الجماعات المتطرفة في أوروبا، وكيفية توظيفها الى” فيروس كورونا المستجد”

أبريل 07, 2020

إعداد المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات ـ ألمانيا وهولندا

وحدة الدراسات والتقارير “2”

تسعى التنظيمات المتطرفة والجماعات الإرهابية لاستغلال جائحة فيروس كورونا المستجد لاسيما فى دول الاتحاد الأوروبي الأكثر تضررا بفيروس كورونا المستجد. عبر استغلال العمل الإنسانى فى مواجهة فيروس كورونا المستجد. وبث خطابات الكراهية حول اللاجئين والمعلومات المضللة. والوعيد بتنفيذ هجمات إرهابية لبث الذعر والهلع دأخل أوروبا.

إستغلال الجماعات المتطرفة فيروس كورونا

تنظيم الإخوان

تسعى مواقع إخبارية محسوبة على الإخوان أو دول داعمة لهم إلى إظهار بطولة أطباء وممرضين مسلمين ماتوا خلال عملهم الإنساني. وتشيد تلك المواقع بدور سائقي وسائل النقل العمومية، ورجال الأمن، والعاملين في المحلات التجارية من المسلمين، في مواجهة وباء كورونا كبطولة تحسب للجماعة وداعميها، وليس نتيجة أداء دورهم كمواطنين بريطانيين.ويقول أهم وجوه التنظيم الدولي للإخوان في أوروبا و رئيس مؤسسة “قرطبة” أنس التكريتي أن الأطباء المسلمين أول من ضحوا بحياتهم في بريطانيا خلال مكافحة الفايروس، داعيا كافة مسلمي البلاد للاعتزاز والافتخار بذلك وفقا لـ”العرب اللندنية” فى 5 أبريل 2020.

تنظيم القاعدة

عبر تنظيم “القاعدة” في بيان رسمي عن اجتياح أزمة كورونا للعالم لاسيما دول أوروبا ، قائلا إن فيروس كورونا عقاب إلهي واضح وفقا لـ”سكاى نيوز عربية فى 4أبريل 2020 . ويقول الخبراء إن هذا الخطاب ليس جديدا، لأن التنظيمات المتشددة تربط دائما بين ظواهر الطبيعة العنيفة وبين وجود “غضب إلهي”، وتلجأ إلى هذا الأسلوب حتى تقوم بشيطنة خصومها وتظهرهم بمثابة خصوم ضعاف يعيشون أسوأ أيامهم. وفي تقرير نشرته صحيفة “جيروزالم بوست”، كشفت عن أن التنظيمات الإرهابية؛ لا سيما “داعش”، و”القاعدة”، وحركة “الشباب” الصومالية، و”الحرس الثوري” الإيراني هي الأكثر تضررا من فيروس كورونا المستجد.

تنظيم داعش

وصف تنظيم “داعش” فيروس كورونا المستجد فى بيان صادر له فى مارس 2020ء بأنه “عذاب مؤلم” من الله “لأمم المحاربين الصليبيين”، وهو مفهوم ينطبق على البلدان الغربية المشاركة في العمليات العسكرية المضادة لتنظيم “داعش. وعامل الخوف له تأثير أكبر على الناس من الوباء نفسه في كثير من المواقع، كما أفاد المتطرفون. والعالم الغربي يقف “على حافة كارثة اقتصادية كبيرة، لأنهم قلصوا من حركة التنقل والأسواق تنهار حاليا والحياة العامة تلقى الجمود”. وفقالـ” DW” فى 31 مارس 2020.

فر (4) أفراد على الأقلّ من الدواعش فى 29 مارس 2020 من سجن تُديره قوّات سوريا الديموقراطيّة ويُحتجز فيه عناصر متّهمون بالانتماء لتنظيم “داعش”، وفقا لـ”AFP”. وأكّد حدوث التمرد مصدر أمني في قوّات سوريا الديموقراطيّة التي تُدير سجن غويران في مدينة الحسكة بشمال شرق سوريا. وأكد المتحدّث باسم التحالف الدولي الكولونيل “مايلز كاغنز” إنّ “التحالف يُساعد شركاءنا في قوّات سوريا الديموقراطيّة في المراقبة الجوّية خلال قيامهم بإخماد التمرّد” في السجن.

اليمين المتطرف

حذرت هيئة حماية الدستور الألمانية (الاستخبارات الداخلية) من أن اليمين المتطرف في ألمانيا يستغل أزمة جائحة كورونا المستجد لمآربه الخاصة. وأكد “توماس هالدنفانج” رئيس هيئة حماية الدستور إن اليمين المتطرف يولي اهتماما بأزمة فيروسكورونا المستجد. وأشار “هالدنفانج” إلى أن الأوساط اليمينية المتطرفة تضع أيضا سيناريوهات للانهيار بغرض الحصول على تأييد لمواقفها المتطرفة، مؤكدا مراقبة سلطات حماية الدستور لهذا النوع من الأنشطة عن كثب وفقا لـ” القدس العربى” فى 1 أبريل 2020.

اعتبرت “مارين لوبان” زعيمة “حزب التجمع الوطني” الفرنسي أن الاتحاد الأوروبي فشل في مواجهة أزمة وباء كورونا، بل كان دوره مضرا، وأن الأزمة أظهرت ضعف الاتحاد وعدم قدرته على القيام بمهامه. وأوضحت أنها طالبت بإغلاق الحدود الوطنية لتجنب دخول الأشخاص القادمين من مناطق تفشى الوباء. والاتحاد الأوروبي رفض من جهته إغلاق الحدود ما أجبر فرنسا على التأخر باتخاذ قرار إغلاق الحدود. ” وأشارت إلى أن “المنصة الأوروبية المعنية بالتصدي للأوبئة لم تكن فعّالة، أما المركز الأوروبي للوقاية ومكافحة الأمراض فلم يقم بعمله”وفقا لـ”سبوتنيك” فى 3 أبريل 2022.

حذر “كلاس فريبرى” رئيس جهاز الأمن السويدى “سابو” فى 26 مارس 2020 فى الوقت التى تتزايد فيه أنشطة الجماعات اليمينية المتطرفة فى السويد، من أن ازمة فيروس كورونا المستجد ستكون فرصة للجماعات المتطرفة. وذلك عن طريق خلق حالة من الاستقطاب بين الناس. وبث حالة من عدم الثقة بين المجتمع والدولة. عبر نشر معلومات مضللة وخاطئة تغذى مشاعر العنف والكراهية . وشدد على أنه من المهم التدقق من مصادر المعلومات.

الخلاصة

تستغل التنظيمات الإرهابية فيروس كورونا المستجد لأجل توحيد الصفوف وإعادة بناء نفسها من جديد، وبث خطابات دعائية لإثارة مشاعر أنصارها، ما قد يدفعهم لتنفيذ عمليات إرهابية ذات طابع منفرد. وهناك تباين واضح وفى استراتيجيات الجماعات الإرهابية فى التعاطى مع فيروس كورونا فهناك نداءات تحذر من السفر إلى دول أوروبا ونداءات أخرى لتنفيذ عمليات إرهابية ، مايثبت التخبط بين أفكار تلك الجماعات وافتقارهم لفهم النصوص الدينية.

لاشك أن الإشاعات التى يتداولها اليمين المتطرف بكثافة حول فيروس كورونا فى أوروبا، تهدف تقويض الثقة في الحكومات الأوروبية. وإظهار مؤسسات الاتحاد الأوروبى فى صورة ضعيفة وإنها غير قادرة على احتواء فيروس كورونا. وأن اللاجئين والمهاجرين هم السبب فى تفشى الفيروس. لإظهار أن سياسات الهجرة هى السبب فى تلك الأزمة ونشر نظريات المؤامرة. ماقد يسمح فى استقطاب قطاع عريض من مواطنى الاتحاد الأوروبى نحو تلك الأحزاب.

التوصيات

في ظل انشغال العالم والحكومات وبضمنها دول أوروبا، ينبغي على الحكومات الاوروبية، ان لاتترك الجماعات المتطرفة بانواعها، رغم انشغال العالم بمحاربة فيروس كورونا. بعض إصدارات التنظيمات المتطرفة، كشفت مساعي هذه الجماعات باستعادة نشطها. التقديرات تقول رغم انشغال الحكومات واجهزة الاستخبارات فانها مازالت قادرة على فرض رقابة مشددة على تلك التنظيمات

رابط مختصر … https://www.europarabct.com/?p=68246

* حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات