الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

كيف يستغل اليمين المتطرف في هولندا “الإسلاموفوبيا” ضد المهاجرين واللاجئين ؟

اسلامفوبيا في هولندا
سبتمبر 23, 2019

كيف يستغل اليمين المتطرف في هولندا “الإسلاموفوبيا” ضد المهاجرين واللاجئين ؟

إعداد المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات ـ المانيا وهولندا

 وحدة الدراسات والتقارير “6”

تعتبر قضايا الهجرة واللجوء والاندماج من بين القضايا الرئيسية التي تثير قلق المواطنين الهولنديين. وبالإضافة إلى ذلك، وتماشيا مع التركيز المتزايد على المواضيع الاجتماعية – الثقافية في النقاش السياسي داخل هولندا، فإن نسبة متزايدة من السكان الهولنديين ترى وجدود صراع اجتماعي من الناحية الإثنية والق، أي بين المواطنين المنحدرين من أصول مهاجرة و السكان الأصليين؛ صراع متصوّر يفوق أي ّ نزاع آخر، مثل الفقراء مقابل الأغنياء، الشباب مقابل كبار السن، الرجال مقابل النساء، أو الطبقة العاملة مقابل الطبقة الوسطى. هذا الصراع أصبحت تغذيه أطراف يمينية متطرفة ليستهدف خاصة المهاجرين واللاجئين المسلمين المقيمين في هولندا.

اليمين المتطرف في هولندا ومعاداة المهاجربن واللاجئين.. الاستخبارات تدق ناقوس الخطر

ذكرت الكاتبة جانيني بيترز في مقال نشرته في 03 أكتوبر 2018 على موقع Netherlands Times أن جهاز الاستخبارات والأمن العام الهولندي AIVD صرح أن التيار اليميني، القائم على القومية المتطرفة، والذي من أفكاره الأساسية كراهية العناصر الأجنبية والثقافات الأخرى يكتسب مكانة في هولندا ويزداد انتشاراً، وأن هذا التيار يتكلّم بشكل متزايد عن تشجيع وتمجيد العنف ضد المسلمين على وجه الخصوص. ووفقاً للتصريح المخابراتي فنادراً ما يلجأ هذا التيّار إلى العنف الجسدي، ورغم ذلك فإن AIVD تشعر بالقلق إزاء المناخ الناشئ في هولندا. و ترى الاستخبارات الهولندية أن التيار اليميني يصبّ تركيزه الرئيسي في الوقت الحالي على الأفكار المعادية للإسلام والمسلمين، وقد وصلت هذه الرؤية اليمينية المتطرفة من أمريكا إلى المجتمع الهولندي عبر وسائل التواصل الاجتماعي. كما رصدت الاستخبارات أيضاً أنّ استخدام اللغة بين المتطرفين اليمينيين يزداد عنفاً ويظهرون إعجاباً كبيراً بالأسلحة.

تصاعد الإسلاموفوبيا في هولندا..اليمين المتطرف يضاعف من ضرباته

تحدث ” مركز الأزهر لمكافحة التطرف ” في تقرير له حول تصاعد الإسلاموفوبيا في هولندا ، والذي صدر في 26 مارس 2018 ، على أن هولندا شهدت في السنوات الأخيرة تزايدا ملحوظا لظاهرة الإسلاموفوبيا ، ففي 20 يناير 2018 قامت مجموعة يمينية متطرفة في هولندا بالاعتداء على مسجد “أمير سلطان” في العاصمة الهولندية “أمستردام”، عبر تعليق لافتة كُتِبَ عليها عبارات عنصرية ناتجة عن ظاهرة الإسلاموفوبيا، ومجسم لإنسان مقطوع الرأس، على باب المسجد، وأفادت حينها وسائل إعلام محلية، بأن حركة “إد فيرزيت” (اليمينية المتطرفة)، تبنت هذا الاعتداء العنصري على المسجد التابع لوقف الديانة التركي، وذلك عبر منشور لها على حسابها على مواقع التواصل الاجتماعي. كما نشرت الحركة على صفحتها صورة المجسم واللافتة التي عليها كتابات عنصرية مثل: “ينبغي إيقاف الإسلام، لا نريد جامعًا كبيرًا شمالي أمستردام “. وقد أدان المشرف على المسجد “قمبر شنار”، هذا الاعتداء بشدة مؤكدًا على أن الهدف منه تخويف المسلمين، وأوضح أنه تلقى اتصالًا هاتفيًّا من رئيس بلدية أمستردام “جوزياس فان ارتسن” أعرب خلاله عن دعمه لهم، ولفت “شنار” إلى أنهم أبلغوا الشرطة عن هذا الاعتداء، وبدأ التحقيق الفوري حول الحادث.

ذكر الموقع الأوروبي Euronews في 12 فبراير 2018، تعرض مسجد إلى هجوم بعد أن أقدم مجهول على إضرام النار في المؤسسة التابعة لوقف المركز الإسلامي بمدينة دراختن، شمال شرقي هولندا. مدير الوقف، خالد بن ناصر، دان الهجوم الذي تسبب في إحداث خسائر مادية كبيرة بالمسجد.  وقد التقطت كاميرات المراقبة صورا للمهاجم، وهو يحطم أحد نوافذ المسجد، ثم يضع مادة سائلة ويشعل النار داخله. وقد قامت شرطة المدينة بفتح تحقيق للكشف عن ملابسات الهجوم. ويأتي الاعتداء على مسجد دراختن مع تصاعد الهجمات العدائية للمسلمين بهولندا خاصة وبأوربا على وجه العموم حيث تعرض في الآونة الأخيرة عدد من المساجد لهجمات عنصرية.

أوردت وكالة الأناضول في 09 يونيو 2019 ، تقريرا حول فريق من الأكاديميين والباحثين والحقوقيين في هولندا، أعدوا كتابا بعنوان “المساجد مستهدفة”، بهدف جذب انتباه الشعب الهولندي والسياسيين الهولنديين إلى الهجمات الإسلاموفوبية المتزايدة في البلاد. اعتبرت الكاتبة الهولندية ” فالك” التي شاركت في الكتاب، أن المجتمع المسلم في هولندا “أصبحت لديه هواجس بسبب هذه الأعمال العدوانية التي تقع بمعدل (25) مرة في العام”. وأوضحت فالك، أن الكتاب تناول الهجمات الإسلاموفوبية ضد المساجد من جوانب مختلفة، وأن من أهم المسائل الواردة فيه دراسة تتعلق بعدد الذين مثلوا أمام المحاكم لصلتهم بالهجمات التي تعرضت لها المساجد خلال الـ 20 عاما الأخيرة. وشددت على أن الأبحاث التي أجروها في الأرشيف القانوني ضمن المشروع، أظهرت عدم اتخاذ الإجراءات الجزائية بالشكل الكافي. وتابعت: “خلال الـ 20 عاما الأخيرة، أطلقت إجراءات قانونية( 27 ) مرة بسبب حرق المساجد خلال الاعتداءات، مع أن محاولات الحرق تصل أكثر من ضعفي هذا العدد، ورغم ذلك تم اتخاذ إجراءات قانونية محدودة للغاية”.

اليمين المتطرف و تكثيف المظاهرات المعادية للمهاجربن و اللاجئين المسلمين في هولندا

أورد مرصد الاسلاموفوبيا تقريرا في 18 مارس 2019 يتحدث عن أن الوكالة الهولندية للأمن والاستخبارات أكدت أن الأفكار اليمينية والحوادث العنصرية في تزايد ملحوظ بداية من عام 2015، فقد نظمت حركة “أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب” في هولندا، والمعروفة باسم “بيغيدا”، مظاهرةً مناهضة للمسلمين أمام أحد المساجد في مدينة أنسخدية وعرضوا فيلمًا مسيئًا للإسلام والمسلمين، وذلك في أكتوبر 2018.

ذكر موقع سكاي نيوز عربية في 21 يناير 2018 أن احتشد مئات المتظاهرين من اليمين المتطرف في إحدى ساحات محطة القطارات المركزية في روتردام احتجاجا على ما وصفوه بـ”التمييز الممارس ضد المواطنين الهولنديين العاديين” لمصلحة المهاجرين والمسلمين. وتأتي التظاهرة التي شارك فيها نحو (700) شخص من مؤيدي اليمين المتطرف في وقت تستعد الأحزاب الهولندية لخوض انتخابات في مارس من المتوقع أن تطغى على حملاتها قضايا الهجرة والاندماج. وقال غيرت فيلدرز زعيم حزب الحرية الهولندي الذي قاد التظاهرة إن “هولندا هي بلدنا، ليست بلد (رئيس الوزراء) مارك روتي”. وأضاف فيلدرز متحدثا عبر مكبر للصوت “هنا قوانيننا هي التي تهم. أريد القول إن هولندا ليست دولة إسلامية، هل توافقون الرأي؟”.

أوردت وكالة الأناضول في 01 مايو 2018 أن أعلنت النيابة العامة في هولندا أنها لن تقاضي حزب “الحرية”، على خلفية فيلم حملته الانتخابية المشحون بخطاب معادٍ للإسلام، قبيل الانتخابات المحلية التي جرت . وقالت النيابة العامة في بيان، إنه “لن تتم مقاضاة الحزب (يميني متطرف) بسبب فيلم دعائي لحملته الانتخابية”. وبررت النيابة ذلك بأن الفيلم “لا يتضمن إهانة لمجموعة معينة، ولا تمييزا أو كراهية، كما لا يشجع على العنف”. وأوضح البيان أن “الخطابات الواردة في الفيلم الدعائي لا تهم المسلمين، بل الدين الإسلامي فقط”، على حد تعبيره. وقبيل الانتخابات المحلية التي شهدتها هولندا في 21 مارس 2018، نشر حزب “الحرية” فيلما دعائيا تضمن عبارة “الإسلام مميت”.

الخلاصة

قامت حركات و جماعات اليمين المتطرف في هولندا باستغلال الإسلاموفوبيا في سبيل محاصرة المهاجرين و اللاجئين المسلمين و إقصائهم سياسيا و اجتماعيا، بدءا من نشر خطاب الكراهية و التركيز الاعلامي على ذلك ، بالاضافة الى استعمال قضية الاسلاموفوبيا في حملات سياسية دعائية كانت و لازالت تتضاعف في فترات الانتخابات المحلية و الاوروبية. تزايد العداء ضد المهاجرين و اللاجئين المسلمين في هولندا تسبب في ” احراج سياسي ” للسلطات الهولندية ، خاصة و أن العديد من السياسيين الهولنديين اعترفوا بانه لا يجب على الديمقراطية الهولندية أن تخضع لحملات الحركات اليمينية المتطرفة. استطاعت هذه الحركات الهولندية المتطرفة أن تتحالف مع نظيرتها الأوروبية انطلاقا توظيف الاسلاموفوبيا كمحرك للتوسع ليس في هولندا فقط بل في باقي الدول الأوروبية، كل ذلك أمام عجز السلطات الهولندية عن إيجاد حلول حقيقية و فعالة في سبيل تقويض و محاصرة استغلال الاسلاموفوبيا في الترويج لمزيد من خطابات الكراهية و حشد المزيد من المواطنين الهولنديين المتعاطفين.

التوصيات

الاستخبارات الهولندية ملزمة بتكثيف عنصر المراقبة و الترصد ضد الجماعات و الحركات اليمينية المتطرفة والتي تظهر خطابا يحمل في طياته العنف والاقصاء، و ذلك بالتركيز على تتبع مواقع التواصل الاجتماعي و المواقع الالكترونية، كما أن السلطات الهولندية ملزمة بإقامة قواعد و تنظيمات تشريعية و قانونية صارمة ضد أي نوع من أنواع التطرف، كذلك يجب على السلطات الهولندية إدراج مقررات دراسية في مختلف الأطوار التعليمية تحث على التسامح و تقبل الاخر، و أيضا مضاعفة جهودها في سبيل التمكن من اقناع المهاجرين و اللاجئين المسلمين بضرورة الاندماج في المجتمع الهولندي.

رابط مختصر …https://www.europarabct.com/?p=55001&preview=true

* حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات

الهوامش

تصاعد ظاهرة الإسلاموفوبيا في هولندا

http://bit.ly/2mlwk5c

اضرام النار بمسجد في دراختن بهولندا

http://bit.ly/2kVNs12

“المساجد مستهدفة”.. كتاب يحذر من تصاعد الإسلاموفوبيا في هولندا

http://bit.ly/2kM7H1r

RIGHT-WING EXTREMISM GAINING GROUND IN NETHERLANDS, INTELLIGENCE SERVICE SAYS

http://bit.ly/2m7m1Bz

اليمين المتطرف يسيء استخدام شبكات التواصل الاجتماعي ضد المسلمين

http://bit.ly/2m3jVmn

تظاهرات “يمينية” ضد الحكومة والإسلام في هولندا

http://bit.ly/2m0POMw

هولندا.. النيابة العامة ترفض مقاضاة حزب متطرف “أساء” للإسلام

http://bit.ly/2mtPrKA

 

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...