الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

جيش أوروبي موحد ـ هل أوروبا قادرة على تشكيله، وهل سيكون بديلا للناتو ؟بقلم جاسم محمد

أوروبا
سبتمبر 02, 2021

المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات ـ المانيا  و هولندا  ECCI   

إعداد : جاسم محمد ، باحث في الأمن الدولي والإرهاب

جيش أوروبي موحد ـ هل أوروبا قادرة على تشكيله، وهل سيكون بديلا للناتو ؟

تأتي الأصوات من داخل دول أوروبا ت الاتحاد الأوروبي الى ضرورة ايجاد قوة عسكرية سريعة التدخل، ممكن ان تتدخل عسكريا في مناطق النزاع الاقليمي والدولي من شأن دعم القرار الأوروبي. تهدف الخطة التي تحظى بدعم نحو 14 دولة عضو لتعزيز القدرات العسكرية للاتحاد الأوروبي، في إطار مراجعة استراتيجيته الشاملة التي سيتم التوافق عليها عام 2022، وفقا لموقع “ميدل إيست”. وقال المسؤول الأوروبي: “ما نود القيام به الآن، ولأن العديد من الدول أيدت الفكرة، هو محاولة معرفة ما إذا كان بإمكاننا إجراء تدريب مسبق لـ5 آلاف شخص إضافة إلى عنصر جوي وربما بحري أيضا”. وأضاف: “ما في ذهننا هو أن نكون قادرين على نشر قوة التدخل هذه بسرعة في حال كان لديك على سبيل المثال حكومة شرعية في دولة ما تخشى احتمال سيطرة مجموعة إرهابية عليها”.

وزراء الخارجية والدفاع بالاتحاد الأوروبي يتبنون سياسة دفاعية مشتركة جديدة، حسبما أكدت مصادر دبلوماسية متعددة. ومن أساسيات هذه السياسة، إنشاء قوات مشتركة تتألف من آلاف الجنود للاستجابة السريعة في حالة نشوب أي أزمات. ومع ذلك، حذر من أن مصداقية التكتل في المنطقة لا تزال تخضع للتدقيق في أوكرانيا. ومن المكونات الرئيسية للسياسة الدفاعية الجديدة، إنشاء قوات مشتركة تتألف من 5 آلاف جندي للاستجابة السريعة في حالة نشوب أي أزمات.

ياتي موضوع تشكيل جيش أوروبي موحد، ضمن طموحات اوروبا، القومية بتامين امنها القومي في اعقاب خروج بريطانيا من الاتحاد، وفي اعقاب تهديدات ادارة ترامب، برفع الحماية في حالة عدم تصعيد دول اوروبا الى انفاقها العسكري.

في محاولة أوروبية للتقليل من الإعتماد على الولايات المتحدة على الصعيد العسكري، وقعت أكثر من 20 دولة من الإتحاد الأوروبي بينها ألمانيا وفرنسا يوم 13 نوفمبر 2017 على ميثاق للدفاع ودمج التخطيط العسكري وتطويرالأسلحة والعمليات العسكرية بهدف خلق عهد جديد من التكامل العسكري على الصعيد الأوروبي لتدعيم وحدة الإتحاد وجعله أكثر تماسكا في التعامل مع الازمات الدولية، في أعقاب قرار بريطانيا الخروج منه.

وسبق ان اتهم وزير الدفاع الأمريكي ، الرئيس الروسي فلاديمير، بأعمال تلحق «أذى» بالآخرين على الصعيد العالمي، مؤكدا أن التزام بلاده حيال حلف شمال الأطلسي ثابت لا يتزعزع. وقال أمام طلاب فى ألمانيا أثناء احتفال بالذكرى السبعين لخطة مارشال لإعادة إعمار أوروبا التي مزقتها الحرب العالمية الثانية، إن روسيا اختارت تحدي نظام «الأمن والسلام» في مرحلة ما بعد الحرب.

وأكد استمرار دعم الولايات المتحدة  لتعزيز حلف الأطلسي بمواجهة روسيا في الشرق. وقال، إن ترامب طلب زيادة كبيرة من أجل «مبادرة الاطمئنان الأوروبية»، من 3,4 مليارات دولار العام الماضي 2016  إلى 4,8 مليارات دولار العام الحالي. وأوضح ماتيس، «بعيدا عن أقوال الصحف، يمكنك أن تحكم على أمريكا من خلال هذه الأعمال».

تسعى دول الاتحاد الأوروبي خلال الفترة الحالية الى انعاش الاتحاد واظهاره اكثر تماسكا، ذلك ، بتعزيز التعاون في مجال سياسات الامن والاستخبارات والدفاع، لمواجهة تحديات باتت غير تقليدية عبر الجبهة الشرقة الى جانب تهديدات المقاتلين الاجانب من الداخل وموجات اللاجئين. وفي وقت سابق دعا رئيسا حكومتي المجر وتشيكيا الى انشاء جيش اوروبي مشترك، وذلك خلال لقاء عقداه في وارسو مع المستشارة الالمانية انغيلا ميركل ونظيريهما البولندي والسلوفاكي. وقال رئيس الحكومة المجرية فيكتور اوربان “علينا ان نعطي الاولوية للامن والبدء ببناء جيش اوروبي مشترك”. وبدت ميركل موافقة على هذا الطرح الا انها اكتفت بالتعليق بشكل عام قائلة “ان الامن مشكلة اساسية وعلينا ان نقوم معا بالمزيد في مجالي الامن والدفاع”.

من جهته دعا رئيس الحكومة التشيكية في وقت سابق  الى الدفاع بشكل افضل عن حدود منطقة شنغن معتبرا ان المطلوب ليس تعزيز التعاون ضد الارهاب فحسب بل ايضا “اجراء نقاش حول امكانية انشاء جيش اوروبي مشترك” واتخذت بولندا مضيفة الاجتماع الموقف نفسه.

وطالب زعيم الحزب الحاكم في بولندا ياروسلاف كاتشينسكي بادخال اصلاحات على الاتحاد الاوروبي تمهيدا لانشاء كونفدرالية دول-امم مع رئيس يكلف بقيادة قوة عسكرية مشتركة قوية. وكرر رئيس الحكومة البولندية المحافظة بياتا سزيدلو   ان اوروبا بحاجة لاصلاحات لكي يصبح الاتحاد الاوروبي اكثر قوة واكثر قابلية للتطور، مطالبا في الوقت نفسه بان تجعل هذه الاصلاحات الاوروبيين يشعرون “بانهم اسياد الاتحاد الاوروبي”.

وقالت المستشارة الألمانية السابقة، ميركل في هذا الاطار “ان البريكست ليس حدثا عاديا انه يشكل منعطفا في تاريح الاتحاد الاوروبي لذلك يتوجب علينا اعداد رد حذر” على هذا التطور. وتتعارض نظرة المانيا التي تؤيد قيام اوروبا فيدرالية مع دعوات الاعضاء الجدد لكونفدرالية دول امم.

ما هي حاجة الاتحاد الأوروبي إلى إنشاء جيش خاص 

تطرقت صحيفة “أرغومينتي أي فاكتي” إلى ما يطرحه الخبراء من أن الاتحاد الأوروبي يريد إنشاء جيش خاص به، مشيرة إلى أن دول الاتحاد لا تريد زيادة تمويل قواعد الناتو وعديده.
جاء في مقال الصحيفة: يعتقد الخبراء أن الاتحاد الأوروبي ينوي إنشاء جيش خاص به، لأنه لا يريد تلبية الطلبات بزيادة نسبة تمويل قواعد الناتو وعديد وحداته. كما أفادت  صحيفة “تايمز” البريطانية،  إلى أن أعضاء الاتحاد قرروا العودة إلى هذا الموضوع بعد قرار بريطانيا الانسحاب من الاتحاد. وقد بادر رئيس الوزراء التشيكي بوغوسلاف سوبوتكا بطرح هذه القضية، التي طرحها قبله سياسيو ألمانيا وإيطاليا.

الناتو في أوروبا

يعتقد خبراء روس أن أحد الأسباب الرئيسة لإنشاء جيش أوروبي، هو مطالبة الناتو بزيادة عديد الوحدات القائمة، التي تتألف في غالبيتها من الأمريكيين، وزيادة تمويلها. وقد برزت فكرة إنشاء جيش خاص بالاتحاد الأوروبي في تسعينيات القرن الماضي بعد تفكك يوغوسلافيا، وعادت إلى الظهور ثانية عام 2015، عندما أعلن رئيس المفوضية الأوروبية جان-كلود يونكر عن حاجة أوروبا إلى جيش خاص بها، كتلميح إلى روسيا بأن القارة العجوز ستبذل كل ما في وسعها لحماية قيمها، مؤكدا أنه الأوان لكي تصبح أوروبا قوية، ومشيرا في الوقت نفسه إلى أن هذا الجيش لن ينافس الناتو.

بيد أن هذه الفكرة آلمت الأمريكيين، فقد أعربت مندوبة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة عن أسف بلادها لعدم اشتراك مجموعات قتالية أوروبية في المعارك الحربية. وبحسب قولها، فالولايات المتحدة في انتظار إجراءات فعالة من جانب شركائها في أوروبا، للتفاعل مع النزاعات، وزيادة النفقات الحربية والمشاركة في المعارك الخاصة بحماية “المصالح الأمنية المشتركة “. كما ذكرت أن الولايات المتحدة تساهم بحصة الأسد في ميزانية الناتو، الذي يبقى “بحسب قولها” الضمانة الرئيسة للاستقرار والأمن. ويذكر أن بريطانيا، التي وقفت ضد إنشاء جيش أوروبي، تؤيد وجهة النظر هذه.

و دعاد رئيس وزراء التشيك هذه القضية من جديد. وقال: “لقد أدركت حتى بلدان وسط أوروبا أنه لمواجهة موجات تدفق اللاجئين، فإن من الضروري أن تكون الحدود الداخلية لأوروبا تحت حراسة أفضل. وهذا يعني أننا لن نتمكن من عمل ذلك على المدى البعيد من دون جيش أوروبي”.

أما أليكسي موخين، رئيس مركز المعلومات السياسية، فيعزو بروز فكرة إنشاء جيش ذاتي للاتحاد الأوروبي إلى ضغط الولايات المتحدة على الاتحاد بهدف نشر قواعد جديدة للناتو في الأراضي الأوروبية. ويشير موخين إلى أن الرئيس الامؤيكي السابق “باراك أوباما طلب قبل ترامب من الاتحاد الأوروبي زيادة تمويل القواعد الموجودة في أوروبا. وردا على هذا بالذات، بدأ الحديث عن إنشاء جيش أوروبي لموازنة قواعد الناتو؛ لأن الأوروبيين يدركون أنه من الأفضل أن تخصص هذه النفقات لجيشهم وليس لجيش غريب، إذ عندما نتحدث عن قواعد الناتو، فإننا نعني القوات الأمريكية، وهذا ما تؤكده قاعدة “رامشتاين” في ألمانيا”.

ويضيف  أليكسي موخين: عندما أصبح واضحا أن الحضور الأمريكي سيزداد، ما سيتطلب زيادة النفقات المالية، فإن فكرة إنشاء جيش أوروبي ذاتي أصبحت أكثر وضوحا، ذلك على الرغم من أن تنفيذها يحتاج إلى وقت طويل، و”يظهر لي أن الاتحاد الأوروبي يحتاج إلى 5-10 سنوات لتنفيذ هذه الفكرة. ولكن ليس لديه هذا الوقت”. وبحسب رأيه، فإن إنشاء هذا الجيش سيزيد من اختلال التوازن في الاتحاد.

أما النائب الأول لرئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الاتحاد فلاديمير جباروف، فيقول: “نحن نعلم أن العمود الفقري لهذا الجيش سيكون ألمانيا. وهذا يثير مخاوف كبيرة، لأن  ميركل تدعو إلى وحدة أوروبا. وتعدُّ ألمانيا حاليا المانح الرئيس للاتحاد الأوروبي، حيث تعتمد عليها البلدان كافة، وعندما يظهر الجيش ماذا سيحصل؟ أعتقد أن هذه الفكرة لن تبصر النور، لأن دافعي الضرائب لن يرغبوا بتمويلها”. كما أن الناتو سيعمل من أجل المحافظة على نفوذه في أوروبا.

ان فكرة انشاء جيش اوروبي ربما جائت بسبب عدم رغبة وقدرة دول اوروبا من تلبية طلبات واشنطن بتحقيق زيادة تمويل قواعد الناتو وعديد وحداته، تحاول اوروبا من فكرة تشكيل جيش اوروبي هو لسد الثغرات الامنية، امام تصاعد تهديدات الجماعات المتطرفة وتنظيم داعش، وكذلك من اجل مسك الحدود الداخلية والخارجية لدول اوروبا. ومن المحتمل ان يشكلا الجيش الالماني والفرنسي العمود الفقري الى دول الاتحاد الاوروبي في اعقاب خروج بريطانيا.

ماتريده دول أوروبا، هو ان يكون لها دور في النزاعات الإقليمية والدولية، بعد ان أدركت جيدا، ان دورها ضعيف ، وان دورها السياسي، لايمكن ان يكون قويا بدون وجود قوة عسكرية وأمنية داعمة الى القرار الأوروبي.

 

رابط تحديث يوم 02.09.2021 ..https://www.europarabct.com/?p=77138

رابط تحديث يوم 22.03.2022   https://www.europarabct.com/?p=77138

*حقوق النشر محفوظة للمركز الاوروبي لدراسات مكافحة الارهاب والاستخبارات

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...