الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

أمن دولي ـ الوجود العسكري لروسيا والصين في مضيق هرمز

China
مارس 23, 2024

بون ـ المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات ECCI ـ وحدة الدراسات (26)

تحولت أنظار الدول الكبرى إلى مضيق هرمز خلال العقد الأخير، كونه أهم شريط نفطي في العالم، حيث يمر به نحو خمس إنتاج النفط وثلث الغاز الطبيعي المسال دولياً، ومعظم صادرات أعضاء منظمة “أوبك”، ويفصل بين إيران وسلطنة عُمان، ما يزيد من أهميته في ضوء التوترات بين الولايات المتحدة وإيران. وهذا ويفسر حجم التواجد العسكري الغربي هناك، وتدريجياً ومع احتدام المشهد بين واشنطن وبكين من ناحية، وواشنطن وموسكو من ناحية أخرى، عززت الصين وروسيا من نفوذهما العسكري والاقتصادي بالمضيق. هذه التطورات مايوسع الصراعات المحتملة بين الغرب وروسيا والصين وإيران، في ظل التصعيد بين الحوثيين والولايات المتحدة في مياه البحر الأحمر مؤخراً.

الوجود العسكري الصيني بالمنطقة

النفوذ العسكري الصيني بالمنطقة لا يقارن بالنفوذ الأمريكي، إلا أن الصين تسعى لتأسيس قوة عسكرية دائمة بالمنطقة، ومنذ 2008 تنشر الصين سفناً وقوات بحرية قبالة سواحل الصومال وخليج عدن لمكافحة القرصنة. وصلت سفن صينية إلى سواحل اليمن والصومال في 23 يناير 2017 كإجراء روتيني تقوم به البحرية الصينية بالمنطقة. وأفسح التراجع الأمريكي بالمنطقة منذ خمسة أعوام المجال للصين، لتعزيز وجودها العسكري عبر الاقتصاد، وتوسعت الاستثمارات الصينية قرب مضيق هرمز في الموانئ والبنية التحتية للطاقة. وأسست الصين في 2017 أول منشأة عسكرية خارجية بالقرب من باب المندب، نظراً لأهميته في نقل البضائع بين آسيا وأوروبا. وأنفقت بكين مليارات الدولارات في جيبوتي لبناء سكك الحديد والمطارات وتطوير الموانئ، لدعم الجيش الصيني وجعلها قاعدة استراتيجية لتأمين طرق التجارة لها.

تطورات الوضع في البحر الأحمر في أعقاب حرب غزة، دفعت الصين في 25 فبراير 2024 لإرسال الأسطول الـ (46)، الذي يضم أكثر من (700) ضابط وعشرات أفراد القوات الخاصة ومروحتين ومدمرة صواريخ موجهة، وفرقاطة صواريخ وسفينة إمداد شامل، ليتولى مهمة مرافقة الأسطول الـ (45) في خليج عدن والمياه الواقعة قرب سواحل الصومال.أمن دولي ـ القوة البحرية الأوروبية- القدرات والمهام

نفوذ الصين اقتصادياً بالمنطقة

تعد الصين أكبر مستورد للنفط عالمياً، واستوردت بكين النفط الخام من دول الخليج قرب مضيق هرمز بقيمة (128) مليار دولار في 2021، وشكل نفط الخليج أكثر من (50%) من الواردات الصينية في الربع الأول من 2022. وأسست الصين ما بين عامي 2008 و2012 خط أنابيب نفط من حبشان إلى الفجيرة بجانب مضيق هرمز بتكلفة (3.3) مليار دولار. وشيدت مشاريع اقتصادية في ميناء الشيخ خليفة بدولة الإمارات، بقيمة (738) مليون دولار في 2016، ضمن اتفاقية مدتها (35) عاماً. وفي يناير 2020 وصلت (3) سفن صينية إلى ميناء خليفة، وزارت قاعدة عسكرية إماراتية لدعم مكافحة القرصنة بخليج عدن. وفي أكتوبر 2022 شاركت شركات صينية في بناء شبكة سكك حديدية في الإمارات للربط بين الموانئ والمراكز الصناعية بدول الخليج.

تهتم الصين بالاستثمار في الدقم بالساحل الجنوبي لسلطنة عُمان، وفي مايو 2016 وقعت شركة صينية عقد إيجار مع هيئة المنطقة الاقتصادية بالدقم، لتطوير المجمع الصيني العماني لمدة (50) عاماً، وتستثمر بكين في مدينة صناعية داخل المنطقة نفسها باستثمارات قيمتها (10.7) مليارات دولار. وتعد هذه الاستثمارات في الدقم مقدمة لإرساء وجود الصين عسكرياً هناك، خاصة وأن هذه المنطقة محط اهتمام الغرب منذ سنوات.

العلاقة بين الصين وإيران

اهتمت بكين بتطوير العلاقة مع طهران، وضخت أموالاً نظراً لمعاناة الاقتصاد الإيراني من العقوبات الأمريكية التي فرضت عليها منذ 2018، وقدمت البنوك الصينية قروضاً لإيران بقيمة (10) مليارات دولار لدعم مشاريع البنية التحتية ومحطات الطاقة وتطوير الموانئ والمطارات. وأصبحت الصين أكبر شريك تجاري لإيران، ووقعت الدولتان في مارس 2021 على اتفاقية شراكة استراتيجية لتطوير قطاعات النقل والبنية التحتية في إيران مدتها (25) عاماً بقيمة (400) مليار دولار.

تخطت الصين العقوبات الأمريكية بإعادة استيراد النفط الإيراني بأسعار مخفضة، مقابل استثمارات صينية في إيران، وتعد الصين أكبر مستورد للنفط الإيراني، وإيران هي ثالث مورد للنفط للصين بعد روسيا والسعودية، ما يمهد الطريق لبكين لتعزيز نفوذها العسكري بالمنطقة. وقعت طهران وبكين على (20) وثيقة للتعاون في التجارة وتكنولوجيا المعلومات والرعاية الصحية والزراعة والسياحة في 14 فبراير 2023 ، خلال زيارة رسمية للرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي لبكين.

النفوذ الروسي في المنطقة

تتبع روسيا استراتيجية لتثبيت أقدامها في المنطقة، عبر الشراكة مع إيران والحصول على امتيازات نفطية من الخليج، وجعل المنطقة سوقاً لبضائعها والأسلحة الروسية مثل “المقاتلات الحربية، ونظم الدفاع الجوي إس- 400، وإس- 300″، مع تعزيز نفوذها في الممرات مثل مضيق هرمز والبحر الأحمر، مستندة على وجودها في قاعدة طرطوس البحرية بسوريا، تمهيداً للانطلاق نحو خليج عدن وقناة السويس.

وتسعى روسيا عبر عضويتها بتحالف “أوبك بلس”، إلى التحكم في أسعار النفط عالمياً في ضوء الحرب الأوكرانية، وكسب ود دول الخليج بالتحالف الاستراتيجي في ملف الطاقة بدلاً من التنافس، وتهدئة مخاوفهم من إيران. ويرى الخبير بمركز كارنيغي للسلام الدولي أندرو أس ويس، أن تحالف موسكو العسكري مع طهران والتحالف النفطي مع الرياض، ساهم في تقوية موقفها لمواجهة العقوبات الغربية، سواء بالدعم السياسي أمام مجلس الأمن أو برفض تطبيق العقوبات.أمن البحر الأحمر ـ ما قدرة الولايات المتحدة والغرب في تأمين الملاحة؟

العلاقة بين روسيا وإيران

التعاون العسكري نقطة محورية في العلاقة بين موسكو وطهران، وفي 29 يوليو 2019 ورغم العقوبات الأمريكية ضد الثانية، انطلقت مناورات عسكرية بين البلدين، لكسر قرار مجلس الأمن (2231) المتعلق بفرض العقوبات على إيران، ولإرسال رسالة لواشنطن بأن العالم لم يعد يعترف بنظام القطب الواحد. وقبل الحرب الأوكرانية، خططت روسيا للحصول على (5) ملايين طن من النفط الإيراني بقيمة (45) مليار دولار سنوياً. إلا أن العقوبات الغربية عطلت هذه الخطة. و تعتمد روسيا على الأسلحة المقدمة من إيران في الحرب الأوكرانية، وحصلت الأولى على مئات الطائرات المسيرة الإيرانية، وأشارت تقارير غربية إلى استعداد موسكو لشراء مئات الصواريخ الباليستية الإيرانية، مقابل تزويد إيران بتقنيات عسكرية متطورة، خاصة وأن الأسلحة الإيرانية ساعدت روسيا في تعويض النقص المتزايد لمخزون السلاح لديها بفعل الحرب.

 التعاون بين الصين وروسيا ودول الخليج

وقعت الصين والسعودية شراكة استراتيجية تضمنت (34) اتفاقاً في مجالي الاستثمار والطاقة في ديسمبر 2022، ونجحت الوساطة الصينية في مارس 2023، في إبرام المصالحة بين إيران والسعودية. ووجهت الصين (392) مليار دولار كاستثمارات لمبادرة الحزام والطريق وتحديداً في الشرق الأوسط. و أقامت روسيا تعاوناً نفطياً مع الإمارات والسعودية عبر تحالف “أوبك بلس”، ودعم الخليج زيادة إنتاج النفط بمقدار مليوني برميل يومياً بعد الحرب الأوكرانية، وفي 10 يوليو 2023 أكدت روسيا خلال الاجتماع الوزاري السادس مع مجلس التعاون الخليجي، على دعم الجهود الدبلوماسية في النزاع بين الإمارات وإيران بشأن جزر طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسي، بالقرب من مضيق هرمز.

موقف دول الخليج من أي صراع محتمل بمضيق هرمز

أشارت صحيفة “إزفيستيا” الروسية في 5 مارس 2024، إلى أن الحوثيين أعلنوا استعدادهم أن تشمل العمليات مضيق هرمز، دون التطرق لإغلاق المضيق بشكل كامل. بينما تناول الكاتب الروسي برخور دورينكو، في الصحيفة نفسها، معلومات متداولة حول خطة الحوثيين لتنفيذ عملية مثلث الأقصى، بإغلاق مضيق هرمز وباب المندب وقناة السويس في وقت واحد، خاصة وأن إيران هددت عدة مرات بإغلاق مضيق هرمز في حال الهجوم المباشر عليها. وقال الخبير في مركز “إنفو تيك” التحليلي ألكسندر فرولوف، إن أي تصعيد في المضيق يخلق صدمة اقتصادية لسوق الطاقة العالمي.

توافقت رؤى دول الخليج بضرورة وقف التصعيد في المنطقة، وفي 21 يناير 2024 أكدت الخارجية الإماراتية على خطورة الاعتداءات على الملاحة البحرية في باب المندب والبحر الأحمر، وأعربت الخارجية السعودية عن قلقها من خروج الصراع عن نطاق السيطرة. وتضمن بيان اجتماع مجلس التعاون الخليجي في 3 مارس 2024، تأكيد بأن المفاوضات مع إيران يجب أن تشمل الملاحة والمنشآت النفطية والصواريخ الباليستية، داعياً للحفاظ على الأمن البحري.

سيناريوهات محتملة للمواجهة بين إيران والغرب

أجرت روسيا والصين وإيران تدريبات مشتركة في الفترة من 11- 15 مارس 2024، تحت اسم “حزام الأمن البحري- 2024” بالقرب من خليج عمان، للحفاظ على سلامة النشاط الاقتصادي البحري. وتثير هذه التحركات بجانب التصعيد في مياه البحر الأحمر، مخاوف الغرب من اتساع الصراع ليشمل مضيق هرمز وباب المندب. خاصة وأن التوترات تصاعدت في 8 أغسطس 2023 بين واشنطن وطهران، لتهديد الأولى بوضع حراس على سفن تجارية تمر بمضيق هرمز، لاسيما وأن إيران تستخدم المضيق ورقة ضغط على الغرب لرفع العقوبات عنها.ملف أمن دولي – النووي الإيراني و إنعكاساته على أمن الخليج العربي و البحر الأحمر

في حال سيناريو التصعيد في مضيق هرمز، تتسع دائرة الصراع في حرب غزة وربما تشمل الضفة الغربية والقدس المحتلة، إضافة إلى لبنان وسوريا نظراً للتهديدات من قبل الجماعات الموالية لإيران. ويمتد الصراع إلى حشد عسكري دولي من قبل الصين والغرب في مياه الخليج العربي، ما يعطل حركة التجارة والملاحة الدولية، ويهدد مصالح الصين وأوروبا بشكل مباشر، وينعكس التصعيد على مجريات الحرب الأوكرانية، بتقديم إيران الأسلحة لروسيا، لحسم المعارك مع انشغال الغرب بالصراع في الشرق الأوسط.

تقييم وقراءة مستقبلية

– تحول العلاقة بين الصين والولايات المتحدة من مرحلة “الود المفقود” إلى التوتر العلني، يدفع الصين لزيادة نفوذها في مضيق هرمز ومياه البحر الأحمر، وتخطط لزيادة القواعد العسكرية ونشر سفن بشكل دوري ضمن تدريبات مشتركة مع إيران وروسيا من جانب، وضمن إجراءات روتينية من جانب آخر لحماية الملاحة الدولية ومكافحة القرصنة.

– استراتيجية الصين في مضيق هرمز تعتمد على العمل المدني ثم العسكري، ما يعني أن نفوذ الصين الاقتصادي هو نفوذ عسكري بستار تجاري، للحفاظ على مصالحها التجارية وتأمين وارداتها من النفط الخليجي.

– التقاء الرؤى بين بكين وطهران بشأن رفض الهيمنة الأمريكية، يعزز من فرص التعاون بينهما، في الاستثمارات الصينية بإيران، ويجعل بكين وسيط بين إيران ودول الخليج لتسوية أي خلافات قائمة، الأمر الذي يدعم العلاقة بين الصين ودول الخليج في المسائل الاقتصادية والسياسية، وتأمين مرور النفط عبر مضيق هرمز.

– رغم انخراط روسيا في الحرب الأوكرانية، إلا أنها حريصة على تقوية حضورها في الشرق الأوسط، بالاتفاقيات مع دول الخليج في ملفات الطاقة والتسلح، للتأكيد بأنها ليست بمعزل عن العالم وأن العقوبات الغربية لم تؤثر سلباً عليها.

– تتسم العلاقات بين طهران وموسكو بالقديمة والوطيدة منذ أواخر التسعينيات، وكانت روسيا طوق نجاة لإيران من العقوبات الأمريكية بالحصول على النفط الإيراني، لذا تعاملت إيران بنفس المنطق ومساندة روسيا لمواجهة العقوبات الغربية المفروضة، ما يعزز من فرص روسيا في التواجد بمضيق هرمز بالتدريبات المشتركة.

– تعمل روسيا على موازنة العلاقة بين إيران ودول الخليج، لاحتياجها إلى أسلحة الأولى، والاعتماد على الثانية في الاستثمارات والحفاظ على أسعار الطاقة عالمياً، ما يفسر التصريحات المتوازنة للمسؤولين الروس، بشأن إنهاء الخلافات بين إيران والخليج ضمن التسوية السياسية، وربما يسهم هذا الدور الروسي في تهدئة المشهد بين الجانبين.

-تعول روسيا والصين على توسع مجموعة بريكس، بعد انضمام السعودية والإمارات وإيران بجانب مصر وإثيوبيا، لتشكيل تحالف موازي للقوى الغربية، وتوطيد العلاقات الاقتصادية والعسكرية مع الخليج وإيران، وضمان مصالحهما في المنطقة.

رابط مختصر.https://www.europarabct.com/?p=93162

*حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الارهاب والاستخبارات

الهوامش

China’s Mideast buildup stirs security worries for U.S.

https://bit.ly/3PoTtON

China Leaves Iran Out Of Major Investment Projects

https://bit.ly/3TDuCcJ

لماذا تبرز الصين كمروِّج أساسي للاستقرار في مضيق هرمز

https://bit.ly/4cmtFwA

Russia’s Balancing Act Across the Gulf

https://bit.ly/3TC593o

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...