مكافحة الإرهاب في افغانستان ـ عودة طالبان وإنعكاسات ذلك على الأمن الأقليمي والدولي
المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب و الاستخبارات-ألمانيا و هولندا
إعداد: وحدة الدراسات و التقارير
يمكنكم ايضا متابعة التطورات في افغانستان على موقع DW مباشرة http://bit.ly/3xOi8AV
تطورات ميدانية
بعد ساعات من فرار الرئيس الأفغاني أشرف غني من البلاد يوم 15 أغسطس 2021، عقد قادة من طالبان مؤتمرا صحفيا في القصر الرئاسي في كابول . وخاطب قادة الحركة، الذين كان يحيط بهم مسلحون، الصحفيين في المجمع الضخم الذي يحظى بتأمين مشدد في وسط كابول ويضم المقر الرسمي للرئيس ومستشار الأمن القومي وهيئات أخرى.
أكدت السفارة الروسية في كابل بعد سيطرتها على عموم أفغانستان يوم 15 أغسطس 2021 أن حركة “طالبان” تعهدت بضمان سلامة البعثات الدبلوماسية في العاصمة الأفغانية كابل، بما فيها البعثة الروسية.
وقال الرئيس الأفغاني السابق حامد كرزاي يوم 15 أغسطس 2021 إنه تم تشكيل مجلس تنسيق لنقل سلمي للسلطة بعد فرار الرئيس أشرف غني من البلاد. وقال كرزاي على فيسبوك إنه تم تشكيل مجلس التنسيق للمساعدة في تجنب الفوضى الناجمة عن تقدم طالبان، فضلا عن الحد من معاناة الشعب والتعامل مع قضايا السلام. ويضم المجلس في عضويته كلا من كرزاي، وأمير الحرب السابق قلب الدين حكمتيار، وعبد الله عبد الله رئيس المجلس الاعلى للمصالحة الوطنية.
أعلنت حركة طالبان دخولها إلى مطار العاصمة الأفغانية كابل، يوم 15 أغسطس 2021، ، داعية عناصر الجيش الأفغاني للعودة إلى منازلهم. وقالت الحركة إنه سيسمح للأجانب بمغادرة كابل عبر مطارها، وعلى الراغبين من الأجانب البقاء في أفغانستان عليهم التسجيل لدى الحركة. كما أشارت أنه لن يسمح لمقاتلي الحركة بالقيام بأي مظاهر احتفالية في كابل، متعهدة بأن العمل في المستشفيات والإمدادات الطبية لن تتوقف في كابل. إلى هذا، سيطرت طالبان على أكبر سجن في أفغانستان وأطلقت سراح السجناء، حيث تم تسليم قاعدة باغرام لطالبان بما في ذلك السجن الذي يضم 5 آلاف سجين، وفق ما أعلن مسؤول أفغاني. أكد قيادي بحركة طالبان أنه صدرت الأوامر لمقاتلي الحركة بتجنب اللجوء إلى العنف في العاصمة كابل، مشيرا إلى إعطاء حق العبور الآمن لكل من يريد الخروج من العاصمة، داعيا النساء إلى التوجه لأماكن آمنة. وكان مسؤول أفغاني، أعلن في وقت سابق أن طالبان تسيطر الآن على كافة المعابر الحدودية للبلاد، مؤكدا أن مطار كابل هو المخرج الوحيد الباقي تحت سيطرة قوات الحكومة.
تمكن مقاتلو حركة طالبان يوم 14 أوغسطس 2021من السيطرة على مزار شريف، المدينة الاستراتيجية في الشمال ليحكموا بذلك سيطرتهم على المنطقة، في وقت تعهدت فيه الرئاسة الأفغانية بإعادة تعبئة القوات الأمنية. ولا تزال كابول وجلال أباد في الشرق وغارديز وخوست (جنوب شرق) المدن الكبرى الوحيدة التي لا تزال تحت سيطرة الحكومة.وبات الوضع الميداني حرجاً للغاية بالنسبة الى الحكومة، إذ تمكنت طالبان خلال ثمانية أيام من السيطرة على معظم الشمال والغرب وجنوب أفغانستان، أي حوالي نصف عواصم الولايات الأفغانية.
وقال مسؤول دفاعي أمريكي مستشهدا بتقييم للمخابرات إن مقاتلي حركة طالبان قد يعزلون العاصمة الأفغانية كابول عن بقية أنحاء البلاد خلال 30 يوما وربما يسيطرون عليها في غضون 90 يوما، وذلك بعد سيطرة قوات الحركة على عدة عواصم مدن في غضون أسبوع واحد في أفغانستان.
بات الأمر مجرد مسألة وقت إلى حين سيطرة حركة طالبان على كامل التراب الأفغاني، بعدما احتلت منذ بداية أغسطس2021 أجزاء كبيرة من أراضي البلاد في هجوم شامل شنته مع بدء انسحاب القوات الأمريكية وقوات حلف شمال الأطلسي .
وسط مخاوف من سقوط كابول خلال أيام، وصلت الدفعة الأولى من القوات الأمريكية إلى كابول للمساعدة في إجلاء موظفي السفارة الأمريكية ومدنيين آخرين، هذا في وقت باشرت السفارة بإتلاف المواد الحساسة من وثائق وأجهزة إلكترونية. ويبدو أن الزحف السريع لقوات طالبان باغث القوات الدولية. فمع إعلان وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إرسال جنود مجددا، تذكر العالم الصورة التي خلدت هزيمة الولايات المتحدة الهزيمة الأمريكية في فيتنام ويظهر فيها لاجئون يستقلون مروحية على سطح أحد المباني.
الاتحاد الأوروبي
دعا الاتحاد الأوروبي، يوم الثامن من أغسطس 2021 إلى «وقف عاجل وكامل ودائم لإطلاق النار» في أفغانستان، مندداً بتكثيف حركة «طالبان» لهجماتها. وفي بيان مشترك قال وزير خارجية الاتحاد جوزيف بوريل والمفوض الأوروبي لشؤون إدارة الأزمات يانيش لينارسيتش إن «الهجوم العسكري لحركة (طالبان) يتناقض مع التزامها تسوية للنزاع بالتفاوض وعملية السلام في الدوحة».حذر من جهته من أن حركة طالبان ستواجه عزلة دولية إذا استولت على السلطة بالعنف. وقال جوزيب بوريل، منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي في بيان 12 أغسطس 2021″إذا تم الاستيلاء على السلطة بالقوة وإعادة تأسيس إمارة إسلامية، فإن طالبان ستواجه عدم الاعتراف والعزلة ونقص الدعم الدولي واحتمال استمرار النزاع وعدم الاستقرار الذي طال أمده في أفغانستان”.
أعلنت دول أوروبية هي بريطانيا وألمانيا والدنمارك وإسبانيا والجمهورية التشيكية، يوم 13 أغسطس 2021 تقليص وجودها في أفغانستان إلى الحدّ الأدنى، وباشرت برامجا لنقل موظفيها الأفغان.
ألمانيا
تتابع ألمانيا هذا الوضع “الكارثي” باهتمام بالغ، خصوصا وأن الجيش الألماني كان متواجدا إلى جانب القوات الدولية في أفغانستان على مدى عشرين عاما. من جهته، أكد وزير الهجرة اليوناني نوتيس ميتاراتشي أن الاتحاد الأوروبي ليس في وضع يسمح له بالتعامل مع أزمة مهاجرين على غرار تلك التي حدثت في عام 2015 بعد انفجار الوضع في سوريا، وعليه أن يحاول منع الفارين من الصراع الأفغاني المتفاقم من دخول أراضيه.
تتوالى التحذيرات الألمانية من اندلاع حرب أهلية مدمرة داخل أفغانستان مع تقدم قوات طالبان على الأرض في أفغانستان. ومع سيطرة حركة طالبان على المزيد من الولايات حذر سياسيون ألمان من أن تلك التطورات قد لا يوجد معها حل سياسي، وأن أفغانستان قد تدخل حربا أهلية طويلة الأمد.
وحذر وزير الخارجية الألماني هايكو ماس يوم 12 أغسطس 2021 من أن ألمانيا، أحد المانحين الرئيسيين لأفغانستان، لن تدفع “فلسا واحدا” من مساعدات التنمية إذا سيطرت طالبان على البلاد. وقال الوزير الألماني في مقابلة مع قناة “تسي دي اف” العامة “لن نعطي أفغانستان فلسًا واحدًا بعد الآن إذا سيطرت طالبان بالكامل على السلطة وطبقت الشريعة وإذا أقامت دولة خلافة”. وشدد على أنّ أفغانستان “لا يمكن أن تستمر من دون مساعدات دولية”. وتساهم ألمانيا بنحو 430 مليون يورو سنويًا، وهي من بين أكبر عشرة مانحين للمساعدات التنموية لأفغانستان.
أعلن وزير الخارجية الألماني هايكو ماس أن بلاده بدئت يوم 15 أغسطس 2021 عملية إجلاء أفراد طاقمها الدبلوماسي من سفارتها في كابول والموجودين حاليا في مطار العاصمة الافغانية. وقال ماس في مؤتمر صحافي في برلين إن “قسما منهم سيغادر كابول في وقت لاحق .
أغلقت المانيا سفارتها في كابول ، وقالت وزارة الخارجية في برلين على موقعها الإلكتروني “الوضع الأمني تدهور بشدة. السفارة الألمانية في كابول مغلقة اعتبارا من 15 أغسطس”. وناشدت الوزارة المواطنين الألمان مجددا مغادرة أفغانستان.
بريطانيا
أعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون يوم 14 أغسطس 2021أن بلاده لا تبحث التدخل العسكري في أفغانستان في الوقت الراهن. وقال: “أعتقد أن فكرة الحل العسكري لا يتم النظر فيها الآن”. وأضاف ردا على سؤال حول إمكانية عودة الجيش البريطاني إلى أفغانستان: “يجب على المرء أن يكون واقعيا بشأن قدرة بريطانيا أو أي قوة أخرى على استخدام التدخل العسكري”. وتابع: “ما يمكننا فعله هو العمل مع شركائنا في المنطقة وحول العالم الذين يشاركوننا الاهتمام بضمان ألا تصبح أفغانستان بؤرة للإرهاب مرة أخرى”. وشدد على أن “لندن تنوي استخدام النفوذ الدبلوماسي والسياسي لهذا الغرض وفي الوقت ذاته، تبذل جهودها لإجلاء المواطنين البريطانيين والموظفين الأفغان في المنظمات البريطانية وسط تدهور الأوضاع في البلاد”. من جهتها، قالت وزارة الدفاع البريطانية الخميس إنها “سترسل حوالي 600 جندي إلى أفغانستان للمساعدة في إجلاء الرعايا البريطانيين والمتخصصين الأفغان العاملين معهم”.
دعا رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون دول العالم بعدم الاعتراف المتبادل بحكومة في أفغانستان من صنع طالبان، مضيفا أن من الواضح أنه ستكون هناك إدارة جديدة في البلاد قريبا جدا. وقال في مقابلة “لا نريد أن يعترف أي أحد على الصعيد الثنائي بطالبان”، مطالبا بـ “موقف موحدا بين الجميع بقدر المستطاع”.
فرنسا
أعلنت السفارة الفرنسية في كابول يوم 30 يوليو 2021 أنها دعت جميع الفرنسيين المقيمين أو المتواجدين في أفغانستان لمغادرة البلاد فورا بسبب مخاوف أمنية، فيما تتواصل هجمات حركة طالبان في مناطق عدة مع استكمال القوات الأمريكية والأجنبية انسحابها. وجاء في بيان السفارة الفرنسية “خصصت الحكومة رحلة خاصة ، انطلقت من كابول، للسماح بعودة جميع أفراد الجالية الفرنسية إلى فرنسا” .
قلق أوروبي
يشعررؤساء المخابرات الغربية قلقون، وفي الواقع لديهم سبب وجيه لذلك.فقد أدى الانسحاب السريع لبقية القوات الغربية من أفغانستان هذا الشهر، بموجب مرسوم أصدره الرئيس الأمريكي جو بايدن، إلى تشجيع عناصر حركة طالبان. كون انسحاب بايدن من أفغانستان يجعل سيطرة طالبان أمرا حتميا ويمنح القاعدة الفرصة لإعادة بناء شبكتها، لدرجة قد تغدو مها قادرة على تدبير هجمات حول العالم مرة أخرى”.
الناتو
أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي “الناتو” ينس ستولتنبرغ أن الحلف يساهم في تأمين مطار كابول للسماح بإجلاء مواطنين غربيين في موازاة تقدم طالبان. وكتب ستولتنبرغ في تغريدة “تحدثت الى رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون ووزراء خارجية حلفائنا الكنديين والدنماركيين والهولنديين عن الوضع في أفغانستان. الحلف يساعد في إبقاء مطار كابول مفتوحا لتسهيل وتنسيق عمليات الاجلاء”.
روسيا
ذكرت مصادر إعلامية، نقلا عن وزارة الخارجية الروسية، أن موسكو لم تعترف بعد بمسلحي طالبان كسلطة قانونية جديدة بأفغانستان. وأوضحت الوزارة أيضا أنه من المستبعد أن يتوجه الرئيس الأفغاني أشرف غني إلى روسيا بعد مغادرة بلاده. وكانت وكالة تاس للأنباء قد ذكرت في وقت سابق أن السفارة الروسية في كابول لا ترى تهديدا من التطورات التي تشهدها المدينة ولا ترى حاجة لإخلائها في الوقت الحالي.
أعرب ضمير كابولوف المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى أفغانستان يوم 15 أغسطس 2021 عن تفاؤل موسكو بالعلاقات بين روسيا وأفغانستان بعد تغيير السلطة في هذا البلد. وفي تصريحات صحفية قال كابولوف ردا على سؤال عما إذا كان يأمل في إقامة علاقات جيدة بين موسكو وأفغانستان: “ليس هذا أملي فقط، بل أنا واثق من ذلك. سوف نبني علاقاتنا استنادا إلى رصيد من نتائج عملنا خلال السنوات الأخيرة”. وأشار كابولوف إلى أن روسيا تحافظ على “علاقات جيدة” مع الحكومة الأفغانية التي غادرت البلاد وحركة “طالبان” على حد سواء، مضيفا: “لذلك فإننا غير قلقين”. وفي وقت سابق م، أكد كابولوف استعداد موسكو للتعامل مع حكومة انتقالية أفغانية، لافتا إلى أن روسيا لا تستعجل في الاعتراف بشرعية أي سلطة تنبثق عن حركة “طالبان”.
التواجد العسكري الأوروبي في أفغانستان – مكافحة الإرهاب
أعلنت بعثة الاتحاد الأوروبي لدى أفغانستان في 21 يناير 2021، تقديم (35 )مليون يورو إلى البلاد لمواجهة فيروس كورونا ومواجهة أثارها السلبية على الاقتصاد. وكان قد دعا “جوزيب بوريل” مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي إلى وقف إطلاق النار فورا في أفغانستان وقال إن أي تحرك لإقامة إمارة إسلامية سيؤثر على الدعم الذي يمكن أن يقدمه الاتحاد . وأكد الاتحاد الأوروبي، أن دعمه المستقبلي لأفغانستان مرتبط بالحفاظ على مبادئ الجمهورية، في ظل مواقف متضاربة بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان حول نظام الدولة في المستقبل.
وكانت وزيرة الدفاع الألمانية قد رفضت يوم 12 أغسطس 2021 دعوات لإعادة جنود بلادها لأفغانستان بعد أن تمكن مسلحو حركة طالبان من السيطرة على مدينة قندوز حيث تتمركز القوات الألمانية منذ عقد.وكان لدى ألمانيا ثاني أكبر قوة عسكرية في أفغانستان بعد الولايات المتحدة وفقدت جنودا في معارك في قندوز أكثر من أي مكان آخر في العالم منذ الحرب العالمية الثانية.
تتألف مهمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في أفغانستان من حوالي (17) ألف جندي من (39) دولة متحالفة. العدد الأكبر على الصعيد الأوروبي هو للقوات الألمانية والبريطانية حيث لديهم( 1100 )جندي و(1000 )جندي على التوالي. وانتهى التحالف رسمياً مهمته القتالية هناك في نهاية عام 2014 وحالياً يقدم المشورة والتدريب للقوات الأفغانية .
القوة العسكرية الألمانية في أفغانستان ـ مكافحة الإرهاب
دعت ألمانيا المجتمع الدولي إلى إنهاء المهمة العسكرية في أفغانستان بشكل مسؤول وتجنب انسحابٍ قبل الأوان للقوات الأجنبية قد يصبّ في مصلحة حركة “طالبان”. أعربت الحكومة الألمانية أنها مستعدة لدعم السلام بين الأفغان و طالب وزير الخارجية الألماني هايكو ماس بعقد مفاوضات عاجلة بين طالبان والحكومة الأفغانية. وأضاف “على جميع الأطراف أن توفي بالتزاماتها ويجب أن تبدأ في أقرب فرصة المفاوضات الأفغانية”.
ووصف ماس الاتفاق الذي وقع بأنه “فرصة طال انتظارها لبدء عملية السلام في أفغانستان”. وحذر في الوقت ذاته من أنه: “لا يصح أن تحدث ردة إلى الحكم الشمولي لطالبان على حساب جيل كامل من الشابات والشباب الأفغان” .
تشكل القوات الألمانية ثاني أكبر قوة عسكرية أجنبية في أفغانستان بعد الولايات المتحدة.وافق مجلس الوزراء الألماني، على الإبقاء على الحد الأقصى للجنود الألمان المشاركين في المهمة الدولية في أفغانستان دون تغيير، وبهذا فقد مهد الطريق لمواصلة المهمة حتى 31 يناير 2022. وتنشر ألمانيا قرابة (1100) جندي في شمال أفغانستان، في إطار مهمة حلف شمال الأطلسي المعروفة بـ”الدعم الحازم”، وتضم (9600) عنصر.
ويقدرعدد قوات النخبة الألمانية المتواجدة في أفغانستان بحوالي (50) جنديا، وتمركزت القوات في شمال أفغانستان، ومهتهم تدريب وحدات خاصة من الشرطة الأفغانية وتقديم الدعم لها في حالات الطوارئ. وكانت قد كشفت مجلة “دير شبيجل” الألمانية في 31 ديسمبر2020 عن أن وزارة الدفاع تتجه بقوة للانسحاب من أفغانستان وبدأت بالفعل سحب جزء من القوات”. وأضافت: أنه جرى بالفعل إعادة الجزء الأكبر من هذه القوات ومعداتها، ويتمركز حاليا (12) جنديا فقط من قوات النخبة الخاصة في المعسكر الألماني في مزار شريف شمالي أفغانستان”.
بريطانيا ـ تقليص حجم القوات في أفغانستان ورفض فرنسي للانسحاب الأمريكي
صرح وزير الدفاع البريطاني “بن والاس” إن بريطانيا ستحذو على الأرجح حذو الولايات المتحدة في خفض مستوى قواتها في أفغانستان، لكنها ستواصل العمل مع الحكومة هناك ومع واشنطن لحماية أمن البلاد، في 19 نوفمبر 2020. كما صرح “والاس” “، قائلاً: “أتوقع أنه إذا خفضت الولايات المتحدة قواتها في مرحلة ما، فسنخفض نحن قواتنا”. وأوضح وزير الخارجية الفرنسي “جان إيف لو دريان”، إن بلاده طلبت من الولايات المتحدة عدم الانسحاب من العراق وأفغانستان نظرا لاستمرار محاربة ما وصفه بـ”التشدد الإسلاموي”.
المفوضية الأوروبية واللاجئين الأفغان – مكافحة الإرهاب
أعلنت المفوضية الأوروبية أن خمس دول من الاتحاد الأوروبي وافقت على استقبال عدد محدد من الأطفال المهاجرين العالقين في اليونان، في وقتٍ يستمر فيه التوتر على الحدود اليونانية التركية . ومعظم العالقين على الحدود اليونانية سوريون فارون من الحرب في بلادهم، لكن يوجد بينهم أيضا أفغان. وبشكل عام، يُشكل الأفغان النسبة الأعلى في صفوف المهاجرون غير الشرعيين الذين وصلوا خلال العام 2019، إذ يمثلون حوالي(25%) جميع الوافدين .
أعلن مسؤولون بوزارة اللاجئين والعائدين الأفغانية إن مجموعة تتألف من (30) شخصا من طالبي اللجوء الذين تم رفض طلباتهم في ألمانيا وصلت إلى كابول في 17 ديسمبر2020. وهذه تعد الرحلة الـ (34) لإعادة طالبي لجوء مرفوضين من ألمانيا إلى أفغانستان منذ ديسمبر 2016 وقد جرى إعادة (937) من طالبي اللجوء المرفوضين إلى أفغانستان منذ ذلك الحين.وقد استأنفت دول أوروبية أخرى رحلات إعادة طالبي اللجوء إلى أفغانستان. ووصلت كابول طائرة على متنها (11 )مهاجرا مرحلين من النمسا وبلغاريا .”
أعلنت ألمانيا وهولندا، يوم 11 أغسطس 2021 تعليق قرارات ترحيل طالبي اللجوء الأفغان، بسبب تدهور الأوضاع في أفغانستان إضافة لتعليق الحكومة الأفغانية في كابول “العودة غير الطوعية” لمدة ثلاثة أشهر.وقال ستيف ألتر، المتحدث باسم وزير الداخلية الألماني، إن الوزير أمر في الوقت الحالي تعليق قرار ترحيل اللاجئين الأفغان . وأشار ألتر في وقت سابق إلى أن هناك حوالي 30 ألف أفغاني مطالبين بمغادرة ألمانيا. وأضاف المتحدث في مؤتمر صحفي بأن الوزارة “لا تزال مقتنعة بترحيل لاجئين أفغان بأسرع وقت ممكن”.في سياق متصل، أعلنت هولندا عدم ترحيل المواطنين الأفغان من طالبي اللجوء لديها على مدى الشهور الستة المقبلة، نظرا لسرعة تدهور الأوضاع في بلادهم.
يتناقض القرار على ما يبدو مع خطاب أرسلته ست حكومات أوروبية منها هولندا إلى مفوضية الاتحاد الأوروبي في الأسبوع الماضي أصرت خلاله على حق ترحيل الأفغان من طالبي اللجوء الذين رفضت السلطات طلباتهم.
علاقة طالبان بالقاعدة لا تزال متينة
كشف تقرير جديد صادر عن وزارة الدفاع الأميركية أن حركة طالبان صعّدت خلال الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2021، هجماتها ضد الشعب الأفغاني، وحافظت على علاقات وثيقة مع القاعدة وخططت بنشاط لهجمات واسعة النطاق. فقد أوضح التقرير الصادر حديثا عن مكتب المفتش العام بوزارة الدفاع الأميركية، أن هذا التصعيد الطالباني يأتي تزامناً مع فشل محادثات السلام بين طالبان والحكومة الأفغانية في إحراز أي تقدم،وكشف التقرير أن تنظيم القاعدة يواصل الاعتماد على طالبان في الحماية وأن العلاقات بين المجموعتين قد تعززت، وفقاً لمعلومات من وكالة استخبارات الدفاع. وكان تقرير لمجلس الأمن الدولي نشر في يونيو من العام 2020، كشف أن طالبان لا تزال تتمسك بروابط صلة متينة مع القاعدة، وأضاف أن الحركة تشاورت بانتظام مع القاعدة خلال المفاوضات مع الولايات المتحدة وعرضت ضمانات بأنها ستحافظ على الروابط التاريخية بينهما.ولا تزال العديد من فروع القاعدة، بما في ذلك أبرز فروعها في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، تحتفظ بقواها. ويذكر هنا أن حملة مكافحة الإرهاب الأمريكية نجحت إلى حد بعيد في ضرب قيادة التنظيم، ولكن ذلك جعل التنظيم ينحو نحو اللامركزية بشكل متزايد.
وكان تقرير لمجلس الأمن الدولي نشر في يونيو من العام 2020، كشف أن طالبان لا تزال تتمسك بروابط صلة متينة مع القاعدة، وأضاف أن الحركة تشاورت بانتظام مع القاعدة خلال المفاوضات مع الولايات المتحدة وعرضت ضمانات بأنها ستحافظ على الروابط التاريخية بينهما.ولا تزال العديد من فروع القاعدة، بما في ذلك أبرز فروعها في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، تحتفظ بقواها. ويذكر هنا أن حملة مكافحة الإرهاب الأمريكية نجحت إلى حد بعيد في ضرب قيادة التنظيم، ولكن ذلك جعل التنظيم ينحو نحو اللامركزية بشكل متزايد.
بعد دخول عناصر طالبان إلى العاصمة كابل قبل ساعات، يوم 15 أغسطس 2021 حذّر رئيس الأركان الأميركي مارك ميلي، الأحد، من تشكّل جماعات إرهابية جديدة بأفغانستان. وأضاف أن ظهور هذه الجماعات قد يكون أسرع مما هو متوقع. وبعد دخولها العاصمة قبل ساعات يوم 15 أغسطس 2021، أفرجت حركة طالبان عن 5 آلاف سجين بينهم إرهابيون من تنظيم داعش، وسجناء سابقون بغوانتانامو.
تقييم للجهود الأوروبية فى أفغانتسان ـ مكافحة الإرهاب
أن أفغانستان لا تزال هي منطقة الصراع التي تشكّل مبعث القلق الأكبر بالنسبة للدول الأعضاء خارج المعقل الرئيسي لتنظيم داعش”. ولا يزال “تنظيم داعش ـ ولاية خراسان” مركز ثقل التنظيم في جنوب آسيا. والتنظيم يتمتع بقدرة كبيرة على الصمود، وينفذ هجمات تخلّف أثرا لا يتناسب مع أعدادها، حتى في كابول، و يقوم بأنشطة دعائية في المدارس والجامعات. ويتواجد أيضا الكثير من الجماعات المتطرفة المتحالفة مع تنظيم “القاعدة” وحركة “طالبان” في أفغانستان.
ولا تزال علاقة وطيدة تجمع بين التنظيمين وتعود عليهما بالفائدة، إذ يوفّر الأول الموارد والتدريب مقابل الحماية. لم تتغير قائمة الدول الرئيسية التي أتى منها طالبو اللجوء وفقا لـ” مكتب دعم اللجوء الأوروبي” في 19 فبراير 2021. إذ جاء الأفغان في المركز الثاني بـ(48578 ) طلبا “. تقول “آشلي جاكسون” المديرة المشاركة بمركز دراسة الجماعات المسلحة في معهد التنمية الخارجية بشأن تواجد أو انسحاب القوات الأوروبية والدولية من أفغانستان”إنه إذا ظل الموقف غير واضح فإن طالبان قد تصعّد الهجمات وربما تعود للهجوم على القوات الدولية”.
يرى الدكتور “توماس باركر” بشأن الانسحاب للقوات العسكرية الدولية أنه من المحتمل أن ينشط الإرهابيين الذين يعيشون حاليًا في مكان آخر في العالم الإسلامي وفي الغرب، حيث انهم قد يروا في أفغانستان مكانًا جديدًا يتهافتون إليه، ربما للانضمام إلى فرع “داعش” في أفغانستان أو للانتقال إلى المناطق الخاضعة لحكم “طالبان” من أجل تلقّي التدريب.
بات متوقعا عودة تنظيم القاعدة والجماعات “الجهادية” المتطرفة إلى أفغانستان وبضمنها تنظيم داعش، باعتبار طالبان ” مظلة الجماعات الجهادية، وممكن أن تنطلق من أفغانستان عمليات إرهابية دوليا وإقليميا، مع تدخل أطراف إقليمية ودولية في المشهد الأفغاني خاصة إيران وباكستان وتركيا .
رابط مختصر… https://www.europarabct.com/?p=74631
رابط مختصر .. تحديث يوم 15 أغسطس https://www.europarabct.com/?p=76775 2021
*جميع الحقوق محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب و الإستخبارات
الهوامش
الاتحاد الأوروبي يدعو إلى وقف إطلاق النار في أفغانستان ويحذر من إقامة إمارة إسلامية
ألمانيا ترجح تمديد مهمة قواتها في أفغانستان
ألمانيا: الانسحاب من أفغانستان قبل الأوان قد يضر محادثات السلام
ألمانيا تقرر تمديد مهمة قواتها في أفغانستان
فرنسا تطلب من أمريكا عدم سحب قواتها من العراق وأفغانستان
بريطانيا: الحكومة تستثمر في برنامج عسكري وصف بأنه الأكبر منذ الحرب الباردة
بعد تهديد روحاني للقوات الأوروبية بالمنطقة.. أين تنتشر عناصرها؟
تراجع كبير لعدد طلبات اللجوء في الاتحاد الأوروبي
هل ستبقى القوات الأجنبية في أفغانستان لما بعد الموعد المتفق عليه بين طالبان والولايات المتحدة ؟
التهديد المستمر من تنظيمي «الدولة الإسلامية» و «القاعدة»: وجهة نظر الأمم المتحدة
الهجرة إلى الاتحاد الأوروبي: خمس دول أوروبية توافق على استقبال أطفال مهاجرين عالقين في اليونان
https://www.bbc.com/arabic/world-51804795
تراجع الهجرة غير الشرعية في الاتحاد الأوروبي إلى أدنى مستوى لها منذ عام 2013
رغم كورونا….ترحيل طالبي لجوء مرفوضين من ألمانيا