إعداد المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات ـ المانيا وهولندا
وحدة الدراسات والتقارير “3”
أعربت الحكومة الألمانية عن قلقها إزاء تنامي كراهية الأجانب والتشدد اليميني في شرق ألمانيا، محذرة من أنهما يشكلان تهديدا على الأمن القومى فى ألمانيا، وأن العديد من الإحصائيات تؤكد هذه المخاوف ، وتهدف الجماعات اليمينية اإلى فرض نظام اجتماعي مختلف باستخدام العنف ، وتتعهد السلطات الألمانية التحرك في مواجهة الجماعات اليمينية المتطرفة والتعرف على الشباب الذين يتأثرون بهذه الدعاية، وتطوير خطابات بديلة.
البديل من أجل ألمانيا “Alternative für Deutschland“
تأسس حزب “البديل من أجل ألمانيا” اليميني الشعبوي في عام 2013 ، ركز على معاداة سياسات الهجرة في ألمانيا بعد أزمة اللاجئين في عام 2015، وينادي بتفكيك منطقة اليورو وعودة كل دولة من دولها إلى عملتها الوطنية.
استطاع حزب “البديل من أجل ألمانيا” دخول البرلمان الألماني بعد فوزه بحوالي (13%) من أصوات الناخبين في الانتخابات الألمانية 2017. استغل الحزب أزمة اللاجئين لتحقيق هذا الفوز التاريخي لحزب يميني في ألمانيا ومن أبرز قيادات حزب البديل
- فراوكه بيتري : أسهمت فى تأسيس “حزب البديل لألمانيا” ، وأصبحت واحدة من الثلاثي الذي يقود الحزب. ثم فازت بأصوات (60%) من نواب الحزب في عام 2015، قررت بيتري فى عام 2017عدم الانتماء “لكتلة حزب البديل من أجل ألمانيا” داخل البرلمان.
- يورغ مويتن وألكسندر غولاند : اختار حزب البديل من أجل ألمانيا كل من ” يورغ مويتن وألكسندر غولاند” رئيسين ينتميان إلى الجناح القومي المتشدد ، غولاند معروف بتصريحاته المثيرة للجدل حول الإسلام ورفضه الاعتذار عن جرائم النازيي
- سيباستيان مونزنماير: المرشح الرئيسى لحزب البديل فى راينلاند – بالاتينات، حجز مونزنماير البالغ من العمر 28 عاما مقعدا فى البوندستاغ.
- ماركوس فرونماير: هو رئيس منظمة شباب الحزب، كتب الشاب البالغ من العمر 28 عاما على موقع فيسبوك أن “جيلنا سيعاني أكثر من غيره” بسبب قرار ميركل بـ “إغراق هذا البلد بالبروليتاريا غير المطابقة للمواصفات من أفريقيا والشرق”.
- بياتريكس فون ستورش : نائبة رئيس حزب البديل هي أيضا عضو في البرلمان الأوروبي وهي معروفة بآرائها المحافظة المتشددة.
- أليس فايدل : خبيرة اقتصادية تبلغ من العمر 38 عاما كانت هي المرشح الآخر الأساسي لحزب البديل. على الرغم من أنها تعيش في سويسرا.
أجرت مؤسسة “إنسا” استطلاع للرأى فى فبراير 2018 أظهر أن حزب “البديل من أجل ألمانيا” تخطى الحزب الديمقراطي الاشتراكي (يسار الوسط) وارتفع حزب البديل بمقدار (1%) ليسجل (16%)،وفي المقابل، تراجع الحزب الديمقراطي الاشتراكي نقطة واحدة مئوية إلى 15.5 في المئة.
الحزب الوطني الديمقراطي في ألمانيا :” Nationaldemokratische Partei Deutschlands”
تأسس الحزب في عام 1964 خلفا لحزب الرايخ الألماني ، في يناير 2011،تم دمج الاتحاد الوطني الألماني مع الحزب الوطني الديمقراطي وتم تمديد اسم الحزب الوطني الديمقراطي في ألمانيا بإضافة “الاتحاد الشعبي” .
وصنف المكتب الاتحادي لحماية الدستور الألماني الحزب الوطني الديمقراطي بأنه “تهديد للنظام الدستوري” بسبب برنامجه وفلسفته، ،تشير الإحصائيات إلى أنه يحسب على اليمين المتطرف أقل من 25 ألف شخص ، بينهم 2.500 شخص ينشطون بشكل منتظم،و تستقطب المسيرات المناهضة للأجانب أعدادا أكبر من الناس.
ويتهم الحزب الوطني الديمقراطي بمعاداة المهاجرين و أطروحاته العنصرية. الحزب أسس عام 1964 و يضم (6000) عضو ، خسر كل ممثليه في الانتخابات الأخيرة في البرلمان الجهوي ومن أبرز قيادات الحزب :
- يودو فويغت : عضو الحزب الوطنى الديمقراطى في البرلمان الأوروبي الذي انتخب عام 2014.
ذكرت الاستخبارات العسكرية الألمانية فى يناير 2018 أن هناك (400)حالة اشتباه بشأن الانتماء لليمين المتطرف جديدة ظهرت في عام 2017. يشار إلى أن عدد حالات الاشتباه من هذه النوعية كان يبلغ سنويا (300) حالة في المتوسط خلال الأعوام الماضية منذ إلغاء التجنيد الإجباري في عام 2011 ،
حركة الهُوِيّة
نشأت حركة الهُوِيّة في فرنسا في عام 2003 تحت مُسَمّى “Bloc Identitaire” ،نشأت الحركة في ألمانيا وَفْقًا للهيئة الاتحادية للتعليم السياسي حيث عملت الحركة بالتعاون مع حركة بيجيدا المعادية للاجئين، ولها صِلاتٌ بحزب البديل من أجل ألمانيا المعادي للاجئين والمهاجرين، ففي خريف عام 2016، وتُقدِّر السلطات الألمانية أعضاء الحركة بحوالي (400) عضوٍ في ولاية بافاريا، وتُعَوِّض نقْص عدد أعضائها باعتمادها على الفعاليات والأنشطة اللافتة للانتباه الإعلامي.
استأجرت حركة “1 %” المتحالفة مع حركة الهُوِيَّة فى عام 2017 مكتبًا لصالح توماس تيلشنايدر (Hans-Thomas Tillschneider)، النائب عن الحزب في برلمان ولاية “ساكسونيا-أنهالت،”وهذا يوضّح لنا حجم التعاون والتحالف بين الحركة وبين المعارضة البرلمانية وغير البرلمانية المنتمية لليمين الألماني والصِّلات التي تجمع هذه الهيئات سويًّا.
حركة “بيغيدا”
تم إنشائها شرقي ألمانيا عام 2014 ، انتشرت الحركة في دول أخرى ، ظاهرة محلية تقتصر على ولاية “سكسونيا” لكن صداها يدوي في جميع أنحاء شرق ألمانيا ، حركة “بيغيدا” لا تخضع للمراقبة من قبل جهاز الاستخبارات في غالبية الولايات الألمانية، وهي تحصل عبر قنوات التواصل الاجتماعي على تأييد يفوق الأحزاب الممثلة في البرلمان الألمانيومن أهم القيدات
- لوتز باخمان: مؤسس حركة “بيغيدا” ويتهم باخمان، البالغ من العمر 45 عاما، بالتحريض على العنصرية ، وسبق أن أدين باخمان بالعديد من الجرائم، وقضى مدة في السجن. فقد حكم عليه عام 1998 بالسجن ثلاثة أعوام وثمانية أشهر لضلوعه في عدد من السرقات، ثم هرب بعدها إلى جنوب أفريقيا.
حركة مواطني الرايخ الألمانية
“مواطنو الرايخ” لا يعترفون بالدولة الألمانية الحديثة التي تأسست بعد انهيار النازية “الرايخ الثالث” (وتعني الإمبراطورية الألمانية الثالثة) عقب الحرب العالمية الثانية سنة 1945. ويتهم “مواطنو الرايخ” جمهورية ألمانيا الاتحادية التي تأسست عام 1949 بأنها أسست بصورة غير قانونية،ولا يعترف “مواطنو الرايخ” بالمؤسسات الألمانية، مثل المحاكم والسلطات الحكومية، و بالقوانين ومن أبرز القيادات:
- ووالفغانغ إبيل :أعلن نفسه مستشارا للرايخ ،وكان الرجل شكل حكومة للرايخ الذي يحلم به سنة 1985!
- بيتر فتزك: أعلن نفسه “ملكا لألمانيا”، وجعل من مبنى مهجور لمستشفى مملكته، قبل أن يتم اعتقاله سنة 2017، بعد أن احتال على زبائن، من خلال فتح بنك وهمي.
أظهر تقرير لهيئة حماية الدستور (الاستخبارات الداخلية) فى يوليو 2018 تواجد (16500) شخص ينشط في حركتي (مواطني الرايخ الألماني وحركة” المواطنين المستقلين)، بزيادة (3700) شخص عما كان في تقرير عام 2016،يقطن أغلب هؤلاء وعددهم 3500 شخص في ولاية بافاريا جنوب البلاد، يتوزع الباقي على ولايتي بادن فورتمبيرغ وشمال الراين وستفاليا.
النازيون الجدد
هي حركة متطرفة عنصرية سياسية توصف بـ”النازية” وتسمى أيضا بالفاشية الجديدة ، تعتبر منبع الفكر النازي حيث تتواجد هذه الجماعات من جميع فئات الشعب الألماني ومختلف الأعمار في بعض المدن ويتم دعم هذه الجماعات من بعض الأحزاب السياسية التي يوجد لها نفوذ في البرلمان الألماني
ويتواجد النازيون الجدد في ولايات براندنبورغ ، ومكلنبورغ فوربومرن وهيسن وسكسونيا السفلى وشمال الراين ووستفاليا ووراينلاند بفالتس بادن فورتنمبرغ وبرلين، بحسب ما أكده توماس برغمان، مضيفا أن مبادئهم هي العنصرية والاستبداد والشوفينية وتمجيد النازية وكره الأجانب ورفض التعددية في القيم الليبرالية ومن أهم أهداف النازيين الجدد:
- السيطرة على الحكم، وذلك من خلال الحصول على أكبر قدر ممكن من المقاعد البرلمانية في الولايات،
- طرد الأجانب من ألمانيا، حيث يتبنّى الحزب النّازي أفكاراً صريحة في عنصريّتها كالإيمان بتفوّق الجنس
- زرع العنصريّة في نفوس الشّعب الألماني
خلية “ان إس يو” اليمينية المتطرفة
تورطت الخلية فى تسعة أفراد منحدرين من أصول تركية ويونانية، وشنّ هجوم مميت على أفراد الشرطة، وتنفيذ هجوم تفجيري على متجر تابع لأسرة إيرانية في كولونيا، وتفجير قنبلة مسامير شديدة الانفجار في نفس المدينة، وارتكاب عدة جرائم سطو مسلح، وذلك خلال الفترة من 2000 و2007.
قدمت الحكومة الألمانية بيانات حول(750) يمينيا متطرفا يملكون أسلحة بطريقة قانونية، وتسعى الحكومة الألمانية إلى نزع أسلحتهم،ووفقا لهيئة حماية الدستور (جهاز الاستخبارات الداخلية) فإن عدد المتطرفين اليمينيين الخطيرين يقدر بـ (12100)شخص، في حين يقدر عدد الأشخاص الذين لديهم ميول يمينية متطرفة (23100) شخص.
جماعة “فرايتال” المتطرفة
اطلق المحققون الفيدراليون الالمان اسم “جماعة فرايتال” على الخلية نسبة الى بلدة فرايتال التي تقع جنوب شرق مدينة درسدن. وهم يعتقدون ان الجماعة شُكلت في صيف 2015 أو قبل ذلك وانها سعت الى ترويج افكارها اليمينية المتطرفة باعتداءات على طالبي اللجوء والمختلفين معها في التوجه السياسي ، وكانت فرايتال مهد جماعة متطرفة أخرى شُكلت اوائل 2015 بدعوى حماية ركاب الحافلات بعدما تردد ان اثنين من المهاجرين العرب تحرشا بتلميذات في احدى الحافلات العامة.
ذكر تقرير فى يوليو 2018 أن اليمينيين المتطرفين في ألمانيا أدرجوا (25) ألف شخص ضمن “قوائم الأعداء”. وحسب التقرير فإن القوائم تضم أسماء هؤلاء وعناوينهم وأرقام تلفوناتهم وأن السلطات الألمانية أبلغت ثلاثة فقط من المدرجة أسماؤهم على القوائم.
حركة “الموطنين المستقلين”
يعطون لأنفسهم الحق إمكانية الخروج على ألمانيا الاتحادية ويدعون لأنفسهم استقلالية قانونية،. ويتم تصنيف أعضاء الحركة من قبل الاستخبارات الداخلية كـ”أعداء للدولة ومتطرفين”. وأغلب أعضاء هذه المجموعات من الرجال حيث يشكل الرجال فوق سن الأربعين (75%) أعضائها.
وانتقدت “مارتينا رينر” خبيرة المجموعات اليمينية المتطرفة في كتلة حزب اليسار المعارض في البرلمان الألماني، موقف الحكومة الاتحادية، واتهمت رينر برلين بتجاهل إرهاب اليمين المتطرف قائلة “لا يمكن تفسير الأمر إلا بهذه الطريقة، إذ أن مكتب الاتحادي لمكافحة الجريمة لا يمتلك معلومات حول هذا الموضوع ويلتزم الصمت”.
التوصيات
- تشكيل ائتلافات حكومية للتصدى للاحزاب الشعبوية
- إعداد مشروع يتعلق بنشر بالمحتوى المتطرف على مواقع التواصل الاجتماعى.
- حذف الخطابات الدعائية والكراهية التى تحض على التمييز والعنصرية
- تصدى المنظمات والمجتمعات المدنية فى ألمانيا لظاهرة اليمين المتطرف
- خفض دعم الأحزاب اليمينية التى تدعو إلى التطرف.
- وضع برامج تثقيفية وتأهيلية للشباب للحد من استقطابهم
الهوامش
رابط مختصر https://www.europarabct.com/?p=47229
* حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات