مكافحة الإرهاب.. أوروبا فرض إجراءات مشددة رغم أزمة فيروس كورونا

مايو 06, 2020

إعداد المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات ـ المانيا وهولندا

وحدة الدراسات والتقارير “2”

نجحت الإستخبارات في دول أوروبا بالكشف عن مخططات تنفيذ عمليات إرهابية و تفكيك خلايا للجماعات المتطرفة، الاسلاموية واليمينة . كانت ومازالت أزمة فيروس كورونا، تحديا الى اجهزة الامن والاستخبارات الاوروبية، بضبط الامن، ومنع وقوع عمليات إرهابية، في ظل إجراءات التباعد الاجتماعي وتقليص الحركة، وهذا يعتبر انجاز اخر الى سجل الاستخبارات في دول أوروبا فقد نجحت خلال السنتين الاخيرتين بانتزاع عنصر المبادرة من قبل الجماعات المتطرفة خاصة في مناسبات الاعياد وراس السنة.

فيروس كورنا، فرض إجراءات جديدة لمكافحة الإرهاب

حذر “نيل باسو”، مساعد مفوض شرطة العاصمة (اسكوتلنديارد) من المبالغة في تطبيق إجراءات “الحماية المفرطة” للحد من انتشار فيروس كورونا، وسط انتقادات متزايدة من شدة الإجراءات في مختلف أنحاء المملكة المتحدة. واستطرد باسو ستكون هناك فترة تعديل لمسؤولياتنا الجديدة، والتي لم يعتقد أي ضابط شرطة أنه سيكلف بها على الإطلاق وفقا لـ”صحيفة الشرق الأوسط” 1 أبريل 2020.

أكد ” ماكس هيل ” مدير الادعاء العام في بريطانيا ، وفقا لـ”رويترز” فى 26 مارس 2020، إن أي شخص يزعم أنه مصاب بفيروس كورونا ويسعل عمدا في وجه موظفي الطوارئ سيواجه عقوبة السجن لمدة عامين، مستندا إلى تقارير وردت في الأيام الأخيرة تسجل حالات سعال متعمد في وجه رجال الشرطة وغيرهم من موظفي الطوارئ والعاملين في المتاجر. وأردف قائلا: “أفزعتني تقارير تفيد أن أشخاصا يزعمون أنهم مصابون بمرض كورونا ويسعلون عمدا في وجوه ضباط شرطة وغيرهم ممن يقفون في الصفوف الأمامية” .

عززت الشرطة الفرنسية في العاصمة باريس من إجراءات التفتيش الأمنى في محطات قطارات باريس وفقا لــ”وكالة رويتز” فى 20 مارس 2020 .في الوقت الذي تكثف فيه السلطات إجراءات الإغلاق في محاولة لوقف تفشي فيروس كورونا.وأضافت الشرطة أن أي ركاب لا يحملون الوثائق اللازمة لتبرير رحلتهم قد يواجهون غرامة قدرها 135 يورو (145 دولارا).

أغلقت الحكومة الألمانية، حدودها بشكل جزئي مع خمس دول أوروبية، سعيا لاحتواء انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد – 19). وأعلن وزير الداخلية الألماني، “هورست سيهوفر” التي اتخذتها ألمانيا مع جيرانها من الدول الأوروبية، مع استثناءات لبعض الركاب ولحركة عبور البضائع، وفقا لـ”سبوتنيك” فى 16 مارس 2020.

إجراءات مشددة ضد الجماعات المتطرفة

أعلنت السلطات الألمانية يوم 15 ابريل 2020 إلقاء القبض على أربعة يشتبه في أنهم أعضاء في تنظيم داعش، وأنهم كانوا يخططون لشن هجوم على منشآت عسكرية أميركية. وعرفوا المشتبه بهم بأنهم عزيز جون ب.، ومحمد علي ج.، وفرهودشوه ك.، وسنة الله ك. وجميعهم من طاجيكستان .والقائد المزعوم للمجموعة ، وهو رجل طاجيكي يبلغ من العمر 30 عامًا وعرف فقط باسم رافسان ب، موجود في السجن منذ مارس 2019 بتهم غير محددة. وقال المدّعون إن الرجال انضموا إلى داعش في يناير2019، وتم إصدار تعليمات لهم بتشكيل خلية في ألمانيا.

أفادت مصادر أمنية إيطالية طرد مواطن مصري عمره 43 عاما، كان مقيما في بلدة مارينا دي جويوزا يونيكا، بتهمة ترتبط بالإرهاب، والأمن العام الإيطالي.وذكرت المصادر أنه كان على اتصال مع “أنيس العامري”، التونسي الذي نفذ الهجوم على سوق عيد الميلاد في برلين. وأكدت المصادر الأمنية إن آخر ما أقدم عليه، أثناء إقامته في السجن، الذي أطلق سراحه منه في مارس 2020 لإنهائه مدة محكوميته، تهديده بقتل القاضي وكشفه عن رغبته في شن هجوم إرهابي في إيطاليا بمجرد عودته إلى الحرية وفقا لـ”روسيا اليوم” فى 24 أبريل 2020.

أصدرت الشرطة بيانا قالت فيه إن “أحد المطلوبين من مقاتلي داعش الإرهابيين”، وهو رجل مصري الجنسية، اُعتقل في بلدة ألمريا (جنوب شرق إسبانيا). وأضافت الشرطةـ في بيانها، أن المطلوب “دخل إسبانيا مؤخرًا بشكل غير رسمي، وعُثر عليه مُختبئًا في شقة مُستأجرة”. وتم اعتقال شخصين آخرين في المنزل، بحسب بيان الشرطة، وتعتقد السلطات أنهما رافقا عبد الباري خلال رحلته إلى إسبانيا وفقا لـ” CNN” فى 22 أبريل 2020 .

أوقف لبناني في بولندا للاشتباه بتحضيره لاعتداءات إرهابية وبارتباطه بتنظيم “داعش”، وكان يقدم مساعدة مالية لعناصر التنظيم في سوريا، ويقول المتحدث باسم الوزارة، المشرفة على الأجهزة الخاصة البولندية “ستانيسلاف زارين” إن المعلومات التي تم جمعها تشير إلى أن الرجل كان يخطط لإقامة شبكة على أراضي الجمهورية البولندية وغيرها من دول الاتحاد الأوروبي، بهدف تنفيذ اعتداءات إرهابية في دول أوروبا الغربية” وفقا لـ”العربية” فى 20 أبريل 2020.

أحبطت السلطات الألمانية مخططات لاعتداءات ضد منشآت عسكرية أميركية، وأوقفت (5) طاجيكستانيين يشتبه بأنهم كانوا يعدّون لتنفيذها باسم تنظيم “داعش”. وأكدت النيابة العامة الفيدرالية ، إنهم كانوا ينوون شن “هجمات قاتلة” على أشخاص بينهم أحد منتقدي الإسلام كانوا يتجسسون عليه. وجرت توقيفات في عدد من مدن ، بينها مدينة إيسن. وأوضحت النيابة أنهم خلال إعداد خططهم “كانوا على اتصال مع قياديين في داعش في سوريا وأفغانستان أعطوهم توجيهات”، وفقا لـ” اندبندنت عربية” فى 15 أبريل 2020.

أعلنت السلطات الألمانية عن توقيف أعضاء مجموعة يمينية متطرفة “فرقة حرب النار”، وتعمل على شنِّ هجمات على مساجد في ألمانيا. تمَّ اكتشافهم من خلال اختراق محادثة داخلية بين أعضاء المجموعة على أحد التطبيقات الإلكترونية.وأفادت تقارير صحفية أن الشرطة الألمانية قد ألقت القبض على شخص في بلدة صغيرة بمقاطعة “شام” في ولاية “بافاريا”، ويُعتقد أن له دورًا رياديًّا في قيادة تلك المجموعة المتطرفة التي تضم سبعين فردًا في مختلف أنحاء العالم، بينهم ستة أفراد في ألمانيا. وقد عثرت السلطات الأمنية على العديد من الأسلحة أثناء مداهمة منزله وفقا لـ”مرصد الأزهر” فى 2 مارس 2020.

أوقف (12) شخصا في ألمانيا في سياق التحقيق بشأن مجموعة تنتمي إلى اليمين المتطرف كانت تحرّض على اعتداءات تطال سياسيين وطالبي لجوء ومسلمين، ما أجج القلق من تصاعد أعمال العنف على يد متطرفين. ويشتبه بقيام (4) من بين الموقوفين بتشكيل “منظمة يمينية متطرفة ذات طابع إرهابي” بينما يدعي البقية بأنّهم أبدوا استعدادهم على توفير دعم “مالي” أو “مساعدة من أجل حيازة اسلحة”، وفقا لـ”يورونيوز” فى 15 فبراير 2020.

تقييم إلى جهود مكافحة الإرهاب

على الرغم من انشغال أغلب الدول بمحاولة السيطرة على انتشار فيروس كورونا، إلا أن العمليات الإرهابية لم تتوقف أيضاً ، ليس وحسب من قبل التنظيمات الإسلاموية، وإنما أيضا من قبل بعض التنظيمات اليمينية المتطرفة. ويرى “جان شارل بريزار” من مركز تحليل الإرهاب في باريس، “فرضنا الحجر المنزلي وعمليات المراقبة على الحدود وفي المواصلات. الخطر في الوقت الحاضر يمكن السيطرة عليه لكن الوضع الصحي لا يمنع فردا معزولا أو خلية صغيرة من القيام بعملية إرهابية، وهو ما أكده هجوم بالسكين نفذه لاجئ سوداني في جنوب شرقي فرنسا”. وفقا لـ”المجلة” فى 19 أبريل 2020.

أفاد تقرير لـ”مونت كارولو” فى 15 أبريل 2020 أن تحركات الإرهابيين كانت مرصودةً من قبل أجهزة الاستخبارات، واستطاعت تخمين خطوات تنظيم “داعش”، متوقعةً توجهه للبحث عن سبل زيادة موارده المالية واستغلاله لتعطّل العمليات الأمنية في كسب الوقت لتوفير أسلحة جديدة وابتكار أساليب مختلفة من أجل محاصرة أية قواتٍ داخل قواعدها وإلحاق الخسائر بها. رأت أجهزة الأمن الغربية ضرورة تفعيل عمليات المداهمة وتنشيطها، وتقوية الشراكة مع القوات الخاصة الأمريكية، بما في ذلك معاقل تنظيم “داعش”، وهو ما يمكن أن يبرر سبب تخطيط الخلية الطاجيكية لضرب منشآتٍ عسكرية أمريكية في ألمانيا.

يمكن القول، بإن اجهزة الإستخبارات نجحت ، بضبط الأمن وتشديد الرقابة على العناصر الخطرة من الجماعات المتطرفة، الاسلاموية واليمينية، رغم انشغالها بتقديم الدعم اللوجستي الى المؤسسات الصحية في مواجهة فيروس كورونا. إن نجاح اجهزة الإستخبارات الاوروبية، بالحفاظ على أوروبا ساحة نظيفة خلال ازمة، كورونا، من شأنه ان بعزز النجاحات التي انجزتها أجهزة الإستخبارات من قبل خاصة خلال السنتين الماضيتين. وهذا يعني ان التنظيمات الاسلاموية تحديدا خسرت عنصر المبادرة بتنفيذ عمليات ارهابية نوعية، لكن التقديرات تقول، ان خطر الجماعات اليمينية، مازال هو الاكثر خطورة، بتنفيذ عمليات إرهابية، على غرار الذئاب المنفردة.

رابط مختصر … https://www.europarabct.com/?p=68929

* حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات