الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

أمن دولي ـ أوروبا والناتو وتحديات حماية البنية التحتية

الاتحاد الأوروبي والناتو
مايو 02, 2023

المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات

بون ـ وحدة التقارير والدراسات (27)

أمن دولي ـ أوروبا والناتو وتحديات حماية البنية التحتية

عززت دول الاتحاد الأوروبي منذ بداية الأزمة الأوكرانية في 24 فبراير2022،  سبل التعاون مع حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وبشكل كبير تضاعفت التحديات التي تواجه دول الاتحاد في تأمين بنيتها التحتية بمواجهة التهديدات الروسية المحتملة، خاصة بعد العمليات التخريبية التي استهدفت خطوط الغاز الأوروبية وغيرها من التحديات الكبرى التي تواجه أوروبا في الوقت الراهن، مما دفع الدول الأوروبية إلى توسيع التحالفات الأمنية والعسكرية مع الناتو بشكل متسارع من أجل تعزيز قدراتها الدفاعية وحماية أمنها القومي.

وقد أدى تسليح الطاقة وأعمال التخريب ضد خطوط أنابيب الغاز “نورد ستريم” إلى زيادة الاهتمام لضمان مرونة البنية التحتية الحيوية في أوروبا وحمايتها، وفي ضوء هذه الخلفية، كان من الضروري لكل من الاتحاد الأوروبي والناتو دعم الجهود المبذولة لتعزيز المرونة الوطنية والجماعية ضد التهديدات التي تتعرض لها البنية التحتية الحيوية لدول الاتحاد.

وكشف الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو، في 11 يناير 2023، تأسيسهما لقوة خاصة لحماية البنية التحتية الحيوية في التكتل القاري، كما تعهد الجانبان بمزيد من الدعم لأوكرانيا لتعزيز دفاعاتها في مواجهة الغزو الروسي. وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في بروكسل” لقد رأينا تخريبا في نورد ستريم. وأضافت: “هذا أظهر أننا في حاجة لأن نكون مستعدين وأن نواجه هذا النوع الجديد من التهديد”.

هل الناتو مازال قادراً على حماية أوروبا من التهديدات الروسية المحتملة؟

يواجه حلف شمال الأطلسي (الناتو) تحديات متصاعدة فيما يتعلق بحماية وأمن الدول الأعضاء، منذ سنوات بدأت في العام 2014 تزامناً مع التوترات بين روسيا والغرب بعد ضم جزيرة القرم على الحدود الأوكرانية الروسية في مارس 2014، لكنها زادت إلى حدِ غير مسبوق بالتزامن مع بداية العملية الروسية في أوكرانيا في 24 فبراير عام 2022. أيضاً في ضوء الأزمة الأوكرانية تعاظمت الحاجة الأوروبية إلى تطبيق مشروع “الاستقلال الاستراتيجي” الذي جددته فرنسا في عام 2021، والذي يستهدف جعل الاتحاد الأوروبي قوة اقتصادية مستقلة قادرة على لعب دور جيوسياسي مختلف، وهو أمر سينعكس إلى حدِ كبير على تعزيز قدرات الحلف العسكرية وتغيير خريطة انتشاره الجغرافية. ملف: أمن دولي ـ التعاون ما بين الاتحاد الأوروبي والناتو.. القدرات والتحديات

يشهد الناتو، الذي وصفه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في 2019 بأنه في “حالة موت دماغي”، يقظة تاريخية لمواجهة الخطر المتفاقم بوجه الدول الأعضاء منذ بداية الأزمة، كما يبرز أمام الناتو العديد من التحديات لتحقيق الأهداف الخاصة بحماية الأمن الأوروبي يتعلق أبرزها بالانتشار النووي الأفقي للدول “غير النووية” ومن ثم يجب أن يبذل الحلف جهوداً أكبر فيما يتعلق بمواجهة التمدد النووي لدول مثل روسيا والصين خاصة في ضوء التهديدات التي تفرضها الحرب بشكل كبير.

وبالرغم أن أوكرانيا ليست عضواً في الناتو إلا أن أزمة الحرب وتشابكاتها تلقي بظلالها الثقيلة على أمن أوروبا وكافة الدول الأعضاء في الحلف، وفي خضم التطورات المتلاحقة للعملية العسكرية داخل الأراضي الأوكرانية، ما يمثل تحدياً وتهديداً مباشراً لأمن أوروبا، كذلك يطفو إلى السطح سؤالاً مُلحاً عن مدى قدرة “الناتو” في حماية أمن أوروبا وصياغة استراتيجيات تتوافق مع حجم التحديات المتفاقمة من جانب روسيا والمعسكر الآسيوي بشكل عام؟ ومن المتوقع أن تؤثر الأزمة الأوكرانية على توسيع الفجوة بين الناتو وروسيا وخلق مساحة أكبر من العداء والتنافس، المتعلق بتهديد المصالح من جهة والوجود والنفوذ السياسي والجغرافيمن جهة أخرى.

قوة مشتركة لحماية البنى التحتية الأوروبية الأساسية

أعلن الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، في 11 يناير2023، عن تأسيس قوة مشتركة هدفها حماية البنى التحتية الرئيسية في وجه التهديدات التي تشكلها روسيا. وجاءت الخطوة بعد هحمات تخريبية استهدفت خطي أنابيب الغاز نورد ستريم (1) و(2) خلال عام 2022، حيث يسعى التكتلان إلى تعزيز الأمن الدفاعي للقارة الأوروبية على ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا، وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية، الألمانية أورسولا فون دير لايين، إن خبراء من الناتو والاتحاد الأوروبي الذين يعملون لصالح القوة المشتركة سيدرسون نقاط الضعف في البنى التحتية ويقدمون توصيات لحمايتها. وأضافت فون دير لايين خلال لقاء مع أمين عام حلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، قائلة “رأينا عمليات تخريب نورد ستريم وهذا يثبت أننا يجب أن نكون على أهبة الاستعداد لمواجهة هذا النوع الجديد من التهديد”.

يتبادل الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي في تحالف القوة المشتركة أفضل الممارسات التدريبية والعسكرية، ويعززان الوعي المشترك بالحالة الراهنة ، ويطوران المبادئ الأساسية لتحسين المرونة بما في ذلك تدابير التخفيف والإجراءات الوقائية، كما سيغطي فريق العمل  المشكل من موظفي الاتحاد الأوروبي والناتو أربعة قطاعات في هذه المرحلة: الطاقة والبنية التحتية الرقمية والنقل والفضاء.جيش أوروبي موحد ـ هل أوروبا قادرة على تشكيله، وهل سيكون بديلا للناتو ؟بقلم جاسم محمد

ألمانيا والنرويج تطلقان مبادرة في حلف الناتو لحماية البنى التحتية البحرية

بعد تفجير خطوط “نورد ستريم” في سبتمبرعام 2022،  في بحر البلطيق، أعلن المستشار الألماني أولاف شولتز ورئيس الوزراء النرويجي يوناس غار ستور، يوم 1 ديسمبر 2022،  أنهما أطلقا مبادرة داخل حلف شمال الأطلسي (ناتو) لتعزيز حماية البنى التحتية البحرية، وقال شولتز خلال جلسة نقاش أمام الصحفيين في برلين شارك فيها أيضاً ستور: “نحن بصدد مطالبة الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ينس ستولتنبرغ) بإنشاء هيئة تنسيق لحماية البنى التحتية البحرية”.

وحذّر شولتز من أن هذه المبادرة تظهر “بوضوح” أننا “نأخذ حماية بنيتنا التحتية على محمل الجد، وأنه لا يمكن لأحد الظن أنه ستبقى هناك هجمات من دون عواقب”. بدوره، قال رئيس الوزراء النرويجي إن هذه البنى التحتية “شرايين الاقتصاد الحديث. وناقشت ألمانيا والنرويج في الأسابيع الأخيرة كيف يمكننا تعزيز” أمنها.

مستقبل التعاون بين الاتحاد الأوروبي والناتو

لقد غيرت الحرب في أوكرانيا بشكل أساسي النقاط المرجعية الداخلية والخارجية لأوروبا لما كان يوماً نظاماً أمنياً أوروبياً. لكن يُحسب لأوروبا أنها كانت سريعة في تكييف نفسها للوقائع المتغيرة جذرياً. ولا يزال الكثير من عمليات التجديد هذه مؤلمة اقتصادياً وهي في حالة مراقبة مستمرة للتحولات وسط عصر من التعددية. ولكن على المستوى الأساسي، تفكر أوروبا في وجود بنية أمنية قابلة للتأقلم مع طبيعة المتغيرات الراهنة، وأفضل تعبير عنها جاء من خلال حوارها الأمني ​​الرائد الذي عقد مؤخراً مع عمودين رئيسيين من المشاركة والتحالفات بهدف تعزيز البنية الأمنية، أحدهما مع الناتو والولايات المتحدة والآخر تمثل في إقامة شراكات دفاعية عالمية. أمن دولي ـ التعاون الأمني بين الاتحاد الأوروبي والناتو، المهام والواجبات

سيعتمد المسار المستقبلي لكيفية بناء أوروبا لبنيتها الأمنية إلى حد كبير على مدى حسن مزجها بين اعتمادها على الناتو وتعميق وتعميق العلاقات معه، وفي المقابل سعيها إلى الاستقلال الاستراتيجي. ومن منظور أوروبا ، يجب أن يكمل هذان القطاعان بعضهما البعض. لأن المحور الأول لأمن الاتحاد الأوروبي يتمثل بلا جدال، في تعميق العلاقات مع الناتو التي عززتها الحرب في أوكرانيا. وقد عزز الإعلان المشترك بين الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي الصادر في يناير 2023 هذه الشراكة مع التركيز بشكل جاد على تغير المناخ والفضاء والذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الناشئة والمعطلة.

الأمر الجدير بالملاحظة بشكل خاص، في هذا الصدد هو تقسيم العمل بين الاتحاد الأوروبي والناتو. بحيث يمكن أن يعمل الاتحاد الأوروبي بشكل أفضل كمزود للأمن من خلال إضافة “قيمة” بين الأمن الداخلي والخارجي بينما يمكن لحلف الناتو تولي الدفاع الجماعي بموجب المادة الخامسة. كما تم تجديد العلاقات عبر الأطلسي من خلال التعاون الدفاعي الجديد بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة في فبراير 2023. ومن المتوقع أن يوفر هذا الترتيب إطاراً مشتركاً للمشاورات حول العديد من التحديات الأمنية التقليدية وغير التقليدية بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بطريقة تضمن دفاعاً أوروبياً أكثر قدرة، على مواجهة التحديات الراهنة والمستقبلية.

الحكم الذاتي الاستراتيجي لأوروبا العالمية

المحور الثاني في منظومة الأمن الأوروبي، بعد تعزيز التحالف مع الناتو يتمثل في السعي لتحقيق المزيد من الاستقلالية الاستراتيجية. بينما كان هذا هو الشعار في المناقشات الداخلية داخل برلمان ومفوضية الاتحاد الأوروبي لبضع سنوات، دفعته الحرب في أوكرانيا إلى أن تصبح “أولوية عمل” بالمعنى الحقيقي. وقد سلط منتدى شومان المنعقد في فبراير 2023، الضوء على دور مرفق السلام الأوروبي (EPF) باعتباره الأداة الأولى للاتحاد الأوروبي لتعزيز مكانته كمزود أمن عالمي من خلال دعم الأهداف الأمنية لشركائه. تأسست كأداة خارج الميزانية تهدف إلى تعزيز قدرة الاتحاد الأوروبي على منع النزاعات وبناء السلام وتعزيز الأمن الدولي ، وقد تطورت إلى عامل تمكين رئيسي للاتحاد الأوروبي لتولي دور أكثر عالمية.

على سبيل المثال، تم رفع السقف المالي لصندوق النقد الأوروبي مرتين منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية. وفي 13 مارس 2023، قرر الاتحاد الأوروبي زيادة السقف المالي لصندوق النقد الأوروبي إلى (7.979)  مليار يورو حتى عام 2027. وأبرز جوانب صندوق الائتمان الأوروبي هو استعداد الاتحاد الأوروبي لتقديم الدعم العسكري والتدريب والمعدات للدول الشريكة، كما هو الحال بخصوص الدعم المقدم لأوكرانيا. حيث قدم الاتحاد الأوروبي تدريبات عسكرية إلى (30)  ألف جندي أوكراني في عام 2023 واتفق  مؤخراً على إرسال مليون قذيفة ذخيرة إلى كييف. ملف : أزمة أوكرانيا والاتحاد الأوروبي ـ هل من تحول في السياسات الدفاعية والأمنية ؟

تقييم وقراءة مستقبلية

هناك مجموعة من الأهداف المشتركة تربط التحالف الراهن بين الاتحاد الأوروبي والناتو، في الوقت الراهن أهمها على الإطلاق هو مواجهة التحديات المشتركة التي تفرضها الحرب الروسية الأوكرانية.

ليس من الوارد تقليل أو فك الارتباط بين الاتحاد الأوروبي والناتو في الوقت الراهن، حتى مع التوجه الأوروبي الواضح نحو بناء استراتيجية مستقلة للعمل على تحقيق الاستقلال الاستراتيجي عن الولايات المتحدة ولعب أدوار منفصلة وبعيدة عن التبعية الأمريكية.

تعتمد أوروبا في الوقت الراهن بشكل كبير على منظومة الدفاع التي يوفرها حلف شمال الأطلسي كأحد أهم آليات الردع للتهديدات الروسية المحتملة في ضوء استمرار الأزمة الأوكرانية وتصاعد التوتر بين المعسكرين الروسي والغربي.

بعيداً عن الأزمة الأوكرانية تسعى أوروبا للنأي بنفسها بعيداً عن الصراعات التي تقودها الولايات المتحدة، ولا ترغب في أن تدخل طرفاً جديداً بدائرة الصراع، وربما يبدو ذلك واضحاً في التزام سياسة الحياد النسبي أوروبياً اتجاه التوترات التي يشهدها تايوان وبحر الصين الجنوبي.

في ضوء الأزمة الأوكرانية تعاظمت الحاجة الأوروبية إلى تطبيق مشروع “الاستقلال الاستراتيجي” الذي جددته فرنسا في عام 2021، والذي يستهدف إلى جعل الاتحاد الأوروبي قوة اقتصادية مستقلة قادرة على لعب دور جيوسياسي مختلف، وهو أمر سينعكس إلى حدِ كبير على تعزيز قدرات الحلف العسكرية وتغيير خريطة انتشاره الجغرافية.

رابط مختصر.. https://www.europarabct.com/?p=87962

*حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الارهاب والاستخبارات

هوامش:

Launch of the EU-NATO Task Force: Strengthening our resilience and protection of critical infrastructure
http://bitly.ws/DuYA

الناتو وبروكسل يعلنان تأسيس قوة مشتركة لحماية البنى التحتية الأوروبية الأساسية
http://bitly.ws/Dv3a

أوروبا والناتو يدشنان قوة لحماية البنية التحتية المهمة
http://bitly.ws/Dv3t

Relations with the European Union
http://bitly.ws/B9kX

Relations with the European Union
http://bitly.ws/B9kX

Era of peace for Europe has ended. Future depends on how it deepens its ties with NATO
http://bitly.ws/DvhY

 

 

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...