الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

هل يبقى الاتحاد الأوروبي متماسكا ؟… معاهدة نيس

معاهدة نيس
يونيو 18, 2019

هل يبقى الاتحاد الأوروبي متماسكا ؟… معاهدة نيس

إعداد المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات ـ المانيا وهولندا-وحدة الدراسات والتقارير  “2”

يواجة الاتحاد الأوروبى العديد من الأزمات على الصعيدين الداخل والخارجى ، والتى تلقى بظلالها على تماسك ووحدة التكتل الأوروبى ، وأبرز تلك الأزمات انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبى ، وقضية اللاجئين وملف الهجرة الغيرشرعية ، وتحديات عودة المقاتلين الأجانب من مناطق الصراعات ، والعلاقات المتوترة مع روسيا ،وصعود الأحزاب اليسارية واليمينية المتطرفة .

معاهدة نيس

تم الاتفاق عليها بين زعماء الاتحاد الأوروبي بنيس في ديسمبر 2000، ولكن بعد ذلك تعينت المصادقة عليها من قبل كل دولة من الدول الأعضاء في الاتحاد ، وقدمت إيرلندا وثائق المصادقة العائدة لها في ديسمبر 2002،وأدى ذلك إلى تحديد تاريخ 1 فبراير2003 كموعد لدخول المعاهدة حيز التنفيذ ،وتعد معاهدة نيس، معاهدة طويلة ومعقدة وتثير الارتباك غالبا و إن ما تفعله معاهدة نيس هو أنها تعرض التدابير المؤسساتية التي تحكم الاتحاد الأوروبي الجديد المُوَسَّع،وتزيد المعاهدة من حجم وبعض صلاحيات كل من المفوضية الأوروبية والبرلمان الأوروبي.

وأجري في إيرلندا استفتاءا حول التصديق على معاهدة نيس فى أكتوبر 2002 أفادت النتائج الرسمية أن الجبهة المؤيدة في الاستفتاء الذي أجري في إيرلندا حول التصديق على معاهدة نيس قد فازت في الدوائر السبع حيث نظم تصويت إلكتروني، وأظهرت هذه النتائج فوزا لا بأس به أو واضحا جدا لـ”نعم” التي بلغت (73,3% )في دون لاغوير ،وفي دائرة شمال دبلن التي اقتربت نتائجها كثيرا في 2001 من النتائج الوطنية النهائية, صوت (66,4% ) من الناخبين لمصلحة المعاهدة، في حين صوت (33.5% )ضد المعاهدة.

وتؤسس المعاهدة أيضا نظاما جديدا للتصويت في مجلس الوزراء، وتحدد عدد الأصوات التي تحصل عليها كل دولة في شأن كافة القضايا السياسية،وتوسع أيضا من مدى ما يسمى بالاقتراع بالأكثرية المحددة، مما يتيح أمر اتخاذ المزيد من القرارات بأغلبية الدول الأعضاء بدلا من إجماعها،وأكدت المفوضيةالأوروبية إن نيس ستتيح للاتحاد الأوروبي أمر العمل بشكل أكثر فاعلية،وتحارب معاهدة نيس الظواهر السلبية في المجتمعات الأوروبية، والحفاظ على التناسق الأوروبي في المجال الاقتصادي والاجتماعي، وفي مجال منح التأشيرات،كما وفرت المعاهدة الجديدة الأساس القانوني للأحزاب الأوروبية للجوء إلى البرلمان الأوروبي لأجل مناقشة سبل تمويلها.

ورسخت معاهدة نيس قيم حماية حقوق الإنسان عبر خلق آليات تنبية ومحاسبة دول الاتحاد لدى خرقها لمبدإ من مبادئ الحريات العامة، وروابط تقوية العلاقات الداخلية لبلدان المكونة للاتحاد عبر تبسيط مسطرة تقوية التعاون وعدم اشتراط الأغلبية لتحقيق هذا الهدف من جهة، وعبر إلغاء حق النقض الفيتو الذي جاءت به اتفاقية أمستردام.

أقر قادة الاتحاد الأوروبي فى 19 أكتوبر 2007 في العاصمة البرتغالية لشبونة، معاهدة “لشبونة” تهدف إلى إصلاح مؤسسات الاتحاد وعملية صنع القرار فيه، لتحل محل اتفاقية نيس ،ونصت معاهدة لشبونة على:حقوق موسعة لبرلمانات الدول الأعضاء.

  • سياسات مشتركة في مجالات الطاقة والوقود والقضايا المرتبطة بالانحباس الحراري.
  • إعطاء منسق السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي صلاحيات أوسع مما عليه الآن.
  • ترأس دولة أوروبية الاتحاد مدة سنتين ونصف السنة، عوض الرئاسة بالمناوبة التي تستمر نصف عام.

أزمات داخل  داخل الاتحاد الاوروبى

اتفق وزراء داخلية دول الاتحاد الأوربي خلال اجتماعهم بالنمسا فى يوليو 2018 على ضرورة الحد من تدفق المهاجرين إلى بلدانهم، إلا أنهم لم يتمكنوا من الاتفاق على آلية تنفيذ ذلك، حيث ظهرت خلافات كبيرة بين النمسا وإيطاليا من جهة، وعدة دول ترفض الخط المتشدد التي تتبناه الدولتان من جهة أخرى،ولم يستطع هذا الاجتماع من توضيح ماهية الاقتراح بإقامة “نقاط إنزال” في أفريقيا للمهاجرين الذين يتم إغاثتهم في البحر خلال عبورهم. كما أن فكرة إقامة “مراكز خاضعة للمراقبة” داخل الاتحاد الأوروبي لمنع التحركات غير القانونية للمهاجرين بين دول الاتحاد الأوروبي تبقى بحاجة لتوضيح، لأن هذه التحركات من أهم أسباب التوتر بين الدول الأعضاء.

وكشفت وكالة إحصاءات الاتحاد الأوروبي فى عام 2018 إن أعداد الأشخاص المتقدمين بطلبات لجوء في بلدان أوروبا تدنت إلى مستويات مشابهة لتلك التي سجلت قبل موجة الهجرة التي بدأت عام 2015،وذكرت الوكالة أن حوالي (650) ألف شخص طلبوا اللجوء في دول الاتحاد الأوروبي الـ28 السنة 2017، ويعادل هذا العدد (50%) من الطلبات التي تم تسجيلها في عام واحد، العام 2015 الذي شهد تدفق مئات آلاف المهاجرين على الحدود الأوروبية،

وأردفت أن أكثر من (100) ألف من طالبي اللجوء يحملون الجنسية السورية، يليهم نحو (47) ألفا من العراق وحوالي (43) ألفا من أفغانستان، وأضافت الوكالة أن واحدا من كل ثلاثة من هؤلاء المهاجرين طلب اللجوء في ألمانيا، في حين طلب نحو (20%) منهم اللجوء في إيطاليا، و(14%) في فرنسا.

أعلن المجلس والبرلمان الأوروبي فى يونيو 2018 عن التوصل إلى حل سياسي حول مقترح المفوضية الأوروبية للعدل والاتحاد الأمني بشأن تعزيز نظام شنغن لتبادل المعلومات بين الاستخبارات، وحرس الحدود والشرطة، ليضمن مراقبة أفضل لمن يعبر حدود الاتحاد الأوروبي، ويساعد قوات الشرطة في القبض على “المجرمين الإرهابيين”، المرتبطين بتنظيم “داعش” الإرهابي.

وأطلقت المفوضية الأوروبية فى مايو 2018 خططاً لتخصيص مبلغ (19,5) مليار يورو للدفاع من ميزانيته البالغة (1,279 ) تريليون يورو، خلال الأعوام 2021-2027،ويشمل هذا المبلغ (6.5)مليار دولار “للقدرة على التنقل العسكري”، وسيخصص مبلغ هو 8,9 مليار يورو لمساعدة دول الاتحاد على التعاون لإنتاج معدات عسكرية كبيرة مثل الدبابات والمروحيات،ورفضت ثلاث دول فقط التوقيع على اتفاقية التعاون الدفاعي هي الدنمارك ومالطا وبريطانيا .

أظهرت القمة الأوروبية المنعقدة فى فبراير 2018 ببروكسل بداية نزاع طويل وربما يكون مثيرا للجدل بشأن الميزانية الأوروبية، حيث تتشاحن العواصم بشأن فجوة تمويلية بعد بريكست، تبلغ (14) مليار يورو وأولويات الإنفاق المستقبلية ، ونبهت بروكسل إلى ضرورة القيام بخيارات، حيث يخصص القسم الأكبر من ميزانية الاتحاد حوالي(70%)، للأسس التاريخية للاتحاد وهي سياسة التلاحم التي تهدف للسماح للمناطق الفقيرة بتعويض تأخرها.

وأعلن مسؤول أوروبي كبير أن معظم الدول الأعضاء موافقون على دعم فكرة زيادة مشاركتهم، “لكن الدول المشككة أو المعارضة متشددة جدا، إنه ائتلاف من بضع دول ‘هولندا والسويد والدنمارك والنمسا’ التي تساهم في ميزانية الاتحاد أكثر مما تأخذ”.

وكانت تحذيرات رئيس الوفد الأوروبي لمفاوضات بريكزيت فى ديسمبر 2017  كاشفة عن حجم قلق الدول الأوروبيةمن تفكك الاتحاد ،وأشار إلى إن ترامب وبوتين يشكلان “خطراً وجودياً” بالنسبة إلى الاتحاد الأوروبي، كذلك هناك محاولات يقودها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ويؤمن بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب تهدف إلى تفكيك التجمعات الدولية الغربية لفتح الطريق أمام عودة الدولة القومية المتجانسة داخلياً.

ويعمل بوتين من جهته جاهداً لتفكيك الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو، من خلال تشجيع الحركات الانفصالية الأوروبية،أما الرئيس الأميركي دونالد ترامب، فلم يضيع الوقت للبدء بعملية تفكيك المؤسسات متعددة الأطراف، ووقف إلى جانب انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

إعتبر نائب رئيس المفوضية الأوروبية “فرانس تيمرمانس” فى مارس 2017 أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يدعم اليمين المتطرف وأنه استقبل “مارين لوبن” من أجل تقسيم أوروبا وإضعافها،وقال تيمرمانس أمام لجنة في البرلمان الإسباني إن “سبب دعم بوتين لليمين المتطرف في أوروبا، هو لأنه يعلم أنّ ذلك يضعفنا ويفرقنا”.

مستقبل الاتحاد الاوروبى

وذكر “أسلبورن” رئيس وزراء لوكسمبورغ أن هناك دولا في الاتحاد الأوروبي لم تعد ترى قيم التضامن والمسؤولية أمرا سليما وتريد أوروبا أخرى، مشبها ذلك بقطارين يندفعان نحو بعضهما البعض، ويقول: “المواجهة ستصل إلى لحظة حاسمة”. ، وفي إشارة إلى المجر ورئيس وزرائها فيكتور أوربان، الذي يرفض بشدة استقبال بلاده للاجئين، ويقول أسلبورن: “الدولة التي لم تعد تحترم التشاركية أو ميثاق الاتحاد الأوروبي يتعين أن تسأل نفسها ما إذا كانت لا تزال ترى مستقبلا للاتحاد الأوروبي”،وذكر أسلبورن أن الاتحاد الأوروبي يمر بـ”أزمة وجود”، مضيفاً أن التضافر في قضية الهجرة “اختبار لاستمرارية الاتحاد الأوروبي”.

أكد الباحث “بيوتر أكوبوف” فى يونيو 2018 أن هناك عدة مؤشرات على بداية تفكك الاتحاد الاوروبى ،منها اقتراب “بريكسيت”، و ينبغي الاتفاق على جميع إجراءات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي والتوقيع عليها، وإذا لم يحصل ذلك فستبدأ أزمة سياسية داخلية في المملكة، طبيعي أنها ستنعكس على كامل أوروبا ،كذلك وصول حزبين إلى السلطة في إيطاليا من المتشككين الأوروبيين الداعين بوضوح إلى إضعاف دور بروكسل وإلى إعادة التعاون الكامل مع روسيا.

التوصيات

ينبغى توفير الاتحاد الأوروبى موازنة خاصة لمكافحة الهجرة غير الشرعية،وتعزيز التعاون مع دول المنشأ والعبور، وفرض سيطرة كاملة على حدوده الخارجية، وتبادل المعلومات لرصد وملاحقة العائدين من مناطق الصراعات ، وزيادة التعاون بين دول الاتحاد لمواجهة التهديد المحتمل من روسيا.

الهوامش

dw.

france24

RT

alhayat

alarab.co.uk

skynewsarabia

alarabiya

bbc

رابط مختصر https://www.europarabct.com/?p=47688

* حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...