المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات ـ المانيا و هولندا
إعداد ـ وحدة الدراسات والتقارير
الجماعات المتطرفة، بكل اطيافها، “جهادية او يمينية متطرفة، استغلت الانترنيت، من اجل نشر التطرف وخدمة ايدلوجيتها وكذلك في الإستقطاب والتجنيد.أظهرت وثيقة الاتحاد الأوروبي وفقا لـ”سبوتنيك” فى 21 مايو 2020 أن المنظمين في الاتحاد الأوروبي يسعون للحصول على تعليقات من المستخدمين ومقدمي الخدمات الرقمية قبل صياغة تلك القواعد.
ويسعى القانون الجديد إلى تحديد ما اذا كانت جميع المنصات على الإنترنت أو فقط تلك المعرضة لخطر التعرض للأنشطة غير القانونية يجب أن تكون أكثر استباقية لإزالة المحتوى الغير القانوني. وفي هذا السياق أقر النواب الفرنسيون وفقا لـ”فرانس24″ فى 14 مايو 2020 قانونا يهدف إلى محاربة خطاب الكراهية على شبكة الإنترنت، ويلزم القانون منصات التواصل الاجتماعي ومحركات البحث بإزالة أي محتوى يحرض على الكراهية، العنف، العنصرية، والتعصب الديني في غضون 24 ساعة، تحت طائلة التعرض لغرامة تصل إلى (1,25) مليون يورو.
تنظيم داعش مازال يستغل شبكة الانترنيت، رغم تراجعه
أصدرالتنظيم رسالة “القنبلة المتحركة” لمقاتليه لحثهم على العودة إلى “فيسبوك” و”تويتر”بدلاً من “تليغرام”، داعياً كتائبه الإلكترونية لبث مشاهد إرهابية فى 8 مارس 2019. ويستخدم تنظيم داعش تطبيق “تيك توك” على وسائل التواصل الاجتماعي لنشر دعايتهم عبر الأغاني. وسبقان أطلق تنظيم داعش عدة “وسوم” لسهولة وصول أنصاره إلى حساباته على منصات التواصل الاجتماعي. يكفي مثلا كتابة كلمة “دولاوي” نسبة إلى “داعش” على محرك البحث في فيسبوك لتظهر لك مئات الحسابات المؤيدة لـ”داعش” التي تنشط في الترويج للبيانات والإصدارات الجهادية بدون أي مضايقات من شركة فيسبوك.
وفقا لـتقرير حالة واتجاهات الارهاب في اوروبا لعام 2020 ، على مدى السنوات القليلة الماضية ، تم استخدام تطبيقات المراسلة المشفرة ، مثل WhatsApp أو Telegram ، على نطاق واسع للتنسيق والتخطيط للهجوم والتحضير للحملات. بات المتطرفون ينشطون على شبكة الإنترنت من خلال نشر المحتوى المتطرف، واصبحوا يمثلون خطراً أكبر على دول التكتل الأوروبي. إنّ وجود إرهاب غير مركزي، جاء بسبب التشظي وثقافة الإرهاب التي اكتسبتها وسائل التواصل الاجتماعي والدعاية “الجهادية”، بواسطة الإنترنت، وهو بات الأخطر، وتحول إلى تحدٍ كبير أمام الاستخبارات، والتي اعترفت بأن مثل هذه الأعمال لا يمكن إيقافها أبداً.
جهود الاتحاد الأوروبي لمنع التطرف
اعتمد المجلس الأوروبي في 16 مارس 2021 لائحة بشأن معالجة نشر المحتوى الإرهابي على الإنترنت ومحاربته وتهدف الآلية الجديدة، إلى منع الإرهابيين من استخدام الإنترنت للتطرف والتجنيد والتحريض على العنف. تشمل مضامين النشر في الإنترنت، التسجيلات الصوتية أو مقاطع الفيديو التي تُحرض على ارتكاب جرائم إرهابية أو تُوفر تسهيلات لارتكاب جرائم إرهابية، ويندرج داخل هذا الإطار الطرق التعليمية لصنع متفجرات وأسلحة نارية، لأغراض إرهابية.
الهدف من التشريع هو الإزالة السريعة للمحتوى “الإرهابي” على الإنترنت وإنشاء أداة مشتركة واحدة لجميع الدول الأعضاء. لهذا الغرض ستنطبق القواعد على مقدمي خدمات الاستضافة الذين يقدمون خدمات داخل الاتحاد الأوروبي سواء كانت مؤسستهم الرئيسية في الدول الأعضاء أم لا، يذكر ان الاتحاد الاوروبي كانت لديه جهود واسعة للوصول الى اتفاق مع محركات الانترنيت من اجل الحد من التطرف.
وسبق ان توصّل البرلمان الأوروبي وممثلون عن المجلس الأوروبي في 12 ديسمبر 2020 إلى “اتفاق مؤقت” بشأن مشروع القانون المقترح الذي يلزم شركات الإنترنت بإزالة المحتوى الإرهابي في مدّة لا تتجاوز ساعة من نشره. وتشمل مضامين النشر في الإنترنت، التسجيلات الصوتية أو مقاطع الفيديو التي تحرض على ارتكاب جرائم إرهابية أو توفر تسهيلات لارتكاب جرائم إرهابية، ويندرج داخل هذا الإطارالطرق التعليمية لصنع متفجرات وأسلحة نارية، لأغراض إرهابية.
خطط اوروبية وقوانين تقنية جديدة وصارمة
يسعى الاتحاد الأوروبي لصياغة قواعد جديدة يمكن أن تقيد غوغل الفيسبوك الأمازون وشركات تقنية أخرى. يهدف القانون الجديد إلى تحديد ما اذا كانت جميع المنصات على الإنترنت أو فقط تلك المعرضة لخطر التعرض للأنشطة غير القانونية يجب أن تكون أكثر استباقية لإزالة المحتوى والمتجات غير القانونية أو الضارة.
إستطاع المفاوضون من مؤسسات الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء الوصول، إلى اتفاق جديد يقضى بضرورة قيام الشركات مثل فيسبوك ويوتيوب بإزالة المحتوى الإرهابي في غضون ساعة واحدة من نشره أو مواجهة غرامات جسيمة. صرح “حزب الشعب الأوروبي” أكبر مجموعة في البرلمان الأوروبي وفقاً الى تقرير DW بعنوان “اتفاق اوروبي يلزم بإزالة المحتوى الارهابي خلال ساعة من نشره” الصادر في 10/12/2020: “أنّه تم التوصل إلى اتفاق في العاشر من ديسمبر 2020 يقضى بضرورة قيام شركات التواصل الاجتماعي وقنوات نشر المحتوى على الإنترنت مثل فيسبوك ويوتيوب بإزالة المحتوى الإرهابي في غضون ساعة واحدة من نشره أو مواجهة غرامات جسيمة. مؤكداً: “منذ هجمات باريس، نضع أمن الأوروبيين على رأس أجندة الاتحاد الأوروبي لحماية حدودنا ومنع الإرهاب والآن أضفنا شيئا جديداً: حذف المحتوى الإرهابي”.
اتهامات ومعاداة الافراد لانتمائهم هو عنصرية تُعبر عن وجه أوروبا القبيح
إن استغلاا الدماعات المتطرفة مساحة الحرية، داخل أوروبا، من شانها تشعل التطرف، وكانت مسألة “الرسوم الكارتونية” ضد رموز اسلامية من قبل صحيفة “إيبدو” اليسارية المتطرفة، واحدة من الامثلة التي تزيد من التطرف، و “الهوة” داخل المجتمع الواحد. وما يزيد القضية تعقيدا، ان الحكومات الأوروبية تتخذ جملة إجراءات وقرارات وقوانين ضد الجاليات المسلمة، وكذلك الامر ينعكس سلبا على المهاجرين واللاجئين.
نجح الاتحاد الأوروبي نسبيا في مكافحة الإرهاب والتطرف على الإنترنت وسن تشريعات وقوانين، وتعاون مع شركات منصات التواصل الإجتماعي لحذف المحتوى المتطرف. وبالرغم من جهود الاتحاد الأوروبي في مكافحة الإرهاب والتطرف على الإنترنت ورغم التقنيات التكنولوجية المتطورة المستخدمة في حذف المحتوى المتطرف، تستخدم التنظيمات الإرهابية والجماعات المتطرفة تكتيكات وتقنيات جديدة للهروب من الرقابة.
حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات
رابط مختصر …https://www.europarabct.com/?p=74767