الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

مكافحة التجسس – الأمن القومي في زمن العولمة (ملف)

مارس 26, 2023

المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات ـ ألمانيا  وهولندا

بون ـ  إعداد وحدة الدراسات والتقارير 

ملف ـ مكافحة التجسس – الأمن القومي في زمن العولمة (ملف)

يتناول الملف بالعرض والتحليل واقع الأمن القومي في زمن العولمة وتطور وسائل التواصل الإجتماعي واستغلالها من قبل استخبارات الدول الكبرى في تجنيد الجواسيس. ويركز الملف في تحليله على المحاور التالية:

  1. الأمن القومي في زمن العولمة، التعريفات والتهديدات
  2.  مكافحة التجسس ـ وسائل تجنيد العملاء على وسائل التواصل الإجتماعي
  3.  مكافحة التجسس ـ وكالة الاستخبارات المركزية تطلق حملة تجنيد على الإنترنيت
  4. مكافحة التجسس ـ العوامل الأساسية في حماية الأمن القومي

1- الأمن القومي في زمن العولمة ـ التهديدات والمخاطر

يتعرض الأمن القومي للمخاطر عندما يتعرض واحد أو أكثر من المصالح الحيوية للدول للتهديدات. وتتنوع التهديدات التي تؤثر على الأمن القومي للدول؛ منها التغيرات المناخية، والهجمات السيبيرانية، كذلك الافتقار إلى الأمن الرقمي، فضلاً عن التهديدات المستمرة للجماعات المتطرفة. لذلك تسعى الدول إلى حماية مجتمعاتها من التهديدات والمخاطر المحتملة من خلال تطوير إستراتيجيتها للأمن القومي وإيجاد حلول لكيفية منعها وكيفية التعامل معها في حال حدوثها.

الأمن القومي (National Security) والعولمة (Globalization)

الأمن القومي: يعرف الأمن القومي على أنه قدرة الدولة على حماية أراضيها ومواردها ومصالحها من التهديدات الخارجية العسكرية والتهديدات الداخلية، وبفعل العولمة حدثت تحولات في مفهوم الأمن وأبرزها  القوة التي لم تعد ترتبط بالعامل العسكري بل تعدته إلى السياسة والتكنولوجيا والتعليم والنمو الاقتصادي واعتماد المعلومات في حالة الحرب والسِّلم على حدٍّ سواء. توفر سياسات سياسة الأمن القومي إطارًا للإجراءات التي يتعين على الدولة اتخاذها، وذلك لتوفير الأمن لمواطنيها. ويعتمد الأمن القومي على ثلاثة مفاهيم “التحديات والمخاطر والتّهديدات”. ويعالج الأمن القومي أبعاد كثيرة منها البعد “العسكري والاقتصادي والاجتماعي”. وللأمن القومي ثلاثة مستويات “المستوى الدّاخليّ و المستوى الإقليميّ والمستوى الدوليّ”.

العولمة: يستخدم مصطلح “العولمة” لوصف الترابط المتزايد لاقتصاديات العالم والثقافات والسكان الناتج عن التجارة عبر الحدود في السلع والخدمات والتكنولوجيا وتدفقات الاستثمار والأشخاص والمعلومات. أقامت البلدان شراكات اقتصادية لتسهيل هذه التحركات، وهناك تعريف أخر لـ”العولمة” فهي تسريع الحركات والتبادلات (للبشر والسلع والخدمات ورأس المال والتقنيات أو الممارسات الثقافية) في جميع أنحاء العالم.

وتٌعرف منظمة الصحة العالمية العولمة أنها “زيادة الترابط والاعتماد المتبادل بين الشعوب والبلدان. ويشمل مفهوم “العولمة” عنصرين مترابطين فتح الحدود الدولية أمام التدفقات السريعة المتزايدة للسلع والخدمات والتمويل والأشخاص والأفكار والتغييرات في المؤسسات والسياسات على المستويين الوطني والدولي التي تسهل أو تعزز مثل هذه التدفقات.

تهديدات الهجمات الإلكترونية للأمن القومي

حذرت حكومة المملكة المتحدة ومكتب التحقيقات الفيدرالي من تزايد خطر الهجمات الإلكترونية في 21 مايو 2022 على الآلات الزراعية “الذكية” الحديثة مما قد يعرض سلاسل توريد الغذاء العالمية للخطر، فعلى سبيل المثال أجهزة رش المحاصيل الآلية والطائرات بدون طيار والحصادات الآلية يمكن قرصنتها. كذلك حذرت مجموعة من هيئات الأمن السيبراني الحكومية بينها الولايات المتحدة وأستراليا في أبريل 2022 من أن القراصنة يمكن أن يستهدفوا سلاسل التوريد كجزء حيوي من البنية التحتية في الدول الغربية.. أمن إلكتروني ـ ثغرات في أمن الإنترنيت داخل أوروبا

أثبتت الهجمات الإلكترونية الروسية مدى تقدم وتطور قدرات موسكو الإلكترونية ففي عام 2015، اخترق قراصنة الحكومة الروسية شبكة الكهرباء الأوكرانية ما أدى إلى انقطاع واسع حينها. وفي عام 2017 نشرت روسيا البرنامج “NotPetya” عبر برنامج المحاسبة الأوكراني قبل أن ينتشر إلى كافة دول العالم وكلف الشركات الكبرى مليارات الدولارات. كما قامت روسيا باستخدام برامج المسح لحذف البيانات التي تحتفظ بها الوكالات الحكومية الأوكرانية وهو ما اكتشفته شركة “Microsoft” في 4 مارس 2022.

برزت مكانة الصين في مجال الهجمات الإلكترونية لأول مرة في عام 2010 بهجمات على شركة “Google” وشركة الأمان “RSA”. وفي عام 2013 اخترقت صحيفة “The New York Times”. وتنفذ الصين هجمات إلكترونية “لامركزية” يصعب تعقبها وإثبات مصدرها على الشركات والمصالح الأميركية في جميع أنحاء العالم، ويتم تنفيذ عمليات الاختراق عبر رسائل البريد الإلكتروني عن طريق شبكة من الوسطاء متواجدين في الشركات والجامعات في 27 يوليو 2021.

شنت إيران سلسلة من الهجمات الإلكترونية على المؤسسات الألبانية خلال العام 2022 ، وقد استهدف الهجوم الأول مخدم الحكومة “adminata.al” في مايو 2022 واستهدف هجوم اخر بوابة الحكومة الإلكترونية “e-Albania.al”، التي تمكن المواطنين الألبان من تسجيل الدخول باستخدام رقم الهوية أو جواز السفر والتقدم بطلب للحصول على وثائق رسمية وجدولة المواعيد مع القنصليات الألبانية في يوليو 2022، واستهدفت مجموعات القرصنة نظام إدارة المعلومات الشاملة التابع لقوة الشرطة الألبانية (TIMS) والذي يحتوي على بيانات عمن دخل وغادر البلاد في سبتمبر 2022. الإرهاب النووي ـ أوكرانيا، سيناريوهات خطيرة ومحتملة. ملف

مواثيق دولية لمكافحة الهجمات الإلكترونية

تعد اتفاقيـة “بودابسـت” لمكافحـة الجرائـم المعلوماتيـة التي دخلت حيز التنفيذ عام 2004 وجرى التصديق عليها فقط من قبل (65) دولة أول معاهدة دولية دعت لموائمة التشريعات الخاصة بمكافحة الجرائم الإلكترونية. وافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 2019 على قرار يمهد الطريق أمام صياغة معاهدة دولية جديدة لمكافحة الجرائم الإكترونية من أجل الضغط لسن تشريع يقضي “بوضع اتفاقية دولية شاملة لمكافحة استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لأغراض إجرامية”.

يعتقد “برونو هالوبو” رئيس قسم التحليل السيبراني في مؤسسة “السلام الإلكتروني” في 10 يونيو 2022 أنه من الممكن أن تبدي المحكمة الجنائية الدولية اهتماماً ببعض الهجمات الإلكترونية التي ألحقت الضرر بالمدنيين مثل هجوم (KA-SAT) أو اختراق مراقبة الحدود بين أوكرانيا ورومانيا. شرعت المحكمة بالفعل في التحقيق في جرائم الحرب المزعوم ارتكابها على أرض الواقع في أوكرانيا ولا تحقق المحكمة الجنائية الدولية في حرب الفضاء الإلكتروني حتى الآن، وأضاف أنه على الرغم من الفظائع المرتكبة فإن الحرب في أوكرانيا قد تكون بمثابة درس عن الحاجة إلى تعزيز عمليات المساءلة في الفضاء الإلكتروني”.

تهديدات “التغيرات المناخية” للأمن القومي

الفيضانات : أظهرت نتائج دراسة في 8 فبراير 2023 أن فيضانات البحيرات الجليدية تهدد حياة ما لا يقل عن (15) مليون إنسان في العالم وتشير الدراسة إلى أن (50%) من هذا العدد يكونون من سكان الهند وباكستان وبيرو والصين. ويشير الباحث “توم روبنسون” المحاضر في جامعة “كانتربري” النيوزيلندية إلى أن ما سيحدث نتيجة خرق البحيرات الجليدية لسدودها سيكون مشابها لـ “تسونامي” ناجم عن تحطم مفاجئ لسد.

الهجرة القسرية : هي إجبار السكان أفراداً أو جماعات على الهجرة من أماكن إقامتهم المعتادة إلى أمكنة أخرى بشكل إجباري وبدون إرادتهم من أجل تجنب الحروب والأزمات السياسية أو القمع أو الاضطهاد العرقي ومختلف الانتهاكات الحقوقية الأخرى بالإضافة إلى الكوارث الطبيعية. تعرض أكثر من (100) مليون شخص للنزوح قسرا في جميع أنحاء العالم بسبب الاضطهاد أو الصراعات أو العنف حتي مايو 2022. صنّف تقرير “المخاطر العالمية” الهجرة القسرية الواسعة النطاق في المرتبة الـ(10) لأكثر المخاطر التي تهدد الأمن القومي على المدى القريب وفي المرتبة الـ(5)على مستوى التهديدات بعيدة المدى في 3 فبراير 2023.

الجفاف : هو من بين أكبر التهديدات للأمن القومي لا سيما في البلدان النامية ولكن بشكل متزايد في الدول المتقدمة تشير التوقعات في 17 يونيو 2022 إلى أنه بحلول عام 2050 قد يؤثر الجفاف على أكثر من (75%) من سكان العالم وزاد عدد حالات الجفاف ومدتها بنسبة (29%) منذ عام 2000. يواجه أكثر من (2.3) مليار شخص بالفعل “الإجهاد المائي” ومن المتوقع أن يعيش العديد من سكان العالم في مناطق تعاني من نقص حاد في المياه بما في ذلك “واحد من كل أربعة “أطفال بحلول عام 2040 .

النزوح : هو الانتقال القسري للأفراﺩ من مناطقهم أو بيئتهم وأنشطتهم المهنية، وهو شكل من أشكال التغيير الاجتماعي الناجم عن عدد من العوامل وأكثرها شيوعاً هو الصراعات والنزاعات. وقد تكون الكوارث الطبيعية والمجاعات والتغيرات التنموية والاقتصادية من أسباب النزوح. ووفقاً لمركز مراقبة النزوح الداخلي تجبر الكوارث المتعلقة بالمناخ حوالي (21.8) مليون شخص على الفرار من منازلهم سنوياً والأشخاص من الفئات الأشد ضعفاً هم أكثر احتمالاً للنزوح نتيجة تأثيرات تغير المناخ والبقاء نازحين لفترة أطول.

التصحر: هو تدهور الأراضي في المناطق القاحلة وشبه القاحلة والجافة شبه الرطبة، وهو ناتج في المقام الأول عن الأنشطة البشرية والتغيرات المناخية، وذلك يمكن أن يؤدي إلى عدم الاستقرار السياسي ويشكل تهديدا للأمن القومي.

تهديدات الجماعات المتطرفة على الأمن القومي 

لا يزال تنظيم “القاعدة” و”داعش” يشكلان تهديداً للأمن القومي للدول، كان هذا هو الحال بشكل خاص في غرب أفريقيا ومنطقة الساحل حيث تسعى الجماعات الإرهابية لتوسيع منطقة عملياتها، كما ساهمت أنشطة هذه الجماعات في تدهور الوضع الأمني في أجزاء أخرى من القارة لا سيما في وسط وجنوب أفريقيا. تمكنت الجماعات الإرهابية من اللجوء إلى هيكل داخلي “لامركزي” لإدارة أنشطتها هذا الهيكل يتمحور حول ما يسمى بـ “المديرية العامة للمحافظات” و “المكاتب” المرتبطة بها يعني إدارة العمليات والتمويل للجماعات المتطرفة في جميع أنحاء العالم وتعمل هذه “المكاتب” ليس فقط في العراق وسوريا بل في أفغانستان والصومال وحوض بحيرة تشاد.

أعلنت الأمم المتحدة في التاسع من أغسطس 2022 أن تنظيم “داعش” والجماعات التابعة يواصل استغلال ديناميكيات النزاعات والكوارث لتنظيم وتخطيط وتنفيذ الهجمات الإرهابية كاستغلال التنظيم القيود المتعلقة بجائحة “كوفيد 19” والصراع في أوكرانيا وإساءة استخدام المساحات الرقمية لتكثيف الجهود والتجنيد، وفي أوروبا دعا تنظيم “داعش” أنصاره إلى شن هجمات من خلال استغلال تخفيف القيود المتعلقة بالجائحة والصراع في أوكرانيا. .أمن دولي ـ تداعيات انضمام فنلندا والسويد لـ”الناتو”

المعالجات

ينبغي إجراء دراسات أكثر فعالية للمناطق الأكثر عرضة للتغيرات المناخية، وتحسين منظومة الانذار المبكر للكوارت الطبيعية، ووضع استراتيجية أكثر فعالية لتخفيف عواقب الكوارث. أن تتخذ الدول إجراءات وقائية للتصدي للتهديدات التي تشكلها الجماعات المتطرفة على الأمن القومي للدول ومعالجة الظروف التي تقود الشباب نحو الإرهاب والتطرف. كذلك ايجاد مواثيق دولية لأمن السايبر وإنشاء وحدات سيبرانية داخل وكالات الاستخبارات والدفاع والمؤسسات الحيوية وكذلك في القطاعات العامة مثل النقل والطيران والطاقة والمستشفيات وغيرها.

**

2- مكافحة التجسس ـ وسائل تجنيد العملاء على وسائل التواصل الاجتماعي

لم تعد تعتمد وكالات الاستخبارات للدول على الأساليب التقليدية في تجنيد واستقطاب عملاء جدد، وتحولت الأجهزة الاستخباراتية للدول إلى الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي بحثاً عن جواسيس وعملاء في الخارج. ولا تزال الأجهزة الاستخباراتية تقدم نصائح لحماية خصوصيات الجواسيس أثناء التواصل عبر شبكة الإنترنت. بل تعدى الأمر من عملية التجنيد والاستقطاب إلى عملية اكتشاف الجواسيس عبر التعرّف على الوجه من خلال تقنيات الذكاء الاصطناعي وابتكار أدوات قرصنة جديدة لتتبّع تحرّكات الجواسيس وكشف مصادرهم.

تعريف الاستخبارات ووسائل جمع المعلومات

الاستخبارات: هي عملية معالجة المعلومات بطريقة منهجية لتزويد صناع القرار بها من أجل توفير أفضل الخيارات وتقليل نسبة الشك لديهم تجاه الخطط واستراتيجية العمل وتستعمل في ذلك عناصر بشرية وتقنية. ويقول “روجر جورج” أن “الاستخبارات هي في الغالب معلومات سرية يتم تجميعها من خلال عمليات سرية أو بواسطة أنظمة تقنية”

وكالات الاستخبارات: هي وكالات حكومية مسؤولة عن جمع وتحليل وتوظيف المعلومات لدعم تطبيق القانون والأمن القومي وأهداف السياسة الخارجية والداخلية للبلاد. تعتمد وكالات الاستخبارات على وسائل جمع المعلومات سواء كانت “علنية وسرية وبشرية وفنية سيبرانية”، وقد تشمل التجسس واعتراض الاتصالات وتحليل الشفرات. تقوم أجهزة الاستخبارات عموماً بمكافحة التجسس والإنذار المبكر عن أي تهديدات من الخارج لحماية الأمن القومي من التهديدات الداخلية والخارجية، وتكون أنشطة الخدمة الخارجية السرية خارج أراضي البلاد.

آليات التجنيد على مواقع التواصل الاجتماعي

أطلقت الأجهزة الأمنية البريطانية في 21 أبريل 2021 حملة لتحذير (450) ألف موظف حكومي وشركاء في قطاعات الصناعة والدوائر الأكاديمية من أن جهات معادية تنشأ حسابات مزيفة على المواقع الإلكترونية للإيقاع بالأشخاص المطلعين على معلومات سرية للبلاد. حيث يتظاهر الجواسيس بأنهم جهات توظيف ويستدرجون الأفراد إلى مقابلات شخصية وإنهم قد يتعرضون للرشوة أو الابتزاز للإدلاء بمعلومات سرية.

كشف موقع “ستراتفور” الأميركي المتخصص في الدراسات الأمنية والاستراتيجية في 4 يوليو 2019 أن أجهزة الاستخبارات تستخدم المعلومات التي تجمعها من شبكات التواصل الاجتماعي في رصد وتحديد الأشخاص الذين يمكنها تجنيدهم عملاء لها وتتألف عملية التجنيد من ثلاث مراحل رئيسية هي :

  1. تحديد الأشخاص: تستخدم أجهزة الاستخبارات وسائل التواصل الاجتماعي للحصول على قائمة أفراد أو موظفي شركة أو وكالة بعينها وبمسميات وظائفهم في ثوانٍ معدودة.
  2. نصب الشراك: عبر تحديد أفضل السبل والأليات لتجنيد عميل ما وتحديد أفضل نهج لكسب الأشخاص المستهدفين للتجنيد.
  3. تطوير العلاقات: من خلال إقامة علاقات وبناء درجة من الثقة مع الأشخاص المستهدفين حتى يتسنى لأجهزة الاستخبارات الوصول إلى غايتها.

وكالات الاستخبارات والتجنيد على مواقع التواصل الاجتماعي

التجنيد على “Instagram”: تسعى “وكالة الاستخبارات المركزية CIA” للحصول على عملاء جدد باستخدام تطبيق “Instagram” عبر مسابقات “كيفية تحضير الطعام” و”كيفية تدريب الكلاب”. وعدلت وكالة المخابرات المركزية موقعها على الإنترنت والذي يتميز بألعاب تفاعلية وقصص تجسس للأطفال، وتدير وكالة الاستخبارات المركزية “CIA” إعلانات عن طريق الفيديو وتنشر فرص عمل على الشبكة الاجتماعية لتجنيد واستقطاب العملاء في 2 فبراير 2021.

أطلقت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية “CIA” في 5 يناير 2021 موقعاً إلكترونياً جديداً لتجنيد جواسيس متميّزين من كل الخلفيات تضمّنت روابط لتصفّح وظائف كاملة فيها مع الرواتب والمتطلّبات وأقساماً عن العمل في الوكالة وعملية مبسّطة لتقديم طلب انتساب.

التجنيد على “Facebook – Google – Twitter”: تستهدف أجهزة الاستخبارات الأمريكية تجنيد الأفراد الناطقين بالروسية داخل الدوائر الدبلوماسية أو المخابراتية الروسية أو بين المهاجرين الروس إلى الولايات المتحدة بسبب أزمة أوكرانيا عبر إعلانات تظهر في وسائل التواصل الاجتماعي على الهواتف المحمولة المتواجدة داخل أو بالقرب من خارج السفارة الروسية في واشنطن. تظهر الإعلانات شبكات التواصل الاجتماعي “Facebook – Google – Twitter” وتكون “مستهدفة جغرافياً بعناية”، ويصف خبراء مكافحة التجسس أزمة أوكرانيا بأنها “فرصة كبيرة للمخابرات الأميركية لتجنيد أشخاص جدد” في 24 مارس 2022. الإرهاب النووي ـ أوكرانيا، سيناريوهات خطيرة ومحتملة. ملف

التجنيد على “LinkedIn”: تشير الإحصائيات في 21 أبريل 2021 إلى أن أكثر من (10) آلاف مواطن بريطاني استُهدفوا إلكترونياً في السنوات الـ(5) الماضية من قبل دول أجنبية، حيث يستغل الجواسيس مواقع متخصصة للتوظيف التي تعتمد التواصل المهني بين الأطراف بهدف تجنيد واستقطاب عملاء جدد. وأعلنت المخابرات الألمانية في العام 2017 أن أكثر من (10) آلاف موظف في ألمانيا تعرضوا للاستهداف من المخابرات الصينية على موقع “LinkedIn”

يؤكد “فيليب إنغرام” المتخصص في مجال الاستخبارات الإلكترونية ومعرفة بالأسلحة الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية والنووية في 13 فبراير 2021 إنه “تلقى طلب اتصال من رجل أعمال صيني على “LinkedIn” . أضاف “فيليب إنغرام” أن رجل الأعمال طلب تقارير مفصلة عن المواد المفتوحة مثل شبكة مكافحة الإرهاب والتحديات الأمنية ثم طلب منه السفر إلى الصين لتقديم تقريره وتأكدت شكوك “إنغرام” أنه رجل الأعمال يريد منه أن يكون جاسوساً عندما اقترح أن يتحولوا إلى خدمة بريد إلكتروني مشفرة لا يمكن الوصول إليها داخل الصين إلا عن طريق أجهزة الاستخبارات .

التجنيد على “Netflix” : سعت وكالة الاستخبارات الخارجية الإسرائيلية في 19 ديسمبر 2020 لتجنيد كثير من العملاء عبر استغلال منصات “Netflix Hulu – Apple TV” ، ويحاول الموساد تكثيف حملات التجنيد والحضور المتزايد على وسائل التواصل الاجتماعي للحصول على أفضل وأذكى الجواسيس وأكثرهم موالاة مع التطور السريع للتكنولوجيا العسكرية ولوحظ أن تفاصيل العمليات المنسوبة إلى إسرائيل ظهرت في العلن كما لم يحدث من قبل بما في ذلك سرقة مجموعة من الأسرار النووية العسكرية من داخل إيران ومقتل الرجل الثاني في تنظيم “القاعدة” في طهران.

أهمية العنصر البشري في عالم الاستخبارات

لم تعد تراهن أجهزة الاستخبارات كأجهزة الاستخبارات الصينية كثيراً على التجسس البشري في المستويات الكبيرة والخطيرة مدنية كانت أوعسكرية وإنما تستبدل بها وسائل حديثة من اقتحامات الذكاء الاصطناعي، وبعض الاختراقات لا يمكن إثبات من وراءها كذلك لايقع ضحايا من البشر من جرائها في 28 يناير 2023. رغم التكنولوجيا والعولمة والتقنيات يبقى العنصر البشري هو الأهم في عالم الاستخبارات حتى وكالة “ناسا” بقدراتها الفنية والتقنية الحديثة لا تستطيع ان تقوم بمهام العنصر البشري، لذا لا يمكن الاستغناء عن العنصر البشري في عالم الاستخبارات رغم استخدامات الذكاء اللأصطناعي والرقمنة والخوارزميات.

يقول “بيتر ريليي” رئيس جهاز المخابرات السويسرية السابق “بدأت كافّة أجهزة الإستخبارات الصغيرة منها والكبيرة تستخدِم أكثر فأكثر وسائط التواصل الإجتماعي ومحرك غوغل وهلُمَّ جَـرّا. مع ذلك يبقى العملاء الأشخاص هم الوسيلة الأكثر أهمية”. عندما يقوم جهاز الإستخبارات بدراسة حالة ما فإنه دائما ما يسأل نفسه “ما الذي يدور في ذِهن الخصم؟” ولمعرفة ذلك يُمكن بالطبع مُراقبة بَـريده الإلكتروني أو هاتفه لكن في نهاية المطاف لابد من الإتصال الشخصي لأنه لا يمكن لأي وسيلة أخرى أن تنوب عنه لمعرفة ماذا يدورفي ذهن “الخصْم “ومن هنا تأتي مهمّة العميل”.أمن إلكتروني ـ ثغرات في أمن الإنترنيت داخل أوروبا

مسؤولية الحكومات في حماية خصوصية المستخدمين

البيانات الشخصية : هي أي معلومة يمكنها تتعلق تحديد هوية الفرد بشكل مباشر أو غير مباشر من أمثلتها “عناوين البريد الإلكتروني ومعلومات جغرافية والبيانات الحيوية والآراء السياسية والمعتقدات الدينية وملفات تعريف الارتباط على الموقع”. ينتهك التجسس على البيانات الشخصية الحق الأساسي في الخصوصية وحماية البيانات مما يفرض على الدول سن قوانين تكبح جماح المخابرات وشركات الاتصالات لكن تبقى صعوبة تحديد ما هو خاص وما هو متاح في العالم الرقمي.

يتضمن قانون أمن وخصوصية البيانات الجديد في أوروبا متطلبات جديدة وتعتمد بشكل أساسي على الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان لعام 1950، وتعتبر اللائحة الأوروبية لحماية البيانات الخاصة من أصعب قوانين الخصوصية والأمن الرقمي في العالم. تفرض القوانين غرامات على الذين ينتهكون معايير الخصوصية والأمان بعقوبات تصل إلى (20) مليون يورو. أعتمدت دول أوروبا قانون خاص لحماية الخصوصية على الإنترنيت عام 2018، أكدت ان محركات الإنترنيت ومنها الفيسبوك، لا يحق لها نقل بيانات مستخدمي دول الاتحاد الأوروبي ويحق للمواطن في حينها إقامة الشكوى قضائيا ضدها.

تبنت الأمم المتحدة بعد فضيحة “سنودن” مشروع قرار تقدمت به ألمانيا والبرازيل ويضمن حماية حقزق المستخدمين والبيانات الشخصية، ورغم أن هذه الخطوة كبيرة من وجهة نظر مفوض حماية البيانات السابق في ولاية “هامبورغ” الألمانية “يوهانس كاسبر” إلا أنها غير كافية ” إذ لا بد من حماية الخصوصية بشكل واضح من المخابرات والحكومات”.الأمن القومي في زمن العولمة ـ التهديدات والمخاطر

المعالجات

ضروري أن تنهض الحكومات بمسؤوليتها في حماية مواطنيها على شبكات التواصل الاجتماعي والإنترنت. كذلك ضروري أن يكون هناك منتديات دولية برعاية أممية لوضع مواثيق ونصوص تحمي المستخدمين لمنصات التواصل الاجتماعي. يجب أن تتحمل محركات الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي المسؤولية الأخلاقية بدل من السياسات الربحية، وتعزيز التعاون الأمني في مكافحة التجسس على الأنترنت.

**

3- مكافحة التجسس ـ وكالة الاستخبارات المركزية تطلق حملة تجنيد عملاء على الإنترنيت

توازياً مع العمليات العسكرية في أوكرانيا، تجري حرب استخباراتية وعمليات تجسس مكثفة بين روسيا والغرب عبر نشر المعلومات المضللة والدعايات والقيام بأنشطة سرية لتجنيد عملاء وجواسيس. لقد سعت الدول الغربية إلى مكافحة أنشطة الاستخبارات الروسية على تنفيذ عمليات التجسس على أراضيها، وتجسد ذلك في طرد عدد من الدبلوماسيين الروس من عدد من العواصم الغربية. وفي موسكو ومدن روسية أخرى، أمر الكرملين بخفض الوجود الدبلوماسي الأمريكي، مما حد بشكل كبير من فرص التجسس التقليدي. بالمقابل، يمنح التطور التكنولوجي السريع قدرات جديدة للتجنيد والتجسس ويؤدي إلى تآكل مزايا الاستخبارات التقليدية.

المخابرات الأمريكية تُطلق حملة لتجنيد الروس

قدم ديفيد مارلو، نائب مدير العمليات في وكالة الاستخبارات المركزية رئيس التجسس في وكالة المخابرات المركزية في نوفمبر 2022 في أول ظهور علني شخصي له منذ توليه المنصب العام في يونيو 2021، عرض تجنيد للروس المعارضين. قائلاً:” غزو أوكرانيا كان فشلا ذريعا للرئيس الروسي فلاديمير بوتين ويفتح فرصا لوكالات الاستخبارات الغربية بين الروس الساخطين. مضيفاً: “نحن نبحث في جميع أنحاء العالم عن الروس الذين يشعرون بالاشمئزاز من ذلك مثلنا”. “لأننا منفتحون على العمل.”

أطلقت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية “سي آي إيه” في مايو 2022 حملة ترويجية للتعريف بطريقة التواصل معها عبر الشبكة العنكبوتية على نحو يضمن للمستخدم إخفاء هويته؛ وذلك لتمكين الروس من التواصل مع الوكالة على نحو يضمن سرية الاتصال، من خلال استخدام متصفح “تور” للإنترنت، الذي يعمل على تشفير مختلف البيانات ويزيل سجلات التصفح وتنظيف ملفات تعريف الارتباط بعد كل استخدام.

وكان قد استهدف مكتب التحقيقات الفيدرالي في الأسابيع الأولى من حرب أوكرانيا، المنطقة المحيطة بالسفارة الروسية في واشنطن لتجنيد عملاء محتملين، باستخدام إعلانات وسائل التواصل الاجتماعي في المنطقة. وأشار المكتب الميداني لمكتب التحقيقات الفيدرالي إلى أن أولئك الموجودين في الدائرة الداخلية لبوتين – أو أولئك القادرين على التحدث عن مكائد بوتين – قد يكونون أكثر استعداداً من أي وقت مضى للابتعاد ومساعدة أجهزة الاستخبارات الغربية في التجسس على موسكو.

تبعاً لذلك، حث الرئيس الوسي فلاديمير بوتين جهاز الأمن الفيدرالي الروسي (FSB) في 28 فبراير 2023 على تكثيف أنشطتها لمكافحة التجسس، في ضوء ما وصفه بالجهود المتزايدة لوكالات الاستخبارات الغربية، قائلاً إن “أجهزة الاستخبارات الغربية خصصت موظفين إضافيين وموارد تقنية وموارد أخرى ضدنا.. نحن بحاجة إلى الرد وفقاً لذلك.” وحث مسؤولو الأمن الروس على “تحديد ووقف الأنشطة غير القانونية” لأولئك الذين يعملون على زعزعة استقرار روسيا وتفتيتها من الداخل.

وكان قد أعلن جهاز الأمن الفيدرالي في الاتحاد الروسي في 19 يناير 2023 عن بدء قضية جنائية ضد مواطن أمريكي يشتبه أنه يجمع معلومات استخباراتية في المجال البيولوجي موجهة ضد أمن الاتحاد الروسي. مكافحة التجسس ـ وسائل تجنيد العملاء على وسائل التواصل الاجتماعي

 روسيا تغزو الغرب بالجواسيس

باتت الدول الأوروبية في حالة تأهب قصوى للجواسيس الروس في جيشها وأجهزة المخابرات وغيرها من وكالات الدولة بعد تزايد عدد فضائح التجسس في أوروبا. وحذر مسؤولو الأمن الأميركيون والأوروبيون من أن روسيا تحتفظ بقدرات كبيرة في مجال التجسس حتى بعد طرد دبلومسيها من الأراضي الأوروبية، قال رئيس جهاز المخابرات الخارجية البريطاني (MI6)  ريتشارد مور:  “في آخر إحصاء ، تم طرد (400) ضابط استخبارات روسي يعملون تحت غطاء دبلوماسي”.

اعتقلت وكالة مكافحة التجسس البولندية (ABW)  تسعة أشخاص منتصف مارس 2023 يشتبه في أنهم يعملون لصالح المخابرات الروسية حاولوا جمع معلومات عن شحنات المعدات العسكرية إلى أوكرانيا عبر بولندا.

تم الحكم على حارس أمن سابق في السفارة البريطانية في برلين بالسجن لأكثر من (13) عاماً  بتهمة التجسس لصالح روسيا في 17 مارس 2023، بعد أن اعترف بتمرير مواد حساسة إلى السفارة الروسية في برلين قبل أن يتم القبض عليه في عملية لاذعة.

ألقت السلطات الألمانية في فبراير 20223 القبض على مدير للوحدة المسؤولة عن الأمن السيبراني ومراقبة الاتصالات الإلكترونية، في جهاز الاستخبارات الألماني للاشتباه في نقله معلومات إلى روسيا، ووجهت إليه تهمة الخيانة في واحدة من أخطر فضائح التجسس بتاريخ ألمانيا الحديث. وكان قد أُقيل رئيس الهيئة الفيدرالية للأمن السيبراني (BSI) الألماني آرني شونبوم في أكتوبر 2022 بعد أن اتهامه بالاتصال بأجهزة المخابرات الروسية من خلال جمعية شارك في تأسيسها في عام 2012. وفي ديسمبر 2022 ألقت الشرطة الألمانية القبض على عميل مزدوج مشتبه به داخل وكالة الاستخبارات الخارجية (BND) بتهمة مشاركة أسرار الدولة مع روسيا. ويأتي اعتقال العميل المزدوج بعد شهر من الحكم على رجل ألماني بالسجن مع وقف التنفيذ لنقله معلومات إلى أجهزة المخابرات الروسية أثناء عمله كضابط احتياطي في الجيش الألماني.

وجت السلطات الأميريكية  لائحة اتهام ل تشارلز ماكجونيجال، الرئيس السابق لقسم مكافحة التجسس في مكتب التحقيقات الفيدرالي في نيويورك في يناير 2023، بتهمة أخذ أموال من أوليغارشي روسي كان تحت مراقبة السلطات البريطانية.

حكمت محكمة سويدية في 19 يناير 2023 على عميل مخابرات سابق بالسجن مدى الحياة وعلى شقيقه بالسجن لمدة (10) سنوات لنقله معلومات حساسة إلى جهاز المخابرات العسكرية الروسي. فيما ألقت السلطات السلوفانية القبض على مواطنين أجنبيين يشتبه في قيامهما بالتجسس لصالح وكالة الاستخبارات العسكرية الروسية (GRU)  في 30 يناير 2023. كما ألقت السلطات النرويجية في أكتوبر 2022 القبض على ضابط مخابرات عسكري روسي مشتبه به يعمل متخفياً في بلادهم، متظاهراً بأنه أكاديمي برازيلي.

ألقت المخابرات الهولندية القبض على ضابط مخابرات عسكرية روسي وفي أبريل 2022 تظاهر بأنه متدرب برازيلي. وقالت المخابرات الهولندية إنه لو تمكن من الانضمام إلى المحكمة الجنائية الدولية كمتدرب، “لكان لديه القدرة على جمع المعلومات الاستخباراتية والبحث عن المصادر، والترتيب للوصول إلى النظام الإلكتروني للمحكمة الجنائية الدولية”، مضيفة أنه “كان بإمكانه أيضا التأثير على الإجراءات الجنائية للمحكمة الجنائية الدولية”. كان من الممكن أن يكون ذلك ممكناً من خلال تدمير الأدلة أو التلاعب بها ، أو حتى تحديد الشهود المحتملين.

أما على مستوى التجسس الإلكتروني، انخرطت روسيا في عمليات تجسس استراتيجي ضد الحكومات ومراكز الفكر والشركات ومجموعات الإغاثة في (42) دولة تدعم كييف. حتى يونيو 2022 كان الاستهداف الروسي لحلفاء أوكرانيا ناجحا بنسبة (29%). حيث سرقت البيانات في (25%) من عمليات الاختراق الناجحة. يقدر ما يقرب من ثلثي أهداف التجسس الإلكتروني على أعضاء الناتو، وكانت الولايات المتحدة الهدف الرئيسي، فيما كانت بولندا، القناة الرئيسية لتدفق المساعدة العسكرية إلى أوكرانيا، في المرتبة الثانية، وشهدت الدنمارك والنرويج وفنلندا والسويد وتركيا تصعيدا للاستهداف. و(50%) من المنظمات الـ(128) المستهدفة هي وكالات حكومية، و(12%) هي وكالات غير حكومية وتشمل أهداف أخرى كشركات الاتصالات والطاقة والدفاع”.

الاستخبارات الصينية تكثف أنشطة تجنيد العملاء والتجسس

وصف كين ماكالوم، رئيس جهاز المخابرات الداخلية البريطاني (MI5)، وكريستوفر راي، مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي، في مؤتمر مشترك في لندن في يوليو 2022، تصاعد النشاط السري للحزب الشيوعي الحاكم في الصين بأنه تحد “يغير قواعد اللعبة”. معتبرين أن “عملاء المخابرات الصينية على قدم المساواة مع الروس”. وقال مكتب التحقيقات الفيدرالي إنه يفتح تحقيقاً جديداً في التجسس الصيني كل (12) ساعة بينما ارتفع عدد حالات جهاز المخابرات البريطانية سبعة أضعاف منذ عام 2018.

كشفت تقارير استخباراتية أن عملاء المخابرات في الصين يستخدمون موقع “LinkedIn” لمحاولة التجسس. قالت ميريام جريس ماكنتاير، المديرة التنفيذية للمركز الوطني لمكافحة التجسس والأمن في 6 مارس 2023 “إنهم يلاحقون كل قطاع في الاقتصاد الأمريكي.. إنهم يبحثون عن أشخاص في الأوساط الأكاديمية، والذين يعملون في مجال البحث والتطوير، والذين هم في القطاع الخاص” .  وكان قد تم الحكم في عام 2019 على ضابط وكالة المخابرات المركزية السابق كيفن مالوري بالسجن لمدة (20) عاماً بتهمة التجسس بعد أن اتصل به باحث صيني على “LinkedIn”، حيث أطلق التفاعل سلسلة من الأحداث التي أدت في النهاية إلى تزويد مالوري للصينيين بوثائق سرية مقابل آلاف الدولارات.

قامت الولايات المتحدة في نوفمبر 2022 بحظر تطبيق TikTok “تيك توك” ، كما قررت المملكة المتحدة ونيوزيلندا، الشريكان الأمنيان الرئيسيان للولايات المتحدة في تحالف Five Eyes الاستخباراتي ، بحظر التطبيق أيضاً من الأجهزة الحكومية في مارس 2023. وتدرس فرنسا اتخاذ خطوة مماثلة . وذلك بعد شكوك أن مالك تطبيق TikTok متواطئ مع الحزب الشيوعي الصيني ويشارك بيانات حول المستخدمين الغربيين مع الصين.

دخلت فكرة التجسس عبر المناطيد  الساحة الدولية من جديد بعد ظهور بالون صيني فوق الأراضي الأميركية، ففي 28 يناير 2023، دخل م الصيننطاد على ارتفاعات عالية مصدره إلى المجال الجوي لأمريكا الشمالية، مما تسبب في توترات دبلوماسية. وزعم الجيشان الأمريكي والكندي أن المنطاد كان جهاز مراقبة، بينما زعمت الحكومة الصينية أنه منطاد أبحاث مدني للأرصاد الجوية خرج عن مساره بفعل الرياح. تجسس ـ أهمية بالونات التجسس بجمع المعلومات، النَّمُوذَجُ الصيني

**

4- مكافحة التجسس ـ العوامل الأساسية لحماية الأمن القومي

 تفرض المتغيرات السياسية الراهنة على الدول اتخاذ إجراءات صارمة لحماية أمنها القومي وتعزيز قدرتها على مواجهة أي محاولات تجسس عسكري أو إلكتروني في ضوء احتدام الموقف الغربي الروسي من جانب والأمريكي الصيني من جانب آخر. وخلال الثلاث سنوات الأخيرة ارتفعت حدة الاتهامات بين كبرى دول العالم بشأن توسع عمليات التجسس خاصة مع زيادة نشاط الهجمات الإلكترونية خلال فترة جائحة كورونا نظراً لاستغلال الهاكرز التقدم التكنولوجي وإقبال المستخدمين المتزايد على شبكة الإنترنت.

يجبر التجسس المعاصر دول العالم على زيادة تسليح جيوشها والاتجاه إلى تشكيل تحالفات جديدة وتقوية التحالفات القائمة، بجانب تطوير علاقاتها مع دول الجوار وزيادة التعاون التجاري والاقتصادي المتبادلين مع الدول الصديقة بهدف تقوية جبهتها ضد أي محاولات تجسس، ومن هنا تأتي أهمية تطوير أدوات مكافحة التجسس الأساسية لتعزيز الدول مكانتها وحماية أمنها القومي.

الدفاع والتسلح

رغم أن عمليات التجسس المعاصرة أخذت منحى جديد في الوسائل المستخدمة لجمع المعلومات والبيانات عبر شبكة الإنترنت ومهاجمة المواقع الإلكترونية الحكومية وقطاعات الاقتصاد والاستخبارات والدفاع، إلا أن عامل تعزيز التسلح التقليدي مازال عاملًا رئيسيًا في حماية أمن الدول القومي ووسيلة ردع لأي محاولات تجسس، لذا غيرت عدة دول في القارتين الأوروبية والآسيوية من استراتيجيتها الدفاعية وزاد معدل الإنفاق العسكري عالميا خلال عامين 2022 و2023، واتجهت بعض دول الاتحاد الأوروبي مثل ألمانيا وإيطاليا والسويد والمجر وبلجيكا والدنمارك لتخصيص (2%) من الناتج المحلي الإجمالي للإنفاق العسكري، وعلى نفس النهج ضاعفت اليابان من إنفاقها الدفاعي ليصل (2%) من الناتج الإجمالي بحلول عام 2027 وبموازنة تبلغ نحو (330) مليار دولار لأول مرة بعد الحرب العالمية الثانية تحسبًا لتكرار سيناريو أوكرانيا في جزيرة تايوان.

التسلح التقليدي

تعد ألمانيا نموذجًا في تغير العقيدة العسكرية عقب الحرب الأوكرانية التي لفتت الانتباه إلى تطوير القوة الدفاعية والهجومية لدى الجيوش، وفي 28 يونيو 2022 أكد المستشار الألماني أولاف شولتس أن بلاده ستمتلك أكبر جيش أوروبي تقليدي في حلف الأطلسي بموجب الاستثمارات العسكرية الضخمة التي أقرها، عقب الموافقة على إنشاء صندوق استثنائي بقيمة (100) مليار دولار وتخصيص ما بين (70) إلى (80) مليار يورو سنوياً لميزانية الإنفاق العسكري. وحرصت فرنسا على إعادة صياغة قانون البرمجة العسكرية وتحديد (400) مليار دولار بين عامي 2024 و2030 من أجل تسليح الجيش. واتجهت المملكة المتحدة لزيادة ميزانيتها الدفاعية بنحو (2.5%) بحلول عام 2030 إضافة إلى زيادة الاستثمار في القتال الجوي.

وقبل بدء الحرب، وصل الإنفاق العسكري الروسي إلى (4.1%) من الناتج المحلي في عام 2021، حيث تعد روسيا خامس أكبر منفق على السلاح في العالم، وعملت الولايات المتحدة على زيادة الإنفاق على البحث العسكري بنسبة (24%) في الفترة من 2012 إلى 2021، وفي 23 ديسمبر 2022، وقعت الولايات المتحدة أكبر ميزانية عسكرية في تاريخها بقيمة (858) مليار دولار للإنفاق على الأسلحة والطائرات ورواتب الجنود.ولم تغيب الصين عن سباق التسلح التقليدي، بل أعلنت في 5 مارس 2023 رفع ميزانيتها العسكرية إلى (7.2%) لهذا العام، كخطوة ضمن استراتيجية تحديث الجيش الصيني بشكل كامل بحلول 2035 بهدف جعله متفوقًا عسكريًا بحلول 2049.تجسس ـ أهمية بالونات التجسس بجمع المعلومات، النَّمُوذَجُ الصيني

أنماط تسلح جديدة

تطورت الأسلحة بتطور أدوات التجسس، ولجأت دول مثل بولندا وسلوفاكيا إلى تسليح جيوشها بمنظومات قتالية متطورة، كما توجهت كوريا الجنوبية ودول أوروبية مثل ألمانيا وبريطانيا إلى تحديث الذخائر والمنظومة الصاروخية التكتيكية بهدف تأهيل قواتها إلى خوض أي معركة تقليدية وإلكترونية أو لصد أي عمليات تجسس. وتدريجيا تحولت أنظار العالم إلى مناطيد التجسس والطائرات المسيرة وصواريخ الكروز والأقمار الاصطناعية العسكرية المخصصة في عمليات التجسس والاستطلاع، عقب تزايد الطلبات الروسية والأمريكية والصينية على هذه الأسلحة المتطورة.

الجغرافيا السياسية

تلعب الجغرافيا دورًا مهمًا في رسم السياسات ومن ثم التحكم في تجنب الحروب، ومن هنا ظهر مفهوم الجغرافية السياسية “الجيوبوليتيك” الرابط بين الحقائق المكانية وعملية التحول السياسي، ويصبح توطيد العلاقات مع دول الجوار إقليمياً ودولياً ضرورة لمنع أي حروب أو محاولات تجسس، وفي الوقت نفسه يصبح إعادة تشكيل الجغرافية السياسية لأي دولة أو منطقة وسيلة لإضعافها أو إعادة لترتيب موازين القوى من جديد.

وبنهاية الحرب الباردة وانهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991، برز دور الجغرافية السياسية في تشكيل نظام عالمي جديد وتأثيرها على الأمن القومي للدول، حيث خسرت روسيا نحو مليوني ميل مربع من أراضيها وقتها، وتدريجيا انضمت بعض الأراضي إلى حلف الناتو أو شكلت تعاون قوي مع الولايات المتحدة خارج الحلف، الأمر الذي اعتبرته روسيا تهديدًا لها على مدار العقود الماضية، وبطبيعة الحال فرضت الجغرافية السياسية نفسها أيضاً على روسيا في  18 مارس 2014 بقرار ضم شبه جزيرة القرم وإعلان الحرب ضد أوكرانيا في 24 فبراير 2022، ما يشير إلى مخاوف روسيا من التمدد الغربي وحصار حدودها الجغرافية وأيضا نفوذها السياسي في هذه المنطقة.

وتؤكد المتغيرات السياسية الأخيرة، على أن عامل الجغرافيا لم يتراجع دوره في الحفاظ على الأمن القومي نظراً لتأثيره المباشر على تحديد القوة السياسية والعسكرية والاقتصادية للدول، رغم أن عمليات التجسس وأدواته أصبحت عابرة للحدود والقارات بحكم التطور التكنولوجي.الأمن القومي في زمن العولمة ـ التهديدات والمخاطر

الاقتصاد والتنمية المستدامة

 وجهت الأزمات الاقتصادية الناجمة عن الأزمة المالية العالمية 2008 والتغيرات المناخية وجائحة كورونا والحرب الأوكرانية العالم، إلى مفهوم التنمية المستدامة لتنويع مصادر سلاسل الإمدادات الغذائية والاعتماد على مصادر طاقة متجددة، تجنبًا لاستخدام الظروف الاقتصادية كثغرة لتهديد أمن الدول القومي، خاصة وأن ضمان أمن الطاقة والغذاء ضرورة لضمان استقرار الدول سياسيًا وعسكريًا ما يمكنها من مجابهة أي خطر عسكري. ونظراً لأن التنمية المستدامة تحمل أبعاداً سياسية أيضاً بجانب الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، لذا فهي لا تقل أهمية عن التسلح في ردع عمليات التجسس. ويسهم الاقتصاد القائم على التنمية المستدامة في زيادة قوة الدولة، في حال التعرض لتقلبات اقتصادية طارئة أو كوارث طبيعية أو زيادة سكانية، لا سيما وأن بعض وكالات الاستخبارات تستغل الاقتصاد كهدف استراتيجي للضغط على الخصم أو اختراق نظامه التجاري.

وتقوم التنمية المستدامة على ثلاث ركائز: –

الجانب الاقتصادي: التوازن بين استخدام الموارد غير المتجددة وضمان معدلات الإنتاج.

الجانب الاجتماعي: تحقيق المساواة بين جميع أفراد المجتمع الواحد في الاستفادة من الموارد.

الجانب البيئي: الحفاظ على النظم البيئية المتجددة والتنوع البيولوجي.

“الديموغرافيا” جغرافية السكان

يمثل عدد السكان وخصائصهم الديموغرافية نقطة قوة للدولة، في القدرة على الإنتاج والنمو الاقتصادي وتشكيل قوة عسكرية ما يعزز من قدرتها على حماية أمنها القومي، ونجد الولايات المتحدة نموذجاً ففي عام 1850 كان عدد سكانها (23) مليون شخص، والآن يصل إلى نحو (330) مليون شخص الرقم الذي يفوق سكان ألمانيا وبريطانيا وهولندا وفرنسا وإيطاليا معًا، وبالطبع ساعد التحول الديموغرافي الولايات المتحدة في الصعود كقوة اقتصادية وعسكرية دوليًا، كما استفادت الصين من نموها السكاني العقود الماضية بدخولها كمنافس اقتصادي وسياسي وعسكري على الساحة العالمية، بينما يبلغ الآن عدد سكانها (1.4) مليار نسمة كأول تراجع له منذ (6) عقود، ما يفسر حرص الصين على تسليح جيشها بأحدث الأسلحة ودخول المنافسة في مجالات الاقتصاد والتكنولوجيا تعويضًا لتراجع عدد سكانها.

وعلى الجانب الآخر، تعاني أوروبا من تدهور ديموغرافي لارتفاع نسبة الشيخوخة وتراجع أعداد المواليد بجانب ارتفاع الوفيات جراء كورونا، ويصل عدد سكان الاتحاد الأوروبي حتى يناير 2021 إلى (447.2) مليون شخص بعد أن فقد (278) ألف شخص خلال عام واحد، ويعد أول انخفاض في السكان بعد عقدين من النمو السكاني بالتكتل الأوروبي، ولمواجهة هذا التحدي الديموغرافي يلجا التكتل إلى زيادة قدراته العسكرية وتعزيز التعاون الدفاعي بين أعضائه بطرح مبادرات مثل “درع السماء” وتشكيل” جيش أوروبي موازي” إضافة لتعزيز التعاون مع حلف الناتو. مكافحة التجسس ـ وسائل تجنيد العملاء على وسائل التواصل الاجتماعي

 إدارة الأزمات

تكشف الأزمات درجة المرونة التي تتمتع بها الدولة وقدرتها على مواجهة أي اضطرابات داخلية وخارجية، وربما كانت جائحة كورونا جرس إنذار لتأهب الدول لمثل هذا النوع من الأزمات وسرعة التكيف دون المساس بأمنها القومي، خاصة وأن الأزمات لا تلقي بظلالها فقط على جانب واحد بل تمتد إلى جوانب اقتصادية وسياسية وعسكرية أيضاً. وتتوقف عامل إدارة الأزمات على خمسة عناصر: –

  • مرونة مؤسسات الدولة في مواجهة الأزمات والتطوير من سياسة ” بناء المرونة” السياسية والاقتصادية والتعافي من الصدمات.
  • الاستجابة السريعة لأي أزمات محلية ودولية ووضع حلول بديلة للخروج من الأزمة.
  • القدرة على جمع المعلومات ودمجها وتقديم الخدمات اليومية للمواطنين وفقًا للظروف المتغيرة.
  • التعاون مع مؤسسات المجتمع المدني والجهات الفاعلة في الدولة لتشكيل مرونة مجتمعية.
  • تطبيق اللامركزية في وضع استراتيجيات مواجهة الأزمات.

**

تقييم وقراءة مستقبلية

تُعد استراتيجيات وسياسات محاربة التطرف والإرهاب من أهم أولويات الدول لحماية أمنها القومي، حيث تحرّض الجماعات المتطرفة أنصارها على تنفيذ وتخطيط هجمات إرهابية، ويمكن للهجمات الإرهابية أن تخلّف مخاطر على الأمن القومي لا سيما البنى التحتية للدول.

يشكل تغير المناخ تهديدات للأمن القومي، حيث تؤدي آثار تغير المناخ كالفيضانات والتصحر والجفاف إلى تفاقم التوترات الجيوسياسية وعدم الاستقرار الاجتماعي ويمكن أن تؤثر حتى على أنماط النزوح والهجرة .

تستهدف الحروب السيبيرانية مجموعة واسعة من الأهداف التي يمكن أن تضر بالأمن القومي، ومن بين هذه التهديدات التجسس وتعطيل البنية التحتية واختراق أنظمة الاتصالات تسعى الحكومات إلى الاستثمار في الأمن السيبراني لحماية أمنها القومي من الهجمات التي يمكن أن تشل أنظمتها بأكملها.

يمكن القول أن الحروب السيبيرانية تعد موازية ولا تقل أهمية عن الحروب التقليدية العسكرية. وبات متوقعاً أن تشهد الحروب السيبرانية تصاعداً خلال السنوات المقبلة، وبالرغم أن الحروب السيبيرانية قليلة التكلفة لكن المتضررين منها مستقبلاً يكونون أكثر من المتضررين من الحروب التقليدية.

**

– تستغل وكالات الاستخبارات منصات التواصل الاجتماعي ومواقع الشبكات المهنية للتواصل مع الأشخاص إما بشكل مباشر أو غير مباشر لا سيما الذين لديهم إمكانية الوصول إلى معلومات حساسة للدول مثل الأشخاص العاملين في الحكومة أو صناع القرار أو في الأوساط الأكاديمية لغرض التجنيد.

– تصنف وكالات الاستخبارات العملاء والجواسيس المحتملين حسب موقعهم ووظائفهم في الدول المستهدفة، كذلك يتم التصنيف حسب مستوى الوصول إلى المعلومات الحساسة، ويحدد التصنيف الأشخاص الذين لديهم الأولوية لمحاولات التجنيد.

– تزايدت الحالات التي كشف فيها موظفو القطاع الخاص والحكومي عن معلومات حساسة بعد تعرضهم للابتزاز أو إغراءهم بالمال لتبادل المعلومات بعد أن تواصلت وكالات الاستخبارات معهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

– أدّى استخدام الوسائل الإلكترونية بشكل عام إلى تراجع الجاسوسية التقليدية ومع ذلك لا يزال العُنصر البشري أداةً هامة من أدوات أجهزة الاستخبارات، ولا تزال “الاستخبارات البشرية” تحتلّ مكانة مركزية في نشاط أجهِزة المخابرات في شتى أنحاء العالم.

– من المرجح أن تتزايد عمليات تجنيد الجواسيس عبر الإنترنت وتكثيف استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في الكشف عن الجواسيس، وبات متوقعاً أن تتصاعد مخاطر انتهاك الخصوصية على الإنترنت.

– تتعرض حكومات الدول والأمم المتحدة لضغوطات متزايدة لسن قوانين وتشريعات بسبب استخدام التكنولوجيات الرقمية الحديثة في عمليات التجسس واختراق خصوصية المستخدمين، لكن يبدو أن الأمم المتحدة والحكومات تحتاج لسنوات طويلة للحد من ذلك.

**

تلعب الأنشطة الاستخباراتية دوراً هاماً في عملية جمع المعلومات ودعم صناع القرار لحسم الصراعات والحروب وحماية الأمن القومي للدول من التهديدات الداخلية والخارجية. ساهمت المعلومات الاستخباراتية التي قدمتها أجهزة المخابرات الأمريكية قبل بدء الحرب في تعزيز التواجد العسكري للدول الأعضاء في الناتو في أوروبا الشرقية.

– حدثت طفرة في عمليات التجسس التقليدية وتطورت إلى عمليات تجسس عبر وسائل التواصل الاجتماعي ومواقع التوظيف والترفيه، وصولاً لأقمار المراقبة التجارية والطائرات المسيرة والمناطيد الجوية.

– شهدت العمليات الروسية الاستخباراتية  توسعاً. لا تزال العديد من الدول تعتمد على جمع المعلومات الاستخباراتية الأمريكية والبريطانية بسبب القيود المفروضة على المراقبة المحلية ونقص الموارد.

– بات مرجحاً ان تصعد الوكالات الاستخباراتية أنشطتها بالتوازي مع تراجع الأمن الدولي والستقرار بسبب الحروب والنزاعات، يُذكر ان أنشطة الاستخبارات دوما تنشط خلال الحروب والنزاعات.

– بات من المتوقع أن تذهب أجهزة الاستخبارات الروسية والغربية إلى ما هو أبعد من مجرد التجسس وتجنيد المسؤولين الأجانب، وهي أعمال تشترك بها كل القوى العظمى.

**

– بالتوازي مع اندلاع الحرب الأوكرانية تصاعد الحديث عن الحرب السيبرانية بين روسيا والغرب، خاصة وأن الهجمات الإلكترونية باتت أداة أساسية في الصراع بين كييف وموسكو في استهداف المواقع الحكومية، ما دفع الطرفان إلى استحداث وسائل لتسليح الجيشين لمواجهة وسائل التجسس الإلكترونية والتقليدية. وعلى الجانب الآخر ومع زيادة التوتر بين الصين والولايات المتحدة في جزيرة تايوان والمنافسة المحتدمة بينهما في معركة الرقائق الإلكترونية وعقب إرسال الصين منطادًا فوق المياه الإقليمية الأمريكية، يعزز البلدان من قدراتهما العسكرية التقليدية والنووية.

– وتحمل معطيات المشهد الدولي إشارات واضحة إلى ارتفاع عمليات التجسس وزيادة الاتهامات المتبادلة بين أطراف الصراع بشأن عمليات تجسس عسكرية وإلكترونية، ما يزيد من أهمية عامل الدفاع ويجبر أغلب الدول على زيادة التسلح التقليدي والإلكتروني ويضعنا أمام مرحلة جديدة من سباق التسلح العالمي، في حين تظل بعض الدول النامية في مأزق لمواجهة هذه المتغيرات العالمية.

– ويعود عامل الجغرافيا السياسية للواجهة مرة أخرى في سياسات الدول لمكافحة عمليات التجسس، وربما يفرض وجوده بقوة أكثر خلال المرحلة المقبلة في قارتي آسيا وأوروبا، لذا من المتوقع أن يشهد العالم تشكيل تحالفات سياسية وعسكرية جديدة في القارتين كنوع من تعزيز الأمن القومي لبعض الدول.

– ورغم تبني العالم استراتيجية التنمية المستدامة، إلا أن قدرات الدول ليست متساوية لتحقيقها، ما يجعل الاقتصاد الهش ثغرة لدى بعض الدول في حماية أمنها القومي في ظل أزمات بيئية وصحية متتالية، ووسط توقعات بتفاقم أزمة غذاء عالمي خلال 2023.

– ويمس العامل الديموغرافي الأمن القومي بشكل مباشر لذا يعد تراجعه في بعض الدول تحديًا كبيرًا، ويجبرها على تعزيز قوتها في عوامل التسلح والاقتصاد والتحالفات بشكل أوسع تعويضًا لهذه الثغرة.

– ومع تتابع الأزمات العالمية، بات عامل إدارة الأزمات أمرًا ملحًا لتطبيقه من أجل مواكبة المتغيرات والصمود أمام عمليات التجسس التي تستغل فترات الصدمات السياسية والاقتصادية لتوجيه ضربات مباشرة للدول.

رابط مختصر .. https://www.europarabct.com/?p=87343

*جميع الحقوق محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب و الإستخبارات

الهوامش

How China Transformed Into a Prime Cyber Threat to the U.S.
https://nyti.ms/3mYwCi1

National Security versus Global Security
https://bit.ly/3yGKK1F

What is Globalization? All Definitions of Globalization
https://bit.ly/42kc2ZB

الأمن الغذائي: القرصنة الإلكترونية مصدر تهديد للأمن الغذائي العالمي
https://bbc.in/3JLnwOy

متى يُعدّ الهجوم الإلكتروني جريمة حرب؟
https://bit.ly/3yEJhZY

الحرب الإلكترونية.. لماذا لم تشن روسيا هجمات سيبرانية كبرى منذ بدء غزو أوكرانيا؟
https://bit.ly/3yG35vW

**

CIA Aims to Recruit Spies Among Russians Displeased With Ukraine War
https://on.wsj.com/3TyaLtX

Russian spies recruit through French resale site Leboncoin
https://bit.ly/3JGeEZj

Spying for Russia: Europeans recruited for Putin’s hybrid war
https://bit.ly/3K1Zte0

Russian spy arrested attempting to infiltrate the International Criminal Court
https://bit.ly/3M1dfiP

Russia begins criminal case against US citizen for suspected espionage
https://bit.ly/3ZesJm9

AIVD disrupts activities of Russian intelligence officer targeting the International Criminal Court
https://bit.ly/3yXMILd

Exclusive: British intel caught FBI spy chief secretly meeting a Russian in London
https://bit.ly/3K2FpZm

**

كيف تغيرت سوق السلاح العالمية بعد عام من الحرب في أوكرانيا؟
https://bit.ly/40dtsVU

الحرب في أوكرانيا.. أي دور تلعبه الهجمات السيبرانية؟
https://bit.ly/40ixUmj

The geopolitical economy of state-led intelligence-commerce
https://bit.ly/3yRrJJW

Geopolitical Intelligence and the Movements that Define Geopolitics
https://bit.ly/40yJqdt

إحصائية تكشف تناقص أعداد سكان الاتحاد الأوروبي
https://bit.ly/40eoFn5

 السمات الديموغرافية الكبيرة تنشئ قوة عظمى
https://bit.ly/3n3HNpj

Governance for Resilience: How Can States Prepare for the Next Crisis?
https://bit.ly/3FtrGIk

أهداف التنمية المستدامة
https://bit.ly/3TRZxRf

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...