الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

أمن دولي ـ ما حقيقة المحور العسكري الروسي الصيني؟ بقلم هند ناصر السويدي

روسيا والصين محور عسكري
أبريل 01, 2023
الباحثة هند ناصر خلفان السويدي

الباحثة هند ناصر خلفان السويدي

المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات ـ ألمانيا  وهولندا

بون ـ إعداد : هند ناصر خلفان السويدي ، باحثة في الأمن الدولي والإرهاب

أمن دولي ـ ما حقيقة المحور العسكري الروسي الصيني؟

أعادت حرب أوكرانيا إلى السطح مصطلحات كان العالم يعتقد أنها انتهت، (ثنائية القطبين، الحرب الباردة)، حتى أن الأمر وصل إلى الحديث عن حرب عالمية ثالثة، أصبح الحديث عن الحرب النووية بشكل شبه يومي على شاشات التلفاز والمنصلت العالمية المختلفة. تأثير الحرب الأوكرانية لا يقتصر على الدولتين المتحاربتين أو نطاقهما الجغرافي أو حتى محيطهم القريب فحسب، إنما شمل تأثيرها على مستوى العالم.

انعكاس الحرب الأوكرانية على العلاقات الدولية

تأثرت العلاقات الدولية بالحرب الروسية – الأوكرانية، فظهرت على السطح التجاذبات والتكتلات حيث يسعى المعسكر الغربي تحت قيادة الولايات المتحدة الأمريكية بالحصول على تأييد لموقف أوكرانيا من قبل المجتمع الدولي وإدانة الحرب على أوكرانيا، ومن ناحية الكتلة الشرقية تحت قيادة روسيا الإتحادية تسعى نحو جعل العالم تصديق رواية الحق التاريخي ومنع توسع الناتو شرقي وأن الحرب على أوكرانيا ما هي إلا للحد من طموحات الناتو.

العلاقات الروسية الصينية ليست وليدة اللحظة أو فالتزايد في تطور العلاقات بين البلدين آخذة في التزايد منذ الانتهاء من ترسيم الحدود في العام 2005، وفي الآونة الأخيرة نستطيع رؤية مثلت يطفو على سطح العلاقات الدولية والتنسيقات الأمنية روسيا، الصين، إيران. أمن دولي – سيناريوهات استخدام روسيا والناتو للأسلحة النووية . بقلم د. إكرام زياده

 العلاقات الصينية الإيرانية

وصل مستوى العلاقات الصينية – الإيرانية إلى حدود الشراكة والتفاهم، وهو مستوى متقدمٌ من مستويات التنسيق والتشاور في العلاقات الدولية، اذ اتضح مدى تطور مستوى هذه العلاقات مع الرفض الصيني الرسمي لإستراتيجية الضغوط القصوى الأمريكية لتعديل سلوك النظام الإيراني؛ وذلك بدءاً من رفض بكين للانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي، مروراً بــ رفض عودة العقوبات الاقتصادية الأمريكية على إيران، وصولاً الى عدم تصفيرها واردات النفط الإيراني رغم العقوبات الأمريكية المشددة ضدّها.

جاءت “الشراكة الاستراتيجية الشاملة” طويلة الأجل مدة (25) عاماً مثابة نقطة انطلاق جوهرية للعلاقات الاقتصادية بينهما في الأمدين المتوسط والبعيد، والتي تحتاج إلى آليات لترتيبها وربما تكون هي واحدة من آليات إعطاء الصبغة الاستراتيجية للعلاقة ونقلها إلى مستوى التحالف.

تمثل طهران ركيزة أساسية في مواجهة الصين للتوسع الأمريكي شرقاً، حيث تنامت العلاقات بين الدولتين بشكل مضطرد ووصلت هذه وليس أدل على قوة هذه العلاقة من نجاح الوساطة الصينية في إعادة فتح القنوات الدبلوماسية بين الرياض وطهران في 10 مارس 2023 اتفقا على تفعيل اتفاقية التعاون الأمني بينهما الموقعة في 2001، والاتفاقية العامة للتعاون في مجال الاقتصاد والتجارة والاستثمار والتقنية والعلوم والثقافة والرياضة والشباب، الموقعة في عام 1998.

العلاقات الروسية الصينية

ويقول الرئيس الصيني شي جين بينغ “لقد لخصنا أنا والرئيس بوتين معا نتائج تطور العلاقات الثنائية على مدى السنوات العشر الماضية واتفقنا على أن العلاقات الصينية الروسية تجاوزت العلاقات الثنائية، وهي ذات أهمية حيوية للنظام العالمي الحديث ولمصير البشرية”. هذه المقولة تُلخص الكثير من الأمور الواجب مناقشتها على صعيد العلاقات الدولية حيث يؤكد الرئيس الصيني على أهمية العلاقة بين البلدين وأنها تتجاوز العلاقات الثنائية.

تقول الصحفية الصينية سعاد ياي شين أن العلاقات الروسية الصينية لها عدة سمات مميزة لها فمن الممكن اختزالها في ثلاثة محاور: المحور الأول عدم التحالف، المحور الثاني عدم المواجهة، المحور الثالث وهو المعني بعدم استهداف الطرف الثالث، ويضع القادة في كلا البلدين نصب أعينهم التحديات الجيو سياسية – الجيو إستراتيجية ولعل أبرزها محاولة الناتو التوسع شرقاً، ومعارضة الدرع الصاروخية الأمريكية، ثم يأتي التعاون في المجال الاقتصادي فروسيا مصدر طاقة هام والصين مُستهلك طاقة ضخم ومن هنا يكون التكامل فيما بينهم.

مضيق تايوان ـ نقطة التوتر

مضيق تايوان ـ نقطة التوتر

الجدير بالذكر في هذا الصدد؛ التواصل الوثيق منذ العام 2013 فخلال الفترة من 2013 وحتى العام 2023 قام الرئيس الصيني شي جين بينغ بزيارة موسكو (9) زيارات أي أنه تتبقي زيارة واحدة ويكون قد زار موسكو سنوياً لمدة (10) أعوام. وتتخذ العلاقات الروسية الصينية عدة أبعاد والعديد من الاشتراكات في الرؤى على كافة الأصعدة والمجالات سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي، يمكن تلخيصها كما يلي:

أولاً- الموقف من الولايات المتحدة وسياستها التوسعية حول العالم، وتعامل الولايات المتحدة مع القضايا العالمية من منهجية القطب الواحد فهناك اتفاق واضح بين الدولتين في معارضة مثل هكذا مشاريع أمريكية ويتضح ذلك بوضوح من خلال مناهضة ومواجهة الدرع الصاروخية التي تنشرها الولايات المتحدة الأمريكية حماية لأمنها القومي أو وفق وجهة نظر الأمريكيين أن هذه الدرع الصاروخية هي درع مضاد لما تسميه الولايات المتحدة الأمريكية ” الدول المارقة ” والتي يأتي على رأسها كوريا الشمالية والجمهورية الإسلامية الإيرانية.

ثانياً – التعاون في المجال العسكري، دولتان تحتكان ببعضها البعض بشريط حدود طوله 4370 كم هذا شيء ضخم، بالتالي التعاون في كل المجالات هو ضرورة حتمية لكليهما، ولا سيما التعاون في المجال العسكري حيث تعتبر الصين هي السوق الأول للسلاح الروسي على مستوة العالم، ،وبسبب شراء الصين من روسيا أنظمة “إس-400” (S-400) ومقاتلات “إس يو-35” (Su-35) في عام 2018 فرضت الولايات المتحدة عقوبات على لي شانغ فو، ومع تواصل ما تسميها روسيا العملية العسكرية في أوكرانيا وتنامي الأزمة في العلاقات بين الصين والولايات المتحدة يشير خبراء روس إلى تحول في التوازن في هذا المثلث، فالصين من جهة هي المستفيد الرئيسي من ضغوط العقوبات، كما أنها أصبحت سوق المبيعات الأكبر في روسيا. في المقابل، تشكل علاقات الصين الوثيقة مع روسيا – والتي تعززت مع تنامي الصراع في أوكرانيا- خطرا في الوقت ذاته على علاقاتها مع الولايات المتحدة وأوروبا.

ثالثاً – يعتبر التنسيق الأمني في منطقة أسيا الصغرى من الأبعاد المهمة في العلاقات بين روسيا والصين ولا سيما في الدول التي كانت ضمن الاتحاد السوفيتي سابقاً، حيث يجمعهما التخوف المشترك من تنامي النفوذ الإسلامي في هذه الجمهوريات وبالتالي الحاجة إلى تنسيق أمني فيما بينهم.

رابعاً –  تعتمد كلتا الدوليين سياسة عدم التدخل في شؤن الطرف الآخر أو التأثير على قراراته فيما يتعلق بأي من المشكلات الخارجية التي يتعرض لها أي طرف من الأطراف. أمن دولي ـ العقيدة النووية عند روسيا والناتو وأهمية قواعد الأشتباك. آندي فليمستروم Andie Flemström

تحالفات جديدة – علاقات أقوى

سعت كلاً من الصين وروسيا الإتحادية نحو تقوية العلاقات وربطها بدول وقوى أخزى فجاءت البريكس لتضم كلاً من الهند ورويا الصين والبرازيل وجنوب أفريقيا، مجموعة “بريكس” هي منظمة سياسية بدأت المفاوضات لتشكيلها عام 2006 وعقدت اول مؤتمر قمة لها عام 2009. وكان أعضاؤها هم الدول ذوات الاقتصادات الصاعدة وهي البرازيل وروسيا والهند والصين تحت اسم “بريك ” أولاً ثم انضمت جنوب إفريقيا إلى المنظمة عام 2010 ليصبح اسمها “بريكس”.

الجدير بالذكر أن هذه المنظمة تضم بين جنباتها نصف سكان العالم، هذا بالإضافة إلى التنمية والنهوض الذي تشهده هذه البلدان في كافة المجالات ولا سيما المجالات التقنية والاقتصادية وتكنولوجيا المعلومات كل ذلك يضفي قوة لهذه المنظمة، ناهيك عن الاحتياطي النقدي الضخم لهذه الدول مجتمعة حيث يبلغ هذا الاحتياط النقدي قرابة (4) تريليون دولار امريكي، كما يعادل الناتج المحلي لهذه الدول الناتج السنوي للولايات المتحدة الأمريكية بمعدل (3.16)  مليار دولار أمريكي.

المبادرة الصينية للسلام

تسعى الصين من خلال الطريقة التي صاغت بها بنود خطتها للسلام في أوكرانيا، خلق بعض التوازن في الموقف من روسيا وأوكرانيا، لكنها لم تعكس تحولاً جذرياً في الموقف الصيني العام: حياد لكن ليس كاملاً؛ دعم روسيا لكن بشروط وليس إلى ما لا نهاية؛ ومحاولة عزل العلاقات مع أوروبا عن تداعيات الحرب الأوكرانية لكن دون التخلي عن روسيا.

وتمتلك الصين الأدوات التي تجعل كلمتها مسموعة داخل روسيا فهما “دولتان حليفتان”، إلا أنه شكك في قدرة الصين على الضغط على أوكرانيا، معتبرا أن كييف ينوب عنها في التفاوض الولايات المتحدة.

وتشمل مبادرة السلام الصينية العديد من البنود ومنها، احترام سيادة كل الدول، التخلي عن عقلية الحرب الباردة، وقف الأعمال العدائية، استئناف محادثات السلام، حماية المدنيين وتبادل الأسرى، تقليص الأخطار الاستراتيجية، تسهيل تصدير الحدود، وقف العقوبات أحادية الجانب، الحفاظ على استقرار سلاسل الصناعة والتوريد، دعم مرحلة إعادة الإعمار.

لاقى الإعلان الذي نُشر على موقع وزارة الخارجية الصينية ترحيب الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي وأثنى على هذه المبادرة واعتبرها خطوة مبدئية هامة على طريق دخول الصين نحو المساعدة على انفراج الأزمة.

الموقف الأمريكي تجاه المبادرة الصينية للسلام يتصف بالتشكيك حيث يتخوف الأمريكيون أن تكون هناك بنود مغلفة قد تستخدم بعد ذلك في قضية تايوان، وظهر ذلك بوضوح حيث شككت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس من ميونيخ في الحياد الذي تبديه الصين، وقالت إن الولايات المتحدة “قلقة من قيام الصين بتعميق علاقاتها مع موسكو منذ بدء الحرب”.

وقد حددت هذه التناقضات الموقف الصيني من الحرب على مدار عام 2022. وأكدت الوثيقة الجديدة عزم بيجين على الاستمرار في هذا المسار الذي لا يُحمِّلها كلفة مرتفعة، ويُبقي على علاقات شبه متوازنة مع أوروبا، ويوفّر لروسيا غطاءً دبلوماسياً واقتصادياً معتدلاً، وينتقص ببطء وتدريجياً من هيمنة الولايات المتحدة على النظام العالمي عبر جعل مقتضيات تغيير المنظومة الأمنية الأوروبية لتتسق مع مصالح موسكو فكرةً أكثر قبولاً ومصداقية بين دول الحياد العالمي.

المبادرة الصينية للسلام ومحاولة وقف الحرب المستعرة منذ فبراير 2022، تأتي في وقت تسارع وتيرة أعمال العنف في باخموت وسيطرة قوات فاغنر على مساحات كبيرة من المدينة، الأمر الذي يعطي استعدادية جميع الأطراف إلى المفاوضات وخوض المبادرة التي أقرتها بكين.

تسليح الأوكرانيين وامدادهم بكافة ما يحتاجونه من اجل الدفاع عن بلادهم، وتدريب قواتهم في عدد من الدول الأوروبية لعل أبرزها بريطانيا واسبانيا فهذا الأمر يعني أن الحرب تتجه نحو المدى البعيد مع صعوبة وجود حلول دبلوماسية، وهذا الأمر يعني القضاء على أي حلول سياسية قد تلوح في الأفق.

قال زيلنسكي :”أن المكاسب التي يحققها الروس على الأرض يعني تحولها إلى إيران والبرازيل ودول أمريكا الجنوبية وقد حذر من خطورة توقف الدعم الأمريكي قد تؤدي إلى خسارة أوكرانيا المعركة مع روسيا”، الملاحظ في تصيحات زيلنسكي بأنه يرغب في لقاء الرئيس الصيني شي جين بينغ في أوكرانيا وهو ما يعكس دعوة واضحة وصريحة من أجل أن يقوم الرئيس الصيني لزيارة كييف. ملف: أمن دولي ـ التعاون ما بين الاتحاد الأوروبي والناتو.. القدرات والتحديات

تقييم

برز نجم الصين في الآونة الأخيرة ولا سيما بعد الوساطة بين الرياض وطهران من أجل إعادة العلاقات الدبلوماسية والمقطوعة من العام 2016، تتمدد الصين في العالم بشكل ملحوظ فتارة يكون ذلك بتحركات اقتصادية موسومة بالمنفعة المشتركة، أو التحالفات العسكرية والدبلوماسية.

تلعب الصين دوراً حيوياً في التوازنات الدولية فلم يعد سراً أن هناك كتلة شرقية بزعامة روسيا والصين وكتلة غربية بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، واعلانها عن المبادرة الصينية من اجل وقف الحرب في أوكرانيا هي محاولة اظهار موقفها من الحرب وأنها تقف على مسافة وحدة من كافة الأطراف كما أنها تُقدم المساعدات إلى الجانب الأوكراني.

لم تتطرق المبادرة إلى المناطق الواقعة تحت سيطرة القوات الروسية، وبالتالي الاستعداد الروسي من اجل دخول مفاوضات جديدة لن تكون الأراضي التي أعلنت استقلالها عن أوكرانيا ضمن هذه المفاوضات وعلى الصعيد الأخر فإن الأوكرانيين لن يقبلوا مفاوضات قبل خروج الروس من كافة الأراضي التي سيطروا عليها.

من المرجح إن الحرب الروسية الأوكرانية سيطول أمدها، وزاد عدد المستفيدون من  هذه الحرب وبالتالي ستكون هناك صعوبة في خروج روسيا من أوكرانيا.

رابط مختصر..  https://www.europarabct.com/?p=87485

*حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الارهاب والاستخبارات

الهوامش

الصين وروسيا: لماذا باتت العلاقة بين بوتين وشي جينبينغ غير مكافئة باضطراد؟ متواجد على الرابط التالي:
https://bbc.in/3G6osuG

هل تخدم إيران التوازنات والمصالح الجيوسياسية للصين؟
https://bit.ly/3ZqpwjK

روسيا وأوكرانيا: التعاون الروسي الصيني يمضي قدما “كما كان مخططا” – الغارديان 23 فبراير 2023.
https://bbc.in/3U0t4YS

بيان روسي صيني مشترك: العلاقة الروسية الصينية قائمة على شراكة شاملة وتدخل عصرا جديدا 21 مارس 2023 المصدر الكرملين.
https://bit.ly/42TWnAe

China–Russia–Europe Relations in a New Era of Global Governance.
https://bit.ly/3lYPYDe

Russia’s Turn to the East by Yana Leksyutina, pg. 9 ,2023
https://bit.ly/3G2a06P

 

 

 

 

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...