الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

أمن دولي ـ جذور الخلاف بين إيران وأفغانستان واحتمالية المواجهة؟

إيران وأفغانستان
يونيو 12, 2023
Andie Flemström

Andie Flemström

المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات ـ ألمانيا  وهولندا  ECCI

ستوكهولم ـ آندي  فليمستروم Andie Flemström ، باحثة في المركز الأوروبي ـ  الأمن الدولي والإرهاب

أمن دولي ـ جذور الخلاف بين إيران وأفغانستان واحتمالية المواجهة؟

تتسم العلاقة بين إيران وأفغانستان بالتاريخية والمعقدة، وتشهد توترات وخلافات منذ عقود متتالية. وتفاقمت هذه الخلافات في التوتر الأخير في المنطقة الحدودية بين البلدين حول توزيع مياه سد “هلمند”.  فما هي جذور هذه الخلافات وهل هناك احتمالية المواجهة بين البلدين؟

النزاعات حول المياه

تُعتبر النزاعات حول حقوق المياه بين كل من إيران وأفغانستان، مصدرًا دائمًا للتوتر بين البلدَين، تعود جذوره إلى القرن التاسع عشر. تركزت النزاعات في أغلبها حول نهر هلمند، وعندما فشل الطرفان في حل المشكلة اتفقا على اللجوء إلى لجنة تحكيم “جولد سميث” المكلفة بترسيم الحدود بين البلدين. وقّعت إيران وأفغانستان على اتفاق عام 1973 حدّدَ طريقةً لتنظيم استغلال كلا البلدَين لمياه النهر، حيث يتعين على أفغانستان تزويد إيران سنويا بـ 850 مليون متر مكعب من المياه من هذا النهر. وحسب تصريحات الحكومة الإيرانية فإن حكومة “طالبان” خرقت هذا الاتفاق ولم تمنحها حصتها من المياه المنصوص عليها في الاتفاق.

تسعى حكومة “طالبان” لزيادة الرقعة الزراعية البالغة مساحتها ثمانية ملايين هكتار من أراضي البلاد، حيث لا تستغل منها سوى مليوني هكتار، وذلك في  إطار خطة للحد من الواردات الخارجية وتلبية احتياجات الأسواق المحلية من الحبوب والأغذية. ويعد نهر “هلمند” أطول الأنهار في أفغانستان، وينبع من جبال هندكوش شمال شرقي أفغانستان، ويصب في بحيرة هامون في إيران، وهو من الأنهار المهمة التي تعتمد عليها أفغانستان في الري الزراعي، ويجري لمسافة أكثر من ألف كيلومتر حتى بلوغ بحيرة هامون عند الحدود بين البلدين. أمن دولي ـ العقيدة النووية عند روسيا والناتو وأهمية قواعد الأشتباك. آندي فليمستروم Andie Flemström

موقف متأزم

أوضح فاسيلي غولوفنيا، الباحث في قسم الشرق الأدنى بمعهد المعلومات العلمية في العلوم الاجتماعية، أن ولاية بنجشير كانت تقليديا معقلا للتحالف الشمالي الذي أصبح في عام 2001 “الوكيل” الرئيس للولايات المتحدة والقوات المناهضة لطالبان للإطاحة بحكومة طالبان في التسعينيات. وأكّد غولوفنيا أن إيران بدأت في عام 2001 التعاون مع الولايات المتحدة لدعم تحالف الشمال، لكن اشتباكات مماثلة وقعت عام 2021 على الحدود الإيرانية الأفغانية جعلت الوضع ما هو عليه اليوم. ونبّه إلى أن أفغانستان تمثل قنبلة موقوتة لآسيا الوسطى، المنطقة التي تقع في مثلث المقاومة المعادية للغرب؛ أي بين روسيا والصين وإيران.

أن زعزعة استقرار آسيا الوسطى عبر أفغانستان تخدم مصالح الغرب عن طريق توجيه ضربة لكل من روسيا والصين وإيران في آن واحد. إضافة إلى ذلك، تلعب العوامل الجيوسياسية والتأثيرات الإقليمية دورًا هامًا في العلاقة بين بين إيران وأفغانستان. ويعتبر النفوذ الإقليمي والمنافسة بين إيران ودول أخرى مثل السعودية والولايات المتحدة له تأثير كبير على التوترات في المنطقة.

نقاط الخلاف بين الطرفَين

كانت العلاقات بين إيران وطالبان في مسار متوتِّر وغير مستقر منذ سيطرة طالبان على الحكم في أفغانستان في التسعينات وحتى الوقت الحاضر، وتتلخص نقاط الخلاف بينهما في ما يلي:

أولًا- العداء الأيديولوجي والعرقي: ترى طالبان أن طهران تتدخّل بشكلٍ واضح في الشؤون الداخلية لأفغانستان، من خلال علاقاتها مع  أقلية الهزارة والأفغان ذوي الأصول الفارسية، ما يخلق خلافًا حادًّا. طالبان وطهران تحرصان على علاقات براغماتية قدر الإمكان، رغم حجم ومساحات الخلاف الهائلة بينهما.

ثانيًا- الاستغلال الإيراني  للمواطنين الأفغان الموجودن في إيران في حروبها العابرة للحدود: استفادت إيران من اللاجئين الأفغان في تشكيل ميليشيات استعانت بها في عملياتها القتالية بسوريا.

ذكرت وزارة الخارجية الأميركية أن القيادي في تنظيم “القاعدة” سيف العدل صار زعيم التنظيم بعد مقتل أيمن الظواهري في يوليو (تموز) 2022، وهو مقيم في طهران، ولكن الأخيرة تنكر وجوده على أراضيها.

ويثيرالجدل إعلان الخارجية الأميركية ومعها الأمم المتحدة  حول العلاقة بين إيران وتنظيم “القاعدة”، كما يشير هذا الإعلان  إلى الكيفية التي استفادت بها إيران من انهيار نظام “طالبان” والغزو الأميركي لأفغانستان. حيث منح انهيار نظام “طالبان” في أفغانستان والنظام السياسي في العراق المجال لإيران من أجل توسيع نفوذها في محيطها المباشر كأحد المنافسين الإقليميين.

ورغم الاختلاف الطائفي بين إيران و”القاعدة” فإنه لم يمثل حائلاً أمام التعاون بينهما، لا سيما مع براغماتية كل منهما للتعامل معاً وفقاً لوحدة الأهداف وليس الأيديولوجيا.أمن دولي ـ العقيدة النووية عند روسيا والناتو وأهمية قواعد الأشتباك. 

خريطة التنظيمات “الجهادية” في أفغانستان

هناك من يرى أن طريقة انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من أفغانستان، والتي أعادت إلى الأذهان انسحابها من فيتنام عام 1975، وعودة حركة طالبان إلى الحكم من جديد بعد عشرين عاماً على إطاحتها، سوف يعطيان دفعة معنوية للتنظيمات “الجهادية”. فالحركة صمدت في وجه قوة عظمى وأجبرتها على الانسحاب بطريقة متخبطة أقرب ما تكون إلى الهزيمة. لكن هذا التقييم لا يعني بالضرورة حدوث طفرة كبيرة في العمليات الإرهابية أو تكرار ما حدث في أفغانستان في دول أخرى، أخذاً في الاعتبار أن الإرهاب لم يتوقف منذ أن أطلقت الولايات المتحدة الأمريكية حملتها بشأن الحرب على الإرهاب في أعقاب هجمات الحادي عشر من سبتمبر عام 2001.

حالياً هناك تنظيمات متطرفة تسيطر بشكل أو بآخر على مناطق داخل دول، ولو بشكل متقطع في بعض الحالات، كما هو الحال بالنسبة لجماعة بوكو حرام في نيجيريا، و”حركة شباب المجاهدين” في الصومال، وتمدد داعش والتنظيمات الموالية له في بعض الدول الأفريقية والآسيوية.

أهم التنظيمات في أفغانستان :

  • تنظيم القاعدة
  • تنظيم داعش- ولاية خراسان
  • شبكة حقاني

 ما هي التحديات أمام العلاقات العلاقات الإيرانية الأفغانية  ؟

يقول الباحث الإستراتيجي بير محمد ملا زهي: للرد على هذا التساؤل لا بد من الأخذ في الاعتبار أن طالبان حركة عقائدية، و تستقي أفكارها من  ثلاث  تيارات رئيسية؛ أولها مدرسة الديوبندية في شبه القارة الهندية، والأخرى السلفية  “الجهادية” في الشرق الأوسط، وثالثها التقاليد القومية لدى طائفة البشتون في أفغانستان.

خارطة-لايران- وافغانستان

خارطة-لايران- وافغانستان

ومن جهة أخرى، إن التنافس الإقليمي خلف الكواليس سوف يأخذ بعين الاعتبار من قبل طالبان وستستغله لصالح منافسي طهران الإقليميين. وبالتالي، فإن العلاقة بين طهران وطالبان قد تتأثر نتيجة هذا التنافس الإقليمي.

التحدي الآخر يكمن في إمكانية نشاط التنظيمات “المتطرفة” كالقاعدة وتنظيم  داعش إلى جانب المكون المناهض لإيران في أفغانستان، ما قد يعرقل العلاقة بين إيران وجارتها الشرقية.

وهنالك تحدي أخر يتمثل في زراعة المخدرات في أفغانستان، ونظرا إلى أن الأراضي الإيرانية أهم طريق لتهريب هذه المواد إلى الدول الأخرى، فإن هناك خشية من عدم جدية طالبان في ضبط هذه الظاهرة طالما تواجه الحركة ضغوطا اقتصادية.

وتوجد تحديات أخرى منها الهجرة غير القانونية إلى إيران وعبرها، فإن بإمكانها أن تقف حجر عثرة أمام العلاقات بين طهران وطالبان. وكل هذه الأمور تحث فريقا في إيران على الاعتقاد بأن طالبان تمثل خطرا أمنيا على بلادهم.

قواسم مشتركة بين البلدين 

يقول الباحث الأفغاني علي واحدي في العلاقات الإيرانية الأفغانية: أنه على الرغم من التحديات المختلفة فإن لدى  الشعبين الإيراني والأفغاني قواسم ثقافية وعقائدية وفكرية من شأنها التغلب على كل هذه التحديات وتوطيد العلاقات بين الجانبين. وعند التركيز على العلاقات الرسمية، فإن هناك مجالات كبيرة للتعاون الثنائي على الصعيدين الإقليمي والدولي، ما يؤكد أن دائرة التفاهم أكبر بكثير من القضايا الخلافية بينهما. ويضيف أن الحكمة لدى الجانبين ستحول دون استفحال الخلافات، وأنها ستؤدي إلى التعاون والتفاهم واستفادة طالبان من تجربة الإيرانيين في الحكم”. وهناك خشية في أفغانستان من زيادة الجماعات المتطرفة، وهذا ما يؤكد ضرورة تعزيز العلاقات الثنائية بين كابل وطهران والاستفادة من تجربة إيران في محاربة الإرهاب.

 مستقبل العلاقات بين إيران وحكم طالبان

تعتبر إيران بدون شك حكم طالبان تهديدا لأمن واستقرار حدودها الشرقية، لكنها رغم ذلك ستتعامل مع الحكم الجديد في أفغانستان وقد تتماشى معه وفق مصلحتها الوطنية وسياسة خفض التوتر مع جيرانها. علما أن تعاملها ربما سيزعج حلفاءها التقليديين هناك. وهناك احتمالية أن تقوم طهران بعقد تحالفات جديدة مع بعض الأطراف المنضوية تحت عباءة طالبان.

وخلاصة القول، تسعى طهران أن تتعامل مع طالبان بطريق تهدف الى خفض التوتر والتهديد على حدودها الشرقية، لكنها لن تثق بها ثقة عمياء، ولن يصل التعامل الثنائي بينهما إلى مستوى العلاقات الإستراتيجية. ومن المحتمل أن لا تعترف طهران بحكومة طالبان الأفغانية، مما في شأنه أن يزيد التوتر في العلاقات بين البلدين، بالإضافة الى أمور أخرى من بينها  النزاع على  الموارد المائية.أمن دولي ـ أسباب قلق إيران من تحالف أذربيجان وإسرائيل؟

التقييم

ـ تلتقي إيران وافغانستان في بعض القضايا، أبرزها العداء المشترك إلى الولايات المتحدة، لكن هناك جملة خلافات بين البلدين تبقى قائمة، ويمكن أن تبقي الصراع أبرزها ملف المياه، والذي يعتبر جزء من الأمن القومي الإيراني والحديث هنا عن نهر هلمند. الملف العرقي المتشابك والمتداخل بين البلدين، هناك أقلية الهزارة في أفغانستان وهناك أفغان يعيشون في إيران، يمكن أن تكون واحدة من أسباب الخلاف بين البلدين. ويبقى موضوع الهجرة  قائماُ بين البلدين عبر الحدود إلى جانب ملف تهريب المخدرات.

ـ إن أي مواجهات عسكرية محتملة ما بين البلدين، لا يمكن إخمادها إلا باتفاق بين الطرفين، ويعود ذلك إلى أن الاطراف الدولية والإقليمية لم تعد ورقة ضاغطة عليهما، مثلما هو موجود في باقي النزاعات الدولية. ومايزيد الأمر تعقيدا إن كل من إيران وأفغانستان تعيش نظام سياسي مأزوم وغير مستقر على مستوى إقليمي ودولي، وهذا ما يهدد أمن واستقرار المنطقة ايضا. والأكثر من ذلك إن إيران لم تعترف بنظام طالبان لحد الأن.

ـ على الرغم من وجود توترات وخلافات بين إيران وأفغانستان، إلا أنهما بحاجة إلى التعاون والتنسيق في  عدة مجالات مثل الأمن والتجارة والهجرة. بحيث  يمكن أن يساهم هذا التعاون بين البلدين في تعزيز الاستقرار في المنطقة وتخفيف التوترات.

ـ بات متوقعاُ أن يبقى الصراع قائما بين البلدين طالما لم تكن هناك حلول جذرية للمشاكل العالقة أبرزها ملف الماء، الذي يعتبر التحدي الأكبر أمام البلدين. خاصة في وقت يعاني فيه كلا البلدين من الجفاف بسبب تغير المناخ وعدم وجود إدارة مناسبة للمياه.

رابط مختصر.. https://www.europarabct.com/?p=88941

*حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات

الهوامش

اندبندنت عربية: إيران و”القاعدة”… علاقة متضاربة الأبعاد”.2023
https://bit.ly/3NdJlI5

بي بي سي-عربي: “اشتباكات إيران وأفغانستان: قتلى وجرحى إثر اشتباكات حدودية على خلفية خلافات المياه”. 2023
https://bit.ly/3WW0pWm

تريند:هل ستتحول أفغانستان في ظل سيطرة طالبان إلى قاعدة للإرهاب مرة أخرى؟2021
https://bit.ly/3qBL9SA

العربي الجديد:”حرب المياه تشتعل بين أفغانستان وإيران”.2023
https://bit.ly/45U7ScH

الجزيرة نت: “إزفيستيا: الصراع بين إيران وأفغانستان يهدد أمن روسيا والصين”.2023
https://bit.ly/3J0IdVD

الجزيرة نت: المعارضة والمخدرات ركنا الزاوية.. 6 أسئلة تحدد مستقبل العلاقة بين إيران وطالبان. 2022
https://bit.ly/42oYPNS

نونبوست: “طالبان وإيران.. طبيعة العلاقة ونقاط التوافق والخلاف بين الطرفين”.2023
https://bit.ly/45OuzPk

يورونيوز: واشنطن تؤكد أنّ سيف العدل المقيم في إيران هو زعيم القاعدة الجديد وطهران تستنكر هذا “التضليل”.2023
https://bit.ly/45PDzUr

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...