الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

أمن دولي ـ كيف يكون الرد الغربي ضد إيران في حالة غلق مضيق هرمز ؟

الأسطول الأمريكي
مارس 20, 2024

بون ـ المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الارهاب والاستخبارات ECCI ـ وحدة الدراسات والتقارير “27”

تتصاعد التوترات في منطقة البحر الأحمر مع استمرار التصعيد بين جماعة الحوثي، والتحالف الغربي بقيادة الولايات المتحدة وبريطانيا منذ ديسمبر 2024. ما يثير مخاوف جمة من احتمالات غلق مضيق هرمز، الممر الملاحي الأهم في العالم الذي يفصل إيران عن شبه الجزيرة العربية. يستخدم لنقل خمس السوائل البترولية في العالم (21) مليون برميل، تعادل (1.2) مليار دولار من النفط يوميًا. وفي حال إغلاقه من المتوقع أن تتسع رقعة الصراع وتشمل العديد من الدول التي ستسعى لتأمين مصالحها الاقتصادية. خاصة أن 10٪ من إجمالي واردات النفط الأمريكية شهريًا تمر عبر المضيق.

القوة البحرية الدولية في البحر الأحمر

أعلن البيت الأبيض في ديسمبر 2023، احتمال إنشاء قوة عمل بحرية لمرافقة السفن التجارية في البحر الأحمر. وجاء هذا الاقتراح في أعقاب استهداف ثلاث سفن بالصواريخ التي أطلقها الحوثيون على سفن الشحن بالبحر الأحمر. هذه القوات البحرية ليست الأولى من نوعها في المنطقة، حيث تم الإعلان عن إنشاء قوة بحرية مشتركة عام 2022. وتعتبر قوة المهام المشتركة (153) إحدى الآليات المشتركة لتعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي ومواجهة التهديدات.

نشرت الولايات المتحدة في 6 أغسطس 2023، سفينتين حربيتين وأكثر من 3000 بحار ومشاة البحرية في البحر الأحمر في رد مكثف من واشنطن على التهديد الذي تتعرض له الشحن التجاري من قبل جماعة الحوثي. وكانت الولايات المتحدة قد نشرت طائرات حربية في المنطقة في مارس 2023. وفي يوليو 2023 أعلنت قرارها بنشر قوات إضافية، تشمل الآلاف من أفراد البحرية، ومقاتلات (إف-35) و(إف-16)، بالإضافة إلى المدمرة يو إس إس توماس هوندر.أمن دولي ـ ما احتمال أن تتخذ إيران خطوة بغلق مضيق هرمز؟

أطلقت دول الاتحاد الأوروبي في 19 فبراير 2024 قوة المهام البحرية “أسبيدس”، وهي بعثة بحرية جديدة منظمة للتصدي لما يشهده البحر الأحمر من اضطرابات متنامية ولاستكمال العمليات الأمريكية الجارية في المنطقة. وكانت السفن التي تملكها وتديرها شركات أوروبية (مثل شركة ميرسك الدنماركية ) من بين السفن التي استهدفها الحوثيون منذ اندلاع الحرب (للحصول على قائمة كاملة بهجمات الحوثيين قبل وأثناء الحرب، راجع خريطة التتبع التفاعلية لمعهد واشنطن ). وبشكل أكثر عمومية، تمثل طرق البحر الأحمر حوالي 12% من التجارة العالمية و 40% من التجارة بين آسيا وأوروبا، لذا فإن الاضطرابات المستمرة يمكن أن تهدد المصالح الاستراتيجية الأوروبية.

فكرت الصين عام 2019 لفترة وجيزة في الانضمام إلى التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة. قال ني جيان، السفير الصيني لدى الإمارات، في  6 أغسطس 2019  : “إذا كان هناك وضع غير آمن للغاية، فسنفكر في مرافقة قواتنا البحرية لسفننا التجارية”. وعلقت السفارة الصينية في أبو ظبي قائلة: “نحن ندرس الاقتراح الأمريكي بشأن ترتيبات المرافقة الخليجية”. يبدو أن الصين ليس لديها ما تخشاه من تدخل إيران في مياه الشرق الأوسط. ولكن هناك عوامل أخرى قد تغير موقف الصين.

ما حدود التصعيد المحتمل وكيف سيكون الرد الأمريكي؟

تجنبت الولايات المتحدة وإيران المواجهة المباشرة بينهما. وقد هاجمت الولايات المتحدة الجماعات المدعومة من إيران في اليمن وسوريا والعراق، في حين استهدفت الجماعات المرتبطة بإيران أفرادًا أمريكيين في العراق وسوريا. كما ضربت طهران ما قالت إنها جماعات مناهضة لإيران في العراق وسوريا وباكستان. وردت باكستان بضربات انتقامية. تشير التقديرات إلى احتمال حدوث  مواجهة عسكرية محدودة بين الولايات المتحدة وحلفاءها الغربيين من جهة وإيران وأذرعها من جهة أخرى. يعكس القرار الذي قادته الولايات المتحدة بضرب أهداف للحوثيين منذ يناير 2024، الضغط الكبير على القادة الأمريكيين للتصرف بقوة بعد العديد من هجمات الحوثيين، بما في ذلك هجوم واسع النطاق بطائرات بدون طيار مسلحة للحوثيين على السفن التجارية في البحر الأحمر في 9 يناير2024.

استخدمت إيران قواتها الخاصة لشن هجمات بدا أنها تهدد التجارة العالمية. ومن الممكن أن تدفع الهجمات الإيرانية، إذا استمرت وتصاعدت، المسؤولين الأمريكيين إلى التأكيد على أن تصرفات إيران تمس بحرية الملاحة الإقليمية وتفي بمعايير الرد المسلح. يقيم قادة الولايات المتحدة تصرفات إيران باعتبارها تهديداً للمصالح الحيوية للولايات المتحدة والمصالح الغربية الأوسع، فإن الاعتبارات التي كانت دائماً تثير الحذر في واشنطن بشأن مسألة الصراع المسلح مع إيران تظل قائمة. هناك مخاوف جدية من أن أي ضربة عسكرية على إيران، حتى لو كانت محدودة، يمكن أن تؤدي إلى حرب طويلة الأمد مع طهران والتي من المؤكد أنها ستشمل المنطقة بأكملها.

تفاقم الصراع مع إيران سيكون له آثار اقتصادية وسياسية وأمنية كبيرة على الولايات المتحدة. وإذا انخرطت الولايات المتحدة وإيران في صراع عسكري. فقد تحاول إيران إغلاق مضيق  هرمز. وهو ما من شأنه أن يرفع أسعار النفط عالمياً. في يونيو 2019، رفض الناتو الالتزام  بالعمل مع أمريكا لتأمين حرية الملاحة في مضيق هرمز. يمكن أن تؤدي المواجهة بين أمريكا وإيران إلى تصعيد الحرب بالوكالة في دول مثل سوريا واليمن أو زيادة الضربات الصاروخية الإيرانية التي تستهدف  سبعين ألف  جندي أمريكي في الشرق الأوسط.

حذر وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، 25 أكتوبر 2023، الولايات المتحدة الأمريكية من أنه إذا لم يتوقف الانتقام الإسرائيلي ضد غزة، فإنها “لن تسلم من النار”. كما حذر عبد اللهيان من “خروج منطقة الشرق الأوسط عن السيطرة” إذا لم توقف إسرائيل هجماتها على قطاع غزة. كذلك حذر قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي الولايات المتحدة، قائلاً “لقد اختبرتمونا في ميدان المعركة واختبرناكم نحن أيضاً. ولن نترك أيّ تهديد دون اتخاذ إجراء مضاد له، وبينما لا نسعى إلى الحرب، لسنا خائفين أو نهرب منها”. أكد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي 3 فبراير 2024، على رسالة مفادها “لن نشن أيّ حرب، لكن إذا كان هناك بلد أو معتد يريد أن يستأسد علينا، فسوف نكون حازمين في ردنا على ذلك”. أمن دولي ـ الناتو وروسيا، هل من مواجهة في البحر الأسود ؟

تداعيات المواجهة العسكرية في مضيق هرمز

تشكل هجمات الحوثيين تهديدًا كبيرًا لتدفق حركة المرور على طول أحد الطرق البحرية الأساسية في العالم، وبالتالي تؤثر على التجارة العالمية على نطاق أوسع. ووفقاً لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية، يمر ما يقرب من 8.8 مليون برميل من النفط عبر البحر الأحمر ومضيق باب المندب الضيق. وتمر 30% من شحنات النفط العالمية عبر البحر الأحمر ومضيق باب المندب كل عام، وتقع ضمن نطاق عمليات الحوثيين. ويعد هذا الطريق بالتحديد أحد أهم نقاط الاختناق في التجارة العالمية. هناك استراتيجية إيرانية أوسع لتعطيل مناطق استراتيجية مزدحمة بالسفن مثل مضيق هرمز. وتتجاوز الاستراتيجية كونها تهديداً إقليمياً. فهو يهدد بتغيير نظام الردع القائم بين إيران والولايات المتحدة وإسرائيل بشكل كامل إلى هجوم اقتصادي واجتماعي وسياسي استراتيجي ضدهما على حد سواء ويلعب الحوثيون دورًا مهمًا في هذه الاستراتيجية.

تدرك الولايات المتحدة أن عملية (حارس الإزدهار) التي انطلقت في يناير 2024 لن تنجح في كبح جماح الحوثيين، كما ان عسكرة البحر الأحمر لا يمكن أن يكون حلاً مستداماً للأزمة. وربما يغري ذلك جماعة الحوثي بتجربة أساليب وشن هجمات أكثر جرأة. ويخشى أن تؤدي هجمات البحر الأحمر إلى إشعال حرب إقليمية، أو أن تشهد المضائق المزيد من الهيمنة مع محاولة إيران توسيع النزاع البحري نحو هرمز والمحيط الهندي.أمن دولي ـ أوروبا تعاني من عقدة الحرب الباردة مع روسيا

 موقف الصين وروسيا

أجرت الصين إلى جانب إيران وروسيا في 12 مارس 2024، شارك فيها أكثر من 20 سفينة، وعكست المناورة رسالة للغرب حول طبيعة الدعم والتعاون المشترك بين روسيا والصين وإيران. في المقابل، ذكرت أربعة مصادر إيرانية ودبلوماسي في يناير 2024 بأن مسؤولين صينيين طلبوا من نظرائهم الإيرانيين المساعدة في وقف هجمات الحوثيون على سفن في البحر الأحمر. وقالوا إن ضررا قد يلحق بالعلاقات التجارية مع بكين في حال عدم الاستجابة لهذه المطالب. انتقدت روسيا بشدة الضربات التي شنتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ضد جماعة الحوثي في يناير 2024. ورد المسؤولون الروس بغضب على أنباء الهجمات الأمريكية والبريطانية على الحوثيين. وقال دميتري بيسكوف، المتحدث باسم الرئيس فلاديمير بوتين، إنها “غير شرعية”. دعا رئيس مجلس الدوما فياتشيسلاف فولودين الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى مواجهة إجراءات جنائية، وطلبت وزارة الخارجية عقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن الدولي.

ماذا عن موقف السعودية ودولة الإمارات؟

قال وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان في 21 يناير 2024، إن المملكة “قلقة للغاية” من أن التوترات في البحر الأحمر، وسط هجمات الحوثيين في اليمن والضربات الأمريكية على أهداف تابعة للحوثيين، قد تخرج عن نطاق السيطرة وتؤدي إلى تصعيد الصراع في المنطقة. وحثت دولة الإمارات الولايات المتحدة على دعم الوقف الفوري لإطلاق النار في الحرب الإسرائيلية على غزة، محذرة من أن خطر اندلاع حريق إقليمي يتزايد يوميا مع استمرار الصراع المستمر منذ 7 أكتوبر 2023.

 موقف الأمم المتحدة

تمثل “اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار” 1982 و”اتفاقية جنيف” لعام 1958 القوانين المنظمة لمرور السفن عبر مضيق هرمز وباب المندب. ويمنح النظام الدولي الدول الساحلية حقوقاً تنظيمية على السفن التي ترفع أعلاماً أجنبية أكثر مما يمكن أن تمارسه في أعالي البحار. وفي مضيق هرمز، تقع هذه الممرات بكاملها في المياه العُمانية. أمّا في الخليج العربي/الفارسي، فتمر في الغالب عبر المياه الإيرانية. أساءت إيران، من خلال عمليات الاستيلاء وتحركاتها المضادة المختلفة، استخدام أحكام “اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار لعام 1982”.

تقييم وقراءة مستقبلية 

يحتل الجيش الأمريكي المرتبة الأولى عالمياً بينما يحتل نظيره الإيراني المرتبة الرابعة عشر بين أقوى جيوش العالم، تبلغ ميزانية الدفاع ومعدل الانفاق السنوي للجيش الأمريكي 716 مليار دولار أمريكي، أما نظيره الإيراني فتبلغ 6.3 مليار دولار أمريكي فقط وهذا فارق كبير جداً. ما يعني تفوق القدرات العسكرية الأمريكية حال انزلق الصراع لمواجهة مباشرة.

تدرك الولايات المتحدة وحلفاءها أن استهداف أهداف إيرانية مباشرة من شأنها أن تؤدي إلى تصعيد المناوشات المحدودة نسبياً إلى حرب شاملة. ومن شبه المؤكد أن حلفاء إيران في العراق سيدعمون طهران من خلال مهاجمة المنشآت الدبلوماسية الأمريكية في البلاد. أيضاً الميليشيات المتحالفة مع إيران في سوريا ستصعد هجماتها على 950 عسكريًا أمريكيًا منتشرين هناك لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية . لذلك فإن أي صراع مباشر مع إيران سيكون مكلفاً عسكرياً، ومالياً، ودبلوماسياً.

بالنسبة للولايات المتحدة، يظل إبقاء مضيق هرمز مفتوحًا أمام الشحن يمثل أولوية لضمان عدم ارتفاع أسعار الطاقة العالمية، خاصة وأن حرب روسيا على أوكرانيا تضغط على الأسواق. وتحتاج دول الخليج العربية إلى الممر المائي لتوصيل نفطها إلى الأسواق وتشعر بالقلق بشأن نوايا إيران في المنطقة على نطاق أوسع.

لا يملك الوسطاء العالميون إلى حد كبير إلى النفوذ أمام واشنطن أو طهران لوقف التصعيد، ومع ذلك، فإن القادة الأمريكيين والإيرانيين يعبرون عن وعيهم بعواقب الحرب الشاملة ويبدو أنهم يحاولون معايرة أفعالهم لمحاولة تجنبها.

يبدو أن الدول العربية الكبرى تركز في المقام الأول على وقف إطلاق النار في غزة وإنهاء الحرب وإرساء حل الدولتين، وتعمل في الوقت ذاته بجهد كبير على منع أي تصعيد بين الولايات المتحدة وإيران قد يضع المنطقة في نزاع طويل وحرب غير محمودة العواقب.

إغلاق باب المندب ومضيق هرمز سيؤثر بشكل قطعي على سلاسل التوريد العالمية التي لا تزال في كثير من الحالات تتعافى من الانقطاعات الناجمة عن جائحة كوفيد – 19 والصراع بين روسيا وأوكرانيا.

رابط مختصر..https://www.europarabct.com/?p=93143

*حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الارهاب والاستخبارات ECCI

هوامش

?IntelBrief: Are the US and Iran Headed Toward Conflict

https://bitly.ws/3gdWe

China’s Response to the Houthi Attacks in the Red Sea

https://bitly.ws/3gdWE

Implications of the Growing US Military Presence in the Red Sea and Arabian Gulf

https://bitly.ws/3gdX4

FT: U.S., Iran Held Secret Talks on Red Sea De-escalation

https://bitly.ws/3gdXw

The Red Sea Crisis, Food Insecurity and Conflict

https://bitly.ws/3gdYe

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...