الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

أمن دولي ـ توازن القوى بين المسايرة والاذعان في العلاقات الدولية. بقلم الدكتورة نور تركي

توازن القوى
يونيو 11, 2021
الدكتورة نور تركي

الدكتورة نور تركي

أمن دولي ـ توازن القوى بين المسايرة والاذعان في العلاقات الدولية. بقلم الدكتورة نور تركي

المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات ـ المانيا  و هولندا

بقلم ـ الدكتورة  نور عماد تركي ـ دكتوراه علوم سياسية، علاقات و دراسات دولية،  وباحثة بالشؤون الأمنية  https://twitter.com/PhD_Noor

تشير نظرية توازن القوى في العلاقات الدولية إلى أن الأمن القومي يتعزز عندما يتم توزيع القدرة العسكرية بحيث لا تكون هناك دولة واحدة قوية بما فيه الكفاية للسيطرة على جميع الدول الأخرى، فإذا أصبحت إحدى الدول أقوى من غيرها، فإن النظرية تتوقع أنها ستستفيد من قوتها وتهاجم الطرف أو الجار الأضعف، مما يوفر حافزًا للذين تهدد أمنهم بالوحدة في تحالف دفاعي. كما يرى بعض الواقعيين أن هذا سيكون أكثر استقرارًا لأن العدوان سيبدو غير جذاب وسيتم تجنبه إذا كان هناك توازن في القوة بين الائتلافات المتنافسة.أمن دولي ـ بحر الصين الجنوبي، في عين الأزمة . بقلم ـ الدكتورة نور تركي

وعند مواجهة تهديد خارجي كبير، فإن الدول التي ترغب في تشكيل تحالفات قد تقوم “بالموازنة” أو “المسايرة “. ويتم تعريف الموازنة على أنها التحالف مع الآخرين ضد التهديد السائد، في حين أن الدول التي أذعنت، تحالفت مع  الدول التي تمثل تهديد لها . وقد تستخدم الدول أيضًا تكتيكات أخرى للتحالف، مثل التمرير التدريجي وما يسمى بعصابات السلسلةbuck-passing and chain)-ganging)، وهذا أدى إلى نقاش طويل بين الواقعيين فيما يتعلق بكيفية تأثير قطبية النظام على التكتيكات التي تستخدمها الدول؛ ومع ذلك، فمن المتفق عليه عمومًا أنه في الأنظمة ثنائية القطب، ليس لكل قوة عظمى خيار سوى مواجهة الأخرى مباشرة، إلى جانب النقاشات بين الواقعيين حول انتشار التوازن في أنماط التحالف، وتنتقد المدارس الأخرى للعلاقات الدولية، مثل البنائين، نظرية توازن القوى، وتعارض الافتراضات الواقعية الأساسية المتعلقة بالنظام الدولي وسلوك الدول .

تاريخياً، نادراً ما كانت القوى الكبرى تتوازن ضد الولايات المتحدة منذ التسعينيات عندما أصبحت القوة العظمى الوحيدة، وفشلت نظرية توازن القوى التقليدية، في تفسير سلوك الدولة في فترة ما بعد الحرب الباردة. فمنذ نهاية الحرب الباردة، توسعت الولايات المتحدة في قوتها الاقتصادية والسياسية، وفي الآونة الأخيرة، و بدأت الانخراط في سياسة عسكرية أحادية بشكل متزايد، مع ذلك، وعلى الرغم من هذه القدرات المادية المتنامية، فإن القوى الكبرى مثل الصين وفرنسا وألمانيا والهند وروسيا لم تستجب مع الزيادات الكبيرة في إنفاقها الدفاعي. كما أنهم لم يشكلوا تحالفات عسكرية لمواجهة القوة الأمريكية ، كما تتنبأ نظرية توازن القوى التقليدية . أمن دولي

تقوم النظرية على أن وجود الدول والتحالفات في حالة تكاد تتعادل فيها قوتها العسكرية أمر من شأنه أن يحول دون نشوب النزاع المسلح، وعليه فإن بعضاً من الدول تسعى إلى الحفاظ على التوازن العسكري فيما بينها، ويعتبر سعي إحدى الدول لزيادة قدرتها العسكرية بالصورة التي تخل بتوازن القوى أمراً يدعو للاضطراب ويولّد سعياً من قبل الدول الأخرى لتعزيز توازن القوى بمعاهدات تلتزم فيها الدول الأطراف بالحفاظ على قوتها العسكرية ضمن حدود مقبولة من الدول الأخرى. وفي معاهدات السلام التي تبرم بين الدول بعد انقضاء الحروب يتم في العادة التطرق لتوازن القوى والإشارة إلى الترتيبات التي من شأنها أن تحافظ عليه وتحول دون الإخلال به.  أمن دولي

تعد نظرية توازن القوى إحدى الركائز الأساسية لكل من النظرية الواقعية الكلاسيكية ونظرية العلاقات الدولية، وتسعى لتوضيح مفهوم تشكيل التحالفات. ونظراً لفكرة الفوضى في العلاقات الدولية التي تتبناها الواقعية الجديدة، يجب أن تضمن الدول بقاءها من خلال الحفاظ على قوتها وزيادتها في عالم يزيد فيه الاعتماد على المساعدة الذاتية. كما تحاول الدول تجنب الوقوع تحت أي هيمنة محتملة عليها من قبل قوى متوازنة. ووفقاً لكينيث والتز مؤسس الواقعية الجديدة، تسود سياسة توازن القوى عندما يتم استيفاء مطلبين اثنين فقط وهما:

أن يكون النظام فوضوياً وأن يكون مشغولاً من قبل وحدات ترغب بالبقاء و الاستمرار . ويمكن للدول القيام بذلك من خلال “التوازن الداخلي” حيث تستخدم الدولة جهودها الداخلية لزيادة قدراتها الاقتصادية ولتطوير استراتيجيات ذكية وزيادة القوة العسكرية  , أو من خلال “التوازن الخارجي” والذي يحدث عندما تتخذ الدولة تدابير خارجية لزيادة أمنها عن طريق تشكيل تحالفات مع دول أخرى. التحالفات الدولية ـ إستراتيجية متعددة، لمواجهة التهديدات الأقليمية. بقلم ـ د.نور تركي

لاحظ ستيفن والت في الثمانينيات من القرن الماضي أن معظم الدول ، بما في ذلك جميع الدول المتقدمة ، تتعاون مع القوة الغالبة بدلاً من موازنتها. في إشارة إلى هذا “الشذوذ” ، اقترح والت وضع فرضية التوازن :

للوهلة الأولى ، يبدو أن هذه النتيجة تتناقض مع التأكيد على أن الدول تختار شركاء التحالف من أجل التوازن ضد الأقوى. من شأن التركيز فقط على القوة الكلية أن يدفعنا إلى توقع مزيد من الدول للتحالف مع الاتحاد السوفيتي ، من أجل منع الولايات المتحدة من استخدام مواردها العامة المتفوقة بطرق ضارة. انطلاقًا من غلبة القوة الكلية لصالح الغرب ، يبدو أن العديد من الدول “تذعن أو تساير” بدلاً من الموازنة من خلال التوافق مع الولايات المتحدة. هذا أكثر إثارة للدهشة عندما يتذكر المرء أن الولايات المتحدة كانت بأغلبية ساحقة أقوى دولة في العالم في فترة ما بعد الحرب مباشرة ، ومع ذلك تمكنت من جعل معظم القوى الصناعية الأخرى تتماشى معها وليس ضدها .

منذ ذلك الوقت بقي الافتراض قائما على انه حين تظهر قوى كبرى  اشارات على محاولة للسيطرة على النظام الدولي . عندئذ , تتحالف قوى كبرى أخرى بغية الحفاظ  على أمنها الخاص من خلال بناء قوة مقابلة  للتوازن مع القوة الطامحة للسيطرة . و نظرا الى ان القوى الكبرى كلها متنبهة الى ان هذا هو رد فعل محتمل  تجاه  اي محاولة تهدف الى السيطرة . فثمة حافز ضئيل لمحاولة بناء قوة مسيطرة  ضمن النظام .

هكذا يمكن رؤية نظرية توازن القوى .كما انه لا يرتبط فقط بفكرة التحالفات المضادة  للسيطرة فحسب , فهو مرتبط بفكرة  ان الدول معتادة دائما على الحفاظ على أمنها وتعزيز مصالحها من خلال تضافر الجهود فيما بينها , فإذا تحالفت مجموعة من الدول في محاولة لتعزيز مصالحها المشتركة . فإن فرضية توازن القوى تقتضي  ضمنا  ان دولا أخرى تراقب هذا التطور وتخشى من أن تكون ضحايا محتملة لهذا التحالف . سوف تتحد وتشكل تحالفا مضادا. في هذه الحالة , و بدلا من تأسيس تحالف في وجه الطامح للسيطرة  سيكون هناك تحالفان متنافسان يقيمان تواز القوى .

أشكال  توازن القوى ـ أمن دولي

ـ توازن القوى متعدد الأقطاب , الذي يتكون من قوى كثيرة . و تعمل هذه المجموعات على موازنة بعضها البعض , يترتب عليه الاستقرار وحفظ استقلال الأطراف مهما كان أحدهم ضعيفا .

ـ التوازن البسيط ( الثنائي ) : وهو الأكثر وضوحا, يحدث عند وجود كتلتين أو دولتين متعارضتين في حالة من التعادل النسبي , يغلب على توازن القوى البسيط إن يكون توازنا إقليميا ,أما التوازن الدولي العام فالصورة الغالبة له هي توازن الكتل .

ـ التوازن المرن والتوازن الجامد : يقول ريمون آرون , أن ميزان القوى ليس من طبيعة واحدة و لا يخضع دائما لعدد الإطراف المكونة لهذا التوازن , بل يخضع أيضا لطبيعة الدول و الأهداف التي يلتزم بتحقيقها أولئك الذين يسيطرون على السلطة :

التوازن المرن : هو الذي يقوم بين دولتين تنتمي إلى فكر سياسي و اقتصادي و اجتماعي و حضاري موحد أو متجانس . لذلك يطلق عليه توازن الأنظمة المتجانسة او المعتدلة . أمن دولي

التوازن الجامد : هو على العكس من المرن يتم بين دول تنتمي إلى نماذج سياسية و اقتصادية و فكرية  متناقضة . لذلك يطلق عليه توازن الأنظمة المتنافرة  أو توازن الأنظمة الثورية . التحالفات الإقليمية وأثرها على الأمن الإقليمي. بقلم ـ الدكتورة نور تركي

ـ التوازن الإقليمي و أثره في التوازن الدولي :يطلق عليه أحيانا توازن القوى الرئيسي او المسيطر , لأنه ينظم علاقات القوى الرئيسة المسيطرة على السياسة العالمية , و هو على أهميته و شموله . يعتمد على توازنات أخرى ذات طابع محلي يتأثر بها و تتأثر به , و هو ما يطلق عليه التوازن الإقليمي أو الفرعي وهي أشكال من التوازنات داخل أطر جغرافية  محدودة , تجمع عددا من الدول في علاقات تتسم بالصراع على السلطان والنفوذ في هذا الإطار الجغرافي المحدود و كمحصلة لهذا الصراع فأن دولا محدودة تصل إلى مرحلة التعادل أو شبه التعادل في القوة ما يؤدي إلى قيام توازن محلي يتحكم في سلوك الدول ويضبط علاقات بعضها ببعض ويكون التنافس بين أقطابه بالأساليب السلمية و ينتهي بالحروب مثله في ذلك مثل توازن القوى العالمي .

الخلاصة ـ  أن مكانة الدولة الإقليمية والدولية هي التي تحدد ما أن كانت ستكون مسايرة أو موازنة، فكلما ضعفت الدولة ستكون مسايرة وتذعن لكل شروط الطرف الأقوى، والعكس صحيح.

حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات

رابط مختصر …

المصادر 

  1. ريتشارد ليتل , توازن القوى في العلاقات الدولية, ترجمة هاني تابري , دار الكتاب العربي ,بيروت -لبنان , مؤسسة محمد بن راشد ال مكتوم .2009, ص ص 13-15
  2.   نظرية توازن القوى        http://bit.ly/2Tis0Eg

 

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...