الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

مكافحة الإرهاب ـ جهود الاتحاد الأوروبي في إفريقيا

مكافحة الإرهاب
مايو 06, 2023

المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات ـ ألمانيا  وهولندا

بون ـ  إعداد وحدة الدراسات والتقارير (26)

مكافحة الإرهاب ـ جهود الاتحاد الأوروبي في إفريقيا

تولي أوروبا اهتماماً كبيراً لأمن القارة الإفريقية رغم البعد الجغرافي بينهما نظراً لاتساع رقعة الإرهاب في إفريقيا وإدراك أوروبا خطورة هذا الأمر على أمنها القومي في ظل تمدد التنظيمات المتطرفة في دول الساحل والصحراء بإفريقيا، واستغلالها للظروف السياسية والاقتصادية والأمنية لجعل هذه الدول موطئ قدم لها بنشر الإرهاب بعد هزائمها المتتالية في منطقتي آسيا والشرق الأوسط وحصارها في أوروبا السنوات الأخيرة، ما جعل التعاون بين أوروبا وإفريقيا في مجال مكافحة الإرهاب عبر المبادرات العسكرية والدبلوماسية والإنمائية نقطة فارقة وضرورية في استراتيجية القارة الأوروبية لمواجهة التطرف والتطرف العنيف المؤدي للإرهاب داخل أراضيها.

العمليات العسكرية

اعتمدت أوروبا استراتيجية شاملة لمعاونة أفريقيا على مكافحة الإرهاب، وفي 2011 ارتكزت الخطة الأوروبية على ثلاثة عناصر: بداية من الجزء الأمني وصولا ًإلى التنمية والدبلوماسية، وعبر الجزء الأمني نشرت أوروبا ثلاث بعثات عسكرية في النيجر ومالي لدعم تدريبات القوات الأمنية في محاربة الجريمة المنظمة والإرهاب، وتوسعت الخطة في عامين 2014 و2015 لتضم موريتانيا وبوركينا فاسو وتشاد ونيجيريا ودول المغرب. وعزز الاتحاد قدرات دول الساحل العسكرية ببعثة تدريبية في مالي بدأت أعمالها في يناير 2013 عبر تقديم المشورة والتدريب لقوة المجموعة الخماسية بمنطقة الساحل، وتطورت استراتيجية الدعم لهذه المنطقة في أبريل 2021 لمكافحة الإرهاب.

وعملت ألمانيا وفرنسا عقب مؤتمر قمة مجموعة السبع في بياريتز في أغسطس 2019 على تعزيز الشراكة مع دول الساحل الأفريقي في مجال الدفاع والتدريبات لتعزيز أمنها الداخلي في مكافحة التنظيمات المتطرفة. وعقب القمة الفرنسية حول مكافحة الإرهاب في 13 يناير 2020 تأسس ائتلاف منطقة الساحل الذي يضم (مالي وبوركينا فاسو والنيجر موريتانيا وتشاد) لتعزيز قدرات القوات المسلحة للدول الخمس في مواجهة الإرهاب.

مدد الاتحاد عمل بعثة “أوتم” (EUTM) في مالي في مارس 2020 حتى 18 مايو 2024 لتقدم المشورة والتعليم والتدريب لجيوش دول الساحل، وتعمل البعثة منذ 18 فبراير 2013 على صقل القدرات العسكرية لهذه الدول وتقليل التهديدات الإرهابية.

وعقب إنهاء فرنسا مهمة “برخان” العسكرية في مالي في 9 نوفمبر 2022 والتي دامت نحو (9) أعوام لمحاربة الإرهاب في أفريقيا، تبنت في 27 فبراير 2023 خطة جديدة لإنشاء أكاديميات تديرها الجيوش الأفريقية مع الجيش الفرنسي وفقاً لاتفاقيات التعاون العسكري المبرمة مع  (25) دولة أفريقية.

المساعدة الإنمائية

لا يقتصر دور ائتلاف الساحل على الحل الأمني فقط بل يعمل على توفير الاحتياجات الإنمائية والمساعدات الإنسانية ويعزز استفادة المواطنين بالخدمات الحكومية كوسيلة لمواجهة الفقر أحد الأسباب الجذرية للإرهاب، ودعم الائتلاف (913) مشروعاً لدعم العمالة والبنية التحتية والصحة والتعليم في أفريقيا بقيمة (22)  مليار يورو، وعبر صندوق الاتحاد الأوروبي الائتماني للطوارئ استهدف معالجة الدوافع الأساسية للتطرف ليخصص ما بين عامين 2014 و2020 نحو (8) مليارات يورو.

وكانت ألمانيا في مقدمة الدول الداعمة للاستثمار في أفريقيا عبر مبادرة ” ميثاق مع أفريقيا” التي ضمت (7) دول من غرب أفريقيا إضافة إلى استضافتها عدة مؤتمرات أفريقية، وفي 13 أبريل 2022 أكدت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك في جولتها بغرب أفريقيا على أن مواجهة الإرهاب أولوية في هذه المنطقة.

وفي القمة السادسة للاتحادين الأفريقي والأوروبي التي انعقدت في 17 و18 فبراير 2022 تم الإعلان عن استثمارات بين القارتين بنحو (150) مليار يورو لدعم استثمارات ومشاريع صحة وتعليم وفقاً لأهداف التنمية المستدامة 2030 وأجندة 2063 للاتحاد الأفريقي بجانب تشجيع التكامل الاقتصادي الإقليمي القاري في منطقة التجارة الحرة لأفريقيا.مكافحة الإرهاب ـ لماذا أصبحت أفريقيا الوجهة المفضلة للجماعات المتطرفة؟

تبادل المعلومات والاستخبارات

تعمل أوروبا على تحسين تبادل المعلومات الاستخباراتية مع أفريقيا عبر سياسة الجوار الأوروبي في شمال أفريقيا التي تم إطلاقها في 2004 بهدف تحديد مفهوم الإرهاب وتهديداته على المنطقة، وينخرط الاتحاد مع منطقة الساحل في جمع البيانات وتنسيق الجهود لمكافحة أسباب التطرف من خلال مجموعة دول الساحل الخمس، وتدريجياً توسع التعاون بين الاتحادين الأوروبي والأفريقي في تبادل البيانات لدعم قدرات الاستخبارات ومؤسسات إنفاذ القانون والمؤسسات القضائية بشكل يسمح بتوقع المخاطر المحتملة من تمدد الإرهاب بأفريقيا وتداعياته على أوروبا أيضا الأمر الذي دفع في 2015 تشكيل فرق عمل مشتركة متعددة الجنسيات للتصدي للجماعات المتطرفة وتحديدا جماعة ” بوكو حرام” في إطار لجنة بحيرة حوض تشاد.

إدارة الحدود

تصاعد الهجمات الإرهابية في أوروبا بعد 2014 دفعها للتركيز على أمن حدود أفريقيا باتفاقيات متعددة الأطراف وتوفير الموارد المالية وتدريب الموظفين على حماية الحدود لإيقاف أي تدفقات للمهاجرين والتصدي لحركة تنقل المتطرفين في عامين 2016 و2017، وعمل صندوق الاتحاد الأوروبي الائتماني لأفريقيا على تحسين قدرات الدول في إدارة ومراقبة حدودها منعاً لتسلل المتطرفين ونقل الأسلحة بين الدول لذا عزز شراكته معها بتطوير أدواتها والبنية التحتية وتدريب عناصر حرس الحدود وفقا للقوانين الدولية ومناقشة العوامل الرئيسية المؤدية للهجرة غير الشرعية.

تمويل مكافحة الإرهاب

تمركز عدة تنظيمات متطرفة في دول الساحل والصحراء الأفريقي جعل مكافحة مصادر التمويل جزءاً أساسياً لآلية أوروبا في محاربة الإرهاب في أفريقيا، إذ تتأخذ تدابير لمنع غسل الأموال وتشديد الرقابة على شبكات الجماعات المتطرفة وتحسين اللوائح والشفافية في المعاملات المالية للكشف عن الأنشطة المالية المشبوهة، لذا تلتزم أوروبا بمكافحة التدفقات المالية غير المشروعة ” IFF” وتحويل الأرباح ” BEPS” والتعاون في الشفافية الضريبية كما تعمل على صقل مهارات المتخصصين في أفريقيا في هذا المجال وفقاً لأجندة الابتكار المشتركة بين الاتحادين الأوروبي والأفريقي.

جهود الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب في إفريقيا

تعمل الأمم المتحدة بمجموعة من المبادرات الدبلوماسية والإنسانية والأمنية على دعم جهود محاربة الإرهاب في القارة الأفريقية.

بعثات حفظ السلام 

أنشئت الأمم المتحدة بعثات لحفظ السلام في عدة دول أفريقية ومن بينها بعثة مينوسما (MINUSMA) في مالي وبعثة (UNSOM) في الصومال بهدف الحفاظ على الأمن والاستقرار ومساندة الحوار الوطني وإعادة إصلاح مؤسسات الدول، وفي 14 يوليو 1960 تبنت أول عملية لحفظ السلام في أفريقيا وكانت العملية الأممية في الكونغو لمواجهة اضطرابات سياسية.

وعلى مدار أكثر من (5) عقود توالت عمليات حفظ السلام في غرب أفريقيا وضمت (4) عمليات في (ليبيريا – كوت ديفوار – مالي – سيراليون)، وفي 31 أكتوبر 2022 مدد مجلس الأمن البعثة الأممية في الصومال لدعم موقفها ضد تنامي حركة الشباب المتطرفة في بعض المناطق وتعزيز تقديم الخدمات للسكان في المناطق المحررة من الحركة.مكافحة الإرهاب – تمدد النشاط الإرهابي في أفريقيا، تحديات المواجهة. بقلم هند ناصر خلفان السويدي

الجهود السياسية والدبلوماسية

تسهم الأمم المتحدة في الجهود الدبلوماسية لدعم السلام ووقف الصراعات ومكافحة الفقر وانعدام المساواة في المجتمعات الأفريقية باعتمادها الدبلوماسية الوقائية والوساطة للتشجيع على الحوار من خلال إرسال مبعوثين أمميين لمناطق النزاع، ولعبت هذا الدور في الـ (20) عاماً الماضية في سيراليون وليبيريا وكوت ديفوار إضافة إلى مالي في الفترة الأخيرة.

كما تلجأ إلى تطبيق تدابير اجتماعية واقتصادية قائمة على أهداف التنمية المستدامة 2030 حيث ينص الهدف (10) على القضاء على أوجه عدم المساواة ويستهدف الهدف (16) تحقيق العدالة وبناء المؤسسات كمدخل لتعزيز السلام والتنمية بالتعاون مع الاتحاد الأفريقي والجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا.

بناء القدرات في مجال مكافحة الإرهاب

تقدم الأمم المتحدة الدعم الفني والمالي لأفريقيا لصقل قدراتها على مواجهة الإرهاب بتأمين الحدود وتعزيز أدوات مؤسسات إنفاذ القانون والسلطات القضائية في منع تمويل الإرهاب وتطوير أداء المؤسسات الاستخباراتية في جمع وتحليل وتبادل المعلومات بين الكيانات المنوطة بالتصدي للهجمات الإرهابية ورصد مصادر تمويلها، لذا صممت برنامج “الخلايا المندمجة” لتوجيه المؤسسات بالدول الأفريقية في معالجة إشكاليات الإرهاب ووضع استعدادات لمواجهة أي تهديدات وسبل لتعافي المجتمعات من هذه المخاطر.

المساعدة الإنسانية

تعمل الجهود الأممية على إيصال المساعدات الإنسانية لملايين الأشخاص المتضررة من الإرهاب في أفريقيا، وتعد مبادرة إنشاء “لجنة حوض بحيرة شاد” التي تضم (تشاد – الكاميرون – النيجر – نيجيريا) وبرنامج العمل الاستراتيجي في حوض بحيرة تشاد خلال 2017 نموذجان لمعالجة الأمم المتحدة الأسباب الأساسية وراء انتشار الإرهاب بتنسيق العمل عبر الحدود وتأسيس مشاريع التنمية الاقتصادية ودعم الاستثمارات في التنمية الريفية والزراعة وحل النزاعات ودعم أنظمة الحماية المجتمعية.مكافحة الإرهاب ـ جهود التحالف الدولي لمحاربة داعش في إفريقيا

تبادل المعلومات

تتعاون الأمم المتحدة مع الاتحاد الإفريقي لإرساء قواعد السلام في إفريقيا لمواجهة تحدي الإرهاب، وفي 2006 وقعا برنامج بناء قدرات الاتحاد الإفريقي لدعم السلام والأمن في إفريقيا وتطور هذا البرنامج في أبريل 2019 إلى الإطار المشترك لإحراز تقدماً في محاربة الإرهاب ما ساهم في إقرار خطة ” إفريقيا متكاملة مزدهرة تنعم بالسلام” بحلول 2063 وتعزيز تبادل المعلومات والتعاون الاستخباراتي بين دول القارة للتنبؤ بالنزعات المحتملة. وبتأسيس مكتب الأمم المتحدة لدى الاتحاد الإفريقي في 2010 تضاعفت جهود الوساطة ومبادرات السلام في مناطق النزاعات.

التقييم

ـ تظل مكافحة الإرهاب في إفريقيا معضلة تواجه أوروبا وتتزايد تحدياتها في ظل انشغال الأخيرة بالحرب الأوكرانية، ولكن في الوقت نفسه ربما تصبح أزمة الطاقة الناجمة عن الحرب بوابة تزيد من أهمية إفريقيا لأوروبا ما يصب في صالح القارتين بالتعاون العسكري والمعلوماتي والتنموي لمحاربة الإرهاب.

 – أن الأسباب الرئيسية وراء تمدد الإرهاب في إريقيا ترتبط بعوامل داخلية وأخرى خارجية، فالعوامل الداخلية تتمثل في حالة عدم الاستقرار السياسي ومن ثم نشوب صراعات على السلطة وتدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، وترتبط العوامل الخارجية بتشديد السياسات على الجماعات المتطرفة في مناطق آسيا وأوروبا والشرق الأوسط مؤخراً ما جعل إفريقيا البديل والمساحة الآمنة لنشر أفكارها واستمرار تجنيد عناصر جديدة لصفوفها.

ـ تضع هذه العوامل أوروبا مسؤول رئيسي في معادلة مكافحة الإرهاب بإفريقيا في ظل ضعف إمكانيات الأخيرة على مواجهة هذه التهديدات على أمنها، ما يجعل معالجة الأسباب الجذرية لتشكل الجماعات المتطرفة هو الحل الأوقع والمناسب لتحقيق النتائج المرجوة من هذه الخطط والتي تتمثل في تنفيذ مشاريع اقتصادية ودفع الاستثمارات وتوفير فرص عمل في إفريقيا، لسد أي ثغرات تستغلها هذه الجماعات لاستقطاب الشباب إليها إضافة إلى دعم الجهود المحلية في توعية المواطنين بمخاطر الإرهاب وتوفر فرص متساوية في التعليم.

ـ ربما يصبح التعاون العسكري بين القارتين بحاجة إلى إعادة صياغة بشكل يسمح ببناء قدرات الجيوش الإفريقية ويضمن محاربة الإرهاب دون ترك مساحة لعرقلة هذا العمل من قبل التنظيمات اعتراضاً على آليات تطبيقه.

ـ يجب تقديم حلول واقعية من قبل أوروبا لحل النزاعات في هذه الدول لإتاحة الفرصة لمشاريع تنمية أوسع وتجفيف منابع الإرهاب.

ـ يجب إطلاع وكالات إنفاذ القانون والتحقيقات والاستخبارات على تجارب أوروبية مماثلة في مكافحة الإرهاب في إطار تبادل الخبرات وتعزيز القدرات.

ـ ينبغي أن تنسجم الجهود الأوروبية والأممية في تقريب وجهات النظر بين المؤسسات الوطنية في إفريقيا لتسهيل عملية تبادل المعلومات وترقب مصادر تمويل وتسليح التنظيمات المتطرفة ورقابة الحدود منعاً لتكوين شبكات إرهابية عابرة للحدود.

رابط مختصر..https://www.europarabct.com/?p=88074

*جميع الحقوق محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات

الهوامش

الدبلوماسية الفرنسية
https://rb.gy/ipkox

مالي والاتحاد الأوروبي.. ماذا يحمل عام 2023؟
https://bit.ly/3Lci3j6

EUTM Mali: European Union Training Mission in Mali – Military Mission
https://bit.ly/3LD1SNp

القمة السادسة للاتحاد الأوروبي – الاتحاد الأفريقي: رؤية مشتركة لعام 2030
https://bit.ly/41LJlE6

مجلس الأمن يمدد ولاية بعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة إلى الصومال
https://bit.ly/3AxVhNT

الاتحاد الإفريقي
https://bit.ly/3AxVhNT

 

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...