الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

كيف يستغل اليمين المتطرف في النمسا “الإسلام فوبيا” ضد المهاجرين واللاجئين ؟

أكتوبر 14, 2019

إعداد المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات ـ المانيا وهولندا

وحدة الدراسات والتقارير “4”

ازدادت نسب العنصرية بشكل ملموس في النمسا، منذ تولي حكومة اليمين المتطرف مقاليد الحكم قبل أكثر من عام، واتباعها سياسات معادية للمسلمين واللاجئين.وتتبع الحكومة النمساوية إجراءات من شأنها هز أسس العيش المشترك في البلاد، من خلال اتهامها المسلمين والمهاجرين بالوقوف وراء كافة المشاكل التي تعانيها، وإصدارها قرارات من شأنها إقصائهم وتهميشهم.ويروج الاتجاه اليميني المتطرف لإدعاءات عدة حول المسلمين واللاجئين، مفادها بأنهم مجموعات تتمتع بـ “الميل لارتكاب الجرائم بشكل كبير”، و”استغلال النظام الاجتماعي للبلاد بشكل سيئ”، وقال الرئيس النمساوى هاينز فيشر، فى تصريح لمراسل “وكالة أنباء الشرق الأوسط “فى النمسا، أن ظاهرة الإسلام فوبيا ستضعف بمرور الوقت، وأن هناك تعاونا مستمرا بين الهيئة الإسلامية فى النمسا وسكرتير الدولة لشئون الاندماج سباستيان كورتس، لمواجهة هذه الظاهرة بهدف القضاء عليها.

تعريف الاسلام فوبيا وصناعة الكراهية

الإسلاموفوبيا أو الخوف من الإسلام وعلاقته بالقومية، له سوابق في الغرب استغل السياسيون ولسنوات عديدة وإلى الآن -ولاسيما من اليمين المتطرف- الإسلاموفوبيا في حملاتهم الانتخابية كحزب الحرية في النمسا، وعلاوة على ذلك تبنى العديد من الأحزاب الوسطية -ولاسيما خلال السنوات الـ15 الماضية- إما أجزاء من هذا الخطاب، أو نفذت القوانين التي تعكس الخطاب المعادي للدين الإسلامي وقد تمثل هذا في :
– حظر المساجد أو المآذن
– حظر ارتداء الحجاب
– فرض برامج المراقبة
– فرض القوانين التمييزية، مثل قانون الإسلام النمساوي 2015

وحسب دراسة أجرتها منظمة المجتمع المدني المعادية للعنصرية “إس أو إس ميتمينش”، فى فبراير 2019 ، فإن نسب معاداة الإسلام في السياسة النمساوية شهدت زيادة بشكل كبير.وجاء في الدراسة أن كبار السياسيين النمساويين، ومن بينهم نائب رئيس الوزراء، وعدد من الوزراء، شاركوا في 20 حادثة وحملة سياسية تتضمن محتويات إقصائية ومهينة ضد المسلمين، عام 2018.وتمتلك هذه الدراسة أهمية كبيرة من حيث إظهارها مدى تأثير انتقال معاداة الإسلام إلى الواجهة السياسية في البلاد بفضل مواقف وتصريحات السياسيين المتطرفين.ومن جهة أخرى، يتعرض وصف اليمين المتطرف للمسلمين والمهاجرين بالتهديد الكبير، لانتقادات شديدة من أطراف بارزة، يأتي في مقدمتها رئيس البلاد، ألكسندر فان دير بيلين، وممثلو الجماعة المسيحية، وأحزاب المعارضة، والكثير من المنظمات المدنية.

ـ كيف يستغل اليمين المتطرف الانترنيت في صناعة الكراهية

نقلت وكالة الأنباء النمساوية الرسمية “إيه بي إيه”، عن مركز التوثيق والمشورة لجرائم الإسلاموفوبيا “غير حكومي” فى 3 ابريل 2019 أن أغلب الحوادث العنصرية حدثت على شبكة الإنترنت، منوها بأن معظم الحالات المسجلة في العام الماضي تتعلق بخطاب الكراهية أو الإهانات اللفظية، بنسبة (46%). “هذه الاعتداءات تراوحت بين الإساءة اللفظية إلى الاعتداء البدني وجرائم التمييز ضد المسلمين في أماكن العمل”. وأضاف المركز أن “معدل الجرائم العنصرية ضد المسلمين بشكل كبير في 2018، حيث سجلت البلاد (540) جريمة فيه مقارنة بـ(309) جرائم في 2017”. ووفق البيان نفسه، فإن “معظم الجرائم المسجلة العام 2018 (46%) منها تمثلت في استخدام خطاب كراهية بحق المسلمين، ثم الإهانات اللفظية بنسبة (14%)، وجرائم التمييز في أماكن العمل( 6%)، واعتداءات بدنية وغيرها (17%). وأضاف البيان أن “أكثر من نصف هذه الجرائم (53 %)، وقع عبر الإنترنت و(31%) في أماكن عامة”. وتابع البيان أن “الغالبية العظمى من هذه الجرائم وقعت في فيينا، و(4) من كل (5) حالات كانت الضحايا نساء”.

أثار مقطع فيديو عنصري استهدف من خلاله حزب الحرية النمساوي اليميني المتطرف، المسلمين بالبلاد، استياء ناشطين، وصحفيين، ومنظمات مجتمع مدني، وفي مقدمتهم الجالية المسلمة النمساوية.ونشر الحزب  مقطع فيديو على حسابه الرسمي بموقع “فيسبوك” بخصوص بطاقات التأمين الجديدة التي ستدخل حيز التنفيذ في 2019. مشيرًا أن هذا لن يسمح بحدوث أي تلاعب غير قانوني بالبطاقات الجديدة، لكن الحزب تعمد في الفيديو أن يستخدم اسمي علي ومصطفى، في إشارة إلى أن المسلمين هم من يقومون بالأمور غير القانونية

تظاهر نتيجة لهذه العنصرية أكثر من 10 آلاف شخص، في العاصمة النمساوية فيينا، فى 16 نوفمبر 2018 ، احتجاجا على فيلم الدعائي و سياسات الحكومة اليمينية المتطرفة، العنصرية والمثيرة للتفرقة في المجتمع ومواقفها من اللاجئين وبرنامجها الاجتماعي ، وفق ما نقلت وكالة أنباء “الأناضول” التركية. كما اعتبروا أن الحكومة تسعى للتغطية على المشاكل الحقيقية للبلاد، عبر خلق أجندة مصطنعة تطال المسلمين والمهاجرين .

وفي بيان صادر عنه، أعرب زعيم المعارضة النمساوية، الحزب الديمقراطي الاجتماعي، عن رفضه لما قام به حزب “الحرية”، مؤكدًا أن “هذا التصرف دليل واضح على عدم مسؤولية شريك الائتلاف الحكومي، ورئيس الوزراء سباستيان كورز يرى ذلك ويسمح به”.ولفت الحزب في بيانه إلى أن نشر هذا الفيديو يتزامن مع اليوم الذي نظمت فيه الحكومة ندوة تحت عنوان “خطاب الكراهية على مواقع التواصل الاجتماعي”، موضحًا أن “هذا التزامن أمر مثير”.

أشاد مرصد الإسلاموفوبيا، التابع لدار الإفتاء فى 8 يناير 2018، بتدخل الرئيس النمساوي، لوقف حملة عنصرية ضد مولودة مسلمة، حيث وجه الرئيس “فان دير بيلين” تهانيه للمولودة “أسيل”، التي جاءت للحياة في الساعات الأولى من العام الجديد في فيينا.وكانت الرضيعة قد تعرضت لحملة كراهية على مواقع التواصل الاجتماعي في النمسا، بعد أن ظهرت والدتها المحجبة وهي تحملها في صورة نشرتها بعض وسائل الإعلام في النمسا باعتبارها أول مولودة في البلاد خلال العام الماضى وذلك فى 6 يناير 2018 نقلا عن ” دويتشه فيلا “.

ـ الوجود الأجنبى وتعزيز العلاقات باليمين الأوروبى

أعلن المستشار النمساوي السابق “سباستيان كورتس” فى 15 يونيو 2018 إغلاق المساجد السبعة وطرد عشرات الأئمة مع أسرهم، بعد استياء أثاره تمثيل أطفال يرتدون زيا عسكريا لمعركة رمزية في التاريخ العثماني داخل أهم مساجد فيينا التي تحصل على تمويل تركي، وقال بالخصوص “لا مكان للمجتمعات الموازية والإسلام السياسي والتطرف في بلادنا”واعتبرت أنقرة أن هذه الحملة «عنصرية وتمييزية».. نقلا عن ” الجزيرة نت ” .ونشرت صحيفة “فالتر” النمسوية صوراً يظهر فيها فتيان في زي عسكري، يؤدون التحية العسكرية وهم يقفون في طابور ويلوّحون بأعلام تركية أمام أطفال. وفي صورة ثانية، يتمدّد أطفال أرضاً، ممثلين دور ضحايا المعركة، وقد لفوا أجسامهم بعلم تركي. نقلا عن صحيفة” الحياة ” فى 9 يونيه 2018 .

استندت الحكومة النمساوية في قرارها إلى قانون أُقرّ عام 2015 بإشراف المستشار “سيباستيان كورتز”، عندما كان وزيراً للخارجية، وهو يحظر التمويل الخارجي للجماعات الدينية ويلزم الجمعيات الإسلامية بأن تكون لديها “رؤية إيجابية جوهرية تجاه دولة (النمسا) ومجتمعها” نقلا عن موقع ” سكاى نيوز ” فى 8 يونيه 2018. لقي قرار كورتس تأييدا سياسيا وإعلاميا داخل بلاده ومن تيارات اليمين المتطرف الأوروبية، بينما هاجمته تركيا بشدة، وهددت الهيئة الدينية الممثلة لمسلمي النمسا أمام سلطات الدولة بالاستئناف ضده أمام القضاء.

اليمين المتطرف وملف الهجرة واللاجئين

خلفت أزمة اللاجئين بشكل عام حالة من القلق الرهيب لدى الطبقة العاملة والمتوسطة في أوروبا على مستقبل دولة الرفاه وفرص التوظيف والرعاية الصحية. وأستغل اليمين المتطرف حالة القلق المتنامية تلك في الترويج لخطابه المعادي للأجانب عبر ورفع شعار (المواطن أولاً)، وإلقاء اللوم على النخب الحاكمة والاتحاد الأوروبي بالتسبب في تردى الأوضاع الاقتصادية للأوروبيين جراء تلك الأزمة. ولقى هذا الخطاب استحسان وتعاطف كبير وانعكس على ارتفاع أسهم اليمين المتطرف في الانتخابات الأوروبية .قالت الحكومة النمساوية اليمينية فى 31 أكتوبر 2018 إنها ستحذو حذو الولايات المتحدة والمجر بالخروج من اتفاق الأمم المتحدة بشأن المهاجرين وسط مخاوف من أنه قد يطمس الخط الفاصل بين الهجرة الشرعية والهجرة غير الشرعية.  وذلك نقلا عن ” رويترز “.

تواصل الحكومة النمساوية إجراءات من شأنها تشديد سياستها المتعلقة باللجوء، وتشمل مصادرة أموال اللاجئين للإنفاق على الخدمات، التي يحصلون عليها وكذلك هواتفهم المحمولة لمعرفة البلاد التي قدموا منها.وجاءت هذه الإجراءات ضمن مشروع قانون أقره مجلس الوزراء النمساوي فى 18 أبريل 2018 نقلا عن ” دويتشه فيله ” .

وقال المستشار النمساوي السابق ” سيباستيان كورتس” خلال مؤتمر صحفي في ختام اجتماع أسبوعي للحكومة “مصممون على تكريس جهودنا لتحقيق هدف مكافحة الهجرة غير الشرعية وإساءة استغلال اللجوء”.وتعتبر حركة الهوية اليمينية المتطرفة، بالنمسا من الحركات معروفة بعدائها للاجئين والمهاجرين والمسلمين، وتدعو لـ”تطهير أوروبا” من المهاجرين والمسلمين، كما هاجمت العديد من الهيئات التابعة للمسلمين في النمسا عبر وضع لافتات عنصرية. تظاهر أكثر من عشرين ألف شخص على الأقل في فيينا فى 14 يناير 2018 وفقا لما ذكره موقع ” فرنس 24 ” .

الخلاصة

تعد النمسا الدولة الوحيدة في أوروبا الغربية التي تسيرها حكومة يمينية متطرفة منذ فوز كورتس في الانتخابات الوطنية النمساوية فى العام الماضى وفى ظل هذه الحكومة زادت حدة الإسلاموفوبيا في النمسا ، بل واتجهت الى إظهار الأجانب واللاجئين وكأنهم “فزاعة ” بل يحملونهم مسؤولية كافة الظواهر السلبية التي تشهدها البلاد خاصة فى ظل الأزمات الإقتصادية وتزايد اعداد المهاجرين مع اندلاع حرب سوريا والعراق . 

ورفعت أحزاب اليمين واليمين المتطرف في شكل مشترك شعارات وتتبنى مفاهيم مثل خطر الإسلام المتزايد، وحماية الحدود الوطنية وتأمينها لصد المهاجرين والحفاظ على الهوية النمساوية، وهي قيم حزب الحرية النازي وحزب الشعب اليميني. ويضغط قادة حزب الحرية النمساوي الذي كان شعاره في السباق الانتخابي الماضي “الأسلمة يجب أن تتوقف”، من أجل تبني السلطة إجراءات عنصرية تستهدف المسلمين والجالية العربية والمهاجرين، من خلال إجراءات حماية حدود النمسا، ومحاربة الإسلام السياسي والحد من الهجرة.

التوصيات

لابد أن تتخد الحكومة النمساوية حلول جذرية لوقف ممارسات الحركات المتطرفة العدائية والتى تنشر العنصرية بين افراد المجتمع مع تعزيز الحملات الرامية إلى زيادة الوعى بخطر الإسلاموفبيا وتعزيز الصورة الإيجابية للإسلام وذلك فى ظل تكاتف جميع منظمات الدفاع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان ومنظمة التعاون الإسلامى ، تقوية دور رجال الدين والعلماء فى كبح اشكال التطرف ، ضرورة حل المشكلات الإقتصادية والإجتماعية التى يعانى منها المجتمع النمساوى وتقديم حلول لمشاكل الأقليات والمهاجرين، مع تشديد الإجراءات ضد بث خطابات الكراهية عبر الانترنت خاصة أن تلك الخطابات لا تختلف في مضمونها عن خطابات لتنظيمات إرهابية أخرى كداعش وغيرها

رابط مختصرhttps://www.europarabct.com/?p=55296

* حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات

الهوامش

النمسا.. سياسات الحكومة اليمينية المتطرفة تؤدي لزيادة العنصرية (تقرير) – الأناضول

http://bit.ly/328AYDD

النمسا: الكراهية تلاحق أول طفلة ولدت في فيينا عام 2018 – DW

http://bit.ly/2ozh0Du
الإسلام بالنمسا.. من اعتراف رسمي إلى تمييز “يميني – الجزيرة

http://bit.ly/32axPmW
النمسا تطرد عشرات الأئمة وتغلق سبعة مساجد – الحياة

http://bit.ly/2oryQZk

النمسا تطرد عشرات الأئمة الممولين من تركيا- سكاى نيوز

http://bit.ly/32d2ZKg

النمسا تتراجع عن اتفاق عالمي للمهاجرين – رويترز

http://bit.ly/2q7HFYG

النمسا: مظاهرات في فيينا ضد ائتلاف اليمين واليمين المتطرف -فرنس24

http://bit.ly/31c4aZ8

منها تحصيل أموال من اللاجئين.. إجراءات لجوء جديدة في النمسا – DW

http://bit.ly/2IJeKk4

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...