جاري التحميل ...
بون ـ المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الارهاب والاستخبارات ـ ألمانيا وهولندا ECCI “وحدة الدراسات1”
يعود الإرهاب من جديد على مستوى إقليمي ودولي، بالتزامن مع زيادة حدة الحروب والنزاعات الدولية إلى جانب عوامل التنافس الجيوسياسية الدولية، والعراق لم يكٌن بعيداُ عن هذه المتغيرات السياسية وعن ظهور الإرهاب. وهنا تكمن أهمية العراق في محاربة التطرف والإرهاب وأهمية التعاون المشترك مع جهاز مكافحة الإرهاب العراقي، والذي يجب أن يتعدى محاربة داعش.
جهاز مكافحة الإرهاب العراقي (CTS)
هو وحدة متخصصة ضمن قوات الأمن العراقية مكلفة بمكافحة الإرهاب، وخاصة ضد جماعات مثل تنظيم داعش في العراق وسوريا. تأسس جهاز مكافحة الإرهاب عام 2003 وقد خضع لتدريب وتطوير مكثف ليصبح أحد أكثر القوات فعالية في المنطقة في عمليات مكافحة الإرهاب .ولعب جهاز مكافحة الإرهاب دوراً مهماً في المعركة ضد داعش، لا سيما خلال هجوم الموصل في 2016-2017، حيث كان له دور فعال في استعادة المدينة من سيطرة داعش.
ويمكن تلخيص أهداف استراتيجية العراق لمكافحة الإرهاب في : منع الإرهاب: سواء من خلال القانون الجنائي أو تدابير إنفاذ القانون الرامية إلى تعطيل الهجمات الإرهابية، محاكمة الإرهابيين: من خلال التعاون القضائي والدولي الفعال، وتقديم المسؤولين عن ذلك إلى العدالة والحماية من الارهاب: حماية جميع الأشخاص الموجودين في أراضي العراق من خطر الإرهاب. استراتيجية العراق لمكافحة الإرهاب ـ عرض و تقييم
وفي ظل تزايد الحروب والنزاعات الدولية، أثارت حرب غزة عشرات المواجهات القاتلة بين هذه الجماعات والقوات الأمريكية البالغ عددها 2500 جندي في العراق، مما دفع بغداد إلى إعادة التفاوض على شروط التعاون الأمني مع واشنطن.
الشراكة مع الولايات المتحدة الأمريكية
لماذا تعد الشراكة القوية مع جهاز مكافحة الإرهاب العراقي أمرًا بالغ الأهمية في تحليل شارك في كتابته لمعهد الشرق الأوسط، يناقش عضو المجلس التنفيذي لـ CERL الجنرال جوزيف فوتيل الأهمية الإستراتيجية للحفاظ على شراكة قوية بين قوات العمليات الخاصة الأمريكية وجهاز مكافحة الإرهاب العراقي (CTS) ويوضح أنه مع تطور المشهد الأمني في الشرق الأوسط، سيكون من الأهمية بمكان بالنسبة للولايات المتحدة أن تدعم جهود جهاز مكافحة الإرهاب لكبح جماح تنظيم داعش والجماعات المتطرفة ودعم الحكومة العراقية.
يعد جهاز مكافحة الإرهاب العراقي شريكًا استراتيجيًا حاسمًا ودائمًا في المنطقة. إنها القوة الأكثر أهمية وقدرة على مكافحة الإرهاب في الشرق الأوسط. في حين أنها تواجه تحديات، كما هو موضح في تقرير المفتش العام الأخير حول عملية الحل المتأصل، بما في ذلك الاعتماد على قوات التحالف في بعض المعلومات الاستخبارية والمراقبة والاستطلاع ومستويات متفاوتة من الفعالية في جميع أنحاء البلاد، فإن جهاز مكافحة الإرهاب سيكون ضروريًا في الحفاظ على الضغط على تنظيم داعش. ويمكن أن يمنع، أو على الأقل يحد، الولايات المتحدة من المزيد من التشتيت الاستراتيجي في الشرق الأوسط. لقد كان ومازال جهاز مكافحة الإرهاب منذ فترة طويلة شريكاً قوياً للولايات المتحدة، كما أن قدرة القوة تعزز سيادة العراق التي تعاني من تحديات الفصائل المسلحة التي تعمل خارج سيطرة الحكومة العراقية.
يرى الجنرال (المتقاعد) جوزيف فوتيل والعقيد (المتقاعد) كريستوفر كوستا أن “جهاز مكافحة الإرهاب هو وسيلة تحوط استراتيجي ضد المنظمات المتطرفة العنيفة في الشرق الأوسط”، وأن قوات العمليات الخاصة الأمريكية تتمتع بعلاقة دائمة مع جهاز مكافحة الإرهاب، وعلاقة قوية. ويقدمون ثلاث توصيات حول كيفية استمرار الولايات المتحدة في دعم جهاز مكافحة الإرهاب العراقي. الجنرال فوتيل هو القائد السابق لقيادة العمليات الخاصة الأمريكية (USSOCOM) والقيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM). العقيد كوستا هو ضابط مخابرات محترف سابق خدم في قوات العمليات الخاصة. تعتبر طروحاتهم قراءة ممتازة حول جهاز مكافحة الإرهاب العراقي ولماذا يجب على الولايات المتحدة مواصلة دعمه في المستقبل. استراتيجية مكافحة الإرهاب في العراق وسوريا ـ قراءة استشراقية.
التعاون مع الاتحاد الأوروبي
نفذ مشروع CT-Just الممول من الاتحاد الأوروبي إجراءات رئيسية لتعزيز قدرات العراق في إدارة الأدلة الرقمية في سلسلة الاحتجاز من منظور التحليل الجنائي. وكانت نتائج تقييم البرنامج ذات أهمية إيجابية، حيث أظهرت تأثيرًا كبيرًا في العراق، مما يعكس الاهتمام المستمر بالتعاون وبناء القدرات في المستقبل. ومن خلال هذا النشاط، لم يسجل الاتحاد الأوروبي، من خلال مشروع CT-Just، تقدماً في الحرب ضد الإرهاب في العراق فحسب، بل أنشأ أيضاً نموذجاً للتعاون الدولي لضمان عالم أكثر أماناً. ويخطط الاتحاد الأوروبي والحكومة العراقية، الملتزمتان بمكافحة الإرهاب، لتوسيع وتعميق هذا التعاون من خلال المزيد من برامج التدريب في المستقبل. مع أهداف واضحة ومحددة، من خلال المشروع الذي سيستمر في المساهمة في بناء القدرات في مجال التدريب في العراق، وتحديد خط مستقبلي في التعاون الدولي في إطار مكافحة الإرهاب من منظور إنفاذ القانون والقضاء.التحالف الدولي في سوريا والعراق ـ المهام والأهداف
النتائج
ـ إن جهاز مكافحة الإرهاب منذ تأسيسه نجح بالأبتعاد عن الخلافات السياسية في العراق، ولم يخضع تحت تاثير اطراف وزعامات سياسية بقدر ما يقوم بتنفيذ المهام بشكل مهني ووطني. وهذه مهمة غير سهلة في بلد يعيش حالة عدم الاستقرار السياسي.
ـ ثبتت استراتيجية العراق لمكافحة الارهاب أن النهج الأمريكي لبناء قوة فعالة لمكافحة الإرهاب ينجح ولكن مع وجود قيود. وتدخل التسييس التدريجي في مسألة مكافحة الإرهاب في بعض الأحيان من شأنه الاضرار بفعالية و جدوى الاستراتيجية المرسومة.
ـ ينبغي على العراق والولايات المتحدة الإستفادة من تجارب الانسحابات الأمريكية السابقة منها الانسحاب الأمريكي من أفغانستان عام 2021 والذي جلب الكثير من الفوضى وتحولت أفغانستان إلى ملاذات آمنة إلى ولاية”خراسان” وتنظيم القاعدة وغيرها من الجماعات المتطرفة. يتعين على الولايات المتحدة أن تجد السبل للتعلم من أخطائها الماضية مثل تجاربها في أفغانستان وإقامة شراكة فعّالة طويلة الأمد مع جهاز مكافحة الإرهاب.
ـ عاد العراق مرة أخرى إلى الظهور كساحة معركة مركزية في الاضطرابات التي يشهدها الشرق الأوسط. وتستهدف الفصائل المسلحة المعارضة لوجود القوات الأمريكة القواعد الأمريكية في العراق والمنطقة. يمكن القول بإن جهاز مكافحة الإرهاب العراقي ممكن إن يكون نموذجًا لتطوير القوى الفعالة للدول ذات الثقافات العسكرية المشابهة للعراق.
ـ صعوبة الموازنة مابين الولايات المتحدة وإيران، لو غادرت القوات الأميركية وقوات حلف شمال الأطلسي العراق، فإن الحكومة العراقية ستجد صعوبة بموازنة علاقاتها مع طهران وواشنطن. وعلى هذا فإن العراق لابد وأن يلعب دوراً في تحديد الكيفية التي تتمكن بها المنطقة من إيجاد توازن جديد بعد حرب غزة.
ـ يجب على الولايات المتحدة إعطاء الأولوية لاستمرار علاقة قوات العمليات الخاصة الأمريكية مع جهاز مكافحة الإرهاب، والتخطيط عمدًا للحفاظ على العلاقة، والتعلم من التجارب السابقة لإنشاء شراكة فعالة وطويلة الأمد لمكافحة الإرهاب.
ـ يجب أن يكون الحفاظ على العلاقة بين جهاز مكافحة الإرهاب وقوات العمليات الخاصة الأمريكية أمرًا أساسيًا للارتباطات الثنائية بين الحكومتين الأمريكية والعراقية.
ـ يتطلب من الاتحاد الأوروبي تعزيز وتصعيد تعاونه مع جهاز مكافحة الإرهاب العراقي من خلال مجموعة مكافحة الإرهاب (CTG) ـ وهي في الأصل مجموعة عمل تابعة لنادي بيرن، رداً على أحداث 11 سبتمبر من أجل تعزيز التعاون في مكافحة الإرهاب. تم تطوير المجموعة في عام 2016 لتصبح منصة تعاون دائمة لخدمات الأمن القومي في لاهاي، حيث يتم تمثيل جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وكذلك من خلال الوكالة الأوروبية يوروبول Europol .
ـ هناك مقاربة كبيرة مابين استراتيجة جهاز مكافحة الإرهاب العراقي واستراتيجيات الاتحاد الأوروبي وبريطانيا، وهذا مايؤكد مهنية جهاز مكافحة الإرهاب العراقي ويعمل ضمن القواعد والثوابت في محاربة التطرف والإرهاب وطنياً ودولياُ.
ـ ألبحث في مراكز الدراسات ووسائل الإعلام الأوروبية والغربية، لم نجد انتقادات او مآخذ على جهاز مكافحة الإرهاب العراقي في مسيرته، بل بالعكس كان هناك إجماع على مهنية وحرفية هذا الجهاز، وهذه نقطة تٌحسب للجهاز وسط نظام سياسي يشهد الكثير من الخلافات بين الشركاء.
ـ بات متوقعاُ إن يبقى تعاون جهاز مكافحة الإرهاب مستمراً مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى جانب التعاون الإقليمي والدولي مع بقية دول العالم. ومن المتوقع أن يحافظ جهاز مكافحة الإرهاب على ترتيه المتقدم ضمن قائمة المؤسسات الحرفية المتقدمة في مكافحة الإرهاب دولياً.
ـ يظل أكثر أجهزة مكافحة الإرهاب تصميما وفعالية. ولكن يحتاج هذا الجهاز إلى دعم اقليمي و دولي متواصل و مستدام.
*حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الارهاب والاستخبارات ـ ألمانيا وهولندا ECCI
رابط مختصر..https://www.europarabct.com/?p=93652
هوامش
A Delicate Balance: Iraq’s Security Culture between Iran and the United States
استراتيجية العراق لمكافحة الإرهاب ـ عرض و تقييم
Why a strong partnership with the Iraqi Counterterrorism Service is critical
Special Operation News
https://sof.news/iraq/iraq-cts/
EU strengthens Iraq’s counter-terrorism capabilities
