الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

أمن دولي – المفهوم الاستراتيجي الجديد لحلف الناتو وتأثيره على الأمن الدولي (ملف)

الناتو
مايو 14, 2023

المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات ـ ألمانيا وهولندا

بون ـ  إعداد وحدة الدراسات والتقارير

ملف: أمن دولي ـ المفهوم الاستراتيجي الجديد لحلف الناتو وتأثيره على الأمن الدولي

يتناول الملف بالعرض والتحليل المفهوم الاستراتيجي الجديد لحلف الناتو، من حيث الأهداف، والمهام، والقدرات، والشراكات الإستراتيجية. والتحركات نجو توسيع الناتو تجاه  غرب البلقان. ويناقش الملف تأثير المتغيرات الجديدة على الأمن الدولي والأوروبي.

ويركز الملف في تحليله على المحاور التالية:

  • أمن دولي ـ قواعد الردع والدفاع لحلف الناتو
  • أمن دولي ـ القدرات النووية والاستراتيجية لحلف الناتو
  • أمن دولي – تداعيات توسع الناتو غرب البلقان وأوروبا

 1- أمن دولي ـ قواعد الردع والدفاع لحلف الناتو

يعتمد موقف الردع والدفاع لحلف الناتو على مزيج مناسب من القدرات الدفاعية النووية والتقليدية والصاروخية، تُكمّلها القدرات الفضائية والإلكترونية. ويسعى حلف الناتو إلى تكثيف تواجده باستمرار على الأرض والبحر وفي الجو من خلال تعزيز الدفاع الجوّي والصاروخي.

تعزيز الجاهزية المشتركة بشكل جماعي

تعد “قوة الرد السريع” بمثابة جدار الردع والحماية لحلف شمال الأطلسي (الناتو) حيث تتشكل من وحدات قتالية متعددة الجنسيات جاهزة وعلى أهبة الاستعداد دائماً، ففي حالة الطوارئ تكون هذه الوحدات قادرة على التحرك إلى مناطق الأزمات في غضون (48) ساعة للقيام بمهام برية أو بحرية أو جوية.

أعلن حلف شمال الأطلسي نشر عناصر من “قوة الرد” التابعة له بهدف تعزيز قدراته الدفاعية في 26 فبراير 2022 وتضم القوة (40) ألف جندي ومحورها قوة العمليات المشتركة “VJTF” المكونة من (8000) مقاتل بقيادة فرنسا وتضم لواء متعدد الجنسيات وكتائب مدعومة بوحدات جوية وبحرية وقوات خاصة.

تعتمد العقيدة الاستراتيجية لحلف الناتو الذي تم تحديثها في قمة مدريد في يونيو 2022، على أن ما دامت الأسلحة النووية موجودة سيظل الناتو تحالفاً نووياً وقررت دول الناتو على رأسها الولايات المتحدة . في 27 أكتوبر 2022 تسريع نشر القنابل التكتيكية النووية “B61-12” المطورة في أوروبا، وتسليمها إلى قواعد الناتو في أوروبا

تعزيز الأمن الجوي للناتو

نشر حلف الناتو (8) طائرات هولندية من طراز F-35 في “مالبورك” بولندا،، في الثالث من فبراير 2023 لتنضم إلى مهمة الناتو لتعزيز الموقف الدفاعي على طول الجانب الشرقي في فبراير ومارس 2023. بينما يتم توظيف (4)من مقاتلات الجيل الخامس لدعم حفظ الأمن في سماء المنطقة، تكون الطائرات الأربع الأخرى متاحة لإجراء هذا النوع من المهام التدريبية مع الحلفاء أو الاستعداد لزيادة المهمة الدفاعية عند الحاجة. ـأمن دولي ـ عقيدة حلف “الناتو” النووية وسيناريوهات الرد على موسكو

انتقلت أولى وحدات حلف “الناتو” متعددة الجنسيات والمزودة بمنظومات الدفاع الجوي “باتريوت” إلى سلوفاكيا في 20 مارس 2022. يعزز الحلف دفاعاته في جناحه الشرقي داخل قاعدة “سلياك” العسكرية وسط سلوفاكيا، قبل أن يتم نشرها في مناطق أخرى لحماية أكبر للحلف.

أكد حلف شمال الأطلسي (الناتو) نشر طائرات استطلاع لنظام الإنذار والمراقبة المحمولة جواً (أواكس) في بوخارست، رومانيا في 12 يناير 2023 وتقوم بدعم الوجود المعزز للحلف في المنطقة “يمكن لنظام أواكس الخاص اكتشاف الطائرات على بعد مئات الكيلومترات مما يجعلها قدرة رئيسية للردع والدفاع لحلف الناتو.

حماية الأمن البحري للناتو

عزز حلف الناتو من قدراته الجوية للمراقبة على سواحل البحر الأسود المقابلة لروسيا، حيث نشرت القوات الفرنسية نظام دفاع متوسط المدى “مامبا” فى دولة رومانيا، وتتولى القوات الإيطالية الإشراف عليه. نظام “مامبا” مخصص للمراقبة وتزويد القيادة الرئيسية للحلف بكل الملاحظات والتطورات، بالإضافة إلى أنه مصمم لمواجهة صواريخ كروز ويمكن التعامل مع تهديدات متعددة من خلال قدراته على الإطلاق المتعدد.

أجرى حلف “الناتو” في 18 يناير 2023 بمشاركة الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا وبولندا مناورات بحرية وجوية في ليتوانيا ولاتفيا وإستونيا المطلة على بحر البلطيق. وأجرت قوات جوية وبحرية من فرنسا وبولندا وألمانيا والولايات المتحدة في 19 يناير 2023 تدريباً جوياً وبحرياً تكاملياً في ليتوانيا ولاتفيا وإستونيا، يشمل هجمات جوية لمقاتلات الدول الحليفة ضد أهداف أرضية”.

يوجد لدى الناتو (5) مقار عالية القدرة وتعد “تورمارفور” إحدى قوات العمل البحرية عالية الجاهزية. وعزز الناتو من وحدة أسطول حلف شمال الأطلسي في شمال المحيط الأطلسي وكذلك في بحر الشمال وبحر البلطيق عبر إرسال فرقاطة كجزء من قوة التدخل السريع التابعة للناتو وعلى متنها طاقم يضم نحو (210) شخص للمشاركة في هذه المهمة لدعم الجناح الشمالي للحلف العسكري.

تسريع التحوُّل الرقمي داخل الناتو

وقِعَتْ المادة الثالثة من اتفاقية حلف الناتو وتم المصادقة عليها من قبل مجلس الشيوخ في 21 يوليو 1949 صادق عليها رئيس الولايات المتحدة في 25 يوليو 1949 وأودعت في واشنطن 25 يوليو 1949 ودخلت حيز التنفيذ في عام 1949. وذلك لتحقيق أهداف هذه الاتفاقية بشكل أفضل. ويعمل الأطراف داخل الحلف فرادى ومجتمعين من خلال الاعتماد الذاتي الفعال والدائم والدعم المتبادل ضد الهجمات والاعتداءات.

وافق حلفاء الناتو في 13 أكتوبر 2022 استجابةً لدعوة المفهوم الاستراتيجي لعام 2022 تسريع التحول الرقمي لحلف الناتو بحلول عام 2030. يمكن التحول الرقمي لحلف الناتو الحلف من إجراء عمليات متعددة المجالات وضمان قابلية التشغيل البيني في جميع المجالات وتعزيز الوعي بالموقف وتسهيل الاستشارات السياسية واتخاذ القرارات التي تعتمد على البيانات.

أكد “ميرتشا جيوانا” نائب الأمين العام لحلف الناتو في 26 أكتوبر 2022 أن مبادرات الناتو مثل مسرع الابتكار الدفاعي لشمال الأطلنطي (ديانا) أو صندوق الابتكار التابع لحلف الناتو الذي تبلغ قيمته مليار يورو، والذي من المفترض البدء فيه خلال عام 2023 ، تسعى بالفعل لمزيد من الابتكارات التكنولوجية والتطوير بهدف إيجاد حلول حقيقية.

حماية الأمن في الفضاء الإلكتروني

أنشأ الحلف مركزاً للدفاع إلكتروني في إستونيا، وفي عام 2019، اعترف بالفضاء كمجال جديد، ويعد الدفاع الإلكتروني هو المهمة الأساسية للدفاع الجماعي لحلف الناتو. ففي قمة مدريد في يونيو 2022 التزم حلفاء الناتو بمواصلة جهودهم لتعزيز قدراتهم الدفاعية الإلكترونية فضلاً عن تعاونهم مع الصناعة وأصحاب المصلحة الرئيسيين الآخرين مثل الاتحاد الأوروبي.

يواجه الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو ومشاركين من الصناعة والأوساط الأكاديمية تحديات الإنترنت الواقعية مثل الهجمات الإلكترونية على شبكات الطاقة والبرامج وأصول الناتو والحلفاء أثناء العمليات. بدأ “Cyber ​​Coalition” وهو أحد أكبر تمارين الدفاع السيبراني في العالم حيث ضم حوالي (1000) مدافع إلكتروني من (26) دولة بالإضافة إلى فنلندا والسويد وجورجيا وأيرلندا واليابان وسويسرا ودول أخرى. مما يعزز قدرتهم على الدفاع عن الشبكات والعمل معًا في الفضاء الإلكتروني.

وافق وزراء دفاع الناتو في 13 أكتوبر 2022 على إنشاء مجلس مراجعة يحكم التطوير والاستخدام المسؤول للذكاء الاصطناعي والبيانات يكون مجلس الإدارة أيضاً بمثابة منصة فريدة لتبادل أفضل الممارسات وتوجيه المبتكرين والمستخدمين النهائيين التشغيليين طوال مرحلة التطوير، و يقوم الناتو بتجربة الذكاء الاصطناعي في مجالات متنوعة مثل الدفاع الإلكتروني وتغير المناخ وتحليل الصور.

تعزيز أمن الطاقة

حدد دور الناتو في أمن الطاقة لأول مرة في عام 2008 في قمة بوخارست وتم تعزيزه منذ ذلك الحين. يدعم مركز التميز لأمن الطاقة التابع لحلف الناتو. عمل الناتو في مجال أمن الطاقة منذ عام 2012 ويلعب أمن الطاقة دوراً مهماً في الأمن المشترك لحلفاء الناتو. يمكن أن يؤثر انقطاع إمدادات الطاقة على الأمن داخل مجتمعات الدول الأعضاء والدول الشريكة في الناتو كما يمكن أن يكون له تأثير على العمليات العسكرية لحلف الناتو. الإرهاب النووي ـ أوكرانيا، سيناريوهات خطيرة ومحتملة. ملف

شكل الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي في 11 يناير 2023 قوة مهام مشتركة معنية بتوفير حماية أفضل للبنية التحتية المهمة بالكتلة الأوروبية وتغطي البنية التحتية في مجالات النقل والطاقة والرقمنة والفضاء لتحديد التهديدات على البنية التحتية المهمة ودراسة نقاط الضغط الاستراتيجية.

دعت ألمانيا والنرويج حلف شمال الأطلسي “ناتو” إلى تشكيل مركز لحماية البنية التحتية البحرية لأوروبا بعد التفجيرات التي أصابت خطوط أنابيب الغاز “نورد ستريم” وإنشاء مكتب تنسيق لحماية البنية التحتية البحرية المركز المزمع تشكيله، وسيكون مبادرة غير رسمية للتواصل بين الفاعلين المدنيين والعسكريين.أمن دولي ـ تداعيات انضمام فنلندا والسويد لـ”الناتو”

**

2- أمن دولي ـ القدرات النووية والاستراتيجية لحلف الناتو

تعد إدارة الأزمات إحدى المهام الأساسية لحلف الناتو، حيث يستخدم مزيجاً مناسباً من الأدوات السياسية والعسكرية لإدارة الأزمات في بيئة أمنية متزايدة التعقيد. تحدد سياسة حلف الناتو في مجال مكافحة الإرهاب والمجالات الدفاعية للأسلحة الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية والنووية الالتزام بتوفير القدرات العسكرية اللازمة، وتمكين المرونة الوطنية للدول الأعضاء، وتعزيز قدرة الناتو على الصمود ضد التهديدات الإرهابية والكيميائية والبيولوجية والإشعاعية والنووية.

القدرات النووية الإستراتيجية المستقلة للمملكة المتحدة وفرنسا

تأتي المملكة المتحدة في المرتبة الخامسة بامتلاك (225) رأساً حربياً نووياً. وتعمل بريطانيا على تحديث المخابئ العسكرية على أراضيها، بحيث يمكن استخدامها لتخزين أسلحة نووية. أصبحت بريطانيا “حريصة على القيام بدور أكثر حزماً، عندما يتعلق الأمر بالرادع النووي الخاص بها”، وأعلنت أنها ستزيد مخزونها من الرؤوس الحربية النووية بنسبة (40%) لتصبح (260) رأساً نووياً، وهي أول زيادة في نوعها منذ نهاية الحرب الباردة، وتضم ترسانتها (255) قنبلة ذرية في فبراير 2022. وإضافة إلى القنابل النووية، تمتلك بريطانيا وسائل إطلاق أسلحتها النووية من البر والبحر والجو أو ما يعرف بـ “الثالوث النووي” وتمثل صواريخ “ترايدنت”، التي تحملها الغواصات النووية البريطانية بمثابة رأس الحربة لقوة الردع النووي البريطانية في 13 أبريل 2022.

تأتي فرنسا في المرتبة الرابعة بامتلاك ما يقارب (290) رأساً حربياً نووياً يمكن إطلاقها بواسطة الطائرات المقاتلة والغواصات، وتعمل على أساس مستمر في البحر. لا تشارك فرنسا في آليات التخطيط النووي لحلف الناتو، ولا يتم تعيين قواتها رسمياً في الناتو. أكدت فرنسا أن الطموحات العسكرية النووية حجر الزاوية للاستقلال الاستراتيجي، وإنها تؤثر على كل جانب من جوانب الردع وتشغيل الغواصات النووية والغواصات ولإطلاق صواريخ باليستية وتشغيل حاملات الطائرات النووية.

الناتو والهجمات البيولوجية

أعلن حلف شمال الأطلسي في 24 مارس 2022 عن مد قواته بمعدات وقائية من الهجمات الكيميائية والبيولوجية والنووية وحماية قواته المنتشرة في الجناح الشرقي من هذه التهديدات. وتدعم فرقة العمل المشتركة للدفاع الكيميائي والبيولوجي والإشعاعي والنووي التابعة لحلف الناتو جهود الحلف لمنع هجمات أسلحة الدمار الشامل أو الأحداث الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية والنووية والحماية منها والتعافي منها.

تعد الكتيبة الدفاعية للأسلحة الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية والنووية هي هيئة تابعة للناتو مدربة ومجهزة خصيصاً للتعامل مع الحوادث الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية والنووية. تتدرب الكتيبة ليس فقط للنزاع المسلح ولكن أيضاً للانتشار في الأزمات. يتكون فريق التقييم المشترك للأسلحة الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية والنووية من متخصصين مدربين على تحليل النطاق الكامل للتهديدات الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية والنووية في سياق العمليات، وتقديم المشورة والدعم لقادة الناتو، وتم تفعيل فرقة العمل لأول مرة في قدرة الردع والدفاع في مارس 2022.

الناتو ومكافحة الإرهاب

يعد “برنامج العمل للدفاع ضد الإرهاب” لحلف الناتو وإنشاء خلية استخبارات إرهابية في مقر الناتو من أهم الركائز لمكافحة الإرهاب للتعامل مع الثغرات التي يعاني منها الحلفاء على صعيد القدرات، وإجراء بحوث تكنولوجية بشأن جهود مكافحة الإرهاب. كذلك دعم تحقيق الهيمنة التقنية وقابلية التشغيل البيني والحفاظ عليهما، ويركز البرنامج أيضاً على كيفية دعم التكنولوجيا في مواجهة الإرهاب ويعالج القضايا مثل مساعي التصدي للهجمات الإرهابية وحماية البنية التحتية كحماية الموانئ.

درب الناتو القوات المسلحة الأردنية لتعزيز تطوير نهج شامل للحكومة لمكافحة الإرهاب من خلال استخدام التقنيات في الإرهاب. التكتيكات والاستراتيجيات الإرهابية ؛ الأساليب الإرهابية في الفضاء الإلكتروني في 16 يناير 2023. طور الناتو نموذجا أولياً لتقنية لمواجهة التهديد من الأسلحة النارية والمتفجرات في الأماكن المزدحمة. في 25 مايو 2022 وصرح مساعد الأمين العام لحلف الناتو للتحديات الأمنية الناشئة “ديفيد فان ويل” “ما قدمته DEXTER هو حل على مفترق الطرق بين مكافحة الإرهاب والتكنولوجيات المتقدمة بما يتماشى مع الأهداف والأولويات الإستراتيجية لحلف الناتو ». DEXTER هو نتيجة مهمة لخطة عمل الناتو لمكافحة الإرهاب. أمن دولي ـ قواعد الردع والدفاع لحلف الناتو

الناتو وتعزيز التعاون الدفاعي

وقع حلف شمال الأطلسي، “الناتو” والاتحاد الأوروبي في العاشر من يناير 2022 إعلاناً مشتركاً لتعزيز التعاون الدفاعي. وتستهدف “تعزيز الدفاعات الأوروبية مع بقاء الحلف حجراً أساسياً في الدفاع عن جميع الحلفاء”. أعلن الأمين العام لحلف الناتو في 21 مارس 2022 عن تفعيل الحلف لخطط دفاعية لنشر قوات إضافية داخل الدول الأعضاء للناتو في أوروبا الشرقية وتحدث “ينس ستولتنبرغ” عن “إرسال عناصر” من قوة الرد التابعة لحلف شمال الأطلسي، وهي قوة استعداد عالية تتألف من وحدات برية وجوية وبحرية وقوات خاصة قادرة على الانتشار بسرعة في العمليات حيثما دعت الحاجة.

أعلنت الحكومة البلجيكية في 25 مارس 2022 تخصيص مليار يورو إضافي لزيادة قدراتها الدفاعية دعماً للجهود التي يبذلها حلف شمال الأطلسي الذي يعزّز جناحه الشرقي منذ أزمة أوكرانيا وتقول “لوديفين ديدوندر”، وزيرة الدفاع “إنّ هذه الزيادة تهدف إلى “رفع مستوى الاستعداد والاستجابة الدفاعيين على المدى القصير في سياق النزاع الدائر في أوكرانيا” . وأعلن الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي في 11 يناير 2023 عن تأسيس قوة مشتركة هدفها حماية البنى التحتية الرئيسية.

اعتبرت الباحثة سامانثا دي بندرن في مركز ” ثينك تانك تشاتام هاوس” في 3 مارس 2022 بأن حلف الناتو الذي تأسس في 1949 في أوج الحرب الباردة للدفاع عن دول أوروبا الشرقية ضد الكتلة السوفياتية سابقا، قد عاد على الأرجح إلى نزعته الأولى مع حماسة “غير مسبوقة”. وقالت الباحثة إن “الناتو منظمة دفاعية هدفها وضع الدول الغربية تحت المظلة النووية للولايات المتحدة”، مضيفة: “بعد انقسام دام سنوات، أزال التهديد الروسي نقاط الخلاف الرئيسية” بين الدول الأعضاء في الحلف.

الناتو والاستثمار في الابتكار التكنولوجي

وافق وزراء دفاع الناتو على استراتيجية بشأن التقنيات الناشئة لتوجيه تطوير الناتو لسياسة « EDT » وفي قمة الناتو لعام 2021 في بروكسل ، كجزء من أجندة الناتو 2030 وافق قادة الحلفاء على إطلاق مسرع الابتكار الدفاعي لشمال الأطلسي (DIANA) وإنشاء صندوق رأس مال مخاطر متعدد الجنسيات لدعم الابتكار في جميع أنحاء الحلف. وأقر جميع قادة الحلفاء في قمة الناتو 2022 في مدريد ميثاق DIANA والتزم قادة (22) من الحلفاء بالمشاركة في صندوق الابتكار التابع لحلف الناتو بقيمة مليار يورو

يركز الحلف على تطوير لاستراتيجياته بما في ذلك القيادة التكنولوجية وتعزيز النظم الإيكولوجية للابتكار للحفاظ على تفوقه التكنولوجي، ودراسة تطوير DIANA وصندوق الناتو للابتكار وسياسة ابتكار رأس المال البشري. تركز أنشطة الابتكار لحلف الناتو حاليًا على تسعة مجالات تقنية ذات أولوية منها الذكاء الاصطناعي (AI) التكنولوجيا الحيوية تقنيات تفوق سرعة الصوت والفضاء.

قدم قادة حاف الناتو تعهدات للمساعدة في إنشاء مسرع ابتكار دفاعي جديد لمنطقة شمال الأطلسي، مما يدعم جهود الناتو لتعزيز إمكانية التشغيل البيني وضمان حصول كل حليف على حلول تكنولوجية متطورة للاحتياجات العسكرية، وتساهم الولايات المتحدة من خلال تسهيل الوصول إلى الكيانات الأمريكية مثل مراكز الاختبار ومواقع التسريع في قطاع الابتكار الأمريكي الواسع والمتنوع. أمن دولي ـ عقيدة حلف “الناتو” النووية وسيناريوهات الرد على موسكو

الناتو والأمن الغذائي

شهدت قمم الناتو والمجلس الأوروبي المتتالية الاهتمام بالأمن الغذائي كأداة للمساعدة الإنسانية وتحقيق الاستقرار الجيوسياسي، وزيادة الأمن الغذائي العالمي وتقديم المعونة الغذائية المباشرة عند الاقتضاء لشركائهم في جميع أنحاء العالم. وتقدم الولايات المتحدة أكثر من (11) مليار دولار حتى عام 2027 لمواجهة تهديدات الأمن الغذائي والتغذية في جميع أنحاء العالم ، في حين يتعهد الاتحاد الأوروبي بعزيز التعاون الدولي المتعلق بالتغذية للفترة 2021-2024، وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن مبادرة تضامنية جديدة للتخفيف من أزمة الغذاء وقال إن المبادرة التي يطلق عليها FARM (مهمة المرونة الغذائية والزراعية).

دمج تغيُّر المناخ والأمن البشري

يسعى حلف الناتو إلى التصدي إلى تغير المناخ والتداعيات الأمنية ذات الصلة لتعميم اعتبارات المناخ في تحليل المعلومات الاستخباراتية والمساعدة في تطوير منهجية لرسم خرائط انبعاثات غازات الاحتباس الحراري. وتواصل الولايات المتحدة أيضا العمل مع الحلفاء لتعزيز أفضل الممارسات لخفض الطلب على الطاقة في المشتريات العسكرية، وذلك كجزء من تنفيذ خطة العمل بشأن الأمن وتغير المناخ الجديدة للحلف وتقليل الاعتماد على الطاقة.

شدد حلف الناتو في 28 يونيو 2022 على بخفض انبعاثات الغاز بنسبة (45%) على الأقل بحلول عام 2030 وصولاً إلى صافي الصفر بحلول عام 2050. وتساعد منهجية جديدة لقياس انبعاثات غازات الاحتباس الحراري لحلف الناتو المدنية والعسكرية على حد سواء في توجيه جهود الحد من الغازات. الإرهاب النووي ـ أوكرانيا، سيناريوهات خطيرة ومحتملة. ملف

**

3- أمن دولي ـ تداعيات توسع الناتو غرب البلقان وأوروبا

اندلاع الأزمة الأوكرانية، فتح المجال لتوسيع الجبهة المعادية لروسيا، والحد من مناطق نفوذها، وذلك بإنشاء شراكات أوروأطلسية، وضم دول جديدة لحلف شمال الأطلسي خاصة دول (غرب البلقان)، ما ينذر بمزيد من الاستقطابات العسكرية الدولية، واندلاع توترات جديدة.

توسع الناتو غرب البلقان وتطوير شراكات لتعزيز المصلحة المشتركة في المنطقة الأوروبية الأطلسية

يرى الناتو أن تردد الاتحاد الأوروبي في ضم واحتواء دول غرب البلقان بسبب فشل الأنظمة الحاكمة هناك من تمكين التحول الديمقراطي والحكم الرشيد، نمّا نفوذ الجهات الفاعلة الروسية والصينية وغيرها من الجهات الفاعلة غير الأوروبية في المنطقة. وقد أصبح هذا بدوره مصدر قلق متزايد في كل من أوروبا والولايات المتحدة، وظهر تحول في النهج خلال المدة الأخيرة لإعادة تركيز الانتباه على المنطقة.

سلط الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ الضوء على أهمية وجود الناتو، وحث على تعزيز العلاقة مع البوسنة والهرسك وجورجيا وسط النفوذ الروسي المتزايد في المنطقة، وذلك في قمة استثنائية لحلف شمال الأطلسي في 23 مارس 2022.

صرح وزير الخارجية الإيطالي، أنتونيو تاغاني في 30 نوفمبر 2022 أنه يجب على الناتو حماية جميع دول غرب البلقان وجيران أوكرانيا، قائلاً: “بصفتنا حلف شمال الأطلسي، يجب علينا الدفاع عن جميع دول غرب البلقان وجيران أوكرانيا، من المهم العمل معاً الآن، لأن الوحدة هي أهم شيء، وهي ترسل إشارة واضحة إلى روسيا بأننا مستعدون للدفاع عن هذه البلدان”.

يبرز من ذلك أن المرحلة القادمة للناتو ستكون موجهة نحو السيطرة على الدول التي تقيم علاقات وثيقة مع روسيا في أوروبا والقوقاز. ضاعفت بعثة الاتحاد الأوروبي لحفظ السلام في البوسنة والهرسك (يوفور) قواتها منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا. فيما انتهز بعض مؤيدي توسع الناتو الفرصة للدفاع عن التعجيل بانضمام البلاد إلى الحلف. وحالياً، تشارك البوسنة والهرسك في MAP (خطة عمل العضوية)، وحلف الناتو يبدي استعداده لقبول البوسنة. وقد زاد الإلحاح في بروكسل، حتى توصلت الدول الأعضاء في يوليو 2022 إلى اتفاق لإلغاء قفل المحادثات المتوقفة منذ فترة طويلة بشأن ضم ألبانيا ومقدونيا الشمالية إلى الاتحاد الأوروبي.

السعي لاحتواء دول غرب البلقان تحت مضلة الناتو وأمن الأوروأطلسي يتضح من خلال القمتين الأخيرتين للناتو والاتحاد الأوروبي: الأولى التي عقدت في بوخارست في 29 نوفمبر 2022، وحضرها بالإضافة إلى ممثل أوكرانيا، ممثلون عن مولدوفا وجورجيا والبوسنة والهرسك. كما تم تأكيده في القمة الثانية، التي عقدت في تيرانا في 6 ديسمبر 2022 ودعيت إليها صربيا والبوسنة والهرسك وألبانيا ومقدونيا الشمالية والجبل الأسود، وهذه الدول ليست جزءا من الاتحاد الأوروبي. وجود قادة دول الاتحاد الأوروبي، ودول شبه جزيرة البلقان في القمة جنباً إلى جنب هو “دلالة على الوحدة”.

تصورات روسيا للتهديد بتوسيع الناتو

جهود توسع الناتو ينذر بمزيد من التوترات للأمن الأوروبي والدولي، إذ تؤكد روسيا مراراً إلى أن الغرب يهدف للمواجهة والتصعيد بضم دول جديدة لحلف شمال الأطلسي، وزعزعة الاستقرار في المناطق الحدودية. فوفقاً للسكرتير الصحفي الرئاسي دميتري بيسكوف، “التوسع الإضافي لحلف الناتو لن يجلب مزيداً من الأمن لأي من الجانبين، لأن الكتلة العسكرية (الناتو) تتصرف بعدوانية”. وقال الجنرال الروسي فاليري جيراسيموف ، المسؤول عن العمليات في أوكرانيا في 24 يناير 2023  إن الإصلاحات العسكرية سترد على توسع الناتو المحتمل و “الغرب الجماعي”، الذي اتهمه بشن حرب مختلطة ضد موسكو.

هدد سفير روسيا في سراييفو، إيغور كالابوخوف ، البوسنة والهرسك “بمعاملة أوكرانيا” عند مخاطبته احتمالات انضمام الدولة إلى الناتو،  ، قائلاً في مارس 2022: “إذا اختارت البوسنة والهرسك أن تكون عضواً في أي شيء ، هناك شيء آخر، رد فعلنا.. لقد أظهرنا ما نتوقعه من مثال أوكرانيا. إذا كانت هناك تهديدات، فسنرد “.

يمكن لموسكو أن تعترف باستقلال جمهورية “صربسكا” إذا ازداد قلق إدارة بوتين بشأن انضمام البوسنة والهرسك إلى حلف الناتو، و في ظل هذه الظروف، من المحتمل أن تعود البوسنة والهرسك إلى نزاع مسلح ، وفي تلك المرحلة، يمكن أن تظهر “قوات حفظ السلام” الروسية في بانيا لوكا أو أجزاء أخرى من جمهورية صربسكا عبر صربيا للمساعدة في استقرار الوضع. أمن دولي – دول البلقان وعلاقاتها مع الاتحاد الأوروبي

الشراكة “الأوروأطلسيةالأمنية

ظهر التناغم قوياً بين الأطلسي والاتحاد الأوروبي، حينما أكد ستولتنبرغ أهمية التعاون بينهما في سياق البيئة الأمنية المتغيرة بعد الحرب الروسية على أوكرانيا. وبادله نفس الموقف رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، الذي أشاد بمستوى العلاقات الحالية بين الحلف والتكتل الأوروبي، وقال: “نحن أقرب في علاقتنا مع الناتو من أي وقت مضى، ونتشارك الأهداف نفسها”.

وقّع حلف شمال الأطلسي (ناتو) والاتحاد الأوروبي في 10 يناير 2023، الإعلان المشترك الثالث بين الطرفين، وهو كناية عن اتفاقية تهدف إلى مواجهة روسيا والصين، وفق ما ورد في نصوصها. ومن وجهة نظر الأطلسي، يهدف الإعلان المشترك إلى زيادة تمتين وتوسيع الشراكة الاستراتيجية بين الحلف والاتحاد الأوروبي، وتعزيز القدرات العسكرية الأوروبية، بما هو مفيد لأمن الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي.

وبناء على ذلك، ستغدو الشراكة أكثر أهمية بمجرد أن تصبح فنلندا والسويد عضوين كاملين في الحلف، متى ما توفرت الظروف لذلك وتم التوصل إلى تفاهم مع تركيا يدفعها للموافقة على انضمامهما. وقال الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ إنه بانضمام هاتين الدولتين “سيحمي الناتو (96%) من المواطنين في الاتحاد الأوروبي” .

يعد هذا الاتفاق بين الأطلسي والاتحاد الأوروبي، اللذين يتشاركان أغلبية الأعضاء ونفس القيم والأهداف والتحديات، الثالث من حيث الأهمية بعد اتفاقين سابقين: الأول في عام 2016 لتعزيز التعاون في ضوء التحديات المشتركة في الشرق والجنوب، وشمل 74 مجالاً، والثاني في 2018، حيث اتفق الطرفان على التركيز على التقدم السريع في مجالات النقل العسكري ومكافحة الإرهاب وتعزيز القدرة على الصمود أمام المخاطر الكيميائية، البيولوجية، الإشعاعية، والنووية.

ويركز الاتفاق الجديد على تطوير القدرات الدفاعية الأوروبية، مع ضمان التماسك والتكامل وتجنب الازدواجية غير الضرورية، ما يشكل المفتاح في الجهود المشتركة لجعل المنطقة الأوروبية الأطلسية أكثر أماناً، ويساهم في تقاسم الأعباء عبر المحيط الأطلسي. أزمة أوكرانيا ـ انضمام السويد وفنلندا إلى الناتو، هل من مخاطر محتملة

شراكات الناتو مع منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ومنطقة الساحل الإفريقي

لأول مرة في تاريخ حلف شمال الأطلسي (الناتو)، تم دمج منطقة شمال أفريقيا والساحل في صلب العقيدة الاستراتيجية للحلف كما صدر عن قمة مدريد في يونيو 2022. ويندرج هذا التحول في السياق الدولي الجديد المتسم بالحرب الأوكرانية-الروسية، وامتداداتها الإقليمية في مرحلة تشهد سيولة واسعة في الخارطة الجيوسياسية الأفريقية.  جرت هذه التحولات في مرحلة شهدت الانسحاب العسكري الفرنسي من مالي، وتراجع الدور الأمني الأوروبي في منطقة الساحل، مع عودة الانقلابات العسكرية إلى المنطقة مُخلّفةً أزمة ثقة متزايدة بين الحكومات الجديدة وشركائها الغربيين،. برزت الحاجة إلى تأمين الحدود الجنوبية للحلف الأطلسي في شمال أفريقيا ومنطقة الساحل، من خلال عدة توجهات نوقشت في قمة مدريد، من أهمها:

  • العمل على إعادة الحضور العسكري والأمني الأوروبي في منطقة الساحل من خلال الدور الفرنسي-الإسباني لتطويق النفوذ الروسي الجديد في المنطقة وسد الثغرات التي نفذ منها، وأيضاً لمحاربة الإرهاب.
  • منح موريتانيا (التي دُعيت إلى قمة مدريد) والمغرب منزلةَ الشريكين المتميزين للحلف، في إطار السعي إلى بناء كتلة موالية فعالة في شمال أفريقيا وغربها، بعد فشل تجربة تجمع دول الساحل الذي رعته في السابق فرنسا ودول الاتحاد الأوروبي.
  • دعم مشروع الحلف الأطلسي الأفريقي الذي يضم الدول المطلة على المحيط الأطلسي، مع التركيز على الدول الحليفة القريبة، مثل المغرب وموريتانيا والسنغال وكوت ديفوار (ساحل العاج).
  • توفير الدعم الغذائي والإنساني والاقتصادي لبلدان المنطقة، لقطع الطريق أمام استفادة الصين من الأوضاع المعيشية المتأزمة في الإقليم، ولمكافحة الهجرة.
  • البحث عن بدائل للطاقة، وبصفة خاصة الغاز الطبيعي، من خلال تشجيع الشراكة بين الاتحاد الأوربي ودول غرب أفريقيا في نقل الغاز إلى أوروبا عن طريق بلدان المغرب العربي (الاهتمام بصفة خاصة بمشروع الأنبوب الغرب أفريقي الذي سينقل الغاز من نيجيريا إلى المغرب).

ترجمة لذلك، صرح نائب الأمين العام المساعد لحلف شمال الأطلسي للشؤون السياسية والسياسة الأمنية، خافيير كولومينا   في يوليو 2022 “أن موريتانيا هي شريكنا الوحيد في منطقة الساحل” ، لذا التقى بالرئيس الموريتاني في نواكشوط لمناقشة حزمة من المشاريع التي ننوي تنفيذها معاً” وأوضح نائب الأمين العام لحلف الناتو “أن مبادرة بناء القدرات الدفاعية والأمنية ذات الصلة تركز على أمن الحدود، وتدريب القوات المسلحة وقوات الأمن، والمساهمة في جهود موريتانيا في مكافحة الإرهاب، ودعم السيطرة على تداول الأسلحة الخفيفة التي تعتبر مصدراً لاضطراب الأمن”.

أعاد الناتو التزامه بالشراكة مع العراق والحرص على استدامة العمل المشترك، وتعزيز قدرات القوات الأمنية العراقية من خلال تقوية المؤسسات الأمنية وتدريب الضباط وضباط الصف، وذلك أثناء لقاء قائد القوات المشتركة لحلف الناتو الأدميرال ستيوارت مونش مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع في 23 يناير 2022. أزمة أوكرانيا ـ هل من مواجهة محتملة ما بين الناتو وروسيا؟

شراكات الناتو مع دول المحيطين الهندي والهادئ

أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ في الأول من فبراير 2023 خلال زيارته لطوكيو، أهمية تعاون الحلف عن كثب مع الشركاء في منطقة المحيطين الهندي والهادي، قائلاً إن أوروبا لا يمكنها تجاهل ما يحدث في شرق آسيا لأن الأمن العالمي مترابط.

وكان قد قال ستولتنبرغ، أثناء زيارته لكوريا الجنوبية في 29 يناير 2023: إن “الرسالة الأهم هي أنني أؤمن بشدة أننا بحاجة إلى تعزيز الشراكة بين كوريا الجنوبية وحلف شمال الأطلسي لأن الوضع الأمني أصبح أكثر ترابطا”.

**

التقييم

يعمل حلف الناتو على تحديد نقاط الضعف والتبعيات الإستراتيجية والتخفيف من حدّتها، بما في ذلك ما يتعلق بالبِنْية التحتية الحيوية وسلاسل التوريد والأنظمة الصحية.

نجح الناتو بالفعل من استعادة ثقته بحلفائه الأوروبيين من خلال سرعة الاستجابة ونشر القوات ولكن مقابل استنزاف قدرات الدول الحليفة.

يمكن القول بأن استخدام أراضي الدول الأعضاء داخل الناتو وقودتها الدفاعية وتصعيد الأنفاق العسكري يكون له عائد سلبي على مستقبل أجيال أوروبا القادمة

بات سيناريو الحرب الإلكترونية الشاملة واقعيا لـ”الناتو” منذ انطلاق الأزمة الأوكرانية.

أصبح متوقعاً أن يكثف الحلف من تعزيز الجاهزية المشتركة بشكل جماعي وتسريع وتيرة لاستجابة وقابلية الانتشار والتكامل والتشغيل البيني لقوات الناتو وزيادة مواءَمة الخطط الدفاعية الوطنية وحلف شمال الأطلسي وتعزيز وتحديث هيكل قوة الناتو.

**

يشكل الإرهاب تهديداً مباشراً لأمن مواطني دول الناتو وتركز إرشادات سياسة مكافحة الإرهاب لحلف الناتو جهود الحلف على ثلاثة مجالات رئيسية الوعي والقدرات والمشاركة

أصبحت البيئة الأمنية لحلف الناتو أكثر تعقيداً وتحدياً لمواجهة ضد التهديدات الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية والنووية

يظل الاستخدام المحتمل للمواد الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية والنووية أو أسلحة الدمار الشامل تهديداً رئيسياً ومتطورً لأمن واستقرار الحلف

يعمل الدول الأعضاء داخل الناتو لوضع مبادئ دولية للاستخدام المسؤول والحفاظ على التفوق التكنولوجي لحلف الناتو.

ينظر الناتو إلى تغير المناخ بإنه تحدياً شاملاً يزيد بشكل ملموس من المخاطر التي يتعرض لها الأمن الدولي، ويمكن القول أن هناك تحول جذري في نهج الناتو للدفاع والأمن لهم تغير المناخ والتكيف معه.

**

أصبحت دول مثل ألبانيا والبوسنة والهرسك وكوسوفو ومقدونيا الشمالية وصربيا أكثر أهمية من أي وقت مضى بالنسبة للاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي. منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا، بدأ الغرب بقيادة الناتو يدرك أهمية غرب البلقان.

يقوم النفوذ الروسي في غرب البلقان على القوة الناعمة لا سيما الدين والعرق اللذان يجمعانها بعدد من دوله، والطاقة باعتبار أنها مورد رئيسي لها إلى تلك المنطقة وإلى أوروبا.

بلور حلف “الناتو” عقيدةً استراتيجية جديدة في إطار الصراع الدولي الجديد وتداعيات الحرب الأوكرانية الروسية ، وذلك في قمته الأخيرة بمدريد  والتي تضمنت النص على روسيا بصفتها التهديد الرئيس لأمن المجال الأورو-أطلسي، وعلى الصين باعتبارها تحدياً مستقبلياً لأمن التحالف ومصالحه. ومن هذا المنظور، اعتُبرت منطقة شمال وغرب أفريقيا محوراً أساسياً من محاور نفوذ حلف “الناتو”، بما يقتضي بناء شراكة قوية مع دول الإقليم، والتدخل المباشر في أزمات وإشكالات المنطقة التي تعرف اختراقاً روسياً صينياً متزايداً.

يتصرف معسكر الناتو – الولايات المتحدة وأوروبا – من وحي دروس الحرب الروسية على أوكرانيا، والتي يبدو أنها ستعيد النظر بالكثير من المفاهيم والقناعات والاستراتيجيات التي تشكلت بعد نهاية الحرب الباردة، وخصوصاً أمن أوروبا. ما نشهده في الوقت الحالي هو ظهور نظام أمني أوروبي جديد أقوى وأكثر تماسكاً.  بدأ هذا التكوين الجديد، الذي كان نتيجة مباشرة للغزو الروسي لأوكرانيا، على الرغم من اختلاف شكله عن الذي تم تشييده خلال الحرب الباردة، إلا أنه لا يزال من نفس الطبيعة.

من المرجح بشكل متزايد أنه مع تكامل البلدان الجديدة وميزانيات الأسلحة، سيتم توطيد التحالفات الأمنية في مواجهة التهديدات والحرب المستمرة في أوكرانيا.

يمكن القول إن روسيا ستتعرض في المستقبل القريب لتحركات استفزازية فـي منطقـة البلقان من جانب حلف الناتو. أبرز تداعيات التحركات الغربية الجارية في عدة اتجاهات بهدف الحد من مناطق نفوذ روسيا والصين في أوروبا وغرب البلقان، ستكون اندلاع المزيد من التوترات الجديدة في المستقبل القريب. تبقى روسيا، بمساعدة بعض قادة دول المنطقة القوميين المتشددين، قادرة على إبقاء غرب البلقان بؤرة توتر قابلة للانفجار في أي وقت، وهو أشد ما تخشاه دول الاتحاد الأوروبي.

 

رابط مختصر.  https://www.europarabct.com/?p=88305

جميع الحقوق محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الارهاب و الاستخبارات

الهوامش

NATO activates 5,000-strong task force for first time
https://bit.ly/3l9aLTU

تعزيز قوات الناتو.. ما مدى جاهزية الجيش الألماني للمهام القتالية؟
https://bit.ly/3XkHdjP

NATO Allies take further steps towards responsible use of AI, data, autonomy and digital transformation
https://bit.ly/3Yn68nI

صحيفة “بوليتيكو”: واشنطن قررت تسريع نشر قنابل نووية تكتيكية جديدة في أوروبا
https://bit.ly/40sbjV3

**

Nuclear weapons at a glance: France
https://bit.ly/40JuSZp

بعد سنوات من إفراغها.. مخابئ بريطانية تتجهز لاستقبال أسلحة نووية جديدة
https://arbne.ws/3HBJUrl

عدد الأسلحة النووية في العالم سيرتفع لأول مرة بعد 35 عاما من التراجع
https://bit.ly/3HEVamu

حلف الناتو يعتزم حماية قواته ودعم أوكرانيا بمعدات وقائية من هجمات كيميائية ونووية
https://bit.ly/3JFf6sl

Combined Joint Chemical, Biological, Radiological and Nuclear (CBRN) Defence Task Force
https://bit.ly/3Y8jVP5

**

The Western Balkans Between the East and the West
https://bit.ly/3Xb6Nri

2022 – REPORT – THE WESTERN BALKANS: RUSSIA’S WAR ON UKRAINE AND THE REGION’S ENDURING CHALLENGES
https://bit.ly/40yFKce

Russia’s Influence in the Balkans
https://on.cfr.org/40I9Ie8

Wider Europe Briefing: In 2022, The EU And NATO Found Their Mojo Again
https://bit.ly/3YkOeCu

Gerasimov: Russia’s army plans may consider NATO expansion
https://bit.ly/3Yic01E

Joint Declaration on EU-NATO Cooperation, 10 January 2023
https://bit.ly/40yFWZ0

شراكة أوروبية أطلسية تلزّم أمن أوروبا لـ”الناتو”
https://bit.ly/3lnVQ8z

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...