الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

أمن دولي ـ انعكاسات الحروب والنزاعات الدولية على حرية الملاحة في مضيق هرمز

مضيق هرمز
أكتوبر 25, 2023

بون ـ المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات ECCI ـ وحدة الدراسات (3)

أمن دولي ـ  انعكاسات الحروب والنزاعات الدولية على حرية الملاحة في مضيق هرمز

يعد مضيق هرمز من الممرات المائية المهمة والاستراتيجية، فلا يوجد مكان في العالم أكثر أهمية لإمدادات النفط العالمية من المضيق، لا سيما بعد حرب أوكرانيا. شهد مضيق “هرمز” حالياً وخلال السنوات الماضية، العديد من التوترات بين إيران والدول الغربية ودول الخليج، وتعرضت العديد من السفن وناقلات النفط لهجمات وعمليات احتجاز، وغالباً ما تهدد إيران بإغلاق المضيق كورقة ضغط سياسية، لإن إغلاق المضيق يكون بمثابة تهديد كبير للاقتصاد، والأمن الدولي والإقليمي.

مضيق هرمز وأهميته

يقع مضيق “هرمز” في جنوب الخليج العربي، ويفصله عن مياه خليج عمان وبحر العرب. يحده من الشمال إيران ومن الجنوب سلطنة عمان. يحمل المضيق اسم جزيرة “هرمز” التي تقع في مدخله، كما يوجد أيضاً في مدخل المضيق عدة جزر متنازع عليها إقليمياً. يبلغ عرض المضيق (50) كيلومتراً، وعمق المياه فيه (60) متراً، وعرض ممري الدخول والخروج فيه (10.5) كيلومتر.

يمر حوالي (40%) من الانتاج العالمي من النفط عبر مضيق “هرمز”، ويستوعب من (20 إلى 30) ناقلة نفط يومياً، ويعتبر في نظر القانون الدولي جزءاً من أعالي البحار، ولكل السفن الحق والحرية في المرور فيه ما دام لا يضر بسلامة الدول الساحلية أو يمس نظامها أو أمنها. تصف إدارة معلومات الطاقة الأميركية مضيق “هرمز” بأنه “أهم ممر عبور للنفط” في العالم، وأن المضيق لن يفقد أهميته، وأن امتلاك إيران لمنفذ بديل لتصدير البترول جعلها أكثر جرأة في بحر العرب. أمن دولي ـ أهمية الخليج العربي خلال الحروب والتوترات الإقليمية والدولية

تصاعد التوتر في مضيق “هرمز” دولياً

أجرت طهران مناورات بحرية وجوية وبرية مشتركة في الخليج في 30 ديسمبر 2022، بالقرب من مضيق “هرمز” الاستراتيجي. شمل التدريب عمليات جمع المعلومات، وكذلك عمليات الاستطلاع، كذلك أجرت تجارب على طائرات مسيرة هجومية جديدة في المنطقة الساحلية.

أكدت الولايات المتحدة الأمريكية في الثالث من أغسطس 2023 أن وزارة الدفاع الأمريكية تدرس نشر جنود على متن السفن التجارية المبحرة عبر مضيق “هرمز”، وهو ما سيكون عملاً غير مسبوق، بهدف منع الاحتجاز والهجوم على السفن، كما يعمل الأسطول الخامس على تعزيز التعاون الأمني البحري الدولي بين هيئة الأمن البحري الدولي والتوعية البحرية الأوروبية في مضيق “هرمز”.

حذر الاتحاد الأوروبي من احتمال هجوم على السفن التجارية في مضيق “هرمز” في 12 أغسطس 2023. وجّهت اتهامات لطهران بتنفيذ موجة هجمات استهدفت السفن منذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران، خاصةً مع فرض عقوبات عليها. تلك الهجمات عادت إلى الواجهة في أبريل 2023 عندما احتجزت إيران سفينة تحمل النفط لشركة “Chevron Corp”، ومن ثم احتجزت ناقلة ” Niovi” في مايو 2023.  هل تسعى امريكا للسيطرة على مسالك الملاحة البحرية  الإستراتيجية.

توتر إقليمي في مضيق هرمز

تشكّل جزر “طنب الكبرى وطنب الصغرى، وأبو موسى” نقطة توتر بين طهران وأبوظبي، جددت دولة الإمارات العربية المتحدة مطالبها لإيران إلى إنهاء أزمة الجزر الإماراتية الثلاث، كما شكّلت قضية الجزر ملفا بالغ الحساسية بالنسبة الى طهران، أكدت وزارة الخارجية الإيرانية، في 11 أكتوبر 2023، أن الجزر الثلاث “أبوموسى، وطنب الكبرى وطنب الصغرى” هي جزء لا يتجزأ وأبدي من الأراضي الإيرانية”، رافضة أي مزاعم بشأنها بشكل قاطع. وذلك رداً على البيان الختامي للاجتماع المشترك بين وزراء الخارجية الـ (27) للاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي بأن الجزر الثلاث جزء لا يتجزأ من دولة الإمارات العربية المتحدة.

تنامي القلق من توسيع نفوذ الصين في مضيق هرمز

تصاعدت التحذيرات في الرابع من فبراير 2023 من أن الشركات الصينية تعزز وجودها بالقرب من مضيق “هرمز” في الشرق الأوسط، ما قد يزيد من مخاطر حدوث صراع مع الولايات المتحدة في أحد أكثر ممرات نقل النفط ازدحاماً في العالم. استثمرت بكين مليارات الدولارات في خطوط أنابيب النفط، ومحطات التخزين على طول الخليج العربي، ما أثار مخاوف لدى مسؤولي الأمن القومي الأميركي الذين يخشون أن يمنح ذلك، بكين تأثيراً خطيراً في نقطة الالتقاء الرئيسية لشحنات البترول.

تملك الصين مصالح كبرى في مضيق “هرمز”، فهي تعدّ من أكبر مستوردي النفط. فنحو (25%) من النفط الذي يتم تصديره يومياً عبر المضيق، يذهب إلى الصين؛ مما يجعله منطقة جغرافية مهمة للغاية بالنسبة إليها. من هنا، يمكن فهم أبعاد برنامج التعاون الإيراني – الصيني الذي وقع في مارس من العام 2021، والذي هو عبارة عن اتفاق تعاون تجاري واستراتيجي لمدة (25) عاماً بين البلدين، والذي لا توجد الكثير من التفاصيل حوله سوى، أن الصين تستثمر الصين (400) مليار دولار في الاقتصاد الإيراني خلال الفترة الزمنية للاتفاق، مقابل أن تمدها إيران بإمدادات ثابتة وبأسعار منخفضة للغاية من النفط. أمن دولي – قوة بحرية أمريكية في البحر الأحمر والخليج، المهام والأهداف

تقارب خليجي إيراني

يذكر أن الولايات المتحدة كانت لها السبق لتشجيع المملكة العربية السعودية، و إيران في عام 2021 على بدء محادثات لإنهاء القضايا الشائكة بينهما، وفي محاولة للحد من التوترات بينهما، وكذلك لدفع مفاوضات إعادة إحياء الاتفاق النووي بين إيران والقوى الدولية. رعت الصين مفاوضات بين السعودية وإيران، في وقت كانت فيه علاقة بكين مع مجموعة من الحكومات الغربية متوترة إلى حد كبير بسبب ملفات مثل التجسس، وتايوان، والتقارب مع روسيا، حيث ترى الصين أن التقارب ضمن طموحات توسيع النفوذ العالمية. أثبتت الصين نفسها كقوة وسيطة رئيسية في الشرق الأوسط ، كما أن من مصلحة طهران إخراج الأمريكيين من المنطقة أو على الأقل تقليص نفوذهم .

تقارب خليجي إسرائيلي

تشير التقديرات في التاسع من أغسطس 2023 أنه من غير المرجح أن تتسرع دول الخليج العربي، لا سيما المملكة العربية السعودية، في عقد صفقة مع الحكومة الإسرائيلية وإقامة علاقات كاملة مع إسرائيل، وذلك على غرار ما فعلت بعض دول الخليج في عام 2020، وأفادت التقارير أن من أهم شروط التفاوض والتقارب السعودي الإسرائيلي :

  • إعداد منصة جديدة للصواريخ الباليستية، وشراء رؤوس نووية، إضافة لليورانيوم الذي تود السعودية تخصيبه في المملكة.
  • تخفيض السعودية علاقاتها مع الصين، وخاصة منع إنشاء قواعد عسكرية صينية على الأراضي السعودية.
  • تنازلات إسرائيلية للفلسطينيين، وتعزيز مبدأ حل الدولتين، وإنشاء دولة فلسطينية مستقلة.

الاتفاق النووي وغلق مضيق هرمز”

أكد “أنتوني بلينكن” وزير الخارجية الأميركية، إن “إيران تبدو إما غير راغبة أو غير قادرة على القيام بما هو ضروري للتوصل إلى اتفاق”، وأن طهران “تواصل محاولة إدخال قضايا خارجة عن الاتفاق في المفاوضات تجعل الاتفاق أقل احتمالا. لكن من المؤكد أن ما رأيناه مؤخرا هو خطوة إلى الوراء بعيدا عن احتمال وجود أي نوع من الاتفاق على المدى القريب” في 20 سبتمبر 2022. يبنما أكدت إيران في 20 سبتمبر 2023 إن على الولايات المتحدة أن تثبت “حسن نواياها وعزمها” على إحياء الاتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني المبرم في 2015.

أبقت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي في 17 أكتوبر 2023 إجراءاتها التقييدية على إيران بموجب نظام عقوبات منع الانتشار النووي. اتخذ المجلس الأوروبي خطوات قانونية للإبقاء على العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة في بادئ الأمر على أفراد، وكيانات ضالعة في أنشطة نووية، أو صواريخ باليستية، أو مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني.

يمكن في حين فشل الاتفاق النووي من الناحية النظرية أن تحاول إيران غلق مضيق “هرمز” من خلال نشر سفنها الحربية أو زراعة ألغام، والذي من شأنه أن يؤدي إلى فقد إمكانية الوصول إلى الأسواق بطريقة شبه كلية. ومن المرجح أن يؤدي إلى انخفاض إمدادات شحنات النفط المصدرة بنحو (30%)، فيما ستنخفض إمدادات النفط الإجمالية بنحو (20%). ومن المتوقع أن يحول مسار بعض شحنات النفط ونقلها عبر خطوط أنابيب تمت توسعتها على خلفية المخاوف من وقوع صراع بين الغرب وإيران، لكن قدرات الأنابيب الاستيعابية تبقى محدودة، وهي أكثر تكلفة، ما يساهم في ارتفاع أن أسعار النفط .

يوضح “إيلان بيرمان” المحلل السياسي الأميركي، أن “توقيت الرسائل الإيرانية التي تشبه بالون الاختبار تأتي في وقت تتدهور فيه العلاقات مع الغرب بسبب انهيار المحادثات النووية، ناهيك عن تشدد المواقف الأوروبية بسبب دور طهران في حرب أوكرانيا”. ويبين أن النظام الإيراني “يتجه نحو مواقف أكثر صدامية مع الغرب، ولذلك يحاول إثبات أنه قوة لا يستهان بها من الناحية الاستراتيجية”.

تقييم وقراءة مستقبلية

– يعد مضيق “هرمز” من الممرات المائية المهمة والإستراتيجية بالعالم لتجارة النفط، و أيضاً بالنسبة لمصدري النفط الرئيسيين في منطقة الخليج، حيث أن (20%) من الإمدادات العالمية ستتعطل إذا تعطل مرور سفن النفط والطاقة عبر مضيق هرمز.

– شهد مضيق “هرمز” توتراً كبيراً بين إيران والدول الغربية ودول الخليج، فضلاً عن تعرض بعض من السفن التجارية وناقلات النفط لهجمات وعمليات احتجاز على وقع التصعيد بين طهران، وواشنطن.

– تشعر دول الخليج العربي بأهمية الممر المائي لتوصيل نفطها إلى الأسواق وتشعر بالقلق بشأن نوايا إيران في المنطقة على نطاق أوسع، وتعتبر إيران مضيق “هرمز” ورقة ضغط سياسية كلما توترت العلاقة بين الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية ولاحت نذر المواجهة بينهما، تعلن إيران وأنها قادرة على إغلاق المضيق متى شاءت.

– تنظرالولايات المتحدة الأمريكية إلى فكرة إنشاء القواعد الصينية على طول مضيق “هرمز” على أنها تهديد غير مقبول للأمن القومي لواشنطن. ترى الدول الأوروبية أن تركيز الصين على مضيق “هرمز” قد يفتح الطريق لبسط وجود الصين في الخليج، وأن يمنح الصين معلومات استخباراتية حول الوقود أو تحركات السفن.

– يمثل عدم غلق مضيق “هرمز” بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية، أولوية، وذلك لضمان عدم ارتفاع أسعار الطاقة العالمية، خاصة وأن حرب أوكرانيا أصبحت تضغط على اسواق الطاقة إقليميا ودوليا.

– من المستبعد مع تعثر الجهود الدبلوماسية لإحياء الاتفاق النووي أن تعتمد الولايات المتحدة على القوة العسكرية لإقناع طهران بالتراجع. حيث أن التدخل عسكرياً قد يعطل بعض شحنات النفط بين إيران والدول الغربية، وهو مصدر آخر محتمل لتصعيد التوترات.

– بات متوقعاً في ظل تصعيد الصراع الفلسطينى الإسرائيلي، أن لا تتسرع دول الخليج في عقد صفقات مع الحكومة الإسرائيلية، أو لإقامة علاقات كاملة مع تل أبيب.

رابط مختصر ..  https://www.europarabct.com/?p=91655

*حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الارهاب والاستخبارات

الهوامش

A New Order in the Middle East?
https://tinyurl.com/4ne4tek5

China’s Mideast buildup stirs security worries for U.S.
https://tinyurl.com/d3r78dxx

وول ستريت جورنال: مسؤولون أمريكيون وسعوديون توصلوا إلى خطوط عريضة بخصوص التطبيع مع إسرائيل
https://tinyurl.com/2s3fxzvk

9 معلومات مهمة عن مضيق هرمز الذي يمر عبره ثلث امدادات النفط في العالم
https://tinyurl.com/m5ju8fm7

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...