الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

مكافحة التجسس ـ وسائل تجنيد العملاء على وسائل التواصل الاجتماعي

مكافحة التجسس
مارس 22, 2023

المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات ـ ألمانيا  وهولندا

بون ـ  إعداد وحدة الدراسات والتقارير “3” 

مكافحة التجسس ـ وسائل تجنيد العملاء على وسائل التواصل الاجتماعي

لم تعد تعتمد وكالات الاستخبارات للدول على الأساليب التقليدية في تجنيد واستقطاب عملاء جدد، وتحولت الأجهزة الاستخباراتية للدول إلى الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي بحثاً عن جواسيس وعملاء في الخارج. ولا تزال الأجهزة الاستخباراتية تقدم نصائح لحماية خصوصيات الجواسيس أثناء التواصل عبر شبكة الإنترنت. بل تعدى الأمر من عملية التجنيد والاستقطاب إلى عملية اكتشاف الجواسيس عبر التعرّف على الوجه من خلال تقنيات الذكاء الاصطناعي وابتكار أدوات قرصنة جديدة لتتبّع تحرّكات الجواسيس وكشف مصادرهم.

تعريف الاستخبارات ووسائل جمع المعلومات

الاستخبارات: هي عملية معالجة المعلومات بطريقة منهجية لتزويد صناع القرار بها من أجل توفير أفضل الخيارات وتقليل نسبة الشك لديهم تجاه الخطط واستراتيجية العمل وتستعمل في ذلك عناصر بشرية وتقنية. ويقول “روجر جورج” أن “الاستخبارات هي في الغالب معلومات سرية يتم تجميعها من خلال عمليات سرية أو بواسطة أنظمة تقنية”

وكالات الاستخبارات: هي وكالات حكومية مسؤولة عن جمع وتحليل وتوظيف المعلومات لدعم تطبيق القانون والأمن القومي وأهداف السياسة الخارجية والداخلية للبلاد. تعتمد وكالات الاستخبارات على وسائل جمع المعلومات سواء كانت “علنية وسرية وبشرية وفنية سيبرانية”، وقد تشمل التجسس واعتراض الاتصالات وتحليل الشفرات. تقوم أجهزة الاستخبارات عموماً بمكافحة التجسس والإنذار المبكر عن أي تهديدات من الخارج لحماية الأمن القومي من التهديدات الداخلية والخارجية، وتكون أنشطة الخدمة الخارجية السرية خارج أراضي البلاد.

آليات التجنيد على مواقع التواصل الاجتماعي

أطلقت الأجهزة الأمنية البريطانية في 21 أبريل 2021 حملة لتحذير (450) ألف موظف حكومي وشركاء في قطاعات الصناعة والدوائر الأكاديمية من أن جهات معادية تنشأ حسابات مزيفة على المواقع الإلكترونية للإيقاع بالأشخاص المطلعين على معلومات سرية للبلاد. حيث يتظاهر الجواسيس بأنهم جهات توظيف ويستدرجون الأفراد إلى مقابلات شخصية وإنهم قد يتعرضون للرشوة أو الابتزاز للإدلاء بمعلومات سرية.

كشف موقع “ستراتفور” الأميركي المتخصص في الدراسات الأمنية والاستراتيجية في 4 يوليو 2019 أن أجهزة الاستخبارات تستخدم المعلومات التي تجمعها من شبكات التواصل الاجتماعي في رصد وتحديد الأشخاص الذين يمكنها تجنيدهم عملاء لها وتتألف عملية التجنيد من ثلاث مراحل رئيسية هي :

  1. تحديد الأشخاص: تستخدم أجهزة الاستخبارات وسائل التواصل الاجتماعي للحصول على قائمة أفراد أو موظفي شركة أو وكالة بعينها وبمسميات وظائفهم في ثوانٍ معدودة.
  2. نصب الشراك: عبر تحديد أفضل السبل والأليات لتجنيد عميل ما وتحديد أفضل نهج لكسب الأشخاص المستهدفين للتجنيد.
  3. تطوير العلاقات: من خلال إقامة علاقات وبناء درجة من الثقة مع الأشخاص المستهدفين حتى يتسنى لأجهزة الاستخبارات الوصول إلى غايتها.

وكالات الاستخبارات والتجنيد على مواقع التواصل الاجتماعي

التجنيد على “Instagram”: تسعى “وكالة الاستخبارات المركزية CIA” للحصول على عملاء جدد باستخدام تطبيق “Instagram” عبر مسابقات “كيفية تحضير الطعام” و”كيفية تدريب الكلاب”. وعدلت وكالة المخابرات المركزية موقعها على الإنترنت والذي يتميز بألعاب تفاعلية وقصص تجسس للأطفال، وتدير وكالة الاستخبارات المركزية “CIA” إعلانات عن طريق الفيديو وتنشر فرص عمل على الشبكة الاجتماعية لتجنيد واستقطاب العملاء في 2 فبراير 2021.

أطلقت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية “CIA” في 5 يناير 2021 موقعاً إلكترونياً جديداً لتجنيد جواسيس متميّزين من كل الخلفيات تضمّنت روابط لتصفّح وظائف كاملة فيها مع الرواتب والمتطلّبات وأقساماً عن العمل في الوكالة وعملية مبسّطة لتقديم طلب انتساب.

التجنيد على “Facebook – Google – Twitter”: تستهدف أجهزة الاستخبارات الأمريكية تجنيد الأفراد الناطقين بالروسية داخل الدوائر الدبلوماسية أو المخابراتية الروسية أو بين المهاجرين الروس إلى الولايات المتحدة بسبب أزمة أوكرانيا عبر إعلانات تظهر في وسائل التواصل الاجتماعي على الهواتف المحمولة المتواجدة داخل أو بالقرب من خارج السفارة الروسية في واشنطن. تظهر الإعلانات شبكات التواصل الاجتماعي “Facebook – Google – Twitter” وتكون “مستهدفة جغرافياً بعناية”، ويصف خبراء مكافحة التجسس أزمة أوكرانيا بأنها “فرصة كبيرة للمخابرات الأميركية لتجنيد أشخاص جدد” في 24 مارس 2022. الإرهاب النووي ـ أوكرانيا، سيناريوهات خطيرة ومحتملة. ملف

التجنيد على “LinkedIn”: تشير الإحصائيات في 21 أبريل 2021 إلى أن أكثر من (10) آلاف مواطن بريطاني استُهدفوا إلكترونياً في السنوات الـ(5) الماضية من قبل دول أجنبية، حيث يستغل الجواسيس مواقع متخصصة للتوظيف التي تعتمد التواصل المهني بين الأطراف بهدف تجنيد واستقطاب عملاء جدد. وأعلنت المخابرات الألمانية في العام 2017 أن أكثر من (10) آلاف موظف في ألمانيا تعرضوا للاستهداف من المخابرات الصينية على موقع “LinkedIn”

يؤكد “فيليب إنغرام” المتخصص في مجال الاستخبارات الإلكترونية ومعرفة بالأسلحة الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية والنووية في 13 فبراير 2021 إنه “تلقى طلب اتصال من رجل أعمال صيني على “LinkedIn” . أضاف “فيليب إنغرام” أن رجل الأعمال طلب تقارير مفصلة عن المواد المفتوحة مثل شبكة مكافحة الإرهاب والتحديات الأمنية ثم طلب منه السفر إلى الصين لتقديم تقريره وتأكدت شكوك “إنغرام” أنه رجل الأعمال يريد منه أن يكون جاسوساً عندما اقترح أن يتحولوا إلى خدمة بريد إلكتروني مشفرة لا يمكن الوصول إليها داخل الصين إلا عن طريق أجهزة الاستخبارات .

التجنيد على “Netflix” : سعت وكالة الاستخبارات الخارجية الإسرائيلية في 19 ديسمبر 2020 لتجنيد كثير من العملاء عبر استغلال منصات “Netflix Hulu – Apple TV” ، ويحاول الموساد تكثيف حملات التجنيد والحضور المتزايد على وسائل التواصل الاجتماعي للحصول على أفضل وأذكى الجواسيس وأكثرهم موالاة مع التطور السريع للتكنولوجيا العسكرية ولوحظ أن تفاصيل العمليات المنسوبة إلى إسرائيل ظهرت في العلن كما لم يحدث من قبل بما في ذلك سرقة مجموعة من الأسرار النووية العسكرية من داخل إيران ومقتل الرجل الثاني في تنظيم “القاعدة” في طهران.

أهمية العنصر البشري في عالم الاستخبارات

لم تعد تراهن أجهزة الاستخبارات كأجهزة الاستخبارات الصينية كثيراً على التجسس البشري في المستويات الكبيرة والخطيرة مدنية كانت أوعسكرية وإنما تستبدل بها وسائل حديثة من اقتحامات الذكاء الاصطناعي، وبعض الاختراقات لا يمكن إثبات من وراءها كذلك لايقع ضحايا من البشر من جرائها في 28 يناير 2023. رغم التكنولوجيا والعولمة والتقنيات يبقى العنصر البشري هو الأهم في عالم الاستخبارات حتى وكالة “ناسا” بقدراتها الفنية والتقنية الحديثة لا تستطيع ان تقوم بمهام العنصر البشري، لذا لا يمكن الاستغناء عن العنصر البشري في عالم الاستخبارات رغم استخدامات الذكاء اللأصطناعي والرقمنة والخوارزميات.

يقول “بيتر ريليي” رئيس جهاز المخابرات السويسرية السابق “بدأت كافّة أجهزة الإستخبارات الصغيرة منها والكبيرة تستخدِم أكثر فأكثر وسائط التواصل الإجتماعي ومحرك غوغل وهلُمَّ جَـرّا. مع ذلك يبقى العملاء الأشخاص هم الوسيلة الأكثر أهمية”. عندما يقوم جهاز الإستخبارات بدراسة حالة ما فإنه دائما ما يسأل نفسه “ما الذي يدور في ذِهن الخصم؟” ولمعرفة ذلك يُمكن بالطبع مُراقبة بَـريده الإلكتروني أو هاتفه لكن في نهاية المطاف لابد من الإتصال الشخصي لأنه لا يمكن لأي وسيلة أخرى أن تنوب عنه لمعرفة ماذا يدورفي ذهن “الخصْم “ومن هنا تأتي مهمّة العميل”.أمن إلكتروني ـ ثغرات في أمن الإنترنيت داخل أوروبا

مسؤولية الحكومات في حماية خصوصية المستخدمين

البيانات الشخصية : هي أي معلومة يمكنها تتعلق تحديد هوية الفرد بشكل مباشر أو غير مباشر من أمثلتها “عناوين البريد الإلكتروني ومعلومات جغرافية والبيانات الحيوية والآراء السياسية والمعتقدات الدينية وملفات تعريف الارتباط على الموقع”. ينتهك التجسس على البيانات الشخصية الحق الأساسي في الخصوصية وحماية البيانات مما يفرض على الدول سن قوانين تكبح جماح المخابرات وشركات الاتصالات لكن تبقى صعوبة تحديد ما هو خاص وما هو متاح في العالم الرقمي.

يتضمن قانون أمن وخصوصية البيانات الجديد في أوروبا متطلبات جديدة وتعتمد بشكل أساسي على الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان لعام 1950، وتعتبر اللائحة الأوروبية لحماية البيانات الخاصة من أصعب قوانين الخصوصية والأمن الرقمي في العالم. تفرض القوانين غرامات على الذين ينتهكون معايير الخصوصية والأمان بعقوبات تصل إلى (20) مليون يورو. أعتمدت دول أوروبا قانون خاص لحماية الخصوصية على الإنترنيت عام 2018، أكدت ان محركات الإنترنيت ومنها الفيسبوك، لا يحق لها نقل بيانات مستخدمي دول الاتحاد الأوروبي ويحق للمواطن في حينها إقامة الشكوى قضائيا ضدها.

تبنت الأمم المتحدة بعد فضيحة “سنودن” مشروع قرار تقدمت به ألمانيا والبرازيل ويضمن حماية حقزق المستخدمين والبيانات الشخصية، ورغم أن هذه الخطوة كبيرة من وجهة نظر مفوض حماية البيانات السابق في ولاية “هامبورغ” الألمانية “يوهانس كاسبر” إلا أنها غير كافية ” إذ لا بد من حماية الخصوصية بشكل واضح من المخابرات والحكومات”.الأمن القومي في زمن العولمة ـ التهديدات والمخاطر

المعالجات

ضروري أن تنهض الحكومات بمسؤوليتها في حماية مواطنيها على شبكات التواصل الاجتماعي والإنترنت. كذلك ضروري أن يكون هناك منتديات دولية برعاية أممية لوضع مواثيق ونصوص تحمي المستخدمين لمنصات التواصل الاجتماعي. يجب أن تتحمل محركات الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي المسؤولية الأخلاقية بدل من السياسات الربحية، وتعزيز التعاون الأمني في مكافحة التجسس على الأنترنت.

تقييم وقراءة مستقبلية

– تستغل وكالات الاستخبارات منصات التواصل الاجتماعي ومواقع الشبكات المهنية للتواصل مع الأشخاص إما بشكل مباشر أو غير مباشر لا سيما الذين لديهم إمكانية الوصول إلى معلومات حساسة للدول مثل الأشخاص العاملين في الحكومة أو صناع القرار أو في الأوساط الأكاديمية لغرض التجنيد.

– تصنف وكالات الاستخبارات العملاء والجواسيس المحتملين حسب موقعهم ووظائفهم في الدول المستهدفة، كذلك يتم التصنيف حسب مستوى الوصول إلى المعلومات الحساسة، ويحدد التصنيف الأشخاص الذين لديهم الأولوية لمحاولات التجنيد.

– تزايدت الحالات التي كشف فيها موظفو القطاع الخاص والحكومي عن معلومات حساسة بعد تعرضهم للابتزاز أو إغراءهم بالمال لتبادل المعلومات بعد أن تواصلت وكالات الاستخبارات معهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

– أدّى استخدام الوسائل الإلكترونية بشكل عام إلى تراجع الجاسوسية التقليدية ومع ذلك لا يزال العُنصر البشري أداةً هامة من أدوات أجهزة الاستخبارات، ولا تزال “الاستخبارات البشرية” تحتلّ مكانة مركزية في نشاط أجهِزة المخابرات في شتى أنحاء العالم.

– من المرجح أن تتزايد عمليات تجنيد الجواسيس عبر الإنترنت وتكثيف استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في الكشف عن الجواسيس، وبات متوقعاً أن تتصاعد مخاطر انتهاك الخصوصية على الإنترنت.

– تتعرض حكومات الدول والأمم المتحدة لضغوطات متزايدة لسن قوانين وتشريعات بسبب استخدام التكنولوجيات الرقمية الحديثة في عمليات التجسس واختراق خصوصية المستخدمين، لكن يبدو أن الأمم المتحدة والحكومات تحتاج لسنوات طويلة للحد من ذلك.

رابط مختصر ..  https://www.europarabct.com/?p=87248

*جميع الحقوق محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب و الإستخبارات

الهوامش

CIA’s new recruitment website aims to diversify spy agency
https://bit.ly/3n2uSUK

MI5 warns of spy threat from professional networking sites
https://on.ft.com/3Fw315K

Captured, Killed or Compromised: C.I.A. Admits to Losing Dozens of Informants
https://nyti.ms/3lrZWwM

‘They’d have made me a spy’: China uses LinkedIn to steal state secrets
https://bit.ly/40g3ZLp

Want to talk? FBI trolls Russian Embassy for disgruntled would-be spies.
https://wapo.st/42Bk0Ob

Israel’s top-secret Mossad looks to recruit via Netflix, Hulu and Apple TV
https://wapo.st/3LHPk7w

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...