الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

مصر والإرهاب .. هل وضعت الحرب أوزارها ؟ “2-4”

مصر ومكافحة الارهاب
ديسمبر 17, 2021
الباحث إيهاب نافع

الباحث إيهاب نافع

المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات ـ المانيا  و هولندا

إعداد : إيهاب نافع – باحث في شؤون الجماعات المتطرفة 

تعمير وتنمية سيناء وسيلة القاهرة لحفظ الأمن القومي ومواجهة التكفيريين

التحالف مع القبائل وفر المعلومات وساعد في استسلام مفتي داعش

مصر والإرهاب .. هل وضعت الحرب أوزارها ؟ “2-4”

تعيش الدولة المصرية هذه الأيام إعلانا عمليا لانتصارها على الإرهاب الأسود الذي ظل يمثل أحد أكثر التحديات التي تواجهها منذ ثورة الثلاثين من يونيو، حين اصطفت القوات المسلحة مع جموع المصريين وتصدت لجماعة الإخوان، وللتيارات المتطرفة التي سعت للانتقام لإسقاطها عبر إعلان الحرب على الدولة من خلال ممارسة أعمال العنف من خلال تشكيل جماعات ولجان نوعية لممارسة أعمال العنف، والجرائم الإرهابية المنظمة، والعشوائية، بجهد ذاتي تارة، وبمعونة ومساعدة خارجية تارة أخرى، إذ وصلت ذروة العمليات الإرهابية عام 2015 بـ (594) عملية إرهابية[1]، وهو الأمر الذي واجهته الدولة المصرية عبر عدة مسارات منها المواجهة الأمنية والعسكرية، والمواجهة الفكرية، ثم بالمواجهة بالتنمية والتعمير.

مواجهة الإرهاب بالتنمية

مسار المواجهة الأمنية والعسكرية خاضت فيه مصر معركة قوية وقدمت خلاله تضحيات كبيرة من أبنائها في الجيش والشرطة، بينما المسار الآخر الأبرز في الوقت الراهن هو مسار التعمير والتنمية، وهو المسار الذي خاضت فيه مصر شوطا كبيرا وبدأته منذ العام الأول للرئيس السيسي في الحكم في 2014م، إذ وجه بالمضي قدما في عدة مشاريع تنموية كبرى في سيناء يأتي في مقدمتها مشروعات الربط الحيوي بين سيناء والدلتا عبر شبكة أنفاق فضلا عن إقامة مشروعات تنموية كبرى من خلال تخصيص نحو 600 مليار جنيه لإحداث دفعة قوية للنشاطات الاقتصادية وعمليات الإعمار، وهو ما شمل تفادى سلبيات غياب التنمية التي وقعت فيها الحكومات السابقة، واللجوء للإعمار والتنمية في سيناء كخيار استراتيجي وكجزء من نظريات الدفاع والأمن القومي عن سيناء في مواجهة كافة المخاطر سواء المرتبطة بمكافحة الإرهاب أو الأمن القومي المصري بمفهومه الواسع، وهو الأمر الذي يعكس التحولات الكبيرة التي جرت على أرض سيناء في الست سنوات الأخيرة بالفعل[2].

عملية تنمية سيناء أحدثت تغيرات جذرية طالت بنيتها التحتية سواء من جانب ربطها بالوادي والدلتا عن طريق شبكة أنفاق تمتد تحت مياه قناة السويس، يُكملها شبكة جديدة كُليًا من الكباري والطُرق تجرى على رمالها لربط أواصرها، بالإضافة إلى محطات عدة لتحلية مياه البحر لتوفير مياه تخدم الأغراض التنموية وتُمهد لاستقبال سُكانها الجُدد، وتزامن مع ذلك إنشاء عدد من محطات الطاقة المُتجددة.

الحكومة نفذت في هذا الإطار 18 مشروعًا متنوعا في شمال سيناء ومن بين المشروعات القومية الكُبرى نجد مدينة رفح الجديدة التي يجرى تنفيذها بتكلفة 1.38 مليار جنيه، يُضاف إلى ذلك في القطاع الصناعي مشروع إنشاء مجمع مصانع الرخام بمنطقة جفجافة كما يُنفذ على أراضي جنوب سيناء 38 مشروعًا بنفس التنوع السابق، بداية من المشروعات العملاقة كإنشاء مطار رأس سدر الدولي بتكلفة 3 مليارات جنيه، وتطوير المناطق الخطرة مثل منطقة الرويساوت بتكلفة 317 مليون جنيه، وصولًا إلى القطاع الصحي الذى حظى بتطوير مُستشفى أبو رديس، بتكلفة 70 مليون جنيه، فضلا عن مشروع مصر السياحي والديني الجديد في منطقة سانت كاترين بجنوب سيناء تحت مسمى “التجلي الأعظم” [3].

كانت هيئة قناة السويس تقدمت في عام 2014 بخطة لتطوير محور قناة السويس والتي اشتملت على بناء قناة جديدة موازية لقناة السويس القديمة لتسهيل حركة الملاحة في القناة، وحفر عدد من الأنفاق أسفل القناة، وإنشاء وادى للتكنولوجيا الذى يرتبط بالإسماعلية وقنطرة شرق وقنطرة غرب، وإنشاء عدد من الكباري العائمة بهدف زيادة دخل البلاد من العملة الصعبة، وزيادة الطلب على القناة كممر ملاحي عالمي من خلال زيادة قدرتها الاستيعابية لتصل إلى 97 سفينة بحلول عام 2023 وتقليل تكلفة الرحلة الملاحية، فضلاً عن جعل مصر مركز تجارى ولوجيستى عالمي وقدرت تكلفتها بـ60 مليار جنيه مصري بما يعادل بـ٨,٢ مليار دولار.

تم حفر أنفاق قناة السويس أو التى تُعرف أيضًا بأنفاق سيناء الجديدة والبالغ عددها خمس أنفاق على مرحلتين، إذ افتتحت المرحلة الأولى منها مايو 2019 عقب الانتهاء من حفر أنفاق تحيا مصر بالإسماعلية وأنفاق 3 يوليو ببورسعيد خلال ثلاث سنوات بدءً من يوليو 2016 حتى مايو 2019، كما تم افتتاح المرحلة الثانية بانتهاء نفق الشهيد أحمد حمدي 2 بالسويس نهاية سبتمبر 2021، والذي استغرق تنفيذه 28 شهرًا، وهو ما يؤدى بدوره إلى تسهيل حركة التجارة داخل وخارج البلاد، وعلاوة على ذلك، تم إنشاء خمسة كباري عائمة، ومنها كوبرى الشهيد أحمد منسي بالإسماعلية، والشهيد أبانوب جرجس بالقنطرة، وطه زكي بسرابيوم وكوبرى الشهيد عمر الشبراوي بالشط بالسويس والنصر ببورسعيد[4]، وذلك تخليدا لذكرى شهداء الحرب على الإرهاب في سيناء.

عودة أبناء قرى الشيخ زويد

مصر لم تقف عند حاجز التنمية في عموم سيناء وحدها بل مارست أعمال إعادة الإعمار في جبهة المواجهة الرئيسية في منطقة مثلث رفح العريش الشيخ زويد التي ظلت حتى وقت قريب تمثل الجيب الأخير للجماعات الإرهابية في سيناء، والأمر الذي اضطر الجيش المصري لإخلاء عدد من القرى في جنوب الشيخ زويد قبل عامين منها قرى الظهير، ابو العراج، العكور، وابو رفاعي، وتجمعات الهبيدي ابو فرج والاقرع، الشلاق، وإعادة أبناء هذه القرى لمنازلهم مرة أخرى وسط حالة من الاستنفار العام في كافة أجهزة الدولة من قوات مسلحة وأجهزة محلية معنية بخدمات المياه والكهرباء والصحة والزراعة والتعليم والأوقاف[5]، إذ نفذ محافظ شمال سيناء ومسئولي مدينة الشيخ زويد كافة أوجه الرعاية من حيث إعادة حصر الأراضي الزراعية بالكامل مرة أخرى عن طريق لجنة حصر، باستخدام الأجهزة الحديثة، ومعاينة المنازل التي تضررت في مختلف القرى، مع زيادة قيمة التعويضات بنسبة ٥٠٪، بدلا من ٢٥٪ على قيمة التعويضات المقدرة، ومشددا على أنه لن يضار أي مواطن، وأن مدينة الشيخ زويد ستشهد عددا من المشروعات التنموية الكبرى، في شتي القطاعات، وعلي راسها قطاعي الطرق والإسكان.

ولتعلن الدولة ضمنيا الانتصار بالتعمير على الإرهاب في سيناء، وأن مؤسسات الدولة تسابقت لتعمير قرى الشيخ زويد، والأهالي يستأنفون زراعة أراضيهم بالقمح والشعير والزيتون.. ولجان حكومية توفر احتياجات الأهالي[6].

انتصار متعدد الأوجه

وهكذا تبدو الدولة المصرية منتصرة في معركتها مع الإرهاب من عدة أوجه مجتمعة فميدانيا استطاعت أن تجتث الإرهاب من جذوره عبر معركة ميدانية شديدة الشراسة والقوة انتهت بالوصول للقضاء على كافة الجماعات الإرهابية في سيناء، فضلا عن الدخول في مرحلة جديدة تمثلت في التعاون مع اتحاد قبائل سيناء. الأمر الذي ساعد في أمور من بينها توافر خريطة معلوماتية مكثفة عن مناطق تواجد بقايا الجماعات الإرهابية، فضلا عن استسلام بقايا تلك الجماعات المتطرفة أنفسهم للدولة، ومن ذلك استسلام عناصر من بينها في الخامس من كانون الأول/ديسمبر، أن أعلن “اتحاد قبائل سيناء” قتل اثنين من عنصرين تكفيريين في عملية مشتركة مع الجيش المصري، وجاءت هذه الحادثة في أعقاب نجاحات أخرى بلغت ذروتها مع استسلام القيادي في داعش محمد سعد المكنى بـ”أبي حمزة القاضي” في أيلول/سبتمبر، والقيادي التكفيري كان يشغل منصب أمير الدعوة ورئيس المحكمة الشرعية للعناصر المتطرفة، والمفتي الرئيسي لتنظيم “داعش” في القضايا المصيرية والعمليات التي يريد التنظيم القيام بها، “كالهجوم على مسجد الروضة بمنطقة بئر العبد بشمال سيناء، والإفتاء بقتل واستهداف السائقين بمصنع الإسمنت والكثير من الجرائم التي ارتكبها الإرهابيون كانت بفتواه شخصيا، وسافر سابقا إلى سوريا والتحق بتنظيم “داعش” ومكث هناك عاما، وتم تكليفه من التنظيم بالعودة إلى سيناء.

وهكذا التعاون العسكري الموسّع بين القاهرة والقبائل في سيناء أدّى دوراً حاسماً في إضعاف الوجود الإرهابي، وهو ما يعني أن مصر استخدمت القوة العسكرية، والتعاون مع القبائل، في القضاء على التكفيريين في سيناء، ثم إعادة تأهيل التجمعات السكانية التي جرى إخلائها في مناطق المواجهة معهم، كل هذا بالتوازي مع عمليات الإعمار والتنمية المتكاملة لسيناء عبر خمسة أنفاق لربط سيناء بالدلتا، لتصبح هناك ستة شرايين رئيسية تسهل التواصل العرضي، فضلا عن إنشاء مجموعة كبيرة من الطرق والكباري التي خلد بها أسماء شهداء المعارك البطولية للجيش مع الإرهاب في سيناء.

رابط مختصر ..https://www.europarabct.com/?p=79166

 

*حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات

الهوامش

[1]  – هل اجتازت مصر السنوات “السبع العجاف” في مواجهة الإرهاب؟، دراسة للباحث، منشورة في موقع مركز المسبار، ويمكن مراجعة الدراسة من خلال الرابط التالي: https://2u.pw/wdVFZ

[2] – سيناء.. رؤية جديدة للتنمية، المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، بوابة الأهرام، ويمكن مطالعة الدراسة منشورة عبر الرابط التالي: https://2u.pw/MjCNv

[3] – المصدر نفسه

[4] – أنفاق سيناء الجديدة.. آفاق للتنمية الاقتصادية وتعزيز الوجود الأمني، اليوم السابع، ويمكن مراجعته عبر الرابط التالي: https://2u.pw/p7vZn

[5] – محافظ شمال سيناء: توفير كل الخدمات بقرى الشيخ زويد، المصري اليوم ، ويمكن مطالعة الخبر عبر الرابط التالي: https://2u.pw/ufVyb

[6] – موقع اليوم السابع، موضوع بعنوان التعمير ينتصر في سيناء، ويمكن مراجعته عبر الرابط التالي: https://2u.pw/8FdRm

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...