الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

أمن دولي – أهمية التعاون ما بين الناتو والاتحاد الأوروبي

الاتحاد الأوروبي والناتو
فبراير 21, 2023

المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات

بون ـ  رشا عمار باحثة في التطرف والإرهاب

أمن دولي – أهمية التعاون ما بين الناتو والاتحاد الأوروبي

أعلن رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، ورئيس المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، والأمين العام لمنظمة حلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، في 10 يناير 2023، اتفاقاً لتدعيم التعاون المشترك بين الاتحاد الأوروبي، وحلف شمال الأطلسي في المجالات الأمنية والعسكرية، بهدف تعزيز آليات مواجهة التحديات المشتركة والمتصاعدة، في ضوء ما تفرضه الأزمة الأوكرانية من تداعيات على القارة الأوروبية،

ويهدف هذا الإعلان، دفع الشراكة بين الناتو والاتحاد الأوروبي إلى الأمام من خلال التشاور والتعاون الوثيقين مع جميع حلفاء الناتو والدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، بروح الانفتاح الكامل المتبادل والامتثال لاستقلالية صنع القرار للمنظمات المعنية ودون تحيز، للطابع المحدد لسياسة الأمن والدفاع لأي من الأعضاء.

والهدف من الشراكة الاستراتيجية المأمولة والأوثق بين الناتو والاتحاد الأوروبي هو اتخاذ إجراءات أكثر تنسيقاً ضد التهديدات الأمنية المشتركة. ويريد كلا الجانبين أن يرتقي بالشراكة “إلى مستوى أعلى”.

دوافع وتحديات مشتركة بين الناتو والإتحاد الأوروبي

الاتفاق جاء مدفوعاً بالعديد من الأسباب والاعتبارات، التي تمثل في مجملها بواعث قلق لدى دول الاتحاد الأوروبي حول الأمن والاستقرار، وأيضاً بناء شراكة جادة لتوفير مصادر الطاقة، ومعالجة الأزمة الاقتصادية.

يواجه الاتحاد الأوروبي اليوم أخطر تهديد للأمن الأوروبي الأطلسي منذ عقود، وبدورها  تمثل الأزمة الأوكرانية انتهاكاً وتجاوزاً واضحاً لقيم القانون الدولي ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، وكذلك الأمن والاستقرار في أوروبا والعالم، كما أدت الأزمة الاوكرانية إلى تفاقم أزمة الغذاء والطاقة التي أثرت على مليارات الأشخاص حول العالم.

يرى الاتحاد الأوروبي أن روسيا تتحدى مبادئ وقيم الديمقراطية باستخدام وسائل متعددة سياسية واقتصادية وتكنولوجية وعسكرية. كذلك يرى الشركاء الأوروبيون أنهم يواجهون منافسة استراتيجية متزايدة حيث تطرح سياسات الصين وإصرارها المتزايد تحديات نحتاج إلى مواجهتها.

وتعتبر دول الاتحاد الأوروبي، استمرار الصراع والهشاشة وعدم الاستقرار في دول الجوار الأوروبي يمثل تقويضاً للأمن ويوفر أرضاً خصبة للمنافسين الاستراتيجيين، وكذلك الجماعات الإرهابية، لكسب النفوذ وزعزعة استقرار المجتمعات وتشكيل تهديد للأمن الأوروبي.

وفقاً للثوابت التي يعكسها المفهوم الاستراتيجي لحلف الناتو والبوصلة الاستراتيجية للاتحاد الأوروبي يفرض المنعطف الراهن، أكثر من أي وقت مضى أهمية الروابط عبر الأطلسي ، ويدعو إلى تعاون أوثق بين الاتحاد الأوروبي والناتو.

تقوم الشراكة الاستراتيجية بين الناتو والاتحاد الأوروبي على أساس القيم المشتركة، وتصميم كلا الطرفين على مواجهة التحديات المشتركة والالتزام القاطع بتعزيز وحماية السلام والحرية والازدهار في المنطقة الأوروبية الأطلسية، بحسب البيانات المنشورة على الموقع الرسمي لحلف شمال الأطلسي (الناتو). أمن دولي – المفهوم الاستراتيجي الجديد لحلف الناتو وتأثيره على الأمن الدولي (ملف)

كيفية تعزيز التعاون بين الإتحاد الأوروبي والناتو

كانت حرب أوكرانيا التي بدأت في فبراير 2022، بمثابة لحظة فاصلة بالنسبة للأمن الأوروبي، لكن العلاقات بين الناتو والاتحاد الأوروبي لا تزال مشوبة بالشكوك المتبادلة والتنافس المؤسسي والافتقار إلى التعاون الفعال، لذلك يجب على المنظمتين وضع خلافاتهما جانباً والعمل معاً.

وفقاً للتطورات الراهنة، سيكون التحدي الأمني ​​الأوروبي الرئيسي في السنوات المقبلة هو تعزيز الردع ضد روسيا مع الاحتفاظ بالقدرة على مواجهة التهديدات الأخرى، لذلك يبرز دور الناتو باعتباره المنظمة التي لا يمكن الاستغناء عنها من أجل تحقيق نتائج أفضل للجانب الأوروبي، لأنه لا يوجد بديل قابل للتطبيق لهيكل قيادته المتكامل.

وقد أعادت حرب أوكرانيا تنشيط مهمة الناتو الأساسية المتمثلة في الوقوف في وجه روسيا والدفاع عن أراضي أعضائها إذا فشل الردع، وبموجب خطط دفاعية جديدة، ستزيد قوة الرد السريع التابعة للناتو من (40.000) إلى (300.000) جندي، ومن المتوقع أن تصبح فنلندا والسويد عضوين قريباً.

تعتمد قوة الردع لحلف الناتو على القوات الأمريكية المتمركزة في أوروبا، والتي زادت بنحو (20000) منذ غزو روسيا لأوكرانيا، إلى أكثر من (100000) إضافة إلى الترسانة النووية الأمريكية، لكن لا يمكن للأوروبيين أن يتوقعوا استمرار الولايات المتحدة في تحمل الجزء الأكبر من دفاعهم إلى الأبد، كما أن التركيز الأمريكي المتزايد على آسيا يعني أن مساهمة الولايات المتحدة في الدفاع عن أوروبا من المرجح أن تتقلص بمرور الوقت. لذلك، ليس لدى الأوروبيين خيار سوى المساهمة بشكل أكبر في الدفاع عن أنفسهم. ومنذ اندلاع الصراع في أوكرانيا، أعلنت دول الاتحاد الأوروبي عن رصد (200) مليار يورو إضافية في الإنفاق العسكري، لكن العديد من البلدان قد تجد صعوبة سياسية في تنفيذ هذه الالتزامات نظراً للانكماش الاقتصادي وتنافس مطالب الميزانية.

يلعب الاتحاد الأوروبي في هذا الصدد دوراً رئيسياً في تعزيز الأمن الأوروبي بطريقة تكمل جهود الناتو، لكنه يحتاج إلى مساعدة الدول الأعضاء في إدارة العواقب الاقتصادية للحرب في أوكرانيا، وبالتالي المساعدة في الحفاظ على إجماع سياسي لفرض عقوبات على روسيا.

ويمكن أن يساعد الاتحاد الأوروبي أيضاً في إعداد الجيوش الأوروبية بشكل أفضل للصراع، ومن الممكن خطة إنشاء قوة رد سريع قوامها (5000)  فرد القوات المسلحة للدول الأعضاء إلى التعاون بشكل أوثق، مما يساهم في قدرتها الشاملة على ردع التهديدات.

وتجدر الإشارة إلى أن الاتحاد الأوروبي في وضع أفضل من الناتو لمواجهة التحديات الأمنية مثل المعلومات المضللة والتدخل في الانتخابات، لأنه من خلال الاتحاد تنظم الدول الأعضاء المنصات التكنولوجية التي تنتشر من خلالها المعلومات المضللة، لكن أكبر مساهمة محتملة للاتحاد الأوروبي في الأمن الأوروبي تكمن في قدرته على زيادة الإنفاق الدفاعي من قبل الدول الأعضاء. ملف أزمة أوكرانيا ـ كيف غيّرت أوكرانيا مفاهيم الأمن الدولي ؟ 

إعلان التعاون المشترك بين الإتحاد الأوروبي والناتو 2023

وقع الإتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي إعلاناً مشتركاً في بروكسل للتعاون في 10 يناير 2023، وأدانوا بأشد العبارات العدوان الروسي على أوكرانيا وكرروا دعمهم الثابت للبلاد. حدد الإعلان رؤية مشتركة لكيفية عمل الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي معًا ضد التهديدات الأمنية المشتركة.

التوقعات تشير إلى أن يوسع الاتحاد الأوروبي والناتو تعاونهما ويعمقانه في مجالات مثل: المنافسة الجيواستراتيجية المتزايدة، المرونة، وحماية البنية التحتية الحيوية، التقنيات الناشئة، والأثار الأمنية لتغير المناخ، والتلاعب بالمعلومات الأجنبية والتدخل نظراً لأن التهديدات والتحديات الأمنية التي تواجهها الدول الأوروبية.

وقد سبق هذا الاتفاق، الإعلان المشترك بين الاتحاد الأوروبي والناتو في 10 يوليو 2018 ، وقع الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي إعلاناً مشتركاً، وضع رؤية مشتركة لكيفية عمل الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي معاً ضد التهديدات الأمنية المشتركة.

تدابير مواجهة التهديدات المختلطة

وافق وزراء خارجية الناتو في ديسمبر 2016 ، على (42) إجراء لتعزيز كيفية عمل الناتو والاتحاد الأوروبي معاً، بما في ذلك: تدابير لتعزيز المرونة في مواجهة التهديدات المختلطة ، بدءاُ من حملات التضليل إلى الأزمات الحادة، والتعاون بين عملية حرس البحر التابعة لحلف الناتو وعملية “صوفيا في البحر الأبيض المتوسط التابعة لحلف الناتو، وتبادل المعلومات حول التهديدات السيبرانية، وأيضاً تبادل أفضل الممارسات في مجال الأمن السيبراني، بهدف ضمان تماسك وتكامل عمليات التخطيط الدفاعي لكل طرف، إضافة إلى تنسيق جهود لدعم القدرات المحلية للدول الشريكة في قطاعي الأمن والدفاع.

نما التعاون بين الناتو والاتحاد الأوروبي على أساس المصالح والتحديات المشتركة، ليصبح شراكة قوية ومفيدة للطرفين. بدأت هذه العلاقة في تسعينيات القرن الماضي، وتم إضفاء الطابع المؤسسي عليها بعد أكثر من عقد مع إعلان الناتو والاتحاد الأوروبي لعام 2002 حول سياسة الأمن والدفاع الأوروبية.

وقد وضع هذا المعلم البارز المبادئ السياسية المشتركة وأعاد التأكيد على وصول الاتحاد الأوروبي إلى قدرات التخطيط لحلف الناتو لعملياته العسكرية. ولا تزال المجموعة الوحيدة من القوات هي أحد العناصر الأساسية للتعاون بين الاتحاد الأوروبي والناتو حتى يومنا هذا. ما يعني يعني أن الأعضاء المشتركين يجب ألا يكون لديهم مجموعتين من متطلبات القدرة ، ولكن فقط مجموعة واحدة من القوات لكليهما لذلك، يجب ضمان الكفاءة وتجنب الازدواجية.

ولا شك أن الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي يتمتعان بعلاقة طويلة الأمد تقوم على القيم المشتركة والفهم المشترك للتحديات الاستراتيجية المشتركة لكليهما، وقد أدى ذلك إلى التعاون في مجموعة متنوعة من القضايا، تتراوح من الردع النووي إلى إدارة الأزمات، وقد تكثفت ديناميكية التعاون هذه في مواجهة التهديدات الجديدة بما في ذلك الإرهاب وتغير المناخ ومؤخراً جائحة COVID-19. أمن دولي ـ إمدادات الأسلحة إلى أوكرانيا، هل يمكن ان تُغير مسار الحرب؟ جاسم محمد

تقييم وقراءة مستقبلية

– تعزيز التعاون المشترك بين الاتحاد الأوروبي والناتو، لاسيما في الجانبين العسكري والاقتصادي، يبقى أمر غاية في الأهمية لحماية الأمن الأوروبي، خاصة في ضوء التهديدات المستمرة التي تتعرض لها دول القارة الأوروبية نتيجة تداعيات الحرب الأوكرانية.

– رفع مستوى الشراكة الاستراتيجية بين دول الاتحاد الأوروبي والناتو، سيكون له آثار إيجابية على الطرفين في المستقبل القريب لمواجهة التحديات المباشرة، كما سيعزز من آليات حماية الأمن الأوروبي.

– لا ينبغي أن تؤثر الشراكة بين الاتحاد الأوروبي والناتو على استقلالية القرار لدى الدول الأعضاء، ويجب أن تحافظ أوروبا على أكبر قدر من الاستقلالية فيما يتعلق بمنظومة الدفاع الأمني والاستراتيجي بعيداً أي هيمنة من جانب الولايات المتحدة الأميركية.

– نقل العلاقات إلى مستوى رفيع من شأنه أن يعزز فرص التعاون في مجالات أخرى إلى جانب التعاون الأمني والعسكري والاستخباراتي، ستشمل تعاون اقتصادي تحتاج له أوروبا بشكل كبير لمعالجة تداعيات الأزمة الاقتصادية.

– في المجمل يمكن اعتبار إعلان التعاون المشترك بين الناتو والاتحاد الأوروبي، بداية لمرحلة جديدة تتسم بمحاولة احتواء الخلافات وتقليص الفجوات لصالح مشروع أوروبي أطلسي موحد قادر على الصمود في وجه التحديات الكبرى التي تواجه دول القارة الأوروبية والعالم بوجه عام.

رابط مختصر..  https://www.europarabct.com/?p=86614

جميع الحقوق محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات

الهوامش

Joint Declaration on EU-NATO Cooperation)
http://bit.ly/3HDPQA5

How to Boost NATO-EU Cooperation
http://bit.ly/3JOOpRX

EU-NATO cooperation
https://bit.ly/3Yws7sl

 NATO AND EU, STRENGTH IN COMPLEMENTARITY
http://bit.ly/40zLjXY

ردا على التهديدات – “مستوى أعلى” من التعاون بين الناتو والاتحاد الأوروبي
http://bit.ly/3ROclXB

 

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...