الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

ملف الإسلاموفوبيا في أوروبا الواقع والمخاطر

الإسلام السياسي في اوروبا
ديسمبر 25, 2021

المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات ـ المانيا  و هولندا

إعداد : وحدة الدراسات والتقارير

 

ملف الإسلاموفوبيا في أوروبا الواقع والمخاطر

1 – الإسلاموفوبيا في بريطانيا والسويد ـ الواقع والمخاطر

شهدت المملكة المتحدة ارتفاعًا في ظاهرة “الإسلاموفوبيا” بمعدل مقلق منذ عام 2011. وتواجه الجاليات المسلمة في السويد موجة من التهديدات من قبل أنصار الأحزاب والجماعات السويدية المتطرفة. وأمام تزايد الشعور بـ”الإسلاموفوبيا” في بريطانيا والسويد، تبحث السلطات البريطانية والسويدية عن نموذج للتعايش المبني على الاحترام والتسامح للحد من هذه الظاهرة.

واقع الإسلاموفوبيا في بريطانيا

أظهرت دراسة حديثة أجراها المجلس الإسلامي البريطاني العام 2020 وفقا لـ” foreignpolicy” في 29 يناير 2021 أن التعرض للصور السلبية للمسلمين في وسائل الإعلام يزيد من احتمالية دعم السكان لسياسات الحكومة التي تضر بالمسلمين وتؤدي إلى تآكل حقوقهم. وكشف تقرير لهيئة لندن الكبرى أنه في تغطية لمدة أسبوع من قبل وسائل الإعلام البريطانية ، كانت  (91 %) من القصص عن المسلمين سلبية في طبيعتها.

قاطعت منظمات تُعنَى بحقوق الإنسان مراجعة البرنامج الحكومي البريطاني الرئيسي لمكافحة التطرف، بعد اتهام رئيس المراجعة بالإسلاموفوبيا وأفادت مؤسسات خيرية تشمل “منظمة العفو الدولية” و”ليبرتي” بأن تعيين “ويليام شوكروس”، الرئيس السابق لـ”لجنة تشاريتي”  Charity Commission (وهي هيئة تنظم عمل الجمعيات الخيرية العاملة في بريطانيا) كمراجع مستقل لبرنامج “بريفنت” Prevent المخصص لمكافحة التطرف، قد قوّضت مصداقية المراجعة.واتهم بيان مشترك السيد شوكروس بالتعبير عن “وجهات نظر تعادي الإسلام بوضوح” ، بما في ذلك التصريح بـ “إن أوروبا والإسلام يمثلان واحدة من أعظم المشاكل رعباً في مستقبلنا” وفقا لـ”اندبندنت عربية” في 19 فبراير 2021.

أفادت دراسة أجرتها جامعتا “برمنجهام سيتي ونوتنجهام ترنت”، شارك فيها أكثر من (40) لاعب ولاعبة، عن تعرض اللاعبين المسلمين للخذلان من قبل الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم، حيث أشار المشاركون في الدراسة إلى انخفاض تمثيل اللاعبين المسلمين على الصعيد النخبوي، وتهميش اختيار اللاعبات المسلمات؛ نظرًا لارتدائهن الحجاب. وأظهرت الدراسة التي تسلط الضوء على اللاعبين المسلمين ممن يتمتعون بشعبية عريضة في بريطانيا أن منشورات الجماعات اليمينية عبر الإنترنت والصورة التي ترسمها وسائل الإعلام الرئيسية تسببت في عزوف المسلمين عن ممارسة رياضة كرة القدم وفقا لـ”مرصد الأزهر” في 2 مارس 2021.  ملف مؤشر الارهاب في أوروبا ـ عام 2021

خلصت مراجعة مستقلة  وفقا لـ: بي بي سي ” في  25 مايو 2021 إلى أن تعليقات لرئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، عن ارتداء النساء للبرقع أعطت انطباعا بأن حزب المحافظين الحاكم “لا يقدر مشاعر المجتمعات المسلمة”.وكان رئيس الوزراء قد أمر في عام 2019 بالتحقيق وكتابة تقرير بشأن كيفية تعامل الحزب مع ادعاءات التمييز.وأظهر التقرير أن الآراء المعادية للمسلمين موجودة على مستوى الجمعيات المحلية وعلى مستوى الأفراد. لكن لم يثبت بالأدلة صحة ادعاءات وجود “عنصرية مؤسسية” في أسلوب التعامل مع الشكاوى. لكن هناك “دليلا واضحا” على أن نظام الشكاوى في حزب المحافظين “بحاجة إلى إصلاح”، حسبما جاء في المراجعة التي أجراها الأستاذ الجامعي “سواران سينغ” بشأن الادعاءات عن معاداة الإسلام والتمييز داخل حزب المحافظين.

اتُهمت الحكومة البريطانية بـ “الإهمال التام” في ملف الإسلاموفوبيا وفقا لـ”independent” في 8 سبتمبر 2021 بعد أن فشلت لأكثر من عامين في وضع تعريف يمكن استخدامه لمكافحة الكراهية ضد المسلمين. ودعت مجموعة من أعضاء البرلمان إلى اعتماد تعريف عملي بعد تحقيق استمر (6)أشهر في عام 2018 ، قائلين إن عدم وجود تعريف كان يسمح للإسلاموفوبيا “بالتزايد في المجتمع لتأثير مدمر”.رفضت حكومة المحافظين المقترحات في مايو 2019 وأعلنت أنها ستكلف خبراء مستقلين لوضع تعريف مختلف.

أشارت بيانات وزارة الداخلية البريطانية وفقا لـ”روسيااليوم” في 13 أكتوبر 2021، أن ما يقرب من (50%) ضحايا جرائم الكراهية في إنجلترا وويلز في العام المنتهي كانوا من المسلمين. وأفادت البيانت أن هناك حوالي  من (2703) جريمة كراهية ضد المسلمين. غعلى سبيل المثال تعرضت “عروج شاه” رئيسة مجلس أولدام، وهي أول امرأة مسلمة تتولي هذا المنصب في شمال البلاد، سيارتها لهجوم بقنبلة حارقة وفقا لـ”صحيفة الشرق الأوسط” في 14 يوليو 2021. واقع الإرهاب في بريطانيا والسويد ـ عام 2021

أجرت جمعية الأطباء المسلمين بالاشتراك مع مجموعة الحملة “المنطقة الرمادية” دراسة استقصائية في 10 ديسمبر 2021 شملت العشرات من العاملين في مجال الرعاية الصحية المسلمين، ووجدت الدراسة  أدلة على “التمييز والعنصرية وكراهية الإسلام” في نظام الرعاية الصحية العام العزيز في البلاد. ووفقا للدراسة ، “لا يعرف ما يقرب من (9) من كل (10) من موظفي الرعاية الصحية المسلمين المسلمين في مناصب قيادية وإدارية وأكثر من ثلثيهم لا يمكنهم تحديد نماذج يحتذى بها يمكن أن يرتبطوا بها ومنحهم الثقة في التقدم الوظيفي”. وأضافت أن “ما يقرب من(50%) أفادوا بأن لديهم أفكارًا بشأن ترك مهنتهم”.

واقع الإسلاموفوبيا في السويد

خلص بحث لـ” The Swedish National Council for Crime Prevention Brå” في 3 مايو 2021 إلى أن العديد من الأشخاص الذين يعيشون في السويد لديهم تصورات نمطية وسلبية عن المسلمين ، وأن هذه التصورات والأفكار تساعد على توفير تربة خصبة لجرائم الكراهية والتمييز. وتتخذ جرائم الكراهية المعادية للإسلام أشكالًا عديدة ولا تقتصر على نوع معين من المكان أو الزمان أو الشخص. من بين تقارير الشرطة التي تم فحصها في الدراسة ، تمثل التهديدات والتحرش أكبر فئة من الجرائم ، يليها التحريض على مجموعة من السكان، والتشهير، والجرائم العنيفة، والكتابة على الجدران. والتحريض ضد الأقلية المسلمة على وسائل التواصل الاجتماعي ، وجرائم بدرجات متفاوتة من الخطورة تستهدف المساجد.

**

2 – الإسلاموفوبيا في ألمانيا والنمسا ـ الواقع والمخاطر

شهدت ألمانيا انخفاظاً ملحوظاً في ظاهرة الإسلاموفوبيا خلال العام 2021 ، مقارنة بالأعوام السابقة في أعقاب صعود التيار اليميني المتطرف خاصة “حزب البديل لألمانيا”، وتفاقم عدد اللاجئين بعد عام 2015، والتفرقة العنصرية، والركود الاقتصادي نتيجة وباء الكورونا. فيما لا يزال المسلمين في السويد يواجهون تمييزاً مستمراً وخطاباً معادياً من قبل الحكومة والأحزاب النمساوية اليمينية. ليبقى تحدى السيطرة على اشكالية الإسلاموفوبيا في ألمانيا والنمسا،  قائماً من خلال سن تشريعات وقوانين واضحة تدعم مكافحة التمييز بحق المسلمين وتجرم خطاب اليمين المتطرف العدائي.

واقع الإسلاموفوبيا في ألمانيا

أظهرت دراسة حديثة للمكتب الاتحادي لشؤون الهجرة واللاجئين في ألمانيا بتاريخ  28 أبريل2021  أن عدد المسلمين في البلاد زاد على نحو ملحوظ خلال السنوات الأخيرة، يعيش ما بين (5.3-5.6) مليون مسلم حالياً في ألمانيا، وهو ما يعادل 6.4-6.7% من إجمالي السكان. ومقارنة بنتائج آخر دراسة أجريت في عام 2015، زاد عدد المسلمين في ألمانيا بنحو 900 ألف شخص.

وقد تسببت الآراء القومية اليمينية مثل تلك التي يتبناها حزب البديل من أجل ألمانيا -وهو حزب يميني متطرف يعمل على برنامج مناهض للمهاجرين فاز بثالث أكبر عدد من المقاعد في انتخابات عام 2017، في زيادة الإسلاموفوبيا في السنوات الأخيرة في جميع أنحاء البلاد، وذلك في أعقاب تدفق اللاجئين.

وإذا كانت شعبية حزب “البديل من أجل ألمانيا” اليميني المتطرف قد تراجعت على الصعيد الوطني للمرتبة الخامسة في الانتخابات البرلمانية الأخيرة التي جرت في 26 سبتمبر 2021 -بعدما فاز بثالث أكبر عدد من المقاعد في انتخابات عام 2017 – ،  إلا أنه تمكن  في شرق البلاد من احتلال المركز الأول متقدماً بفارق كبير على التحالف المسيحي الديمقراطي (يمين وسط).

تراجع شعبية أحزاب اليمين – اذ تراجع حزب “البديل من أجل ألمانيا” اليميني المتطرف من المرتبة الثالثة الى المرتبة الخامسة في الانتخابات البرلمانية الأخيرة التي جرت في 26 سبتمبر 2021 – انعكس على معدل مؤشر الإسلاموفوبيا في البلاد، وبحسب تقرير لوزارة الداخلية الألمانية، انخفض عدد الهجمات على المسلمين والمساجد في ألمانيا مما كان عليه منذ بدء هذا الإحصاء في عام 2017، حيث في الفترة أبريل إلى يونيو 2021، تم تسجيل ما مجموعه 99 جريمة معادية للإسلام، وشملت الاعتداءات الكراهية والشتائم والمسبات وتعطيل الشعائر الدينية وإلحاق الضرر بالممتلكات،  كما سجلت اعتداءات جسدية في ثلاث حالات على الأقل. وفي الربع الأول العام 2021 سجلت السلطات 113 هجوماً بمستوى نصف ما سجل في نفس الفترة من العام 2020. وذلك وفقاً لـ” DW ” بتاريخ 6 أغسطس 2021.

أخر هذه الاعتداءات كانت  تعرض مسجد واقع شرقي ألمانيا تابع للاتحاد الإسلامي التركي للاعتداء في  13 ديسمبر2021، عقب مظاهرة لمجموعة يسارية متطرقة مكونة من 100 إلى 150 شخص، على إثره أوقفت شرطة المدينة 11 مشتبهاً في تنفيذ الاعتداء. حسبما جاء في “سبوتنيك بالعربي” بتاريخ 14 ديسمبر 2021.

وبينما  ينُظر إلى التطرف القومي على أنه ظاهرة توجد فقط على الأطراف اليمينية في المجتمع.  في الواقع ، حتى الأحزاب السياسية الألمانية الليبرالية  استخدمت حديثاً خطاباً معادياً للإسلام ، مما سهل المضايقات والمعاملة العنيفة للمسلمين مع القليل من العواقب الاجتماعية أو القانونية.

إذ رفض البرلمان الألماني الفيدرالي في 15 يناير2021، مقترحاً تقدم به حزب اليسار (69 نائباً من 709)، لرفع التمييز ضد الجماعات الدينية وتعزيز أمن مساجد المسلمين. وحمل المقترح اسم “العنصرية والتفرقة ضد المسلمين في ألمانيا ” ، ورفضه أحزاب الاتحاد المسيحي، والحزب الديمقراطي الاجتماعي، والحزب البديل من أجل ألمانيا ، والحزب الديمقراطي الحر. وفقاً لـ”لقدس العربي”.

فيما صوت مجلس الشيوخ في البرلمان الألماني على تشريع يحظر على العاملين في القطاع العام ارتداء الرموز الدينية ، بما في ذلك الحجاب في مايو 2021  .  وفي يوليو ، خسرت المسلمات في ألمانيا معركة قانونية أخرى عندما حكمت محكمة العدل الأوروبية ضد امرأتين مسلمتين طالبتا العدالة بعد طردهن لارتدائهن الحجاب من قبل أرباب العمل في القطاع الخاص.  كان هذا القرار ، الذي يخشى الكثيرون من أنه سيزيد من تطبيع وإضفاء الشرعية على الممارسات المعادية للإسلام ، مؤشراً مهماً على الواقع السياسي الحالي للاسلاموفوبيا في ألمانيا وأوروبا ككل، كما جاء في “euronews” بتاريخ 19 يوليو 2021.

وخلال الانتخابات الألمانية الأخيرة، رفض مساعدو مراكز الاقتراع في بلدة بيرغهايم الغربية في البداية السماح لامرأة مسلمة ترتدي الحجاب والكمامة الواقية بالإدلاء بصوتها، لكنه سُمح للمرأة في النهاية بالتصويت بعد تقديم شكوى إلى مسؤولي المدينة وفقاً لـ “ميدل ايست”، والذي كان بمثابة انتهاكاً واضحاً لحقوقها وإظهاراً صارخاً للإسلاموفوبيا .

في المقابل وكجزء من الجهود المبذولة لمواجهة هجمات الإسلاموفوبيا في الدولة الأوروبية ، أطلقت الحكومة الألمانية في يوليو 2021 أول موقع إلكتروني لضحايا اعتداءات الاسلاموفوبيا لتقدين الشكاوي والابلاغ عن قضايا عنصرية الكراهية المعادية للمسلمين .

وكانت قد أعلنت الحكومة الألمانية  في 1 ابريل 2021 وفقاً لـ ” DW ” عن دخول  قانون جديد لمكافحة التطرف اليميني وجرائم الكراهية على الإنترنت حيز التنفيذ ، بموجبه  يواجه أي شخص يتعدى على آخرين بإهانات على الإنترنت عقوبة السجن لمدة  تصل إلى عامين،  ويصل إطار العقوبة في حالات التهديد بالقتل على الإنترنت إلى السجن لمدة تصل إلى ثلاثة أعوام. واعتبارا من شهر فبراير عام 2022، سيتعين على مواقع التواصل الاجتماعي ألا تلتزم فقط بحذف تهديدات القتل  وغيرها من خطابات الكراهية، وإنما يتعين عليها أيضا إخطار الهيئة الاتحادية لمكافحة الجرائم.

واقع الاسلاموفوبيا في النمسا

يشكل المسلمين في النمسا ما يقارب 8% من اجمالي عدد لسكان ، أي حوالي(712.000) نسمة، وذلك وفقاً لتقرير “الحرية الدينية -النمسا”  المنشور على موقع الحكومة الأمريكية في 12 مايو 2021.

تزايدت نسب العنصرية والاسلاموفوبيا بشكل ملموس في النمسا، منذ تولي حكومة اليمين المتطرف مقاليد الحكم، واتباعها سياسات معادية للمهاجرين واللاجئين، وقد نفذت عديد القوانين التي تعكس الخطاب المعادي للدين الإسلامي وقد تمثل هذا في حظر المساجد أو المآذن، وحظر ارتداء الحجاب، و فرض برامج المراقبة،  فرض القوانين التمييزية، مثل قانون الإسلام النمساوي 2015.

استكملت الحكومة النمساوية ذلك بتدشين ما يطلق عليه “خريطة الإسلام في النمسا”، الذي أعلنته وزيرة الاندماج النمساوية ” سوزانا راب ” يوم 27 مايو 2021، حيث يقدم المشروع معلومات وبيانات عن الجمعيات والمساجد والمؤسسات التعليمية الإسلامية في النمسا والتي يبلغ عددها 623 مؤسسة تم إدراجها على الموقع مع بيانات عن تصنيفها العرقي وتوجهها الأيديولوجي وعلاقاتها الخارجية والداخلية. فيما أحدث الإعلان وما أعقبه من حملات تحريضية جدلاً سياسياً واجتماعياً كبيراً في النمسا، و قوبل  بالرفض من قبل الجمعيات الإسلامية في النمسا، وشخصيات وأحزاب سياسية، ومسؤولين محليين، وكنائس نمساوية.

نشر الخريطة فتح الباب لمجموعة من الاعتداءات على المسلمين ورموز الإسلام، حيث ظهرت لافتات تحذيرية وتحريضية أمام العديد من المساجد في مدن فيينا، وميدلينغ، وليوبولدشتات، ، وأعلنت حركة “الهوية اليمينية” المتطرفة مسؤوليتها عن تعليق هذه اللافتات العنصرية.

وقد وثق تقرير صادر في 9 نوفمبر2021  عن مجموعة الدفاع عن المسلمين البريطانيين CAGE والمجموعة الحقوقية “مساعدة الأطفال المصابين بصدمات نفسية من قبل الشرطة” ومقرها فيينا الطريقة التي أضفت بها السياسة النمساوية السائدة في ظل الحكومة التي يقودها حزب الحرية اليميني الشعبوي، في ذكرى مرور عام على إطلاق الحكومة النمساوية “عملية الأقصر” ، والتي أدت إلى مداهمات عنيفة لـ70 منزلًا لأسر مسلمة أبرياء،  وتم اعتقال أكثر من 30 ناشطًا وأكاديمياً مسلماً في مطاردة مفترضة لـ “الإسلاميين” وحتى الآن لم يتم توجيه اتهامات لأي شخص متضرر من الغارات بارتكاب أي جريمة ، وهو ما اعتبرته محكمة غراتس الإقليمية العليا أن المداهمات غير قانونية ، وتركت أثراً عميقًا على النفس الجماعية للمسلمين في البلاد.

**

3 – الإسلاموفوبيا في فرنسا وسويسرا ممارسة العنصرية والتنمر

منذ شيوع مصطلح الإسلاموفوبيا عقب أحداث 11 سبتمبر عام 2001، ارتبط بالكثير من الجدل ما بين مؤيد ومعارض، للمفاهيم الخاصة بالرهاب من الإسلام والمسلمين في شتى بلدان العالم وخصوصا أمريكا وأوروبا، والخوف المبالغ فيه الذي نتج عنه في بعض الأحيان تصرفات معادية للمسلمين بشكل مطلق، وأيضا ممارسة العنصرية والتنمر في بعض الدول. وفي المقابل حاولت الحكومات والأنظمة المختلفة وضع حدود فاصلة بين الإسلام السياسي والتطرف كتيار عام، مقلق ويمثل خطراً على المجتمعات، يستدعي التحرك لمواجهته ورصد تحركاته ومنع تطوره، وبين الإسلام أو المسلمين بوجه عام بعيد عن الاطر السياسية والأيدلوجية، خاصة أن جميع الدول الأوروبية يتواجد بها مسلمون يمثلون جزء لا يستهان به في النسيج الاجتماعي ولا يُعقل التعامل معهم جميعا باعبارهم “إرهابيون”.

بداية، تُعرف الإسلاموفوبيا بأنها “ظاهرة التحامل والكراهية والخوف المرَضي من الإسلام أو من المسلمين. وبالأخص عندما يُنظَر للإسلام كقوة جيوسياسية أو كمصدر للإرهاب.”

واقع الإسلاموفوبيا في فرنسا

تحظى ظاهرة الإسلاموفوبيا باهتمام كبير لدى الباحثين على مستوى أوروبا ولكن نجد أن فرنسا أكثر الدول جدلا فيما يتعلق براسة الظاهرة لعدة أسباب، أهمها أن بها أكبر جالية للمسلمين في القارة، ويقدر عدد المسلمون في فرنسا بنحو أن  6 بالمئة من السكان ما يعني نحو 4.5 مليون شخص بالغ في فرنسا يعتنقون الإسلام، وفق لتصريحات مستشار الرئيس الفرنسي حكيم القروي. وبحسب ياسر اللواتي وهو رئيس “لجنة العدالة والحريات للجميع”، وتعنى بالدفاع عن حقوق المسلمين، ونشر التوعية حول الإسلاموفوبيا في فرنسا، فإنّ حدّة الانقسام بدأت تظهر مع صعود خطاب اليمين المتطرّف في فرنسا قبل سنوات، كردّ فعل على “اندماج المسلمين في المجتمع الفرنسي، وبروزهم للحديث علناً، من دون الفصل بين إسلامهم وجنسيّتهم الفرنسية” بحسب ما أوردته (بي بي سي) في موقعها بتاريخ 29 نوفمبر 2020 تحت عنوان ” المسلمون في فرنسا: كراهية ممنهجة أم سوء فهم؟”.

أعلن مكتب النائب العام الفرنسي فتح تحقيق قضائي موسع في 11 أبريل عام 2021، بعدما عثِر على عبارات مناهضة للإسلام مكتوبة على جدران مسجد غرب فرنسا قبل أيام من بداية شهر رمضان عام 2021، وذلك بعد أيام من من اعتداء مماثل على مسجدين بوسط وغرب البلاد، وفي 11 مارس 2021، دعت منظمات منضوية ضمن تحالف عالمي تضم 25 منظمة غير حكومية ​المفوضية الأوروبية​ لمساءلة ​الحكومة الفرنسية​ بسبب اتهامات بدعم​”الإسلاموفوبيا​”.

طلب فرانسوا لوكوانتر رئيس أركان الجيش الفرنسي السابق، في 12 مايو عام 2021، من الجنود الذين وقعوا على رسالة مثيرة للجدل، حذروا فيها من حرب أهلية نتيجة للتطرف الديني، الاستقالة، واتهمت الرسالة، التي نُشرت في مجلة يمينية، الحكومة الفرنسية بمنح “تنازلات” للإسلاميين، وأدانت الحكومة الفرنسية كلا الخطابين، لكن ساسة اليمين أشادوا بهما.  وافق مجلس الدولة الفرنسي في 24 سبتمبر عام 2021 على إغلاق جمعية “التجمع ضد الإسلاموفوبيا بفرنسا (CCIF)” المناهضة للعنصرية والتمييز ضد المسلمين في البلاد، وأفاد بيان للمجلس، بالتصديق على إجراءات الإغلاق، عقب صدور قرار من مجلس الوزراء بذلك، في أكتوبر 2020، تقدمت الجمعية بطعنه قانونياً، مطلع عام 2021 وأوضح أن هذا القرار يأتي تحذيرا لبقية مؤسسات المجتمع المدني.

وبحسب وزير الداخلية الفرنسي جيرالد درامان ، فإن “التجمع المناهض للإسلاموفوبيا” متورط في شن حملة ضد المعلم المذبوح صمويل باتي بعد نشره شريط فيديو تحريضيا لأحد الآباء، فيما اكتفت المنظمة بالقول إنها بصدد التحقق من المعلومات، وإنها لم تتدخل عندما علمت أن القضية تتعلق بحرية التعبير، وأوضح المسؤول الفرنسي في التقرير الرسمي لحل “التجمع المناهض للإسلاموفوبيا”، الأسباب الكامنة وراء هذا القرار، مشيرا إلى أن المنظمة “تعتبر التدابير التي اتخذتها الحكومة بهدف منع الأعمال الإرهابية ومنع أو مكافحة الأعمال التي يعاقب عليها القانون، إجراءات معادية للإسلام”، بحسب تقرير لموقع سكاي نيوز عربية منشور في 25 فبراير 2021 تحت عنوان :”بعد حلها في فرنسا منظمة “إخوانية” تعاود الظهور في بلجيكيا”.

يؤصّل الكاتبان الفرنسيان ألكسندر فال وإيمانويل رازفي في كتابهما “المشروع: استراتيجية الفتح والتسلل للإخوان المسلمين في فرنسا وحول العالم”، لأحد الأسس التي شكلت عصب الإسلاموفوبيا في شقيها الآتي من المجتمع الغربي، والآخر الذي يرجح أن التيارات الإسلامية كانت سبباً فيه، وهو “العزلة” بوصفها أحد المفردات التي كانت محور الشك الأوروبي خصوصاً فرنسا، وأحيائها المهمشة التي تصنف كأحد مصانع التطرف فيما بعد، بفعل عدد من المؤثرات. وذكرا أن المنظّر الرئيس لفكرة العزلة كان الداعية المصري يوسف القرضاوي، الذي يقولون، إنه وإن كان يؤيد شكلاً الحوار مع غير المسلمين، فإنه في المضمون يدعو إلى الفصل بين المسلمين الذين يعيشون في أوروبا والحضارة الأوروبية، ويدعو لأن “يكون للمسلمين مجتمعاتهم الصغيرة ضمن المجتمع الكبير، وإلا ذابوا فيه كالملح في الماء”.

واقع الإسلاموفوبيا في سويسرا

قالت صحيفة “إندبندنت” في تقرير أعده صامويل أوزبورن، في 4 أبريل 2021، إن النساء المسلمات يشعرن بالخوف بعد التصويت السويسري على منع ارتداء النقاب في الأماكن العامة. اعتبر مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة أن ذلك تقييد جائر لحريات أساسية. وقال في بيان “لا ينبغي إجبار النساء على تغطية وجوههن. وفي الوقت نفسه، فإن الحظر القانوني على تغطية الوجه سيحد دون داعٍ من حرية المرأة في إظهار دينها أو معتقداتها، وسيكون له تأثير أوسع على حقوق الإنسان الخاصة بهن” بحسب ما نشره موقع الحرة الأمريكي في 19 مارس عام 2021، تحت عنوان ” صورة الإسلام ستظل مقيدة بسلوك المسلمين”.

ويعيش في سويسرا حوالي 380,000 مسلم، أي ما يمثل 5 في المئة من تعداد السكان، ومعظمهم من أصول تركية ومن البوسنة وكوسوفو، بحسب التقرير ذاته.

**

4 – الإسلاموفوبيا في هولندا و بلجيكا ـ كيف تحولت إلى ورقة سياسية ؟

الإسلاموفوبيا،  مصطلح يستخدم لوصف العداء غير العقلاني أو الخوف أو الكراهية للإسلام والمسلمين والثقافة الإسلامية والتمييز النشط ضد هذه الجماعات أو الأفراد داخلهم. اليوم ، تتجلى ظاهرة الإسلاموفوبيا في أوروبا من خلال المواقف والسلوكيات الفردية وسياسات وممارسات المنظمات والمؤسسات. الإسلاموفوبيا هي “أحد أعراض تفكك القيم الإنسانية” ، وفقًا لمفوض مجلس أوروبا السابق لحقوق الإنسان توماس هامربيرغ – قيم مثل عدم التمييز والتسامح وحرية الفكر والعدالة والتضامن والمساواة. من المفترض أن تكون هذه القيم متأصلة في المجتمعات الأوروبية ؛ إنها قيم بُني عليها الاتحاد الأوروبي ومجلس أوروبا.الإرهاب والتطرف في هولندا و بلجيكا ـ الواقع والمعوقات

الإسلاموفوبيا في هولندا

تمتلك هولندا لها تاريخ طويل مع الإسلام،  لقرون عديدة حكمت أكبر دولة إسلامية في العالم ، إندونيسي، وهذا بدون شك جعل هولندا ربما تكون أكثر فهما الى المسلمين. اليوم ، يبلغ عدد سكان هولندا ما يزيد قليلاً عن 17.1 مليون نسمة ، منهم ما يقرب من خمسة في المائة من المسلمين ، على الرغم من أن عامة الناس يميلون إلى المبالغة في تقدير هذا العدد.

وفقا الى دراسة بعنوان  تصورات المسلمين الهولنديين حول الإسلاموفوبيا ، صادرة في   22 فبراير 2021   باللغة الأنكليزية  تناولها موقع    Taylor Francis  ستنادًا إلى 15 مقابلة متعمقة مع شخصيات من المجتمع المسلم ومسح نظري لـ 102 مشارك من 8 مساجد ، وجد أن التدخلات الوقائية كانت غير مواتية بسبب سوء فهمهم المتأصل للتجربة المعيشية للمسلمين. رأى المشاركون في الاستطلاع وجود تصنيفات سلبية واسعة النطاق ، ورأوا السياسات ليست فقط غير فعالة ولكنها ضارة أيضًا في مناخ من الإسلاموفوبيا المستمرة. في الواقع ، واجه هؤلاء المسلمون الهولنديون مواجهة تحديات التطرف بناءً على مستوياتهم الحالية من رأس المال الاجتماعي والثقافي.عوامل صياغة إستراتيجية أمن قومي ناجحة ـ هولندا

وتعتبر مدينة لاهاي واحدة من “المحاور السلفية” الرئيسية في هولندا ، حيث يُعتقد أن جميع المجتمعات الإسلامية “مسؤولة عن الهجمات “الجهادية” في أماكن أخرى . يُنظر إلى المجتمع الهولندي على أنه يمتلك قلقًا تجاه الإسلام ، وهذا القلق حاضر في وسائل الإعلام والسياسة والتعليم،  ومن خلال وسائل الإعلام في المجتمع الهولندي . يواجه الأطفال المسلمون الصغار التحيز يوميًا من تعرضهم الى إعتداءات لفظية او جسدية. لقد أصبح غرس الخوف من الإسلام أمرًا معتادًا في أوساط المجتمع الهولندي وفقًا للأشخاص الذين .

لفتت مجموعة من العلماء والمحامين  يوم 25 مايو 2019 الانتباه إلى تنامي نزعات الإسلاموفوبيا في هولندا. في كتاب بعنوان Target Mosque [Mikpunt Moskee] ، قام 12 أكاديميًا وخبيرًا قانونيًا بتوثيق مخاوف المجتمع المسلم بشأن الأعمال العدوانية ضد المساجد.  قالت” إنيك فان دير فالك” ، باحثة في جامعة لايدن وأحد المؤلفين: “إن حرية الدين للمسلمين في هولندا تتعرض لضغوط كبيرة.الاندماج في هولندا – تقييم السياسات و البرامج

الإسلاموفوبيا في بلجيكا

الإسلام هو ثاني أكبر ديانة في بلجيكا بعد المسيحية. العدد الدقيق للمسلمين في بلجيكا غير معروف لكن مصادر مختلفة تقدر أن 4.0٪ إلى 7.6٪ من سكان البلاد يعتنقون الإسلام. كان أول حضور مسجل للإسلام في بلجيكا عام 1829 ، لكن معظم المسلمين البلجيكيين هم من الجيل الأول أو الثاني أو الثالث من المهاجرين الذين وصلوا بعد الستينيات.

لقد مرت بلجيكا بالفعل بأكثر من ثلاثة عقود من المناقشات العامة حول اندماج الإسلام نفسه والمسلمين. على الرغم من أنه قد يكون من الصعب تقييم تأثير مثل هذه النقاشات ، إلا أن ما يمكن ملاحظته هو أنها كسرت حواجز ما يمكن أن يقال في الساحة العامة عن الإسلام نفسه والمسلمين. تركز معظم هذه التعليقات على الرؤية العامة للإسلام والممارسات الدينية وأدت إلى قيود حكومية على المسلمين.التقرير السنوي الصادر في18 فبراير2014 عن الإسلاموفوبيا في بلجيكا ، والذي تناولته المفوضية الوروبية على نوقعها الرسمي باللغة الانكليزية ، ان حقوق المسلمين هي نموذج لوحي للجمعيات والأفراد المسلمين تهدف إلى مكافحة التمييز ضد المسلمين في بلجيكا.  اليمين المتطرف في بلجيكا ـ تنامي المخاطر

الطريقة التي تم بها تصوير الإسلام على أنه مشكلة سياسية في بلجيكا وكيف أصبح المسلمون، في إطار السياسيين والمعلقين في وسائل الإعلام كتهديد.  يتم إعادة رسم الصعوبات الاجتماعية والاقتصادية الفعلية التي يواجهها المسلمون (خاصة المنحدرون من أصول تركية ومغربية) على أنها مشاكل ناجمة عن ثقافتهم ودينهم.  تحاول وكالات الدولة تشكيل المنظمة السياسية التي ستمثل المسلمين البلجيكيين ، حيث تتم مناقشة قضية الإسلام بشكل متزايد من حيث “صراع الحضارات” ، وترتبط العلمانية والتنوير في النقاش العام بأوروبا المسيحية.

نتائج 

لاتزال التشريعات البريطانية المناهضة للعنصرية غير كافية للتعامل مع استهداف المسلمين من قبل الجماعات اليمينية المتطرفة. وليس السياسيون اليمينيون فقط هم من يحفزون على الإسلاموفوبيا. فهناك بعض الأحزاب السياسية أيضا تساهم في تأجيج  مشاعرالإسلاموفوبيا . تنامي حدة “الإسلاموفوبيا” في السويد يأتي في وقت تحتاج فيه الحكومة السويدية لسن وتشريعات قوانين صارمة تستهدف الجماعات المتطرفة والعنصرية التي تنشط على الأرض وافتراضيا والتي تحرض على العنف والكراهية تجاه المسلمين.

تلعب وسائل الإعلام دورًا في المشكلة أيضًا. كما احتلت الإسلاموفوبيا معظم مساحة وسائل التواصل الاجتماعي. إذ يتم إعداد نظريات المؤامرة حول ما يسمى بأسلمة أوروبا وتقديمها عبر الإنترنت يومًا بعد يوم. وأصبحت المضايقات والهجمات عبر الإنترنت شائعة جدًا.

تؤدي ظاهرة الإسلاموفوبيا إلى تزايد واستهداف المسلمين والتشجيع على الإقصاء والتمييز ماينتج عنه مخاطر كثيرة تهدد التعايش السلمي في بريطانيا ولسويد. وقد ينتج عنه أيضا  تطرف قسم من الشباب واعتناقهم الافكار المتشددة. وقد يساهم صعود الإسلاموفوبيا بشكل كبير في صعود التيارات الشعبوية وسياسات مناهضة السياسة في القارة الأوروبية. حتى أن النجاحات الانتخابية للأحزاب السياسية اليمينية المتطرفة قد تجبر العديد من الأحزاب السياسية الرئيسية على تبني هذا الخطاب المعادي للمسلمين.

ينبغي على الحكومتين البريطانية والسويدية تحسين سياسات التعامل مع المسلمين  داخل المؤسسات والقضاء على ظاهرة الإسلاموفوبيا داخل المنظمات الحكومية والغير حكومية. كذلك يجب التشجيع على تعيين المزيد من المسلمين في المناصب العليا لضمان التمثيل المناسب ، وخلق “سياسة عدم التسامح مع الإسلاموفوبيا”.

**

على الرغم من السياسات الصارمة التي تبنتها برلين ضد التطرف اليميني وخطاب الكراهية،  فإنه لا يزال هذا النوع من العنف وجرائم الاسلاموفوبيا متكرراً ضد الأجانب والمسلمين.

ينبغى على السلطات الألمانية تحسين مراقبة اليمين المتطرف عبر منح المزيد من الصلاحيات للسلطات للرقابة عبر الإنترنت، و تطبيق برامج متخصصة لحل المشاكل السياسية التي تسببت في تصاعد الحركات اليمينية المتطرفة وخطاب الاسلاموفوبيا.زادت حدة الإسلاموفوبيا في النمسا في ظل الحكومة اليمينية للنمسا، واتجهت الى إظهار الأجانب واللاجئين والمسلمين وكأنهم “فزاعة ” وتحميلهم مسؤولية كافة الظواهر السلبية التي تشهدها البلاد .

لابد أن تتخد الحكومة النمساوية حلول جذرية لوقف ممارسات الحركات المتطرفة العدائية والتى تنشر العنصرية بين افراد المجتمع مع تعزيز الحملات الرامية إلى زيادة الوعى بخطر الإسلاموفبيا وتعزيز الصورة الإيجابية للإسلام مع تشديد الإجراءات ضد بث خطابات الكراهية عبر الانترنت .

**

لايزال هناك خلط كبير بين المسلمين والمتطرفين في فرنسا وسويسرا ويرجع السبب الرئيسي في ذلك إلى اعتماد الجماعات المتطرفة على المنظمات الإسلامية وأبناء الجاليات المسلمة في الدول الأوروبية كواجهة عمل وستار خفي لتغذية التطرف وبالتالي فإن تعامل الحكومات مع المسألة يحتاج إلى فصل دقيق جدا وإبراز الاختلافات الجوهرية، ويظل الأمر مرهونا بمدى قدرة المسلمين في هذه الدول بتقديم صورة تتسم مع القيم المتسامحة والتعاليم الطيبة للدين الإسلامي، سواء من خلال التعامل المباشر أو بالتعبير عن تلك الأفكار بالكتابة أو التصوير أو المشاركات في الفاعليات المختلفة والاندماج في تلك المجتمعات دون غلو في التفكير بشأن معتقدات الآخر وتقبله.

في المقابل يتحتم على الحكومات الأوروبية إعادة النظر في التشريعات الخاصة بمواجهة الإسلاموية كما هو الحال في التعاطي مع الظاهرة الإرهابية لأن كلاهما يمثل خطرا على المجتمع، وضرورة التعامل مع المسلمين باعتبارهم جزء من المجتمع وليسوا مواطنين من الدرجة الثانية.

تظل عملية تغيير الأفكار دائما تحتاج إلى العمل على محورين، الأول هو المواجهة والمحاسبة وذلك يمكن أن يحدث من خلال السلطات الأمنية والقضائية، والثاني هو إعادة التأهيل والدمج في المجتمع، وهو دور لا يقل أهمية عن السابق ويتطلب تضافر جهود الحكومة ومؤسسات المجتمع المدني والثقافي والإعلام، لتقديم الدعم المناسب للأفراد القابلين لذلك وعدم الاكتفاء بمواجهة أمنية فقط أو الاعتماد على أسلوب واحد في التصدي للتطرف أو الإسلاموفوبيا، على حد سواء.

**

يبدو هناك تنامي واسع الى اليمين المتطرف في كل من هولندا وبلجيكا، والمشكلة ان تنامي اليمين المتطرف، غير مقيد ، فهناك مزيد من التعاون والتنسيق والعمل المشترك مابين الجماعات اليمينية المتطرفة. المشكلة تكون اكثر تعقيدا، عندما تكون “الإسلاموفولبا” ورقة سياسية لكسب الأصوات في الانتخابات العامة أو المحلية.يجدر الإشارة الى إن الإسلام السياسي بكل اطيافه ، خاصة الإخوان المسلمين أيضا لهم دور بتضخيم المخاطر،ودفع “الإسلاموفوبيا” الى السطح،  بهدف إستقطاب المسلمين أكثر، لخدمة مصالحهم السياسية.أما إنعكاسات ذلك على المسلمين في هولندا وألمانيا، بدون شك يكون سلبيا، على الاجيال الجديدة من الاختلاط والتعايش السلمي، وتتحول المجتمعات الى “مجتمعات مغلقة”، الحكومات تتحمل ايضا المسؤولية الاكبر،الى جانب منظمات المجتمع المدني وكذلك المجالس الإسلامية.

يتطلب من الحكومة، الكشف عن إرقام الهجرة، وكشف الوجه الإيجابي للمسلمين المهاجرين ومساهماتهم، في بناء المجتمع بالتوازي مع الحد من انشطة اليمين المتطرف، الذي يستغل دائما موضع الهجرة، وينظم الكثر من الحملات الدعائية والترويج للكراهية وتنظيم المسيرات. ماينبغي العمل عليه هو، مراجعة المناهج الدراسية، ويكون هناك مرصد إبلاغ عن حالات “العنصرية” والكراهية  ـ الإسلاموفوبيا، كون هناك ممارسات من قبل الافراد داخل المؤسسات او عامة المواطنين، يتطلب الإبلاغ الفوري وتطبيق قانون العقوبات ـ الغرامات المالية، وفق التشريعات.

**

رابط مختصر….https://www.europarabct.com/?p=79266

*حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات

الهوامش

 Defining Islamophobia Is the First Step Toward Addressing It

https://bit.ly/3s7pQqr

Report reveals shocking extent of Islamophobia in UK healthcare system

https://bit.ly/3GMVDkD

‘Utter neglect’: Government fails to create Islamophobia

https://bit.ly/3GTnaRH

بريطانيا: المسلمون هم الأكثر تعرضا لجرائم الكراهية

https://bit.ly/3dXuBuA

استهداف سيارة أول مسلمة ترأس مجلساً في شمال بريطانيا بقنبلة حارقة

https://bit.ly/3DU7nQA

بعد شكاوى اللاعبين المسلمين في بريطانيا.. دراسة تكشف ارتفاعًا في وتيرة الاعتداءات العنصرية

https://bit.ly/3EVTd2F

تصريحات “إسلاموفوبية” تعيق عمل برنامج بريطاني لمكافحة التطرف

https://bit.ly/3yxMqK0

بوريس جونسون: تعليقات رئيس وزراء بريطانيا بشأن البرقع أعطت انطباعا بعدم تقدير مشاعر المسلمين

https://bbc.in/326YRjY

Islamophobic hate crime. Summary of report 2021

https://bit.ly/3s84gSS

**

BAMF-Forschungszentrum: Neue Studie “Muslimisches Leben in Deutschland 2020” zeigt mehr Vielfalt

https://bit.ly/3Fgwuyl

2020 Report on International Religious Freedom: Austria

https://bit.ly/3mmrnFq

ميركل والإسلام ـ حصيلة 16 عاما من الحوار الصعب!

https://bit.ly/3FsW8Qs

الداخلية الألمانية: تراجع الاعتداءات على المسلمين في البلاد

https://bit.ly/3ssqwa7

البرلمان يرفض مقترحا بتعزيز أمن المساجد ومكافحة الإسلاموفوبيا في ألمانيا

https://bit.ly/3qcBi1p

قانون لمواجهة الكراهية في الانترنت يدخل حيز التنفيذ في ألمانيا

https://bit.ly/30Owk2o

Headscarf ruling puts a target on the backs of Muslim women

https://bit.ly/30MmY7b

Islamophobia in Germany: ‘I am not even seen as a person’

https://bit.ly/3qcB5v9

Report: Austria’s police raids on Muslim activists and academics was state Islamophobia

https://bit.ly/3qfXmsc

**

فرنسا: السلطات تفتح تحقيقا حول شعارات مناهضة للإسلام على جدران مسجد غرب”، ايورو نيوز، 

 https://bit.ly/32eS5sQ

منظمات تطالب بمحاكمة الحكومة الفرنسية لدعمها “الإسلاموفوبيا”، سبوتنيك عربي، 

 https://bit.ly/3yPn22t

“الإسلاموفوبيا” فخ غربي أم صناعة إسلامية؟

https://bit.ly/3ec1kw6

إندبندنت: المسلمات في سويسرا خائفات من زيادة الإسلاموفوبيا

https://jisrtv.com/

الإسلاموفوبيا: رئيس الأركان الفرنسي يدعو جنودا وقعوا على خطاب يتعلق بالحرب الأهلية للاستقالة

https://bbc.in/3FhSHvT

**

 

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...