الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

أزمة أوكرانيا ـ مخاطر تصعيد التسلح النووي والتقليدي. بقلم داليا عريان

أزمة أوكرانيا ـ مخاطر تصعيد التسلح التقليدي والنووي
يوليو 21, 2022

المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الارهاب والإستخبارات ـ المانيا  و هولندا

إعداد : داليا عريان ـ ـ Dalia Essa Erian Twitter

أزمة أوكرانيا ـ مخاطر تصعيد التسلح النووي والتقليدي

غيرت الحرب الأوكرانية من الحسابات الاستراتيجية لبعض الدول ودفعتها لمراجعة سياساتها الدفاعية المتعلقة بتعزيز التسلح من جديد، حتى أن بعض الدول المحايدة مثل النمسا اتجهت لزيادة مخصصات شؤون الدفاع ما يشير إلى ارتفاع حدة سباق التسلح التقليدي بين روسيا والغرب، الأمر الذي يفتح الباب أمام الخطر الأكبر الخاص بالتسلح النووي رغم المعاهدات الدولية المبرمة بين موسكو وواشنطن بشأن الحد من انتشار الأسلحة النووية تجنبا لاندلاع أي حرب.

 زيادة الانفاق العسكري دولياً

مع تصاعد وتيرة المعارك بأوكرانيا ارتفع حجم الإنفاق الدفاعي، وتعد ألمانيا نموذجا لهذا التغيير بإعلان المستشار الألماني أولاف شولتس في 28 يونيو 2022، أن بلاده ستمتلك أكبر جيش أوروبي تقليدي في حلف الناتو بفضل الاستثمارات الضخمة التي تم إقرارها.

وبهدف تعزيز قدراتها العسكرية وتنفيذاً لالتزامها في الناتو بتخصيص 2% من الناتج المحلي لموازناتها الدفاعية، توافقت الأحزاب الألمانية في 30 مايو 2022 على إنشاء صندوق استثنائي بقيمة 100 مليار دولار ويصبح الإنفاق على الدفاع ما بين 70 إلى 80 مليار يورو سنوياً. وتعد الخطوة بداية لتعويض السنوات الماضية التي تراجع فيه تسليح الوحدات العسكرية الألمانية.أزمة أوكرانيا ـ إمدادات الأسلحة إلى أوكرانيا، الانقسامات والتداعيات

ورفعت فرنسا شعار ” يجب أن نكون أقوى بكثير” بعد دعوة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لتأسيس قاعدة صناعية وتكنولوجية للدفاع الأوروبي والفرنسي، معتبرا الحرب فرصة لإعادة بناء شراكات ممنهجة في الصناعات العسكرية الأوروبية والفرنسية. وطلب في 13 يونيو 2022 بإعادة تقييم لقانون البرمجة العسكرية في ظل السياق الجيوسياسي، مشيرا إلى أن بلاده دخلت اقتصاد الحرب.

وفي 30 يونيو 2022 شددت الحكومة البريطانية على خطتها في التسلح بالاستثمار على المدى الطويل في القتال الجوي والتكيف مع التغييرات العالمية، معلنة زيادة إنفاقها الدفاعي إلى 2.5% من الناتج المحلي بحول عام 2030.

ورغم زيادة الإنفاق الأمريكي على البحث العسكري بنسبة 24% خلال الفترة ما بين 2012 إلى 2021، انخفض تمويل مشتريات الأسلحة بنسبة 6.4%، النقطة التي دفعت الكونغرس الأمريكي في 15 يوليو 2022 للمصادقة على مشروع ميزانية الدفاع لعام 2023 بقيمة 840 مليار دولار.

وربما كانت بداية سباق التسلح في عام 2021، بعد أن وصل إجمالي الإنفاق العسكري للعالم 2.113 تريليون دولار وهي النسبة الأكبر في التاريخ، ووصل الإنفاق الروسي 4.1% من الناتج المحلي ليصبح العام الثالث على التوالي في نمو التسلح الروسي.

 مخاطر التراجع عن المعاهدات الدولية الخاصة بالتسلح النووي

رغم المراحل التي تجاوزها العالم لنزع الأسلحة النووية تدخله الحرب الأوكرانية في سباق التسلح النووي، الأمر الذي وضع الكثيرين من الروس والأوروبيين في حالة تأهب لاندلاع حرب نووية.

وكشفت استطلاعات رأي ارتفاع نسبة الألمان المؤيدين لبقاء القنابل النووية الأمريكية في بلدهم إلى 52% خلال عام 2022 بدلا من 14% خلال عام 2021، وتشير النسبة إلى استبدال فكرة بقاء ألمانيا خالية من النووي بنظرية تطوير الترسانة النووية، وستشهد ” قاعدة بوشل” الجوية الألمانية تحديث للأسلحة النووية بها بحلول عام 2023، وتمثل القاعدة أهمية لواشنطن لذا تنفق نحو 10 مليارات دولار لتجديد قنابلها النووية وفي المقابل تحدث ألمانيا الطائرة “إف -35” الحاملة للقنابل.

ولم تتوقف روسيا عن التلويح بورقة النووي في ظل استمرار الغرب في تسليح أوكرانيا، وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 25 يونيو 2022، إن بلاده ستسلم بيلاروسيا صواريخ تكتيكية طراز “إسكندر-إم” قادرة على حمل صواريخ نووية مع تحديث أسطول سلاح الجو البيلاروسي بشكل يسمح لطائراته من طراز ” سو-25″ حمل أسلحة نووية خلال الأشهر المقبلة.أزمة أوكرانيا ـ كيف غيرت النظام العالمي ؟

وتلحق الصين بالغرب وروسيا في منافسة التسلح النووي تحسبا لاستهداف أنظمة دفاعها الصاروخية، لذا تعمل على تسليح جيشها بأحدث الأسلحة النووية وبناء 300 منصة حديثة لإطلاق الصواريخ.

ومع اقتراب انتهاء معاهدة ” نيو ستارت” الخاصة بالحد من الأسلحة النووية بحلول عام 2026، تزداد المخاوف من تخلي موسكو وواشنطن عن معاهدات التسلح النووي، ما يفسر التحول الذي طرأ على العلاقة بين البلدين بعد الحرب. والتزمت الدولتان لحد كبير باتفاقيات السلاح النووي منذ ستينيات القرن الماضي التي نصت على الاستخدام المدني للطاقة النووية ومنع التجارب النووية في الفضاء والغلاف الجوي وتحت البحار، مع وضع حد أقصى لقاذفات الصواريخ والطائرات الحربية والصواريخ بعيدة المدى وتقليل الترسانتين الأمريكية والروسية.

قراءة مستقبلية في الأمن الدولي في ظل التسابق النووي

أصبح التهديد سلاحاً في يد روسيا وحلف الناتو مع اشتداد المعارك، وهددت روسيا بنشر أسلحة نووية في بحر البلطيق في حال تصعيد الناتو بضم فنلندا والسويد له أو تهديد أمنها في هذه المنطقة، وعلى الجانب الآخر شدد الناتو من تغيير سياسة الردع والدفاع للحلف، محذراً موسكو من استخدام أسلحة نووية في الحرب.

وبإصدار بوتين قرارا بوضع قوات بلاده النووية في حالة استعداد، وإطلاق الولايات المتحدة اختبارات صواريخ أسرع من الصوت، وارتفاع نفقات تحديت الترسانة النووية بالعالم لـ 9% خلال عام 2021، تتسع المنافسة النووية إلى دول أقل تسليحا ما ينذر بخطر قادم لا محالة، حيث بلغت ميزانية الولايات المتحدة 44.2 مليار دولار، وانفقت الصين 11.7 مليار دولار، وبلغت ميزانية روسيا 8.6 مليار دولار، وانفقت بريطانيا 6.8 مليار دولار، وخصصت فرنسا 5.9 مليار دولار.

ويصبح العالم أمام سيناريو محفوف بالمخاطر لاحتدام السباق في التسلح التقليدي والنووي وانتشار أسلحة نوعية روسية وغربية على الأراضي الأوكرانية، ما يجعل احتمالات التصعيد واردة بين الناتو وموسكو وتحول الوضع من مجرد عملية عسكرية روسية إلى حرب شاملة بينهما، لذا يصعب أن تعود الأجواء بين الغرب وروسيا إلى ما كانت عليه قبل 24 فبراير 2022.أزمة أوكرانيا – انقسامات أوروبا حول وقف ايرادات الطاقة من روسيا

التقييم

تعود خطط زيادة التسلح التقليدي والنووي إلى ما قبل الأزمة الأوكرانية، ما يؤكد على اقتناع أغلب الدول بأن بناء سياسة دفاعية قوية يحقق اقتصاد قوى ويبني دولة ذات سيادة، ولم تثير تلك التحركات مخاوف بحجم المخاوف الحالية نظرا لالتزام الدول وقتها بمعاهدات الحد من التسلح النووي.

بينما تسببت الحرب في تعقيد المشهد مؤخرا بين الغرب وروسيا، وتحولت خطوات كل طرف بشأن الإنفاق الدفاعي بمثابة مصدر إزعاج للطرف الآخر ودافع لزيادة تسليحه، وتشير دلالات الوضع الراهن إلى بوادر نشوب أكبر صراع مسلح منذ الحرب الباردة في ظل تصعيد روسيا والولايات المتحدة من مواقفهما تجاه بعضهما البعض.

ولم تقف حالة التوتر عند هذا الحد، بل لجأ الغرب وروسيا إلى استعراض القوى العسكرية والترويج إلى قدراتهم في استخدام النووي كأداة ردع للطرف الآخر، ومن هنا ألقى الصراع بظلاله على مواقف بعض الدول بالتراجع عن سياسية خفض التسلح التقليدي إلى زيادة تمويل صناعتها الدفاعية، وعلى تغيير معتقدات بعض الشعوب الغربية من رفض انتشار السلاح النووي إلى المطالبة بتحديث الترسانة النووية، وربما رجح البعض أن تخلي أوكرانيا عن سلاحها النووي وفقاً لاتفاق لشبونة عام 1994 كان خطأ فادح شجع روسيا على محاربتها.

ومن هنا يصبح العالم أقل أمنا مع انتشار السلاح التقليدي والنووي وتمادي القوى النووية في تطوير ترسانتها لتتحول المعارك في أوكرانيا إلى صراع مسلح بين أكبر قوى نووية.

*حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الارهاب والإستخبارات

رابط مختصر..  https://www.europarabct.com/?p=82956

الهوامش

ماكرون يطالب بـ “إعادة تقييم” النفقات العسكرية الفرنسية على خلفية الحرب في أوكرانيا
https://bit.ly/3bLJqlZ

شولتس: ألمانيا تبني أكبر جيش تقليدي أوروبي في إطار الناتو
https://bit.ly/3Pd9O6I

لأول مرة في التاريخ.. الإنفاق العسكري العالمي يتجاوز تريليوني دولار في 2021
https://bit.ly/3AwF7FF

US House of Representatives passes $840bln defense budget
https://tass.com/economy/1480283

غزو أوكرانيا – هل يشجع الدول على حب السلاح النووي وامتلاكه؟
https://bit.ly/3ysmZd9

UK defence spending to rise as dangers increase – PM
https://bbc.in/3uwK3Xd

 

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...