الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

لماذا يتخذ “الجهاديون” ألمانيا نقطة إنطلاق لعملياتهم ؟ بقلم جاسم محمد

اوروبا والتطرف
نوفمبر 20, 2018

إعداد : جاسم محمد، باحث في قضايا الإرهاب والإستخبارات

المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات ـ المانيا وهولندا

أثارت قضية  اطلاق سراح منير المتصدق عضو خلية هامبورغ خلال شهر اكتوبر 2018، المتورط بتفجيرات 11 سبتمبر 2001، الكثير من الحقائق حول العوامل التي تدفع قيادات “جهادية” خطرة من اتخاذ المانيا نقطة انطلاق لأنشطتها وعملياتها الإرهابية. كانت مدينة هامبورغ  شمال المانيا، نقطة أنطلاق خلية هامبورغ الإرهابية، أي منفذو اعتداءات الـ 11 من سبتمبر 2001 . وهناك تعرف المتصدق على المصري محمد الأمير المعروف تحت اسم محمد عطا، أحد مدبري اعتداءات الـ 11 من سبتمبر.

الحارس الشخصي السابق لزعيم تنظيم القاعدة

أعلنت سلطات مدينة بوخوم الألمانية يوم 25 يونيو 2018 أنه تم القبض على الحارس الشخصي السابق لزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، وترحيله إلى تونس بلده بعد سحب عائق الترحيل الذي كان يحول دون ذلك. ويعيش التونسي “سامي أ.” البالغ من العمر42 عاما، منذ عام 2005 في مدينة بوخوم غربي ألمانيا ولديه زوجة وأطفال. وكان قد تم تصنيفه من جانب وزارة الداخلية المحلية لولاية شمال الراين- فيستفاليا التي تقع بها المدينة كـ “مصدر خطر على الأمن” بسبب ماضيه الإرهابي. ويشار إلى أن عائلة “سامي أ.” لديها الجنسية الألمانية، وفقا لبيانات سابقة للمحكمة الإدارية بمدينة “غيلزنكيرشن”.

محمد حيدر الزمار يريد العودة إلى ألمانيا

الزمار ألماني، خطفته السي آي أيه في المغرب بعد هجمات 11 سبتمبر وسلمته لسوريا وبقي بسجونها طويلاً، وعندما خرج انضم لـ”داعش”، والآن مسجون لدى أكراد سوريا ويريد العودة لألمانيا، غير أن السجن في انتظاره أيضا، وفق مجلة شبيغل يوم 17 نوفمبر 2018. الزمار كان صديقا لأعضاء “خلية هامبورغ” المحيطين بالمصري محمد عطا، قبل تنفيذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001. وبعد وقوع تلك الهجمات الإرهابية، وأثناء زيارته للمغرب، خطفته الاستخبارات الأمريكية (سي آي ايه) وسلمته إلى سوريا التي بقي في سجونها إلى أن خرج عام 2013.

وبعد ذلك بسنوات، وبعد خروجه من السجن في سوريا، لم يعد محمد حيدر الزمار إلى ألمانيا، وإنما انضم إلى تنظيم “الدولة الإسلاميةالإرهابي، المعروف باسم “داعش”. وعندما استولت قوات “سوريا الديمقراطيةعلى مناطق داعش وقع الزمار في أيدي المقاتلين الأكراد. وتقول شبيغل” إنه سبق له قبل أحداث الحادي عشر من سبتمبر أن تواجد لمرات عديدة بين مقاتلي القاعدة في أفغانستان والتقى زعيمها أسامة بن لادن. ورغم أنه يتحدث عن علاقته بـ”خلية هامبورغ” ومحمد عطا فيقول إنهم “أحسن الأصدقاءإلا أنه ينفي أي علم له بخططهم الإرهابية. وهو ما يعتقده محققون في بلدان عديدة، وفق شبيغل.

ميونخ بوابة جماعة الإخوان

يعتبر”التجمع الإسلامي” في ميونخ والمركز الاسلامي التابع له هناك البوابة الرئيسية في نشاط الاخوان في المانيا و أوروبا. وبات يسيطر على العديد من التنظيمات الإسلاموية الأخرى واندرج تحت مظلته مراكز إسلامية بأكثر من ثلاثين مدينة ألمانية. ويعتبر سعيد رمضان  حفيد حسن البنا، من مؤسسي رابطة المسلمين العالمية في المانيا، المركز الاسلامي ـ ميونخ ثم خلفه ابنه هاني رمضان و سمير الفالح بالاشتراك مع  السوري غالب حمت، اللذان يعتبران من اكثر الاشخاص تاثيرا ونفوذا لتنظيم الاخوان في المانيا.

مسجد بلال، مدينة “آخن”

وبينما اختار الفرع المصري للإخوان المسلمين من ميونخ قاعدة لعملياته في ألمانيا، فإن مقرات الفرع السوري تقع في مدينة “آخن” وهي بلدة ألمانية قرب الحدود الهولندية. وكان أول من انتقل إلى “آخن” هو عصام  العطار في الخمسينيات عندما كان زعيماً للفرع السوري من الأخوان المسلمين. وسرعان ما تبعه أعضاء آخرون من الإخوان المسلمين ومع الوقت، اتخذ إسلامويون من بلدان أخرى من مسجد العطار الذي يسمى الان ب مسجد بلال، في “آخن” قاعدة لعملياتهم.

تنامي العناصر الخطرة الاسلاموية

سجلت الحكومة الاتحادية وجود “776 إسلاميا من المصنفين كخطيرين” على الأراضي الألمانية خلال شهر يونيو 2018. وتواجه السلطات الألمانية صعوبات جدية فيما يخص ترحيل أشخاص من المشهد السلفي، مصنفين بالخطرين من قبل الأجهزة الأمنية.

لقد شهدت أعداد السلفيين في ألمانيا ارتفاعا جديدا، حسب معطيات الهيئة الألمانية لحماية الدستور الاستخبارات الداخلية. وذكرت الهيئة أن عدد السلفيين ارتفع ليصبح عشرة آلاف وثمانمائة بينما كان عددهم لا يتجاوز تسعة آلاف وسبعمائة في ديسمبر2017 .

بؤرة التقاء المتطرفين

يخطب “أبو ولاء العراقي” ويعطي دروساً دينية في مسجد يسمى Deutschsprachiger Islamkreis بمدينة هيلدسهايم / Hildesheim في ولاية سكسونيا السفلى. ويلقب “أبو ولاء العراقي” نفسه بـ”شيخ هيلدسهايم”. وقال وزير داخلية الولاية، بوريس بيستيروس، إن “المسجد تحول لـ”بؤرة لالتقاء السلفيين والمتطرفين، ليس فقط من ولاية سكسونيا السفلى، بل من خارجها أيضاً”.

 النتائج

إن إتخاذ المانيا نقطة إنطلاق لانشطة قيادت “جهادية” تثير الكثير من التساؤلات حول قدرات وأمكانيات الإستخبارات الالمانية ربما الى نهاية عام 2016. هذه الجماعات كانت وبعضها مازالت تتحرك امام أعين اجهزة الشرطة والإستخبارات الالمانية.

بدون شك ان المانيا الى جانب بعض دول أوروبا، تركت هذه الجماعات تتنامى امام اعينها، وارتبطت بقياداتها، من اجل ان تكون ورقة  ضغط سياسية ضد بعض دول المنطقة في الشرق الاوسط، والبعض منها استخدم ايضا بالعمل ضدموسكو باتخاذها دول البلقان، مقرا لانشطتها.

السلطات الالمانية هي الاخرى تركت حرية السفر للجماعات المتطرفة الى العراق وسوريا ومناطق نزاع اخرى، ضمن مبدأ “أستقطاب” الإرهاب في سوريا والعراق ومنطقة الشرق الاوسط، من اجل التخلص منهم في المانيا ودول اوروبا.

لكن بعد ان عانت المانيا الى جانب أوروبا من إرتداد المقاتلين الاجانب وعودتهم الى اوطانهم، بعد تفجيرات باريس نوفمبر 2015، أدركت المانيا ودول أوروبا خطر عودة المقاتلين الاجانب، وهذا ما دفعها للمشااركة في العمليات العسكرية مباشرة او من خلال التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش.

ماتعانيه المانيا في الوقت الحاضر، هو” بيروقراطية” التعامل مع الايدلوجيات المتطرفة ومع قيادات “جهادية” خطرة عاشت هنا في المانيا، اليوم فقط تحاول اعادتهم الى بلدانهم الاصلية وانتزاع الجنسية الالمانية. ابرز هذه العاصر، هو حارس بن لادن السابق” سامي” وكذلك عضو خلية هامبورغ “المتصدق”. وغيرها من الجماعات المتطرفة الخطرة.

الإستخبارات الالمانية، مازالت لحد الان تتحفظ على اسماء وعناصر خطرة عادت الى المانيا من سوريا والعراق ومناطق نزاع اخرى، التحفظ ربما يتعلق بالقوانين الالمانية والحفاظ على الخصوصية، والبعض الاخر ربما يتعلق بمخاوف الاستخبارات على حياة العائدين وعائلاتهم، والتي تخضع احيانا الى تهديدات من التنظيمات المتطرفة منها تنظيم  داعش.

التوصيات

تحتاج السلطات الالمانية، مراجعة قوانينها الخاصة بمحاربة الارهاب والتطرف، لتكون عملياتية ، غير بيروقراطية، من اجل رصد ومتابعة وإخضاع العناصر الخطرة الى الاحكام والعقوبات ومنها الترحيل القسري الى اوطانهم الاصلية، من اجل تحديد انشطة العناصر الخطرة. فما زالت المانيا تعاني من خلط مابين حرية التعبير عن لراي وتقديم الدعم اللوجستي للتنظيمات “الجهادية” في دول المنطقة. ويبقى التعاون الاستخباري مع دول المنطقة في رصد ومتابعة العناصر الخطرة وتبادل المعلومات مطلوبا.

 

رابط مختصر… https://www.europarabct.com/?p=48534

المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات

الباحث جاسم محمد

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...