الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

أمن دولي ـ مخاطر تهديد حرية الملاحة في الخليج العربي خلال الحروب والنزاعات

أمن دولي
أكتوبر 23, 2023

بون ـ المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات ECCI ـ وحدة الدراسات  (2)

أحتل الخليج العربي مركز الصدارة لبؤر الصراعات في الشرق الأوسط، وحالة عدم الاستقرار في الخليج العربي نتج عنها كثيراً تهديداً لقطع إمدادات الطاقة وتعطيل حركة الملاحة البحرية التجارية إقليمياً ودولياً، ولمواجهة هذه التهديدات، أجمعت الدول الغربية لاسيما الدول الأوروبية على أن الأمن البحري في الخليج يمثل مصلحة استراتيجية لأوروبا والعالم. شهدت مياه الخليج سلسلة توترات كان آخرها احتجاز الحرس الثوري الإيراني في الثالث من مايو 2023 ناقلة نفط ترفع علم بنما في مضيق “هرمز” الاستراتيجي. ومع كل نزاع دولي أو حرب، تتجه الأنظار نحو الملاحة البحرية في الخليج العربي والبحر الأحمر والممرات البحرية الأخرى منها باب المندب.

الخليج العربي وأهميته

يمتد الخليج العربي من شط العرب شمالا، حتي خليج عمان جنوباً بطول (965) كيلومتر، وتبلغ مساحته ما يزيد عن (200) ألف كم مربع، فيما يتراوح عرضه بين (370) كم في بعض المواضع إلى (55) كم عند مضيق هرمز. يقع على الخليج العربي ثماني دول وهم سلطنة عمان، دولة الإمارات العربية المتحدة، المملكة العربية السعودية، والكويت، والعراق، وقطر، وإيران، ومملكة البحرين، ويتصل مباشرة ببحر العرب الذي يتصل بالمحيط الهندي.

تكتسب منطقة الخليج العربي أهميتها من كونها مصدراً للطاقة، وتملك أكبر مخزون من احتياطي للنفط والغاز، ما يجعل مستقبل إمدادات الطاقة مرهون بضمان أمنها واستقرارها وذات أهيمة جيوسياسية للكثير من القوى الكبرى، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية، وهذا ما يفسر على الأرجح ارتباطها بالحروب والتقلبات السياسية.

توتر في الخليج العربي بسبب حقول الطاقة

يعد لـ”حقل الدرة أهمية” استراتيجية كبيرة، ليس على المستوى الاقتصادي بحسب، بل كذلك على المستوى السياسي. يقدر احتياطي الغاز القابل للاستخراج من هذا الحقل بنحو (200) مليار متر مكعب. تصاعد التوتر في الخليج العربي في 6 يوليو 2023 بعدما هددت طهران بمواصلة عمليات التنقيب عن الغاز في “حقل الدرة”، وتجددت التوترات بين الكويت وإيران بشأن أحقية التنقيب فيه ما لم يتم ترسيم الحدود البحرية في المنطقة التي يقع فيها. السعودية على خط النزاع المتعلق بتقاسم حقل الدرة للغاز، وأكدت أنها والكويت فقط تملكان حق استغلال الثروات الطبيعية في “حقل الدرة”.   القوة البحرية المحتملة، لمواجهة القرصنة الإيرانية في مياه الخليج ؟

الملف النووي وتوتر في الخليج العربي

تصاعد التوتر في 21 يونيو 2022 بين إيران من جهة والولايات المتحدة وإسرائيل من جهة أخرى، على خلفية قرار غربي يدين طهران في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وكذلك لاستهداف إيران لسفينتين عسكريتين أميركيتين في مياه الخليج. حيث اقتربت ثلاثة زوارق إيرانية من السفنتين بصورة مباشرة، ما أدى إلى إصدار إشارة تحذير للزوراق الإيرانية.

قادت الولايات المتحدة تحالفاً عسكرياً تتمثل مهمته  حماية الملاحة في منطقة الخليج من اعتداءات تعرّضت لها سفن، واتُّهمت إيران بالوقوف خلفها. بعضوية ست دول إلى جانب الولايات المتحدة، هي السعودية والإمارات والبحرين وبريطانيا وأستراليا وألبانيا. يضم التحالف الآن تسع دول بعد انضمام ليتوانيا ورومانيا. رفض الأوروبيون بشكل خاص الانضمام للتحالف أملا في الحفاظ على الاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني الذي انسحب منه الرئيس الأميركي “دونالد ترامب” العام 2018.

يمثل أي اتفاق نووي بين إيران والدول الكبرى نقطة تحوّل في العلاقات بين طهران وجيرانها، خصوصا في منطقة الخليج العربي، الذين سيتأثرون سلبا أو إيجابا بوضعية طهران في ظل رفع العقوبات وتدفق مئات مليارات الدولارات من عوائد النفط، ومن المرجح أن تكون هناك فرصا تجارية واقتصادية واعدة بين عدة دول خليجية وإيران. . هل تسعى امريكا للسيطرة على مسالك الملاحة البحرية  الإستراتيجية.

تهديدات لحرية الملاحة في الخليج العربي

تبادلت طهران وواشنطن الاتهامات على خلفية سلسلة حوادث في مياه الخليج العربي، بما في ذلك هجمات على سفن وإسقاط طائرة مسيّرة ومصادرة ناقلات نفط. شهدت مياه الخليج سلسلة توترات كان آخرها احتجاز الحرس الثوري الإيراني في الثالث من مايو 2023 ناقلة نفط ترفع علم بنما في مضيق “هرمز” الاستراتيجي.

تعزز الولايات المتحدة الأمربكية وجودها العسكري في مياه الخليج في مواجهة تهديدات إيران المتزايدة للسفن وناقلات النفط، وعبر مؤخرا (3000) آلاف جندي أميركي مياه البحر الأحمر باتجاه القواعد الأميركية في الخليج، في وقت حذّرت القوات الدولية المشتركة التي تقودها الولايات المتحدة، السفن التجارية والناقلات من الاقتراب من المياه الإيرانية. أعلنت الولايات المتحدة في 12 مايو 2023 إرسال تعزيزات عسكرية إلى الخليج في ظل “تهديدات” إيرانية متزايدة لسفن في مياه المنطقة الغنية بالنفط. يأتي ذلك في أعقاب احتجاز طهران ناقلتي نفط في مياه الخليج، إحداهما كانت متجهة إلى الولايات المتحدة.

أفاد “دانيال بنعيم” نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون شبه الجزيرة العربية في مقابلة “بأن الولايات المتحدة الأمريكية عززت من تواجدها عسكرياً في منطقة الخليج العربي بشكل مؤقت، مؤكداً أن بلاده لا تسعى للتصعيد أو الصراع في المنطقة، ولكن “من أجل حماية حرية الملاحة أمام تهديدات إيران” في 21 سبتمبر 2023.

أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية، في 15 مايو 2023 رفضها الاتهامات الأمريكية المكررة ضد إيران حول أمن الملاحة في مياه الخليج العربي. تقول الخارجية الإيرانية، إن هذه “الاتهامات مرفوضة تماماً ولا أساس لها”، مضيفة أن “إيران، البلد الأكثر تأثيرا في توفير أمن الخليج والمياه الإقليمية والدولية وتعمل باستمرار على ضمان المرور الأمن للسفن عبر هذا المضيق”.

تداعيات تهديد الملاحة في مياه الخليج العربي

يضم الخليج العربي على اثنتين من أهم الممرات البحرية في العالم وهما مضيق هرمز، الذي يمر من خلاله ما يقرب من سدس إنتاج النفط العالمي وثلث الغاز الطبيعي المسال في العالم سنوياً، بالإضافة إلى مضيق باب المندب، الذي يمر عبره ما يقرب من (17) ألف سفينة تجارية سنوياً في 29 سبتمبر 2022.

يقول المحلل السياسي الأميركي “بيرمان” في 15 ديسبمر2022 بشأن تهديد الملاحة في الخليج العربي وغلق مضيق هرمز بأن أي “إغلاق للمضيق سيعد أمراً خطيراً جداً، وله تداعيات كبيرة على أسواق النفط العالمية، وسيدفع بزيادة أسعار النفط في الوقت الذي تشعر فيه أوروبا وإفريقيا ودول الشرق الأوسط بالقلق من ارتفاع تكاليف الطاقة مع قدوم فصل الشتاء”. وتابع أن هذه المعادلة “تفهمها إيران جيداً، وترى أنها تمنحها نفوذاً كبيراً على الغرب، وهو ما يجعل الطاقة قضية سياسية هامة للولايات المتحدة”. أمن دولي – قوة بحرية أمريكية في البحر الأحمر والخليج، المهام والأهداف

التقارب الخليجي مع إسرائيل وإيران

ترغب إيران والسعودية في إعادة ترتيب علاقتهما، ويتوقع أن يكون للتقارب بين الدولتين آثار إقليمية ودولية هائلة. إذ لسنوات، واجهت إيران والسعودية بعضهما البعض على جبهات متعددة، وإن كان ذلك في الغالب بشكل غير مباشر. ووفقاً للاتفاقية الجديدة، سيعيد الجانبان فتح السفارات، وتدعو الاتفاقية إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية بين إيران، ودول مجلس التعاون الخليجي، وبدء مناقشات حول بناء إطار أمني إقليمي جديد.

يقول “ماركوس شنايدر” رئيس المشروع الإقليمي للسلام والأمن في الشرق الأوسط التابع لمؤسسة “فريدريش إيبرت” المقربة من الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني، إن الاتفاقية هي بالتأكيد نجاح للدبلوماسية الإيرانية. ويضيف “شنايدر” في 14 مارس 2023 “بالنسبة للنظام الإيراني، هذه خطوة للخروج من العزلة الدولية في وقت تتدهور فيه العلاقات مع الغرب من سيئ إلى أسوأ”.

تسعى بعض دول الخليج لإحداث تقارب مع إسرائيل، وذلك للحصول على تنازلات من واشنطن بما في ذلك ضمانات أمنية ودعم لبرنامج نووي مدني لبعض الدول والحصول على أسلحة، وكخطوة إيجابية لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وحل الدولتين.

تقييم وقراءة مستقبلية

– يكتسب الخليج العربي أهميته من أنه من المناطق التي تمتلك أكبر مخزون احتياطي للنفط والغاز، يمر من خلاله معظم إنتاج النفط العالمي وممر للتجارة العالمية.

– لا يزال الاستقرار الأمني في منطقة الخليج العربي يلقي بظلاله على الاهتمام وعلى الأمن العالمي، نظراً لأن الاستقرار الأمني الإقليمي والدولي مرهون باستقرار الأمن في الخليج العربي.

– ضغطت دول الخليج العربي على واشنطن لاتخاذ خطوات أكثر قوة لردع طهران، بعد تهديد الملاحة في مياه الخليج العربي، تهديد إمدادات الطاقة خلال العام 2023، حيث تشير التقديرات تعرض (15) سفينة تجارية للعديد من الدول خلال الأعوام الـ15 الماضية.

– يعكس انسحاب بعض دول الخليج من التحالف الأمريكي في مياه الخليج حجم الخلاف مع واشنطن، وأنها أخفقت في فعل ما يكفي لردع الهجمات، وهذا مايفسر تعزيز يعض دول الخليج روابطها مع الصين وإيران.

– تنظر إيران  إلى التعاون الأمني بين القوي الدولية والإقليمية ودول الخليج العربي على أنه مصدر تهديد، ما قد يشجع طهران على تكثيف برنامجها النووي وتصعيد الهجمات في مياه الخليج العربي.

– من المرجح أن يكون هناك اتفاق دبلوماسي بين الولايات المتحدة وإيران، وقد يكون كبديل أكثر فاعلية في ضمان الاستقرار الأمني دولياً وإقليمياً، ولإحياء الملف النووي الإيراني.

– بات متوقعاً بعد تنامي النفوذ الصيني والروسي في منطقة الخليج العربي، وأن تراجع الولايات المتحدة الأمريكية استراتيجيتها في منطقة الخليج العربي، وذلك لإعادة الثقة والتعاون إلى مساره الصحيح.

رابط مختصر .. https://www.europarabct.com/?p=91633

*حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الارهاب والاستخبارات

الهوامش

U.S., Iranian military vessels have near miss in Persian Gulf
https://tinyurl.com/4uprev5f

A New Order in the Middle East?
https://tinyurl.com/4ne4tek5

US sending F-16 fighter jets to protect ships from Iranian seizures in Gulf region
https://tinyurl.com/3pxamzdp

تهديدات إيرانية جديدة.. تصدير أزمة الاحتجاجات عبر مضيق هرمز
https://tinyurl.com/mk259dz9

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...