الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

محاربة التطرف ـ أهمية المناصحة الفكرية، نموذج دولة الإمارات والسعودية. بقلم حازم سعيد

محاربة التطرف
مارس 06, 2023

المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات ـ ألمانيا  وهولنداالباحث حازم سعيد

 حازم سعيد : باحث  في المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات ـ ألمانيا وهولندا

محاربة التطرف ـ أهمية المناصحة الفكرية، نموذج دولة الإمارات والسعودية

تميزت معالجة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة إلى التطرف والإرهاب باتخاذهما عدة مسارات شمولية وليس مساراً أمنياً فقط، حيث تكاملت مع المنجز الأمني على أرض الواقع بكافة تفاصيل هذا المنجز مسار “المعالجة الفكرية” لهذه القضية لأن الفكر ببساطة لا يعالج إلا بفكر، كما جاءت المعالجات التنظيمية عبر سن الأنظمة والقوانين التي تحاصر أنشطة التطرف والإرهاب ليعزز المسارين الأمني والفكري .

الإمارات العربية المتحدة ومحاربة التطرف فكرياً

“مركز هداية ” ومركز” صواب في محاربة التطرف

أسست دولة الإمارات العربية المتحدة المركز في العام 2012، وهو مركز يهدف لتعزيز التدريب والحوار والأبحاث والتعاون في مجال مكافحة التطرف العنيف، حيث يتم مع الشركاء الدوليين استحداث الطرق الجديدة التي تساهم بمنع انتشار التطرف ولا سيما من خلال الحرص على مشاركة المجتمعات ونبذ الإيديولوجية المتطرفة والاستفادة من مجال التربية والتعليم في محاربة التطرف. أنطلقت أعمال المركز منذ العام 2015،  والذي يسخر وسائل الاتصال والإعلام الاجتماعي على شبكة الانترنت من أجل محاربة الخطاب المتطرف، وتفكيك الإيديولوجيات المتطرفة ووضعها في منظورها الصحيح.

حافظت دولة الإمارات العربية المتحدة في 20 يناير 2023 على مركزها الأول في مؤشر الإرهاب العالمي، حيث تعتبر من أكثر الدول أماناً من بين دول عدة فعالة في مجال مكافحة الأنشطة المتطرفة بمستوى “منخفض جداً” لمخاطر التطرف والإرهاب. دور التعليم في مكافحة التطرف العنيف والإرهاب ـ نموذج دولة الإمارات

المؤسسات التعليمية في الإمارات ومحاربة التطرف

اعتمدت دولة الإمارات العربية المتحدة مادة “التربية الأخلاقية” في المناهج والمقررات الدراسية، لدعم جهود تطوير المنظومة التعليمية والعمل بشكل مبكر ووقائي للحد من اعتناق الإيديولوجيات المتطرفة، وعززت الإمارات من جهودها لإجراء تغييرات جذرية للمناهج المدرسية ووضع خطط استباقية لمحاربة الأفكار المتطرفة من خلال آليات حكومية فعالة.

أجرت دولة الإمارات العربية المتحدة منذ العام 2015 حزمة من التغييرات الجذرية على المناهج الدراسية في إطار التصدي للأفكار المتطرفة لم تقتصر جهود جهود الدولة في المناصحة والاحتواء على النشء والشباب، إنما امتدت إلى مختلف شرائح المجتمع عبر مساعدة الشباب على التفكير الإيجابي، وتتيح لهم القدرة على التحليل والابتكار وشكلت (6) لجان متخصصة في قطاعات العمل التربوي لتطوير المعلمين والمناهج واللغات والوسائل التعليمية والأنشطة بصورة تضمن محاربة التطرف.

ترتكز مبادرة “المدرسة الإماراتية” على إحداث تحول جذري في مقومات وشكل التعليم على مستوى الدولة، والتي تهدف إلى محاربة التطرف. كما تعد مبادرة “رخصة المعلم” على تطوير المعلمين وإعطائهم التصاريح لمزاولة مهنة التعليم بهدف جعل جميع المنتسبين لمهنة التعليم على قدر عال من الدراية والكفاءة في كافة التخصصات، من بينها رفع مستوى الوعي لديهم من خطورة أفكار الجماعات المتطرفة.

نجحت مبادرة “تطوير مناهج التربية الإسلامية” في صياغة خطاب ديني تعليمي تربوي وإجراء المحاضرات الدينية والندوات التوعوية والملتقيات الثقافية للحد من التطرف. كما ساهمت وزارة الثقافة في دولة الإمارات في تنمية المجتمع عبر إشراك الشباب في تطوير استراتيجية وطنية للتمكين، وفي احتوائهم وحمايتهم من الأفكار المتطرفة، وتعزز لديهم ركائز الهوية الوطنية.

الإمارات وتطوير المحتوى الإعلامي والخطاب الديني

أعلنت الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف الإماراتية تعزيز خطاب الوسطية والاعتدال وتطوير المحتوى الإعلامي ونقل خطب الجمعة باللغتين الإنجليزية والأوردو وتطوير مهارات الخطباء في التواصل مع التقنيات الحديثة. نادت دولة الأمارات منذ 2017 الدول الأوروبية إلى الانتباه لخطباء وأئمة المساجد في أوروبا، حيث هناك صلات بين تطرف بعض المسلمين في ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وبلجيكا إلى عدم وجود رقابة كافية من السلطات على المساجد والمراكز الإسلامية، وعرضت الإمارات تقديم المساعدة في تدريب الأئمة.

الإمارات والتعاون الدولي في محاربة التطرف

شاركت دولة الإمارات العربية المتحدة في 20 أكتوبر 2022 في المؤتمر حول “التعاون الدولي والإقليمي في أمن وإدارة الحدود ومكافحة الإرهاب ومنع حركة الإرهابيين” الذي عقد في العاصمة الطاجيكية “دوشنبه”. يهدف المؤتمر إلى تعزيز التعاون والشراكات الإقليمية والدولية وتبادل الخبرات بشأن تطوير وتنفيذ نهج للإجراءات الوقائية لمواجهة التطرف، فضلاً عن تعزيز الدعم السياسي لجهود الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب.

عملت الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة في 16 سبتمبر 2022 على محاربة التطرف من خلال التنسيق والتعاون الوثيقين لمواجهة الأسباب الجذرية للتطرف، وتعطيل الرسائل التي تؤدي إلى التطرف، وتزويج المجتمعات والحكومات في جميع أنحاء العالم بالأدوات اللازمة لزيادة قدراتها على مكافحة التطرف، وجهود التجنيد من قبل المنظمات المتطرفة.

نظمت الهيئة العامة للشؤون الإسلامية في أبوظبي ملتقى “الإمارات تطوِّق التطرف” بحضور نخبة من العلماء والمفكرين من عدد من دول العالم العربي، واستهدف الملتقى فئة الشباب من خلال تسليط الضوء على أهم القضايا الفكرية التي تنتشر في محيطهم وتتعلق باهتماماتهم وتصحح المفاهيم والتصورات المغلوطة التي تستغلها الجماعات المتطرفة لاستقطابهم.

جهود المملكة العربية السعودية في محاربة التطرف فكرياً

مركز” المناصحة والرعاية” لتأهيل المتطرفين

هو برنامج حكومي تابع للمملكة العربية السعودية أطلق في العام 2004 لإعادة تأهيل المتطرفين عقلياً ونفسياً وجسدياً، ودمج المتطرفين في المجتمع، كذلك رفع الوعي الثقافي للمواطنين لمنع التحاقهم بالجماعات المتطرفة والإرهابية بمناطق الصراعات. ويمزج برنامج “المناصحة والرعاية” دروساً حول التفسيرات الوسطية والمعتدلة للشريعة مع رفع اللياقة البدنية والترفيه والاستشارات. المملكة العربية السعودية .. خطوات جادة في مكافحة الإرهاب والتطرف إقليميا ودوليا

مركز “اعتدال” محاربة التطرف الرقمي

يعد مركز”اعتدال” مركزاً عالمياً مقره المملكة العربية السعودية لمكافحة التطرف واجتثاث جذوره. وأُسس المركز خلال القمة العربية الإسلامية الأميركية التي احتضنتها العاصمة السعودية الرياض في 21 مايو 2017. ومن مهام المركز تطوير نظم الذكاء الاصطناعي لتحديد المواقع الجغرافية التي تحتضن بؤر وحواضن الفكر المتطرف، ويعتمد المركز في مواجهة الفكر المتطرف على صناعة إعلام ومحتوى محترف ينشر الأفكار الوسطية.

المؤسسات التعليمية في  السعودية ومحاربة التطرف

تساهم المناهج الدراسية التي تحتوي على محتوى متطرف في بث الخطب الدعائية التي تحض على الكراهية والعنف بين أفراد المجتمع مما يتسبب في خلق مجتمع مواز ضد القيم المجتمعية. غيرت المملكة العربية السعودية مناهجها الدراسية لتعزيز قيم الوسطية والاعتدال ومحاربة التطرف ومعالجة آثاره، وتعزيز التفكير النقدي وتشجيع المبادرات العلمية والبحثية عبر إنشاء وحدات “التوعية الفكرية” في جميع إدارات التعليم والجامعات لترصد الوحدة الظواهر “المتطرفة” وتحللها وتقديم البرامج العلاجية المناسبة للظاهرة ومنذ العام 2016.

سحبت السعودية نحو (80) كتاباً من مكتبات ومراكز المؤسسات التعليمية داخل البلاد، والإبعاد الفوري للعاملين في المدارس ممن لديهم إيديولوجيات متطرفة وتكليفهم بأعمال إدارية خارج المدارس بصفة مؤقتة لحين البت في قضايهم.

 السعودية والتعاون الدولي لمحاربة التطرف

قدمت المملكة العربية السعودية في 16 يناير 2023 دعماً بمبلغ (300) ألف دولار أميركي لمكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، وذلك ضمن مشروع تطوير الاستراتيجية العربية لمكافحة الإرهاب وخطته التنفيذية وأنشطته المقررة في بناء وتطوير القدرات بمجال مكافحة التطرف والإرهاب من خلال المركز الأممي.

تساهم الإجراءات والتدابير السعودية في إغلاق سجن “غوانتانامو” عبر نقل ما تبقى من المعتقلين إلى مركز المناصحة الفكرية والرعاية. خضع حوالى (6000) شخصاً لشكل من أشكال البرنامج من بينهم (137) معتقلاً في”غوانتانامو”، وفي العام 2017 أرسل آخر معتقل في غوانتانامو إلى البرنامج السعودي، حيث اندمج (116) شخصاً داخل المجتمع وتخلوا عن الأفكار المتطرفة. الإخوان المسلمون ـ لماذا تستهدف الجماعة الإمارات والسعودية ومصر ؟

دور العلماء في محاربة التطرف في السعودية

أصدرت هيئة كبار العلماء في الممكلة العربية السعودية وصف فيه جماعات إسلاموية بالتطرف والإرهاب في العام 2020 وشدد بيان هيئة “كبار العلماء في السعودية” في العام 2014 السفر إلى مناطق الصراعات. وأدانت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء بالسعودية بشدة إقدام أحد المتطرفين فى هولندا بتمزيق نسخة من المصحف الشريف في مدينة “لاهاي الهولندية”، وما يمثله من تحريض على العنف والكراهية.

مؤتمرات وفعاليات شاركت فيها  السعودية

استقبل الأمين العام للتحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب في مقر التحالف الإسلامي بمدينة “الرياض” في 30 يناير 2023، رئيس هيئة الأركان المشتركة الباكستانية وتمت مناقشة جهود التحالف في محاربة الإرهاب في المجالات الأربعة “الفكري، والإعلامي، ومحاربة تمويل الإرهاب، والعسكري” والدور الذي يقوم به لتنسيق جهود الدول الأعضاء في التحالف وتكثيفها.

انطلقت بالمملكة العربية السعودية في السابع من ديسمبر 2022 أعمال “المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب الإلكتروني” وتمت مناقشة مخاطر التطرف في استقطاب وتجنيد الأفراد عبر الإنترنت وسبل مواجهته، كذلك مناقشة دور الأسرة في محاربة التطرف من خلال التعامل الأمثل مع الأبناء والاقتراب منهم، ومناقشة مشكلاتهم بأسلوب تربوي والتبادل التربوي والاجتماعي بين وحدات الإرشاد الطلابية داخل المؤسسات التعليمية.

شاركت وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد السعودي في 15 سبتمبر 2022 في “المؤتمر السابع لزعماء الأديان” بحضور بابا الفاتيكان “البابا فرانسيس”، وأكدت الوزارة على جهود المملكة العربية السعودية في مكافحة الأفكار المتطرفة وتعاونها المثمر في دعم وبناء القدرات الدولية لمحاربة ظاهرة التطرف واستخدام شبكات التواصل الاجتماعي في نشر الأفكار المتطرفة.

شاركت المملكة العربية السعودية في السابع من يونيو 2022 في فعاليات مؤتمر “سلام” التابع لدار الإفتاء المصرية لمواجهة التطرف الذي عقد في جمهورية مصر العربية والذي يساهم في تجفيف منابع التطرف والتحريض على العنف والكراهية فكرياً واقتصادياً بمختلف أشكاله وصوره محلياً وإقليمياً ودولياً.

أثمر التعاون بين المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف “اعتدال” ومنصة “تليجرام” خلال عام 2022 من إزالة (15.021.951 ) محتوى متطرف، وإغلاق (6.824 ) قناة تحض على التطرف في الأول من يناير 2023، فخلال الربع الأخير من العام 2022 تمكن من رصد وإزالة (8.494.035) محتوى متطرف وذلك للحد من مخاطر الإيديولوجية المتطرفة ومحاولات استغلال المنصات في تداول تلك الإيديولوجيات.

التقييم

– تستمر السعودية في بذل كل الجهود والتدابير لتعزيز مكافحة الإرهاب ومحاربة التطرف أمنيا وفكرياً إقليمياً ودولياً، فيما سحبت السلطات السعودية من المكتبات الجامعية ومكتبات المدارس الكتب التي تحمل إيديولوجيات متطرفة.

– شاركت واستضافت السعودية العديد من المؤتمرات والندوات الفكرية لمحاربة التطرف ونبذ العنف، وعززت من التعاون الدولي عبر مراكزها الفكرية الرسمية كمركز “المناصحة والرعاية” ومركز”اعتدال”.

– بات متوقعاً أن يساهم تغيير المناهج الدراسية والبرامج الطلابية في المدارس والجامعات السعودية في تقييد الأيديولوجيات المتطرفة وتحويل السياسات الجديدة إلى برامج ناجعة في المؤسسات التعليمية.

– تعتبر دولة الإمارات عضواً مؤسساً وفعالاً في “المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب” ورئيساً مشاركاً لـ”مجموعة عمل مكافحة التطرف العنيف” ، وعرضت العديد المبادارت الدولية لمحاربة الخطاب المتطرف ونقل التجربة الإماراتية في تقديم المساعدة في تدريب الأئمة إقليمياً ودولياً.

– استضافت دولة الإمارات عدة فعاليات ومؤتمرات لتعزيز التسامح والتعايش واستمرت في تطوير مناهجها الدراسية وتجديد الخطاب الديني لتقييد مخاطر الإيديولوجيات المتطرفة.

– يمكن القول أن محاربة التطرف  فكرياً سيظل على رأس أولويات السلطات الإماراتية، ومحركاً أساسياً لسياستها الخارجية في نشر الأفكار الوسطية والمعتدلة. وأصبح متوقعاً أن تواصل الحكومة الإماراتية تعزيز التعاون الدولي وتبادل المعلومات لتكون دولة رائدة في محاربة التطرف فكرياً على المستوى العالمي.

رابط مختصر .. https://www.europarabct.com/?p=86903

*حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الارهاب والاستخبارات

الهوامش

مركز “المناصحة” السعودي.. هل هو الحل لإغلاق سجن غوانتانامو؟
https://arbne.ws/3yh0lVP

The U.S. Wants to Close Guantánamo. Could a Saudi Center Provide a Way Out?
https://nyti.ms/3xXG8nD

Etidal and Telegram Remove 15 Million Extremist Content and Close 6824 Extremist Channels in 2022
https://bit.ly/3IYQdXA

الإمارات: إهمال الرقابة على المساجد في أوروبا أدى لهجمات إرهابية
https://bit.ly/3YnqvAz

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...