الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

أمن دولي ـ بحر الصين الجنوبي.. “البيئة الأخطر”. بقلم رشا عمار

بحر الصين الجنوبي
أبريل 06, 2023

المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الارهاب والاستخبارات ـ المانيا  و هولندا  ECCI

بون ـ رشا عمار، باحثة بالمركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات

أمن دولي – بحر الصين الجنوبي.. “البيئة الأخطر” للمواجهة بين واشنطن وبكين

تتجه العلاقات بين الولايات المتحدة والصين نحو مزيد من التعقيد في ضوء التنافس الاقتصادي والسياسي التاريخي بين الدولتين، إضافة إلى تنامي التوتر مؤخراً حول منطقة بحر الصين الجنوبي الذي تزعم بكين سيادتها عليه، وقد شهد العام 2022، الكثير من المشاحنات بين الدولتين لهذا السبب، ومن المتوقع أن تتزايد وتيرة الصراع بشكل ملحوظ في ضوء جملة من المحفزات الدولية والإقليمية لبيئة الصراع بين أميركا والصين.

بحر الصين الجنوبي هو أكبر بحر في العالم بعد المحيطات الخمسة، وهو بحر متجزئ من المحيط الهادي، يمتد من سنغافورة ومضيق ملقة إلى مضيق تايوان، تبلغ مساحته ثلاثة ملايين ونصف كيلومتر مربع، يقع في ثلاثة مناطق رئيسية هي، جنوب البر الصيني الرئيسي، متضمناً جزيرة تايوان شرقاً، غرب الفلبين، شرق شبه الجزيرة الماليزية و سوماترا، وصولاً إلى مضيق ملقة غرباً، والجهة الشمالية لجزر بانجكا – بليتونج وبورنيو.

نزاع إقليمي

يمثل بحر الصين الجنوبي منطقة نزاع إقليمي تاريخي، ففي حين تدعي كلاً من الصين وتايوان بأن الواجهة البحرية هذه بأكملها تتبع لها، تتنازع الصين مع تايوان وإندونيسيا حول المياه شمال شرق جزر ناتونا، كما تتنازع الفلبين والصين وتايوان تتنازع حول الشعاب “سكاربورو شول.

وتختلف فيتنام والصين وتايوان حول المياه الواقعة غربي جزر سبارتلي، كما تتنازع الصين مع فيتنام وتايوان وبروناي وماليزيا والفلبين حول ملكية بعض هذه الجزر أو جميعها. وتمثل ملكية جزر باراسيل محل خلاف بين الصين وتايوان وبين فيتنام، كما ماليزيا وكمبوديا وتايلند وفيتنام حول مناطق في خليج تايلند، أما سنغافورة وماليزيا تختلفان على طول مضيق جوهور ومضيق سنغافورة.

يحتوي بحر الصين الجنوبي على مخزونات كبيرة من النفط والغاز وممرات ملاحية، وكثيراً ما عبر جيران بكين عن الخشية من أن يكون الجار العملاق يسعى لتوسيع سيطرته على مياهه. أمن دولي ـ بحر الصين الجنوبي، في عين الأزمة . بقلم ـ الدكتورة  نور تركي

مضيق تايوان ـ نقطة التوتر

لماذا يمثل بحر الصين الجنوبي بؤرة صراع دولي؟

يعد بحر الصين الجنوبي واحداً من أهم الطرق الملاحية التجارية حيوية في العالم، فهو واحد من الشرايين التجارية الرئيسة التي تجمع الممرات المائية من كل من سنغافورة وماليزيا، وتتصل بدول أخرى كثيرة تمتد إلى إندونيسيا والفلبين وتايوان.

يمر من خلاله نحو ثلث التجارة العالمية. وهو أيضاً البحر الأخطر الذي يمكن أن يشهد مواجهة عسكرية بين الولايات المتحدة والصين. تظهر الدلالة الأبرز على هذا الاحتمال في إصرار الولايات المتحدة، ومعها دول أخرى في المنطقة مثل كوريا الجنوبية واليابان والفلبين وفيتنام وغيرها، على اعتبار هذا البحر ممراً ملاحياً دولياً ومفتوحاً، في حين تؤكد الصين باستمرار أنه جزء من أراضيها وبحارها الداخلية، على غرار تعاملها مع تايوان التي تصر على الاستقلال.

تبادل الجيشان الأميركي والصيني كلمات قاسية يوم 22 نوفمبر 2022، بعد أن نفذت سفينة حربية تابعة للبحرية الأميركية أول عملية بحرية للملاحة (FONOP) في بحر الصين الجنوبي منذ التقى قادة القوتين في وقت سابق من شهر نوفمبر في محاولة لتخفيف التوترات. وفي بيان، زعم الجيش الصيني أن السفينة يو إس إس تشانسيلورزفيل ، وهي طراد صاروخي موجه ، “دخلت بشكل غير قانوني المياه بالقرب من جزر نانشا والشعاب المرجانية الصينية دون موافقة الحكومة الصينية”من جانبه وصف بيان صادر عن الأسطول السابع للبحرية الأميركية تصريحات حساب جيش التحرير الشعبي بأنه “كاذب” واستمرار لتحريف الأعمال الأميركية في بحر الصين الجنوبي.

الأهمية الاستراتيجية والحيوية لبحر الصين الجنوبي

تكمن الأهمية الاستراتيجية لبحر الصين الجنوبي في كونه أقصر الطرق التي تصل بين المحيطين الهادئ والهندي، وهو يمتاز أيضاً بوجود أكثر خطوط الملاحة ازدحاماً بحركة السفن في العالم، إذ تمر عبره ما قيمته نحو (3) تريليونات من التجارة الدولية كل عام، وكذلك يحتوي على احتياطات ضخمة من النفط والغاز الطبيعي تقدر بين (23 – 30) مليار طن من النفط، و(16) تريليون متر مكعب من الغاز الطبيعي.

يتكون بحر الصين الجنوبي من أكثر من (200) جزيرة صغيرة وشعاب مرجانية ومياه ضحلة وجزر مرجانية وضفاف رملية مجمعة في (3) أرخبيل، سبراتلي وباراسيل وبراتاس. ترجع الأهمية الاستراتيجية  أيضاً بشكل أساسي إلى موقعها الجغرافي، حيث تعد المنطقة واحدة من أكثر ممرات الشحن ازدحاماً في العالم وأكثرها استراتيجية. يمر أكثر من (50٪) من التجارة العالمية عبر مضيق ملقا ومضيق سوندا ومضيق لومبوك فوق جزر ومياه بحر الصين الجنوبي والتي تبلغ قيمتها حوالي (5) تريليونات دولار. والأهم من ذلك، أنها تغطي أيضاً أكثر طرق الطاقة أهمية لدول شرق آسيا لنقل النفط والغاز الطبيعي من الخليج العربي.

يتمتع بحر الصين الجنوبي بأهمية جيوسياسية وجيوستراتيجية للطاقة والأمن الاقتصادي للصين ودول شرق آسيا، وبالنسبة للولايات المتحدة أيضاً حيث تتحرك تجارة (1.2) تريليون دولار عبر المياه. بالإضافة إلى ذلك، فقد أثبتت احتياطاتها الوفيرة من النفط والغاز، وبالتالي فإن سيادة الجزر المتنازع عليها تنطوي على حقوق قانونية لاستغلال مواردها، من منظور استراتيجي، فإن الأهمية الجغرافية هي أن من يهيمن عليها، يسيطر على مستقبل شرق آسيا. مكافحة التجسس الأمن القومي في زمن العولمة (ملف)

تصعيد محتمل

نما الصراع والتوتر حول مطالبات السيادة المتنافسة في بحر الصين الجنوبي بشكل كبير في السنوات الخمس إلى العشر الماضية، وقد تبنت الصين موقفاً حازماً بشكل متزايد تجاه مطالبها من خلال رفعها إلى المصلحة الأساسية، وتعزيز إنفاذ قانون مصايد الأسماك، وبناء منشآت مدنية وعسكرية في الجزر والمياه المتنازع عليها.

أعلنت الولايات المتحدة  في عام 2010 ، أن حرية الملاحة في بحر الصين الجنوبي مصلحة وطنية استجابة لموقف الصين الحازم بشكل متزايد. سعت فيتنام والفلبين في عام 2012 إلى تعزيز شراكتهما وتحالفهما مع الولايات المتحدة من أجل تعزيز موقعهما الاستراتيجي بشأن نزاعات بحر الصين الجنوبي، لذلك، تلعب الولايات المتحدة دوراً رئيسياً في التأثير على حل النزاعات. وقد حاولت فيتنام والفلبين أيضاً تشكيل “تحالف استراتيجي” مع اليابان في صراعهما مع الصين في بحر الصين الجنوبي.

من المحتمل جداً أن تستمر الصين في توسيع دائرة نفوذها وهذا يمكن ان يؤدي إلى زعزعة الأستقرار في المنطقة، كما ستواصل الصين تأسيس قوة بحرية هناك باعتبارها اللاعب الأكثر سيطرة بين دول المنطقة، لكن لا يزال من المعقول تماماً أن يكون لأي استراتيجية صينية هدف طويل المدى يتمثل في امتلاك القوة لمنع السفن الحربية الأمريكية أو الغربية من الوصول إلى بحر الصين الجنوبي ، حيث تطالب الصين إلى حد كبير بمعظم المنطقة باعتبارها مياهها الخاصة. تجسس ـ أهمية بالونات التجسس بجمع المعلومات، النَّمُوذَجُ الصيني

وفي المقابل لدى الولايات المتحدة اتصال مباشر بالمنطقة من خلال العديد من الحلفاء والصلات والتجارة، وسيستمر هذا بطبيعة الحال، نظراً للأهمية الاستراتيجية للمنطقة. يُعتقد أن أي نجاح للرئيس الروسي في أوكرانيا يمكن أن يفتح شهية نظيره الصيني في استخدام القوة العسكرية لإعادة الجزيرة التي سيادة الوطن الأم. وينذر هذا الاحتمال بمواجهة خطيرة جرى تجنبها حتى الآن بين السفن الحربية الصينية والأميركية التي تتحرك بكثافة في المنطقة، في حين يحذّر الجيش الصيني باستمرار من تحليق الطائرات الأميركية فوق قطعه البحرية.

أجرت كل من الولايات المتحدة والصين في يوليو 2022 تدريبات بحرية متنافسة في بحر الصين الجنوبي. وفي ظل التنافس الاستراتيجي المتنامي بين واشنطن وبكين، يخشى المتابعون شبح وقوع حادث يمكن أن يؤدي إلى مواجهة عسكرية أكبر بين البلدين العملاقين، على الأقل على غرار مواجهتهما خلال الحرب الكورية في الخمسينات من القرن الماضي.

أسباب الخلاف حول بحر الصين الجنوبي

تتنازع دول مطلة على بحر الصين الجنوبي، وعلى وجه التحديد الصين وفيتنام والفلبين وتايوان وماليزيا وبروناي، السيادة على مناطق منه منذ عدة قرون، ولكن التوترات في المنطقة تصاعدت في الآونة الاخيرة.

وجهت الولايات المتحدة انتقادات هي الأشدّ لمطالب بكين “غير القانونية” في بحر الصين الجنوبي رافضة القواعد الجغرافية والتاريخية لخرائطها الشاسعة والمثيرة للانقسام. وفي دراسة بحثية من (47) صفحة قال مكتب وزارة الخارجية الأميركية للمحيطات والشؤون البيئية والعلمية الدولية، إن ليس للصين أي أسس بموجب القانون الدولي لمطالب وضعت بكين على مسار تصادمي مع الفيليبين وفيتنام ودول أخرى في جنوب شرق آسيا.

ومن جهته، قال وزير الدفاع الياباني تارو كونو في 29 أغسطس 2020 إنه اتفق مع نظيره الأمريكي مارك إسبر على أن البلدين يعارضان أي محاولة أحادية الجانب لتغيير الوضع الراهن في الممرين المائيين الرئيسيين في بحر الصين الجنوبي وبحر الصين الشرقي. وهناك قضية شائكة في علاقات الصين مع اليابان هي مطالبة بكين بمجموعة من الجزر الصغيرة في بحر الصين الشرقي تسيطر عليها طوكيو، وتعرف هذه الجزر الصغيرة في اليابان باسم سينكاكو في حين تطلق عليها الصين اسم دياويو.

تقييم وقراءة مستقبلية

ـ تعتبر الولايات المتحدة، تنامي النفوذ الصيني سياسياً واقتصادياً وعسكرياً ودبلوماسياً تهديداً مباشراً لها، وتتعامل من موجب هذا التهديد، الأمر الذي يزيد حدة التوتر بين الدولتين ويؤدي لتسخين بؤر الصراع بشكل سريع ومن بينها تايوان وبحر الصين الجنوبي، وقد انعكس ذلك على مجمل التحركات الأميركية في عام 2022، أبرزها زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيولسي لتايوان في 3 أغسطس 2022، وتصريحات الرئيس الأميركي جو بايدن الحادة ضد بكين، وأيضاً التوتر السياسي بسبب أزمة المنطاد الصيني.

ـ يحظى بحر الصين الجنوبي بأهمية استراتيجية وجيوسياسية خاصة، بالنظر إلى موقعه الجغرافي وموارده النفطية، لذلك يمثل نقطة تجاذب بين القوى الدولية الكبرى، وفي حين يبرز الصراع عليه بين الصين ودول الجوار إلا أن المنافس الحقيقي لبكين في المنطقة هو الولايات المتحدة.

ـ يمثل بحر الصين الجنوبي باعتباره، منطقة نزاع إقليمي وصراع دولي تاريخي، نقطة خطرة لاشتعال النزاع بين الصين والولايات المتحدة وربما يكون البيئة الأخطر لمواجهة عسكرية محتملة بين الدولتين في ضوء لنزاع الجغرافي والتاريخي حول الحق في السيادة بين الصين ودول جوارها المدعومين من جانب الولايات المتحدة.

ـ تثير القوة العسكرية الصاعدة والنفوذ السياسي المتنامي للصين القلق والتهديد بين بعض جيرانها والقوى الغربية، ويمكن تقييم تأكيد الصين المتزايد على السيادة والحقوق البحرية في بحر الصين الجنوبي على أنه تحدٍ خطير للوضع الراهن في المنطقة.

رابط مختصر.. https://www.europarabct.com/?p=87574

*حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الارهاب والاستخبارات

هوامش

ما قصة “بحر الصين الجنوبي”؟ ولماذا يتم التنازع عليه؟
http://bit.ly/3KkATV1

US and China in first South China Sea encounter since Xi-Biden meeting
http://bit.ly/3U14FCu

واشنطن تعتبر مطالب بكين في بحر الصين الجنوبي “غير قانونية”
https://bit.ly/3JSkvuw

Washington considers Beijing’s claims in the South China Sea “illegal”, China criticizes it
http://bit.ly/40DhDJi

The Strategic Importance of the South China Sea
https://bit.ly/3Kocgb1

بحر الصين الجنوبي… «البيئة الأخطر» للمواجهة بين واشنطن وبكين
http://bit.ly/40VfrMZ

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...