الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

الأسلحة البيولوجية في النزاعات والحروب ـ أزمة أوكرانيا أنموذج، بقلم حازم سعيد

مارس 15, 2022

المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات ـ ألمانيا  وهولنداالباحث حازم سعيد

إعداد : حازم سعيد  باحث  في المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات ـ ألمانيا وهولندا

الأسلحة البيولوجية في النزاعات والحروب ـ أزمة أوكرانيا أنموذج

اجتمع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في 11 مارس 2022 بناء على طلب روسيا لمناقشة مزاعم موسكو بأن الولايات المتحدة تمول “أنشطة بيولوجية عسكرية” في أوكرانيا وتطوير سراً أسلحة بيولوجية في المعامل الأوكرانية. ومضت موسكو في الادعاء بأنها عثرت على وثائق تتعلق بالعملية الأمريكية السرية في مختبرات في مدينتي “خاركيف وبولتافا” الأوكرانيين فيما نفت كل من الولايات المتحدة وأوكرانيا بشكل قاطع أنهما تطوران أي أسلحة بيولوجية داخل البلاد بينما أعلنت الأمم المتحدة عدم وجود دلائل على امتلاك كييف برنامج أسلحة بيولوجية.

اتفاقية الأسلحة البيولوجية

فتح باب التوقيع على اتفاقية الأسلحة البيولوجية في 10 أبريل 1972، وهي أول معاهدة متعددة الأطراف لنزع السلاح تحظر استحداث وإنتاج وتخزين طائفة بكاملها من أسلحة الدمار الشامل. ودخلت هذه الاتفاقية حيز النفاذ في 26 مارس 1975. اتفق مؤتمر الاستعراض الثاني (1986) على وجوب أن تنفذ الدول الأطراف عددا من تدابير بناء الثقة لمنع أو تقليل حدوث أي لبس أو شك أو ارتياب، ولتحسين التعاون الدولي في ميدان الأنشطة البيولوجية السلمية. وتوسّع مؤتمر الاستعراض الثالث (1991) في تدابير بناء الثقة. وبموجب هذه الاتفاقات، تعهدت الدول الأطراف بتقديم تقارير سنوية عن أنشطة محددة تتعلق باتفاقية الأسلحة البيولوجية، ومنها:

  1. بيانات عن المراكز والمختبرات البحثية؛ ومعلومات عن مرافق إنتاج اللقاحات
  2. معلومات عن البرامج الوطنية لبحوث وتطوير الدفاع البيولوجي
  3. الإعلان عن الأنشطة السابقة في برامج البحث والتطوير البيولوجية الهجومية أو الدفاعية
  4. معلومات عن انتشار الأمراض المعدية والأحداث المماثلة الناجمة عن السموم
  5. نشر النتائج وتشجيع استخدام المعرفة والاتصالات؛ ومعلومات عن التشريعات والأنظمة وغير ذلك من التدابير. أهمية الوحدات البايلوجية و الكيميائية و النووية داخل أجهزة الإستخبارات

المعامل البيولوجية في أوكرانيا

اتهمت وزارة الدفاع الروسية، الولايات المتحدة  وفقاً لـ”سكاي نيوز عربية” في 10 مارس 2022 بإقامة (30) مختبراً بيولوجيا في أوكرانيا، تنتج فيروسات تسبب أمراضاً خطيرة. وأنفقت واشنطن أكثر من (200) مليون دولار على أعمال المعامل البيولوجية في أوكرانيا، وشاركت مختبرات المديرية المركزية للصحة والأوبئة، التابعة لوزارة الدفاع الأوكرانية، في البرنامج البيولوجي العسكري الأميركي. وأكدت وزارة الدفاع الروسية وفقاً لـ”روسيا اليوم، القبض على طيورمرقمة تم إطلاقها من المختبرات البيولوجية في أوكرانيا. وأعلن “إيغور كوناشينكوف” المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، أن الهدف من الأبحاث البيولوجية التي كانت تمولها واشنطن في أوكرانيا إنشاء آلية سرية لنشر مسببات الأمراض الفتاكة. وباتت معروفة تفاصيل لدى موسكو مشروع ” P-4″، الذي تم تنفيذه بمشاركة مختبرات في “كييف وخاركوف وأوديسا” خلال فترة حتى عام 2020.

وكان هدف المشروع، دراسة إمكانية انتشار العدوى فائقة الخطورة من خلال الطيور المهاجرة، بما في ذلك إنفلونزا “H5N1” شديدة العدوى، والتي تصل نسبة فتكها إلى (50%) وكذلك مرض “نيوكاسل”. وهناك أيضا تطويرلمشروع (R-781). وأن مواد المشروع (UP-8) لدراسة فيروس “حمى القرم-الكونغو النزفية”، وفيروسات “هانتا” في أوكرانيا تدحض التأكيد العام الأمريكي بأن العلماء الأوكرانيين فقط هم من يعملون في مختبرات البنتاغون البيولوجية في أوكرانيا. وتضمنت الوثائق، مقترحات لتوسيع البرنامج البيولوجي العسكري الأمريكي على الأراضي الأوكرانية. وتم العثور على أدلة على استمرار المشاريع البيولوجية “UP-2 ، UP-9، UP-10”  التي تهدف إلى دراسة مسببات الأمراض من الجمرة الخبيثة وحمى الخنازير الإفريقية.

أخطر الأسلحة البيولوجية

يُعد السلاح البيولوجي أحد اشكال أسلحة الدمار الشامل غير التقليدية، وهو ما كان يطلق عليه سابقا سلاح “العقوبات الذكية”، التي تنشر الأوبئة والجراثيم للقضاء على أكبر قدر ممكن من السكان والبيئة. و يندرج تحت مسمى “سلاح بيولوجى” كل من البكتيريا، الفطريات، الفيروسات، بالإضافة إلى جميع السموم المُنتَجة بواسطة هذه الكائنات، أو المستخلصة من النباتات والحيوانات. وعلى الرغم من أن استخدام الاسلحة البيولوجية محرم دولياً، غير ان هناك خوفاً من استخدامها ما زال قائماً ، ويتمثل في ما يعرف بـ “الارهاب البيولوجي” وفيما يلي أبرز الأسلحة البيولوجية:

  • الجدري: لدى فيروس هذا المرض القدرة على العيش في أوساط مختلفة ويمكنه التنقل بالهواء لمسافات بعيدة لا يمنعه غبار ولا ضباب لا رياح. الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي أعلنتا احتفاظها بالفيروس في حاضنات لاسباب علمية. وهذا لا ينفي تكتم دول اخرى على  احتفاظها ايضا به  في حالة خاملة وقد ينشط في اي وقت لاسباب عديدة من بينها الارهاب..
  • الطاعون: تتطور بكتيريا الطاعون “يرسينيا بيستيس” بانتظام مثل أي كائن حي آخر. الباحثين وخبراء الأسلحة البيولوجية والحكومات ما زالوا قلقين من أن الطاعون يمكن أن يتحول إلى سلاح بيولوجي قاتل ، خاصة إذا كان هناك شخص لديه نية إرهابية للعثور على سلالة لا يمكن معالجتها بالعقاقير الشائعة
  • طاعون الماشية: يعد مصدراً للقلق للأمن البيولوجي والإرهاب البيولوجي. يعتقد الباحثون أن انتشاره في إثيوبيا كان متعمداً، كشكل من أشكال الحرب البيولوجية تمت دراسته لاستخدامه المحتمل كسلاح بيولوجي من قبل دول بما في ذلك كندا وفرنسا والولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي قبل أن تتخلى كل دولة عن برامج أسلحتها البيولوجية.
  • الجمرة الخبيثة : تنقسم إلى ثلاث مجموعات أطلق عليها “أ”، و “ب” و”ج”. وتعد بكتيريا “Bacillus anthracis” التي تسبب الجمرة الخبيثة، واحدة من أكثر العوامل المميتة التي تستخدم كسلاح بيولوجي.
  • سم البوتولينوم: تتواجد البكتيريا المسببة لهذا السم في التربة لاسيما على أسطح الخضروات والفاكهة، الرواسب البحرية، وهو عديم اللون والرائحة من أهم برامج الأسلحة البيولوجية وأخطرها
  • الكوليرا: تتميز “الكوليرا” بسرعة انتشارها بين الأشخاص خاصة في المناطق المزدحمة والتي تعاني من عدم توافر المصادر النقية لمياه الشرب.

أشارت تقديرات وإحصائيات رسمية في 21 أغسطس 2022، إلى بلوغ التكلفة إلى (2000) دولار لكل كيلومتر مربع مع الأسلحة التقليدية، و(800) دولار مع الأسلحة النووية، و(600) دولار من أسلحة الغازات العصبية، و(01) دولار من الأسلحة البيولوجية. ومع أن هذا السلاح قد أحرز تطوراً خطيراً مع التقدم في تقنيات الهندسة الوراثية خلال السنوات الأخيرة، فإنه لا يعد سلاحاً جديداً على الساحة الدولية، حيث تعود أصول استخدامه إلى بدايات الحرب العالمية الأولى. التهديدات الإرهابية الجديدة.. دور الانتربول في مكافحة الإرهاب البيولوجي

أبرز الهجمات البيولوجية المعاصرة

 مرض “السالمونيلا” في أمريكا : انتشر مرض “السالمونيلا” في أمريكا عام 1984 في عدد كبير من المطاعم والمتاجر الأميركية في ولاية “أوريغون”، وفي حين استبعدت السلطات الصحية وقتها أي مؤامرة فإن بعض الساسة أكدوا أنه إرهاب بيولوجي يقف وراءه أتباع زعيم هندي متطرف، وهو ما أثبتته التحقيقات، حيث أقر “باغوان شيري راجنيش”، بالوقوف وراء الهجوم الذي يُسجل كأول هجوم إرهابي بيولوجي في الولايات المتحدة لتحقيق مكاسب سياسية.

هجمات بيولوجية في اليابان: ارتكبت طائفة “أوم شينريكيو” عدة هجمات ففي عام 1990 نشرت السم على عدة أهداف سياسية. وقامت بسلسلة من الهجمات البيولوجية منها هجمات متزامنة بغاز “السارين” على مترو طوكيو في مارس  1995، ومحاولات هجوم بـ”سيانيد الهيدروجين”.

الجمرة الخبيثة 2001 في أمريكا:  بدأت هجمات الجمرة الخبيثة في الولايات المتحدة بإرسال الجراثيم داخل مظاريف عام 2001 ، وبعد توجيه الاتهامات المبدئية إلى “تنظيم القاعدة” إلا أنه بعد  ذلك توصل مكتب التحقيقات الاتحادي إلى مصدر محلي لهذه المظاريف- وهو عالم يعمل في مجال الدفاع البيولوجي، وكان أحد مستشاري مكتب التحقيقات الاتحادي الخاص بالجمرة الخبيثة.

 وباء الكوليرا في إفريقيا: اتهمت زيمبابوي  في 13 ديسمبر 2008  بريطانيا  التسبب في انتشار وباء الكوليرا إلا أن المتحدث باسم وزارة الإعلام تراجع مؤكداً  أن هذ التصريحات يندرج في إطار “السخرية”.

استخدام التنظيمات المتطرفة الأسلحة البيولوجية: استخدم تنظيم “داعش” أسلحة كيميائية ضد المدنيين في العراق بين عامي 2014-2016. حيث قام باختبار عوامل بيولوجية على السجناء. عبر استخدام الكلور المُستخرج من محطات معالجة المياه كسلاح و تطوير مركبات سامة قاتلة بما فيها “الثاليوم والنيكوتين” التي تم اختبارها على سجناء أحياء، واستخدم تنظيم داعش نظام إنتاج “الخردل” بالكبريت عبر إطلاق (40) صاروخاً على مدينة “طوز خورماتو”. هل استثمر “داعش” فيروس كورونا كسلاح بيولوجي ؟ بقلم حازم سعيد

ترى ” Angela Kane” الأستاذ زائر، بمعهد الدراسات السياسية بباريس والممثل السامي السابق لشؤون نزع السلاح في الأمم المتحدة في 13 يناير 2022 أن على عكس الأسلحة النووية ، التي تتطلب مواد نادرة وهندسة معقدة ، يمكن تطوير الأسلحة البيولوجية والكيميائية بتكلفة منخفضة نسبياً، مما يجعلها في متناول معظم أو جميع الدول وكذلك الجهات الفاعلة المنظمة من غير الدول. تحمل الأسلحة الكيميائية والبيولوجية مستويات مختلفة من المخاطر، وأنه يمكن رش المواد الكيميائية السامة أو وضعها في إمدادات المياه، مما يؤدي في النهاية إلى تلويث منطقة بأكملها. تمتلك الأسلحة البيولوجية إمكانات كارثية أكبر ، حيث قد تنتشر مسببات الأمراض المعدلة وراثيًا في جميع أنحاء العالم ، مما يتسبب في حدوث جائحة.

التقييم

لايزال السلاح البيولوجي يشكل خطراً  كبيراً على المستوى الدولي كون أن التطورات السريعة في علم الهندسة الجينية وتكنولوجيا النانو تمهد الطريق لتصنيع أنوع عديدة كما أن الأسلحة البيولوجية رخيصة نسبيًا في تطويرها وإنتاجها مقارنة بغيرها من الأسلحة الكيميائية والنووية.

يعد استخدام وتطويرالسلاح البيولوجي في الجانب العسكري انتهاكا للمواثيق الدولية واتفاقية الأسلحة البيولوجية التي تحظر استخدامها، خاصة وأن هذا النوع من الأسلحة  له أثر اقتصادي وصحي أكبر وأخطر من الأسلحة التقليدية. وباتت التغيرات الأمنية على الساحة الدولية تثيرالمخاوف من احتمالية التحررمن القيود المفروضة على هذه الأنواع من الأسلحة، وردع الدول عن استخدام هذا السلاح.

لذلك، ينبغي أن يكون هناك تنسيق وتعاون مابين أطراف الأزمة الأوكرانية، وعندما نتحدث عن أوكرانيا يفضل ان يكون هناك تنسيق مابينها وبين الاستخبارات الروسيا والأمريكية ومجلس الأمن الدولي من أجل فتح خط ساخن بين هذه الاطراف يهدف الى وضع إجراءات تأمين لحماية المعامل البيولوجية والتعاون من قبل هذه الاطراف مع المنظمة الدولية المعنية من أجل تدمير هذه المعامل.

رابط مختصر.. https://www.europarabct.com/?p=80639

* حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات

 الهوامش

  1.   Deadly plague could potentially be released as a cloud above a city, killing thousands, according to bioterrorism experts
    https://yhoo.it/3CHmttD
  2. Biological and chemical warfare
    https://bit.ly/35OEDOh
  3.  القبض على الطيور المرقمة التي تم إطلاقها من المختبرات البيولوجية في أوكرانيا
    https://bit.ly/3I9iWWa

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...