الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

أمن دولي ـ العلاقة بين موسكو و برلين في ظل إدارة بايدن، نورد ستريم 2

أمن دولي ـ العلاقة بين موسكو و برلين في ظل إدارة بايدن
سبتمبر 03, 2021

أمن دولي ـ العلاقة بين موسكو و برلين في ظل إدارة بايدن، نورد ستريم 2

المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات ـ المانيا  و هولندا

 إعداد وحدة الدراسات والتقارير “8”

عانت العلاقات عبر الأطلسي في عهد الرئيس السابق “دونالد ترامب” وكان كل من المستشارة الألمانية  الألمانية “أنجيلا ميركل والرئيس الأمريكي”جو بايدن” حريصين على إظهار أن العلاقة كانت في تحسن خلال فترة وجودهما معًا. وعلى الرغم من الود ، كانت بعض الخلافات واضحة. حيث كرر بايدن مخاوفه بشأن إنشاء خط أنابيب نورد ستريم 2 من روسيا إلى ألمانيا، وذلك قبل الوصول إلى اتفاق مع برلبن بشأنه. كما مرت العلاقة بين المستشارة الألمانية  الألمانية “أنجيلا ميركل” والرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” ببعض الأوقات العصيبة لاسيما بعد الهجوم بغاز الأعصاب الذي تعرض له معارض الكرملين “اليكسي نافالني”.

العلاقة الاستثنائية و التاريخية بين برلين و موسكو -أمن دولي 

لم تبدأ العلاقة الألمانية – الروسية فقط منذ أن اختار الرئيس السوفييتي ميخائيل غورباتشوف سياسة الانفتاح وذهاب ألمانيا إلى الوحدة، بل هي أبعد من ذلك، وعبّر عنها بوضوح نهج المستشار الألماني الأسبق فيلي (ويلي) برانت (1969 – 1974)، الذي حوّل الحرب الباردة إلى فرص تعاون بين الطرفين من خلال سياسة الحوار مع أوروبا الشرقية وموسكو. تسارع وتيرة “سياسة الحوار” خلال السنوات الماضية بين برلين وموسكو، بدل التصادم، ردّها المؤرخ مارتن أوست إلى ما أطلق عليه مصطلح “العامل الأميركي”، فـ”انتقاد أميركا والرأسمالية يضفي طابعاً رومانسياً على تقارب الطرفين”.

منذ عام 2005، تواجه ميركل وبوتين، اللذان يتحدث كل منهما لغة الآخر، في كثير من المواضيع، من أوكرانيا إلى سوريا مروراً بالهجمات الإلكترونية التي نسبتها برلين إلى موسكو وعملية تسميم المعارض أليكسي نافالني الذي عولج في مستشفى في برلين. لكن رغم ذلك، لم ينقطع الحوار تماماً بين هذين السياسيين المحنكين اللذين يفصل بينهما كل شيء، باستثناء ماضيهما المشترك على الجانب نفسه من الستار الحديد.

عبّر فلاديمير بوتين في عام 2016 عن احترامه لميركل، وقال: «أنا أثق بها، إنها شخص منفتح جداً»، معتبراً أن الزعيمة «تبذل جهوداً صادقة لحل الأزمات». لكن ميركل لم تردّ المجاملة. حتى إنها عبّرت عن استيائها  بعد قضية تجسس جديدة نُسبت إلى روسيا. وقالت: «أستطيع أن أقول بصراحة إن هذا يؤلمني. أحاول كل يوم بناء علاقة أفضل مع روسيا، ومن ناحية أخرى، هناك دليل لا يمكن دحضه على أن القوات الروسية هي التي تقوم بذلك». أمن دولي 

معضلات تؤثر في العلاقة بين موسكو و برلين.. ملفات التجسس و حقوق الانسان في الواجهة

أعلن القضاء الألماني في 11 اغسطس 2021 توقيف مواطن بريطاني موظف في سفارة المملكة المتحدة في برلين، بشبهة التجسس لحساب روسيا. وأوضحت النيابة العامة الفدرالية المكلفة قضايا التجسس أنها تشتبه في أن الرجل الذي قدم على أنه (ديفيد س.) نقل في مناسبة واحدة على الأقل “لممثل لأجهزة الاستخبارات الروسية” وثيقة “حصل عليها في إطار عمله في السفارة”. وأشارت إلى أن توقيفه أتى نتيجة تعاون مع السلطات البريطانية.  وأضافت النيابة العامة في بيان “حصل المتهم في مقابل نقل المعلومات على مبلغ مالي نقدي لم تحدد قيمته”.

تأتي القضية أيضا في ظل توتر العلاقات بين روسيا وألمانيا إثر ملفات عديدة بما فيها تسميم معارض الكرملين أليكسي نافالني، الذي خضع للعلاج في برلين بعد تعرّضه لعملية تسميم كادت تودي به. كما طُرد العديد من الدبلوماسيين الروس المتهمين بالتجسس في الأشهر الأخيرة من بلغاريا وهولندا والنمسا وفرنسا وجمهورية التشيك. في كل مرة، كانت روسيا ترد بالمثل، منددة بالاتهامات التي لا أساس لها من الصحة قائلة إنها تنم عن “الكراهية لروسيا”. ووجّه مدّعون ألمان في فبراير 2021 اتهامات رسمية بالتجسس لألماني يشتبه بأنه زوّد أجهزة استخبارات روسية بمخططات هندسية لمقر البرلمان في 2017. واتّهمت ألمانيا روسيا مرارا بشن هجمات إلكترونية ضدّها.الإستخبارات الروسية و الألمانية علاقات حميمة و تأريخ طويل من الجوسسة وتصفية العملاء

زيارة ميركل إلى روسيا.. الأسباب و التطلعات -أمن دولي 

وصلت المستشارة الألمانية إلى موسكو في 20 اغسطس 2021، في “جولة وداع” قبل نهاية ولايتها التشريعية. و أهم رسالة تريد ميركل إرسالها تكمن في “مواصلة الحوار مع روسيا مهما كانت الخلافات عميقة”. حثّت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل من العاصمة الروسية موسكو على مواصلة الحوار بين البلدين رغم التوترات السياسية الهائلة التي شهدتها العلاقات الثنائية في السنوات الأخيرة. وقالت المستشارة عقب وصولها إلى موسكو، في آخر زيارة رسمية لها كمستشارة: “يسعدني أن نلتقي مرة أخرى هنا في الكرملين، ربما في زيارة وداع، ولكن أيضا زيارة عمل… حتى لو كانت لدينا خلافات عميقة اليوم، فإننا نتحدث مع بعضنا البعض، ويجب أن يستمر ذلك على هذا النحو”. من جهته، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الاتصالات مع المستشارة بما فيها الاتصالات الهاتفية، كانت “دائما مكثفة”، مشددا على دور ألمانيا كـ “شريك تجاري مهم” لروسيا.

  • مشروع نورد ستريم 2

المشروع يضم بناء خط أنابيب غاز بسعة 55 مليار متر مكعب سنويًا من الساحل الروسي عبر بحر البلطيق إلى ألمانيا. وتقوم شركة “نورد سترريم 2 أي.جي” بإنجاز هذا المشروع مع المساهم الوحيد – وهو شركة غازبروم الروسية. ويقوم الشركاء الأوروبيون، شركات “رويال داتش شيل” و”أو.إم.في” و”إنجي” و”يونيبر” و”ونترشيل”، بتمويل هذا المشروع إجمالاً بنسبة 50 في المائة، أي ما يبلغ حوالي 950 مليون يورو لكل منها. وتعارض الولايات المتحدة بشدة المشروع حيث تروج للغاز الطبيعي الأمريكي المسال في الاتحاد الأوروبي. وفرضت واشنطن عقوبات على مشروع “نورد ستريم 2” ، وطالبت الشركات المساهمة بالتوقف على الفور عن مد خط الأنابيب. وفي هذا السياق، أعلنت شركة “أولسيز” السويسرية على الفور تقريبًا تعليق العمل.

لكن بعد إعلان واشنطن وبرلين في 20 يوليو 2021 ، التوصل إلى اتفاق بشأن خط أنابيب غاز نورد ستريم 2 الهادف الى ربط ألمانيا وروسيا، نشرت لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الأوكراني بيانًا من ثلاث صفحات دعت فيه الولايات المتحدة وألمانيا والاتحاد الأوروبي إلى وقف مشروع خط الأنابيب، الذي وصفته بـ”غير مقبول”. أوكرانيا وبولندا تعارضان المشروع وتعتبرانه “تهديداً روسياً” لأوروبا الوسطى على المستويين السياسي والعسكري وعلى مستوى الطاقة، بحسب ما صدر في بيان مشترك عن كييف ووارسو. غداة التوصل إلى اتفاق مع واشنطن، وعدت ألمانيا بتقديم مليار دولار لأوكرانيا لمساعدتها صوب التّحول إلى الطاقة النظيفة وخفض اعتمادها على روسيا. وكانت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل شدّدت إثر لقائها بايدن في البيت الأبيض في يوليو 2021، على وجوب أن تبقى أوكرانيا “بلد عبور” للغاز الروسي، على الرّغم من مشروع “نورد ستريم-2”. الإستخبارات الروسية تشعل الحرب الباردة من جديد مع ألمانيا

تقييم- مستقبل العلاقة بين موسكو و برلين -أمن دولي 

يعد خط أنابيب الغاز نورد ستريم 2 هو نصب تذكاري لرغبة ألمانيا الجامحة في استخدام العلاقات الاقتصادية كأداة لتحقيق الاستقرار في علاقات أوروبا مع موسكو ومنع عزلة روسيا.  وقد قبلت ميركل أن نورد ستريم 2 ليس مجرد مشروع تجاري، وتحاول الحكومة الألمانية الآن الاتفاق على صيغة مع الولايات المتحدة من شأنها تحفيز روسيا على مواصلة عبور الغاز عبر أوكرانيا والحد من قدرة الكرملين على استخدام خط الأنابيب لأغراض جيوسياسية.

ومع تعقد العلاقات الألمانية الروسية إلى حد كبير في القضايا الجيوسياسية و”الأمنية الصعبة”، وهو واقع من المحتمل ان لا يغيره خليفة ميركل، فمن المقرر أن يركز التعاون الثنائي في المستقبل على قضايا مثل التجارة (وخاصة الطاقة)، ومعالجة تغير المناخ، والتعامل مع أزمة “كوفيد-19”. وهنا فإن موقف ميركل من مشروع خط أنابيب الغاز نورد ستريم 2 المثير للجدل واضح، وبصورة إيجابية إلى حد ما، تجاه روسيا. وفي حين انتقدت المستشارة ميركل السياسات الداخلية والخارجية لروسيا،  مخاوفها ومخاوف جيرانها في أوروبا الشرقية، إلا أنها أظهرت مثابرتها وقدرتها على التحمل في الدفاع عن المصالح التجارية لألمانيا. في نهاية المطاف، تمكنت من حمل الرئيس جو بايدن على التوصل إلى اتفاق حل وسط معها على خط الأنابيب.

أصبحت تجارة ألمانيا مع روسيا الآن أقل أهمية بالنسبة لبرلين مما كانت عليه لأكثر من قرن من الزمان. ومع ذلك، لا تزال الطاقة أحد المجالات التي لا تزال ألمانيا تعتمد فيها في الوقت الراهن على الواردات من روسيا. وعلى الرغم من الضغوط السياسية الداخلية والانتقادات القاسية بنفس القدر من نظرائها الأوروبيين، وقفت ميركل بحزم وتمكنت من إعادة معايرة قضية نورد ستريم لتصبح مصدر قلق عبر الأطلسي. وكان ذلك خاضعا لمفاوضات مع الولايات المتحدة، الحليف الرئيسي لألمانيا، والتي حولت الانتقادات بعيدا عن برلين و وفرت لميركل الوقت لإنهاء المشروع.

أصبح للجيل الجديد في ألمانيا أجندة مختلفة، تركز على المسائل الاقتصادية والمالية، والتكنولوجيا وتغير المناخ، والأيديولوجية والقيم. بالنسبة لهذا الجيل الجديد من الساسة الألمان، أصبحت روسيا مسألة ثانوية، وانتقلت العلاقات مع روسيا إلى أسفل أجندة السياسة في برلين.

رابط مختصر…https://www.europarabct.com/?p=77103

*جميع الحقوق محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب و الإستخبارات

الهوامش

ميركل وبوتين… علاقة من أيام الحرب الباردة

https://bit.ly/3zGVwUw

“سيل الشمال 2″… جسر ألماني يصعب هدمه مع روسيا

https://bit.ly/3jBIBO7

توقيف بريطاني في ألمانيا بشبهة التجسس لحساب روسيا

https://arbne.ws/2WK2VEk

رد فعل ألماني غاضب إثر توقيف بريطاني بشبهة التجسس لحساب روسيا

https://bit.ly/3mVj2d6

في آخر زيارة كمستشارة..ميركل تشدد على مواصلة الحوار مع موسكو

https://bit.ly/3yDzSPU

لماذا تعارض أوكرانيا بشدّة مشروع “نورد ستريم 2” الروسي-الألماني؟

https://bit.ly/2VdJt2g

شركة “نورد ستريم 2” تكمل العمل على مشروع “التيار الشمالي2” في المياه الألمانية

https://bit.ly/3zD2kml

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...