المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات ـ ألمانيا وهولندا
إعداد: اكرام زيادة، باحثة في المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات
أزمة أوكرانيا ـ تكتيكات روسيا بعد الانسحاب من أطراف كييف
هاجمت روسيا أوكرانيا في 24 فبراير 2022 في أكبر هجوم عسكري تشهده القارة الأوروبية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. كانت الأهداف المعلنة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ذلك الوقت هي منع أوكرانيا من الانضمام إلى الناتو، ونزع السلاح و”اجتثاث النازية” في الدولة المجاورة ، لقد كانت بداية عملية حرب أدت إلى قلب النظام العالمي. وبعد أكثر من شهر بقليل، يشعر الكرملين أن الأهداف المحددة للمرحلة الأولى يتم تحقيقها ” بنجاح”، زاعماً أن مرحلة جديدة على وشك البدء، تركز على تحرير منطقة دونباس في جنوب شرق أوكرانيا. لكن التقارير الاستخبارية الغربية تشير لحقائق تتضمن سلسلة من النكسات أدت إلى انسحاب كبير وإعادة تموضع القات الروسية. وإذا كان الخبراء الغربيون يجمعون على أن روسيا أخفقت بعد انسحابها من كييف، فان إعادة الانتشار الراهنة للقوات الروسية نحو الشرق ودونباس تثير تأويلات مختلفة ومتناقضة.
الانسحاب الروسي من محيط كييف
استعادت أوكرانيا في 2 إبريل 2022 السيطرة على جميع المناطق المحيطة بمدينة كييف، وأعلنت السيطرة الكاملة على منطقة العاصمة للمرة الأولى منذ أن بدأ الهجوم الروسي. وقال أوليكسي أريستوفيتش، مستشار الرئيس الأوكراني، إن القوات الأوكرانية استعادت السيطرة على أكثر من (30) بلدة وقرية في المنطقة، بحسب رويترز. فيما قال معهد دراسات الحرب إن الوحدات الروسية “أكملت إلى حد كبير انسحابها” من كييف بحلول 5 ابريل 2022.
وكان نائب وزير الدفاع الروسي الجنرال ألكسندر فومينا قد صرح في 29 مارس 2022 “قررنا بشكل جذري، ولعدة أسباب تقليص أنشطتنا العسكرية في اتجاه مدن كييف وتشرنيغيف، من أجل زيادة الثقة المتبادلة وتوفير الظروف المطلوبة لمزيد من المحادثات في إسطنبول”. أزمة أوكرانيا ـ غزو القوات الروسية إلى أوكرانيا ـ هل من مواجهة محتملة مع الناتو؟
هزيمة استراتيجية روسية – وجهة النظر الغربية
تحتفي التقارير الغربية بالمقاومة الأوكرانية، التي أعاقت روسيا من تمكن الاستيلاء على المدن الرئيسية في أوكرانيا – العاصمة كييف وخاركيف وميكولايف و أوديسا – . فبينما تستعيد القوات الأوكرانية الأرض في عدة أجزاء من البلاد، تنسحب القوات الروسية من مواقعها على الجبهة الشمالية، -خاصة من مواقعها حول كييف-. وهو ما عبر عنه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بالقول: “ما رأيناه في أوكرانيا هو بالفعل نكسة استراتيجية وربما حتى هزيمة لروسيا”.
ونشرت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية تقريراً رصد كيف تستخدم أوكرانيا هجمات مضادة بأسلوب حرب العصابات وتبادر بالهجوم على روسيا، فإربين، على سبيل المثال، كان يفترض أن تكون جسراً سهلاً للروس يدخلون منه إلى كييف. لكن قرار أوكرانيا بتفجير الجسور في العاصمة عطّل تقدم الجنود الروس، مجبراً إياهم على اللجوء إلى الالتفاف وعرّضهم للقصف والأسلحة الغربية المضادة للدبابات.
تراوحت الأسباب التي أدت للهزيمة الروسية من وجهة النظر الغربية، ما بين فشل خطوط الإمداد والتحديات اللوجستية وسوء التخطيط إلى حجم القوات غير الكافية. يقول فرانسوا هايسبورغ، المستشار الخاص لمؤسسة فرنسا للأبحاث الاستراتيجية (FFRS) إن السبب الأساسي لـ”لفشل الروسي”، على حد تعبيره، هو التحليل السياسي الخاطئ من قبل الكرملين الذي دفع المسؤولين إلى الاعتقاد بأنه لن تكون هناك مثل هذه المقاومة القوية من قبل الأوكرانيين، وهي حقيقة أدت أيضاً إلى التخطيط العسكري غير الكافي.
تتفق روث ديرموند، الباحثة في قسم دراسات الحرب في كينجز كوليدج لندن، على هذا الرأي قائلة: “لقد كانت كارثة، نحن نلاحظ خسائر كبيرة، وإخفاقات في الاتصالات واللوجستيات، وعلامات على الفساد. إنهم يُجبرون على اللجوء إلى المرتزقة، وهم ينسحبون من كييف، لا شك أن روسيا تخسر الحرب”. الأزمة الأوكرانية ; تجنيد المقاتلين السوريين، حقائق وأبعاد
وقال ثلاثة مسؤولين أميركيين تحدثوا لوكالة رويترز بتاريخ 25 مارس 2022 إن الصواريخ الروسية فشلت بنسبة تصل إلى (60%) في أوكرانيا، وهو التفسير المفترض للتقدم البطيء للغزو الروسي. وعلى الرغم من أن رويترز لم تتمكن من تحديد معدل الفشل الدقيق لصواريخ كروز التي يتم إطلاقها من الجو، قال خبيران قابلتهما الوكالة إن أي معدل فشل بنسبة (20%) أو أكثر سيعتبر مرتفعاً.
يزعم مارك كانسيان، كبير المستشارين في المركز الأمريكي للدراسات الاستراتيجية والدولية، أن روسيا قد تكون خسرت “حوالي ربع قوتها القتالية الأولية”. وبحسب صحيفة “الغارديان” البريطانية عانت روسيا أمشكلة في أن قواتها تكبدت خسائر قاسية بسبب هجومها متعدد الجبهات “المفرط في التفاؤل وسوء التخطيط” وربما هذا ما دفعها للتركيز فقط الجبهة الشرقية. وبحسب الصحيفة، يمكن أن يكون عدد القتلى الروس في أوكرانيا من (7,000 إلى 15,000)، من قوة غزو تبلغ حوالي (140,000) جندي بحسب تقديرات غربية.
نجاح العملية الخاصة – الرواية الروسية
فسّر الخبراء العسكريين الموالين لروسيا الانسحاب الروسي من أطراف العاصمة الأوكرانية كييف، أن العاصمة لا تشكل أهمية استراتيجية أو عسكرية. والدليل تراجع القوات الروسية إلى حدود بيلاروسيا ومناطق الشرق لتعزيز المناطق التي تمت السيطرة عليها بالفعل، والتي تشكل هدفاً رئيسياً للعملية وليس العاصمة. وأن موسكو تهدف بالقصف الروسي للعاصمة وحصارها إيصال رسالة من خلاله، وهي الضغط على أوكرانيا في عملية التفاوض.
اتصالاً بذلك، أعلن الكرملين في 8 ابريل 2022 أن الحرب الروسية الأوكرانية قد تنتهي “في المستقبل القريب” لأن أهدافها تتحقق بفضل الجهد الذي يبذله الجيش والمفاوضون. يمكن القول أن الاعلان الروسي عن نجاح عمليته الخاصة، ارتكز على المعطيات التالية:
- تمكن قوات جمهوريتي الدونباس (دونيتسك ولوغانسك) من السيطرة على مساحات واسعة من أراضي الإقليم لضمّها الى المناطق الواقعة تحت سيطرة الحكومتين اللتين أعلنتا استقلالهما والانفصال عن أوكرانيا وفي هذا تنفيذ ميداني لأحد أهداف العملية المتصل بحماية السكان من أصل روسي من بطش القوات الأوكرانية.
- تدمير القدرات العسكرية للقوات المسلحة الأوكرانية بحيث تمّ اخراج ما يوازي (75%) من هذه القدرات من الخدمة خاصة أسلحة الطيران والدفاع الجوي والمدرعات والبحرية.
- تدمير البنية العسكرية التحتية للجيش الاوكراني وقطع طرق إمداده من الغرب بشكل واسع وبنسب عالية.
- توجيه ضربة قاصمة للبرنامج البحثي الجرثومي والبيولوجي في المنطقة الشرقية من أوكرانيا والذي تموله وتديره أميركا وهو كما يبدو مخصص للنيل من روسيا ومصالحها الأمنية والدفاعية.
- حرمان أوكرانيا من شواطئها على بحر أزوف والبحر الأسود اذ بعد أن تم تحييد بحريّتها.
على ضوء ما تقدّم، وجدت روسيا نفسها أنها وفي أقل من (40) يوماً حققت الكثير من الإنجازات العسكرية وحجماً ملائماً من الضغط لحمل أوكرانيا الى طاولة التفاوض، ولذلك اتخذ بوتين قراره بتخفيف الوجود العسكري على الاتجاه الشمالي في جبهة كييف.
ينبغي الإشارة إلى أن هذا لا يعني خفضاً للتصعيد، بل إن المرحلة الأولى من العملية الخاصة الروسية “اكتملت بنجاح” على ما يبدو، وهي إضعاف القدرات العسكرية للجيش الأوكراني، من أجل تسهيل المهمة الروسية في تركيز جهودها على هدفها الرئيسي – السيطرة على دونباس بالكامل -، وعلى هذا الأساس يمكن القول إن تثبيت وضع نهائي في دونباس هو الهدف الحقيقي من الحرب، وليس احتلال أوكرانيا بالكامل.
حيث يجادل العديد من المراقبين الموالين لروسيا بأن الانسحاب من الشمال خطوة عبقرية: الروس يعيدون تجميع صفوفهم لشن هجوم كبير في الشرق، وهذا ليس خطأ من الناحية الإستراتيجية، وفي الواقع، سيشكل الهجوم الروسي من أجل إحكام السيطرة على دونباس، تحولاً نوعياً في سياق العملية العسكرية، ما يشير إلى أن الانسحاب الروسي من الشمال خطوة متعمدة، من أجل إعادة صياغة مسرح العمليات وفق المعطيات الجديدة التي ستفرزها عملية السيطرة الكاملة على دونباس.
تكتيك روسي – ” نقطة انعطاف “
يتوقع مسؤولو الإدارة الأميركية أن يمثل الانسحاب الروسي من كييف، وإعادة تجميع القوات الروسية شرقي أوكرانيا بداية فصل جديد من الحرب و “نقطة انعطاف”، قد ينذر بقتال أبشع مستقبلاً. حيث قال وزير الدفاع ورئيس أركان الجيش الأميركيَان خلال جلسة استماع في الكونغرس بتاريخ 8 ابريل 2022 إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “تخلى” عن مساعي السيطرة على كييف للتركيز على إقليم دونباس، مؤكدين أن نتيجة الحرب في أوكرانيا “لم تتضح بعد”. وكان مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، قد رجح في إفادة صحافية لـ “واشنطن بوست” في 5 ابريل 2022، أن الكرملين “راجع أهدافه الحربية”، ويحاول حالياً “تركيز عملياته الهجومية في شرق وأجزاء من جنوبي أوكرانيا”.
وفي هذا الإطار، سبقهم الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، وقال في 3 ابريل 2022 إن سحب روسيا للقوات من كييف ليس انسحاباً حقيقياً، وإنما إعادة نشر للقوات يمكن أن يتبعها مزيد من الهجمات. ورأت صحيفة “وول ستريت جورنال” في تقريرها المنشور في 3 ابريل 2022 أن الأمر المرعب هو أن يستمر المسؤولون في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن في التأكيد على أن الحرب هي “هزيمة استراتيجية” لبوتين.
نقلت شبكة “سي إن إن” الأمريكية عن مسؤولين أمريكيين أن الرئيس بوتين يضع نصب عينَيه تاريخ التاسع من مايو المقبل، ذكرى عيد النصر في روسيا، لإعلانه تحقيق النصر في الشرق الأوكراني. سيحدد هذا التاريخ ما إذا كانت هذه المرحلة الأولية من الحرب هي نهاية المعركةـ أم مجرد بداية جديدة من حرب الاستنزاف، تماماً مثل تجربة الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة في أفغانستان.
الإنعطافة الروسية ترافقت مع إعادة روسيا تنظيم قيادة القوات الروسية في أوكرانيا ووضع قائداً جديداً، الجنرال ألكسندر دفورنيكوف، والذي كان يقود القوات الروسية في سوريا ويتمتع بخبرة عملياتية كبيرة. في خطوة يرتقب أن ترفع فعالية الغزو الروسي، بحسب ما أفادت هيئة الإذاعة البريطانية نقلاً عن مسؤول غربي، في 9 ابريل 2022.
وتبرز المنطقة الشرقية من أوكرانيا، المعروفة باسم دونباس، باعتبارها ساحة المعركة الأكثر أهمية في هذه المرحلة من الحرب بين الجيش الروسي والقوات الأوكرانية. ووفقاً لتقديرات مخابراتية، فقد وضع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نصب عينيه السيطرة الكاملة على هذه المنطقة أثناء سحب قواته من ضواحي كييف. الأزمة الأوكرانية ـ أهمية إقليم دونباس وماريوبول في خريطة الصراع. بقلم بسمه فايد
كما يسعى الروس إلى بسط سيطرتهم الكاملة على ماريوبول الواقعة في جنوب شرق أوكرانيا والمطلة على بحر آزوف ـ والتي أصبحت تحت سيطرة موسكو، اذ أكد زعيم الانفصاليين في منطقة دونيتسك، دينيس بوشيلين، 11 ابريل 2022، أن قواته سيطرت بشكل كامل على منطقة المرفأ في المدينة التي يحاصرها الجيش الروسي منذ أكثر من شهر.
ويشدد بيار رازو مدير “المؤسسة المتوسطية للدراسات الإستراتيجية ” على أهمية السيطرة مدينة ماربول، ويقول إن هذا الأمر من شأنه أن يوفر سيطرة للجيش الروسي من القرم، وصولاً إلى جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الانفصاليتين؛ ما سيمكّن الروس من إحكام قبضتهم على ما تبقى من منطقة دونباس وبسط سيطرتهم على جنوب أوكرانيا وسواحل بحر آزوف.
التقييم
سحب روسيا قواتها تدريجياً من غرب أوكرانيا والتركيز على إحكام السيطرة على الأقاليم الشرقية، وخصوصاً إقليم دونباس والشريط البري الرابط بينه وبين شبه جزيرة القرم، التي ضمتها موسكو عام 2014، يتم تصويره الآن من جانب التسريبات الاستخباراتية الأمريكية على أنه هزيمة لبوتين أو على الأقل فشل لخطته الأصلية، على الرغم من أن ذلك يعتبر انتصاراً من وجهة نظر الكرملين.
إذ تشير البيانات المتاحة إلى أن روسيا تُلحق أضراراً جسيمة بأوكرانيا. لقد حققت تقدماً كبيراً في الأراضي الأوكرانية. علاوة على ذلك، فقد نجحت في جعل الحكومة في كييف تتحدث علانية عن التفاوض بشأن وضع محايد لأوكرانيا كجزء من اتفاق سلام محتمل.
روسيا تسير وفق خططها العسكرية الموضوعة منذ بدء هذه الحرب. والتي ترتكز أساساً على السيطرة علي المناطق التي فيها نسبة شعبية كبيرة مؤيدة لها في شرق أوكرانيا. ولهذا لم نر أي تقدم عسكري روسي جدي نحو العاصمة كييف وأوديسا وغيرهما من مدن. كونه ليس من مصلحة روسيا التمدد نحو المناطق البعيدة نسبياً عن حدودها مع أوكرانيا. خاصة وأن القوات الأوكرانية منتشرة فيها بكثافة. وغالبية السكان في تلك المناطق ضد التدخل الروسي على عكس معظم سكان شرق البلاد.
أوكرانيا من جانبها سوف تدرك تغيرات طبيعة الحرب، حيث أصبحت خطوط إمدادها، ولا سيما الأسلحة من الغرب، أكثر تدفقاً وأماناً. لكن على الرغم من الهجمات المضادة المحدودة، لا يوجد ما يشير إلى أن قواتها لديها القدرة على صد القوات الروسية حيث حققت مكاسب في الشرق والجنوب.
هناك موقف معقد تمر به الحرب الروسية الأوكرانية حالياً، ففي الوقت الذي تزداد فيه التكهنات التي تقف خلف الغاية الرئيسية وراء الانسحاب الروسي الأخير، إلا أنه لا بدَّ من التأكيد أن هناك واقعاً عسكرياً صعباً تواجهه روسيا في أوكرانيا، ويبدو أن الرئيس بوتين قد يطمح في الأيام المقبلة، وبناءً على خطوة الانسحاب الأخيرة، والسيطرة على الشرق الاوكراني أن يعلن النصر في هذه الحرب وعلى المناطق التي تسيطر عليها القوات الروسية، من أجل تحقيق عدة أهداف، أبرزها إيقاف الحرب، وتثبيت الوضع القائم في الشرق، وتغيير الخارطة الأوكرانية، وتخفيف الضغوط الغربية.
رابط مختصر.. https://www.europarabct.com/?p=81273
*حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات
الهوامش
أوكرانيا تعلن استعادة السيطرة على منطقة كييف وروسيا تركز على الشرق
https://bit.ly/37cz3FZ
RUSSIAN OFFENSIVE CAMPAIGN ASSESSMENT, APRIL 5
https://bit.ly/3rjQuLI
Military briefing: Ukraine uses guerrilla counter-attacks to take fight to Russia
https://on.ft.com/3JCVoJP
Ukraine Isn’t yet a ‘Strategic Defeat’ for Putin
https://on.wsj.com/3vaduho
Russian Casualties in Ukraine: Reaching the Tipping Point
https://bit.ly/3LRKj9i
معلومات استخباراتية تكشف نسبة فشل الصواريخ الروسية في أوكرانيا
https://arbne.ws/3jusKQA
Senior Defense Official Holds a Background Briefing
https://bit.ly/3uzbKze
How Kyiv’s outgunned defenders have kept Russian forces from capturing the capital
https://wapo.st/3O4lk4D