الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

الإستخبارات الألمانية.. مراجعة نقدية. بقلم جاسم محمد

Verfassungsschutz - BFV 1
مايو 20, 2020
الباحث جاسم محمد ـ بون

الباحث جاسم محمد ـ بون

المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات ـ المانيا  و هولندا

إعداد : جاسم محمد، باحث في قضايا الإرهاب والإستخبارات ـ بون

 تميزت المخابرات الالمانية بملامح، تعكس الشخصية الالمانية، التي مازالت تعاني كثيرا من عقدة “النازية” مطلع القرن الماضي، ومازالت الإستخبارات الالمانية الفيدرالية الاتحادية، تعيش هاجس مخابرات المانيا الشرقية ” ستازي”، وهذا ماجعل العلاقة مابين اجهزة الاستخبارات الالمانية الحالية والبرلمان الالماني، موضع “شكوك” دائمية، يجعلها تخضع الى الرقابة البرلمانية. ويمكن تحديد ملامح الاستخبارات الالمانية الحديثة بما يلي :

الإستباق من أجل ألحماية

 يمكن اعتبار، السياسات الإستباقية، ابرز ملامح أجهزة الإستخبارات الألمانية، تحديدا وكالة حماية الدستور Bundesamt Für Verfassungsschutz – BFV  المعنية في محاربة التطرف والإرهاب محليا، وعلى مستوى الولايات والمانيا الفيدرالية. حيث اعلن الاستخبارات الالمانية خلال الاعوام الاخيرة  تفكيك عدد من الخلايا المتطرفة في انواعها الاسلاموية، “الجهادية” وكذلك خلايا اليمين المتطرف. الإستخبارات الألمانية.. الهيكل والصلاحيات الجديدة لمواجهة الإرهاب.

توخي الدقة

اتسمت عمليات الإستخبارات الالمانية خلال العامين الماضيين في الدقة، أي بعد ان كانت تشن عمليات مداهمة واسعة في ان واحد في عدد من المدن والولايات، للبحث عن أي دلائل او شواهد بتورط جماعات متطرفة .  قامت الاستخبارات الالمانية، بتفتيش المساكن، وكانها تقوم بعملية “مسح” اولي  للبحث عن أي دلائل او شواهد تورط اشخاص في الارهاب او التخطيط لعمليات ارهابية، مثل استهدافها اسلحة غير مرخصة او وجود مواد ذات استخدامات مزدوجة تدخل في صناعة المتفجرات وغيرها. الإستخبارات الألمانية تعيد تنظيم نفسها، امام تهديدات اليمين المتطرف

ورغم ما شهدته المانيا من عمليات ارهابية مؤخرا ،فقد كانت ردود فعل الشرطة واجهزة الامن، مهنية في ردع المهاجمين او التحري بوقت قياسي لالقاء القبض على المطلوبين.

الرصد والمتابعة

في الاعوام السابقة خاصة خلال عام 2014 و 2015، كانت التنظيمات المتطرفة ،خاصة “الجهادية”تتحرك بحرية داخل فضاء الشنغن، وكانت تتحرك من بلد الى اخر من اجل الافلات من رقابة الشرطة وتنفيذ عملياتها، مستغلة، ثغرة عدم وجود تبادل معلوماتي سريع بين اجهزة وشرطة دول اوروبا. لقد انتبهت اجهزة الامن الى ثغرة فضاء الشنغن، من خلال ايجاد منصات لتبادل المعلومات حول المطلوبين في قضايا ارهاب او جنائية، وربطت ايضا السجل الجنائي مع سجل الارهاب مابعد عام 2015، ونجحت في متابعة المطلوبيين ومنها المانيا.

يقول “مفوض شؤون الاتحاد الأمني “لدينا مجموعة من قواعد البيانات لمساعدتنا على مكافحة الإرهاب وإدارة الحدود، ولكن النظم المتوفرة يمكن أن تكون أقوى وأكثر فعالية من خلال المعلومات التي يتم تغذيتها بها، ومعالجة الطريقة التي يتم بها حاليا توفير المعلومات من أجل الوفاء بالتزاماتنا بتوفير أنظمة قوية وذكية للأمن والحدود”. لذا عتمدت وكالة الشرطة الأوروبية (يوروبول)، مطلع عام 2016، موقع اليكتروني جديد بهدف تعزيز التعاون الامني مابين اليوروبول واجهزة امن دول اوروبا.

تصنيف العناصر الخطرة

اعتمدت الاستخبارات الالمانية اسلوب تصنيف العناصر الخطرة، أي العناصر التي ممكن ان تنفذ عمليات ارهابية، اكثر من غيرها، وكانت تصدر مابين فترة واخرى احصائيات وارقام حول التطرف والارهاب، وهذا مايبعث رسالة الى التنظيمات المتطرفة بانها تحت الارض، وكذلك يعزز ثقة المواطن الالماني باجهزة الاستخبارات بتامين  الامن.

اختلفت المانيا عن باقي دول اوروبا في عدم عسكرة الامن، فهي لم تستخدم الجيش في شأن الامن الداخلي، ولم تنشر قوات واسعة، حتى في اشد الازمات، وهذا مايمكم وصفه بانها كانت تعتمد سياسات “رصينة” قائمة على المعلومات اكثر ماتكونقائمة على رد الفعل ونشر الشرطة او الجيش في شوارع المدن. صنفت السلطات الأمنية الألمانية خلال عام 2019  ، 679 شخصا من الوسط الإسلاموي المتطرف كـ “خطرين”.

انتبهت الإستخبارات الالمانية مؤخرا الى خطر اليمين المتطرف وتتقييم مخاطره بشكل صحيح، رغم ان تمدد وتفاقم اليمين المتطرف، هو ماخذ على الاستخبارات الالمانية. أكد  الداخلية الألمانية مجددا ،أن الخطر الأكبر حاليا في ألمانيا يصدر من التيار اليميني ، إن التطورات الحاصلة من جانب الشبكة الإرهابية اليمينية “إن إس يو” (الاشتراكيون الوطنيون تحت الأرض) حتى اليوم توضح أن “حالة التهديد من قبل التيار اليميني المتطرف في بلدنا تعد كبيرة للغاية ولا يمكن التهوين منها بأي شيء. الإستخبارات الالمانية .. تطوير القدرات والامكانيات

تماسك بنيوي

شهدت الإستخبارات الالمانية، الداخلية، حماية الدستور  Bundesamt Für Verfassungsschutz – BFV  و وكالة الاستخبارات الخارجية  Bundesnachrichtendienst (BND) وكذلك الإستخبارات العسكرية  Militärischer Abschirmdienst; MAD، حالات اختراق محدودة من قبل الجماعات السلفية الجهادية، لكن كان هناك خرق كبير احدثته التيارات اليمينية المتطرفة، بالتغلغل في مؤسسات الامن والدفاع، وهي مازالت تعاني من ذلك.

عززت الاستخبارات الالمانية مستوى التعاون مابين الولايات، رغم انه مازال موضع بحث ونقاش ولم يحسم، ماتزال لحد الان تعاني من مشكلة التعاون الامني مابين الولايات، لكنها استطاعت تجاوز ذلك نسبيا. ولغرض معالجة هذه “العقدة” يجتمع في  مركز لمكافحة الإرهاب GTAZ في برلين، يجلس يوميا ممثلون عن 40 وكالة أمن مختلفة، من الدولة الاتحادية ومن مجالس الولايات.

لكن على مستوى دولي ربما الاستخبارات الالمانية لن تشهد الا حالات معدودة جدا بوجود خرق، وعملاء مزدوجين، كانت تعمل الى ايران واخرى الى افغانستان وكذلك لصالح وكالة الإستخبارات المركزية الامريكية.

غموض

يمكن وصف الاستخبارات الالمانية، من اكثر اجهزة الاستخبارات الاوروبية والعالمية، غموضا، او لايصدر عنها الكثير، لاعن تركيبتها و لاعن انشطتها، خاصة الاستخبارات الخارجية، مبنى الاستخبارات الجديد، يعكس ربما “كاريزما الاستخبارات الالمانية” المعروفة في الرصانة.

ينتج جهاز المخابرات الألمانية 5 آلاف خبر يوميا تقريبا، على مستوى العالم، تختزل في نحو 450 تقريرا يتم إرسالها شهريا لأعضاء في الحكومة الألمانية وعدد من الأجهزة الأمنية. وفقا لتقارير الاستخبارات الالمانية فهناك صندوق للتجهيزات الضرورية لعمل عميل المخابرات، بدءا من السلاح الرسمي ومرورا بجهاز تحديد المواقع ووصولا إلى رصيده المالي.

 غير تعرضية

الإستخبارت الالمانية من اكثر اجهزة الاستخبارات “تحفظا” ليصل الامر الى ان يكون هاجسا في طريقة العمل واتخاذ خطوات جريئة على مستوى الاستخبارات الداخلية والخارجية، وهي تعكس سياسة المانيا و “الثقافة” الالمانية، التي لا تكشف اهتماماتها او ردود افعال ازاء مجمل القضايا. الإستخبارات الخارجية الالمانية، يبدو ان نشاطها في الخارج “متحفظة” جدا، فلم تظهر انشطتها، في مناطق النزاع ودول اخرى مقارنة بالإستخبارات الأوروبية الاخرى مثل الأستخبارات البريطانية والفرنسية.

يحصل المقر الرئيسي للمخابرات في العاصمة برلين، حماية أمنية مشددة ولا يستطيع العاملون في المبنى أنفسهم الدخول إليه إلا من خلال نظام التعرف على الأوعية الدموية لصفحة اليد.ويعمل معظم جواسيس المخابرات الخارجية الألمانية البالغ عددهم نحو 6500 جاسوس على مستوى العالم في ظل نظام سري صارم، وغالبا ما يستخدمون أسماء وهمية، من أجل حمايتهم أثناء تأدية عملهم الخطير. الإستخبارات الالمانية تعزيز القدرات

الأنغلاق

“الانغلاق” وحصر العمل داخل الاستخبارات الالمانية نسبيا في “العنصر الالماني” ايضا تعتبر سمة، وربما يعود الى هاجس عدم الثقة والتخوف من عملاء مزدوجين، لكن هذا اثر في الاستخبارات الالمانية، في فهم انشطة الجماعات المتطرفة وعدم الفصل مابين التعبير عن الحريات ومابين التطرف، رغم انها نجحت نسبيا بالفصل  وفرضت سيطرتها على الامن.

الخاتمة

تبقى الاستخبارات الالمانية حالها حال بقية الاستخبارات الدولية تمثل “السياسة الخفية” للحكومات، ومصدر هام في دعم صنع القرار، وفق الدستور الالماني، الذي مازال يشدد الكثير من الرقابة ويحدد صلاحية الاستخبارات الالمانية. من المتوقع ان تحصل الاستخبارات المانية اهتماما اوسع في هذه المرحلة، على مستوى الاستخبارات الداخلية والاستخبارات الخارجية، وذلك يرتبط بتوجه المانيا لان يكون لها دور اقليمي ودولي ومنها في منطقة الشرق الاوسط.

رابط مختصر.. https://www.europarabct.com/?p=58367

* حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات

هوامش

http://bit.ly/39AYoFF

http://bit.ly/38EPsOl

http://bit.ly/2PY06t0

http://bit.ly/2VVnAmg

http://bit.ly/2W6S591

http://bit.ly/2wIdMkJ

http://bit.ly/2THn4oY

 

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...