المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات ECCI ـ ألمانيا وهولندا ، وحدة الدراسات
يتناول الملف بالعرض والتحليل واقع تطورات الأزمة بين الناتو وروسيا، واحتمالية المواجهة العسكرية بينهما، ويستعرض الملف الخطوات التي يتخذها الناتو في تعزيز أمن دول الناتو في دول البلطيق خاصة، ويتناول مواقف دول الناتو من استخدام الأسلحة الغربية في ضرب الأهداف الروسية، كما يتطرق إلى خطط إرسال قوات غربية إلى أوكرانيا، ويركز الملف في تحليله على المحاور التالية:
- أمن دولي ـ الناتو، تغير الوضع الاستراتيجي عند حدود روسيا
- أمن دولي- انقسام الناتو حول استخدام أسلحة غربية ضد أهداف في روسيا
- أمن دولي ـ ماذا عن احتمالية انخراط الناتو مباشرة في حرب أوكرانيا؟
- أمن دولي ـ كيف سيكون الرد الروسي على التعزيزات العسكرية للناتو؟
1- أمن دولي ـ الناتو، تغير الوضع الاستراتيجي عند حدود روسيا
زاد حلف شمال الأطلسي من سيطرته على بحر البلطيق، حيث يعد البحر بوابة بحرية حيوية للأسطول الروسي وله قواعد بالقرب من سانت بطرسبرغ وفي منطقة كالينينجراد. تغير الوضع الاستراتيجي في منطقة بحر البلطيق والجناح الشمالي للتحالف العسكري الغربي تغييرا جذرياً، مع انضمام فنلندا و السويد، إلى منظمة حلف شمال الأطلسي. بدأ حلف شمال الأطلسي “الناتو” مناورات بحرية وبرية وجوية واسعة النطاق في بحر البلطيق، للتدريب على سيناريو واقعي في إطار الدفاع الأطلسي.
عدد قوات حلف الناتو في دول البلطيق
تشير الإحصائيات في 23 أبريل 2024 إلى أن عدد قوات الناتو بالقرب من حدود روسيا يصل حاليا إلى (33) ألف عسكري، وحوالي (300) دبابة وأكثر من (800) مركبة قتالية مدرعة أخرى. تنتشر القوات البرية من دول أعضاء أخرى في “الناتو”، بينها الولايات المتحدة، في دول البلطيق منذ عام 2017، وقد تلقت تعزيزات بعد حرب أوكرانيا. يبلغ إجمالي عدد أفراد هذه القوات (5) آلاف جندي. تستعد ألمانيا لنشر كتيبة دائمة من الجيش الألماني في “ليتوانيا” يبلغ عدد أفرادها حوالي (4800) جندي. والهدف هو أن تبلغ الوحدة جهوزيتها القتالية الكاملة بحلول عام 2027.
تقول “مينا ألاندر”زميلة البحث في المعهد الفنلندي للشؤون الدولية: “إذا نظرت إلى الخريطة، فإن بحر البلطيق جغرافياً أصبح بحيرة تابعة لحلف شمال الأطلسي، نعم”. “لكن لا يزال هناك عمل يتعين القيام به بالنسبة لحلف شمال الأطلسي.” أمن دولي ـ الناتو وروسيا، هل من مواجهة في البحر الأسود ؟
مناورات الناتو في بحر البلطيق
بدأت (14) دولة من حلف شمال الأطلسي “الناتو” بينها الولايات المتحدة الإمريكية في سبتمبر2023 مناورات بحرية واسعة النطاق بقيادة ألمانيا في بحر البلطيق، وشارك حوالي (30) سفينة وغواصة إضافة إلى حوالي (19) طائرة ووحدات برية مختلفة في تدريبات “نورذرن كوستس 23″، وتدرب حوالي أكثر من (3200) جندي على سيناريو واقعي في إطار الدفاع الأطلسي. .
استجاب حلف شمال الأطلسي من خلال “المدافع الصامد” لتغير موقف السياسة الأمنية نتيجة لحرب أوكرانيا. وتم تعبئة ما يقرب من (90) ألف جندي على مدى عدة أشهر للتدرب على إطلاق الإنذار وتحريك وحدات كبيرة من القوات والدفاع. في أكبر تدريب جوي في أوروبا منذ تأسيس حلف شمال الأطلسي، أرسل التحالف العسكري إشارة ردع إلى روسيا في 24 مايو 2024، ونشر أكثر من (1400) مظلي من سبع دول لتحرير المطار العسكري الروماني “كامبيا تورزي”.
تعد منطقة البلطيق حجر الزاوية في مساهمة ألمانيا في الدفاع عن الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي. تتدرب أجزاء من الفرقة المدرعة العاشرة في الجيش الألماني على القتال بالذخيرة الحية بعد نشرها عن طريق البحر، عبر النقل بالسكك الحديدية وفي القوافل البرية في مناطق التدريب العسكري الليتواني. ويتضمن ذلك أيضا التعاون بين قوات الدبابات والمدفعية. يقول قائد الجيش الألماني الجنرال “كارستن بروير” في 29 مايو 2024 “من ناحية، نحن أحد أكبر المساهمين بقوات في الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي، ومن ناحية أخرى، تعد ألمانيا المركز اللوجستي للقوات المتحالفة في الدفاع عن أوروبا”.
إقامة “سور من المسيرات”
أعلنت ليتوانيا أن الدول الست الأعضاء في حلف شمال الأطلسي “الناتو” والمجاورة لروسيا توافقت على إقامة “سور من المسيرات” بهدف الدفاع عن حدودها في 24 مايو 2024. هذه الخطة تم اعتمادها بعد محادثات مع إستونيا ولاتفيا، بالإضافة إلى فنلندا والنرويج وبولندا. يأتي هذا بعد إعلان رئيسة وزراء إستونيا، عن “حادث حدودي” مع روسيا، تمثل بإزالة موسكو عوامات على نهر “نارفا”، تحدد الحدود الفاصلة بين البلدين. إلى جانب نشر الطائرات المسيّرة للمراقبة الحدودية، ستستخدم هذه الدول الأنظمة المضادة للطائرات المسيّرة لوقف تلك “العائدة إلى العدو”.
ذكر الجنرال “أوليفييه باسو” إن “المسيرات المصممة للطيران على ارتفاعات متوسطة ولمسافات طويلة تتمتع باستقلالية تصل إلى 48 ساعة دون توقف، وهي تتيح “الوصول إلى مناطق معادية وأخرى صعبة”. وأضاف أنه لا يرى لهذا النظام جدوى كبيرة، ويرى أن أنظمة المعلومات والرادارات الأرضية أكثر موثوقية بكثير، فهو يرى أن المصلحة ستكون في نشر سرب المسيرات هذا فوق بحر البلطيق، حيث لا توجد رادارات إلا على متن القوارب، وبالتالي ستكون دوريات المسيرات مفيدة.
تنفيذ نموذج دفاع جوي في ليتوانيا
أشار تقرير في 30 مايو 2024 إلى إن دول الناتو قادرة على توفير أقل من 5)%) من قدرات الدفاع الجوي التي تعتبر ضرورية لحماية أعضائها في وسط وشرق أوروبا ضد هجوم واسع النطاق. يعتمد مفهوم المنشآت الدفاعية على القرارات التي اتخذت في قمة الناتو في مدريد والتي أكدت على أن الحلفاء يجب أن يكونوا مستعدين للدفاع عن المنطقة ويجب تطوير خطط دفاعية إقليمية جديدة. سيتم تنفيذ عملية البناء بموافقة الدول. ويقدر سعر منشأة الدفاع الإستونية في البداية بمبلغ (60) مليون يورو.
بدأت دول حلف شمال الأطلسي “ناتو” في تنفيذ نموذج دفاع جوي في ليتوانيا، استجابة لدعوات من دول البلطيق هدفها تعزيز القدرات الدفاعية الأوروبية في المنطقة، في خطوة تمثل نقلا لصواريخ الحلف إلى منطقة أقرب من روسيا. ووافقت دول الناتو خلال قمة الحلف في “فيلينيوس”، على إنشاء نظام تناوبي تقوم فيه الدول المتحالفة بنشر أنظمة دفاع جوي في دول البلطيق، لفترة من الوقت.
أشار جوستاف جريسيل- الزميل البارز في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية ومقره برلين- في الثامن من فبراير 2024 إلى أن “الدول الغربية والأوروبية على وجه الخصوص بحاجة إلى إصلاح أنظمتها المالية والتوسع في إنتاج الطائرات بدون طيار وذخيرة ومركبات قتالية مدرعة وغيرها بوتيرة عالية”.
تغير الوضع الاستراتيجي في منطقة بحر البلطيق
تغير الوضع الاستراتيجي في منطقة بحر البلطيق والجناح الشمالي للتحالف العسكري الغربي تغييرا جذرياً، ما يساهم في سد الفجوات الدفاعية في الحلف. ويفتح موقع السويد الممتد بين بحر الشمال وبحر البلطيق طريقا رئيسيا لعبور المزيد من قوات حلف شمال الأطلسي لحمايتها في حالة الهجوم.
يقوم الناتو بإنشاء مركز مخصص في مقر بحريته في المملكة المتحدة، مؤكدا أن استخدام برامج الذكاء الاصطناعي، قد يمكن بحرية الناتو من اكتشاف ومتابعة الأنشطة المشبوهة في البحر، وأكد الناتو “نحن نستخدم جميع أجهزة الاستشعار لدينا من قاع البحر إلى الفضاء، وخاصة قدرات الأقمار الصناعية للناتو، حتى نتمكن من تحديد الأنشطة المشبوهة”. أمن قومي ـ ما حقيقة مخاطر الذكاء الاصطناعي؟ (ملف)
تطلق السويد أسطولا من الغواصات الجديدة بحلول عام 2028، المصممة لحماية البنية التحتية الضعيفة تحت سطح البحر في منطقة البلطيق. يقول وزير الخارجية السويدي “توبياس بيلستروم” في 22 مارس 2024 إن انضمام السويد وفنلندا إلى حلف شمال الأطلسي العسكري الغربي يعزز منطقة بحر البلطيق، وسط احتمال نشوب صراع “طويل الأمد” مع روسيا. طورت دول مثل النرويج والسويد والدانمارك طائرات بدون طيار وأجهزة استشعار ومركبات تحت الماء بدون طيار لتتمكن بسرعة كبيرة من اكتشاف أي شيء مشبوه أو خطأ يحدث”.
مساعي مجرية الانسحاب من أي عمليات لحلف شمال الأطلسي
تسعى المجر في 24 مايو 2024 إلى الانسحاب من أي عمليات لحلف شمال الأطلسي تهدف إلى دعم أوكرانيا، مما يشير إلى أن التحالف العسكري والاتحاد الأوروبي يتجهان نحو صراع مباشر أكثر مع روسيا. عارض رئيس الوزراء المجري “فيكتور أوربان” خطة يدرسها حلف شمال الأطلسي لتقديم دعم عسكري أكثر قابلية للتنبؤ به لأوكرانيا في السنوات المقبلة لصد الهجمت الروسية واسعة النطاق، في الوقت الذي تؤكد فيه القوات الروسية الأفضل تسليحاً سيطرتها على ساحة المعركة. وأضاف نحن لا نوافق على ذلك، ولا نريد المشاركة في الدعم المالي أو التسليح (لأوكرانيا)، حتى في إطار الناتو، مضيفا أن المجر اتخذت موقفا “غير مشارك” في أي احتمال لعمليات الناتو لمساعدة كييف. أمن دولي ـ مناورات الناتو “المدافع الصامد”، ماتأثيرها على العلاقة مع روسيا؟
**
2- أمن دولي- انقسام الناتو حول استخدام أسلحة غربية ضد أهداف في روسيا
يشهد حلف شمال الأطلسي (الناتو) خلافًا حول مدى ملاءمة تزويد أوكرانيا بأسلحة غربية قادرة على ضرب الأراضي الروسية. في غضون ذلك، وافقت واشنطن وباريس وبرلين على رفع القيود على الأسلحة الغربية وبات لكييف الحق في استخدامها لضرب أهداف على الأراضي الروسية، في 31 مايو 2024. وقد عبرت موسكو عن غضبها من الخطوة، في حين استخدمت كيف للمرة الأولى أنظمة صواريخ (هيمارس) الأمريكية عالية الدقة لقصف مستودعات ومطارات روسية داخل الأراضي الروسية. ويتوقع أن تثير الخطوة تداعيات سياسية وعسكرية متصاعدة بين موسكو والحلفاء الغربيون.
انقسامات داخل الناتو
شكك الرئيس التشيكي بيتر بافيل في قدرة أوكرانيا على صد الهجوم الروسي رغم دعم الناتو، وذلك في 12 مايو 2024. يرى بافيل أن استعادة أوكرانيا لكامل أراضيها المعترف بها دوليًا أمر غير مرجح في المستقبل المنظور. وقد شدد على أهمية وضع حدود واضحة لروسيا للحفاظ على السلام والأمن في أوروبا، محذراً من مخاطر تفاقم الوضع في حال عدم القيام بذلك. كذلك اعتبر بافيل أن هناك احتمالاً أن تدرك روسيا صعوبة تحقيق أهدافها عسكريًا في أوكرانيا، ممّا قد يدفعها للعودة إلى المفاوضات الدبلوماسية. وعمومًا يرى الرئيس التشيكي أن كييف تتحمل مسؤولية تعطل المفاوضات الدبلوماسية بعد فرضها حظرًا على التفاوض على المستوى التشريعي.
رفض وزير خارجية المجر، بيتر زيجارتو، مشاركة بلاده في خطة حلف شمال الأطلسي (ناتو) طويلة المدى لمساعدة أوكرانيا، واصفًا الخطة بأنها “مهمة مجنونة”، وذلك في 9 مايو 2024. و أكد زيجارتو على استمرار معارضة الحكومة المجرية للخطة، كما فعلت الحكومة السابقة. كذلك أشار المتحدث باسم الحكومة المجرية، زولتان كوفاكس، إلى مخاوف بلاده من أن تدعم الخطة مقترحات من شأنها “تقريب التحالف من الحرب” أو تحويله من “تحالف دفاعي إلى تحالف هجومي”.
قصرت الدول الغربية منذ بداية الأزمة في فبراير 2022، استخدام أسلحتها على الأهداف العسكرية الموجودة داخل أوكرانيا، بما في ذلك شبه جزيرة القرم والأراضي المحتلة. وكانوا يشعرون بالقلق من أن مهاجمة الأهداف عبر الحدود المعترف بها دولياً بالأسلحة التي توفرها دول الناتو من شأنها أن تؤدي إلى تصعيد الصراع. لكن التقدم الروسي الأخير في منطقة خاركيف الشمالية الشرقية أقنع حلفاء كييف بأن أوكرانيا، لكي تدافع عن نفسها، يجب أن تكون قادرة على تدمير الأهداف العسكرية على الجانب الآخر من الحدود أيضا.أمن دولي ـ الناتو، تغير الوضع الاستراتيجي عند حدود روسيا
ما احتمالية هجوم روسيا على دول الناتو؟
يظهر استطلاع حديث أن 36% فقط من الألمان يعتقدون أن هجومًا روسيًا على دولة عضو في الناتو محتمل بحلول عام 2030، بينما يرى 48% أن ذلك غير مرجح. يعتقد بعض الخبراء في المقابل أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد لا يتوقف عند أوكرانيا، ويسعى لإعادة إحياء الإمبراطورية الروسية، مما قد يُهدد مولدوفا ودول البلطيق. ويثير وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس قلقًا من زيادة إنتاج روسيا للأسلحة، محذرًا من احتمال وجود خطط لشن هجمات مستقبلية. يرى غالبية الألمان (61%) أن الجيش الألماني غير مستعد بشكل كافٍ للدفاع عن البلاد، بينما يرى 2% فقط أنه في وضع جيد جدًا. تُطالب وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فايسر بتحسين الدفاع المدني، بما في ذلك زيادة الاستثمارات في أنظمة الإنذار والمعدات الحديثة.
يُحذر الجنرال الأمريكي المتقاعد “بن هودجز” من أن أوكرانيا تواجه خطرًا حقيقيًا بالهزيمة في حربها ضد روسيا، وذلك بسبب نقص الأسلحة والذخيرة والجنود. ويؤكد على ضرورة إرسال رسالة قوية من الدول الغربية إلى الكرملين مفادها أنهم يدعمون أوكرانيا بالكامل وسيقدمون لها كل ما يلزم لتحقيق النصر. يُشير هودجز إلى أن النقص في الإرادة السياسية هو أحد العوامل الرئيسية التي تعيق تقدم أوكرانيا.
ويدعو إلى بذل المزيد من الجهود الدبلوماسية والعسكرية من قبل الغرب لدعم أوكرانيا ومنع روسيا من تحقيق أهدافها. يحذر هودجز من أن هزيمة أوكرانيا ستكون لها عواقب وخيمة على أوروبا والعالم بأسره، بما في ذلك احتمال نشوب صراع مباشر بين روسيا وحلف شمال الأطلسي. ويشدد على أن دعم أوكرانيا ليس فقط في مصلحة أوكرانيا نفسها، بل في مصلحة جميع الدول الديمقراطية. يُشير هودجز إلى أن بعض الدول الأوروبية، مثل بولندا ورومانيا، قد تتدخل عسكريًا إذا واجهت أوكرانيا خطرًا وشيكًا بالهزيمة. ويدعو ألمانيا إلى اتخاذ خطوات استباقية لمنع حدوث مثل هذا السيناريو، بما في ذلك زيادة دعمها العسكري لأوكرانيا.أمن دولي ـ استخدام الناتو الأسلحة الغربية ضد روسيا
سيناريو تدريب الناتو في ألمانيا
شهد أكثر من 200 ضيف مدعو، بمن فيهم رئيسة الوزراء مانويلا شفيسيغ، في مدينة روستوك عرضًا حيًا لمهارات “الحرس الوطني” الألماني، وذلك ضمن إطار اختتام تدريباتهم التي استمرت أسبوعًا ونصف. تضمنت التدريبات، التي أجريت في مواقع مختلفة بألمانيا منذ 22 أبريل 2024، اختبار سيناريو واقعي يتضمن نشر قوات عسكرية كبيرة على الجانب الشرقي لحلف شمال الأطلسي استجابة لمناورات روسية تهدد أراضي الناتو. وخلال العرض، تم عرض مهارات فحص المركبات عند نقاط التفتيش، وتأمين محيط الميناء البحري، ونقل المعدات الثقيلة عبر عبارات بحرية، ومكافحة المهاجمين في قوارب مطاطية، وإلقاء القبض على المشتبه بهم باستخدام الكلاب. أكد قائد القيادة الإقليمية (TFK) أندريه بودمان، على أهمية هذه التدريبات في ظل الظروف الجيوسياسية المتغيرة، مشيرًا إلى أن “ما يتم ممارسته فقط هو الذي يمكن أن ينجح” في مواجهة التهديدات المحتملة. وأوضحت رئيسة المجلس الاتحادي شفيسيغ، أن التدريبات تُجسد استعداد ألمانيا للدفاع عن نفسها وعن حلفائها في ظل تهديدات نظام السلام من قبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
تشهد ألمانيا سلسلة من تدريبات الناتو واسعة النطاق، تجسد استعداد الحلف للدفاع عن نفسه وعن أعضائه في ظل التوترات المتزايدة مع روسيا على خلفية الحرب في أوكرانيا. وتُعدّ هذه التدريبات بمثابة رسالة قوية تُظهر للكرملين عزم الناتو على الرد بحزم على أي عدوان محتمل. تهدف التدريبات إلى اختبار قدرات الناتو على نشر قواته بسرعة وكفاءة، وتنسيق العمليات بين الدول الأعضاء، وتحسين مهارات الجنود في مختلف المجالات القتالية. تُرسل هذه التدريبات رسالة قوية إلى روسيا مفادها أن الناتو مستعد للدفاع عن نفسه وعن أعضائه، وأن أي عدوان على دولة عضو سيواجه ردًا حازمًا من الحلف بأكمله. تُظهر مشاركة الدول الأعضاء في الناتو من مختلف أنحاء العالم في هذه التدريبات التزام الحلف بوحدة صفوفه وتضامنه في مواجهة التهديدات المشتركة.
الناتو يزود أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
اتفقت دول الناتو على إرسال مزيد من أنظمة الدفاع الجوي إلى أوكرانيا، ومنها بطاريات باتريوت، في أعقاب الضربات الروسية الأخيرة. كما تعهد وزراء خارجية دول مجموعة السبع بـ”تعزيز” وسائل الدفاع الجوي لكييف. أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسى ينس ستولتنبرغ، بعد اجتماع أزمة عبر تقنية الفيديو مع وزراء دفاع الحلف والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أن حلفاء الناتو سيقدمون المزيد من أنظمة الدفاع الجوي لأوكرانيا.
وقال ستولتنبرغ في مؤتمر صحفي عقب الاجتماع إن الناتو “وضع خطة تفصيلية بالإمكانيات الموجودة” من دول الحلف التي يمكن منحها لأوكرانيا. وكرر ستولتنبرغ رسالته إلى الحلفاء بأنه في ظل الوضع الحالي في ساحة المعركة في أوكرانيا، فإن مساعدة كييف بات أكثر أهمية من تحقيق أهداف التحالف بخصوص توفير الأسلحة والذخيرة. وقال: “يجب على الحلفاء أن يبحثوا في أعماق مخزوناتهم وأن يسرعوا بتسليم الصواريخ والمدفعية والذخيرة”. وأضاف أن “أوكرانيا تستخدم الأسلحة التي قدمناها لتدمير القدرات القتالية الروسية. وهذا يجعلنا جميعا أكثر أمانا. لذا فإن الدعم لأوكرانيا ليس صدقة. إنه استثمار في أمننا”.أمن دولي -إشارة ردع لروسيا مناوراة الجيش الألماني في ليتوانيا
أمين عام الناتو يدعو لاستخدام أسلحة غربية ضد روسيا
يسعى حلف شمال الأطلسي (الناتو) إلى تصعيد الدعم العسكري لأوكرانيا في مواجهة روسيا، مع اقتراح السماح باستخدام الأسلحة الغربية ضد أهداف داخل روسيا. يأتي هذا الاقتراح وسط معارك ضارية في منطقة خاركيف، حيث تتقارب خطوط الجبهة مع الحدود الروسية. حثّ الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ، في مايو 2024 الدول الأعضاء على السماح لأوكرانيا باستخدام الأسلحة الغربية ضد أهداف عسكرية روسية، معتبراً أن القتال في خاركيف يقيّد قدرة القوات الأوكرانية. حصلت أوكرانيا بالفعل على موافقة من الولايات المتحدة وألمانيا لاستخدام بعض الأسلحة الغربية بالقرب من الحدود الروسية.
وقد طالبت الجمعية البرلمانية للناتو في اجتماعها الأخير برفع القيود المفروضة على استخدام الأسلحة المقدمة لأوكرانيا. ويرفض بعض المسؤولين، مثل الأمين العام للحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني كيفن كونرت، فكرة استخدام الأسلحة الغربية على الأراضي الروسية، خوفًا من التصعيد والآثار الجانبية على المدنيين. يؤكد مؤيدو استخدام الأسلحة الغربية على حق أوكرانيا في الدفاع عن نفسها بكل الوسائل المتاحة، وضرورة استهداف البنية التحتية العسكرية الروسية التي تدعم العمليات العسكرية في أوكرانيا. يثير استخدام الأسلحة الغربية على الأراضي الروسية مخاوف من احتمال رد روسي عنيف، وجذب دول الناتو إلى صراع مباشر مع روسيا.
**
3- أمن دولي ـ ماذا عن احتمالية انخراط الناتو مباشرة في حرب أوكرانيا؟
تناقش العديد من العواصم الأوروبية المنطوية تحت حلف الناتو إرسال وحدات عسكرية إلى أوكرانيا، وشن هجمات بالأسلحة الغربية على الأراضي الروسية. في وقت تلوح فيه روسيا باستخدام الأسلحة النووية في حال تدخل الناتو، ما يؤشر بنقل الصراع في أوكرانيا إلى مستوى مختلف تماماً ووضع العالم على شفا حرب عالمية ثالثة.
أعضاء الناتو يسمحون لأوكرانيا باستخدام أسلحتهم داخل روسيا
تعمل القوى الكبرى في حلف شمال الأطلسي الواحدة تلو الأخرى على عكس سياساتها في أوكرانيا للسماح لها بمزيد من الفسحة في ضرب أهداف عسكرية بأسلحة غربية داخل روسيا. حيث أكدت إدارة بايدن في 31 مايو 2024 أنها سمحت لكييف باستخدام الأسلحة التي قدمتها الولايات المتحدة لضرب أهداف عسكرية داخل روسيا . ويمثل هذا التحول في سياسة البيت الأبيض المرة الأولى التي يسمح فيها رئيس أمريكي برد عسكري محدود على أهداف داخل أراضي خصم مسلح نووياً. غير أن المسؤولين الأميركيين أكدوا مجدداً أن استخدام الأسلحة بعيدة المدى داخل روسيا لا يزال محظوراً. وتعد واشنطن أكبر مانح للأسلحة في كييف.
وعلى خطى البيت الأبيض، أعلنت ألمانيا في 31 مايو 2024 أن أوكرانيا يمكنها أيضًا استخدام الأسلحة التي زودتها بها برلين للدفاع ضد الهجمات الروسية. وأعربت فرنسا وهولندا وفنلندا وبولندا عن دعمها لهذه القرارات. وقد سمحت المملكة المتحدة بالفعل لكييف باستخدام أسلحتها لشن هجمات على شبه جزيرة القرم . فيما اعتبر رئيس الوزراء التشيكي بيتر فيالا أنه من الممكن لأوكرانيا استخدام أسلحة أجنبية لضرب أهداف على الأراضي الروسية. ويعتقد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ أيضًا أنه يجب أن تتاح لأوكرانيا الفرصة لاستخدام الأسلحة الغربية لضرب أهداف مشروعة على الأراضي الروسية. أمن دولي- انقسام الناتو حول استخدام أسلحة غربية ضد أهداف في روسيا
ارسال قوات غربية إلى أوكرانيا
بالإضافة إلى الأسلحة، فإن بعض دول الناتو أعلنت انها مستعدة لإرسال قوات عسكرية إلى مناطق القتال في أوكرانيا، وهي الفكرة التي اقترحها لأول مرة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في فبراير2024، وتجري باريس حاليا مناقشات مع كييف بشأن إرسال مدربين عسكريين فرنسيين إلى أوكرانيا، وفقاً لتقارير نشرت في 30 مايو 2024. التدريب سيتمحور حول إزالة الألغام والحفاظ على المعدات التشغيلية والخبرة الفنية للطائرات الحربية التي سيوفرها الغرب. كما ستقوم باريس بتمويل وتسليح وتدريب لواء أوكراني آلي.
وقد أشارت دول البلطيق إلى أنها قد تنضم إلى فرنسا في مثل هذا المشروع. كما أعرب وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي عن دعمه لمبادرة الرئيس الفرنسي ماكرون. وقد ناقش وزراء دفاع الاتحاد الأوروبي فكرة تدريب القوات الأوكرانية في أوكرانيا لكنهم لم يتوصلوا إلى موقف مشترك، حسبما قال مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في 28 مايو 2024.
بالمقابل، رفض العديد من الأعضاء الرئيسيين في الناتو اقتراح ماكرون. وقال المستشار الألماني أولاف شولتز: “لن تكون هناك قوات برية” من دول الناتو في أوكرانيا، في حين أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج في 9 مايو 2024، أن الحلف لا يعتزم الانخراط مباشرة في الحرب في أوكرانيا أو إرسال قوات إليها، وأوضح أن لدى حلف “الناتو” مهمتين رئيسيتين فيما يتعلق بالحرب في أوكرانيا، وهما “دعم كييف ومنع تمدد نطاق الصراع خارج أوكرانيا”. كما نفى رئيس الوزراء البولندي دونالد تاسك ورئيس الوزراء التشيكي بيتر فيالا أي خطط من قبل الناتو لإرسال قوات إلى أوكرانيا. كما نفى مسؤولي البيت الأبيض أيضًا وجود خطط مماثلة للولايات المتحدة. “. وقال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك إن المملكة المتحدة ليس لديها أي خطط “للانتشار على نطاق واسع” في أوكرانيا.
وكان قد كشف مدير المخابرات الروسية سيرغي ناريشكين، أن لديه معلومات مفادها أن فرنسا تقوم بإعداد وحدة عسكرية لإرسالها إلى أوكرانيا سيصل عددها في المرحلة الأولى إلى نحو ألفي عسكري. وقد افترض ضابط الاستخبارات العسكرية الأمريكية السابق سكوت ريتر، أن الدول الغربية قد تقوم بإرسال وحدات قواتها العسكرية إلى أوكرانيا ومن ثم توحيدها في قوات الناتو. وأضاف “ينوي الفرنسيون خداع الناتو بإرسال ألفي جندي يمكن زيادتهم إلى (12) ألفاً ومن ثم إيصال العدد إلى (20) ألفاً. وفي حال اجتذاب دول البلطيق، ومن ثم البولنديين والبريطانيين وغيرهم، سيزيد هذا العدد إلى (60) ألفاً، بعد ذلك ستتم محاولات لإقناع الروس بعدم مهاجمتهم، وحينها سيمكن تحويل هؤلاء الـ الستون ألفا على الفور إلى قوات الناتو بموجب المادة (4) وبهذا الشكل ستجد قوات الحلف نفسها على أراضي غرب أوكرانيا”. أمن دولي ـ الناتو، تغير الوضع الاستراتيجي عند حدود روسيا
الناتو يستعد لروسيا بـ “ممر سريع” لنقل القوات الأميركية
يقوم حلف شمال الأطلسي بتطوير “ممرات برية” متعددة لنقل القوات والمدرعات الأميركية إلى الخطوط الأمامية في حالة نشوب حرب برية أوروبية كبرى مع روسيا، وفقاً لما صرح له الجنرال ألكسندر سولفرانك من القيادة اللوجستية لحلف شمال الأطلسي في 4 يونيو 2024 . وقد ذكر أن الناتو يخطط للاستيلاء على البنية التحتية للموانئ والنقل البري في أوروبا من أجل إرسال قوات أمريكية تصل إلى موانئ أوروبا الأطلسية عبر القارة إلى روسيا. وفي ممرات النقل هذه، التي يتوقع حلف شمال الأطلسي أنها ستواجه هجمات جوية مدمرة، سيتم تعليق القوانين المحلية.
وتنص الخطط الحالية على إنزال القوات الأميركية في الموانئ الهولندية قبل ركوب القطارات التي تنقلهم عبر ألمانيا ومنها إلى بولندا. وفي حالة الهجوم الروسي على حلف شمال الأطلسي، سيتم شحن القوات الأميركية إلى ميناء روتردام الهولندي قبل نقلها شرقا، وقد تم اتخاذ الترتيبات خلف الكواليس لتوسيع الطرق إلى موانئ أخرى لضمان عدم قطع قوات موسكو خط الاتصالات الأرضي. إذا تعرضت قوات الناتو القادمة من هولندا لقصف روسي، أو تم تدمير موانئ شمال أوروبا، فمن المقرر أن يحول الحلف تركيزه إلى موانئ في إيطاليا واليونان وتركيا.
دول حلف شمال الأطلسي تناقش الاستخدام المحتمل للقنابل النووية
قال وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي في 25 مايو 2024، إن المسؤولين الأمريكيين والروس يناقشون الاستخدام المحتمل للقنابل النووية: “لقد أخبر الأمريكيون الروس أنه إذا فجروا قنبلة نووية، حتى لو لم تقتل أحداً، فسوف نقوم بذلك”. ورغم أن سيكورسكي ذكر السيناريو الذي يكون فيه الكرملين أول من استخدم الأسلحة النووية، فإن تصريحاته تشير إلى أن حلف شمال الأطلسي لديه دافع أعظم للقيام بذلك. لقد اعترف بأن أوروبا سوف تكون في وضع غير مؤات في حالة خوض حرب تقليدية مع روسيا، وقال سيكورسكي إنه بعد تفكك الاتحاد السوفييتي “لم تكتف أوروبا بنزع سلاحها، بل قامت بتقليص صناعتها في مجال الدفاع، وبعد فوات الأوان يبدو الأمر وكأنه خطأ. من الواضح أن أوروبا متخلفة”.أضاف: “ركزنا على المنصات والأسلحة عالية القيمة وعالية التقنية. نحن الآن فقط نعيد اكتشاف أنك في الواقع تحتاج إلى كميات كبيرة من الأشياء ذات التقنية المنخفضة أيضًا. وهذا يثير خطر أن يقرر حلف شمال الأطلسي استخدام الأسلحة النووية في الحرب لموازنة هذا الضعف النسبي.
التلويح الروسي بالسلاح النووي
حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعضاء الحلف في 28 مايو 2024 من أن السماح لكييف بإطلاق أسلحة زودها بها الغرب إلى الأراضي الروسية يزيد من خطر نشوب حرب نووية. و دفعت تصريحات ماكرون بأنه لا يستبعد إرسال قوات إلى أوكرانيا، روسيا إلى الإعلان عن إجراء تدريبات تتضمن أسلحة نووية تكتيكية في 8 مايو 2024. فيما هدد مدير المخابرات الروسية سيرغي ناريشكين، فرنسا في حال أقدمت على إرسال وحدة عسكرية إلى أوكرانيا. أنها وحداتها ستصبح هدفا مشروعا وذا أولوية بالنسبة للقوات الروسية”.
كما حذرت روسيا حكومة المملكة المتحدة من أن قرارها بالسماح للقوات الأوكرانية باستخدام صواريخ ستورم شادو البريطانية لقصف روسيا قد يؤدي إلى ضربات انتقامية على المنشآت والمعدات العسكرية البريطانية على الأراضي الأوكرانية أو في أي مكان آخر. ومن خلال هذه التهديدات ، يوضح حلف شمال الأطلسي أنه مستعد للمخاطرة بحرب مفتوحة مع روسيا. أمن دولي ـ هل يتدخل الناتو لحماية القوات الفرنسية في حالة وجودها في أوكرانيا؟
هل سيتدخل الناتو لحماية القوات الغربية في أوكرانيا؟
جاء في تقرير للجنة الخبراء بالبرلمان الألماني (بوندستاغ) ، أنه في حالة ما إذا نشرت دولة من حلف الناتو لقواتها في أوكرانيا، دون تنسيق مسبق مع هياكل القيادة العسكرية للناتو فإن الدولة المعنية فقط هي التي ستصبح نفسها طرفا في النزاع. وجاء في التقرير المنشور في 29 مارس 2024 “إذا انخرطت قوات دولة عضو في الناتو في دفاع جماعي عن النفس (المادة 51، ميثاق الأمم المتحدة) لصالح أوكرانيا في صراع قائم (بين روسيا وأوكرانيا) وتعرضت لهجوم من قبل الطرف الآخر في الصراع (روسيا) أثناء الاشتباك في منطقة النزاع، فإن هذا لا يشكل حالة من حالات المادة 5 من معاهدة حلف شمال الأطلسي”. وأشار الخبراء إلى أن المادة الخامسة من معاهدة الناتو مرتبطة بتعرض دول وقوات الناتو للهجوم على أراضيها أو فوقها.
**
4- أمن دولي ـ كيف سيكون الرد الروسي على التعزيزات العسكرية للناتو؟
يبدو أن الصراع الغربي الروسي يدخل مرحلة جديدة أشد توتراً منذ بداية الحرب الأوكرانية في 24 فبراير 2022، ويعود الأمر إلى ضم حلف الناتو للسويد وفنلندا وتشكيل خريطة أمنية جديدة لأوروبا، والتفوق العسكري الروسي في المعارك بالتقدم شمال وشمال شرق خاركييف ثاني أكبر المدن الأوكرانية، وتكثيف روسيا من عملياتها منذ أكتوبر 2023، وأشارت تقديرات الدفاع الروسية إلى زيادة هجمات بلادها بنسبة (17%) في أبريل 2024 مقارنة بمارس 2024 وتحديداً في محيط مدينتي باخموت وأفدييفكا. ودفع التصعيد بين الجانبين الروسي والغربي لزيادة مخاوف كل طرف من الآخر، واحتدام لهجة التصريحات بين المسؤولين، كمحاولة للضغط وتحقيق مكاسب أكبر في مرحلة التفاوض إذا توقفت الحرب، وتحول الوضع إلى تهديدات مباشرة من الغرب باستهداف الأراضي الروسية، وتلويح روسيا بالردع النووي وضرب أهداف غربية داخل وخارج أوكرانيا.
ماذا عن ثقافة الغرب بشأن طموحات روسيا بالتوسع؟
شكل التواجد الروسي في شرق أوكرانيا قلقاً لدى الغرب، وفي نهاية العام الأول للحرب الأوكرانية بدأت الولايات المتحدة الاستعداد لاحتمال شن روسيا ضربة نووية ضد أوكرانيا، لذا عقد مجلس الأمن القومي الأمريكي سلسلة من الاجتماعات لوضع خطط طوارئ في حال وجود مؤشر على هذا التحرك الروسي، في ظل تقدم أوكرانيا وقتها في خيرسون واحتمالية أن يكون الردع النووي رد فعل روسي في حال خسارة هذه المدينة. زادت المخاوف لدى الغرب بإعلان روسيا رفع التسليح التقليدي والنووي وازدهار صناعة السلاح لديها في سبتمبر 2023، ما جعل مواقف الدول الغربية أكثر تشدداً تجاه تسليح أوكرانيا ودعم الناتو.
تقتنع بولندا العضو الأكثر انفاقاً في الحلف على الدفاع من حيث النسبة المئوية لتحديث جيشها بنسبة (4%) ، بضرورة تحمل دول الحلف مسؤولية أمن الناتو وتحديث قواتها في العام الثالث للحرب. وفي 12 مارس 2024 دعا الرئيس البولندي أندريه دودا أعضاء الناتو، لزيادة الإنفاق الدفاعي إلى (3%) من الناتج المحلي، ليجاري خطوات روسيا في زيادة الإنفاق العسكري. وأوضح نائب الأمين العام للناتو ميرسيا جيوانا في 22 مايو 2024، أن الحلف لا ينوي إرسال قوات لأوكرانيا ولكنه مستعد لتقديم دعم إضافي لكييف، متهماً روسيا باستخدام “أدوات الحرب الهجينة” في جورجيا ومولدوفا، وأقر بوجود خطر على البنية التحتية التي تعد أساسية للناتو.
أعلنت ليتوانيا في 25 مايو 2024، أن الدول الـ (6) المجاورة لروسيا وأعضاء في الناتو توافقت على إقامة “سور من المسيرات” للدفاع عن حدودها ضد أي تهديدات، ويمتد سور الطائرات المسيرة من النرويج لبولندا، وجاء هذا الإعلان عقب حادث حدودي على نهر نارفا بين حدود إستونيا وروسيا. وتعليقاً على المشروع الروسي الذي يعدل الحدود مع فنلندا وليتوانيا في بحر البلطيق ويوسع المياه الإقليمية الروسية ويدخل حيز التنفيذ في 2025، قالت ليتوانيا أنه انتهاك صارخ للقانون الدولي وتصعيد ضد الناتو وأوروبا.أمن دولي ـ سور المسيّرات لدول الناتو على حدودها مع روسيا؟
سرعان ما شدد الغرب من لهجته، وفي 30 مايو 2024 أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أنه يتعين على الغرب تحييد المواقع العسكرية التي تطلق منها روسيا الصواريخ ضد أوكرانيا. وأشارت مصادر أمريكية إلى أن إدارة جو بايدن سمحت لأوكرانيا باستخدام أسلحة أمريكية ضد أهداف في روسيا بشرط عدم تنفيذ ضربات في عمق الأراضي الروسية. واتسعت دائرة الدول المؤيدة لاستخدام كييف أسلحتها ضد موسكو، وضمت “إستونيا ولاتفيا وليتوانيا وفنلندا والسويد” إضافة إلى “بولندا وفرنسا والدنمارك والتشيك وهولندا وبريطانيا”. وفي 31 مايو 2024 قال الأمين العام للناتو ينس ستولتنبرغ إن “موسكو تشن حرباً عدوانية، وكييف لها حق استهداف مواقع عسكرية داخل روسيا”.
ما حقيقة هذه الاتهامات ضد روسيا؟
كما يتخوف الغرب من توسع دائرة الحرب، تتخوف روسيا من تحركات الناتو بالقرب من حدودها، وفي 17 ديسمبر 2023، وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تصريحات نظيره الأمريكي جو بايدن بشأن مهاجمة روسيا لإحدى دول الناتو في حال تحقيق النصر في أوكرانيا بأنها “محض هراء”. وفي 22 مارس 2024 أقر الكرملين أن بلاده في حالة حرب، في إشارة لموقف الغرب ضدها وليست المعارك في أوكرانيا، خاصة بعد تلويح فرنسا بإمكانية نشر قوات للناتو في أوكرانيا ومناورات الحلف بالقرب من حدودها. وفي 28 مارس 2024 أكد فلاديمير بوتين مرة أخرى، أن بلاده ليس لديها مخططات تجاه أي دولة بالناتو، ولن تهاجم دول البلطيق والتشيك وبولندا، ولكن في حال تزويد أوكرانيا بمقاتلات “إف-16” ستسقطها. وعادت روسيا لتأكيد موقفها من مهاجمة دول الناتو، وفي 19 أبريل 2024 أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن روسيا لا تمتلك أي خطط ضد دول الحلف ولكنها لن تسمح لهم بالاقتراب من حدودها.
ماذا عن تحذيرات روسيا لحلف الناتو
لم تخلو تصريحات روسيا من تحذير الغرب من أي خطوة تهدد أمنها، وفي 13 مارس 2024 قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن بلاده مستعدة من الناحيتين العسكرية والفنية لحرب نووية، منوهاً إلى أن موسكو ستنشر قواتها على حدود فنلندا بعد التحاقها بالناتو. وأكد على أن استخدام الأسلحة النووية منصوص عليه في العقيدة النووية للكرملين، وحذر أيضاً من إدخال قوات غربية لأوكرانيا. ورداً على إعلان وارسو استعدادها لنشر أسلحة نووية، توعد الكرملين في 22 أبريل 2024 باتخاذ تدابير فورية، وحمل الغرب مسؤولية اتساع الخطر النووي، لمغالاة الثلاثي النووي الغربي “الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا” في دعم أوكرانيا.
تدريبات الناتو أثارت غضب روسيا، لذا قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، في 4 مايو 2024 إن التدريبات العسكرية للناتو على مدار (4) أشهر قرب حدود بلادها، مؤشر على استعداد الحلف للدخول في صراع محتمل مع روسيا، نظراً لإجراء الأطلسي أكبر مناورة “المدافع الصامت” منذ الحرب البادرة بالقرب من حدود روسيا. وهددت روسيا في 30 مايو 2024 من اتخاذ خطوات في مجال الردع النووي، إذا نشرت الولايات المتحدة صواريخها في أوروبا أو المحيط الهادئ أو منطقة آسيا، خاصة وأن هذه الخطوة ستمثل خطراً كبيراً لأمن موسكو.أمن دولي ـ “إشارة ردع لروسيا”، مناوراة الجيش الألماني في ليتوانيا
ما الرد الروسي المتوقع؟
منذ بداية الحرب الأوكرانية، وضعت روسيا قواتها النووية في حالة استعداد، وعلقت مشاركتها في معاهدة “نيو ستارت” للحد من الأسلحة النووية مع الولايات المتحدة في فبراير 2023. وفي 26 يونيو 2023 أرسلت أسلحة نووية تكتيكية لبيلاروسيا. واستكمالاً لهذه الخطوة نشرت في أبريل ومايو 2024، العشرات من الأسلحة النووية التكتيكية الروسية في بيلاروسيا بهدف ردع بولندا. وأكد فلاديمير بوتين على تحديث (95%) من القوات النووية الاستراتيجية في 23 فبراير 2024، مشدداً على أن قوات بلاده النووية في حالة تأهب، حيث تمتلك روسيا (6257) رأساً نووياً كأكبر قوة نووية بالعالم بميزانية (8.6) مليار دولار. وفي 19 يناير 2024 رفضت روسيا اقتراحاً بإعادة فتح حوار الحد من التسلح مع الولايات المتحدة.
تنص العقيدة النووية الروسية على استخدام السلاح النووي في حال إطلاق دولة معادية من وجهة نظر روسيا سلاحاً نووياً ضدها، أو تعرض الأراضي الروسية أو البنية التحتية لهجوم يشل الردع النووي، أو ارتكاب عمل عدواني ضد روسيا أو حلفائها. وتستعد موسكو منذ مطلع 2024 لإجراء تجارب نووية في البحر الأسود، وأعلنت في 21 مايو 2024، بدء مناورات تشمل أسلحة نووية تكتيكية في المنطقة العسكرية جنوباً قرب أوكرانيا رداً على التهديدات الغربية.
ماذا تريد روسيا من هذه التحركات؟
تستهدف روسيا تأسيس عالم متعدد الأقطاب بتحديث قواتها النووية بالتزامن مع توطيد العلاقة مع الصين، وفي مارس 2023 أجرى الرئيس الصيني شي جينبينغ زيارته الأولى لروسيا منذ بداية الحرب الأوكرانية، للتأكيد على قوة العلاقة بين موسكو وبكين. وفي 26 مايو 2024 أكد شي جينبينغ في اجتماع مشترك مع فلاديمير بوتين على دخول العلاقات إلى مرحلة التعاون وتجاوز الصعوبات، في ظل مبادرة الصين للوساطة في الأزمة الروسية الأوكرانية، واتفقت موسكو وبكين خلال زيارة بوتين للصين على التعاون من أجل ردع سلوك واشنطن الذي يهدد الاستقرار العالمي. وتأتي تحركات الصين وروسيا معاً تتويجاً لـ “شراكة بلا حدود” التي تم الإعلان عنها في فبراير 2022 لمواجهة تهديدات المرحلة.أمن دولي ـ أوروبا تعاني من عقدة الحرب الباردة مع روسيا
**
تقييم وقراءة مستقبلية
– تنتشر القوات البرية من دول أعضاء في “الناتو”، في دول البلطيق بالإضافة إلى مئات الدبابات والمركبات القتالية الأخرى. ويمكن القوا جغرافياً أصبح حلف شمال الأطلسي يسيطر على بحر البلطيق بشكل كبير.
– تحمل هذه التطورات في بحر البلطيق العديد من الإيجابيات من وجهة نظر حلف شمال الأطلسي: فقد أصبحت تحركات الحلف أسهل وأسرع فوق أراضي الحلفاء المتجاورة.
– تعد منطقة البلطيق حجر الزاوية في مساهمة الدول الأعضاء داخل الناتو في الدفاع عن الجناح الشرقي للحلف. حيث بدأت دول حلف شمال الأطلسي في تنفيذ نموذج دفاعات جوية استجابة لدعوات من دول البلطيق .
– لا تبدو مناورات الناتو مجرد تدريبات روتينية، حيث تعد المناورات الواسعة النطاق التي يجريها حلف شمال الأطلسي (ناتو) بمشاركة العضوين الجديدين السويد وفنلندا على الحدود مع روسيا، بالأكثر خطورة منذ انتهاء الحرب الباردة.
– تأتي خطوة إقامة “سور من المسيرات” في ظل المتغيرات والحرب الهجينة التي تشهدها في أوكرانيا، فضلا عن التصعيد الروسي الذي قد يتضمن سيناريو التهديد النووي.
– رغم إدراك جميع الأطراف مخاطر التصعيد والالتزام بقواعد الأشتباك لكن يبدو إن الناتو تحول إلى صفحة جديدة وهي استهداف العمق الروسي باسلحة غربية. وهذا ممكن أن يدفع روسيا الى استخدام السلاح النووي التكتيكي ضد اي طرف يكون ضمن هذا الصراع.
– من المرجح أن تقاوم روسيا الحلف في منطقة البلطيق، كما يمكنها أن تزيد بشكل كبير من خطر التصعيد، لأنها تستخدم قواعد الحرب الهجينة لاختبار دفاعات الناتو. ومن المتوقع المزيد من الهجمات المتكررة على البنية التحتية لحلف شمال الأطلسي.
**
تزداد مخاطر التصعيد بين روسيا ودول الناتو، خاصة مع احتمال استخدام الأسلحة النووية، وقد تؤدي الأزمة إلى انقسام داخل دول الناتو حول كيفية التعامل مع روسيا، ويثير استخدام الأسلحة الغربية على الأراضي الروسية مخاوف من احتمال رد روسي عنيف، وجذب دول الناتو إلى صراع مباشر مع روسيا.
ربما يكون تجنب التصعيد هو السبب وراء عدم إدراج الولايات المتحدة أسلحة بعيدة المدى مثل ATACMS (أنظمة الصواريخ التكتيكية للجيش) في إذنها بضرب روسيا. ويبلغ مدى هذه الصواريخ 300 كيلومتر، ويمكن استخدامها لضرب القواعد العسكرية والمطارات داخل الأراضي الروسية، ولا تترك مثل هذه القيود لأوكرانيا سوى خيار التركيز على الأهداف القريبة من حدودها. لكن هذا لا يزال يشكل تحولاً كبيراً في سياسة حلفاء كييف الرئيسيين.
تُعدّ تدريبات الناتو في ألمانيا جزءًا هامًا من استراتيجية الحلف للدفاع عن نفسه وعن أعضائه في ظل التوترات المتزايدة مع روسيا. تُظهر هذه التدريبات عزم الناتو على الرد بحزم على أي عدوان محتمل، وتُرسل رسالة قوية إلى روسيا مفادها أن الحلف مستعد للدفاع عن نفسه وعن قيمه.
تُعدّ الخطة التشغيلية الألمانية (OPLAN) بمثابة دليل إرشادي لتوزيع المهام والدفاع عن البلاد في حال تعرضها لتهديدات خارجية. وتُظهر هذه الخطة مدى استعداد ألمانيا لمواجهة أي عدوان محتمل، وتُؤكد على أهمية العمل الجماعي بين مختلف القطاعات العسكرية والشرطية والمدنية في سبيل ضمان الأمن الوطني.
تشهد العلاقات بين روسيا وحلف شمال الأطلسي (الناتو) توترات متزايدة منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا، مما يثير مخاوف من احتمالات التصعيد إلى صراع واسع النطاق، تشكل الحرب في أوكرانيا جوهر التوترات الحالية. ترى روسيا التوسع الشرقي للناتو ودعمه لأوكرانيا تهديدًا لأمنها القومي، بينما يرى الناتو غزو روسيا لأوكرانيا انتهاكًا للقانون الدولي وتهديدًا للنظام الدولي.
يظل احتمال نشوب حرب واسعة النطاق بين روسيا والناتو منخفضًا، لكنه لا يمكن استبعاده تمامًا. قد يحدث ذلك إذا شعرت روسيا أن أمنها القومي مهدد بشكل مباشر، أو إذا تصاعدت الاشتباكات العسكرية المحدودة بشكل كبير، ومن المتوقع أن أن تظل العلاقات بين روسيا ودول الغرب متوترة لسنوات قادمة، قد تُؤدي هذه الأزمة إلى تغيير النظام الأمني الدولي بشكل كبير.
**
– كانت الاستراتيجية الغربية للناتو تجاه أوكرانيا منذ فبراير 2022 تتألف من عنصرين أساسيين: أولاً، الدعم العسكري والاقتصادي الضخم لأوكرانيا لضمان قدرتها على البقاء كدولة مستقلة، وثانياً، تجنب التدخل المباشر للجيوش الغربية لأن هذا من شأنه، كما قال الرئيس جو بايدن، أن يخاطر باندلاع حرب عالمية ثالثة. كانت النتيجة خطين واضحين يمنعان التصعيد: لا هجمات روسية على دول حلف شمال الأطلسي؛ ولا قوات غربية تقاتل روسيا بشكل مباشر في أوكرانيا.
– إحدى القضايا الأكثر إثارة للمخاوف حالياً من تمدد الصراع، إعطاء العواصم الغربية الضوء الأخضر لأوكرانيا لاستخدام الأسلحة الموردة إليها لشن هجمات على الأراضي الروسية على الرغم تهديدات الرئيس الروسي من أن السماح لكييف بإطلاق أسلحة زودها بها الغرب إلى الأراضي الروسية يزيد من خطر نشوب حرب نووية.
– لا تزال قضية إرسال قوات غربية إلى أوكرانيا قيد المناقشة بين باريس ودول الناتو. وفي كييف، تم الترحيب بمثل هذه الخطوات بحرارة، وقد تم بالفعل إعداد جميع الوثائق اللازمة. وقد أعلنت دول البلطيق بالفعل أنها تستطيع إرسال جنودها وقادتها إلى أوكرانيا. بيما هناك مخاوف في واشنطن وبرلين ولندن من أن إرسال قوات الناتو إلى منطقة العمليات الخاصة في أوكرانيا سيجعل الناتو مشاركًا مباشرًا في الصراع.
– من غير المرجح على المدى القريب، إرسال قوات عسكرية غربية إلى أوكرانيا لأنه سينقل الصراع المسلح بشكل فوري من عملية عسكرية خاصة في منطقة محددة إلى مرحلة الصراع بالصواريخ النووية، وهو أمر حذرت منه موسكو مرات عديدة الولايات المتحدة وباقي دول حلف الناتو.
– بما أنه لا توجد خطط لحلف شمال الأطلسي لنشر قوات قتالية على الأرض في أوكرانيا. فمن المتوقع الحلف أن لن يحمي قوات أي بلد عضو بمن فيها فرنسا إن أرسلت قواتها إلى أوكرانيا، حيث لا يشمل ميثاق الحلف حماية قوات أعضائه خارج أراضيها.
– أثبتت تطورات الأحداث على مدار العامين من حرب أوكرانيا إن موقف الولايات المتحدة وحلفائها فيما يتعلق بالمشاركة المحتملة في الصراع في أوكرانيا يمكن تبديله. وإذا تم رفع القيود المفروضة سابقاً على إرسال الأسلحة الثقيلة والصواريخ بعيدة المدى وطائرات F-16 ، ومن ثم السماح باستخدام كييف للأسلحة الغربية ضد روسيا، فمن غير المستبعد على الأمد الطويل أن يتم اتخاذ القرار بإرسال وحدات عسكرية تابعة لحلف شمال الأطلسي إلى أوكرانيا، وهذا من شأنه أن ينقل الصراع إلى مستوى حرب بين روسيا والناتو.
**
– تتجه الأزمة بين الغرب وروسيا إلى حالة من التوترات غير المسبوقة مقارنة بالعام الأول للحرب الأوكرانية، نظراً لاشتعال المعارك بين روسيا وأوكرانيا، وعودة الدعم العسكري الغربي لكييف بعد فترة توقف، ما تسبب في خسائر مادية وبشرية للقوات الأوكرانية في الأشهر الماضية، لذا سنشهد تصاعد في التصريحات والتحركات بين الناتو وروسيا بنشر أسلحة وإجراء مناورات.
-لم تعد تهديدات روسيا بشأن استخدام السلاح النووي مصدر قلق للغرب كما كان في بداية الحرب، خاصة وأن الناتو لجأ لتهديدات مشابهة كنشر قوات في أوروبا أو إرسال أسلحة ثقيلة لأوكرانيا وتدريب قواتها على استخدامها، وربما التحول الجذري في موقف دول الأطلسي يجبر روسيا على إعادة التفكير بشأن توسيع دائرة الحرب، أو الانتقال إلى مرحلة الردع النووي.
– تعتمد الولايات المتحدة وفرنسا في تصريحاتهما الحالية والمناورات التي ينفذها الناتو داخل أوروبا، على إرسال رسالة دعم لأوكرانيا بعد الانتقادات التي وجهت للغرب بشأن التخلي عن كييف في حربها، ورسالة تحذير واضحة لروسيا لإجبارها على تهدئة وتيرة المعارك، والبحث عن حلول أخرى للصراع الحالي دون التطرق إلى الردع النووي، لاسيما وأن لدى الناتو قناعة بأن التفوق الروسي في التسلح النووي، يدفع موسكو إلى وضعه كخيار ضمن خيارات المواجهة معه.
– يستغل الناتو نشر روسيا لأسلحة نووية في بيلاروسيا وتهديداتها حول استخدام السلاح النووي في أوروبا، لتكثيف تحركاته بالقرب من حدود روسيا، كنوع من أنواع الضغط على موسكو في حال عودة المحادثات بين الجانبين الأوكراني والروسي، لذا شددت دول مثل فرنسا وبولندا والولايات المتحدة وبريطانيا من مواقفهم الأخيرة تجاه روسيا.
– في الوقت الذي تسعى فيه روسيا للسيطرة على أكبر عدد من المدن الأوكرانية، تستهدف توطيد تحالفها مع الصين، وتحديث منظوماتها العسكرية التقليدية والنووية، لإرساء قواعد جديدة لنظام عالمي متعدد الأقطاب، وهي النقطة التي دفعت موسكو بالأساس لشن حربها ضد كييف، وبالتالي أي تهديد غربي من وجهة نظر روسيا، سيقابله مزيد من الحشد العسكري في أوكرانيا وتدريبات مع حليفتها بيلاروسيا.
-من المستبعد أن تلجأ روسيا والناتو إلى الردع النووي في الوقت الراهن، طبيعة الخسائر الاقتصادية والبشرية التي لحقت بالأولى جراء الحرب، لن يسمح لها باتخاذ هذا الخطوة، وطبيعة الأزمات التي يشهدها حلف الأطلسي لن تجعله يتجه نحو هذا السيناريو، إضافة إلى إدراك الجانبين خطورة انزلاق أوروبا إلى الحرب النووية وتبعات الأمر ليس على القارة العجوز فقط، بل على الأمن والاستقرار العالمي، ما يجعل مسألة المواجهة المباشرة بين روسيا والغرب ورقة ضغط بينهما يتم استغلالها من حين لآخر، للحصول على مكتسبات أو تحقيق مكسب معين، في ضوء طول أمد الحرب الأوكرانية وابتعادها عن مسار المفاوضات خلال العام الحالي.
رابط مختصر.. https://www.europarabct.com/?p=94463
*حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الارهاب والاستخبارات ECCI
الهوامش
As Ukraine Loses Ground, Baltic Countries Ask: Are We Next?
https://tinyurl.com/yc72nuc3
NATO Moving Missiles Closer to Russia’s Borders
https://tinyurl.com/2arruypx
Baltic states to build new defences to bolster NATO’s eastern border
https://tinyurl.com/wtdwcxzc
ما هو “سور المسيّرات” الذي قررت دول حلف شمال الأطلسي إقامته على حدودها مع روسيا؟
https://tinyurl.com/53bu2y2n
**
Germany allows Ukraine to strike targets inside Russia with German weapons
Will using Western weapons on Russia help Ukraine change the war?
NATO Members Allow Ukraine to Use Their Weapons Inside Russia
NATO chief dismisses Russian warnings after arms restrictions lifted
**
NATO Members Allow Ukraine to Use Their Weapons Inside Russia
France could announce sending military trainers to Ukraine soon, diplomats say
هل ينخرط الناتو بحرب مباشرة مع روسيا في أوكرانيا؟
NATO plans Europe-wide escalation of war against Russia
**
موسكو: تدريبات الناتو دليل على استعداده لصراع محتمل مع روسيا
Putin and Xi vow to deepen ‘no limits’ partnership as Russia advances in Ukraine
Putin warns the West: Russia is ready for nuclear war
دول الناتو المجاورة لروسيا تتسلح بـ”سور من المسيرات” لحماية حدودها من “الاستفزازات”