خاص على السوق الصينية سوف تضطر إلى “تحمّل المخاطر المالية بشكل أكبر بنفسها” في المستقبل.

تعزيز الدفاع التكنولوجي على المستوى الأوروبي

حددت الحكومة الألمانية في استراتيجيتها للأمن القومي مجموعة أهداف، كضرورة تعزيز الدفاع التكنولوجي على المستوى الأوروبي، وتعزيز مواجهة التجسس، والتخريب، والهجمات السيبرانية، وضرورة تنسيق ضوابط تصدير السلاح على مستوى الاتحاد الأوروبي، كما يجب أخذ الوضع في الفضاء بعين الاعتبار. عززت ألمانيا من خلال استراتيجية الأمن القومي عملية التعاون على جميع المستويات الحكومية، والقطاع الاقتصادي، والمجتمع، وبالتالي تعزيز “ثقافة الاستراتيجية الأمنية في ألمانيا” وفحص التقدم الذي يتم إحرازه في مجال تطبيق الاستراتيجية بشكل منتظم في 15 يونيو 2023.

يقول “مالته روشينسكي” مدير مؤسسة “بلان فور ريسك – Plan4Risk” الأمنية أن “الإستراتيجية تعكس مزاج المجتمع الألماني بخصوص المفاهيم الأمنية الحساسة، مشدداً على ضرورة أن تتضمن الإستراتيجية محاربة جذور الحروب والأزمات”. وأشار “روشينسكي” في 16 يونيو 2023 إلى “محاور مهمة تفتقدها الإستراتيجية، فضلاً عن أن الحكومة لم تحدد مناطق الأزمات والحروب”، مؤكداً أن “آسيا مثلاً لا تمثل أولوية لأمن ألمانيا، بالإضافة إلى ضرورة أن تراعي ألمانيا القدرات المحدودة لجيشها، وتأمين الموارد المالية والبشرية لتطبيق الشق المتعلق بدور ألمانيا العسكري في مناطق الأزمات”

زيادة ألمانيا ميزانيتها الدفاعية

تزيد ألمانيا وفقاً للاستراتيجية من ميزانيتها الدفاعية، حيث تنفق ما لا يقل عن (2%) من إجمالي ناتجها المحلي الإجمالي على الدفاع، بما يتماشى مع قرارات حلف شمال الأطلسي “الناتو”. تضطر الحكومة الألمانية إلى تخفيض إنجاز المشاريع حتى عام 2029، بسبب رفع الإنفاق الدفاعي للبلاد”. وافق البرلمان الألماني على تأسيس صندوق خاص لزيادة الإنفاق الدفاعي بقيمة (100) مليار يورو، لتحديث الجيش الألماني. جاء القرار لزيادة الإنفاق العسكري، كأول خطوة رئيسية تؤكد تحول ألمانيا في سياستها الأمنية، والدفاعية في 14 يونيو 2023.

يرى المستشار الألماني “أولاف شولتس”، خلال تقديم الاستراتيجية “أنّه كان من المهم أن تناقش برلين مع الشركاء الضمانات الأمنية لأوكرانيا، بما فيها مرحلة ما بعد الحرب، معتبراً أن “الواضح أن الرئيس الروسي يريد ضمّ أجزاء من الجوار الروسي”، مسمياً أوكرانيا وبيلاروسيا. ويقول “شولتس” إنه بالنسبة لألمانيا، فإن الإنفاق الدفاعي بنسبة (2%) سيكون أمراً مهما خلال العقد المقبل، وأكد أن بلاده “دولة قوية وبإمكانها إدارة التحديات المقبلة”.  مكافحة التطرف والإرهاب في ألمانيا والنمسا ـ منع التمويل الخارجي

تقليص الاعتماد الأحادي الطاقة، واعتماد استراتيجية رقمية جديدة

تناولت الاستراتيجية المخاطر حول البنى التحتية في ألمانيا، ودعت إلى ضرورة “تقليص الاعتماد الأحادي في الطاقة، وإمدادات المواد الخام عبر تنويع المصادر”. أكدت الاستراتيجية على ضرورة الاستمرار في مراقبة الاستثمارات لتفادي الاعتماد على طرف معين في البنى التحتية الأساسية، ومواجهة مسألة نقل التكنولوجيا الحساسة”. أثارت على سبيل المثال، مسألة مساعي استحواذ شركة “كوسكو” الصينية، المرتبطة بالحكومة، على جزء من مرفأ “هامبورغ” أزمة داخل الحكومة. دفعت تلك الأزمة المستشار الألماني “أولاف شولتس” إلى التراجع عن السماح للشركة باستحواذ أكثر من (25%) من حاويات في المرفأ تفاديا لأن تصبح قوة قادرة على عرقلة قرارات بنيوية.

وافقت الحكومة الفيدرالية على استراتيجيتها الرقمية الجديدة في 31 أغسطس 2022، حيث ساعدت وزارة الخارجية الألمانية في تطوير محتوى الاستراتيجية، وتمكنت من المساهمة بتجربة قيمة من إستراتيجية الرقمنة الخاصة بها. تصف الاستراتيجية الرقمية مشاريع محددة ذات أهداف ملموسة، وقابلة للقياس للنهوض بالرقمنة في ألمانيا. تتضمن قوائم ملزمة تفرضها الحكومة على نفسها في جميع مجالات السياسة، مقسمة إلى ثلاثة مجالات عمل ”مجتمع متصل وذو سيادة رقمية، والاقتصاد المبتكر والبحث، والتعلم والحكومة الرقمية”. تهدف الاستراتيجية إلى “تطوير البنية التحتية الرقمية، ورقمنة الخدمات العامة، وتعزيز الاقتصاد الرقمي والابتكار، وحماية البيانات والخصوصية”.

تقييم وقراءة مستقبلية

– تستعد ألمانيا عبر استراتيجيتها الجديدة للأمن القومي، للعب دوراً أكبر في قضايا الأمن والدفاع على المستوى الإقليمي والعالمي، كذلك خلق استجابات أفضل وأسرع للتحديات الأمنية، بما يتناسب مع ثقل برلين الاقتصادي.

– المقصود من استراتيجية الأمن القومي الألماني هو تقديم قدر أكبر من الوضوح، بشأن الالتزامات الدفاعية لحلف شمال الأطلسي، وتحديد استراتيجيات التنفيذ.

– تريد برلين تحقيق استقرار العلاقات مع الصين التي تعد أقرب شريك اقتصادي لها، لكن في الوقت نفسه أصبحت سياسات بكين تشكل تهديداً متزايداً لمصالح ألمانيا عالمياً ومحلياً.

– خلقت حرب أوكرانيا وأنشطة التجسس الروسية المتكررة نوعا من عدم الاستقرار في أوروبا لاسيما في ألمانيا، ما دفع الحكومة الألمانية إلى مراجعة وتعديل سياستها في التعامل مع موسكو.

– تظل الاستراتيجية غامضة إلى حد ما، وينبغي تعزيزها بشكل أكبر، حيث تفتقر إلى “معالجة” العلاقات الصينية الروسية المتنامية، والتي أصبحت مصدر قلق أمني للعديد من الدول الأوروبية، بالإضافة إلى الاقتقار إلى تحسين العلاقات مع دول الشمال ودول البلطيق، والعمل بشكل وثيق مع المملكة المتحدة في تنظيم النظام الأمني ​​الأوروبي.

– بات متوقعاً أن تعمل برلين تدريجيا على تقليل اعتمادها التجاري على الصين، ونقل الاستثمارات إلى أسواق أخرى، رغم عدم رغبة الشركات الألمانية الكبرى في الانسحاب من الصين. من المرجح أن يشمل الإنفاق الدفاعي المتزايد استثمارات في الدفاع السيبراني، والقدرات الفضائية. ومن المستبعد أن تتحقق جهود التحديث والتطوير التي تبذلها القوات المسلحة الألمانية على المدى القريب، ومن المحتمل ألا تحصل وزارة الدفاع على تمويل جديد كبير في الميزانية لعام 2024.

رابط مختصر .. https://www.europarabct.com/?p=90554

*حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الارهاب والاستخبارات

الهوامش

German government presents first national security strategy
https://tinyurl.com/5cuh3kdz

The hits and misses in Germany’s new national security strategy
https://tinyurl.com/5avew8tz

Germany Introduces Its First National Security Strategy
https://tinyurl.com/ycyjmmz6

“ما هو العامل الحاسم فيها”.. 7 بنود رئيسية لأول استراتيجية للأمن القومي في تاريخ ألمانيا
https://tinyurl.com/yc5tp5wm

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...