جاري التحميل ...
بون ـ المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات ECCI ـ وحدة الدراسات
تتزايد أهمية التركيز على تعزيز القوات البحرية الأوروبية في ضوء التحديات الأمنية التي تواجهها الدول الأوروبية وحلف شمال الأطلسي (الناتو) منذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية في 24 فبراير 2022، وقد بات الاهتمام الأوروبي مركزًا بشكل أساسي على حماية الحدود والمصالح الأوروبية داخل القارة وخارجها، وتجهيز قوات للردع في حال حدوث أي مواجهات من شأنها زعزعة الأمن الأوروبي، لذلك شرعت العديد من الدول الأوروبية في مقدمتها ألمانيا على تعزيز ترسانتها البحرية والدفع بأحدث النظم والكفاءات، والانتشار بمناطق أوسع لتأمين مصالح أوروبا الاستراتيجية.
الاتحاد الأوروبي يدشن عملية عسكرية خطيرة ضد الحوثيين في الشرق الأوسط
بدأ الاتحاد الأوروبي عملية عسكرية خطيرة ضد الحوثيين في البحر الأحمر يوم 19 فبراير 2024 ويرى الجيش الألماني أن هذا هو أخطر انتشار للبحرية الألمانية “منذ عقود عديدة”: يجب على ألمانيا من الآن فصاعدًا، جنبًا إلى جنب مع الآخرين، حماية طرق التجارة في البحر الأحمر. إذا وافق البرلمان. يرغب وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي في اتخاذ قرار بشأن بدء العملية العسكرية الجديدة لتأمين الشحن التجاري في الشرق الأوسط يوم الاثنين في بروكسل. وتعتبر عملية “أسبيدس“ خطيرة بشكل خاص مقارنة بالعمليات الأخرى الحالية. الهدف الأساسي للعملية هو حماية السفن التجارية من هجمات الحوثيين.
ويضع التفويض أيضًا قيودًا صارمة على استخدام الأسلحة. ويجب تنفيذ تدابير الحماية “مع الاحترام الكامل للقانون الدولي، بما في ذلك مبدأي الضرورة والتناسب”. ولذلك يجب عدم ملاحقة قوارب الحوثيين بشكل استباقي. ترسل الحكومة الفيدرالية الفرقاطة “هيسن“ التي يبلغ طولها 143 مترًا إلى الاستخدام المسلح – بشرط أن يمنح البوندستاغ الموافقة اللازمة يوم الجمعة كما هو مخطط له. والسفينة التي غادرت فيلهلمسهافن في 8 فبراير، مجهزة بصواريخ مضادة للطائرات ومصممة خصيصًا للمرافقة والتحكم البحري. ويوجد على متنها حوالي 240 جنديًا. وبحسب الجيش الألماني، يمكنها استخدام رادارها الخاص لمراقبة مجال جوي بحجم بحر الشمال بأكمله.أنظمة الأسلحة قادرة على الاشتباك مع الأهداف على مسافة تصل إلى 160 كيلومترا. وتريد ألمانيا أيضًا توفير الموظفين لمقر العملية في لاريسا باليونان، بالإضافة إلى طائرات هليكوبتر. لا توجد وحدة في البحرية الألمانية أكثر استعدادًا”.وبما أن الحوثيين لم يوقفوا الهجمات على السفن الحربية في الماضي، فإن عملية “أسبيدس“ تعتبر محفوفة بالمخاطر نسبيا.
ما هو حجم وقدرات قوة البحرية الألمانية؟
قدمت البحرية الألمانية في مارس 2023 لمحة عن مسارها المستقبلي بما في ذلك التركيز المتزايد على الأنظمة غير المأهولة، حيث كشفت عن هيكل أسطولها المخطط له اعتبارًا من 2035، وجاء الكشف عن هذه الأسلحة بعد إعلان المستشار الألماني أولاف شولتس في فبراير 2022 عن نقطة تحول، أو (Zeitenwende)، في سياسة الدفاع الألمانية، عندما قال في مؤتمر قادة الجيش الألماني:” يجب أن يصبح الجيش الألماني “حجر الزاوية للدفاع التقليدي في أوروبا، والقوة الأفضل تجهيزًا في أوروبا”، وتعكس رؤية 2035 وما بعدها أيضًا تركيزًا أكبر على الاهتمامات البحرية، بالإضافة إلى ذلك، تشير خطة الأسطول إلى زيادة الطموح البحري، بما في ذلك في بحر البلطيق، ومجموعة مهام موسعة تشمل حماية البنية التحتية الحيوية تحت سطح البحر، ويمتلك الأسطول البحري الألماني في الوقت الراهن 80 سفينة من بينها 15 فرقاطة، و12 كاسحة ألغام، كما تشغل البحرية الألمانية حاليًا أسطولًا مكونًا من ست غواصات هجينة جديدة تعمل بالديزل والكهرباء/خلايا الوقود الهوائية المستقلة (AIP) من النوع 212A، تم تشغيلها بين عامي 2004 و2015، لفترة من الوقت بين عامي 2017 و2018، كانت جميع الغواصات الألمانية غير نشطة بسبب لمجموعة متنوعة من احتياجات الصيانة، ولكن اعتبارًا من 28 فبراير 2023 عادت جميع السفن إلى الخدمة النشطة.ماهي مهمة قوة المانيا البحرية المحتملة في مضيق هرمز ؟
مهام القوات البحرية الألمانية
تقدم البحرية الألمانية مساهمتها في مجموعة المهام الشاملة للجيش الألماني ضمن البعد البحري حيث حدودها البرية والجوية: للدفاع الوطني والتحالف، لإدارة الأزمات الدولية، والأمن الداخلي، بما في ذلك الأزمات الوطنية والمخاطر، والتأهب، وللمساعدات الدولية والإنسانية والإغاثة في حالات الطوارئ والكوارث، كما يكلف الجيش الألماني مهام محددة للبحرية الألمانية في مجالها البحري منها: السيطرة على المناطق البحرية، وحماية طرق المرور البحرية بالتعاون مع الوكالات الحكومية الأخرى، فضلًا عن حماية الأمن في المنطقة البحرية الألمانية، بالإضافة إلى ذلك، تشارك البحرية في مهام فرعية أخرى للقوات المسلحة، وتشمل على سبيل المثال، الاستطلاع والقتال في الطيف الكهرومغناطيسي، أو النقل الاستراتيجي للقوات، أو التدريب والتمرين بشكل عام.
تعيد البحرية الألمانية التركيز على شمال الأطلسي، وبحر الشمال، وموطنها الأصلي في بحر البلطيق، على خلفية الحرب الروسية المستمرة في أوكرانيا منذ 24 فبراير 2022، وقد تغير ميزان القوى في بحر البلطيق مع انضمام فنلندا أولاً إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ومن المتوقع أن تتبعها السويد، لذلك تركز خطة برلين للأسطول وهيكل القوة (2035+) على أن بحر البلطيق يتطلب أنظمة أسلحة ذات قدرات غير مأهولة أكثر، وأن “الكتلة مهمة”، مما يشير إلى الحاجة إلى زيادة أعداد المنصات والأنظمة، في ضوء ذلك تخطط البحرية الألمانية للحصول على ما يصل إلى 6 مركبات كبيرة غير مأهولة تحت الماء بالإضافة إلى عدد غير محدد من أنظمة التدابير المضادة للألغام غير المأهولة، ومتوقع أن تكون هذه القدرات والمنصات التي يمكنها تشغيلها حيوية في حماية البنية التحتية الحيوية الموجودة في قاع البحر، بما في ذلك خطوط الأنابيب وكابلات الطاقة وكابلات الألياف الضوئية، وقد كانت الهجمات على خطوط أنابيب “نورد ستريم” بمثابة دعوة للاستيقاظ بأن هناك قدراً كبيراً من البنية التحتية الحيوية تحت سطح الماء بحاجة إلى الحماية، وفيما يتعلق ببحر البلطيق، فإن هذه البنية التحتية تشمل خط أنابيب غاز البلطيق، وكابل الجهد العالي (NordBalt) ) وكابل الاتصالات تحت سطح البحر C-Lion1))، ويبدو أن البحرية الألمانية تخطط أيضًا للحصول على ما يصل إلى 18 سفينة سطحية غير مأهولة، والتي يطلق عليها حاليًا اسم نظام سطح القتال المستقبلي، ربما لدعم منصات أخرى مأهولة مثل الطرادات البحرية، وتعزيز قدرتها في المركبات الجوية غير المأهولة.الأزمة الأوكرانية ـ صادرات الأسلحة الألمانية، تحول في سياسة برلين
ماهي المهام والفرقاطات المشاركة خارج المياه الإقليمية؟
شاركت الفرقاطة الألمانية “مكلنبورغ-فوربومرن”، منذ يناير 2023 في تعزيز وحدة أسطول حلف شمال الأطلسي (ناتو) في شمال المحيط الأطلسي وكذلك في بحر الشمال وبحر البلطيق، وأعلن متحدث باسم البحرية الألمانية أن السفينة البحرية غادرت القاعدة البحرية في فيلهلمسهافن في 4 يناير 2023 وعلى متنها طاقم يضم نحو 210 شخص للمشاركة في هذه المهمة، كذلك قامت وزارة الدفاع الألمانية بتوسيع وجود القوات المسلحة الألمانية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ كجزء من نهج شامل يشمل جميع الخدمات الثلاث، من 2021 إلى 2022، نشرت البحرية الألمانية الفرقاطة FGS بايرن (F217) لتوسيع معرفتها بمنطقة المحيطين الهندي والهادئ ووضع الأساس لعمليات النشر المستقبلية.
ستنشر البحرية الألمانية فرقاطة وسفينة دعم قتالية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ خلال عام 2024، حسبما أعلن نائب قائد البحرية الألمانية يان كريستيان كاك في المؤتمر الدولي للأمن البحري (IMSC) 2023وقال كاك: “إننا نتطلع إلى عمليات وتدريبات مشتركة مع شركائنا في المنطقة”، وستشمل مهمة فرقة العمل المكونة من سفينتين عمليات حرية الملاحة مع القوات البحرية الشريكة في بحر الصين الجنوبي، في الوقت نفسه دعا كبار القادة البحريين في منطقة المحيطين الهندي والهادئ في 9 مايو 2023 إلى مزيد من التعاون بين القوات البحرية لتعويض مشكلة ندرة الموارد وتناقص الأساطيل بسبب قيود الميزانية والتكاليف، ولم يحدد كاك السفن الألمانية التي سيتم نشرها في 2024، وقال إنها ستكون واحدة من أحدث الفرقاطات الألمانية – واحدة من أربع فرقاطات من طراز بادن فورتمبيرغ يبلغ وزنها 7200 طن، ودخلت السفن الأربع الخدمة بين عامي 2019 و2022، والهدف العام هو أن تقدم ألمانيا مساهمة واضحة في النظام القائم على القواعد في المنطقة والمساهمة في حرية الملاحة، وستنضم المجموعة أيضًا إلى الحظر الذي تفرضه الأمم المتحدة على كوريا الشمالية من خلال عمليات المراقبة البحرية.
القوة البحرية الهولندية
تمتلك هولندا 4 غواصات هجومية تعمل بالديزل والكهرباء من طراز Walrus، يبلغ طول هذه السفن 67.7 مترًا وعرضها 8.4 مترًا، ويمكنها السفر بسرعة تصل إلى 20 عقدة عند غمرها بالمياه، ويمكن أن تظل مغمورة بالمياه لمدة 60 يومًا دون أن تظهر على السطح، وتتميز أنظمة أسلحتهم بأنها قادرة على إطلاق الطوربيدات، وقد قعت وزارة الدفاع الهولندية في مايو 2013 عقدًا مع شركة Imtech Marine Dutch لتجديد غواصاتها الأربع من طراز Walrus، وتمديد فترة خدمتها حتى 2025 وتحديث أنظمة السونار والملاحة والاتصالات الخاصة بها، وأعلنت كل من هولندا وبلجيكا في 4 مايو 2023 عن خطط للاستحواذ على فرقاطتين ASW) (ASWF ، لكل دولة بتكلفة تقديرية مشتركة تقارب 4 مليارات يورو، ستحل في كلا البلدين محل فرقاطات الفئة M بالسفن الجديدة المصنعة من قبل Damen، ومن المتوقع أن تدخل أولى هذه السفن الخدمة مع البحرية الملكية الهولندية في 2029، ومن المتوقع أن يتم تسليم أول سفينة بلجيكية في 2030، وخصصت وزارة الدفاع الهولندية ميزانية إجمالية قدرها 1.9 مليار يورو للاستحواذ حتى 2031 ، لكنها زادت التمويل بمقدار 251 مليون يورو في 2023 ، مقارنة بالمستوى المحدد في 2022 ، بسبب ارتفاع تكاليف الأنظمة الفرعية والذخيرة الإضافية والتصميم الإضافي كانت المتطلبات تهدف إلى جعل الفرقاطة “أكثر هدوءًا ومقاومة للصدمات”.التعاون الأمني مابين بلجيكا وهولندا والشرق الأوسط لمكافحة الإرهاب
القوة البحرية البلجيكية
تم طرح أول سفينة من أصل 12 سفينة للتدابير المضادة للألغام من برنامج (RMCM) البلجيكي الهولندي في 29 مارس 2023، المخصصة للبحرية البلجيكية، إلى ذلك قالت وزيرة الدفاع البلجيكية لوديفين ديدوندير في 28 يونيو 2022 إنه مع زيادة قدرها 527 مليون يورو بين عامي 2023 و2030، ستكون البحرية البلجيكية قادرة على “استكمال وتعزيز قدرات فرقاطاتها وسفن التدابير المضادة للألغام، فضلاً عن تعزيز معدات الحماية الخاصة بها في منطقتنا الساحلية وموانئنا “، سيتم تسليم الفرقاطتين المضادتين للغواصات (ASWF) اللتين تم طلبهما في 2018 مقابل مليار يورو فقط بحلول عام 2030، وحتى ذلك الحين، تخطط وزارة الدفاع البلجيكية لترقية فرقاطتين من طراز Karel Doorman)) الموجودتين في الخدمة من خلال دمج الوحدات التي ستسمح مروحية بحرية NH90)) للقيام بمهام الحرب المضادة للغواصات (ASW) اعتبارًا من 2025.
وتصل الميزانية المخططة لذلك إلى حوالي 15 مليون يورو، ويعد محور خطة STAR، في المجال البحري، هو القدرة على الدفاع الصاروخي الباليستي (BMD) التي ستضيفها وزارة الدفاع البلجيكية إلى (ASWF) بين عامي 2029 و2031 مقابل حوالي 136 مليون يورو، وقد تم تأكيد دمج هذه القدرة الجديدة في نظام الدفاع الجوي والصاروخي المتكامل التابع لحلف الناتو من خلال دراسات الجدوى الأولى، كما سيتم تنفيذ (NH90 NFH) في المستقبل حصريًا لدعم القدرة البحرية (MAR)، بهدف تطوير قدرة الحرب المضادة للغواصات ولضمان دور البحث والإنقاذ في البر والبحر، كما سيتم الحصول على أسطول مكون من 4 طائرات هليكوبتر جديدة للبحث والإنقاذ على المدى القصير جدًا، وتسمح هذه المروحيات الجديدة بالتدريب الرئيسي على دور MAR))، بحيث يمكن استخدام إمكانات NFH)) حصريًا للقدرة البحرية، وتحديدًا على متن فرقاطات ASWF)).
تقييم وقراءة مستقبلية
تبدو البحرية الألمانية في حاجة إلى تطوير أنظمة استشعار غير مأهولة خاصة تستهدف جمع البيانات بشكل مستمر، كما سيتوجب عليها تنمية علاقات تعاونية تهدف إلى تبادل المعلومات مع الوكالات داخل وخارج الجيش الألماني ، والسلطات المدنية، والمؤسسات المدنية، والصناعة البحرية، وفي إطار ذلك تحتاج البحرية إلى أفراد مدربين، وشبكة لتبادل البيانات، وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لتقييم البيانات.
من الممكن أن تساعد خطة أسطول البحرية الألمانية في تحويل قدراتها وتمكينها من الاضطلاع بدور قيادي في منطقة البلطيق فيما يتعلق بحرب قاع البحر، ومع ذلك، فإن تحقيق هذه الطموحات سيكون التحدي في السنوات المقبلة.
تسعى البحرية الألمانية إلى إعادة التوازن نحو المهام الأكثر تطلبًا مثل السيطرة البحرية، وتأمين خطوط الاتصال، والدفاع الإقليمي، حيث تعيد برلين التركيز على الدفاع عن الوطن والدفاع الجماعي لحلف شمال الأطلسي.
تعمل كل من هولندا وبلجيكا على تعزيز ترسانتها البحرية بالاعتماد على أحدث النظم والتقنيات لتوسيع الاعتماد عليها بتنفيذ مهام تأمينية أكثر أهمية خلال الفترة المقبلة، وقد أقرت ميزانيات مناسبة لذلك، ويجب أن تبدأ بالتوازي مع إعادة تأهيل الأسطول البحري على برامج تدريبة واسعة للعناصر البشرية لتحقيق استفادة قصوى من هذه الأنظمة.
أدركت أوروبا ربما خطأ إهمال القوات البحرية لصالح القوات العسكرية الجوية أو البرية مع تزايد الضغوط والتهديدات الأمنية بالتزامن مع الحرب الروسية الأوكرانية لذلك أعادت غالبية دول أوروبا مراجعة قدراتها العسكرية البحرية وعملت بشكل سريع على تعزيزها ودعمها وتوسيع انتشارها بما يتناسب مع التحديات الراهنة.
رابط مختصر.. https://www.europarabct.com/?p=92796
*حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الارهاب والاستخبارات
هوامش:
German Navy objectices for 2035 and beyond
German Navy Announces New Pacific Deployments
The STAR Plan: New Capabilities In Sight For The Belgian Navy
Naval Group launches the first mine countermeasure vessel of the Belgian-Dutch rMCM programme and lays the keel for the third one
The German Navy’s long-distance vision gains clarity
