الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

أمن دولي ـ ما احتمال المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا؟

أوكرانيا
أبريل 03, 2024

بون ـ المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الارهاب والاستخبارات ECCI ـ وحدة الدراسات والتقارير “27”

تتصاعد التساؤلات منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية في 24 فبراير 2023، حول احتمالية التوصل إلى حل سلمي للصراع. كانت هناك عدة جولات من محادثات السلام لوقف الحرب الروسية الأوكرانية عام 2022. وعقد الاجتماع الأول في 28 فبراير 2022، في بيلاروسيا . وانتهت المحادثات دون نتيجة. عُقدت الجولة الثانية والثالثة من المحادثات في 3  و7 مارس 2022، على الحدود بين بيلاروسيا وأوكرانيا. عُقدت الجولة الرابعة والخامسة من المحادثات على التوالي يومي 10 و14 مارس 2022 في تركيا. تمت مناقشة محادثات السلام واستقرار الحدود الدولية بشكل أكبر في البرلمان الأوكراني 9 مايو 2022. ولم تنجح أية محاولات.

الموقف العسكري الميداني

حققت روسيا تقدمًا ملحوظًا في جنوب وشرق أوكرانيا، بينما تواجه مقاومة قوية في الشمال. تواصل أوكرانيا تلقي الدعم العسكري والمالي من الغرب، مما يعزز قدرتها على الصمود. ازدادت حدة الأزمة الإنسانية في أوكرانيا، مع نزوح الملايين من المدنيين. في الجنوب حققت روسيا تقدمًا كبيرًا، وسيطرت على مدن رئيسية مثل خيرسون وماريوبول. يتركز القتال في الشرق في منطقة دونباس، حيث تسعى روسيا للسيطرة على كامل إقليم دونباس. وفي الشمال تمكنت أوكرانيا من صد الهجوم الروسي على كييف العاصمة، وانسحبت القوات الروسية من شمال أوكرانيا. انسحبت القوات الأوكرانية من مدينة أفدييفكا الشرقية في فبراير 2024. وجدت أوكرانيا نفسها مضطرة إلى التخلي عن هذه المدينة التي أصبحت مدمرة إلى حد كبير، في مواجهة نقص متزايد في الموارد، وتعطل المساعدات العسكرية الأمريكية. عززت روسيا قواتها بالمزيد من العناصر والذخيرة، قبل أيام من الذكرى السنوية الثانية لبدء الأزمة  في 24 فبراير.

فشل الهجوم المضاد الذي شنته كييف ضد روسيا في مايو 2023. الذي استهدف اختراق النظام الدفاعي الروسي المبني جنوب الخط الفاصل بين مدينتي زابوريزهيا ودونيتسك، في محاولة للوصول إلى بحر آزوف جنوب ميليتوبول، أو في بيرديانسك أو ماريوبول. وكانت مثل هذه العملية ستمكن الأوكرانيين من تقسيم الجيش الروسي إلى قسمين، وبالتالي عزل قواته الغربية المنتشرة على الضفة اليسرى لنهر دنيبرو. والأهم من ذلك، أنها كانت ستؤدي إلى كسر الجسر البري الذي يربط روسيا بشبه جزيرة القرم. تواصل روسيا شن ضربات صاروخية على البنية التحتية الأوكرانية في جميع أنحاء البلاد. تستمر الدول الغربية في تقديم الدعم العسكري والمالي لأوكرانيا.أمن دولي ـ الناتو وروسيا، هل من مواجهة في البحر الأسود ؟

كيف يؤثر الموقف الميداني على المفاوضات؟

يمنح تقدم روسيا في ساحة المعركة ميزة تفاوضية أقوى. قد يضطر الغرب إلى الضغط على أوكرانيا لتقديم تنازلات. قد تصبح المفاوضات أكثر صعوبة مع ازدياد حدة الأزمة الإنسانية. يعزز التقدم الميداني لروسيا  موقفها التفاوضي ويمنحها ميزة أقوى. كما يمنحها السيطرة على مناطق أكثر أوراق ضغط إضافية في المفاوضات. لكن مع طول أمد الحرب قد يضعف موقفها  خاصة مع ازدياد الضغوط الدولية. بالمقابل تمنع المقاومة الأوكرانية  القوية روسيا من تحقيق انتصار سريع. كما يعزز الدعم الغربي قدرتها على الصمود ويمنحها أوراق ضغط. لكن زيادة الخسائر البشرية والمادية تضعف موقفها التفاوضي. عادةً ما يكون الموقف الميداني للأطراف النزاع في إحداث تأثير كبير على المفاوضات، حيث يحاول كل جانب أن يستفيد من الموقف الميداني التكتيكي قدر الإمكان لخلق ضغط على الجانب الآخر في المفاوضات. قد يؤدي نجاح أو فشل هجوم عسكري لأي طرف إلى تغير في قوة التفاوض لصالح إحدى الأطراف.

هل تدفع أمريكا والناتو أوكرانيا للتفاوض؟

تعتبر الولايات المتحدة والناتو من الأطراف الدولية المهمة في الصراع بين روسيا وأوكرانيا. تُشجع أوكرانيا على التفاوض والبحث عن حل سياسي، وقد يكون لتأثيرهما دور في تحفيز الجهود للتفاوض على السلام. شاركت الولايات المتحدة بالمفاوضات بين روسيا وأوكرانيا عبر ثلاث أليات. الأولى هي المشاركة غير المباشرة، من خلال تقديم الدعم والمشورة لأوكرانيا في المفاوضات. والثانية هي التوسط بين روسيا وأوكرانيا، من خلال لعب دور الوسيط بين روسيا وأوكرانيا لتقريب وجهات نظرهما. والثالث هو ضمان تنفيذ أي اتفاق يتم التوصل إليه بين روسيا وأوكرانيا. تقدم الولايات المتحدة دعما عسكريا لأوكرانيا متمثل في الأسلحة والذخيرة والمعدات العسكرية. كما تقدم مساعدات مالية كبيرة لأوكرانيا لدعم اقتصادها وجيشها. ويدعم الاتحاد الأوروبي موقف كييف سياسيا. في المقابل تسعى الولايات المتحدة والدول الأوروبية إلى الضغط على روسيا من خلال فرض عقوبات اقتصادية قاسية، وزيادة وتيرة تقديم المساعدات العسكرية لأوكرانيا. وحشد الرأي العام الدولي ضد روسيا.أمن دولي ـ ماحقيقة نقص امدادت الأسلحة إلى أوكرانيا ؟

أكد جيك سوليفان، مستشار الأمن الوطني في البيت الأبيض، 18 نوفمبر 2022، أن هناك قنوات اتصال لا تزال مفتوحة بين واشنطن وموسكو على الرغم من الحرب في أوكرانيا. وقال إنه “من مصلحة الولايات المتحدة” أن تبقي على اتصالها بالكرملين. لكنه أصر على أن المسؤولين الأمريكيين “يفهمون جيدا مع من يتعاملون”. جاءت تلك التصريحات بعد أن رفض البيت الأبيض نفي ما جاء في تقارير أشارت إلى أن سوليفان كان يقود محادثات مع روسيا للحيلولة دون تصعيد نووي في أوكرانيا.

هل تقبل أوكرانيا بشروط روسيا؟

ترفض أوكرانيا بعض شروط روسيا، مثل التنازل عن شبه جزيرة القرم. تصر أوكرانيا على استعادة وحدة أراضيها. تسعى أوكرانيا للحصول على ضمانات أمنية من الغرب. يتعين على أوكرانيا أن تقرر إذا ما كانت مستعدة للقبول بشروط روسيا كجزء من عملية التفاوض. تعتبر هذه الشروط مسألة حساسة، خاصة إذا تضمنت انتزاعًا عسكريًا لجزء من الأراضي الأوكرانية أو تأثيرًا كبيرًا على السيادة الأوكرانية. قيام أوكرانيا بالموافقة على تلك الشروط يعد خطوة صعبة وقد يواجه المعارضة الشعبية. أكثر ما يقلق كييف ما يسمى بـ “الإجهاد الأوكراني”، وهو ما يعني تناقص التعاطف والدعم من جانب عامة الناس في البلدان التي تعتمد عليها كشركاء. وقد أسفرت الانتخابات الأخيرة في هولندا وسلوفاكيا بالفعل عن انخفاض الدعم، وأوقفت سلوفاكيا حزمة مساعدات كبيرة لأوكرانيا، في حين قد لا ترسل هولندا طائرات إف-16 التي وعدت بها منذ فترة طويلة.

ماذا عن تجميد الحرب في أوكرانيا؟

ترفض روسيا تجميد الحرب لأن ذلك يعطي فرصة لأوكرانيا والغرب لإعادة تنظيم نفسه، هي لا تريد أن تعيد تجربة منسك 2014 بعد القرم. تصر روسيا على ضمانات أمنية من الغرب، بما في ذلك عدم انضمام أوكرانيا إلى الناتو. تطالب روسيا باعتراف أوكراني بسيطرتها على شبه جزيرة القرم. تسعى روسيا إلى نزع سلاح أوكرانيا. إن التأخير في تقديم المساعدات الخارجية قد يؤدي إلى تباطؤ قدرة أوكرانيا على تزويد جيشها بالأسلحة، الأمر الذي يتسبب في قلق كييف المتزايد وثقة موسكو المتزايدة. وفي مؤتمره الصحفي في ديسمبر 2023، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إن الترسانة العسكرية لبلاده تتزايد قوة في حين أن ما وصفه بـ “رحلة كييف المجانية” مع الغرب من المرجح أن “تنتهي قريباً”. أمن دولي ـ ما فرصة التفاوض بين روسيا وأوكرانيا؟

 إقامة منطقة منزوعة السلاح بين روسيا وأوكرانيا

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في 18 مارس 2024، إن بلاده لن تتراجع عن  الحرب في أوكرانيا، حيث سيكون أحد أهدافها المقبلة هو إنشاء منطقة عازلة على طول الحدود للمساعدة في الحماية من الضربات الأوكرانية بعيدة المدى والغارات عبر الحدود. وأوضح أن أحد أهداف روسيا حاليا هو إنشاء منطقة آمنة سيكون من الصعب اختراقها باستخدام الأصول (الأسلحة) الهجومية الأجنبية الصنع التي بحوزة العدو”. كما حذر بوتين مجددا الغرب من نشر قوات في أوكرانيا. وقال إن الصراع المحتمل بين روسيا والناتو سيضع العالم على “بعد خطوة” من حرب عالمية ثالثة.

تقييم وقراءة مستقبلية

تبقى احتمالية المفاوضات واردة، لكنها صعبة للغاية، وتتطلب المفاوضات تنازلات من كلا الجانبين. من المرجح أن تستمر الحرب حتى يتم التوصل إلى اتفاق سلام. يُعدّ الموقف الميداني أحد أهم العوامل التي تؤثر على مسار المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا. يوحي التطور العسكري الحالي في مناطق الاقتتال بمزيد من الحسم لصالح روسيا. وفي ضوء ذلك، يمكن أن يرى البعض أن حصول مفاوضات حقيقية يصبح أمرًا صعبًا. ومع ذلك، فإن إمكانية التفاوض ما تزال موجودة، وتتطلب دراسة وتقييمات دقيقة للتصريحات والمواقف التي تدعم فكرة التفاوض وتحقيق السلام.

يُعدّ التوصل إلى حل سلمي للصراع في أوكرانيا ضروريًا لتجنب المزيد من المعاناة الإنسانية ومنع تصاعد الصراع إلى حرب عالمية ثالثة، لكنّ تحقيق ذلك يتطلب تنازلات من كلا الجانبين، ووجود إرادة سياسية قوية للتفاوض.

أصبح من الصعب، مع تواصل القتال، التنبؤ بنتائج المفاوضات، لكنّ التوصل إلى حل سلمي للصراع ضروري لتجنب المزيد من المعاناة الإنسانية. رغم صعوبات التفاوض المتعددة، إلا أن هناك احتمالية مستمرة للتفاوض بين روسيا وأوكرانيا لإنهاء الحرب، ونتوقع استمرار المفاوضات وتطورات النزاع المستقبلية

تبدو المفاوضات متعثرة و التوصل إلى اتفاق صعب مع إصرار كل طرف على شروطه. كما أن احتمالية تجميد المفاوضات مع غياب تقدم ملموس على الأرض أمر وارد. وهناك احتمالات أخرى بتصاعد الصراع مع ازدياد التوتر بين الجانبين. من المتوقع أن تحدث تطورات مستقبلية في النزاع العسكري وربما ظهور مفاوضات حقيقية، ولكن ينبغي أن نعتبر ذلك فقط احتمالًا وليس أمرًا مؤكدًا. يجب أخذ جميع الآراء والدراسات المتعددة في الاعتبار لفهم الوضع بشكل شامل وتوقع المستقبل.

رابط مختصر..https://www.europarabct.com/?p=93313

*حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الارهاب والاستخبارات ECCI

هوامش

Elements of an Eventual Russia-Ukraine for Regional Stability in Europe

https://bitly.ws/3h5BL

خمسة أشياء قد تؤثر على الحرب في أوكرانيا في عام 2024

https://bitly.ws/3h5BU

Diplomacy in the Context of the Russian Invasion of Ukraine

https://bitly.ws/3h5Ct

Why Ukraine’s counter-offensive is failing

https://bitly.ws/3h5DQ

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...