الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

محاربة التطرف ـ أهمية تجفيف مصادر التمويل

الجهاديون
مارس 10, 2023

المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات ـ ألمانيا  وهولندا

بون ـ  إعداد: اكرام زيادة، باحثة في المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات

محاربة التطرف ـ أهمية تجفيف مصادر التمويل

يُعد التمويل هو العصب الرئيس للجماعات المتطرفة  لدعم عملياتها، ويضمن لهم استمرار أنشطتها الإرهابية. تنوعت مصادر تمويل التنظيمات المتطرفة من بين الاحتياطيات النقدية وتحويل الأموال التحالف مع العصابات الإجرامية لخطف المدنيين وطلب الفدية، وجمع التبرعات والتمويل الخفي عبر الإنترنت، كذلك امتلاكهم عملات رقمية مشفرة تصل قيمتها إلى مئات ملايين الدولارات. إن فرض الرقابة الشديدة على الشركات المالية الخاصة ومتابعة اصولها المالية من شأنها أن تعمل على تجفيف مصادر التمويل ومكافحة الإرهاب.

أهمية التمويل عند التنظيمات المتطرفة 

يساهم تمويل الجماعات المتطرفة على غرار “داعش” في استقطاب وتجنيد الشباب، وإدارة شبكات لجمع التبرعات الخارجية، وتمرير كميات ضخمة من الأموال داخل الدول المستهدفة وأوروبا تحت غطاء الانشطة الثقافية والاجتماعية الأنشطة الثقافية والاجتماعية لتسهيل حركتهم ودعمهم للجماعات المتطرفة داخل وخارج أوروبا.

أهمية التمويل على المستوى العسكري

دفع مرتبات المقاتلين: تستخدم التنظيمات المتطرفة  الأموال التي تحصل عليها في دفع مرتبات عناصرها ومقاتليها لضمان استمراريتها وتأمين ملاذ آمن لها. فـ”الجهاديون” والمقاتلون الذين يتطوعون للقتال، دائما يختارون الفصائل الأكثر تنظيماً والاكثر دفعاً وتسلحاً للانضمام والقتال معهم. تساعد مصادر التمويل تنظيم “داعش” بشكل كبير على إبقاء علاقة مع خلاياه النائمة فى العراق، فهو يدفع شهرياً (200 600) دولار للمقاتل، وهذا شجع الكثير من الألوية والكتائب بالقتال تحت رايتها بعد أن كانت تقاتل تحت رايات أخرى. كذلك في العراق، بسبب ما يتمتع به تنظيم “داعش” من شراسة وامكانيات تمويل مرتفعة جداً تمكنه الاستمرار بتنفيذ عملياته الإرهابية.

توفير الأسلحة: إن عناصر تنظيم “داعش” قادرين على بناء ترسانة ضخمة من المتفجرات والأسلحة والطائرات المسيرة من خلال عملية شراء معقدة شهدت تجاهل خلالها الحكومات والموردين “إشارات حمراء” لحظر تسليح التنظيم الدولي. حذر مجلس الأمن في ديسمبر 2022 من تدفق الأسلحة، والمعدات العسكرية، والطائرات المسيرة، والمتفجرات إلى متطرفي تنظيمي “داعش” والقاعدة والأفرع التابعة لهما. مكافحة التطرف والإرهاب في أوروبا،منع التمويل الخارجي للجماعات المتطرفة ـ ملف

مصادر تمويل الجماعات المتطرفة

هناك عدة مصادر تعتمد عليها الجماعات المتطرفة بتمويل أنشطتها، فهناك الوسائل التقليدية والتي ما زالت تستعمل كنقل الأموال عبر الحدود في السيارات أو الشاحنات أو البواخر وشراء العقارات الفاخرة، وهناك طرق حديثة عن طريق شركات التأمين والجمعيات الخيرية والمؤسسات المصرفية.

– بيع النفط والآثار المسروقة:  ساهم في تمويل “داعش” انتعاش الأسواق السوداء، خاصة في الآونة الأخيرة، حيث أن الكثير من الدول أصبحت بلا حكومات وبلا أجهزة رقابية كما هو الشأن لدولة ليبيا وبعض الدول الأخرى في إفريقيا. وإن عدم وجود حكومات في الدول وعدم فرض الرقابة شجع هذه التنظيمات إلى بيع النفط والآثار المسروقة في الأسواق السوداء بأثمان رخيصة مما أدى إلى زيادة الطلب عليها وبالتالي حصول التنظيمات على أموال ضخمة تستعمل في شراء الأسلحة والمعدات الحربية.  وتمتلك مناطق شمال شرق سوريا على أكبر نسبة من آبار النفط، ولذلك فإن عناصر تنظيم “داعش” تقوم بسرقة خطوط الإمداد في المنطقة وفرض ضرائب على المستثمرين في حقول النفط هناك.

– عمليات تحرير الرهائن ودفع الفدية: يتم تمويل الإرهاب عن طريق اختطاف الرهائن وطلب دفع الفدية عن طريق الدول التي ينتمي إليها المختطفون، وقد تصل الفدية ملايين الدولارات، وعادة ما تطلب التنظيمات المتطرفة الإرهابية وسيلة لنقل الأموال لدول أخرى، لتستخدمها في التدريب وتجنيد أعضاء جدد، وشراء الأسلحة والعتاد.

– سرقة المواشي: اتجه تنظيم “داعش” بعد هزيمته إلى مصادر تمويل أخرى بينها قتل الرعاة وسرقة ماشيتهم، وكذلك ابتزاز المجتمعات المحلية في شرق سوريا لتمويل أنشطته. يتم بيع كل رأس ماشية بنحو (10) آلاف ليرة سورية، ما يعني جمع التنظيم لملايين العملة المحلية، وهو ما يمثل نموذجاً للتمويل الذاتي مع تعافي “داعش”. تستخدم الأموال في دفع رواتب عناصر “داعش” والمهربين وشراء البضائع وأحياناً السلاح.

– الجمعيات الخيرية والتبرعات:  أدركت الحكومات مخاطر استخدام الجماعات المتطرفة للجمعيات الخيرية والربحية باعتبارها مصدراً لتمويل الإرهاب. كشفت وثيقة  تضمنت مراجعة هامة لبرنامج “بريفينت” الحكومي  (Prevent) لمكافحة التطرف في بريطانيا، في 29 ديسمبر 2022 أن أموال دافعي الضرائب البريطانيين استخدمت “لتمويل جماعات تروّج للتطرف، بالكشف عن شخصيات بارزة تعمل في منظمات يموّلها برنامج “بريفينت” (Prevent) لمكافحة التطرف، يشتبه بأنها دعمت حركة “طالبان”، ودافعت عن جماعات متشددة محظورة في المملكة المتحدة، واستضافت دعاة يروّجون “خطاب كراهية”، وفقاً لمسودة مسرّبة للوثيقة اطلعت عليها.

– الحوالات البنكية وتهريب العملات: يتم ذلك من خلال وضع الأموال في حساب جاري في أحد البنوك ويتم نقلها إلى حساب آخر، من خلال حركات متعددة ومتشابكة، بحيث يصعب معها التمييز بين الأموال النظيفة والمغسولة، أو يتم نقل الأموال عن طريق الحوالات البنكية. وعلى ذلك أجمعت كل الجهود الدولية المبرمة في هذا الخصوص على ضرورة مراقبة هوية المحولين والمحول إليهم المال، وذلك لتتبع مصدر هذه الأموال ومسارها. في 17 اكتوبر 2022 تم ثبوت تهمة تمويل ودعم شركة “لافارج” الفرنسية لتنظيم “داعش” وهيئة تحرير الشام في سوريا. كما كشفت وثائق مصرفية مسرّبة في الأول من أكتوبر 2022 عن تحويلات مالية مشبوهة تتجاوز الأربعة مليار دولار أمريكي من قبل فروع “دويتشه بنك” في الولايات المتحدة و”مصرف أمريكا”، إلى عدد من البنوك العراقيّة يشتبه بأن تكون تلك الحوالات عائدات تجارة النفط والغاز والآثار غير المشروعة التي اعتمد عليها التنظيم في مناطق سيطرته.

– العملات المشفرة: أصبح الممولين المتطرفين من خلال خطط دفع الأموال عبر الإنترنت والطبيعة اللامركزية للعملات المشفرة، في وضع يسمح لهم ببناء شبكات كبيرة ومعقدة، والتي بدأت وكالات مكافحة تمويل الإرهاب في جميع أنحاء العالم في الانتباه إليها. كشف جهاز الاستخبارات المالية الفرنسي “تراكفين” الذي يكافح القنوات المالية السرية وتمويل الإرهاب في 14 سبتمبر 2022 عن فتح أفراد ينتمون لجماعات متطرفة حسابات على الإنترنت ومحفظات بالعملات المشفّرة لعناصر من هيئة تحرير الشام. وكان قد كشف التحقيقات عن أن نساء “داعش”، ومن بينهن بريطانيات يزعمن أنهن هاربات من المخيمات، يترأسن بشكل متزايد محاولات لجمع أموال التبرعات التي تديرها شبكات مرتبطة بـ”داعش” من خلال استخدام منصات وسائل التواصل الاجتماعي كصفحات “فيسبوك” أو حسابات “تلغرام” وأنظمة التمويل غير التقليدية، مثل العملات الرقمية وتطبيقات وحسابات تحويل الأموال كحسابات “Paypal” و”Western Union” و”Tikkie.me” التي تسمح بإرسال المال “WhatsApp”والتطبيق الروسي “Qiwi” من أجل دفع المال للمهربين. داعش في العراق ـ تقييم القدرات القتالية ومصادر التمويل

الجهود الأوروبية لتجفيف مصادر التمويل

تلتزم العديد من الوكالات والقوانين بالكامل بمكافحة تمويل الإرهاب. على سبيل المثال ، ملف قانون باتريوت الأمريكي لخفض الدعم للجماعات المتطرفة. بينما تستهدف مجموعة العمل المالي (GAFI) تطوير سياسات لمكافحة غسيل الأموال ، بما في ذلك تمويل الإرهاب. تضع ال (GAFI) بانتظام قائمة بالدول التي لم تطبق قوانينها بشكل كاف ضد الاحتيال المالي. شجع تكتيك “الاسم والعار” العديد من الحكومات على اتخاذ موقف ضد كل من غسيل الأموال وتمويل مكافحة الإرهاب ، وفي الوقت نفسه لفت الانتباه إلى استمرار هذه الجرائم في السوق المالية الدولية.

تبنت المفوضية الأوروبية في عام 2016 ، ملف خطة عمل حول تعزيز حربها ضد تمويل الإرهاب. تهدف خطة العمل إلى الكشف عن حركة الأموال غير المشروعة ومنعها وساعدت أجهزة إنفاذ القانون على تتبع التحركات المالية وتعطيل مصادر الإيرادات.

أصبح لدى الاتحاد الأوروبي منذ عام 2018 ، قواعد أقوى لمكافحة غسيل الأموال. هذه القواعد تجعل من الصعب إخفاء الأموال غير القانونية تحت طبقات من الشركات الوهمية ، وتعزيز الضوابط على البلدان الثالثة الخطرة. كما أنها تعزز دور سلطات الرقابة المالية، وتحسن الوصول إلى المعلومات وتبادلها.

توصل المجلس والبرلمان الأوروبي في 29 يونيو 2022، إلى اتفاق مؤقت بشأن تحديث لائحة الاتحاد الأوروبي بشأن المعلومات المصاحبة لتحويل الأموال. ستفرض القواعد الجديدة التزاما على مقدمي خدمات الأصول المشفرة بجمع معلومات معينة وإتاحتها لمرسلي ومستفيدي عمليات نقل الأصول المشفرة التي يديرونها. سيضمن ذلك إمكانية تتبع عمليات نقل الأصول المشفرة من أجل التمكن من تحديد المعاملات المشبوهة المحتملة بشكل أفضل وحظرها.

وافق المجلس الأوروبي في 7 ديسمبر 2022 ، على تشريعان رئيسيان في كتاب قواعد الاتحاد الأوروبي المعزز لمكافحة غسل الأموال ومكافحة تمويل الإرهاب. وبمجرد اعتمادها، ستجعل القواعد الجديدة غسل الأموال القذرة في أي مكان في الاتحاد الأوروبي أكثر صعوبة. الائحة تعمل على تقييد إخفاء الهوية لتداول الأصول المشفرة، ويكون جميع مزودي خدمات الأصول المشفرة ملزمين بإجراء العناية الواجبة على عملائهم للمعاملات التي تصل إلى 1000 يورو أو أكثر. هذا يعني أنه سيتعين على مقدمي الخدمة التحقق من الحقائق والمعلومات حول عملائهم. الجهاديون- مصادر التمويل من داخل أوروبا !

التقييم

يعتبر التمويل  العصب الرئيسي لحركة التنظيمات المتطرفة، حيث أنها لا يمكن أن تقوم بعملياتها الإرهابية دون تمويل. وبالتالي لا يمكن القضاء على الإرهاب إلا من خلال تجفيف مصادر تمويلها.

تتسم تكتيكات التنظيمات المتطرفة بالمرونة واستطاعت تلك التنظيمات بتكييف استراتيجياتها المتعلقة بتمويل الإرهاب. من خلال استخدام العملات الرقمية ومنصات التواصل الاجتماعي لدعم العمليات الإرهابية. وتمكنت التنظيمات  المتطرفة الإرهابية من الحفاظ على مصادر تمويلها من خلال شبكات من الموردين والوسطاء السريين في جميع أنحاء العالم. وتساهم تلك الشبكات في بقاء تلك التنظيمات على قيد الحياة لسنوات مقبلة يعتمد التنظيم على ما تبقي له من موارد نفطية واحتياطات نقدية لدعم عملياته الإرهابية.

مع استمرار نموِ “البيتكوين” والعملات المشفرة الأخرى، تصبح مسألة تنظيم عمل العملات المشفرة أكثر إلحاحا. ما يتطلب ضرورة اتخاذ خطواتٍ عاجلة لفهم نِقاط الضعف المحتمَلة في هذه التقنية، قبل أن تصبح وأمثالها، من الأساليب الرئيسة في تحويل الأموال غير المشروعة في جميع أنحاء العالم، وقد يؤدي عدم الاستجابة الفورية إلى زيادة وتيرة التهديد الإرهابي الدولي.

حققت التدابير التي اتخذها الاتحاد الأوروبي لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب نتائج جيدة، لكن البلاد بحاجة إلى بذل المزيد من الجهود لمنع التمويل الأجنبي للجماعات المتطرفة، وتعزيز الإشراف القائم على المخاطر، وضمان فرض عقوبات على الأشخاص الاعتباريين. جرائم غسل الأموال وتمويل الإرهاب متناسبة ورادعة.

بات متوقعاً أن تستمر الدول الأوروبية في استراتيجيتها نحو تعزيز تشريعاتها في مكافحة تمويل التطرف والإرهاب، وأن تكون أكثر استباقية في استخدام نظام العقوبات المالية لتجميد أصول الجماعات المتطرفة.

انخفض تواتر الهجمات الإرهابية في أوروبا  خلال الأعوام الثلاث الأخيرة بشكل كبير، سواء بسبب تراجع “داعش” في سوريا والعراق، أو الاستجابات الأكثر فعالية من قبل الحكومات ووكالات الاستخبارات. لكن  تهديدات الإرهاب مازال قائماً  وتوفر التكنولوجيا المتقدمة مجموعة متزايدة من الفرص المالية للجماعات المتطرفة.

إن إيجاد تعاون مشترك دولي لمراقبة وتعقب الأصول المالية للجماعات المتطرفة، لا تقل عن العمليات المسلحة في مواجهة الإرهاب وتفعيل قرارات مجلس الامن ـ لجنة مكافحة الارهاب في تتبع الاصول المالية وتجفيف التمويل.

رابط مختصر .. https://www.europarabct.com/?p=86979

*حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الارهاب والاستخبارات

هوامش

Fight against money laundering and terrorist financing
https://bit.ly/3J7zEro

The EU’s focus on terrorist financing has faded — the threat has not
https://politi.co/3FxI3DN

لافارج الفرنسية للأسمنت تقر بالذنب في تهم أمريكية بدعم تنظيم الدولة الإسلامية
https://bit.ly/3Jotx3p

ما دلالة تحذير مجلس الأمن من تدفق الأسلحة إلى «داعش» و«القاعدة»؟
https://bit.ly/3kXFC6h

 

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...