الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

أزمة أوكرانيا ـ أوروبا تتجه نحو الشرق الأوسط وإفريقيا بحثاً عن مصادر الطاقة

أوروبا
يوليو 06, 2022

المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات ـ ألمانيا  وهولندا

 إعداد وحدة الدراسات والتقارير “3”

أزمة أوكرانيا ـ أوروبا تتجه نحو الشرق الأوسط وإفريقيا بحثاً عن مصادر الطاقة

يمكن اعتبار منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا مصادر جديدة  لتحولات الطاقة في أوروبا، في أعقاب  حرب أوكرانيا والتي أدت إلى زيادة الضغط على أوروبا لتقليص اعتمادها على إمدادات الطاقة الروسية. لهذا السبب ، يوجه السياسيون انتباههم إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (MENA) ، وهي منطقة كانت تاريخياً موطناً لكميات كبيرة من الوقود الأحفوري. يبدو أن هذه خطوة معقولة في ضوء احتياطيات الطاقة في المنطقة . تشهد منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ولا سيما دول الخليج العربي، فجر حقبة جديدة من الطاقات المتجددة. بدلاً من إنشاء تبعيات جديدة، يجب على أوروبا اتباع استراتيجية التنويع الواسع لمصادر الطاقة لديها، إلى جانب إنشاء وتوسيع شراكات ابتكار الطاقة.

تنويع مصادر إمدادات الطاقة – أزمة أوكرانيا

تهافتت أوروبا على إمدادات الغاز الطبيعي المسال بسرعة فائقة، واستوردت بما في ذلك المملكة المتحدة، (28.2) مليون طن بين فبراير 2022 وإبريل2022، وفقًا لبيانات من خدمات استخبارات السلع المستقلة، بزيادة (29%) عن نفس الفترة من العام 2021، في حين كانت فرنسا وإسبانيا أكبر المشترين.يسعى الاتحاد الأوروبي  لتنويع مصادر إمدادات الطاقة، خوفاً من تداعيات قطع روسيا إمدادات الغاز إلى أوروبا. وكثف الاتحاد الأوروبي في 21 فبراير 2022 الحوار مع دول الخليج. وفي نهاية العام 2021، أجرى المفوضون الأوروبيون، محادثات مع دول المنطقة. ويريد الاتحاد الأوروبي الحصول على مزيد من الغاز من دول الخليج.

يقول رئيس الدبلوماسية الأوروبية “جوزيب بوريل” أن الاتحاد الأوروبي يريد الحصول على مزيد من الغاز من دول الخليج العربي. وتابع ذلك سيتطلب المزيد من الاهتمام، ليس فقط لأننا نريد المزيد من الغاز من الخليج. ونحن حقا نريد المزيد من الغاز من الخليج العربي. إن هذه منطقة بالغة الأهمية ينبغي أن نوليها مزيدا من الاهتمام”. أزمة أوكرانيا – ما أهمية ترشيح أوكرانيا لعضوية الإتحاد الأوروبي؟

تعاون أوروبي مع دول الخليج – أزمة أوكرانيا

قدمت قطر في 25 مايو 2022 ضمانات إلى القارة الأوروبية بعدم قطع إمدادات الغاز الطبيعي المسال، حتى لو دفع مشترون آخرون أسعار أعلى. وتزود قطر بعض دول أوروبا بالغاز الطبيعي المسال، ولكنها تملك الحق بتحويل الإمدادات إلى عملاء آخرين إذا كانوا مستعدين لدفع المزيد وذلك بموجب العقود المبرمة. يذهب حوالي ( 20%) _(16.4 مليون طن )_ من الغاز القطري إلى أوروبا حيث تمثل (5%) من احتياجات السوق الأوروبية.

زار وزير الاقتصاد الألماني قطر لإجراء محادثات بشأن إمداد أوروبا بالغاز. وأعلنت ألمانيا التوصل لاتفاقية شراكة طويلة الأمد في مجال الطاقة مع قطر، وذلك في إطار سعيها لتقليص اعتمادها على الغاز الروسي. ودخل مسؤولون من إدارة الرئيس الأميركي “جو بايدن” في  22 يناير 2022 في محادثات مع دولة قطر لزيادة إمدادت الغاز الطبيعي المسال لأوروبا.

بحثت فرنسا في 27 مارس 2022، مع المملكة العربية السعودية، والإمارات، مسألة تنويع إمدادات الأوروبيين بالطاقة بهدف خفض اعتمادهم على روسيا. وطلبت واشنطن من السعودية والإمارات ضخ المزيد من انتاجهما النفطي للحد من زيادة الأسعار وذلك في فبراير2022  قبل الغزو الروسي لأوكرانيا، بيد أن الرياض وأبوظبي ترفضان الأمر. ومن أجل حل إشكالية التقليل من الاعتماد على النفط الروسي وزيادة الإنتاج دون التسبب في ارتفاع في أسعار الطاقة، فإن الأمر يقع على عاتق السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، إذ أن السعودية وجارتها الإمارات التي تعد ثالث أكبر منتج للنفط الخام في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، يمكنهما ضخ المزيد من إمدادات النفط.

تعاون مع دول إفريقيا -أزمة أوكرانيا

وقعت مصر وإسرائيل والاتحاد الأوروبي مذكرة تفاهم في 15 يونيو 2022 لزيادة صادرات الغاز الإسرائيلي إلى الاتحاد الأوروبي بعد تسييله في مصر. وفي ضوء تحسين العلاقات في منطقة الشرق الأوسط هناك دعم أوروبي لمصر لتكون مركزًا إقليميًا لنقل الطاقة وبات من المتوقع زيادة شحنات الغاز من مصر إلى الاتحاد الأوروبي بموجب هذا الاتفاق، لكن الأمر قد يستغرق سنتين على الأقل.

أعربت الجزائرعن استعدادها لزيادة صادرات الغاز الطبيعي والغاز الطبيعي المسال. وتشير البيانات الاقتصادية في 6 مارس 2022 إلى أن شحنات الغاز الطبيعي المسال المصدرة من هناك في عام 2021 وجهت بشكل كبير إلى الأسواق الأوروبية. وهذا يضع الجزائر في المرتبة الـ(4) بين مصدري الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا. والتي تعتبر ألمانيا واحدة من أكبر أسواقها. وحسب رأي “أليس غور” مديرة مركز الأبحاث Think Tanks Azure Strategy ومقره لندن، فإن احتياطيات الجزائر من الغاز غير كافية. وتقول تم الإعلان عن حزمة استثمارية شاملة عبر مدة زمنية مقادرها خمس سنوات، لكن هذا لا يعني أن الجزائر يمكنها الآن التدخل على المدى القصير”.

زار وزير الخارجية الإيطالي “لويجي دي مايو” الجزائر في 28 فبراير 2022 ، لإجراء محادثات حول زيادة إمدادات الغاز من الدولة الواقعة شمال أفريقيا، للتعويض عن النقص المحتمل في الإمدادات الروسية بسبب غزو أوكرانيا. ومن أجل تنويع مصادرها من الطاقة لتقليل اعتمادها على الغاز الروسي و ويمكن زيادة الإمدادات من أذربيجان وتونس وليبيا. حيث تستورد إيطاليا (95 %) من الغاز الذي تستهلكه، وبنسبة (45% ) من روسيا. وأعطت أزمة الغاز الآخذة في التفاقم أوروبيا نتيجة العقوبات على روسيا دفعة جديدة لمشروع خط نيجيري باتجاه أوروبا وكان قد وقعت نيجيريا والمغرب مشروعا مشتركا في 2016 لمد خط الأنابيب الذي سينقل الغاز إلى (15) دولة في غرب إفريقيا وعبر المغرب إلى إسبانيا وأوروبا عبر البحر الأبيض المتوسط.  أزمة أوكرانيا ـ تداعيات تزويد بيلاروسيا بصواريخ ذات رؤوس نووية؟      

تحسين العلاقات مع دول الشرق الأوسط -أزمة أوكرانيا

تشير التقديرات في 9 مارس 2022 إنه من الأفضل للولايات المتحدة والدول الأوروبية تحسين علاقاتهم مع بلدان الشرق الأوسط خاصة أن بلدان المنطقة الغنية النفطية باتت تحظى بأهمية كبيرة في ضوء الحرب في أوكرانيا. بدورها، ترى “سينزيا بيانكو”، الخبيرة في شؤون الخليج والزميلة الزائرة في فرع المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية في برلين، إنه “حتى إذا حققت الدبلوماسية الغربية نجاحاً في دفع دول الخليج إلى الانخراط، فإن دول المنطقة تخشى أن هذا التقارب الدبلوماسي سيكون مؤقتاً”.

يشكل عامل الغاز معطى مهماً في هذه المرحلة التي تعد الاضطرابات سمتها البارزة سواء في أوروبا أو في شمال أفريقيا، ويمكن أن يلعب دوراً بارزاُ في إحياء العلاقات بين أوروبا وهذه المنطقة على أرضية جديدة،. تشير التحركات التي يقوم بها القادة الأوروبيون إلى أنهم يحاولون بذل كل ما في وسعهم من أجل تعويض الغاز الروسي، وهو ما يتيح إمكانية إعادة تشكيل العلاقة بين شمال أفريقيا والقارة العجوز خاصة بعد الزيارات التي قام بها مسؤولون أوروبيون وغربيون عموما إلى المنطقة.

تحديات تواجه أوروبا في تنويع مصادر الطاقة

يؤكد الاتحاد الأوروبي أن التكتل يمكنه الاستغناء عن الغاز الروسي تماماً “قبل العام 2030”. ومع السرعة القصوى التي تعمل بها النرويج الرغبة في الاستغناء عن روسيا، تسعى أوروبا للحصول على غازها من مناطق أبعد عبر جلب الغاز الطبيعي المسال القابل للنقل من الولايات المتحدة أو قطر أو إفريقيا. لكن استيرادها يتطلب بناء محطات كبيرة أو على الأقل شراء وحدات تخزين عائمة وإعادة تحويل الغاز المسال المستورد إلى غاز طبيعي.

تمتلك دول الشرق الأوسط ما يقرب من (50%) من احتياطيات النفط المؤكدة في العالم والكثير من طاقته الإنتاجية الفائضة في 10 مايو 2022، فإن الافتقار إلى الاستثمار في البنية التحتية فيها، والصراع، والتحالفات السياسية والعقوبات من بين الأسباب التي قد لا تمكن المنطقة من إنقاذ أوروبا. ويعد التحويل المحتمل للشحنات الحالية من زبائن الخليج في آسيا قد يكون له تكلفته. ومن المحتمل أن تكون إيران الأكثر استعداداً لإضافة النفط إلى السوق بعد القدرة المشتركة للإمارات والسعودية، ولكنها لا تزال تحت العقوبات الأمريكية مع توقف المحادثات لإحياء الاتفاق النووي مع القوى العالمية. أزمة أوكرانيا ـ أمن أوكرانيا على حساب أمن أوروبا ؟

التقييم

يأمل القادة الأوروبيون في أن تساعد إمدادات الغاز الطبيعي من شرق البحر المتوسط ​​في تقليل الاعتماد على روسيا مع استمرار حرب أوكرانيا. ويخطط الاتحاد الأوروبي لاستبدال ثلثي واردات الغاز الروسي بحلول نهاية 2022.

دفعت جهود المفوضية الأوروبية والدول الأعضاء للتنويع بعيداً عن مصادر الطاقة الروسية ، وتوقيع مذكرات تفاهم وشراكات مع دول المنطقة  لصادرات الغاز الطبيعي المسال من شرق البحر المتوسط. قد تكون هناك آثار تكلفة كبيرة على أوروبا لأنها تبحث في أماكن أخرى عن إمدادات الغاز.

رفضت بعض دول المنطقة طلبات أوروبية لزيادة الإنتاج ومن غير المرجح على المدى القصير أن تستجيب تلك الدول للدعوات الأوروبية لزيادة الإنتاج. ومن المحتمل أن تكون تكلفة تحويل هذه الشحنات من آسيا إلى أوروبا باهظة.بالإضافة إلى مخاوف تلك الدول من تعرض الشراكة الاستراتيجية ينها وبين قوى عالمية أخرى كالصين  للتراجع والانتكاس.

تفتقر  بعض دول المنطقة أيضاً إلى البنية التحتية اللازمة لزيادة الإنتاج، كما أن الاستثمار في مشاريع إمدادات الطاقة لأوروبا قد يستغرق وقتاً طويلاً . وهناك توترات سياسية في بعض بلاد المنطقة كليبيا قد تعيق إمدادات الطاقة إلى أوروبا حيث تعاني حقول النفط الليبية من اضطرابات منتظمة. وبالنسبة لإيران فإن العقوبات الأمريكية وتوقف المحادثات لإحياء الاتفاقية النووية تقف حائلا للاعتماد عليها كبديل لإمدادات الطاقة الروسية.

رابط مختصر.. https://www.europarabct.com/?p=82776

* حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات      

الهوامش

Qatar will stand ‘in solidarity’ with European countries during energy crisis
https://cnn.it/3OTQvQ0

قطر “تتضامن مع أوروبا” بالاستغناء عن عقود الغاز المربحة
https://arbne.ws/3OIu54o

EU Plans to Court Africa to Help Replace Russian Gas Imports
https://bloom.bg/3uoPw2q

The Middle East won’t rescue Europe if it turns off Russian oil
https://cnn.it/3ApSdEw

بوريل: الاتحاد الأوروبي يريد الحصول على المزيد من غاز دول الخليج العربي
https://bit.ly/3bN2IY6

هل تنقذ دول الشرق الأوسط أوروبا إذا أوقفت النفط الروسي؟
https://cnn.it/3R7Lg0Q

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...