الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

ملف: مكافحة الإرهاب – هل تحولت التنظيمات المتطرفة إلى ورقة سياسية؟

داعش
يونيو 11, 2022

المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات ـ ألمانيا  وهولندا

 إعداد وحدة الدراسات والتقارير 

يمكنكم الأطلاع على الملف نسخة   pdf على الرابط التالي : https://www.europarabct.com/?p=82434

ملف: مكافحة الإرهاب – هل تحولت التنظيمات المتطرفة إلى ورقة سياسية؟


داعش ـ ما سر خساراته المتكررة لقياداته؟

تتصاعد المخاوف بشأن استمرار تصعيد هجمات داعش في منطقة الشرق الأوسط وتهديداته بشن هجمات على أراضي الدول الأوروبية والغربية. وعلى الرغم من النجاحات التي حققتها الولايات المتحدة وشركاؤها في مكافحة الإرهاب ظل التنظيم يشكل تهديداً مستمراً ومنتشراً في جميع أنحاء العالم، ويعتمد إلى حد كبير على خلاياه النائمة وشبكاته السرية لتنفيذ هجمات على المستوى الدولي والإقليمي.

هل تنظيم داعش مخترقاً من الداخل؟

ذكر تقرير نشرته صحيفة “واشنطن بوست” في 8 أبريل 2022 بأن “أبا إبراهيم الهاشمي القرشي” الذي بايعه تنظيم “داعش” الإرهابي خلفاً “للبغدادي”، عمل مخبراً للأمريكان. وقد قدم “القرشي”  توجيهات دقيقة حول كيفية العثور على المقر السري للجناح الإعلامي للتنظيم، وصولاً إلى أدق التفاصيل. وعندما سئل عن القائد الثاني للمجموعة رسم ” القرشي” خرائط لمكان التجمع حيث يسكن القيادي الداعشي، حيث تمكن الجيش الأمريكي من خلال هذه المعلومات، من قتل “أبو قسورة” في غارة على مدينة الموصل العراقية. لفتت الصحيفة إلى أن الوثائق السرية التي نشرتها وزارة الدفاع الأمريكية، أظهرت أن القرشي كان مخبراً غزير الإنتاج وقد قدم عشرات التفاصيل التي لا تقدر بثمن ساعدت من يحاربون التنظيم.

خسارة تنظيم داعش معاقله

أسس تنظيم “داعش” في عام 2014 فروعًا له، بينها خصوصا فروع في أفغانستان وليبيا واليمن أيضاً وكانت قوية لبعض الوقت. ومنذ خسارة “أراضي الخلافة”، واجه تنظيم “داعش” مشاكل في السيطرة على شبكته الدولية، وهذا هو السبب في أن التنظيم يبدو أنه يتصرف بطريقة لامركزية أكثر مما كان عليه في السنوات الأولى. وتطارد الولايات المتحدة قيادات التنظيم وقد جرى استبدال قيادات التنظيم بآخرين، وعاد إلى الظهور، بشكل جديد. ويتفق الخبراء على أن قتل زعيم آخر لمجموعة إرهابية لن يقضي على أيديولوجية الإرهابيين. “رغم ذلك فإن مقتل أبو إبراهيم الهاشمي القرشي يمثل ضربة خطيرة للتنظيم” وفقاً لـ”DW” في 10 فبراير 2022. البناء الهيكلي للمنظومة العسكرية لتنظيم داعش. بقلم مازن خالد

أبرز التقارير الاستخباراتية حول تنظيم داعش خلال عام 2022

  • 12 مايو 2022: حذرت واشنطن من أن الاحتفاظ بعشرة آلاف من معتقلي داعش في معسكرات الاعتقال ليس مستدامًا حيث يحاول التنظيم استعادة قوتها في المنطقة. ووصفت فرنسا التنظيم بأنها باتت “مرنة بشكل مزعج” وفقاً لـ” thenationalnews” في 12 مايو 2022.
  • 1 مايو 2022: أشارت المعلومات الاستخباراتية التي تم جمعها في الاستخبارات الأمريكية لزعيم تنظيم “داعش” أبو إبراهيم الهاشمي القريشي في الأشهر التي سبقت مقتله أنه ظل على اتصال بشبكة من الخلايا السرية في أجزاء من سوريا و العراق وفقاً لـ”” nytimes “.
  • في 18 أبريل 2022: حذر تقرير لـ” nytimes” من تنفيذ هجمات إرهابية على أوروبا في محاولة للانتقام لمقتل زعيمها في غارة للقوات الأمريكية الخاصة حيث طلب التنظيم من أنصاره الاستفادة من إلهاء الغرب عن الحرب في أوكرانيا لشن هجمات إرهابية.
  • 25 مارس 2022: أشار تقرير للأمم المتحدة إلى أنه على الرغم من الجهود الكبيرة التي تبذلها الدول الأعضاء، قامت داعش بتوسيع وتكثيف أنشطتها في أجزاء من أفريقيا.
  • 15 مارس 2022: أفاد تقرير صادر عن وزارة الدفاع الأمريكية وفقاً لـ”carnegieendowment” إلى أن تنظيم داعش أعاد ترتيب صفوفه ويؤكد التقرير أيضا أن التنظيم عزز قدراته المسلحة في العراق مستخدما كما يبدو ثروة متبقية تقدر بنحو (300) مليون دولار.

حذر” فرانشيسكو ماروني” الخبير لمشارك في معهد الدراسات السياسية الدولية (Ispi)، من أن “الخطر قائم”، مؤكداً أن تفعيل “خلية واحدة يكفي لشن هجوم”. وأشار إلى أن “السنوات الأخيرة، لم تشهد هجمات خطيرة جداً من حيث الخسائر في الأرواح في الغرب”، بل “كانت هناك عمليات قليلة لذئاب منفردة، نفذّت بخطط بسيطة للغاية”. وذكر ماروني أن “أشهر هذه العمليات كان اغتيال النائب البريطاني ديفيد أميس”، وأن “هذا السيناريو من المرجح أن يعيد نفسه بعد وفاة أبو إبراهيم الهاشمي القريشي الذي لم تكن لديه هيبة وقيادية سلفه البغدادي” وفقا لـ”وكالة أكي” في 4 فبراير 2022. داعش يُعيد تنظيمه من جديد داخل مخيمات شمال سوريا .. بقلم اكرام زيادة

تقييم إلى التقارير الاستخبارتية

تكشف القراءة الدقيقة للهجمات المتصاعدة الأخيرة للتنظيم أن “داعش” يستخدم نمطًا من التكتيكات التي تشبه إلى حد بعيد تلك التي اعتمدوها منذ عام 2014 عندما اعتمدوا على القتال التقليدي وهجمات الاستنزاف وحروب العصابات. على سبيل المثال ، الهجوم واسع النطاق المخطط جيدًا على السجون ، باستخدام سيارتين مفخختين انفجرتا عند البوابة الرئيسية ، مما سمح للعديد من مقاتلي الجماعة باختراقها واقتحام السجن من عدة اتجاهات. لكن التحالف الدولي نفى ذلك وادعى أنهم قتلوا (370) أسيراً حاولوا الفرار أثناء اشتباكات. وقررتنظيم داعش داعش العمل تحت قيادة موحدة ، والتي أظهرت مرونة استثنائية ، خاصة في سوريا. ولقد تمكنوا من إعادة هيكلة أنفسهم تنظيمياً بكفاءة على الجبهات العسكرية والأمنية والإدارية والإعلامية وفقا لـ”carnegieendowment” في 15 مارس 2022 .

لا يزال داعش يشكل تهديدًا جديا للأمن العالمي وفقا للأمم المتحدة، و بالرغم من تقارير الأمم المتحدة تم تخفيض مستوى التهديد الرسمي البريطاني للإرهاب الدولي إلى مستوى “كبير” ، مما يعني أن الهجوم محتمل ولكنه يخفف من الخطر الوشيك لهجوم مميت. وأكدت وزيرة الداخلية “بريتي باتيل” إن قرار المملكة المتحدة لتقليل مستوى التهديد اتخذه المتخصصون في مركز تحليل الإرهاب المشترك في البلاد وفقا لـ”” في 10 فبراير 2022. ووفقاً لـ”reuters” في 5 فبراير 2022 أنه بالرغم من تحديد عدد مقاتلي التنظيم بـ(10) آلاف مقاتل  إلا أن مقاتلي التنظيم ينتشرون في خلايا مستقلة وقيادتها سرية ويصعب تحديد حجمها الإجمالي.

تتنوع المعلومات الاستخباراتية الصادرة مابين معلومات استخباراتية صادرة من الوكالات الاستخباراتية وبين تسريبات فعلى سبيل المثال تقرير صحيفة “واشنطن بوست” حول تعاون القرشي مع الاستخبارات الأمريكية لم يصدر رسمياً من واشنطن. كذلك هناك تقارير رسمية تقرير صدرت عن وزارة الدفاع الأمريكية وفقا لـ”carnegieendowment” إلى أن تنظيم داعش أعاد ترتيب صفوفه أيضا أن التنظيم عزز قدراته المسلحة في العراق

أسباب سياسية لتقارير الاستخبارات الأمريكية

تستغل الولايات المتحدة الأمريكية ورقة تنظيم داعش ومقاتليه لتحقيق بعض المكاسب السياسية على المستوى الدولي لها فعلى سبيل المثال، دوما ما تنادي واشنطن الحلفاء على استعادة مواطنيهم الموقوفين في الخارج بعدما حاربوا في صفوف تنظيم داعش، معتبرة أنه لا يمكن أن يبقوا معتقلين إلى ما لا نهاية في سوريا وفقا لـ” فرانسس24″ في 28 أبريل 2022. وعلى المستوى الأقليمي تسعى واشنطن لتمرير أجندتها عبر ورقة تنظيم داعش، فمثلاً أدانت الولايات المتحدة بشدة تشريعاً جديداً صدر في العراق يُجرم تطبيع العلاقات مع إسرائيل وزعمت أنها تهدد وتروج لمعاداة السامية وفقاً لـ”BBC” في 27 ماي 2022. كذلك ما يظهر من خلافات حول مساعي تشكيل حكومة عراقية جديدة وسط انقسام الكتل في البرلمان على وقع هجمات وتفجيرات تعرضت لها المنطقة الخضراء حيث مبنى السفارة الأمريكية. داعش يظهر من من جديد في سوريا والعراق، الدلالات والمعالجات. بقلم جاسم محمد

***

القاعدة ـ هل مازال التنظيم فاعلاً؟

يرتبط تنظيم “القاعدة” بحركة طالبان من خلال مبايعة – أو “البيعة” – التي عرضها “أسامة بن لادن” لأول مرة في التسعينيات على نظيره من طالبان “الملا عمر”.تم تجديد هذا التعهد عدة مرات منذ ذلك الحين ، على الرغم من عدم اعتراف طالبان به علناً دائماً. وبموجب اتفاق السلام لعام 2020 مع الولايات المتحدة ، تعهدت طالبان على عدم السماح للقاعدة بالعمل في المناطق الخاضعة لسيطرتها. لكن لا يبدو أنهم رفضوا علنًا تنظيم القاعدة أيضًا.

تسلسل زمني للبيعة

يلتزم تنظيم القاعدة بالولاء لطالبان بعد أن بايعتها، وهي البيعة التي قدمها زعيم القاعدة السابق ” أسامة بن لادن ” لزعيم طالبان السابق “الملا عمر” في التسعينيات من القرن الماضي. وتم تجديد البيعة عدة مرات منذ ذلك الحين. وتلزم البيعة بالولاء لطالبان عبر إسباغ لقب “أمير المؤمنين” على زعيم طالبان وخلفائه. والقاعدة ليست الجماعة الجهادية الوحيدة التي بايعت حركة طالبان الأفغانية. فقد بايعت حركة طالبان الباكستانية في السابق نظيرتها الأفغانية وجددتها مؤخرا بعد الاستيلاء على أفغانستان وفقا لـ”BBC” في 10 سبتمبر 2021. وفيما يلي تسلسل زمني للبيعة

  • في عام 2011، بايع “أيمن الظواهري” الملا عمر بالنيابة عن تنظيم القاعدة وفروعها الإقليمية.
  • في عام 2014، تم تجديد البيعة بعد الإعلان عن إقامة “الخلافة” في العراق وسوريا.
  • في يوليو ،2015 أعلنت طالبان أن الملا “عمر” قد مات قبل عامين وكان عرض “الظواهري” بيعة الملا عمر بعد موته مصدر إحراج للقاعدة.
  • في 13 أغسطس 2015، جدد “الظواهري” بيعته لزعيم طالبان الملا “أختر محمد منصور”.
  • عندما تولى الزعيم الحالي “هبة الله أخوند زاده” قيادة الجماعة بعد وفاة “منصور” في غارة جوية أمريكية في مايو 2016 لم تعترف طالبان علناً ببيعة الظواهري للحركة كما لم تنكرها.

أين يختبئ “الظواهري”؟.. وماهي رسائله خلال عام 2022 ؟

أعلن في نوفمبر 2020، وفاة زعيم تنظيم “القاعدة” أيمن الظواهري، الذي تولى قيادة التنظيم بعد مقتل “أسامة بن لادن” وأنه “توفي في أفغانستان لأسباب طبيعية”. ولكن ظهر ” الظواهري” في فيديو قصير مدته تسعة دقائق مدافعا ومادحا الفتاة الهندية التي رفضت خلع حجابها ما يدحض إشاعات مقتله ومرضه التي تواترت وفقا لـ”فرانس24″ في 7 أبريل 2022. وفي 7 مايو 2022 ظهر “الظواهري” في مقطع أخرأكد من خلاله إن “ضعف الولايات المتحدة” كان السبب في وقوع حليفتها أوكرانيا “فريسة” للغزو الروسي، وفق ما ذكره تقرير لصحيفة ” The Washington Post” ، أما مكان الظواهري فغير معروف، وقد وضع مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي مكافأة قدرها (25) مليون دولار مقابل أي معلومات تُفضي إلى القبض عليه  لضلوعه في هجمات نيويورك 2001 . طالبان .. القاعدة .. ولاية خراسان ..في تقارير أجهزة الإستخبارات الغربية؟ بقلم الدكتور فريد لخنش

أبرز فروع تنظيم القاعدة حول العالم

  • “قاعدة الجهاد في شبه القارة الهندية”: أعلن “الظواهري” وفقا لـ”مونت كارلو” في عام  2014أ نه سينشر الحكم الإسلامي و”يرفع علم الجهاد” في أنحاء شبه القارة الهندية.
  • “قاعدة الجهاد في جزيرة العرب”: نشأ عام 2009 وتعتبره الولايات المتحدة أخطر فروع تنظيم القاعدة في العالم وفقاً لـ”يورونيوز” في 19 أغسطس 2021.
  • “تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي”:  حصل على ولاء العديد من الجماعات الجهادية النشطة في منطقة الساحل، والتي انضوت منذ 2017 تحت لواء جماعة “نصرة الإسلام والمسلمين”.
  • “هيئة تحرير الشام ( جبهة النصرة سابقا)”: ذراع القاعدة هناك وهي تسيطر على نحو(50%) مساحة محافظة إدلب التي تعد معقلها في شمال غرب سوريا وفقا لـ”الحرة” في  9سبتمبر 2021.
  • “تنظيم حراس الدين”: الذي يعد أيضا ذراعا لتنظيم القاعدة في سوريا.
  • شبكة دعم لتنظيم القاعدة في البرازيل:  تظهر الأنشطة المستمرة لهذه الشبكة التي تتخذ من البرازيل مقرا لها أن القاعدة لا تزال تشكل تهديدا إرهابيا عالميا وفقا لـ”state.gov” في 22 ديسمبر 2022. اعتقال زعيم تنظيم القاعدة في اليمن  خالد باطرفي. بقلم ـ اللواء الركن المتقاعد ،الدكتور عماد علو

التخادم بين طالبان وتنظيم القاعدة

ذكر تقرير من فريق مراقبة تابع للأمم المتحدة  أن العلاقة بين الجماعتين “لا تزال وثيقة” ، ووصفت القاعدة بأنها “مسرورة” باستيلاء طالبان على السلطة. وتقول الأمم المتحدة إن القاعدة تستخدم السيطرة لزيادة أعدادها وتمويلها ، وكذلك “لإلهام المنتسبين للقاعدة على مستوى العالم” وفقاً لـ”businessinsider” في 19 أبريل 2022. تثير مخاوف من أن التزام طالبان بالحد من القدرة العملياتية للقاعدة “غير مؤكد على المدى المتوسط ​​إلى الطويل”. أشار تقرير لمركز مكافحة التطرف  وفقاً لـ(CEP)إلى   أن”رفاق هبة الله أخوند زادة، زعيم طالبان، ما زال لديهم علاقات وثيقة مع تنظيم القاعدة، وتصدر أعضاء شبكة حقاني مناصب قيادية في حكومة طالبان ورجح تقرير مركز (CEP) أن هدوء القاعدة في أفغانستان المبني على تقديم زعيم القاعدة “أيمن الظواهري” البيعة لطالبان لن يستمر طويلا، وإعادة عملياتها في المنطقة والعالم متوقع مع تصاعد التنافس.

أفاد تقرير أن الوكالات الاستخباراتية الأمريكية تعتقد أن طالبان ما زالت تُبقي مسؤولي القاعدة في عزلة إلى حد ما. وذكر التقرير أن “طالبان لم تسمح لأعضاء القاعدة بلعب دور مهم فيما يسمى بـ” الحكومة المؤقتة “ومن المرجح أن تهدف إلى منع هجمات القاعدة على الولايات المتحدة في الوقت الذي تحاول فيه كسب الشرعية الدولية”. نقلاً عن القيادة المركزية الأمريكية ووزارة الداخلية الأمريكية. لكن المسؤولين الأمريكيين يقدرون أيضًا أن قادة طالبان ليسوا في عجلة من أمرهم لقطع العلاقات مع الجماعة، على الرغم من تأكيداتهم لواشنطن كجزء من اتفاق الدوحة. ووفقًا للتقرير، “من المرجح جدًا أن تسمح طالبان لعناصر القاعدة في أفغانستان بالحفاظ على مكانة منخفضة داخل البلاد للحفاظ على العلاقات القديمة وتجنب إغضاب أكثر العناصر تشددًا داخل طالبان” وفقا لـ” voanews” في 15 فبراير 2022.

يقول “كريستيان فاغنر” الخبير بشؤون جنوب آسيا بأن “الجماعتين (طالبان والقاعدة) مرتبطتان ببعضهما من خلال الكفاح المشترك في أفغانستان، وإلى حد ما يصعب الفصل بينهما”. ويرى أن هذا ما يصعب على طالبان تحديد علاقتها مع القاعدة بعد عودتها إلى السلطة، ولذلك فإن توضيح الكثير من الأمور سيتم على المستوى المحلي أكثر من المستوى الوطني، ويضيف “سيعتمد الأمر كثيرا على العلاقات الشخصية”. وفقا لـ”DW” في 24 أغسطس 2021.

هل من علاقات بين إيران وطالبان؟

لم تحدد إيران على وجه التحديد شروط الاعتراف بطالبان ، لكنها دعت إلى تشكيل حكومة في كابول تشمل جميع الجماعات العرقية والدينية والسياسية في الدولة التي مزقتها الحرب. وفي فترة أقل من عام منذ استيلاء طالبان على أفغانستان ، ظلت العلاقات بين طهران وطالبان سلمية إلى حد كبير، لكنها واجهت أيضًا مطبات عرضية، من تعقيدات موارد المياه المشتركة إلى الاشتباكات الحدودية، وفقاً لـ” al-monitor” في 26 أبريل 2022 . كذلك أرسلت طهران قوات ودبابات بالقرب من الحدود مع أفغانستان بعد أن اندلعت مناوشات بين حرس الحدود عند معبر حدودي عندما حاولت طالبان شق طريق على الحدود وفقاً لـ” mytimes” في  28 أبريل 2022.

قيادات تنظيم القاعدة في إيران

اتهمت واشنطن الحكومة الإيرانية بالسماح لتنظيم “القاعدة” بتأسيس “مقرّ رئيسي جديد” له في إيران. وأكدت أن تنظيم القاعدة كان مختبئاً في الجبال، وأنه يعمل تحت غطاء صلب في حماية النظام الإيراني”. وكانت قد نفت إيران مضمون تقرير عن مقتل الرجل الثاني في تنظيم القاعدة، ، على أراضيها، في عملية نفذها عملاء إسرائيليون، بطلب من الولايات المتحدة. كذلك سمحت إيران منذ عام 2015 لأعضاء تنظيم القاعدة الموجودين في البلاد بالتواصل بحرية مع أعضاء آخرين، وبأداء العديد من الوظائف التي كانت تصدر من أفغانستان وباكستان، بما فيها التفويض بشنّ هجمات، والدعاية، وجمع الأموال وفقا لـ”BBC” في 12 يناير 2021. طالبان ـ مظلة للجماعات المتطرفة، ومركز إستقطاب للتطرف والإرهاب؟ 

***

الجهاديون” ـ هل وضعت “إمارة طالبان 2022” الغرب أمام الأمر الواقع؟

شارفت حركة “طالبان” الأفغانية على إكمال عشرة أشهر في الحكم، منذ أن سيطرت على العاصمة كابول، بعد أن انهارت حكومة الرئيس السابق أشرف غني، منتصف أغسطس 2022. وعلى الرغم من جهودها الحثيثة لتحسين صورتها وإكتساب شرعية دولية، إلا أن الحركة  ماضية نحو تمكين أيديولوجيتها المتطرفة في المجتمع؛ ومحاولة فرض الاعتراف بوجودها كحكومة “أمر واقع” .

الانسحاب الأمريكي.. وعودة “إمارة طالبان” الإسلامية

توصلت واشنطن في عام 2020 إلى اتفاق سلام مع حركة “طالبان” الأفغانية في الدوحة. وفي أبريل 2021، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن أنه سيمتثل للاتفاق المبرم، ويسحب جميع القوات الأمريكية، قبل الذكرى العشرين لهجمات 11 سبتمبر الإرهابية على الولايات المتحدة؛ أي في 11 سبتمبر 2021. ومع بدء إجلاء القوات – دون تسليمٍ صحيح للقوات المحلية في كثيرٍ من الأحيان – نشأ فراغ استغلته حركة “طالبان”. وبالرغم من أن تقارير الاستخبارات الأمريكية توقعت استيلاء “طالبان” على السلطة بعد ثلاثة أشهر من الانسحاب، وفقاً لـ “رويترز” في 11 أغسطس،  فإنها لم تأخذ في الحسبان الرد الباهت للجيش الوطني الأفغاني، والحكومة الأفغانية، في مواجهة زحف “طالبان”. مكافحة الإرهاب في أفغانستان ـ عودة طالبان وانعكاسات ذلك على الأمن الإقليمي والدولي

وفيما يلي تسلسل زمني لأبرز محطات طالبان في  التفاوض والسيطرة خلال العقد الأخير:

  • 18 يونيو 2013: سمحت قطر بأن تفتح الحركة مكتب اتصال بالدوحة، واعتبرت واشنطن المكتب “خطوة أولى مهمة” نحو تسوية سياسية في أفغانستان.
  • نهاية مايو 2014: توصلت واشنطن وطالبان بوساطة قطرية إلى صفقة جرى بموجبها إفراج الحركة عن جندي أميركي أسير لديها مقابل إطلاق 5 من قادتها المعتقلين في سجن غوانتنامو.
  • نهاية يناير 2015: رفض البيت الأبيض الأميركي تصنيف طالبان تنظيما “إرهابيا”.
  • 28 يناير 2019: توصلت طالبان والولايات المتحدة إلى مسودة اتفاق بعد انتهاء الجولة الرابعة من محادثات السلام بالدوحة، تضمن انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان، وعدم استخدام تنظيمات إرهابية للبلاد كقاعدة.
  • 25 فبراير 2019: جولة من المحادثات بين طالبان وواشنطن في الدوحة بمشاركة الملا عبد الغني برادر، أحد مؤسسي الحركة.
  • 11 سبتمبر 2020: ، أشرف وزير الخارجية الأميركي (السابق) مايك بومبيو في الدوحة على شروع الحكومة الأفغانية في مفاوضات مع الحركة، من أجل تقاسم السلطة.
  • 14 أبريل 2021: أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن أن انسحاب قواته من أفغانستان سيبدأ في الأول من مايو 2021 ، وينتهي في 11 سبتمبر2021، لينهي بذلك أطول حرب أميركية بالتاريخ. ويمثل هذا تمديدا لموعد نهائي سابق للانسحاب أول مايو من نفس العام تم الاتفاق عليه بين واشنطن وطالبان.
  • 1 مايو 2021: بدأت الولايات المتحدة وحلف الناتو سحب 9500 جندي بينهم 2500 أميركي كانوا ما زالوا موجودين بأفغانستان.
  • 2 يوليو 2021: انسحبت القوات الأميركية بهدوء من “باغرام” قاعدتها العسكرية الرئيسية بأفغانستان، وسلمتها للقوات الحكومية، وهذا ما يفهم أنها تنهي بذلك فعليا تدخلها في الحرب.
  • يوليو 2021: سيطرت الحركة على غالبية عواصم الولايات الأفغانية
  • 15 أغسطس 2021 : مقاتلو الحركة يسيطرون على العاصمة كابول، و الرئيس غني يغادر أفغانستان.

ازدواجية المعايير الأمريكية في التعامل مع “طالبان” – انسحاب أم إعادة تموضع؟

على الرغم من أن الولايات المتحدة الأمريكية أنفقت في أفغانستان  تريليوني دولار. وفقدت أكثر من ألفين جندي أمريكي، وعدد لا يُحصى من الأفغان وفقاً لمجلة ” Economist” في  21 أغسطس 2021، إلا أنه بعد الانسحاب عادت أفغانستان إلى المربع الأول، وسيطرت “طالبان” على البلاد بشكل أقوى مما كانت عليه عندما فقدت السلطة؛ وهم الآن أفضل تسليحاً، بعد أن استولوا على الأسلحة التي كانت أمريكا تُمطرها على الجيش الأفغاني، وقد حصلوا الآن على تأكيد نهائي بأنهم قد هزموا قوة عظمى.

 كانت النتيجة  نفسها في حرب العراق، عملت الولايات المتحدة على تأسيس نظاماً طائفياً قمعياً فاسداً، تسبب في استيلاء تنظيم الدولة (داعش) على أجزاء كبيرة من البلاد، حيث تبخرت القوات العراقية في مواجهة الهجوم الذي شنه التنظيم عام 2014، لنفس الأسباب تقريباً التي تكررت من جديد في حالة الجيش الأفغاني في مواجهة هجوم “طالبان” و النتيجة عشرين عاماً من الحرب المدمرة  لأفغانستان تلاها مباشرة صعود “طالبان” إلى السلطة من جديد.

فيما تشير التقديرات إلى اعتبار السلوك الأمريكي تجاه “طالبان”، هو إعادة تموضع القوات الأمريكية في المنطقة وفق أجندة جديدة، من خلال إعادة توزيع خارطة الأساطيل والقطع البحرية، وفقا للخطط التي يبدو أنها تسير في اتجاه مواجهة الصين أولا، ثم توسيع المواجهات بين دول المنطقة على أسس عرقية وطائفية. طالبان ـ هل ستبقى مظلة للجماعات المتطرفة ؟ بقلم جاسم محمد

“طالبان 2022”.. هل إلتزمت بوعودها التي أعلنتها؟

دخلت “طالبان” كابول هذه المرة بشكل سلمي، حيث تسلمت المدينة دون قتال، وأعلنت العفو العام، وتبنت خطاباً أقل حدة مما كان عليه قبل عقدين، حيث حاولت طمأنة الأفغان وكذا المجتمع الدولي، وربما يكون في هذا دلالة على رغبتها في الحصول على الاعتراف الدولي بها. إذ تعهدت “طالبان”، في 24 أغسطس 2021، في أول مؤتمر صحفي لها بعد سيطرتها على البلاد، بتغيير حياة الشعب الأفغاني إيجاباً واحترام المعارضة والمرأة وجميع الأعراق والأديان وتمكين حرية الإعلام.

في الوقت الذي تنتهج فيه “طالبان” سياسة برجماتية تهدف إلى تغيير الصورة النمطية المأخوذة عنها. وعلى الرغم مما تبديه الحركة من مرونة في تصريحات قياداتها، فإن الواقع على الأرض قد لا يتوافق بشكل كامل مع هذه التصريحات فإن ما تحقق من ذلك مجرد تغيرات هامشية.

وتمثلت هذه التغيرات، علي سبيل المثال، في السماح للأقلية الشيعية بممارسة شعائرها الدينية في ذكرى عاشوراء، وعقد مؤتمرات في وجود صحفيات، بينما وُضعت قيود صعبة على النساء، فهي ألغت وزارة الشؤون النسائية، ومُنعت النساء في عدة أقاليم من الاستمرار في ممارسة عملهن، وأُجبرن في مناطق أخرى على ارتداء البرقع إذا ما رغبن في الاستمرار بالعمل، كما مُنعن من السير في الأسواق بمفردهن، كما كانت الحال في السابق قبل 20 عاماً، وفقأ لتقرير “الأمم المتحدة” 8 مايو 2022.

وفي سياق آخر، وخلافاً للتوقعات، جاءت الحكومة المعلنة من قبل “طالبان” لتشمل قيادات الحركة، وتم تعيين (95%) من أعضائها من عرقية واحدة، كما وزعت المناصب السيادية على الجناحين الأساسيين داخل “طالبان”، وجاءت التشكيلة الوزارية خالية من العنصر النسائي وذوي التخصصات. وفقاً لـ” The New Yorker” في 21 فبراير2022.

إضافة إلى ذلك، نالت “طالبان” بشدّة من حرية الإعلام والتعبير، بعد فرضها قيودًا جديدة على الإعلام وحظرها نشر أي مواد تتعارض مع الإسلام، أو تقييد بث أي محتوى لم يتم التأكيد عليه رسميًا، وبالتالي فقد  أغلقت الكثير من وسائل الإعلام أبوابها بسبب ضغوطات الحركة، إلى جانب اعتقال العديد من الصحافيين من قبل سلطات “طالبان” لأسباب مجهولة. وفقاً لتقرير “هيومن رايتس” في أكتوبر 2021.

هذا فضلاً عن تواصل عمليات الاغتيال الغامضة في صفوف رجال الأمن والزعامات القبلية والموظفين في الحكومة السابقة في مختلف مناطق البلاد. وقد اتهمت الأمم المتحدة “طالبان” بممارسة التطهير العرقي وقتل مئات من الأفراد السابقين في قوات الأمن الوطني الأفغانية خارج إطار القانون، وفقاً لـ”فرانس 24″  في 14 ديسمبر 2021.

طالبان” تبحث عن الاعتراف الدولي.. الموقف الأوربي من الاعتراف

وضع المجتمع الدولي شروط مسبقة للاعتراف بحركة “طالبان”، مع التأكيد أن أقوال قادتها لابد أن تترافق بأفعال من شأنها طمأنة العالم بشأن كيفية إدارة الحركة لأفغانستان، وانتفاء فرص عودتها إلى سيرتها الأولى قبل 20 عاماً.

حيث دعت بريطانيا على لسان رئيس وزرائها، بوريس جونسون، إلى ضرورة التشاور قبل الإعلان عن القبول بـ”طالبان” على رأس السلطة في أفغانستان، وذلك بقوله “سنتعاون مع الأطراف كافة لضمان عدم الاعتراف بطالبان أُحادياً”.

اتفق وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، يوم 3 سبتمبر 2021، على أنه يجب على التكتل أن يلتزم بخمسة شروط أساسية في إطار التعامل مع حركة “طالبان” من أجل توصيل المساعدات إلى أفغانستان، وتتمثل هذه الشروط في :عدم استخدام الأراضي الأفغانية لتصدير الإرهاب، واحترام الحركة حقوق الإنسان، خصوصاً النساء، وأن تشكل حكومة شاملة، وتسمح بوصول المساعدات الإنسانية، بالإضافة إلى السماح للمواطنين الأجانب والفئات الضعيفة من الأفغان بمغادرة البلاد. وفقاً لـ “DW”. طالبان ـ تداعيات عودة طالبان في أفغانستان على أمن أوروبا

وأكدت على هدا الموقف المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، حيث قالت إن ألمانيا غير مستعدة حتى الآن للاعتراف بحكم حركة “طالبان” لأفغانستان لعدم وفائها بمعايير الشمولية المطلوبة، لكنها أكدت تعهد برلين بتقديم مساعدات بقيمة (600) مليون يورو. وفقاً لـ ” DW ” في 12 أكتوبر 2021 .

وكانت الاجتماعات في العاصمة النرويجية أوسلو في أواخر يناير2022، إحدى أهم المحطات التي سعت “طالبان” لاستغلالها في إطار كسب الاعتراف الدولي. فقد قام وفد من “طالبان”، برئاسة وزير الخارجية في حكومة الحركة، الملا أمير خان متقي، بأول زيارة لمسؤول من “طالبان” إلى أوروبا بعد سيطرة الحركة على كامل التراب الأفغاني، وناقش الوفد مع مسؤولين نرويجيين وممثلين عن الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا والاتحاد الأوروبي، قضية الاعتراف بحكومة “طالبان” ورفع التجميد عن الأصول الأفغانية.

قال وزير خارجية حركة “طالبان” أمير خان متقي في مقابلة مع وكالة “فرانس برس” في 3 فبراير 2022 إن الحكومة الجديدة في أفغانستان تقترب من هدف الاعتراف بها دولياً مؤكدًا أن قرارات النظام الجديد لا تُتخذ “تحت ضغط من أحد” إنما وفقاً لسياستها.

وعلى الرغم من التواصل الملحوظ بين الطرفين، إلا أن كل تلك الجهود لم تؤد إلى الآن إلى ما كانت تتطلع إليه “طالبان”، وهو الاعتراف الدولي بحكومتها، علاوة على رفع التجميد عن الأصول الأفغانية. حول ذلك قال المبعوث الأميركي الخاص إلى أفغانستان توماس ويست، في كلمة له في معهد أميركي في 16 فبراير 2022، إن واشنطن “تجري مباحثات جادة وصادقة مع “طالبان”، ولكنها لا تعتزم في الوقت الحالي الاعتراف بحكومتها”. وأشار إلى أن “شروط واشنطن واضحة، وعلى رأسها أن تغيّر طالبان سلوكها، وقبل ذلك الحين لن نعترف بحكومتها”.

وفي الوقت الذي عززت فيه الدول الغربية مخاوفها من صعود وسلوك “طالبان”، أبدت دول الجوار لا سيما الرباعي: الصين وروسيا والهند وباكستان، استعدادها لفتح قنوات اتصال دبلوماسية مع الحركة، كخطوة أولى نحو الاعتراف الرسمي بها،

فقد التقى السفير الروسي دميتري جيرنوف بممثل “طالبان” في غضون يومين من الاستيلاء على السلطة وقال إنه لم ير أي دليل على أعمال انتقامية أو عنف. حتى أن المبعوث الخاص للرئيس بوتين إلى أفغانستان ، زامير كابولوف ، قال إن التفاوض مع طالبان أسهل من التفاوض مع “الحكومة العميلة” القديمة للرئيس المنفي أشرف غني. وفقاً لـ “BBC” في 21 أغسطس2021,

فيما اضطلعت تركيا بدور استثنائي في إعادة تأهيل صورة “طالبان”،  ودعت صراحة إلى الاعتراف بإمارة “طالبان”، حيث  قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش  في 13 مارس 2022 ” إن المساعدات الإنسانية بمفردها لا يمكن أن تعالج مشاكل أفغانستان على نحو ملائم”، وأنه على الدول الاعتراف دبلوماسياً بالإمارة الإسلامية أيضاً – وهي المرة الأولى التي دعا فيها زعيم سياسي أجنبي علناً إلى اتخاذ هذه الخطوة. وجاء ذلك في سياق بعض التقارير التي أفادت عن اقتراب تركيا وقطر من إبرام اتفاق مع “طالبان” لإدارة المطارات الدولية في كابول ومدن أخرى.

***

التقييم 

لم يعد تنظيم “داعش” يسيطر على الأراضي في عام 2022، كما فعل التنظيم حتى عام 2019 ، لكنه ظل يستغل النزاعات والثغرات الأمنية لإعادة بناء قدراته وإعادة الهيكلة. وبالفعل أصبح التنظيم مرة أخرى قادراعلى تنفيذ عمليات معقدة، وتطوير تكتيكاته والاتصال بشكل أوسع مع خلاياه السرية  المرتبطة بشبكات إقليمية.

يعد تطبيق مبدأ اللامركزية في العمليات الميدانية للتنظيم يمنح القادة حرية كبيرة في تنفيذ الهجمات الإرهابية على النحو الذي يرونه مناسباً ووفقاً للظروف المحيطة. كما تسمح اللامركزية للقادة الميدانيين بتأمين حصة كبيرة من الأموال وتعزيز عمليات التجنيد.

نمت أنشطة تنظيم “داعش” في أفغانستان، ما يثير المخاوف من أن تصبح أفغانستان مرة أخرى ملاذاً للجماعات المتطرفة كما كان الحال عندما هاجمت القاعدة الولايات المتحدة في عام 2001. ومن المتوقع أن يزداد نفوذ تنظيم داعش في إفريقيا، خصوصا في منطقة الساحل الإفريقي، في ظل إنهاء فرنسا ودول أوروبا مشاركتها العسكرية.

لا يزال الخطاب الإعلامي لداعش يساهم في  جذب أعضاء جدد ، ويعطي مساحة واسعة لداعش لتنفيذ استراتيجيتها الجديدة. ومن المرجح أن يؤدي مقتل قيادات “داعش” إلى “إرباك” التنظيم وتقليل فعاليته. لاسيما أن اختيار زعيم جديد لداعش أمر لا مفر منه ، لكن الاختيار سيكون له تداعيات  عميقة على استمراريته.

اعتاد تنظيم داعش على التكيف بسرعة استثنائية مع الصدمات التنظيمية والقتل لقيادته العليا. لذلك من الضروري فهم العوامل التي يعتمد عليها داعش والتي تجعل التنظيم متماسك كلما خسرت معركة كبيرة أو سقط زعيم من الخط الأول. كذلك وضع استراتيجيات طويلة الأجل لهزيمة التنظيم نهائيا. ولابد من القضاء على احتمالية حدوث المزيد من تهديدات التنظيم على المستوى الدولي والإقليمي.

**

لا تزال التقارير الاستخباراتية تؤكد على على الارتباط الوثيق بين طالبان وتنظيم القاعدة. ولم تظهر طالبان ولايوجد أي مؤشر على قطع العلاقات. وبمجرد أن يبدأ الغرب في الضغط على النظام الجديد في كابول، فمن المحتمل جدًا أن تسمح طالبان للقاعدة بإقامة وجود قوي في البلاد مرة أخرى.

تعهدت طالبان بالتمسك بالتزامها بمنع القاعدة من التخطيط لهجمات دولية من أفغانستان وسط تنامي الشكوك حول هذه الوعود خصوصا أن المئات من مقاتلي القاعدة وكبار القادة ما زالوا في أفغانستان تحت حماية طالبان.

تتصاعد المخاوف الإيرانية من حكم طالبان لكابول وأن تصبح كابول ملاذاً آمناً للإرهابيين العازمين على استهداف طهران. وطورت إيران بعناية سياسة لم تعترف رسميًا بطالبان كحكومة شرعية ولكنها دخلت في علاقات دبلوماسية ، من أجل عدم استعدائها. كما أن طالبان تنظر إلى طهران بعين الحذر لاسيما بعد دعمها لخصوم طالبان سابقا.

من المرجح على المدى القريب أن تتيح سيطرة طالبان على أفغانستان منح تنظيم القاعدة الفرصة لإعادة بناء شبكتها و ترتيب أوضاعها، وتدبير هجمات إرهابية حول العالم. وقد يظهر مستقبلا شوب صراع بين طالبان وتنظيم القاعدة من أجل بسط النفوذ والزعامة، خاصة في ظل الأزمات المتعددة في المنطقة.

**

إن حركة “طالبان” تستغل حالة التوتر بين المعسكر الشرقي والغربي، جراء الأزمة الأوكرانية، من أجل اقتناص الاعتراف بحكومتها أو على الأقل الاعتراف بوجودها كحكومة “أمر واقع” .

هدف “طالبان” الشامل لم يتغير منذ سنوات: السيطرة على أفغانستان وإعادة تأسيس إمارة إسلامية. حالياً فالحركة براغماتية بشأن هذا الهدف. يمكن أن يأتي النجاح في شكل انتصار عسكري خالص أو تسوية تفاوضية أكثر تعقيدًا.

إن التغييرات الحالية في سلوك “طالبان” هي مجرد تكتيك للوصول إلى السلطة والتمكين، وأن “طالبان” في الحقيقة والواقع اليوم لا تختلف عن أمس كثيراً؛ ولهذا ستحاول “طالبان” فرض نظام شديد القسوة في أفغانستان، واتباع طالبان سياسة القمع والإقصاء، وتفريخ المقاتلين والجهاديين والفكر المتشدد. ويكشف الموقف الذي تتخذه حركة “طالبان” من المرأة وتعليمها وظهورها ودورها في المجتمع، والتغيرات التي طرأت على المجتمع الأفغاني منذ سيطرتها على السلطة؛ أن “طالبان” ماضية نحو تمكين أيديولوجيتها في المجتمع؛ وأن إصرار إظهار الحركة المسلحة على أنها تغيرت مقارنة بالماضي؛ هو من أجل “التمكين” قبل أي شيء.

إن إحكام “طالبان” سيطرتها على كامل أفغانستان هو “انتصار للإسلام الحركي” ويمكن أن يعطي “شحنة معنوية قوية” له في المنطقة كلها ، مما “شجع على ظهور بوادر تيارات تتبنّى نهج “طالبان” في أكثر من دولة. يمكن أن يؤدي إلى “إذكاء روح التمرد عند مسلمي الصين الإيغور المضطهدين، وإحياء روح الجهاد عند مسلمي الشيشان الذين ما زال حلم الاستقلال عن روسيا الشيوعية يراودهم

سوف نشهد على الأرجح طفرة في نشاط الجهادية العالمية بعد إخفاق الأمريكيين في أفغانستان، لا تقل عن الطفرة التي أعقبت هزيمة السوفييت وخروجهم منها قبل ثلاثة عقود. وهو ما يجعل المنطقة مقبلةً على مستقبل غامض سيحتد فيه الصراع بين الإيديولوجيات الأصولية المتشدّدة الساعية إلى إقامة وفرض تصوراتها التي ترى في حركة “طالبان”، بعد ما حققته من انتصار باهر، نموذجها “الأعلى”.

رابط مختصر ….. https://www.europarabct.com/?p=82423

*جميع الحقوق محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب و الإستخبارات 

**

الهوامش

The Insurgency of ISIS in Syria
https://bit.ly/3NS9ppR

With Spate of Attacks, ISIS Begins Bloody New Chapter in Afghanistan
https://nyti.ms/3x70Di8

Isis urges jihadists to strike Europe and Israel while West is distracted by Ukraine
https://bit.ly/3taAbla

ISIS prison camps ‘unsustainable’ as Syria terror threat grows
https://bit.ly/3x9OvNg

Factbox: Pushed into the shadows, Islamic State still has global reach
https://reut.rs/3m45xGf

UK lowers terror threat level even as UN says ISIS risk persists
https://bit.ly/3NNS411

تنظيم “داعش”.. ماذا سيحدث بعد مقتل زعيمه أبو إبراهيم القرشي؟
https://bit.ly/3m59hXU

محلل سياسي إيطالي: رفع مستوى الحذر أوروبيا بعد مقتل زعيم داعش
https://bit.ly/3NdAJia

غوتيريش: رغم بذل الجهود، الجماعات الإرهابية توسّع أنشطتها في أجزاء من أفريقيا
https://bit.ly/3tbuyDf

“واشنطن بوست”: زعيم “داعش” الجديد عمل مخبرا للأمريكان في العراق
https://bit.ly/3PPb8xM

التطبيع: الولايات المتحدة تدين بشدة قانونا جديدا في العراق يجرم تطبيع العلاقات مع إسرائيل
https://bbc.in/3auwU9P

واشنطن تطالب حلفاءها باستعادة مواطنيهم ممن قاتلوا مع تنظيم الدولة الإسلامية
https://bit.ly/3m4vk12

**

طالبان: ما مصير البيعة التي تربط تنظيم القاعدة بالحركة؟
https://bbc.in/3NLoysQ

الظواهري يظهر مجدداً ويعلق على حرب أوكرانيا.. زعيم “القاعدة”: أمريكا الضعيفة تركت حليفتها فريسة للروس.
https://bit.ly/3ztQcXF

الظواهري يظهر داحضا إشاعات مقتله ومرضه
https://bit.ly/3PVMSdk

تنظيم القاعدة في اليمن يهنئ طالبان متعهدا بمواصلة ” القتال والجهاد”
https://bit.ly/3M50EaF

حقائق عن “القاعدة” بعد عقدين على اعتداءات سبتمبر
https://arbne.ws/3GG7v9c

Designation of al-Qa’ida Network in Brazil
https://bit.ly/3aCnc5w

الظواهري يعلن تشكيل فرع لـ”القاعدة” في الهند.
https://bit.ly/3z9RlmZ

بعد عودة طالبان.. هل تصبح أفغانستان “قاعدة” للجهاد مجددا؟
https://bit.ly/3zkWGYq

The Taliban’s control of Afghanistan is guaranteeing Al Qaeda’s ‘continued personal survival’, experts say
https://bit.ly/3m3jZhT

تنظيم القاعدة: مايك بومبيو يقول إن إيران هي “المقرّ الرئيسي الجديد” للجماعة
https://bbc.in/3m899XH

Iran confirms Taliban diplomats stationed in Tehran Embassy
https://bit.ly/3x8NViH

Tensions Flare Between Neighbors After Afghan Man Kills Iranian Clerics
https://nyti.ms/3tdnZjH

Afghanistan Terrorism Report: March 2022
https://bit.ly/3x0vifL

Islamic State, Al-Qaida Building Support in Afghanistan, Report Says
https://bit.ly/3m7NLC3

**

Taliban could take Afghan capital within 90 days after rapid gains -U.S. intelligence
https://reut.rs/3NCPdbK

The fiasco in Afghanistan is a grave blow to America’s standing
https://econ.st/3O3777o

الاتحاد الأوروبي يضع خمسة شروط أساسية للتعامل مع طالبان
https://bit.ly/3NBeZgB

الغرب وأفغانستان.. مساعدات عاجلة دون الاعتراف بطالبان
https://bit.ly/3Mzw5Kn

وزير خارجية حركة طالبان: نقترب من الاعتراف الدولي
https://bit.ly/3NzVDs0

أفغانستان: الأمم المتحدة تتهم طالبان بممارسة التطهير العرقي والقتل والخطف وانتهاك حقوق الإنسان
https://bit.ly/3tlXAAg

Afghanistan: Taliban orders women to stay home; cover up in public
https://bit.ly/3O8yVY1

Afghan crisis: Russia plans for new era with Taliban rule
https://bbc.in/3aERJzx

The Taliban Confront the Realities of Power
https://bit.ly/3Q8L0y1

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...