الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

ملف:الإسلام السياسي في أوروبا ـ المخاطر وسبل المواجهة

الإسلام السياسي في اوروبا
سبتمبر 19, 2021

المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات ـ المانيا  و هولندا 

الإسلام السياسي في أوروبا ـ  المخاطر وسبل المواجهة

يمكنكم تصفح الملف نسخة  pdf  على الرابط التالي  …http://bit.ly/3lx6dmI

الإسلام السياسي في ألمانياـ المخاطر والتهديدات

بدأت سياسة  الحكومة الألمانية تتغير تجاه تيارات الإسلام السياسي. وشنت الأجهزة الأمنية الألمانية  حملات ومداهمات ضد مساجد ومنظمات ومراكز تابعة لتيارات الإسلام السياسي ,اصدر البرلمان الألماني العديد من التوصيات والتشريعات من أجل تقويض تيار الأسلام السياسي. و هذه التشريعات ساعدت في القضاء على هذه الأنواع من الأنشطة ، لا سيما عندما يتعلق الأمر بجمع التبرعات داخل المنظمات المجتمعية مثل المراكز الإسلامية في ألمانيا.

 تعاون مع المتطرفين

زادت شبكة الإخوان المسلمين الألمانية، المتحالفة مع منظمات إرهابية، بمقدار( 170) عضواً لتصل إلى( 1900) في عام 2020. كشف تقرير لهيئة حماية الدستور الألمانية في 18 فبراير 2021  بولاية “بادن فورتمبيرغ” عن إدارة  تنظيم الإخوان لمخطط “سيرة” لزرع الإيديولوجية المتطرفة داخل عقول الأطفال والمراهقين من خلا دورات تدريبية. يقول خبير أمني رفيع عن المتطرفين وجماعة الإخوان  أن الجانبين “يبدو أنهما توصلا إلى قناعة بأنهما يمكنهما استفادة أحدهما من الآخر”.

ويضيف أن المتطرفين يمكنهم أن يتعلموا من “الإخوان” كيف يصبحون “أكثر مهارة لتفادي حظر الدولة”، فيما يستفيد “الإخوان” من “تعلم وسائل جديدة كي يصلوا إلى مَن هم في عمر الشباب”. ويستنتج الخبير أن “الساحتين إذا ما أصبحتا واحدة ستشكلان خطراً أكبر مما هو حاصل الآن”.

اعترفت المخابرات الداخلية الألمانية بأن جماعة الإخوان قد نجحت في بناء شبكة قوية وواسعة النطاق في ألمانيا. اكتسبت المجموعة أيضًا نفوذًا في السنوات الأخيرة. ويصفها بأنها أخطر من داعش والقاعدة لأنها لا تؤمن بأسس الديمقراطية التي تقوم عليها الحياة في أوروبا. فسمات جماعة الإخوان المسلمين تختلف بشكل ملحوظ عنهم ، بينما تسعى منظمات مثل داعش والقاعدة إلى تقويض النظام الأمني ​​من خلال الهجمات الإرهابية ، فإن تنظيم الإخوان يعمل بشكل قانوني في ألمانيا لتحقيق أهداف بعيدة المدى.

تمويل ودعم الإرهاب -الإسلام السياسي

ساهمت منظمة “أنصار الدولية” المتواجدة في ألمانيا غير الحكومية، في تمويل “الإرهاب” تحت غطاء العمل الخيري و وقامت بجمع التبرعات للأعمال الخيرية في مناطق تشهد أزمات مثل سوريا واليمن وقطاع غزة. وتم إرسال التبرعات إلى أرسلت منظمات مثل “جبهة النصرة” الجهادية السورية التي اندمجت لاحقا في “هيئة تحرير الشام” وحركة “حماس” الفلسطينية في قطاع غزة وحركة الشباب في الصومال.  كما أن ” أنصار الدولية ” تقوم بممارسة أنشطة ظاهرها دعوية وباطنها تستهدف الأطفال في مقرها في ألمانيا. ويقول المتحدث باسم وزارة الداخلية  الالمانية في  6 مايو 2021 أن الوزير هورست زيهوفر “حظر جمعيات “أنصار الدولية” وفروعها، وهي شبكة “تمول الإرهاب في جميع أنحاء العالم عبر التبرعات”.

التأثير على الرأي العام والسياسي الألماني

تحاول منظمة “الذئاب الرمادية” بشكل مستمر ومتزايد التأثير على الرأي العام والسياسي الألماني من خلال التقرب للأحزاب السياسية الكبيرة وأصحاب القرار. ووجدت الحكومة الألمانية أن عناصر “الذئاب الرمادية” ازداد بشكل كبير على صعيد السياسات المحلية في الولايات الألمانية. كما أن ترشح عدد من المنتمين إلى الجماعة للانتخابات البلدية والمجالس المحلية في ولاية شمال الراين فستفاليا في انتخابات سبتمبر 2020.

يقول “دمير” المتخصص التركي في شؤون الأحزاب القومية في 9 يناير 2021  أن هذه الجماعة تشكل خطراً على الديمقراطية، ويرى أيضاً أن هناك حاجة لمراقبتها ومعرفة المزيد عن تحركاتها في ألمانيا قبل حظرها لأهداف سياسية فقط. ويقول: “يجب التدقيق فيهم بدقة ومحاولة تحديد التواصل بينهم وبين المخابرات التركية، وأنا أعتقد أن هذا الرابط موجود”.

أموال سرية لدعم التطرف -الإسلام السياسي

تمتلك “حماس” شبكة واسعة من الشركات في الخارج تبلغ قيمتها عدة مئات من ملايين الدولارات. هذا ما تظهره وثائق حماس، التي حصلت عليها صحيفة “دي فيلت” الألمانية في 12 أغسطس 2021. وتتدفَّق أموال المساعدات بصورة دورية إلى حماس في قطاع غزة، بما في ذلك من ألمانيا. وتورطت حماس في أحداث وقعت في ألمانيا مرتبطة بالصراع في الشرق الأوسط، وكانت نتيجته “أعمال عنف على الا{اضي الألمانية. و يقول الخبير في مجال الإرهاب “جوناثان شانزر” :” أتوقع أن تتخذ الدول التي توجد فيها مقرات لنشاطات حماس المالية إجراءات لتفكيكها، وذلك خوفاً من عقوبات الدول الغربية، فضلاً عن زيادة المخاطر المرتبطة بالأنشطة المالية غير القانونية داخل حدودها”.

استغلال المؤسسات الدينية

تورطت ثلاث جمعيات متهمة بالتبرع لـ”حزب الله” اللبناني، المدعوم من إيران. بجمع تبرعات لأسر قتلى “حزب الله” في لبنان، تحت ستار أغراض دينية وإنسانية في ألمانيا، بما يؤول في نهاية المطاف إلى شن هجمات إرهابية. والجمعيات الثلاث التي حظرتها السلطات هي “دويتشه ليبنانيش فاميليا” و”مينشين فور مينشين” إضافة إلى “جيب فريدين” التي حُظرت بالفعل في 15 أبريل 2021 . كما أن أتباع حزب الله يحافظون على التماسك التنظيمي والأيديولوجي في جمعيات المساجد المحلية والتي يتم تمويلها بشكل أساسي من خلال التبرعات”. و يستخدم حزب الله يستخدم “دعايته ضد المؤسسات الألمانية”، ونتيجة لذلك “بات ضد التفاهم الدولي والتعايش السلمي بين الشعوب”.

تنشط الجمعيات المؤيدة لحزب الله تنشط في مدينتي “هانوفر” و”أوسنابروك” جنوب ساكسونيا، وكذلك في منطقة مدينة “بريمن”. وقالت البيانات الاستخباراتية إن الجمعيات يتم تمويلها بشكل أساسي من خلال رسوم العضوية وأنشطة التبرعات بحسب الوثيقة.

تنامى عدد أنصار “حزب الله” في ألمانيا حسب إحصائيات الاستخبارات الألمانية  التابعة لولاية ساكسونيا في 4 يونيو 2021. ففي ولاية ساكسونيا بلغ أعضاء حزب الله (160) عضوا في العام 2019. وفي العام 2020 بلغ عدد أعضاء حزب الله في الولاية  (180) بزيادةمقدراه (20). وبحسب التقرير المخابراتي ارتفع عدد أنصار حزب الله في ألمانيا بمقدار(200) عنصر. حيث بلغ أعداد أعضاء حزب الله في العام 2019 (1050) ووصل في العام (2020) إلى 1250)

تجفيف منابع تمويل تيار الإسلام السياسي

شهدت أوروبا تنامي لأنشطة تيارات الإسلام السياسي، وانضمت ألمانيا إلى حملات الحكومتين الفرنسية والنمساوية لتطوير استراتيجية فعالة لمكافحة تلك التيارات. حيث اقترحت الكتلة البرلمانية، المكونة من الديمقراطيين المسيحيين بزعامة أنجيلا ميركل (CDU) وحزبهم الشقيق البافاري، الاتحاد الاجتماعي المسيحي (CSU) في 13 أبريل 2021 ، قطع جميع الإعانات والدعم والتعاون مع الجماعات الإسلاموية التي تراقبها وكالة المخابرات المحلية الألمانية. دعت الكتلة البرلمانية للكتلة المحافظة الحاكمة في ألمانيا إلى إنهاء التعاون مع الجماعات المشتبه في دعمها للإسلام السياسي. إحدى هذه المجموعات هي الاتحاد التركي الإسلامي للتعاون الثقافي والاجتماعي (ATIB).

الإسلام السياسي في فرنسا ـ التأثيرات وسبل المواجهة

ظهر القلق من قيام تيار الإسلام السياسي في فرنسا بتكوين مجتمعات وغرس أفكار متطرفة تفصلهم عن قيم الجمهورية الفرنسية. فمنذ الهجمات الإرهابية عام 2015 واجهت فرنسا سلسلة من هذه الهجمات من قبل متطرفين إسلاميين، كان آخرها حادثة المعلم “صموئيل باتي” في أكتوبر 2020. وتستحدث الحكومة الفرنسية مجموعة من القوانين والإجراءات على المدى القصير والمتوسط للتصدي لأجندات تيارات الإسلام السياسي.

أعمال عنف  تشويه صورة الإسلام

استهدف تنظيم “الذئاب الرمادية” بالسلاح الأبيض مقر جمعية في ليون  في 4 أبريل 2021. وقام التنظيم  بكتابة تهديدات على بوابة الجمعية. كما كُتبت الأحرف الأولى لاسمي “حزب الحركة القومية” والرئيس التركي “رجب طيب أردوجان”. ورفضت في 2 أبريل 2021 التوقيع على ميثاق ضد التطرّف الإسلاموي تم التوصل إليه بتنسيق من السلطات الفرنسية. يقول الباحث المتخصص في شؤون الإسلام السياسي “ديفيد فيلهابر” في 2 أبريل 2021 أن المنظمة “هي أكثر التنظيمات الإسلامية المتطرفة تأثيرا وأحد أهم التنظيمات التي تنشط في الشتات التركي في أوروبا”.

حذر ” جون برنار بيناتل” المسؤول السابق في  مكتب الاستخبارات والعمليات لفرقة المظلات الحادية عشرةفي  10 ديسمبر 2020، من مخاطر وتهيدات تنظيم الإخوان المسلمين على الأمن الفرنسي. وأكد “برنار” أن تنظيم ال‘خون استطاع ترسيخ  صورة ذهنية سلبية في أوروبا عن المجتمع الإسلامي دون التفريق بين المسلمين السلميين والإخوان الذين لديهم أجندة سياسية.

إعاقة التوافقات حول محاربة التطرف و توسيع النفوذ السياسي

أصدرت الهيئات الثلاث المقربة من الإخوان المسلمين وهي “اللجنة التنسيقية للمسلمين الأتراك في فرنسا”، و”الاتحاد الإسلامي مللي غوروش في فرنسا”، وحركة “إيمان وممارسة” المتشدّدة، بيانا مشتركا ندّدت فيه بما اعتبرته “فقرات وصياغات في النصّ من شأنها أن تضعف أواصر الثقة بين مسلمي فرنسا والأمة”. ويعمل ممثلو تيارات الإسلام السياسي المتنفذين داخل الهيئات الممثلة للمسلمين في فرنسا على إعاقة التوافقات، ومن ورائها الخطة الفرنسية لمكافحة الانفصالية.

كشف تحقيق استقصائي في  13 ديسمبر 2020 اختراق البلاد عبر شبكات وشخصيات للتأثير على المجتمع الفرنسي، ونشر التطرف والفوضى وزرع النزعات الانفصالية. وذلك عبر أذرع تركيا في فرنسا.  يقول “جوليان مارتيناز” المستشار البلدي في مدينة “أويونا” أن “أحمد جيتين”فرنسي من أصل تركي  معروف في الأوساط السياسية المحلية، فقد سبق له أن ترشح للانتخابات التشريعية عام 2017 والانتخابات البلدية في 2020 في المدينة، ودعا بوضوح إلى التصويت على أساس العرق والدين، مطالبا الأتراك والمسلمين بالتصويت له.

التأثير على المساجد والجمعيات والمدارس الفرنسية

تسيطر تركيا على االمئات المساجد في فرنسا، ووفقا للإحصائيات تدفع الحكومة التركية رواتب  أئمة (150) مسجدا، وتدرب أنقرة الأئمة على أراضيها بهدف السيطرة على معارضي الحكومة التركية” فضلا عن التأثير على الداخل الفرنسي. كما كثفت تركيا من دورات اللغة التركية في فرنسا واستغلتها لتحويلها إلى دروس دينية  يخدم مصالحها وأجندتها السياسية. وترسل تركيا مدرسين أتراك إلى المدارس العامة الفرنسية، كجزء من نظام يسمى “اليكو” ، مما يخول لها تعليم اللغة التركية في المدارس الرسمية، ويستهدف حوالى (14) ألف تلميذ في المرحلة الابتدائية.

توسعت أنشطة حزب الله في فرنسا ولم تعد تقتصر على الأفكار التي يصدرها إلى هناك فقط، بل امتدت إلى مجالات أخرى أيضا، أكثر خطورة. حيث إنما يقوم تمويل نفسه وتخزين متفجرات، وتبييض أموال. و هناك شبكة لبنانية فرنسية متهمة بغسل أموال لعصابات مخدرات في كولومبية. وهناك حضور ديني قوي لحزب الله في فرنسا عبر جوامع ومراكز ثقافية مرتبطة بحزب الله. ففي “غراند سينت”، شمالي البلاد، لطالما كان مركز الزهراء مكشوفاً في نشاطاته. كما أن مدير المركز”يحيى قواسمي” لم يخف يوماً دعمه للحزب.

يقول خبراء فرنسيون إن فرض قيود على إيفاد أئمة من دول أجنبية بهدف القضاء على خطر الانعزالية هو خطوة ضمن خطة تم إعدادها وتنفيذها منذ أكثر من عام لمحاصرة نشاط التنظيمات الدينية السياسية، وخاصة تنظيم الإخوان المسلمين الذي يعمل على التأثير في الحياة السياسية في فرنسا وأوروبا.

تفريخ الجهاديين و تشكيل دولة الخلافة

وجد أن بعض الطلاب الذين درسوا في “مدرسة الأئمة” المقربة من تنظيم الإخوان المسلمين أصبحوا جهاديين ومن بينهم “رضا حامي” الذي تم تجنيده في سوريا لاستهداف قاعة حفلات وتم القبض عليه قبل أشهر من الهجوم على مسرح “باتاكلان” في باريس في العام 2015. كما تخرجت من المعهد “إيناس مدني” التي حكم عليها بالسجن 30 سنة لمحاولتها تفجير سيارة أمام كاتدرائية نوتردام في باريس في سبتمبر 2016. فيما غادر البعض من الطلاب الآخرين فرنسا لينضموا إلى جبهات القتال في سوريا.

حذّر تقرير لمجلس الشيوخ الفرنسي في 12 يوليو 2020 من مؤيدي تيار الإسلام السياسي. وأكد التقرير أن هذا التيار يسعون حاليا إلى السيطرة على الإسلام في فرنسا من أجل “إنشاء الخلافة”، ويُغذّون في بعض المدن “نزعة انفصالية” خطيرة.  وتقول السيناتورة جاكلين أوستاش برينيو “يجب التحرك سريعا” لأن “كل مناطق فرنسا صارت متأثرة اليوم، باستثناء غرب البلاد وإلا ففي غضون سنوات قليلة، قد تخرج بعض من هذه المناطق والأحياء من الجمهورية عن السيطرة.

انتقادات لإجراءات الحكومة الفرنسية ضد تيار الإسلام السياسي

ما زالت شريحة كبيرة من السياسيين وقادة الرأي في فرنسا تنظر إلى هذه الإجراءات على أنها ليست كافية وأن غاياتها الأساسية انتخابية بحتة بالنسبة إلى الرئيس ماكرون رغم المجهودات الحكومية في محاربة التطرف الإسلامي وحواضنه الأيدولوجية والتي باتت أكثر صرامة على إثر ذبح المدرس “صامويل باتي” على يد متطرف من أصول شيشانية ، فيما تتبنى زعيمة اليمين المتطرف “مارين لوبان” هذه الفرضية بقوة. وانتقد وزير الخارجية الأمريكي السابق ” مايك بومبيو” في 16 سبتمبر موقف فرنسا من الفصل بين جناح سياسي وآخر عسكري لـ”حزب الله”. وتابع “للأسف؛ فرنسا ترفض أن تسمي (حزب الله) منظمة إرهابية كما فعلت سائر الدول الأوروبية”

أوصى مجلس الشيوخ الفرنسي في 17 يوليو 2020 بتعزيز شبكة الدولة للكشف عن السلوك أو الكلام “المنحرف” وتسهيل عملية إغلاق الأماكن أو الجمعيات التي على تبث الكراهية والعنف. لاسيما بعد تصاعد القلق إزاء الحركات الإسلامية المتشددة التي تدعي أنها غير عنيفة ولاسيما السلفية منها حوالي (40) ألفا في فرنسا  أو الإخوان المسلمون (50). ‘إضافة إلى عدم تجديد الاتفاقات الموقعة مع دول أجنبية لتدريب الأئمة الذين يعتزمون الوعظ في فرنسا وتشديد الرقابة على المدارس غير المرتبطة باتفاقات مع الدولة وعلى ارتفاع عدد التلاميذ الذين يتلقون تعليمهم في المنزل.

الإسلام السياسي في مرمى الأجهزة الأمنية البريطانية

تعد العلاقة بين بريطانيا والإخوان معقدة. فهي لا تبلي بلاء حسنا كما كانت في السابق، لا سيما قبل ظهور تنظيم (داعش). وفي الوقت نفسه، لم تصل قط إلى مرحلة العداء المباشر والتنافس. ومع ذلك، بدأت بريطانيا في إعادة النظر في علاقتها مع الإخوان بسبب الهجمات الإرهابية على أراضيها. قررت لندن التراجع عن دعمها لجماعة الإخوان المسلمين بعد أن اكتشفت حقيقتين حولها، وهما حقيقة تجاهلتها عمدا لعقود أو كانت جزءا من الخداع الذي تمارسه المنظمة على لندن وغيرها من العواصم الغربية.

إعلام الاسلام السياسي في بريطانيا.. آلية للدعاية الاخوانية

تولي الجماعة عبر إعلامها إبراز أنشطة وجهودأعضاء التنظيم خلال جائحة كورونا حيث يتفاخر التظيم بهم على مواقع التواصل بأنهم هم قوة الفعل الحقيقي في المجتمع، وسط تساؤلات كيف لا تتولّى وسائل الإعلام البريطانية الاهتمام بتلك الدعاية التابعة للتنظيم. وسعت مواقع إخبارية محسوبة على تنظيم الإخوان المسلمين في بريطانيا إلى إظهار بطولة أطباء وممرضين مسلمين ماتوا خلال عملهم الإنساني في مواجهة وباء كورونا كبطولة تحسب للجماعة وداعميها، وليس نتيجة أداء دورهم كمواطنين بريطانيين.

تساؤلات برلمانية في بريطانيا حول تنظيمات الاسلام السياسي

طرح النائب “أندرو روزينديل” في عام 2019 أسئلة على وزيرة الداخلية البريطانية بريتي باتل، عن التقييم الذي أجرته بشأن زيادة نشاط تنظيم الإخوان في بريطانيا، نتيجة للانكماش الاقتصادي في ظل تفشي كورونا. كما وجه سؤالا مماثلا إلى وزير الخارجية دومينيك راب، مطالبا بإجراء تقييم لأثر الانكماش الاقتصادي العالمي على مستوى أنشطة التجنيد التي يقوم بها التنظيم في الخارج.

وأعرب روزينديل عن مخاوفه من أن التنظيم قد يكون استفاد من جائحة كورونا، لتوسيع نفوذه في أكثر من مكان في العالم، بما في ذلك المملكة المتحدة. ويتعين على وزارتي الداخلية والخارجية البريطانيتين الإجابة عن أسئلة. وهذه ليست المرة الأولى التي حذر فيها النائب المحافظ من الإخوان وغيرهم من الجماعات المتطرفة، إذ طالما كان صريحا في موقفه ضد إيواء بريطانيا للمتطرفين، داعيا إلى حظر المنظمات المتطرفة.

قدم اللورد مارلسفورد من مجلس اللوردات سؤالاً رسمياً إلى الحكومة البريطانية حول وضع مراجعة السياسة العامة لجماعة الإخوان المسلمين التي أُعلن عنها في عام 2014. سؤال اللورد مارلسفورد كان حول التقييم الذي قامت به الحكومة البريطانية فيما يتعلق بتعيين إبراهيم منير في منصب المرشد العام بالنيابة لجماعة الإخوان المسلمين؛ وما هو التقييم الذي قاموا به لأي تهديد يشكله وجوده على الأمن القومي البريطاني، وعلي علاقاتهما الدولية.

بريطانيا.. تحذيرات سياسية و أمنية من خطر الاسلام السياسي

وصف رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير “الإسلام السياسي” بأنه “تهديد أمني من الدرجة الأولى”، محذرا من أنه “سيصل إلينا، دون رادع، حتى لو تمحور بعيدًا عنا، كما حدث في 11 سبتمبر”، وذلك خلال كلمة في معهد RUSI للدراسات الأمنية والدفاعية. وأضاف أن “الإسلام الراديكالي لا يؤمن فقط بالإسلاموية، بمعني تحويل الدين إلى عقيدة سياسية، ولكن بتبرير الكفاح، إذا لزم الأمر، الكفاح المسلح لتحقيق ذلك”، وتابع بالقول: “بعبارات بسيطة، هذا ينص على أن هناك إيمانًا حقيقيًا واحدًا فقط، ورؤية واحدة حقيقية لهذا العقيدة، والمجتمع والسياسة والثقافة يجب أن تحكمها فقط تلك الرؤية”.

و قد حذرت عدة تقارير أمنية واستخباراتية، نشرت في دوريات بريطانية، من خطر تنامي جماعة الإخوان داخل البلاد، بما يمثل تهديدا للأمن العام، خاصة مع رصد تنامي غير مسبوق لنشاط التنظيم لنشر أفكاره المتطرفة باستغلال المنصات الدعوية والمؤسسات الإسلاموية التي تعمل تحت مظلة قانونية بغطاء خيري وإنساني. وتوقع مراقبون أن تشرع بريطانيا بإجراءات أكثر حسما فيما يتعلق بنشاط الإخوان على أراضيها خلال الفترة المقبلة، مؤكدون أن الجماعة التي طالما حظيت بدعم لندن، ستدخل مرحلة جديدة من المواجهة في ظل الاستراتيجية الأوروبية الشاملة لمكافحة الإرهاب والتطرف، خاصة بعد تزايد العمليات الإرهابية التي استهدفت عدة عواصم أوروبية.

حزب الله في مرمى الأجهزة السياسية و الأمنية البريطانية

تركزت الاستجوابات حول أنشطة حزب الله بفرعيه السياسي والعسكري في بريطانيا وباقي الدول الأوروبية، وأيضا تحركاته في لبنان وسوريا، في محاولة واضحة لإبقاء الضغط السياسي قويا على الحزب. هذه الاستجوابات تأتي في إطار سلسلة من التحركات البريطانية ضد “حزب الله”، ففي عام 2001، وضعت وزارة الداخلية جناح الأمن الخارجي للحزب على قائمة الإرهاب، ثم مددت الحظر في عام 2008 ليشمل مجلس شورى الجهاد، الذي يمثل الذراع العسكرية للحزب وكل الوحدات التابعة له. ويحاول النواب البريطانيون في الوقت الراهن إبقاء الضغط قويا على شبكات حزب الله في بريطانيا، لمنع أي تحركات سرية أو أنشطة إجرامية في الأراضي البريطانية.

الهدف الرئيسي، كما يقول كريس دويل، مدير مركز التفاهم العربي البريطاني “كابو”، هو مواصلة الضغط على إيران باعتبار أن الحزب أحد أذرعها في الشرق الأوسط. فالحملة “لن يكون لها سوى تأثير سياسي رمزي على الحزب نفسه، لكنها قد ترمي إلى تخويف المجتمع في بريطانيا من أي حوار مع إيران”. وقد صرح وزير خارجية بريطانيا في يوليو 2020 قائلا إنه “من خلال حظر حزب الله بجميع أشكاله، ترسل الحكومة إشارة واضحة بأن الأنشطة المزعزعة للاستقرار في المنطقة غير مقبولة تماماً وتضر بالأمن القومي البريطاني”.

الإسلام السياسي في النمسا ـ قوانين وإجراءات للحد من التطرف

احتضنت النمسا مثل بقية الدول الأوروبية بشكل غير مباشر جماعات الإسلام السياسي كـ” الإخوان وحزب الله اللبناني وتنظيم الذئاب الرمادية التركي وحزب العمال الكردستاني …. الخ، من دون أن تدرك الخطر الذي تشكله على أمنها القومي، إذ عمل المنتمون لهذه الجماعات على استغلال هذه الوضعية بإقامة شبكةً معقدة من الكيانات الممثلة في جمعيات خيرية، أكاديميات تعليمية شركات، وتمكنوا من خلالها من تطوير ما سمي – بالإسلام النمساوي- ، بل أنهم أصبحوا أطرافا فاعلين في مراكز صنع القرار وداخل الحكومة النمساوية ذاتها.

قوانين وإجراءات 

أعلن البرلمان النمساوي، في 22 يونيو2021 حظر جماعة الإخوان ومنعهم من ممارسة أي عمل سياسي في النمسا، وجاء هذا الإجراء المباغت ضمن آخر الإجراءات المتخذة لمكافحة التطرف والإرهاب ولمجابهة خطر الإسلام السياسي، والتي تتمثل في إقرار قانون جديد يستهدف تعزيز جهود الدولة لحظر أنشطة التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها جماعة الإخوان، وبذلك تكون النمسا هي أول دولة أوروبية تقوم وبشكل رسمي بحظر التنظيم.

أقر المجلس الوطني في النمسا كذلك قانونا جديدا لمكافحة الإرهاب والتطرف يستهدف تعزيز جهود الدولة لحظر نشاطات التنظيمات الإرهابية وملاحقة مموليها، في ظل هذا القانون أكد وزير الداخلية النمساوي “كارل نيهمر” بأن التشريعات المستحدثة ستسمح بتشديد العقوبات على البيئات الحاضنة للمتطرفين وتسهل عملية الرقابة على خطاب الكراهية والتشدد الديني واستغلال شبكة الإنترنت في هذه الأغراض، مثلما أشار “نيهمر” في تصريحات صحفية أن البرلمان وافق على إلزامية وضع السوار الإلكتروني في الكاحل في حالة الإفراج المشروط عن المدانين بالإرهاب، كما تتضمن الحزمة أيضًا الاعتراف بالجريمة الجنائية ذات الدوافع الدينية، تزامنا مع ذلك فقد حظرت النمسا نشاط حزب الله اللبناني في 14 مايو 2021 واعتبرته منظمة إرهابية، بجناحيه السياسي والعسكري.

تحليل أنشطة جماعات الإسلام السياسي 

وضعت النمسا يدها على مؤسسات وقيادات الإخوان بعد سنوات من تحول البلاد إلى ملاذ آمن للجماعة، ليس هذا فحسب بل أن فيينا تحولت إلى خطوط أمامية لمواجهة الإخوان وحزب الله وغيرها من الجماعات الأخرى الناشطة، وباتت أول من يزيل الستار عن المخططات السرية لهذه التنظيمات، بالأسماء والأدلة، حيث نشر مركز توثيق الإسلام السياسي التابع للحكومة النمساوية في مطلع شهر سبتمبر 2021، والمعني برصد وتحليل أنشطة منظمات الإسلام السياسي، دراسة جديدة عن روابط مؤسسة رابطة الثقافة النمساوية بالإخوان الإرهابية، إذ كشفت عن الروابط السرية، سواء علاقات على المستوى الشخصي أو المؤسسي التي تربط منظمات الجماعة الفرعية في أوروبا. وأوضحت عن وجود اتصالات سرية عابرة للقارات ومنظمات تمويه تعتمدها جماعة الإخوان المسلمين كمعاهد التدريس والفتوى والفروع المحلية المختلفة في أوروبا، إذ ثبت ذلك بعدما حللت بيانات ومصادر جديدة لروابط صفحات على المنصات الاجتماعية، على غرار صفحات وأنشطة أعضاء وقياداتها.

رغم نفي “رابطة الثقافة” صلتها بجماعة الإخوان الدولية، إلا أن لها اتصالات سرية مع أشخاص من بيئة الإخوان في أوروبا، خاصة في ألمانيا، والمقر الرئيسي في مصر، هذا وقد لعب أشخاص كأيمن علي، الإمام السابق لمسجد النور التابع لرابطة الثقافة في “جراتس النمساوية” دورًا محوريا في دمج الرابطة في الشبكة الأوروبية للإخوان ، حيث كان في اتصال وثيق بحركة حماس الفلسطينية.

أفادت تقارير كثيرة إلى أن معدل المقاتلين الأجانب في النمسا الذين التحقوا بتنظيم الدولة الإسلامية هو من بين الأعلى في أوروبا من حيث نصيب الفرد. كان المقاتلون النمساويون الأجانب في الغالب من الجيل الثاني من المهاجرين من الشيشان وتركيا والبلقان، كما كان بينهم أيضاً أبناء لاجئون من جماعة الإخوان المسلمين كانوا قد فروا من بلدانهم.

استغلال الشعارات الدينية والمساجد 

بدأ سريان قانون حظر رموز وشعارات التنظيمات المتطرفة منذ الأول من شهر مارس 2019، وفي مقدمتها جماعة الإخوان وحزب الله اللبناني وتنظيم الذئاب الرمادية التركي وحزب العمال الكردستاني، وحركة حماس، وحزب التحرير، إذ ينص القانون على حظر كافة الشعارات السياسية والأعلام الخاصة بجماعة الإخوان من الوجود في الشوارع والأماكن العامة، الذي تلاه مشروع خارطة الإسلام. وينص القانون على حظر كافة الشعارات السياسية والأعلام الخاصة بجماعة الإخوان من الوجود في الشوارع والأماكن العامة، كما حددت السلطات النمساوية غرامة تتراوح بين (4000) يورو إلى (10000) يورو للأشخاص الذين سيخالفون القرار.

يعد حظر استخدام شعار جماعة الإخوان المسلمين أحد الإجراءات الأكثر إثارة للجدل، إذ يتم العمل بقانون الرموز المحظورة في النمسا منذ سنوات، وهو يمنع استخدام شعارات المنظمات المتطرفة والمجموعات التي تقوم بتطوير أنشطة على أراضي النمسا ضد الحقوق الأساسية، وسيادة القانون. حظرت النمسا خلال العقود الماضية رموز عدة كيانات؛ منها “داعش”، وتنظيم القاعدة، وحزب العمال الكردستاني، و”حماس”، والجناح العسكري لـ”حزب الله”.. وغيرها.

أكدت الباحثة النمساوية المتخصصة في شؤون الإرهاب “يوانا شنايدر” أن قانون حظر رموز وشعارات الإخوان وعدد من التنظيمات الأخرى، الذي بدأ سريانه “ليس كافيا”، مطالبة بمد الحظر ليشمل أنشطتها في النمسا.

يرى أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة فيينا “محمد بسَّام قبَّاني” أن مشروع خريطة الإسلام بالنمسا يأتي كأحد إجراءات الحكومة في سياق تشديد الرقابة على التطرف، حيث أن كمَّ الاتهامات والضغوط التي تحيط بالحكومة النمساوية، والمتعلقة بإخفاقها في مكافحة التطرف الديني بعد الحادث الإرهابي في نوفمبر 2020 يعد أحد أسباب تدشين هذه الخريطة، لذا فهم يُعولون على هذا المشروع من أجل الإسهام في مكافحة هذا الفكر المتشدد والقضاء عليه.

أثارت دراسة قام بها مركز توثيق الإسلام السياسي قضية تتعلق بخطر الإسلام السياسي على قيم المجتمعات الأوروبية والتي تكشف عن حجم التهديد الذي تمثله هذه الجماعة،حيث اعتبر “مهند خورشيد” المسؤول في المركز والخبير في شؤون التنظيمات الإرهابية أن جماعة الإخوان المسلمين يرون أن الشريعة هي النظام الوحيد الصالح ويريدون إعادة تشكيل المجتمعات الأوروبية وفقًا لهذه الرؤية، مؤكدا بأن القيم الأساسية في أوروبا تتآكل وهذا يعني أن الإخوان يريدون التسلل إلى المجتمع وتشكيل مجتمع موازي.

أشار تقرير في 08 يوليو 2021 لدراسة نشرها مدير برنامج دراسات التطرف في جامعة جورج واشنطن، المؤلف والخبير الأمريكي البارز، “لورينزو فيدينو” يتحدث فيها عن توغل الإخوان في المجتمع النمساوي، بل وأنشأت شبكات مؤسساتية مؤثرة، تدير العمليات المالية والفكرية الإخوانية في أوروبا، من أجل دعم نشاطات الجماعة في الشرق الأوسط، مثلما يديرون مختلف نواحي الحياة “الإسلامية” في النمسا، ويشكلون حلقة وصل بين الجالية المسلمة الكبيرة، والحكومة النمساوية المرغمة.

أنشأت شبكات جماعة الإخوان في النمسا في الستينيات، على يد بعض أعضاء التنظيم المصريين المهاجرين، من أبرزهم يوسف ندى، وأحمد القادي، الذي كان له دورًا حاسمًا في الوجود الإخواني في أمريكا، هذا وقد عمل “ندى” على إنشاء إمبراطورية مالية إخوانية بين الشرق الأوسط وأوروبا، قبل أن يتولى منصب رئيس العلاقات الخارجية في التنظيم انطلاقًا من النمسا، وقد جاب “ندى” العالم لتمثيل مصالح الإخوان، خصوصًا المالية منها، عبر إنشاء علاقات واتصالات مكثفة مع قادة الحركات الإسلامية الدولية، وحتى رؤساء بعض الدول، وقد اعتبر الكثيرون قصر “ندى” في منطقة “كامبيوني ديتاليا” بمثابة وزارة خارجية غير رسمية للإخوان.

 التقييم

تساهلت خلال العقدين السابقين الحكومة الألمانية مع تنظيمات الإسلام السياسي. وعانت ألمانيا من عدم  وجود معايير كافية لمراقبة أنشطة تيارات الإسلام السياسي ومحاولاتها المستمرة لاختراق المراكز الدينية والجمعيات الخيرية. ولم تكن القيود التي فرضتها الأجهزة الألمانية  كافية على مراقبة التمويل والدعم التي تحصل عليها تلك التيارات ماساهم في توسيع نفوذ تلك التيارات واستقطاب وتجنيد العديد من الجاليات المسلمة وممارسة أنشطة دعائية  لخدمة أجندتهم السياسية

تسعى الحكومة الألمانية حاليا لمزيد من التدقيق في جماعات الإسلام السياسي من خلال إجراء دراسات واسعة حول تأثيرات الإسلام السياسي على المجتمع الألماني وإنشاء مجموعة من الخبراء المعنيين بدراسة تلك الظاهرة. و تشير التقديرات  إلى أن الأساس الفكري الذي بني عليه الإيديولوجية المتطرفة في ألمانيا  منبته  تيارات الإسلام السياسي.

تتصاعد مخاطر الأسلام السياسي في ألمانيا من خلال استغلال الحريات والقانون ليس فقط لتحقيق أهداف سياسية مشروعة ولكن أيضًا لتمهيد الطريق لإعادة تشكيل المجتمع الألماني بشكل كامل وفقًا للأسس التي تحددها الأيديولوجية المتطرفة. وتتقرب الجماعات المدعومة من تيارات الإسلام السياسي من الدوائر الحاكمة في ألمانيا ومن الأحزاب السياسية في محاولات لدعهمم في الترشح للانتخابات البلدية والمجالس المحلية في ألمانيا.

تستقطب الجمعيات والمؤسسات والمراكز الإسلامية المقربة من تنظيم  الإخوان المسلمين اللاجئين بشكل ملحوظ لتجنيدهم ولتأطير اللاجئين بفكر الإخوان المسلمين. وبالمقارنة مع التيار السلفي وحزب الله نجد أن تاثير تنظيم الإخوان المسلمين على المدى المتوسط أكبر على المجتمع الألماني.

شنت الأجهزة  الأمنية الألمانية  على الجمعيات والمساجد التابعة لحزب الله في العديد من الولايات الألمانية . يتعرض حزب الله لضغوط منتظمة السلطات الألمانية. وصنفت ألمانيا حزب الله بأكمله كمنظمة إرهابية بجناحية السياسي والعسكري العام 2019. لكن أثار القرار الألماني الجدل بين الخبراء والطبقات السياسية الألمانية. فيرى البعض أن هذا القرار هو خطوة ضرورية لتحييد أنشطته ويرى البعض الأخر أن  القرار لن  يكون له تأثير يذكر على أنشطة الحزب.

ترفض السلطات الفرنسية  “استغلال” الإسلام لأغراض سياسية في حملة ضد المساجد والجمعيات المتطرفة التي تدعمها تيارات الإسلام السياسي. لم تتوقف حملة السلطات الفرنسية ضد الجماعات المتطرفة وتيار الإسلام السياسي  عند بعض الإجراءات الإدارية، حيث تضمنت على عمليات ترحيل موسعة للمتطرفين    وإغلاق عدد من المساجد والجمعيات التي لها صلة مباشرة بيتار الإسلام السياسي

تحاول تيارات الإسلام السياسي في فرنسا التغلغل داخل المؤسسات والتمدد داخل المجتمع عبر استغلال التعليم عبر شبكة من شبكة من المدارس تساهم في تصدير الإيديولوجية المتطرفة. يرجع تصاعد تيار الإسلامي في فرنسا إلى وأشار إلى إهمال المسئوليين الفرنسيين لهذا الملف لأكثر من عقدين، ما أدى تدهور الأوضاع إلى ما آلت عليه الآن. وتريد الجماعات المتطرفة العيش في مجتمعات منفصلة وخلق مجتم موزا في فرنسا. يستغل الإسلاميون الإسلاموفوبيا بشكل روتيني لدعم مزاعمهم بأن المسلمين يعانون في فرنسا ما يساهم تعزيز مشاعر الكراهية لدي الجماعات المتطرفة.

نجد أن هناك تسييس مفرط من تيارات الإسلام السياسي للدين في فرنسا، وأن سلسلة الهجمات الإرهابية الأخيرة،غالبًا ما ارتكبها شبان غيرمعروفين لأجهزة الأمن ليس لديهم أي صلات بجماعات إسلاموية  بشكل مباشر. هذه مشكلة متزايدة بالنسبة لفرنسا لأنها تحولت إلى التطرف الذاتي بسرعة كبيرة من خلال تأثيرات خطابات ودعاية تيار الإسلام السياسي بشكل غير مباشر. تشكل البطالة والاضطرابات النفسية والجهل أرض خصبة لتيارات الإسلام السياسي لاستفطابهم وتجنيدهم. لذلك ينبغي فرض ضوابط مالية أكثر صرامة على الأموال الأجنبية المرسلة إلى المنظمات الدينية، وضوابط أكثر صرامة على الجمعيات الدينية لمنع استيلاء المتطرفين عليها.

أظهرت التقديرات أن الأجيال التي تنتجها الجماعة و عقيدتها تفضل الهجوم على الدفاع وهذا يترجم إلى محاربة ملموسة لثقافة الغرب الخاطئة لأنها لا تزال ترفض الإسلام حسب ما تزعمه تيارات الاسلام السياسي في بريطانيا و أوروبا بشكل عام. إن النسخة السياسية لجماعة الإخوان المسلمين للإسلام هي الوجه الآخر للإسلام العنيف أو المتشدد، كما يصفه البعض، و هذا ملخص لمراجعة حكومية لنشاط “الإخوان” في بريطانيا، أجريت في عهد رئيس الوزراء آنذاك ديفيد كاميرون.

كانت جماعات الاسلام السياسي رائدة في إنشاء المراكز الثقافية الإسلامية والمساجد في أوروبا وبناء “المجتمعات الموازية” على أساس النوع الاجتماعي والمهنة (النساء والطلاب والعمال وغيرهم). وركزت هذه الجماعات على مساعدة المسلمين في البلدان المضيفة. وشكلوا قاعدة جماهيرية لدعم برامج الإخوان وأنشطتها داخل أوروبا وخارجها.

يمكن أن نستنتج أن جماعات  الاسلام السياسي تنشر عددا من الأدوات والآليات لترسيخ وجودها في بريطانيا ونشر أفكارها بين المجتمعات الإسلامية في هذا البلد. ولا شك أن هذه التوجهات تشكل تهديدا لهوية بريطانيا، خاصة وأن جماعات الاسلام السياسي تسعى لنشر أيديولوجيتها المضللة التي تؤدي إلى انتشار التطرف والإرهاب.  لذلك ينبغي على بريطانيا أن تولي المزيد من الاهتمام للجماعات السياسية الإسلامية بشكل عام، والإخوان المسلمين على وجه الخصوص. تحاول جماعة الإخوان تقديم نفسها كمجموعة سلمية لا تلجأ إلى العنف، مما يساعدها على النمو في جميع أنحاء أوروبا من خلال الاستفادة من المناخ الديمقراطي في المنطقة من خلال الاستفادة من “الأدوات” المتاحة لها.

خطر الإسلام السياسي على أمن أوروبا أخطر بكثير مما يمكن توقعه، ويرجع ذلك إلى أن جماعة الإخوان المسلمين وجماعات الإسلام السياسي بكافة أنواعها تبنت سياسات لينة و مرنة لاختراق المجتمع والاقتراب من مؤسسات الدولة، من أجل تقديم أنفسهم على أنهم “ممثل” للمجتمعات المسلمة،  في بريطانيا و أوروبا، ومن ثم تحقيق المصالح السياسية ونشر أيديولوجيتهم المتطرفة بدلا من تقديم الخدمات للمجتمعات المسلمة.

أجد أن نشاط جماعات الإسلام السياسي بالأخص “الإخوان” في النمسا قد جذب أعدادا متزايدة من الفئات الطلابية والعمال والمهاجرين المسلمين، حيث وضعت نفسها كمحاور رئيسي بين المؤسسات الغربية والمجتمعات الإسلامية المحلية، واستغلت الجمعيات والمساجد والمراكز وكل ما هو متاح في نشر أفكارها داخل وخارج النمسا، ولحد الساعة لقي مشروع خريطة الإسلام الكثير من الانتقادات من قبل الجالية المسلمة وحتى من قبل الكنيسة الكاثولوكية، ما يجعل إمكانية وقوع اعتداءات سواء من قبل جماعات الإسلام السياسي كرد فعل أو من طرف المناهضين للإسلام والمسلمين كاليمين

أن تشهد النمسا، عمليات إرهابية، أو توسع دائرة التطرف، هو أمر غير مستبعد، ومايدعم هذه الفكرة: اختيار النمسا اليميني المتشدد ، وزير الداخلية السابق “هربرت كيكل” الذي كان وراء حملات تستخدم خطابات وصورا مناهضة للإسلام لتولي قيادة الحزب الذي طالته فضيحة فساد في إطار محاولته استعادة دعم الناخبين.

رابط مختصر.. https://www.europarabct.com/?p=77326

*جميع الحقوق محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب و الإستخبارات

الهوامش

الإسلام السياسي في ألمانياـ المخاطر والتهديدات

Germany: Conservatives seek to isolate Islamist groups

https://bit.ly/3DWojqM

ألمانيا تحاصر المنظمات الإسلامية للتوقي من الإرهاب

https://bit.ly/2X9DX1k

ألمانيا تحظر «حلقة وصل» بين المتطرفين و«الإخوان»

https://bit.ly/38RT3La

صحيفة ألمانية تكشف النقاب عن أموال حماس السرية

https://bit.ly/3DXR1HT

ألمانيا تحظر علم حركة حماس

https://bit.ly/3l9dTM5

 الإسلام السياسي في فرنسا ـ التأثيرات وسبل المواجهة

4 جرحى في اعتداء استهدف مقرا لجمعية كردية في فرنسا نُسب إلى تنظيم “الذئاب الرمادية”

https://bit.ly/38PvimX

جيل النار: كيف نحارب الإسلاميين في مالي ونسايرهم في باريس؟

https://bit.ly/3jVeD7Z

“الأخطبوط التركي”.. كيف تنشر أذرع أردوغان التطرف في فرنسا؟

https://bit.ly/3BXaC9s

حزب الله ينسج شبكته في فرنسا.. تبييض أموال ومخدرات

https://bit.ly/38PXtT1

“لوبوان”: تبييض أموال، مخدرات ونيترات الامونيوم.. حزب الله ينسج شبكته في فرنسا

https://bit.ly/3l4RY8x

الإسلام السياسي في مرمى الأجهزة الأمنية البريطانية

بريطانيا.. تحذيرات وإجراءات جديدة لمواجهة خطر الإخوان

https://bit.ly/3kelJEL       

توني بلير: الإسلام السياسي تهديد أمني من الدرجة الأولى

https://cnn.it/3nB4saO

حزب الله: أبعاد الحملة الجديدة في بريطانيا وأوروبا على التنظيم اللبناني

https://bbc.in/3kg4RxC

ضغط وحظر ومداهمات.. بريطانيا تفاقم الحصار الأوروبي لـ”حزب الله”

https://bit.ly/3kcMOIh

الإسلام السياسي في النمسا ـ قوانين وإجراءات للحد من التطرف

النمسا تحظر “الإخوان”.. وتمنعهم من ممارسة أي عمل سياسي

https://bit.ly/3EjqODZ

بالأسماء والأدلة.. النمسا تمسك خيوط خداع الإخوان

https://bit.ly/3C5mS7L

كيف تتعامل النمسا وألمانيا مع أنشطة الإخوان المسلمين؟

https://bit.ly/3k8ycd9

مشروع “خريطة الإسلام” في النمسا.. الدوافع والتخوفات

https://bit.ly/3loqw5M

الإخوان المسلمون في النمسا

https://bit.ly/2YPd1EB

اليمين المتطرف في النمسا يختار مناهضا للإسلام لمنصب زعامة الحزب

https://bit.ly/3nxc2Dq

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...