الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

ملف: أزمة أوكرانيا – دول البلطيق، ارتدادات “حرب” روسيا والناتو

البلطيق
مايو 15, 2022

المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات ـ ألمانيا  وهولندا

 إعداد وحدة الدراسات والتقارير “2”

يمكنكم الأطلاع على الملف نسخة   pdf على الرابط التالي : ملف: أزمة أوكرانيا – دول البلطيق، ارتدادات “حرب” روسيا والناتو

 

ملف: أزمة أوكرانيا – دول البلطيق، ارتدادات “حرب” روسيا والناتو

 

أزمة أوكرانيا ودول البلطيق ـ مخاوف من التمدد الروسي

 

دقت دول البلطيق – إستونيا ولاتفيا وليتوانيا – ناقوس الخطر لتنبيه حلف الناتو والاتحاد الأوروبي من التهديدات الروسية. حيث ترى دول البلطيق أن روسيا هي التهديد الأكثر وجودية بالنسبة لهم، وأنهم قد يكونون الهدف التالي للكرملين. بالرغم من انتشار قواتٌ أطلسية متعددة الجنسيات أراضيها. وفي ظل أزمة أوكرانيا تزايدت المطالبات  بتحويل قواعد حلف شمالي الأطلسي الموجودة على أراضيها إلى قواعد دائمة.

ما هي دول البلطيق؟ – أزمة أوكرانيا

مصطلح جيوسياسي يُستخدم عادة للإشارة إلى ثلاث دول ذات سيادة في أوروبا الشمالية على الساحل الشرقي لبحر البلطيق: إستونيا، ولاتفيا، وليتوانيا تسمى أيضاً “الدول البَلْطيّة” أو بلدان البلطيق. ولهذه الدول المتجاورة نفس الظروف المناخية والثقافات والتقاليد. وتعتبر دولة إستونيا من أكثر الدول تقدماً فيما بينها، وعاصمتها تالين، وريغا عاصمة لاتفيا، وفيلنيوس عاصمة ليتوانيا. ولا تشكل هذه الدول الثلاث اتحاداً رسمياً، لكنها تتشارك في التعاون الحكومي الدولي والبرلماني فيما بينها، ومن أبرز مجالات التعاون بين الدول الثلاث هي السياسة الخارجية والأمنية والدفاع والطاقة والنقل.

كانت جميع دول البلطيق ضمن جمهوريات الاتحاد السوفييتي، لكنها أصبحت الآن في الاتحاد الأوروبي منذ عام 2004، وكذلك حلف شمال الأطلسي “الناتو”، ومنطقة اليورو، ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بين الأعوام (2011 و2015) وفقا لـ” arabicpost” في 23 فبراير 2022. تنتشر قواتٌ أطلسية متعددة الجنسيات في دول البلطيق وبولندا منذ العام 2017، وتضمّ (7) آلاف جندي يتوزعون على كل من: إستونيا (800 جندي) ولاتفيا (1200 جندي) وليتوانيا (1200 جندي) وبولندا (4 آلاف جندي)، وتقود تلك القوات بالتناوب، المملكة المتحدة وكندا وألمانيا والولايات المتحدة، وأكد الحلف أن تلك القوات “قوية ومستعدّة

الأقليات في دول البلطيق – أزمة أوكرانيا

تعيش على أراضي دول البطيق أقليات روسية تشكل (24.8%) من سكان إستونيا، (26.9) من لاتفيا، وحوالى (5.8%) من ليتوانيا. ومعظمهم مندمجين إلى حد ما، ولم تبرز مشاكل حتى الآن، لكن هؤلاء يواصلون التمسك بجذورهم الروسية ولغتهم وروابطهم العائلية أو التجارية. وتتلقى جميع الأقليات الروسية تقريباً معلوماتها من خلال وسائل الإعلام الروسية، والتي تصف بشكل غير صحيح البلدان الثلاثة بأنها “دول فاشلة”، تعاني من مشاكل اقتصادية وسياسية ضخمة، لا تصلح لتكون بمثابة أوطان مناسبة للروس الذين يعيشون هناك، لأسباب ليس أقلها أن أغلب أهل البلطيق لديهم مشاعر مناهضة لروسيا بشكل صارخ. علاوة على ذلك، غالباً ما تكون علاقة الأقلية الروسية بأغلبية سكان البلطيق متوترة بسبب المظالم التاريخية المتبادلة، وعلى نحو خاص الاحتلال السوفييتي، وما ترتب عن تفكك الاتحاد السوفييتي وفقا لـ”العربي الجديد” في 27 مارس 2022. الأزمة الأوكرانية – تجنيد المقاتلين السوريين، حقائق وأبعاد

مخاوف من التمدد الروسي في دول البلطيق – أزمة أوكرانيا

يشعر القادة الغربيون بالقلق من أن نفس الحجج الذي استخدمها الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” قبل الهجوم على أوكرانيا، يمكن استخدامها لمهاجمة دول البلطيق. حيث وصف أوكرانيا ببلد مزيف نشأ في أوائل القرن العشرين؛ جيش معاد يهدد حدود روسيا. وأنها دولة تضطهد بشكل منهجي الأقليات الناطقة بالروسية وفقاً لـ” The times” في 25 فبراير 2022. أطلقت الدول – إستونيا ولاتفيا وليتوانيا – وخمس دول أخرى في وسط وشرق أوروبا دعوة لتفعيل المادة (4) من المعاهدة التأسيسية للناتو؛ وهي عبارة عن ألية تلجأ إليها الدول الأعضاء لعقد قمة أزمة حين يكون أمنها في خطر.

تعرضت الوحدات الروسية المتمركزة في بيلاروسيا دول البلطيق لخطر حصارها من الغرب والجنوب والشرق، لتصبح فجوة “سوالكي” البالغ طول ممرها (105) كم بين ليتوانيا وبولندا “الجسر البري” الوحيد بينها وبين بقية دول الناتو. وتشعر دول البلطيق بالقلق من قدرة روسيا على عزلها عن بقية أوروبا عبر هذه الفجوة “سوالكي” والتي يُنظر إليها على أنها واحدة من أكثر نقاط الناتو ضعفاً، كما أفاد تقرير لصحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، حيث يقع إلى الغرب من هذه المنطقة مقاطعة كالينينغراد الروسية المسلحة بكثافة؛ والتي تعتبر رأس حربة روسيا في خاصرة الناتو وفقاً لـ” arabicpost” في 26 فبراير 2022. ملف: أزمة أوكرانيا- صادرات السلاح الألماني إلى روسيا و جهوزية الجيش الألماني

تعاون أمني مع حلف شمال الأطلسي

تصاعدت التحذيرات من أن حتى الدول التي هي أعضاء في حلف الناتو قد تجابه أخطاراً مثل إستونيا ولاتفيا وليتوانيا، الدول المتاخمة لروسيا سواء بالتدخل العسكري الروسي المباشر أو محاولات زعزعة الاستقرار السياسي. ما جعل حلف شمال الأطلسي يعلن تفعيل “خططه الدفاعية” للدول الحليفة ودعا لعقد قمة طارئة حينها ركزت على “حماية دول البلطيق من مصير كييف”. بينما تعهدت واشنطن بتقديم دعم إضافي وفقا لـ”يورونيوز” في 10 مارس 2022.

تطالب دول البلطيق منذ بدء الأزمة الأوكرانية، بتحويل قواعد حلف شمالي الأطلسي (الناتو) الموجودة على أراضيها إلى قواعد دائمة. حيث أن (20) ألف عسكري من قوات الناتو موجودين حاليا ينتشرون بشكل دوري ولمدد محددة. ويعد تعزيز وجود قوات الحلف في القواعد العسكرية للحلف في البلاد أهم الأولويات الاستراتيجية لدول البلطيق منذ ضم روسيا لجزيرة القرم عام 2014، وتزايد المخاوف من روسيا، عمدت إستونيا إلى تخفيض اعتمادها على الغاز، واليوم تطالب الاتحاد الأوروبي بتسريع استراتيجيتها في الاعتماد على الطاقة البديلة وفقا لـ”BBC” في 7 أبريل 2022.

القدرات الدفاعية لدول البلطيق

لتوانيا: أكد وزير الدفاع الليتواني “أرفيداس أنوسوسكاس” أن المفاوضات جارية بين ليتوانيا وألمانيا لزيادة القوة العسكرية الأجنبية في الجمهورية. ويعد تعزيز كتيبة  EFP  (تعزيز الوجود الأمامي) في ليتوانيا إشارة مهمة جدًا وجزءًا من سياسة الردع الحقيقية التي يتم تنفيذها وفقا لـ”سبوتنيك” في 6 فبراير 2022.ستكون هناك أيضاً مشاركة دفاعية بلجيكية في النصف الثاني من العام 2022 في ليتوانيا”، وذلك في إطار تعزيز الأطلسي لوجوده العسكري في دول البلطيق. وأكدت وزارة الدفاع  في لتوانيا وفقا لـ”روسيا اليوم” في 6 مارس 2022 أن البنتاغون سينقل كتيبة مدرعة إضافية إلى البلاد وألمانيا ستنقل إلى ليتوانيا وحدة للدفاعات الجوية، فيما تدقق هولندا جدول تجديد وجودها العسكري في الجمهورية. وسيتواجد في ليتوانيا نحو (4) آلاف جندي من الدول الحلفاء في الحلف”.

أستونيا: تشارك بلجيكا في مراقبة المجال الجوي لدول الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي بطائرات مقاتلة متمركزة في إستونيا وفقا لـ”يورونيوز” في 25 مارس 2022. ويضاعف حلف شمال الأطلسي “الناتو” تواجده العسكري في إستونيا. فبريطانيا اتخذت قرارًا بالفعل بإرسال حوالي (900) جندي إلى إستونيا وأعلنت  فرنساإرسال(300) جندي إضافيين، وأن الدنمارك أيضًا سترسل (250) جندياً آخرين.

لاتيفيا: كشفت السلطات الدنماركية عن نشر (800) جندي خلال مايو 2022 في لاتفيا ضمن قوات “الناتو”، انطلقت في لاتفيا، تدريبات “Iron Spear 2021″ بمشاركة عسكريي عدد من دول حلف الناتو، وفقا لـ”روسيا اليوم” في 5 ابريل 2022. واستمرت حتى 9 أبريل في الميدان العسكري بمنطقة “أداجي” (بالقرب من العاصمة ريغا) بمشاركة المجموعات القتالية التابعة للوجود العسكري الموسع للناتو في لاتفيا وليتوانيا وإستونيا وبولندا، وجنود لواء لاتفي من قوات المشاة الآلية. الأزمة الأوكرانية ـ أهمية إقليم “دونباس” وماريوبول في خريطة الصراع. بقلم بسمه فايد

**

أزمة أوكرانيا ـ كتائب قتالية للناتو في البلطيق، المهام والقدرات

 

تجدد دول البلطيق الصغيرة، التي لطالما تضاءلت جيوشها أمام روسيا المجاورة، دفعها لحلف شمال الأطلسي لتأسيس وجود أكبر وأكثر ديمومة على أراضيها بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.

تعتبر إستونيا ولاتفيا وليتوانيا – التي يبلغ عدد سكانها مجتمعة حوالي ستة ملايين شخص – من أكثر دول الناتو ضعفاً.  وانضمت إلى تحالف شمال الأطلسي العسكري الغربي في عام 2004، لكنهم متصلين ببقية دول الناتو الأوروبية عبر ممر ضيق يقع بين منطقة كالينينجراد الروسية المدججة بالسلاح وبيلاروسيا الحليفة لروسيا.

راقبت دول البلطيق – دول الاتحاد السوفيتي السابق – بقلق محاولة موسكو إعادة تأكيد نفوذها عبر أوروبا الشرقية.   لذا تحاول الاستفادة من عضويتها في حلف الناتو، وتطالب أن يكون هناك تواجد دائم لقوات الناتو على أراضيها.

الوجود العسكري للناتو والغرب في دول البلطيق

لم يكن لدى الناتو أي قوات في الجزء الشرقي من الحلف حتى عام 2014، عندما قرر نشر أربع مجموعات قتالية متعددة الجنسيات على أساس التناوب في دول البلطيق وبولندا رداً على ضم روسيا لشبه جزيرة القرم.  تعزز وجود الناتو بشكل أكبر هذا العام بعد أن هاجمت روسيا أوكرانيا.  في المجموع، تستضيف دول البلطيق الآن حوالي (7700) جندي أجنبي من الناتو – ما يقرب من ضعف هذا العدد مقارنة بوقت سابق من هذا العام. وفقاً لـ “Independent” في 9 مارس 2022. أزمة أوكرانيا ودول البلطيق ـ مخاوف من التمدد الروسي

وفيما يلي عرض لكتائب حلف الناتو القتالية المتمركزة في دول البلطيق الثلاث:

– استونيا: تقود المملكة المتحدة مجموعة الناتو القتالية العاملة مع القوات الإستونية، كجزء من الوجود الأمامي المعزز للحلف على الحدود مع روسيا.  واعتباراً من مارس من العام 2021، كان لدى المملكة المتحدة (808) جندياً في البلاد، بالإضافة إلى كتيبة مشاة مدرعة بها دبابات قتال رئيسية ومركبات قتالية مدرعة ومدفعية ذاتية الدفع ومعدات دفاع جوي ومهندسون ومجموعة استخبارات ومراقبة واستطلاع. كان لدى فرنسا أيضاً (337) جندياً، وسرب دبابات قتال رئيسية وعربات قتال مصفحة في البلاد. وفقاً لـ”الناتو” في فيراير 2022.

قبل أيام من غزو روسيا لأوكرانيا، أعلنت وزارة الدفاع البريطانية في 6 فبراير 2022 أن المملكة المتحدة ستضاعف عدد أفرادها في إستونيا إلى (1800) عسكري، وسترسل معدات إضافية، بما في ذلك الدبابات والمركبات القتالية المدرعة. وصلت دبابات “تشالنغر 2” وعربات مصفحة من مجموعة القتال الملكية الويلزية إلى إستونيا، ومعها المزيد من المعدات والقوات. وزادت عمليات الانتشار البريطانية الآن في أعقاب الغزو الروسي.

وفي ظل الضعف الشديد للقوات الجوية لدول البلطيق، تقوم طائرات تايفون المقاتلة التابعة لسلاح الجو البريطاني بمهام الحماية الجوية في جميع أنحاء المنطقة من قاعدتها في سلاح الجو الملكي “أكروتيري” في قبرص.

– لاتيفيا: تقود كندا وجود مجموعات الناتو القتالية في لاتفيا، التي تضم نحو (1500) جندي من الناتو، مع (540) كندياً، تحت راية عملية إعادة الطمأنينة. تشمل مساهمة كندا سرية مشاة ميكانيكية بمركبات قتالية مصفحة. كما يشكل المئات من الجنود من إسبانيا وإيطاليا وجمهورية التشيك وسلوفاكيا وسلوفينيا وألبانيا والجبل الأسود وبولندا جزءاً من المجموعة القتالية للناتو.

– ليتوانيا: تقود مجموعة قتالية تابعة لحلف الناتو بقيادة ألمانيا الوجود الأمامي المعزز للحلف في ليتوانيا. وقبل الغزو الروسي، كان هناك حوالي (1300) جندي متمركزين في روكلا يتألفون من القوات الألمانية والهولندية والبلجيكية والنرويجية والتشيكية. قال وزير دفاع ليتوانيا في 3 مارس 2022 وفقاً “ليورو نيوز”، إن ألمانيا وهولندا تزيدان انتشار قواتهما، مما رفع العدد الإجمالي لقوات الناتو في البلاد إلى (4000) بحلول نهاية مارس 2022.

إضافة إلى ذلك، أعلن وزير االخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في 7 مارس 2022 عن إعادة تمركز القوات الأمريكية بالفعل في أوروبا لتقوية الجناح الشرقي لحلف الناتو، فيما تشمل التمديدَ للكتيبة المدرعة التابعة للجيش الأمريكي البالغ عددها (366)، والتي تمّ نشرها في ليتوانيا، ونشر “مقاتلات F35-” في المنطقة لمساندة مهمة الشرطة الجوية المعزّزة لحلف الناتو. وسيصل (400) فرد إضافي من فريق اللواء المدرع الأول القتالي لاحقاً.

وكان قد صرح الرئيس الأميركي جو بايدن قبل يومين من شنّ روسيا هجومها المتوقع على أوكرانيا، أنه سيجري نقل بعض القوات الأميركية المتمركزة في أوروبا، بما في ذلك (800) جندي مشاة ومقاتلات “أف-35” وطائرات “أباتشي” المروحية، إلى دول البلطيق الثلاث، واصفاً الخطوة بأنها دفاعية محض. وفقاً لـ “” CNN في 22 فبراير 2022.

تلعب دول البلطيق وبولندا دورها أيضاً، إذ تتجاوز ميزانياتها الدفاعية نسبة (2%) كحد أدنى من الناتج المحلي الإجمالي الذي أقره الناتو، وتم إنفاق هذه الأموال بحكمة، بما في ذلك على الأسلحة الحديثة التي يمكن أن تبطئ على الأقل، وبالتالي تساعد في ردع هجوم روسي عبر بحر البلطيق. الدفاع والردع لدول الناتو ـ تعزيز قدرة الحلف شرق أوروبا. بقلم جاسم محمد

مطالب ومخاوف دول البلطيق

رغم مضاعفة عدد قوات الناتو في دول البلطيق، لكن حتى مع هذه التعزيزات، من المحتمل ألا تتمكن قوات الناتو في دول البلطيق من هزيمة غزو روسي واسع النطاق، كما يحذر قادة البلطيق.  لطالما ضغط قادة دول البلطيق من أجل إقامة قاعدة دائمة للقوات الأمريكية، معتبرين ذلك بمثابة الرادع النهائي ضد الغزو الروسي. وفي تصريح لإذاعة صوت أمريكا في 18 مارس 2022، قال وزير الدفاع في لاتفيا، أرتيس بابريكس: “إذا أردنا أن نكون مستعدين منذ اللحظة الأولى لأي نوع من الهجوم للدفاع عن مواطنينا، وإذا كنت تريد أن تمنح مواطني لاتفيا نفس الشعور بالأمان مثل مواطني فرنسا وبريطانيا وإسبانيا وألمانيا، يجب أن يكون هناك هذا الوجود الدائم والمزيد من القوة النارية والقدرات”.  فيما قال وزير خارجية لاتفيا إدجارز رينكوفيس إنه يعتقد أن “الوقت قد حان ليعلن الناتو بوضوح أن وجوده في دول البلطيق وبولندا ورومانيا، فيما نسميه الجناح الشرقي، دائم.”

كما صرحت وزيرة الخارجية الإستونية إيفا ماريا ليميتس في 14 مارس 2022،  أنها تأمل في اجتماع قادة الناتو في شهر يونيو في إسبانيا اتخاذ قرارات دائمة حول كيفية تعزيز موقف الدفاع والردع في منطقة البلطيق، وعلى الرغم من اعترافها بأن إستونيا لا تواجه حالياً “تهديداً عسكرياً مباشراً”، إلا أنها قالت إن الوضع الأمني ​​في أوروبا “قد تغير ككل، وبالتالي يجب علينا مواصلة تعزيز موقف الدفاع والردع لحلف الناتو حتى نكون أكثر حماية”.

وتشكل القوات الأمريكية حالياً جزءاً من مجموعات القتال الدوارة في منطقة البلطيق التابعة لحلف شمال الأطلسي، والتي تقودها ألمانيا وبريطانيا وكندا. وخلال جولة في دول البلطيق في مارس 2022، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين إن “المزيد من عمليات الانتشار الدائمة” يتم النظر فيها كجزء من مراجعة أكبر للوضع الدفاعي لحلف الناتو.  ولم يقدم تفاصيل.  لكن الولايات المتحدة كانت مترددة في تمركز قوات بشكل دائم على أعتاب روسيا، خشية أن يؤدي ذلك إلى زيادة اضطراب العلاقات مع موسكو.

تتمتع دول البلطيق بالفعل بالحماية بموجب التزام الناتو بالدفاع عن أعضائه في حالة وقوع هجوم. كما أن حلف شمال الأطلسي يتمتع أيضاً بتفوق ساحق في القوة الجوية من شأنه أن يكون عاملاً في أي معركة مع روسيا في دول البلطيق.

تداعيات احتمالية توسع الناتو في دول البلطيق

يعد توسع الناتو شرقاً في أوروبا الشرقية، أمراً شديد الحساسية بالنسبة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والذي اعتبر ذلك من ضمن مبررات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، كما أن بوتين عبر عن غضبه من انضمام دول البلطيق إلى حلف الناتو، واعتبر ذلك بمثابة خيانة للوعود الغربية، بما في ذلك القانون التأسيسي لحلف الناتو وروسيا لعام 1997 (NRFA) .

ازدادت التهديدات الروسية من توسع حلف شمال الأطلسي شرقاً، لاسيما بعدما نقلت صحيفة “التايمز” البريطانية عن مصادر مطلعة أن السويد وفنلندا تعتزمان الانضمام إلى حلف “الناتو” هذا الصيف. ويبدو أولى التداعيات المحتملة كي تواجه روسيا فرضية انضمام السويد وفنلندا، هي نشر خط ردع نووي على الحدود الروسية البرية بحسب ما أشار إليه مسؤولون روس. فقد لوح ديمتري ميدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، باتخاذ بلاده مزيداً من الإجراءات في بحر البلطيق، من أجل تعزيز دفاعاتها، وهدد بنشر أسلحة نووية وصواريخ تفوق سرعتها سرعة الصوت في كالينينغراد. بحسب ما أفادت وكالة رويترز في 14 ابريل 2022.

وعلى المستوى الثاني، إن ما يربط السويد وفنلندا هو بحر البلطيق، وبالتالي سوف تستعد روسيا لتعزيز دفاعاتها في البلطيق ومناطق أقصي الشمال، بما يعني حصار دوا البلطيق والسويد وفنلندا نووياً، وطبقاً لجغرافيا القوة، فإن روسيا أكثر قدرة على توجيه ضربات استباقية قبل قدرة دول الناتو – ومنهم الولايات المتحدة – على الرد.

وترى سارة وايت كبيرة محللي الأبحاث في (Real Defense Clear) في مقال منشور في 6 مايو 2022 بعنوان ” تحتاج دول البلطيق إلى أسلحة الناتو المتقدمة للتعويض عن مساوئها الجغرافية ” أنه على الرغم من أن التهديد الروسي قد يكون فارغًا، وليس تهديداً من شأنه أن يمنع فنلندا والسويد من الانضمام إلى الناتو، إلا أنه لا يزال بمثابة تذكير بأن دول البلطيق في مرمى الخطاب العدائي بين روسيا والحلف، ناهيك عن الحرب الفعلية.  وذلك تبعاً لعدة أسباب: السبب الرئيسي لكونهم قد يكونون الهدف التالي للكرملين هو أن كل واحد منهم، ولا سيما إستونيا ولاتفيا، لديه أقلية عرقية روسية. إضافة إلى ذلك تلعب الجغرافيا دوراً مهمًا في زيادة ضعف دول البلطيق، اعتباراً من أنه ليس لإستونيا ولاتفيا وليتوانيا حلفاء على مقربة من منطقة البلطيق. الدول الثلاث محاصرة بشكل أساسي بين روسيا وبحر البلطيق. وهذا يعني لوجستيا أنه سيكون من الصعب إرسال القوات والإمدادات إلى دول البلطيق في غضون مهلة قصيرة في حالة وقوع هجوم روسي. والأسوأ من ذلك هو حقيقة أن لاتفيا محاصرة من قبل كالينينغراد، الجيب الروسي المدجج بالسلاح والمليء بصواريخ إسكندر إم ذات القدرة النووية. الناتو ـ هل مازال قادراً على حماية أوروبا من التهديدات الروسية المحتملة؟

 موقف دول البلطيق إزاء حرب أوكرانيا

تعد دول البلطيق أول من اتخذ خطوات ملموسة لدعم سيادة أوكرانيا، ودعت إلى فرض إجراءات عقابية ضد روسيا وبيلاروسيا، وأرسلت مساعدات عسكرية وإنسانية إلى أوكرانيا، وحثت الأطلسي على اتخاذ تدابير لضمان أمن الدول الأعضاء، ولا سيما تلك التي تحدّ روسيا.

فقد توالت الزيارات الرسمية من قادة دول البلطيق لكييف لإظهار دعمها لأوكرانيا، ففي 23 فبراير 2022 وصل وزراء خارجية دول البلطيق الثلاث إلى أوكرانيا في زيارة استغرقت يومين. وفي الساعات الأولى من بدء الغزو عندما ضربت الصواريخ الروسية الأولى أوكرانيا، كانوا لا يزالون في كييف وأصدروا بياناً قوياً تعهدوا فيه ببذل “كل ما هو ممكن” لمساعدة الأوكرانيين. كما أعاد رؤساء ليتوانيا ولاتفيا وإستونيا وبولندا الذين زاروا أوكرانيا في عرض للتضامن يوم 13 أبريل 2022، أعادوا التعهد بتقديم دعمهم لأوكرانيا. وفي 6 مايو 2022، زار وزراء خارجية إستونيا ولاتفيا وليتوانيا على التوالي – مجددا أوكرانيا، وقالت وزارة الخارجية الإستونية إن الوزراء، الذين عقدوا اجتماعات مع الرئيس الأوكراني، فولديمير زيلينسكي أعربوا عن “دعم دول البلطيق الثابت لأوكرانيا”.

من جانب أخر، أرسلت دول البلطيق مساعدات عسكرية لأوكرانيا، حيث ساهمت لاتفيا بمواد عسكرية تزيد قيمتها عن (200) مليون يورو – بما في ذلك الذخيرة وصواريخ ستينغر المضادة للطائرات ومنصات الإطلاق والطائرات بدون طيار والطائرات بدون طيار. وقالت ليتوانيا إنها أرسلت مساعدات عسكرية لأوكرانيا بقيمة “عشرات الملايين” من اليورو. ويشمل ذلك صواريخ ستينغر المضادة للطائرات وقذائف الهاون والبنادق والذخيرة وغيرها من المعدات العسكرية. قدمت إستونيا مساعدات عسكرية بقيمة (227.5) مليون يورو، بما في ذلك صواريخ جافلين المضادة للدبابات ومدافع “هاوتزر عيار 122 ملم” والألغام المضادة للدبابات والمدافع المضادة للدبابات والمسدسات والذخيرة. وفقاً لـ “فرانس 24” في 22 ابريل 2022.

**

أزمة أوكرانيا ـ لماذا دول البلطيق تعيش هاجس “تهديد” روسيا ؟

 

أثار الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير 2022 شيئاً من القلق بالنسبة إلى دول البلطيق الثلاث إستونيا ولاتفيا وليتوانيا الذين عاشوا في ظل الاتحاد السوفياتي السابق، خوفاً من أن يكونوا هدف روسيا التالي بعد أوكرانيا، وقد أعادت التوترات إلى البال ذكريات الترحيل الجماعي، وازدادت المخاوف لأن دولتين من دول البلطيق الثلاثة وهما إستونيا ولاتفيا تقعان على حدود مباشرة مع روسيا، في حين في تتشارك ليتوانيا الدولة الثالثة شريطاً حدودياً طويلاً مع بيلاروسيا المقربة من النظام الروسي، فيما تعد الدول الثلاث المطلة على بحر البلطيق بمثابة الحدود الشمالية للاتحاد الأوروبي مع روسيا. ملف أزمة أوكرانيا و تداعياتها على الأمن الدولي

امدادات السلاح إلى أوكرانيا

إن دول البلطيق وكذلك بولندا، أعضاء في “الناتو”، وكانت بين البلدان الأشدّ تأييداً لفرض عقوبات قاسية ضد موسكو ولإرسال حلف شمال الأطلسي تعزيزات عسكرية إلى الدول شرق الحلف. وقام قادة حكومات دول البلطيق في الأسابيع الأخيرة برحلات مكوكية إلى العواصم الأوروبية، محذرين من أن الغرب يجب أن يجعل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يدفع ثمن هجومه على أوكرانيا.

أرسلت دول البلطيق السلاح والمساعدات الإنسانية إلى أوكرانيا، وعرضت إستونيا التي حافظت على علاقات سياسية واقتصادية وثيقة مع أوكرانيا، مساعدة كييف على تعزيز أمنها السيبراني، دول البلطيق توقفت عن استيراد الغاز الطبيعي من روسيا. وأعلنت كل من بولندا ودول البلطيق الثلاثة إستونيا ولاتفيا وليتوانيا، في24 فبراير 2022، تفعيل المادة رقم (4) و (5) من اتفاق حلف شمال الأطلسي “الناتو”، والتي بموجبها من الاتفاقية ستتشاور الأطراف معاً، بطلب دولة من الدول الأعضاء، حول سلامة الأراضي أو الاستقلال السياسي. ملف أزمة أوكرانيا والاتحاد الأوروبي ـ هل من تحول في السياسات الدفاعية والأمنية؟

ماذا قدمت دول أوروبا والغرب لدول البلطيق؟

  • ألمانيا: أعلنت المانيا في 6 فبراير 2022 أنها مستعدة لتعزيز حضورها العسكري في دول البلطيق، وتعهدت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك بتقديم دعم أكبر لدول البلطيق، لاتفيا وإستونيا وليتوانيا، في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا.
  • أمريكا: أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن في 19 مارس 2022 أنه سيجري نقل بعض القوات الأميركية المتمركزة في أوروبا، بما في ذلك (800) جندي مشاة ومقاتلات “أف-35” وطائرات “أباتشي” المروحية، إلى دول البلطيق الثلاث، واصفاً الخطوة بأنها دفاعية محض.
  • حلف الناتو: في 7 ابريل 2022 عزز حلف شمال الأطلسي وجود قوات القواعد العسكرية للحلف في البلاد أهم الأولويات الاستراتيجية لدول البلطيق، وأكد على أن عشرين ألف عسكري من قوات الناتو الموجودين حاليا ينتشرون بشكل دوري ولمدد محددة.
  • بريطانيا: أعلن تحالف تقوده بريطانيا من كوبنهاغن يوم 4 مارس 2022، عن انطلاق مناورات بحرية في بحر البلطيق؛ بهدف إظهار وحدة الدول الغربية في مواجهة الغزو الروسي لأوكرانيا واكد وزير الدفاع البريطاني بن والاس على متن الفرقاطة الدنماركية نيلز جويل انه ستنقل الفرقاطة بمرافقة سويدية (200) عسكري دنماركي إلى إستونيا ضمن جهود حلف شمال الأطلسي لتعزيز جناحه الشرقي ضد روسيا.

دول البلطيق تشعر بالقلق

كانت جميع دول البلطيق ذات يوم ضمن جمهوريات الاتحاد السوفييتي، لكنها أصبحت الآن في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي “الناتو”منذ عام 2004،  وتتمتع هذه الدول بالعلاقات الجيدة مع الاتحاد الأوروبي وكذلك المفوضية الأوروبية التي تدافع عنها وتحمي مصالحها.  حيث تقدّمت المفوضية الأوروبية التي تتولى السياسة التجارية لدول الاتحاد الأوروبي الـ(27) في 27 يناير 2022، بشكوى أمام منظمة التجارة العالمية ضد الصين لاستهدافها ليتوانيا على خلفية موقفها من تايوان.

مع تصاعد التهديد الأمني الروسي في شرق أوروبا اليوم وغزو روسيا لأوكرانيا، تشعر ليتوانيا وإستونيا ولاتفيا بالقلق بشأن انعزالها عن أوروبا وحصارها من الروس وحلفائهم في بيلاروسيا،  إذ يمكن لموسكو أن تندفع عبر فجوة “سوالكي” الخطيرة، وهي الحدود البولندية الليتوانية الضيقة التي يبلغ طولها (65) كيلومترا، والتي يُنظر إليها على أنها واحدة من أكثر نقاط الناتو ضعفاً، حيث يقع إلى الغرب من هذه المنطقة مقاطعة كالينينغراد الروسية المسلحة بكثافة؛ والتي تعتبر رأس حربة روسيا في خاصرة الناتو. .. أزمة أوكرانيا ودول البلطيق ـ مخاوف من التمدد الروسي

ولذلك، تسعى الدول الثلاث لزيادة الإنفاق الدفاعي فيما بينها، وتطالب واشنطن بوجود دائم للقوات الأمريكية، وتعزيزات أكبر الناتو في المنطقة. ويعمل الناتو بالفعل على زيادة أعداد قواته تدريجياً في أوروبا الشرقية رغم الغضب الروسي، لكنه لا يزال بعيداً عن مضاهاة قوة روسيا في مناطقها الغربية.

في الوقت نفسه يسارع حلفاء الناتو إلى طمأنة دول البلطيق، وقد أرسل الحلفاء مؤخراً قوات إضافية إلى المنطقة كجزء من ثلاث مجموعات قتالية متعددة الجنسيات قوامها حوالي ألف فرد في إستونيا ولاتفيا وليتوانيا. ولدى الولايات المتحدة أيضاً كتيبة متناوبة في ليتوانيا وأرسلت تعزيزات إلى قاعدتها في بولندا، لكن لا تزال دول البلطيق تبحث عن المزيد. وأعلن المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية خلال مؤتمر صحفي في 7 مارس 2022، “ان الولايات المتحدة الامريكية تزيد من وجودها في منطقة البلطيق عدّة وعدداً، لأن القوات الأمريكية مع شركاء آخرين في الناتو تحمي بلدنا. ونحن نعلم أن التزامات الحلفاء قوية وصلبة، وإذا أردنا مواصلة تعزيز حلف شمال الأطلسي، وجعله أقوى سياسياً، فنحن بحاجة إلى ضمان أمن دول البلطيق”.

**

أزمة أوكرانيا – دول البلطيق والتداعيات الاقتصادية

 

وجدت دول البلطيق الثلاث الصغيرة، ليتوانيا ولاتفيا وإستونيا، نفسها على خط المواجهة مع الغزو الروسي لأوكرانيا بأكثر من طريقة، بالإضافة إلى الاضطرار إلى تكثيف موقفهم الدفاعي لمواجهة التهديد العسكري الروسي المتزايد، يواجهون أيضاً تحدياً شديداً للتعامل مع التداعيات الاقتصادية للحرب الأوكرانية، بسبب تتعرض الروابط التجارية مع روسيا وبيلاروسيا المجاورتين لعقوبات كبيرة، مما يعزز من ارتفاع أسعار الغذاء والطاقة وغيرها من الأسعار، مما يؤدي إلى خطر التضخم المصحوب بالركود.

التبادل التجاري مع روسيا، خطر الانكماش

منذ بداية الصراع بين موسكو وكييف، كانت دول البلطيق من أكثر البلدان تشددًا بشأن التعامل مع روسيا، بإرسال الناتو تعزيزات عسكرية إلى شرف الحلف، وتأييد إنزال أقسى العقوبات الاقتصادية والسياسية؛ لوقف طموحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتن.  وذلك بالرغم من اثنتين من دول البلطيق الثلاث إستونيا ولاتفيا، تملكان حدوداً مباشرة مع روسيا، في حين في تتشارك ليتوانيا الدولة الثالثة شريطا حدودياً طويلاً مع بيلاروسيا المقربة من النظام الروسي. أزمة أوكرانيا ودول البلطيق ـ مخاوف من التمدد الروسي

هذا الموقف الصارم والحاد من دول البلطيق تجاه روسيا وبلاروسيا، ساهم في وقف التبادل التجاري بين دول البلطيق من جهة، وروسيا من جهة أخرى، بعد أن كانت صادرات دول البلطيق إلى روسيا أعلى بكثير من متوسط ​​الاتحاد الأوروبي. تشير بيانات الأمم المتحدة إلى أن قيمة إجمالي التبادل التجاري مع روسيا تمثل حوالي (5%) من الناتج المحلي الإجمالي لكل دولة. وبالمقارنة، فإن هذا يمثل أقل من (1%) لمعظم دول الاتحاد الأوروبي الأخرى. وفقاً لـ ” Dragonfly’s Security Intelligence & Analysis Service” في 28 مارس 2022.

 وقد كان التبادل التجاري بين روسيا ودول البلطيق في الفترة ما بين يناير- نوفمبر 2021، على النحو التالي:

– لاتفيا: تذهب (10.9%) من صادراتها إلى روسيا، بالمقابل حصلوا على (15%) من وارداتها من موسكو، وجزء كبير من تلك الواردات كان النفط والغاز الطبيعي والفحم والقمح.

– ليتوانيا: حوالي (10.7%) من صادراتها تذهب لروسيا، في حين نحو (13%) من وارداتها من موسكو، وفي الأغلب تكون من النفط والكهرباء والمواد الكيميائية.

– استونيا: تشكل حوالي (4.3%) من صادراتها إلى روسيا، في حين كان نحو (7.6%) من وارداتها من موسكو، وكانت في الغالب النفط والمنتجات النفطية والكهرباء والمواد الكيميائية والقمح.

التضخم في دول البلطيق خطراً واضحاً وحاضراً

تسجل دول البلطيق حالياً أعلى معدلات التضخم في الاتحاد الأوروبي. وبحسب تقرير وكالة الإحصاء الرسمية في الاتحاد الأوروبي   Eurostat  في 2 مايو 2022.، بلغ معدل التضخم السنوي في إستونيا (19%)، وهو أعلى معدل في منطقة اليورو بأكملها، حيث أن متوسط ​​التضخم السنوي في منطقة اليورو بأكملها كان (7.5%)، ارتفاعاً من (7.4%) في مارس 2022. وحققت ليتوانيا ولاتفيا ثاني وثالث أعلى زيادة. ملف: أمن دولي – أزمة أوكرانيا و الرهان على الدور الأوروبي

– استونيا: تعرضت إستونيا لأكبر ارتفاع في أسعار الكهرباء وواحدة من أكبر الزيادات في أسعار الغاز في الاتحاد الأوروبي بأكمله.، اذ بلغ التضخم في إستونيا في شهر ابريل 2022 (19%) مقارنة بنسبة (4.1%) في مارس 2022. ووفقاً لبنك استونيا في 6 مايو 2022، بينما كانت الأسعار في المتوسط ​​أعلى بنسبة (3.5%) مما كانت عليه في مارس 2022، ارتفعت أسعار المستهلك بنسبة (18.8%) على أساس سنوي. كان أحد أسباب ارتفاع التضخم هو تدابير الدعم التي تهدف إلى تخفيف تأثير ارتفاع أسعار الطاقة المنتهية في مارس 2022. ونتيجة لذلك، ارتفع سعر الغاز الطبيعي بنسبة (87%)، والتدفئة بنسبة (58%)، والكهرباء بنسبة (29%). ومع ذلك، شكلت أسعار الطاقة فقط نصف إجمالي التضخم في أبريل 2022، وبحسب شكلت أسعار الطاقة فقط نصف إجمالي التضخم في أبريل 2022، حيث كان لارتفاع أسعار السلع المصنعة والخدمات، التي بلغ متوسطها (10%) على أساس سنوي، نفس التأثير. وهذا يعني أن نفقات المستهلكين زادت على قاعدة عريضة، مع ارتفاع أسعار الطاقة التي أدت إلى التضخم بسبب مشاكل العرض والطلب القوي للغاية.

– ليتوانيا: بلغ معدل التضخم في ليتوانيا في ابريل  2022 بنسبة (16.6%) مقارنة بـ (1.9%)، وهو الأعلى منذ أكتوبر 1996 مدعوماً بشكل أساسي بالزيادات في أسعار الطاقة والغذاء، حسب إحصائيات ليتوانيا ، فمع الدمار في أوكرانيا والعقوبات المفروضة على روسيا – وهما من أكبر مصدري الحبوب في أوروبا وخارجها، فإن انقطاع إمدادات القمح أصاب السوق بالفعل، ما أدى لارتفاع أسعار الطحين. ومع ارتفاع أسعار الطاقة في الشتاء الماضي، ارتفعت فواتير التدفئة بنسبة (100-150%) للأسر الليتوانية. يؤدي هذا إلى خفض الاستهلاك، وخلق مخاطر حدوث ركود اقتصادي.

– لاتفيا: وصل التضخم في لاتفيا خلال ابريل 2022 إلى (13.2%) مقارنة بـ (2.5%) في مارس 2022، إذا انتهت التجارة مع روسيا بالكامل، بما في ذلك واردات الغاز. وكانت التكاليف المرتفعة أكثر وضوحا لإمدادات الكهرباء والغاز والبخار وتكييف الهواء (69.6 بالمائة مقابل 56.6 بالمائة في فبراير) والتصنيع (19.7% مقابل 19.2%). وفقاً لـ “TRADING ECONOMICS” وبينما يجري حالياً اتخاذ تدابير لتعويض السكان ذوي الدخل المنخفض عن ارتفاع الأسعار. قال وزير المالية اللاتيفي في 19 ابريل 2022، إن الدولة لا تستطيع تحمل مساعدات شاملة مثل خفض فواتير التدفئة والكهرباء.

تأثيرات وقف إمداد الطاقة

يعتبر ارتفاع تكاليف الطاقة هو العامل الرئيسي الذي يدفع التضخم في أوروبا عامة، ودول البلطيق – التي يعود تاريخها إلى نصف قرن كجزء من الاتحاد السوفيتي- على وجه الخصوص. حيث ارتفعت  أسعار الطاقة في أوروبا بنسبة (44.7%) على أساس سنوي في مارس 2022، مقارنة بـ (32%) في فبراير 2022، وفقاً لـ Eurostat .  أزمة أوكرانيا ـ كيف سيؤثر بيع الغاز الروسي بالروبل على اقتصاديات أوروبا ؟ 

 دول البلطيق معرضة بشكل خاص لتقلبات أسعار الطاقة الدولية بسبب اعتمادها على واردات الطاقة، والتي تمثل (75%) من إمدادات الطاقة. تستورد إستونيا (11%) فقط من الطاقة المتاحة بسبب إنتاجها الضخم من الفحم والزيت الصخري المحلي، مما يجعلها الأقل تعرضًا بين دول البلطيق

لكن اعتماد ليتوانيا في مجال الطاقة على روسيا كان من أعلى المعدلات بين الدول الأوروبية قبل الغزو الروسي لأوكرانيا بسبب تخلصها تدريجياً من الطاقة النووية المحلية في عام 2009. في العام الماضي فقط، دفعت البلاد أكثر من (3) مليارات يورو للنفط والغاز والكهرباء الروسية. وفقاً للخبير الاقتصادي Žygimantas Mauricas في بنك Luminor في ليتوانيا، فإن اعتماد ليتوانيا في مجال الطاقة على روسيا كان “على الأرجح الأعلى في الاتحاد الأوروبي” حتى وقت قريب.  كما جاء في “يورو نيوز” في 3 ابريل 2022.

ويمثل اعتماد لتوانيا على واردات الطاقة بنسبة (75%). ويمثل خط أنابيب غازبروم القادم من روسيا يمثل حوالي (30%) من مزيج الإمداد في ليتوانيا العام الماضي. بينما تستورد إستونيا (11%) فقط من الطاقة المتاحة بسبب إنتاجها الضخم من الفحم والزيت الصخري المحلي، مما يجعلها الأقل تعرضاً بين دول البلطيق.  فيما تعد روسيا مورداً مهماً للغاز الطبيعي لدول البلطيق، حيث تمثل (100%) من واردات الغاز الطبيعي في لاتفيا، و(46%) في إستونيا و(42%) في ليتوانيا في عام 2020.  وفقاً لـ “emerging-europe” في 20 ابريل 2022.

على الرغم من هذا الاعتماد، مع اندلاع الحرب، كانت دول البلطيق من أولى دول الاتحاد الأوروبي التي تخلت عن الغاز والكهرباء الروسيين على الفور، فقد أعلن رئيس شركة لنقل وتخزين الغاز الطبيعي في لاتفيا، في 3 ابريل 2022، أن دول البلطيق توقفت عن استيراد الغاز الطبيعي من روسيا، وقال: “منذ الأول من أبريل لم يعد الغاز الطبيعي الروسي يتدفق إلى لاتفيا وإستونيا وليتوانيا” وفقاً لـ “الحرة”.

تبعا لذلك، افتتحت بولندا ودول البلطيق في 6 مايو 2022 خطّاً جديداً لأنابيب الغاز يربط شمال شرقي الاتحاد الأوروبي ببقية دول التكتّل، في خطوة شديدة الأهمية لتقليل الاعتماد على الغاز الروسي. وقال الرئيس الليتواني غيتاناس ناوسيدا في مراسم أقيمت قرب العاصمة فيلنيوس: “ندشن اليوم استقلالنا في مجال الطاقة”.

 وسيُمكّن خط الأنابيب البالغ طوله (508 )كم  والذي يربط شبكات الغاز في بولندا وليتوانيا من نقل حوالي ملياري متر مكعب من الغاز سنويا في أي من الاتجاهين. وبفضل الترابطات الموجودة في المنطقة، ستتمكن لاتفيا وإستونيا وكذلك فنلندا من الوصول إلى شبكة خطوط أنابيب الغاز الأوروبية الأوسع.

**

التقييم 

ترتبط أزمة أوكرانيا أرتباطا وثيقا بأمن دول البلطيق وترى دول البلطيق  أن روسيا لا تزال تمثل أكبر تهديد لهم ، على الرغم من عضوية الدول الثلاث في حلف الناتو والاتحاد الأوروبي. ويطالبون دوما بن تكون هناك دفاعات كافية يدعمها حلف شمال الأطلسي في بلدانهم لإقناع الكرملين بأن تكلفة أي هجوم ستكون باهظة للغاية.

تعتبر روسيا دور دول البلطيق النشط في الناتو والاتحاد الأوروبي تهديدات لأمن روسيا وسيادتها واستقلالها. وتعتقد روسيا أنه يمكن إعادة هذه الدول إلى دائرة نفوذها- واستخدامها كورقة ضغطسياسية على الولايات المتحدة ،وحلف شمال الأطلسي، والاتحاد الأوروبي.

تساهم التهديدات الروسية لدول البلطيق في تأجيج الخلافات والانقسامات داخل الاتحاد الأوروبي ، مما يثير قلق البعض ، الذين يدعون بعد ذلك إلى التوصل إلى اتفاق مع روسيا لتقليل التوترات. ونظرًا لأن الناتو ملتزم بالدفاع عن دول البلطيق ، فإنه يزيد من التكاليف الدفاعية التي تتحملها البلدان الأعضاء داخل الناتو التي ترى تهديدًا مباشرًاوالذي من شأنه أن يزيد الخلافات بين أعضاء الناتو.

إن شن هجوما روسيا على دول البلطيق من شأنه أن يحول الصراع إلى حرب عالمية ثالثة، ما يدفع  بوتين لاستخدام السلاح النووي تنفيذا لتحذيراته. أو أن يؤدي إلى مواجهة عسكرية محتملة بين حلف الناتو وموسكو وهو ما لا يريده الطرفين

**

لم تُظهر روسيا نية عدوانية  أو قدمت أي نوع من التهديد العسكري الحقيقي تجاه دول البلطيق في السنوات الأخيرة، ولا منذ غزو أوكرانيا.  لذل فمن المستبعد جداً أن تبدأ روسيا غزواً لأي من دول البلطيق في الأشهر المقبلة، ومع وجود نسبة كبيرة من قواتها الآن داخل أوكرانيا، ربما تفتقر روسيا إلى الموارد اللازمة لارتكاب قوة على نطاق الغزو إلى دول البلطيق، على الأقل في أي وقت قريب.

إن قرب الضربات الجوية الروسية والنيران المضادة للطائرات من حدود أوكرانيا مع المجر وبولندا ورومانيا وسلوفاكيا (جميع أعضاء الناتو) يعني وجود فرصة معقولة لوقوع حادث عسكري في البلدان المتاخمة لأوكرانيا وإن كان احتماليته منخفضاً. حتى لو حدث، من المتوقع أن يحاول حلف الناتو وروسيا على الأرجح منع التوترات من التصعيد إلى صراع أوسع. لكن من المحتمل أن ينشر الناتو المزيد من القوات على جناحه الشرقي وأن تتبنى الدول الأعضاء في المنطقة بعض إجراءات الطوارئ.

أحد السيناريوهات الخارجية التي أثارها العملاء معنا يتعلق بادعاء موسكو انتهاك حقوق المنحدرين من أصل روسي في دول البلطيق لتبرير التدخل العسكري. هذا ما فعلته قبل غزو أوكرانيا في فبراير 2022، وكذلك في شبه جزيرة القرم في عام 2014. يمثل المتحدثون بالروسية حوالي (34%) من السكان في لاتفيا، و (30%) في إستونيا، و (8%) في ليتوانيا. لكن هذا السيناريو غير مرجح للغاية في هذه المرحلة. بسبب راجع نفوذ روسيا على الأقليات العرقية الروسية في دول البلطيق في السنوات الأخيرة، لا سيما بعد أن أغلقت السلطات العديد من وسائل الإعلام الناطقة بالروسية بعد عام 2014.

التحدي في كيفية معالجة المخاوف الأمنية لدول البلطيق مع تجنب الخطوات التي من شأنها أن تؤدي إلى وضع غير مستقر أكثر مع روسيا في المستقبل. ولكن مع قيام كل من الناتو وروسيا بإلقاء اللوم على الآخر في خلق حالة من عدم الاستقرار في أوروبا الشرقية، فقد تكون هذه مهمة صعبة.

**

بينما ينتظر العالم ليرى كيف سينتهي التهديد الروسي لأوكرانيا ، تركز دول البلطيق الثلاث على الوجود الروسي في بيلاروسيا المجاورة وكيف سينعكس ذلك على أمن دول البلطيق. وتواجد حوالي 30 ألف جندي روسي على الأرض في بيلاروسيا خلال شهر أبريل 2022 للمشاركة في مناورة عسكرية. يبدو انه من المستبعد ان تنفذ روسيا هجوما وشيكا على دول البلطيق في الوقت الحاضر، لكن رغم ذلك فإن الدول الثلاث تشعر بالقلق .  وتعتبر  منطقة Suwalki ، وهي الحدود البولندية الليتوانية الضيقة التي يبلغ طولها 65 كيلومترًا ، واحدة من أكثر نقاط الناتو ضعفًا وإلى الغرب يوجد معقل “كالينينغراد” الروسي الذي يمكن اعتباره ترسانه اسلحة؛ إلى الشرق بيلاروسيا.يمكن القول ان دول البلطيق الصغيرة محاطة بدول قوية ممكن ان تهدد أمنها القومي. إن إظهار القوة والجاهزية العسكرية من قبل روسيا وبيلاروسيا يعتبر تغييرًا جذريًا لم يحدث منذ عقود وإذا استمر الوضع ، يجب أن يكون هناك تغيير جذري في وضع قوة الناتو وقوة دول البلطيق مستقبلا.

**

بصرف النظر عن الاحتمال الضئيل لحدوث تصعيد عسكري يشمل دول البلطيق، فمن المحتمل أن يكون للصراع في أوكرانيا آثار كبيرة على اقتصادات البلطيق على المدى القريب إلى المتوسط.  هذا لأن الدول الثلاث معرضة بشدة من حيث التجارة والاعتماد على الطاقة للآثار غير المباشرة للعقوبات الغربية على روسيا، فضلاً عن أي انتقام اقتصادي روسي ناتج عنها.

لا يستبعد الاقتصاديين والمحللين إمكانية حدوث ركود للنمو الاقتصادي في دول البلطيق هذا العام. ويعتقد صندوق النقد الدولي أن النمو في هذه البلدان الثلاثة سيكون ضئيلاً للغاية: (1.8) في المائة في ليتوانيا، و(1) في المائة في لاتفيا، و(0.2) في المائة فقط في إستونيا، حيث يبدو الآن أن خطر الانكماش احتمال حقيقي.

من المؤكد أن معدل التضخم وتباطؤ النمو، إلى جانب جائحة COVID-19، والتداعيات الحتمية على اقتصاد البلاد جراء العقوبات المفروضة على روسيا وبيلاروسيا، ستؤتي نتائج عكسية على حكومات دول البلطيق المحافظة فيما بعد.  من المرجح بشكل معقول أن تتحرك النقابات والجماعات الناشطة في كل منها ضد ارتفاع أسعار الطاقة وتكاليف المعيشة على المدى القريب. واندلعت احتجاجات مماثلة في الأسابيع الأخيرة في عدة دول أوروبية، بما في ذلك في إستونيا.

من الصعب معرفة ما ستكون عليه العواقب طويلة المدى، لأن هذا يعتمد على المدة التي ستستغرقها الحرب وما إذا كانت ستنتقل إلى بولندا ودول البلطيق

رابط مختصر ……..https://www.europarabct.com/?p=81963

*جميع الحقوق محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات

الهوامش

من بين فكّي السوفييت إلى أحضان الناتو.. ما هي دول البلطيق ولماذا تعتبر قنبلة موقوتة بين روسيا والغرب؟
https://bit.ly/3w0cU6k

روسيا وأوكرانيا: لماذا تخشى دول البلطيق امتداد الحرب الأوكرانية إليها؟
https://bbc.in/381Pd5m

ما هي الدول المجاورة لروسيا والتي تخشى من استهدافها في حال انتصر بوتين في حربه على أوكرانيا؟
https://bit.ly/3s7LQR9

الدفاع الليتوانية تؤكد إجراء محادثات مع ألمانيا بشأن زيادة القوة العسكرية في الجمهورية
https://bit.ly/3yaSZEn

بلجيكا تخصّص مليار يورو إضافياً لتعزيز قدراتها الدفاعية ضمن الناتو
https://bit.ly/3yd7siV

ليتوانيا: الناتو يغير استراتيجيته في دول البلطيق من “الردع” إلى “الدفاع”
https://bit.ly/3OTPb0b

Putin’s invasion leaves the Baltics wondering: Are we next?
https://bit.ly/3FiRsxu

بعد الهجوم الروسي على أوكرانيا، دول البلطيق تتساءل: هل دورنا هو التالي؟
https://bit.ly/3sdJXCM

دول البلطيق وروسيا: الرقص مع الذئاب
https://bit.ly/3KIyUYx

انطلاق تدريبات عسكرية بمشاركة دول الناتو في لاتفيا
https://bit.ly/3w38P1

**

Where are Nato troops stationed and how many are deployed across Europe?
https://bit.ly/3ynN1QK

NATO’s Enhanced Forward Presence
https://bit.ly/3yrkAkH

تصريحات الوزير أنتوني ج. بلينكن ووزير الخارجية الليتواني لاندسبيرجيس في مؤتمر صحفي مشترك
https://bit.ly/3sgFgbl

The Baltic States Need Advanced NATO Weapons to Compensate for Their Geographical Disadvantages
https://bit.ly/3P2YdYK

Military aid and arms for Ukraine
https://bit.ly/392mZrA

**

ألمانيا مستعدة لتعزيز حضورها العسكري في دول البلطيق (شولتس)
https://bit.ly/3smtmwJ

الاتحاد الأوروبي يرفع قضية ضد الصين لدى منظمة التجارة العالمية
https://bit.ly/3943yOO

الاتحاد الأوروبي يعلق عضوية روسيا وبيلاروسيا في مجلس دول البلطيق
https://bit.ly/3M1Al5K

خبير عسكري يشرح لـ”مونت كارلو الدولية” تداعيات تفعيل بولندا ودول البلطيق المادة 4 من ميثاق حلف “الناتو”
https://bit.ly/3yF9pFp

Speakers of Baltic parlts express support to Ukraine’s EU membership
https://bit.ly/3MXmNZa

بيربوك تؤكد دعم ألمانيا الحازم لدول البلطيق وأوكرانيا
https://bit.ly/3LWMh8U

Poland and the Baltic states are true friends of Ukraine
https://bit.ly/394UIAl

**

Latvia Producer Prices Change
https://bit.ly/39OZWRo 

Estonia’s annual inflation 19%, the highest in the eurozone
https://bit.ly/3P9ioEn

Inflation now ‘a clear and present danger’ with all three Baltic states set for double-digit price growth in 2022
https://bit.ly/3whdD2R

War in Ukraine will slow down Latvia’s economic growth: Finance Ministry
https://bit.ly/3FvjS7A

‘It will get worse, you’ll see’: Euro inflation adds to Lithuania’s economic woes
https://bit.ly/3KS8Fz2

Baltics Sovereign Dashboard: War in Ukraine Drives Higher Inflation, Lower Growth
https://bit.ly/3vXjLhR

Baltics | Impacts of Ukraine conflict
https://bit.ly/3MYigWs

دول البلطيق تتوقف عن استيراد الغاز الطبيعي من روسيا

https://arbne.ws/3wiOrsL

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...